تضخم كوني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.1
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 2:
'''التضخم الكوني''' {{إنج|cosmic inflation}} هو مرحلة زمنية قصيرة بعد الانفجار العظيم اشتد خلالها انتفاخ الكون وتضخم تضخماً كبيراً جداً، ويقترح حدوثها العلماء لكي يتفادوا عدم انكفاء الكون الناشئء على نفسه ثانيةً ويضيع إلى الفناء. فنظراً لعظمة كبر الكتلة الأولى المتكونة وعظمتها بالإضافة إلى صغر المقاييس صغراً عظيماً بين أجزائها أيضاً، فإن قوى الجاذبية -حسب معرفتنا الحالية للطبيعة- تصبح لا نهائية مما يجعل الكون الناشئ ينكفئ على نفسه في لحظة نشأته وينتهي. لهذا اقترح أحد الفيزيائيين وهو [[آلان غوث]] مرحلة قصيرة يفترض فيها حدوث تضخم كوني غير عادي أبعد الأجزاء عن بعضها البعض لفترة وجيزة تكفي للتغلب على قوة الجاذبية وتؤدي إلى نشأة الكون.
 
بعد تلك المرحلة القصيرة التي قد تكون قد حدثت عندما كان عمر الكون أقل من ثانية تفترض النظرية أن تمدد الكون استمر ولكن بمعدل منخفض جداً بحيث يسمح بتكون الجسيمات الأولية من بروتونات والكترونات، ثم تكون منها [[هيدروجين|الهيدروجين]] و[[هيليوم|الهيليوم]] . وطبقاً [[خطتسلسل زمني للانفجار العظيم|للخط الزمني للانفجار العظيم]] تكونت النجوم الأولى والمجرات من سحابات الهيدروجين والهيليوم. وبدأت المرحلة الأولى لتكون تلك التجمعات النجمية و[[مجرة|المجرات]] و[[نجم زائف|أشباه النجوم]] الضخمة نحو 380000 سنة بعد الانفجار العظيم، ثم استمر تطور تلك الأنظمة الهائلة إلى وقتنا هذا.
 
وقد تكون بداية التأكيد العملي ل[[انفجارالانفجار عظيمالعظيم|نظرية الانفجار العظيم]] قد بدأت مع رصد الفلكي الأمريكي [[هبل (توضيح)|هابل]] للمجرات ومما قام به من أرصاد للمجرات، وأوضح شيئين من نتائجه في عام 1929: أن مجرة [[درب التبانة]] التي نعيش فيها ليست المجرة الوحيدة في الكون، بل توجد مجرات كثيرة في جميع أرجاء الكون، والتيجة الثانية التي استخلصها "هابل" من قياساته أن المجرات حولنا تبتعد عنا، وأن سرعة ابتعادها عنا تزداد بزيادة بعدها عنا.
 
[[ملف:History of the Universe-ar.svg|تصغير|350px|تاريخ نشأة الكون - [[موجة ثقالية|موجات ثقالية]] يفترض حدوثها خلال مرحلة التضخم الكوني (اسرع من سرعة الضوء) بعد الأنفجار العظيم مباشرة .طبقا لقياسات نشرت في 17 مارس 2014 .<ref name="BICEP2-2014"/><ref name="NASA-20140317"/><ref name="NYT-20140317"/>]]
سطر 14:
10<sup>26</sup> ضعف على الأقل. وواصل الكون تمدده بحسب نموذج الانفجار العظيم كما تصفه [[معادلات فريدمان]].
 
وضع الافتراض عن مرحلة التضخم الكوني الأولية العالم الفلكي [[آلان غوث]] في عام 1981، وهو لا يشكل عنصراً من عناصر النموذج الأصلي للانفجار العظيم. وكان السبب الذي استدعى ألان جوت بافتراض التضخم الكوني الأولي هو أن علم الفلك المبني على تأثيرات [[نظرية النسبية|النظرية النسبية]] كان يحتاج إلى حدود دقيقة جداً بالنسبة إلى الأحداثيات الفلكية، والتي هي أيضاً في محل تساؤلات. إن افتراض التضخم الكوني يسمح بعملية فيزيائية، تنتج تفسيراً لبعض الخصائص الكونية التي نرصدها .
 
وبناءً عليه يفترض أن السبب في التضخم هو تغير في حالة مجال غير متجه له كمون منبسط. "مجال التضخم" هذا يوصف بأنه مجال [[متجهمتجهة|غير متجه]] ويمكن وصفه [[معادلة الحالةحالة|بمعادلة حالة]] ذات ضغط سلبي. وطبقاً [[النظرية النسبية العامة|للنظرية النسبية العامة]] يؤدي ذلك إلى قوة تنافر، وبالتالي إلى تمدد الكون. ويعتبر تغير حالة المجال أثناء طور التضخم مماثلاً [[تحول طوري|لتحول طوري]] من الدرجة الأولى (كما نعرفه في الكيمياء ولكنه في هذه الحالة تحول طوري فيزيائي). طبقاً<nowiki/> [[نظريةالنظرية التوحيدالموحدة العظمى|لنظرية التوحيد العظمى]] تتعين الظروف الملائمة التي تؤدي إلى حدوث تحول طوري بواسطة [[آلية هيغز]] .
 
ويبدو أن افتراض التضخم الكوني عشوائياً من جهة، ولكن من جهة أخرى يحل عدداً لا بأس به من المعضلات الهامة في علم الفلك، بل ويحلها بطريقة متناسقة:
* إن الكون المرئي الذي نراه حالياً له نفس الخصائص ونفس البنية في جميع أجزائه. ومن جهة أخرى فهو يتكون من مناطق تتفاعل مع بعضها البعض بواسطة تبادل للقوى تتفق مع تضخم عادي ووصل إلى تلك المرحلة في وقت متأخر جداً، حيث ابتعدت عن بعضها في البدء بعد الانفجار العظيم بسرعة أعلى من سرعة الضوء. أما حقيقة أن الكون موزعاً توزيعاً متساوياً في جميع أنحائه ومتماثل وهذا ما توضحه قياسات [[إشعاع الخلفية الكونية الميكروي|إشعاع الخلفية الميكرويفي الكوني]] فهو يعتبر "مسألة أفق" ولا يستطيع تمدد عادي تفسيرها. ولكن بافتراض تضخم كوني تكون جميع الأجزاء الحالية في الكون المرئي قد تفاعلت مع بعضها البعض لفترة قبل حدوث التضخم.
* لا نجد في الكون الذي نراه اليوم أي نوع من [[انحناء المكان]]. وفي حالة تمدد عادي لكان من اللازم حدوث تناسق في منتهى الدقة بعد الانفجار العظيم مباشرة، تناسق بين كثافة المادة وطاقة الحركة لا يوجد لها تفسير. أما في حالة حدوث تضخم كوني فيكون التوزيع المنبسط للمكان الذي نراه حالياً هو نتيجة مباشرة لاتساعه العظيم، حيث أن الكون المرئي إنما يشكل مجرد جزءٍ صغير منه.
* علاوة على ذلك فإن افتراض التضخم الكوني يفسر التغيرات الطفيفة في كثافة الكون والتي نتجت منها [[مجرة|المجرات]] و [[تجمعات المجرات]] فهي نتيجة [[تموج كمي|لتموجات كمومية]] حدث في مجال التضخم. وعمل التضخم العظيم على زيادة تلك التموجات على نطاق واسع كبير لا يستطيع تمددٌ عادي أن يقوم به بطريقة مرضية.
سطر 26:
== ديناميكية المجال ==
 
من أجل تفسير ديناميكية التضخم (حركيته) يفترض وجود مجال كمومي غير متجه يكون موزعاً توزيعاً متساوياً وله كثافة طاقة معينة. فإذا تغير المجال ببطء كاف ( في اتجاه انخفاض لكثافة الطاقة) فيكون له ضغط سالب ويسلك مسلك [[ثابت كوني|الثابت الكوني]]، أي يؤدي إلى تضخم متسارع للكون. ويتبع التضخم دالة أسية عندما تكون كثافة الطاقة للحقل الكمومي هي الغالبة في الكون. ولا يوجد حالياً أي دليل على هذا المجال الكمومي. والاشارة إلى مجال كمومي ليكون سبباً في حدوث التضخم إنما هو تضخم لجسيمات وسطية (تعمل كحامل للقوي بين [[جسيم أولي|الجسيمات الأولية]]) وتسمى [[بوزون عياري|بوزونات عيارية]].
 
ويمكن للمستوى القاعي لطاقة مجال التضخم أن يختلف عن الصفر، ولكن هذا ليس شرطاً. فهذا يعتمد على أحداثيات كثافة كمون الطاقة للمجال. فيعتبر أن مجال التضخم كان في حالة أعلى للطاقة قبل مرحلة التمدد ثم أدت تموجات كمومية عشوائية إلى [[تحول طوري]] بحيث أصدر التضخم كمون طاقته في شكل مادة وإشعاع عندما انتقل إلى حالة منخفضة للطاقة. فأنتجت تلك العملية قوة تنافر عملت على تسريع تمدد الكون.
سطر 35:
حيث يكون الاعتماد على درجة الحرارة T متعلقاً بالتآثر مع التموجات الحرارية للجسيمات الأخرى والمجالات الموجودة في الكون. فعند درجة حرارة عالية يكون هذا الكمون أقل ما يمكن <math>|\Phi|=0</math> ومنفرداً. وعندما تنخفض درجة الحرارة بسبب تمدد الكون إلى درجة حرارة حرجة <math>T_1</math>، حينئذ تظهر حالة ثانية منخفضة محلية لدالة الكمون عند <math>|\Phi|\neq 0</math>. ويكون للكمون عند تلك الحالة المنخفضة الثانية قيمة أعلى من الحالة المنخفضة العامة <math>\Phi=0</math>، التي يوجد فيها المجال. وعندما تصل درجة الحرارة إلى درجة حرجة ثانية <math>T_2</math> وتنخفض عنها، فيصل الكمون في الحالة القاعية الثانوية إلى قيمة منخفضة أقل من القيمة المنخفضة الأولية. وتسمى الحالة القاعية العامة لدالة الكمون بأنها ''الفراغ الحقيقي'' وتسمى الحالة القاعية المحلية ''الفراغ الزائف''.
 
ولكي ينتقل المجال من حالة الفراغ الزائف إلى حالة الفراغ الحقيقي فلا بد له من اجتياز حاجز للطاقة أو يتخلله عن طريق [[ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/ظاهرة النفق|نفق كمومي]]. ونظراً لأن كثافة الطاقة في الكون المتمدد لا تتغير في حالة الفراغ الزائف فلا بد من أن يكون الفراغ الزائف سالباً ويؤدي طبقا لـ<nowiki/>[[معادلات فريدمان]] إلى تمدد أسي، هذا مع اعتبار أن عملية اختراق النفق الكمومي تتم ببطء مناسب.
 
== نشأة من العدم؟ ==
سطر 46:
يمثل افتراض التضخم الكوني أحد فروع البحث التي يناقش فيها عدد كبير من النماذج. وعلى الأخص دراسة طبيعة الجسيمات والحقول، تلك التي تبحث في طبيعة ما أدى إلى حالة الفراغ المفترض، وهي مسائل لا تزال غامضة.
 
وإذا كانت عملية تضخم قد حدثت بالفعل عند بدء الكون فلا بد من أن تجيب على ذلك المشاهدة العملية، وهذا هو الآن تحت البحث. وتتفق حالياً الاختلافات البسيطة في درجة الحرارة التي يأتي بها [[إشعاع الخلفية الكونية الميكروي|إشعاع الخلفية الميكرويفي الكوني]] بواسطة مسبار الفضاء الأمريكي WMAP مع افتراض حدوث التضخم، ولكنها لا تأتي بالحكم القاسم.
 
وتبين مشاهدات ورصد [[مستعر أعظم|لمستعرات عظمى]] أجريت حديثا أن الكون في حالة تمدد متسارع، ويُرجع ذلك إلى وجود [[مادة مظلمة]] لها ضغط سالب، تشابه ميكانيكيته الفيزيائية للتضخم الكوني في بدء نشأة الكون. ولكن يختلف العلماء عما إذا كانت القياسات الحالية تعبر فعلياً عن تمدد متسارع للكون.
سطر 56:
 
== المراجع ==
<ref name="BICEP2-2014">{{مرجع ويب |authors=Staff |العنوانعنوان=BICEP2 2014 Results Release |المسارمسار=http://bicepkeck.org |التاريختاريخ=17 March 2014 |العملعمل=[[مؤسسة العلوم الوطنية|مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية]] |تاريخ الوصول=18 March 2014| مسار الأرشيفأرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20190519020205/http://bicepkeck.org/ | تاريخ الأرشيفأرشيف = 19 مايو 2019 }} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180126063830/http://bicepkeck.org |date=26 يناير 2018}}</ref><ref name="NASA-20140317">{{مرجع ويب |الأخير=Clavin |الأول=Whitney |العنوانعنوان=NASA Technology Views Birth of the Universe |المسارمسار=http://www.jpl.nasa.gov/news/news.php?release=2014-082 |التاريختاريخ=17 March 2014 |العملعمل=[[ناسا]] |تاريخ الوصول=17 March 2014| مسار الأرشيفأرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20190520101703/https://www.jpl.nasa.gov/news/news.php?release=2014-082 | تاريخ الأرشيفأرشيف = 20 مايو 2019 }} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170210083753/http://www.jpl.nasa.gov/news/news.php?release=2014-082 |date=10 فبراير 2017}}</ref><ref name="NYT-20140317">{{citeاستشهاد newsبخبر |lastالأخير=Overbye |firstالأول=Dennis |authorlinkوصلة مؤلف=Dennis Overbye |titleعنوان=Space Ripples Reveal Big Bang’s Smoking Gun |urlمسار=http://www.nytimes.com/2014/03/18/science/space/detection-of-waves-in-space-buttresses-landmark-theory-of-big-bang.html |dateتاريخ=17 March 2014 |workعمل=[[نيويورك تايمز]] |accessdateتاريخ الوصول=17 March 2014| مسار الأرشيفأرشيف = httphttps://web.archive.org/web/20180614021540/https://www.nytimes.com/2014/03/18/science/space/detection-of-waves-in-space-buttresses-landmark-theory-of-big-bang.html | تاريخ الأرشيفأرشيف = 14 يونيو 2018 }} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180120154305/https://www.nytimes.com/2014/03/18/science/space/detection-of-waves-in-space-buttresses-landmark-theory-of-big-bang.html |date=20 يناير 2018}}</ref><ref>{{cite journal|title=BICEP2 I: Detection of ''B''-mode Polarization at Degree Angular Scales|first1=P. A. R.|last1=Ade|first2=R. W.|last2=Aikin|first3=D.|last3=Barkats|first4=S. J.|last4=Benton|first5=C. A.|last5=Bischoff|first6=J. J.|last6=Bock|first7=J. A.|last7=Brevik|first8=I.|last8=Buder|first9=E.|last9=Bullock|first10=C. D.|last10=Dowell|first11=L.|last11=Duband|first12=J. P.|last12=Filippini|first13=S.|last13=Fliescher|first14=S. R.|last14=Golwala|first15=M.|last15=Halpern|first16=M.|last16=Hasselfield|first17=S. R.|last17=Hildebrandt|first18=G. C.|last18=Hilton|first19=V. V.|last19=Hristov|first20=K. D.|last20=Irwin|first21=K. S.|last21=Karkare|first22=J. P.|last22=Kaufman|first23=B. G.|last23=Keating|first24=S. A.|last24=Kernasovskiy|first25=J. M.|last25=Kovac|first26=C. L.|last26=Kuo|first27=E. M.|last27=Leitch|first28=M.|last28=Lueker|first29=P.|last29=Mason|first30=C. B.|last30=Netterfield|first31=H. T.|last31=Nguyen|first32=R.|last32=O'Brient|first33=R. W. IV|last33=Ogburn|first34=A.|last34=Orlando|first35=C.|last35=Pryke|first36=C. D.|last36=Reintsema|first37=S.|last37=Richter|first38=R.|last38=Schwartz|first39=C. D.|last39=Sheehy|first40=Z. K.|last40=Staniszewski|first41=R. W.|last41=Sudiwala|first42=G. P.|last42=Teply|first43=J. E.|last43=Tolan|first44=A. D.|last44=Turner|first45=A. G.|last45=Vieregg|first46=C. L.|last46=Wong|first47=K. W.|last47=Yoon|date=17 March 2014|arxiv=submit/0934323|url=http://bicepkeck.org/b2_respap_arxiv_v1.pdf|format=PDF}}</ref>
{{مراجع}}
 
== اقرأ أيضا ==
* [[جيو 600]]
* [[مصفوفة بيسيب وكيك|بيسيب ومصفوف كيك]]
* [[نمط ب]]
* [[مرصد القطب الجنوبي]]
* [[تلسكوب أتاكاما الكوني]]
* [[الانفجار العظيم|انفجار عظيم]]
* [[بلانك (مرصد فضائي)]]
* [[مستكشف الخلفية الكونية]]
* [[مسبار ويلكينسون لقياس التباين الميكروي|مسبار ويلكينسون لقياس اختلاف الموجات الراديوية]]
* [[تأثير سونيايف-زيلدوفيتش]]