معاهدة سان ستيفانو: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة بوابة (بوابة:القرن 19)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 1:
[[ملف:Bulgaria-SanStefano -(1878)-byTodorBozhinov.png|300px|يسار|تصغير|حدود إمارة [[بلغاريا]] المستحدثة في معاهدة سان ستيفانو]]
'''معاهدة سان ستيفانو التمهيدية''' ([[29 صفر]] [[1295 هـ|1295هـ]]=[[3 مارس]] [[1878]]) كانت معاهدة بين [[روسيا]] [[إمبراطوريةالدولة عثمانيةالعثمانية|والإمبراطورية العثمانية]] في ختام [[الحرب الروسية التركيةالعثمانية (1877-18781877–1878)|الحرب الروسية العثمانية (1877-1878)]]. تم توقيعها في [[3 مارس]] [[1878]] في سان ستيفانو، ضاحية غرب [[إسطنبول]]، [[تركيا|بتركيا]]. المعاهدة جاءت لتتزامن مع مناسبة تذكارية، حين أصبح [[ألكسندر الثاني|الإسكندر الثاني]] إمبراطور [[روسيا]] في [[2 مارس]]، [[1855]].وادت هذه المعاهدة إلى ظهور دولة بلغارية أكبر من اللازم وكانت هذه الدولة مخلب قط لروسيا فتعاونا معا على الاجهاز على الدولة العثمانية لتصبح تحت التوجيه الروسى فيصبح التوازن الدولي في المنطقة لصالح روسيا بشكل حاد رفضته دول أوروبا فأصبحت أوروبا على وشك حرب اوربية كبرى
 
تعد معاهدة "سان استيفانو" من المعاهدات المهمة في تاريخ الدولة العثمانية، حيث فرضت هذه المعاهدة على العثمانيين المهزومين أمام روسيا إدخال إصلاحات جوهرية على أوضاع المسيحيين في الدولة العثمانية، خاصة في أوروبا؛ وهو ما عني حقوقا وامتيازات للأقلية لا تتمتع بها الأغلبية المسلمة، وكان ذلك يشير إلى رغبة الدول الأوربية في تفجير الدولة العثمانية من الداخل بعد إضعافها للغاية في المحيط الدولي، بحيث تمثل "[[رجل أوروبا المريض]]" الذي ينتظر الجميع موته لتقسيم تركته الكبيرة.<ref>[http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/04/article31.shtml سان استيفانو.. اللعب على المتناقضات، إسلام أون لاين] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20100820011958/http://www.islamonline.net:80/Arabic/history/1422/04/article31.shtml |date=20 أغسطس 2010}}</ref>
 
== البلقان.. برميل البارود ==
 
منطقة البلقان في قلب أوروبا هي برميل البارود القابل للاشتعال دوما؛ ففي تلك الفترة التاريخية شهدت المنطقة ثورات ضد الدولة العثمانية، حيث قام سكان [[صرب|الصرب]] والجبل الأسود بثورة ضد العثمانيين في عام ([[1293 هـ|1293هـ]]=1876م)، إلا أن الدولة العثمانية استطاعت إخمادها، وأدرك السلطان "عبد الحميد" رغبة الدول الأوربية في التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، فأراد قطع الطريق عليهم، وأدخل عددا من الإصلاحات الداخلية؛ فأصدر قرارا بفصل القضاء عن السلطة التنفيذية، وتعيين القضاة بالانتخاب عن طريق الأهالي، والمساواة في الضرائب بين المسلمين والنصارى.
 
غير أن هذه الإصلاحات لم ترق للصرب وغيرهم؛ فعادوا إلى الثورة من جديد، ولكن في ظل مساعدات خارجية من بعض الدول الأوربية، مثل النمسا التي كانت ترغب في ضم منطقة "البوسنة والهرسك" إليها، كما قامت ست دول أوربية كبرى بسحب سفرائها من إستانبول ووقعت "[[بروتوكول لندن (1877)|بروتوكول لندن]]" في ([[17 ربيع الأول]] [[1294 هـ]]=[[31 مارس]] [[1877]]م) الذي يعرض تأمين حدود الدولة العثمانية مقابل قيامها بإجراء بعض الإصلاحات في الممتلكات العثمانية في البلقان لصالح الرعايا المسيحيين.
سطر 16:
وقد حاربت الدولة العثمانية في هذه الحرب كلا من روسيا، و[[رومانيا]] التي أمدت الروس بمائة ألف مقاتل؛ رغم العداء المعروف بين الجانبين، وحقق الروس انتصارات في البلقان رغم الدفاع البطولي الذي أبداه العثمانيون، وفتحت هذه الانتصارات شهية الروس لمحاولة القضاء
 
على الدولة العثمانية؛ فتحركت القوات الروسية صوب العاصمة "[[إسطنبول|إستانبول]]"، ووقفت على بعد خمسين كيلومترا منها، ووقعت معارك بين الروس والعثمانيين في آسيا، واستطاع الروس الوصول إلى الأناضول.
 
وأمام تلك الهزائم الكبيرة والمتلاحقة اضطر العثمانيون لتوقيع معاهدة "سان استيفانو" التي وقعها عن الجانب العثماني "[[صفوت باشا]]" وهو يبكي، واحتوت شروطا مجحفة بالدولة العلية العثمانية.
سطر 22:
== بنود.. وتعديل.. ومحو ==
 
استمرت "حرب 93" حوالي تسعة أشهر خسرت الدولة العثمانية غالبية أراضيها في أوروبا، ولم يتبق لها إلا القليل من الممتلكات، وأمام هذه المأساة اضطر السلطان "عبد الحميد" أن يطلب من ملكة بريطانيا "[[فيكتوريا (توضيح)|فيكتوريا]]" التوسط لعقد هدنة، إلا أن الروس رفضوا في البداية وصمموا على استمرار القتال، فقرر العثمانيون الدفاع المستميت عن إستانبول، ومن ناحية ثانية تكتلت الدول الأوربية ضد روسيا التي بدت أطماعها في الوصول إلى المياه الدافئة تتحقق في هذه الحرب. وألقى الأسطول الإنجليزي بمراسيه في مياه إستانبول، وكانت هذه الرسالة التحذيرية من بريطانيا عاملا مهما في دفع الروس للتفكير في الهدنة ووقف الحرب.
 
أرادت روسيا المنتصرة أن تملي شروطها على الدولة العثمانية المغلوبة في معاهدة "سان استيفانو" (وهي ضاحية من ضواحي إستانبول على الضفة الأوربية من [[بحر مرمرة]])، وتكونت هذه المعاهدة التي لم ُيعمل بأي نص من نصوصها، من 29 مادة، حيث إن هذه المعاهدة المجحفة تم تعديلها بعد 4 أشهر و11 يوما بمعاهدة أخرى هي معاهدة برلين التي محت كثيرا مما جاء في "سان استيفانو".
سطر 31:
* حصول [[بلغاريا]] على استقلال ذاتي إداري، مع دفع بلغاريا مبلغا من المال سنويا للدولة العثمانية، ويكون موظفو الدولة في بلغاريا والجند من النصارى فقط، ويخلي العثمانيون جنودهم منها نهائيا.
* حصول [[رومانيا]] على استقلالها التام.
* يتعهد الباب العالي بحماية [[أرمن|الأرمن]] والنصارى من [[كرد|الأكراد]] و[[شركس|الشركس]].
* يقوم الباب العالي بإصلاح أوضاع النصارى في جزيرة [[كريت]].
* تدفع الدولة العثمانية غرامة حربية قدرها 250 مليون ليرة ذهبية لروسيا، ويمكن لروسيا أن تتسلم أراضي بدلا من هذه الغرامة.
* تبقى مضايق [[البوسفور (مضيق)|البوسفور]] و[[الدردنيل]] مفتوحة لروسيا وقت السلم والحرب.
* يمكن لمسلمي [[بلغاريا]] أن يهاجروا حيث يريدون في الدولة العثمانية.
 
سطر 45:
<gallery><center>
صورة:SanStefano2.jpg|ملحق لمعاهدة سان ستيفانو, يوضح التغيير في حدود [[صربيا]]
صورة:SanStefano3.jpg|ملحق لمعاهدة سان ستيفانو, يوضح التغيير في حدود [[الجبل الأسود|مونتنيجرو]]
صورة:SanStefano1.jpg|ملحق لمعاهدة سان ستيفانو, يوضح حدود إمارة [[بلغاريا]] المستحدثة.
صورة:SanStefano4.jpg|ملحق لمعاهدة سان ستيفانو, يوضح التغيير في الحدود بين [[الإمبراطورية الروسية|الامبراطورية الروسية]] والدولة العثمانية في القوقاز
</gallery>
 
اختلفت ردود أفعال الدول الكبرى على معاهدة "سان استيفانو" التي ُتؤمن لروسيا تفوقا في البلقان على حساب الدولة العثمانية وإمبراطورية النمسا، وتمكن روسيا من الوصول إلى المياه الدافئة والبحار المفتوحة، فكانت إنجلترا من أكثر الدول تخوفا من هذا التمدد الروسي خوفا من السيطرة الروسية على "[[البوسفور (مضيق)|مضيق البوسفور]]" ومن وصول النفوذ الروسي إلى الهند، ولهذا كانت لندن من أشد الدول المعارضة لهذه الاتفاقية، ومن الدول الساعية إلى تعديلها رغما عن روسيا، حتى تظهر أمام الهنود بمظهر القوة والبأس ونفوذ الكلمة في أوروبا، وتتودد أيضا إلى مسلمي [[الهند]]، حيث كانت سلطتها في الهند مبنية في الأساس "على الوهم أكثر من قوة السلاح" كما يقول "[[محمد فريد]]" في كتابه "الدولة العثمانية".
 
كذلك عارضت [[النمسا]] هذه الاتفاقية، حيث كانت تطمع في "[[البوسنة والهرسك]]". أما [[فرنسا]] فكانت على الحياد بعد هزيمتها في [[الحرب البروسية]] ورغبتها في تعويض ما فقدته من خسائر في هذه الحرب. وكانت إيطاليا حديثة عهد بالاستقلال، ولم تكن راغبة في التورط في صراعات القارة الأوربية. وأما ألمانيا فكانت أقرب إلى روسيا منها إلى الدولة العثمانية في تلك الفترة.
سطر 56:
== معاهدة برلين 1878 - محاولة هدم معاهدة سان ستيفانو ==
 
وأدرك السلطان "عبد الحميد" بدهائه السياسي حجم وطبيعة التناقض في المصالح بين الدول الغربية، وسعى من خلال هذا التناقض إلى العمل على هدم معاهدة "سان استيفانو"؛ اعتمادا على اللجوء إلى أقل الضررين، وبنى موقفه السياسي وتحركه على أن بريطانيا هي أقرب الدول إليه في هذه المرحلة؛ ولذا سعى لتنسيق أموره معها؛ ومن ثم أعطى بريطانيا لواء [[قبرص]]، مقابل دعمها له، وكانت قبرص مهمة لبريطانيا في تدعيم وجودها في غرب ووسط [[البحر الأبيض المتوسط|البحر المتوسط]].
 
وانعقد مؤتمر في برلين برئاسة المستشار الألماني "[[أوتو فون بسمارك|بسمارك]]" في ([[13 رجب]] [[1295 هـ]]=[[13 يوليو]] [[1878]]م) حضرته الدول الأوربية الكبرى، ولم يعط المؤتمر روسيا إلا النزر اليسير مما نصت عليه معاهدة "سان استيفانو"، ويعتبر مؤتمر برلين من آخر الاتفاقيات التي عدلت الحدود الجغرافية السياسية لأوربا في القرن التاسع عشر، وأطال عمر الدولة العثمانية 35 عاما بدلا من "سان استيفانو" التي كانت تسعى لوضع نهاية سريعة للخلافة العثمانية.
 
واستمر [[مؤتمر برلين]] 31 يوما عقدت خلاله 20 جلسة، واحتوى على 64 مادة، أجبرت الدولة العثمانية على إجراء إصلاحات في الأناضول الشرقية لصالح الأرمن، وفي عدد من المناطق في البلقان، غير أن السلطان "عبد الحميد" كان يجيد اللعب على التناقضات والمصالح المتضادة بين الدول الكبرى وفي منطقة [[البلقان]].
 
كانت [[معاهدة برلين (1878)|معاهدة برلين]] هي المرحلة الثانية بعد "[[معاهدة كارلوفيتس]]" [[1699]]، في تصفية الدولة العثمانية في أوروبا، والتي ختمت ب[[معاهدة بوخارست 1913]]، التي اعترفت بالاستقلال التام لثلاث إمارات تابعة لها هي رومانيا وصربيا و[[قرة داغ]].
 
== اقرأ أيضا ==
سطر 70:
* [[معاهدة سيفر]] مسمار أخير في نعش الدولة العثمانية
* [[معاهدة بساروفيتش]].. وإنقاذ ما يمكن
* [[معاهدة كيتشوك كاينارجي|معاهدة كيتشك كاينجاري]] وتدهور الدولة العثمانية
* [[معاهدة كارلوفجي]]