المسيحية والسياسة: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
AlaaBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: إضافة بوابات معادلة من المقابل الإنجليزي : بوابة:الأديان
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 1:
[[ملف:Nicaea icon.jpg|يسار|240بك|thumb|[[أيقونة]] بيزنطية تظهر [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] محاطًا ب[[البطريركبطريرك|البطاركة]] و[[أسقف|الأساقفة]] في [[مجمع نيقية|مجمع نيقية الأول]] ويمسكون [[قانون الإيمان]] الذي صاغة المجمع.]]
ارتبطت '''المسيحية والسياسة''' تاريخيًا نتيجة تأثير [[عقيدة مسيحية|العقيدة المسيحية]] التي تستند إلى حياة وتعاليم [[يسوع]]، على [[الحضارة الغربية]] بمختلف فروعها، سيّما عقيدة [[وصايا عشر|الوصايا العشرة]].<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/134169/constitution/22052/Influence-of-the-church الكنيسة والقانون من الموسوعة البريطانية (بالإنكليزية).] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20111227061241/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/134169/constitution/22052/Influence-of-the-church |date=27 ديسمبر 2011}}</ref><ref>[http://www.faithfacts.org/christ-and-the-culture/the-bible-and-government الكتاب المقدس والسياسية (بالإنكليزية)] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170731010619/http://faithfacts.org:80/christ-and-the-culture/the-bible-and-government |date=31 يوليو 2017}}</ref> مما أدى لظهور [[:تصنيف:أحزاب مسيحية|أحزاب سياسية]] وحركات اجتماعية تنادي بمبادئ [[مسيحية|الإيمان المسيحي]].
 
== تاريخ ==
سطر 6:
واجه [[اضطهاد المسيحيين|المسيحيون اضطهادات]] شتى من قبل [[الإمبراطورية الرومانية]] وذلك من عام [[58]] حتى [[312]] بسبب رفضهم الاعتراف بعبادة الأباطرة. ومع ذلك، فإن الدين المسيحي، انتشر عن طريق الكنيسة والتجار والمبشرين في أنحاء العالم القديم، ونمت المسيحية بسرعة إن كان في الحجم والتأثير.
 
أنهى مرسوم [[قسطنطين الأولالعظيم|الإمبراطور قسطنطين]] المسمى في التاريخ باسم [[مرسوم ميلانو]] عام [[313]] مرحلة [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات]] وشكل [[قائمة الشخصياتأشخاص التي اعتنقتاعتنقوا المسيحية|اعتناقه للمسيحية]] نقطة تحول هامة في [[التاريخ]].<ref>Religion in the Roman Empire, Wiley-Blackwell, by James B. Rives, page 196</ref> وبعد المرسوم المذكور سنّ قوانين وسياسات بما يتفق مع المبادئ المسيحية؛ فجعل [[الأحد (يوم)|يوم الأحد]] عطلة رسميّة بالنسبة للمجتمع الروماني، وشرع في بناء [[كنيسة|الكنائس]] قبل أن يعلن المسيحية دينًا للإمبراطورية ويترأس [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] عام [[325]].
[[ملف:Anthonis van Dyck 005.jpg|يمين|200بك|thumb|'''[[أمبروز|إمبروسيوس]] والامبراطور [[ثيودوسيوس الأول]]'''، بريشة انطوني فان ديك.]]
 
ومع ازدياد السكان والثروة في [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية الرومانية الشرقية]] أدى إلى أنشأ قسطنطين مدينة [[القسطنطينية]] لتكون عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية|للامبراطورية البيزنطية]]، وغدت مركز حضاري سيّما بالنسبة للمسيحية الشرقية ومقر [[بطريركية القسطنطينية المسكونية]] وبالتالي ظهرت منافسة سياسية بين [[بطريرك]] [[القسطنطينية]] و[[بابوية كاثوليكية|البابا]] في [[روما]] حول زعامة [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]، وكان حصار [[روما]] من قبل [[قوط غربيون|القوط الغربيين]] و[[وندال|الوندال]] في عام [[410]] وفي عام [[455]] قد صعّد من أجواء المنافسة. على الرغم من التواصل الثقافي والتبادل بين الشقيّن الشرقي والغربي للإمبراطورية الرومانية، فإن [[تاريخ المسيحية]] وكل من [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] و[[مسيحية غربية|الغربية]] أخذت مسار ثقافي متباين، مع [[الانشقاق العظيم]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]] عام [[1054]].
 
وقد تجلى تحول المسيحية من طائفة هامشية، إلى قوة رئيسية داخل [[الإمبراطورية الرومانية]] من تأثير [[أمبروز|إمبروسيوس]] أسقف [[ميلانو]]. وهو [[ملفان|أحد معلمي الكنيسة الجامعة]] وواحد من أكثر الشخصيات الكنسية تأثيرًا في [[القرن 4|القرن الرابع]]، أصبح [[أمبروز|إمبروسيوس]] لاعب في السياسة الإمبراطورية، ويتودد لنفوذه المتنافسون على العرش الامبراطوري. عندما أمر الامبراطور [[ثيودوسيوس الأول]] بمذبحة عقابية ضد الآلاف من المواطنين في [[سلانيك|سالونيك]]، منعه إمبروسيوس من دخول الكنيسة وقبول سر القربان حتى يقدم توبة وكفارة عمليّة وعلنيّة ويصلح ما أمكن من آثار هذه المذابح. وهو ما كان بداية سيطرة الكنيسة على الحياة السياسية في [[أوروبا]].
عام [[543]] قام الامبراطور [[جستينيان الأول]] بجمع القوانين بما يتلائم مع تعاليم المسيحية والتي دعيت [[مدونةقانون جوستنيانجستنيان|بقانون جستينيان]] تم ذلك بمساعدة من رجال دين مسيحيين وقد عُرف عن هذه المجموعة أنها من أكبر الإسهامات الرومانية في مجال [[حضارة|الحضارة]]،<ref>The name "Corpus Juris Civilis" occurs for the first time in 1583 as the title of a complete edition of the Justinianic code by Dionysius Godofredus. (Kunkel, W. ''An Introduction to Roman Legal and Constitutional History''. Oxford 1966 (translated into English by J.M. Kelly), p. 157, n. 2)</ref> هيمنت هذه القوانين على [[الأرثوذكسية حسب البلد|العالم الأرثوذكسي]] لعدة قرون، ولا تزال الكنائس [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] تُطبق [[قانون جستنيان]] في مسائل الأحوال الشخصية.
 
بعد سقوط [[روما]] أصبحت [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] مصدر استمراري للسلطة وسيطرت على المسائل العسكرية؛ قام البابا غريغوري الكبير بإصلاحات صارمة في إدارة الكنيسة، وبرز كمحامي روماني ومسؤول، وراهب، ومثل التحول من الكلاسيكية إلى آفاق [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]، وكان أبًا لكثير من الهياكل التابعة للكنيسة الكاثوليكية في وقت لاحق. وفقًا [[الموسوعة الكاثوليكية|للموسوعة الكاثوليكية]]، فإنه تطلع إلى الكنيسة والدولة كوحدة مشتركة، ولكنها عملت في مجالين متميزين، الكنسية والعلمانية والإكليريكية، وبحلول وقت وفاته، كانت البابوية قوة عظمى في [[إيطاليا]]:
{{اقتباس|البابا غريغوري الكبير جعل من نفسه في [[إيطاليا]] أقوى من قوة الإمبراطور أو حاكم الولاية، وأنشأ نفوذ سياسي الذي سيطر على شبه الجزيرة لقرون عديدة. من هذا الوقت توجهت أنظار السكان المتنوعين في [[إيطاليا]] إلى [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وواصلت [[روما]] عاصمة [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] لتكون مركز [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]].<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/06780a.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: St. Gregory the Great<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170715234302/http://www.newadvent.org:80/cathen/06780a.htm |date=15 يوليو 2017}}</ref>}}
 
ارتبطت أيضًا بعض الكنائس [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] في السياسية، فمثلًا حصلت كل من سلالة السليمانيون في [[إثيوبيا]] وأسرة بجرتيوني في [[جورجيا]] على الشرعية من [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[الكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية]]، باعتبارهم من سلالة الملك [[داود]] و[[سليمان]]،<ref>A. K. Irvine, "Review: The Different Collections of Nägś Hymns in Ethiopic Literature and Their Contributions." ''Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London''. School of Oriental and African Studies, 1985.</ref> فأرتبطت الكنيسة والدولة ارتباطًا وثيقًا في كل من [[إثيوبيا]] و[[جورجيا]].<ref>{{مرجع ويب | العنوانعنوان=Georgia. | العملعمل=[[موسوعة بريتانيكا]] Premium Service | المسارمسار=http://wwwa.britannica.com/eb/article-44321 | تاريخ الوصول=2006-05-25}}</ref>
 
=== القرون الوسطى ===
{{مفصلة|نزاع التنصيب|كلوني|شارلمان|الإمبراطورية الرومانية المقدسة|بابوية أفينيون|الانشقاق العظيم|حملات صليبية}}
[[ملف:Canossa-three.jpg|يسار|300بك|thumb|هنري الرابع والبابا غريغوري السابع في [[كانوسا]] [[1077]]، بريشة ايمانويل كارلو.]]
بحلول [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] من خلال جهود غريغوري السابع، نجحت [[كنيسة|الكنيسة]] بتأسيس واعلان نفسها بأنها «كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية داخل [[مسيحية غربية|المسيحية الغربية]]».<ref name=witte23>Witte (1997), p. 23.</ref> مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي؛<ref name=witte23/> وكانت [[قانون|قوانين]] الكنيسة وتشريعاتها القانون النافذ ويمتد تأثيرها إلى [[سلطة قضائية|السلطات القضائية]] وحياة والشعوب في جميع أنحاء [[أوروبا]]، مما أتاح لها سلطة بارزة.<ref name=witte30>Witte (1997), p. 30.</ref> ومن خلال نظام [[محكمة|المحاكم]] الخاص بها، احتفظت الكنيسة الولاية على جوانب كثيرة من الحياة العادية، بما في ذلك [[علم الفرائض|الميراث]]، و[[تعليم|التعليم]]، والوعود شفوية، وخطاب القسم، والجرائم الأخلاقية، و[[زواج|الزواج]].<ref name=witte31>Witte (1997), p. 31.</ref> وباعتبارها واحدة من أقوى المؤسسات في [[العصور الوسطى]]، فقد انعكست المواقف [[كنيسة|الكنيسة]] على القوانين [[علمانية|العلمانية]] الحديثة.<ref>Power, p 1.</ref>
 
كانت الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى أقوى مؤسسة في أوروبا وأكثر عالميّة وديموقراطيّة، خصوصًا في المنظمات الرهبانية التي تتبع قوانين القديس بندكت. وغدت الأديرة الملجأ الثقافي والعلمي في أوروبا، وإليها لجأت مختلف النُخب لتبرز في الآداب والعلوم وغيرها من الثياب الرهبانيّة أو الأسقفيّة، ولعلّ نشاط دير [[كلوني]] أحد أبرز علائم تلك المرحلة.<ref>Kenneth Clarke; Civilisation, BBC, SBN 563 10279 9; first published 1969.</ref>
 
[[ملف:Virtù e due scene 06.jpg|يمين|210بك|thumb|'''البابا غريغوري الكبير''' والذي جعل من [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] مؤسسة سياسة بارزة.]]
 
في كثير من الأحيان خلال [[العصور الوسطى]] تم استبعاد النساء من الحياة السياسية والتجارية، ومع ذلك كانت الحياة الرهبانية استثناء لذلك الاستبعاد. فرؤساء الأديرة والمنازل الرهبانية من الإناث كان لهنّ تأثير يكاد يساوي تأثير رؤساء الأديرة من الذكور. «لقد عوملن مثل [[عاهل|الملوك]] و[[أسقف|الأساقفة]]، وأعظم [[بارون|البارونات]] وعلى قدم من المساواة الكاملة، وكنّ حاضرات في جميع الاحتفالات الدينية والوطنية المهمة، وعرفنّ في إخلاصهن للكنيسة، وعوملن مثل [[ملكية|الملكات]]، وشاركن في المجالس والمداولات الوطنية».<ref>http://www.newadvent.org/cathen/01007e.htm (Montalembert, "The Monks of the West," Bk. XV.)</ref>
ومع ازدياد شعبية الإخلاص [[مريم العذراء|لمريم العذراء]]، أم [[يسوع]]، كان له الفضل في جعل قيمة الأمومة قيمة مركزية في المجتمعات الأوروبية. وقد كتب كتب كينيث كلارك أن ''تكريم العذراء'' في أوائل [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]: «قد علمت [[برابرة|البرابرة]] ذوي الطباع الصارمة والقاسية فضائل الحنان والرحمة».<ref>[[كينيث كلارك (كاتب)]]; ''Civilisation'', BBC, SBN 563 10279 9; first published 1969.</ref>
 
أصبح [[شارلمان]] إمبراطور [[الإمبراطورية الرومانية المقدسة]]، غزا [[البلدان المنخفضة]]، وشمال ووسط [[إيطاليا]] وفي عام [[800]] توّج البابا ليون الثالث [[شارلمان]] إمبراطورًا للإمبراطورية الرومانية المقدسة.
 
خلال القرون الوسطى كانت القوى المؤثرة على الصعيد السياسي في المجتمع الغربي هي: [[نبل|النبلاء]] و[[كاهن|رجال الدين]] و[[ملكية|الملوك]]، وقد نتج عن ذلك صراع في بعض الأحيان بينهم. وكانت سلطة الباباوت قوية بما يكفي لتحدي سلطة الملوك. ولعلّ [[نزاع التنصيب]] أهم صراع بين [[كنيسة|الكنيسة]] و[[الدولة (لقب)|الدولة]] في [[أوروبا]] خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]. إذ تحدت مجموعة من الباباوات سلطة الملكيات في السيطرة على التعيينات لمسؤولين عن الكنائس مثل الأساقفة ورؤساء الأديرة. سيّما بلاط [[فريدريك الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|الامبراطور فريدريك الثاني]]، ومقره في جزيرة [[صقلية]]، إذ واجه توتر وخصومة ومنافسة مع [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] من أجل السيطرة على شمال [[إيطاليا]].<ref>{{مرجع ويب|المسارمسار=http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm |العنوانعنوان=Catholic Encyclopedia: Frederick Ii |الناشرناشر=Newadvent.org |التاريختاريخ=1909-09-01 |تاريخ الوصول=2011-07-16| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20190330195409/http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm | تاريخ الأرشيفأرشيف = 30 مارس 2019 }}</ref> وكانت أحد أسباب فترة [[بابوية أفينيون]] خلال الأعوام [[1305]] حتى [[1378]] الصراع بين [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] والتاج الفرنسي.<ref name=Morris>Morris, Colin, ''The papal monarchy: the Western church from 1050 to 1250 '', (Oxford University Press, 2001), 271.</ref>
 
في عام [[1054]] وبعد قرون من العلاقات المتوترة، وقع [[الانشقاق العظيم]] وقسم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] وتركزت في [[روما]] وسادت في [[غرب|الغرب]]، و[[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]]، والتي تركزت في [[القسطنطينية]]، عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]]. وكان نظام الحكم في [[القسطنطينية]] مركز الأرثوذكسية الشرقية، نظام ثنائي في قيادة الكنيسة بين [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الاباطرة البيزنطيين]] وبين البطاركة، فوظيفة الإمبراطور البيزنطي حماية [[مسيحية شرقية|الكنيسة الشرقية]] وإدارة إدارتها بواسطة ترأس المجامع المسكونية وتعيين البطاركة وتحديد الحدود الإقليمية لولايتها.<ref name="Britannica">{{Citation
| العنوانعنوان = Encyclopædia Britannica
| السنةسنة = 1985
| الصفحاتصفحات = [http://faculty.cua.edu/Pennington/ChurchHistory220/LectureTwo/caesaropapism.htm 718–719]
| volumeالمجلد = II
}}</ref> ولا يستطيع بطريرك القسطنطينية أن تولي منصبه إذا لم يحصل على موافقة الامبراطور.<ref>{{Citation
| الأخير = Latourette
| الأول = Kenneth Scott
| العنوانعنوان = A History of Christianity to A.D. 1500
| الناشرناشر = Harper & Row
| السنةسنة = 1975
| المكانمكان = San Francisco
| الصفحاتصفحات = 283; 312
| volumeالمجلد = I
| الإصدارإصدار = revised
}}</ref> وقد عارض بشدة عدد من [[آباء الكنيسة]] الشرقيين مثل يوحنا ذهبي الفم بطريرك [[القسطنطينية]] وأثناسيوس بطريرك [[الإسكندرية]]، سيطرة الأباطرة البيزنطيين على الكنيسة الشرقية.
 
في عام [[1095]] دعا البابا [[أوربانوس الثاني|أوربان الثاني]] إلى [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] من أجل استرداد [[أراضي مقدسة|الأرضي المقدسة]] من الحكم الإسلامي، بعدما منع [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] المسيحيين من زيارة الأماكن المقدسة حسب العقائد المسيحية في [[فلسطين]] وهدم [[كنيسة القيامة]]. وعلى الرغم من النجاح الأولي من [[الحملة الصليبية الأولى]]، فقد انتهت الحملات في نهاية المطاف بالفشل بعد نحو قرنين من التواجد في المشرق.
 
أُنتج في هذه الفترة فن فيه مزيدًا من الإسراف وفنون العمارة، وظهر أيضًا من نادى بالبساطة الحميدة من مثل [[فرنسيس الأسيزي]]، والملحمة الشعرية [[الكوميديا الإلهية]] [[دانتي أليغييري|لدانتي]]. ومع ازدياد نمو قوة وثراء [[كنيسة|الكنيسة]]، سعى الكثير من أجل إصلاح الكنيسة. مثل الدومينيكان و[[فرنسيسكانية|الفرنسيسكان]] والتي شددت على [[فقر|الفقر]] و[[روحانية|الروحانية]].
 
=== من عصر النهضة إلى اليوم ===
{{مفصلة|إصلاح بروتستانتي|فتح القسطنطينية|الحرب الأهلية الإنجليزية|الثورة الفرنسية|نابليون الأول|علمانية|اتفاقية لاتران}}
[[ملف:Prise de la Bastille.jpg|يسار|250بك|thumb|'''اقتحام [[سجن الباستيل]]'''، كان [[الثورة الفرنسية|للثورة الفرنسية]] دور في القضاء على النفوذ الديني.]]
شهدت مرحلة [[عصر النهضة]] [[بروتستانتية|الإصلاح البروتستاني]] في [[ألمانيا]] على يد [[مارتن لوثر]]،<ref>[http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm البروتستانت] صيد الفوائد، 28 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180121184238/http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm |date=21 يناير 2018}}</ref> إذ انتقد [[مارتن لوثر]] الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي مقدمة ما انتقد قضية [[غفران (مسيحية)|صكوك الغفران]]، وشراء بعض المناصب العليا في الكنيسة و[[محسوبية|المحسوبية]] إضافة إلى ظهور ما يشبه "عوائل مالكة" تحتفظ [[الكرسي الرسولي|بالكرسي الرسولي]] مثل آل بورجيا.<ref>[http://www.edu-prog.com/folder7/16.htm آل بورجيا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20121014154643/http://www.edu-prog.com/folder7/16.htm |date=10 2يناير2 }}</ref> ظهرت فيما بعد عدد من المذاهب البروتستانتية والتي ارتبطت مع الدولة التي نشأت بها، مثل [[لوثرية|المذهب اللوثري]] في [[النرويج]] و[[دنمارك|الدنمارك]] و[[أنجليكانيةأنجليكية|الكنيسة الأنجليكانية]] في [[إنجلترا|إنكلترا]] حيث يكون [[ملكية|الملك]] رأس الكنيسة،<ref>[http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 الخلافات بين الكنائس البروتستانتية بعضها ببعض] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20141101031159/http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 |date=01 نوفمبر 2014}} </ref> فهي تجعل من الملك رئيسًا لهذه الكنيسة بدلاً من البابا، وغالبًا ما تكون سلطة الملك فخرية في حين يتولى رئيس أساقفة معين من قبل الملك شؤون الإدارة الفعلية.<ref>تعتبر الكنيسة الإنجليكانية واحدة من هذه الكنائس، انظر [http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 ماذا تعرف عن الكنيسة الانجليكانية؟] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150701111926/http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 |date=01 يوليو 2015}}</ref> ونجح [[جان كالفن]] مؤسس [[كالفينية|الكالفينية]] بتشكيل حكومة [[ثيوقراطية]] في [[جنيف]] عرفت بنظامها المتشدد، إذ اعتبر كالفن [[الكتاب المقدس]] بأنه المرجعية الأولى ذات الشرعية والسلطة والتي يجب أن تخضع لها السلطات الأرضية. كما أسس الراهب الدومينيكاني [[سافونارولا|جيرولامو سافونارولا]] حكومة [[ثيوقراطية|ثيقراطية]] في [[فلورنسا]] مميزًا أيّاها بأنها «جمهورية مسيحية ودينية» بعد صراع مع آل [[ميديشي]] وانتقال السلطة اليه.<ref>[http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=288825&eid=826 سافونارولا (1453- 1498) الدولة والدين] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141219214427/http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=288825&eid=826 |date=12 2يناير4 }}</ref>
 
عام [[1453]] استطاعت [[الدولة العثمانية]] [[فتح القسطنطينية]] وسقطت [[الإمبراطورية البيزنطية]]،<ref name="الكنيسة والعلم سابع">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص. 379</ref> وتحول ثقل [[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]] إلى [[روسيا]]؛ و[[روسيا]] كانت [[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية، فقد أعاد الأباطرة الروس من أسرة [[عائلة رومانوف|رومانوف]] الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة،<ref>[http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm تاريخ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180121071914/http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm |date=21 يناير 2018}}</ref> وأصبحت [[روسيا]] قائدة العالم الأرثوذكسي.
 
وظهر في هذه الفترة مبدأ "الحق الإلهي" من قبل الملوك لتبرير الحكم المطلق، يجة لاعتماد العهد القديم من الكتاب المقدّس كمرجعية للحكم، وبالذات نموذج "الملكية الداودية"، ووراثة [[سليمان]] العرش عن والده [[داود]]، كما تقوى هذا المفهوم بمبدأ "الملك أبداً لا يموت"، فما أن يموت الملك الحالي تنتقل الملكية رأسًا إلى الأول في ترتيب وراثة العرش من بعده، وحماية هذا المبدأ تطلّبت منع الملوك من محاولة تعديل نظام الترتيب هذا.<ref>[https://raseef22.com/politics/2017/07/01/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85/ ماذا تعرفون عن وراثة العرش في النظم الملكية؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171116022629/https://raseef22.com/politics/2017/07/01/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85/ |date=16 نوفمبر 2017}}</ref> ومن هؤلاء [[لويس الرابع عشر ملك فرنسا|لويس الرابع عشر]] الذي زعم أن سلطته الممنوحة له من الله لا حقّ لأحد من رعاياه حدها. كما حاول [[جيمس السادس والأول|جيمس الأول]] و[[تشارلز الأول ملك إنجلترا]]، ملوك إنجلترا، استيراد هذا المبدأ وعليه نمت المخاوف بأن تشارلز الأول بصدد تأسيس حكم استبدادي، وتمخضت تلك المخاوف باندلاع [[الحرب الأهلية الإنجليزية]]. كما وصل رجال دين مناصب هامة وخطيرة في الدول الأوروبية مثل الكاردينال [[ريشيليو]] الذي كان وزير الملك الفرنسي [[لويس الثالث عشر ملك فرنسا|لويس الثالث عشر]] و[[كاردينال|الكاردينال]] [[جول مازاران]] وكان رئيس الوزراء في عهد [[لويس الرابع عشر ملك فرنسا|لويس الرابع عشر]].
[[ملف:Gallegocatholicmonarchs.jpg|يمين|250بك|thumb|'''[[الملكان الكاثوليكيان]]'''، [[فرناندو الثاني]] و[[إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة|الملكة إيزابيلا الأولى]].]]
 
خلال [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] نضجت الأفكار [[قومية|القومية]] و[[إلحاد|الإلحادية]] في أوروبا، وتزامنت مع تجربتين لهما عميق التأثير في المسيحية: التجربة الأولى ممثلة بقيام [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الإمريكية]] سنة [[1789]]: كانت الولايات المتحدة مزيجًا من طوائف [[بروتستانتية]] عديدة لا تنظمها سلطة مركزية، لذلك فقد كان اعتماد إحدى هذه الطوائف دينًا للدولة أو لإحدى الولايات سيؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على حالة [[فدرالية|الاتحاد الفدرالي]] لذلك كان لا بدّ من فصل الدين عن الدولة، وبالتالي كان الدين السبب الرئيس في خلق أول [[جمهورية]] [[علمانية]]،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.102</ref> لقد وجد [[مسيحيون|المسيحيون]] الأمريكيون، النظام الجديد بما يتيحه من حرية إنجاز [[الله]] تمامًا كما حصل مع [[موسى]] و[[داود|داوود]] وفق [[الكتاب المقدس]]، فرغم علمانيتهم ظل الإمريكيون مخلصين لمسيحيتهم؛<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.103</ref> كذلك فحسب [[موسوعة بريتانيكا|الموسوعة البريطانية]] فقد تأثر [[الآباء المؤسسون للولايات المتحدة]] عند كتابة [[دستور الولايات المتحدة]] من تعاليم [[الكتاب المقدس]] والقيم المسيحية؛<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity الآباء المؤسسيين والمسيحية، الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20150502190746/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity |date=02 مايو 2015}}</ref> التجربة الثانية كانت [[الثورة الفرنسية]] سنة [[1789]] والتي قامت تحت شعار [[حقوق الإنسان]] و[[علمانية|فصل الدين عن الدولة]]، لكن التجربة الفرنسية وعلى عكس التجربة الإمريكية كانت هجومية ومضادة للكنيسة فقد تم مصادرة أملاك الأوقاف بما فيها الكنائس والأديرة وإخضاعها لسلطة الدولة الفرنسية، كما واحتلّ [[نابليون بونابرت|نابليون الأول]] [[إيطاليا]]، وثبتت الاتفاقية الموقعة بينه وبين [[الكرسي الرسولي]] سنة [[1801]] وبكذلك فقد أصبح تعيين الأساقفة والكهنة وإدارة شؤونهم بيد السلطات الفرنسية وليس بيد [[الفاتيكان]].<ref>انظر [http://www.civilizationstory.com/civilization/ تاريخ الحضارة] المجلد الحادي عشر، الكتاب الأول، الفصل الأول. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170717103352/http://www.civilizationstory.com:80/civilization/ |date=17 يوليو 2017}}</ref>
[[ملف:Billy Graham bw photo, April 11, 1966.jpg|يسار|200بك|thumb|[[بيلي غراهام]]، دعي بواعظ [[بنتاغون|البنتاغون]] وهو من رموز [[محافظون جدد|المحافظون الجدد]].]]
 
وخلال فترة [[قومية|عصر القوميات]] تنامت فكرة القومية الإيطالية منذ عام [[1814]]،<ref>[http://forums.2dab.org/showthread.php?t=25337 الوحدة الإيطالية]، موقع أدب، 28 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20161120010218/http://forums.2dab.org/showthread.php?t=25337 |date=20 نوفمبر 2016}}</ref> ومع تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى سيطرة [[مملكة إيطاليا|المملكة الإيطالية]] على [[الدولة البابوية]] عام [[1870]] مع تخلي فرنسا عن مواقعها في [[روما]] مما سمح للمملكة الإيطالية بملء الفراغ وانتزاع [[الدولة البابوية]] من السيادة الفرنسية. رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي "سجناء روما"؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيًا حتى عام [[1929]] حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان.
 
كانت [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية في [[الإمبراطورية الروسية|الامبراطورية الروسية]]، وأرتبطت بالأسرة الحاكمة، وشكّل النفوذ المتزايد للقس [[غريغوري راسبوتين]] أحد الأسباب التي سببت قيام [[الثورة الروسية (1917)|الثورة الروسية]] عام [[1917]]. أدى قيام [[شيوعية|الشيوعية]] سنة [[1917]] إلى تأثير سلبي على الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية،<ref>[http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 الكنيسة الروسية خارج الحدود]، شبكة القديس سيرافيم، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180121072027/http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 |date=21 يناير 2018}}</ref>. وقادت الكنيسة الكاثوليكية، خلال حبرية [[يوحنا بولس الثاني]] معارضة عالمية ضد الشيوعية انتهت بانهيار [[الاتحاد السوفيتي]].<ref>[http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 البابا يوحنا بولس الثاني: أدوار ومهمات]، موقع الأسر، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20111226065605/http://alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 |date=26 ديسمبر 2011}}</ref>
 
لعبت المسيحيّة دورًا هامًا في إحياء الأفكار الوطنية ودفع التطور في دول [[شرق آسيا|الشرق الأقصى]]، مثلًا لعبت الكنيسة المشيخية في [[تايوان]] دورًا سياسيًا هامًا من خلال دعهما للحركة الديمقراطية في تايوان وإنتمت العديد من العائلات السياسيّة العريقة في تايوان للكنيسة المشيخية. ولعبت [[مدرسة مسيحية|المدارس المسيحية]] في [[كوريا الجنوبية]] دورًا بارز في تقوية الوعي الوطني بين الشعب الكوري.
[[ملف:Whole Monaco.jpg|يمين|200بك|thumb|'''[[إمارة موناكو]]'''، وهي من الدول التي لا تزال تتخذ المسيحية [[دين الدولة|دين رسمي]].]]
لا تزال المسيحية تلعب دور سياسي مؤثر في المجتمعات الغربية ففي [[الولايات المتحدة]] مثلًا استطاع اليمين الانجيلي منذ سبعينات القرن الماضي السيطرة على [[الحزب الجمهوري (الولايات المتحدة)|الحزب الجمهوري]] وكان مسؤولاً عن تحديد [[رئيس الجمهورية]] منذ [[جيمي كارتر]] عام [[1976]]، حتى [[جورج دبليو بوش|جورج بوش الابن]] سنة [[2000]].<ref>مجلة [http://www.newsweek.com/ نيوزويك]، 16 تشرين ثاني 2006، أزمة هوية انجيلية، ليزا ملير، ص.36 {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180209043320/http://www.newsweek.com/ |date=09 فبراير 2018}}</ref> وفي [[أمريكا اللاتينية]] من خلال [[لاهوت التحرير]]، ناضلت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] من أجل [[عدالة اجتماعية|العدالة الاجتماعية]] والقضاء على الفقر و[[ديكتاتورية|الديكتاتورية]] والدفاع عن المظلومين. أما في [[أوروبا]] فالاحزاب الديموقراطية المسيحية وهي أحزاب ذات خلفية كاثوليكية، تلعب دور فعال في السياسة الأوروبية وقد نشأت أولًا في [[بلجيكا]] وسرعان ما انتشرت في كافة أرجاء أوروبا،<ref>[http://www.project-syndicate.org/commentary/mueller2/Arabic من الديمقراطية المسيحية إلى الديمقراطية الإسلامية؟] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20110824032443/http://www.project-syndicate.org:80/commentary/mueller2/Arabic |date=24 أغسطس 2011}}</ref> ولعل أبرز الأحزاب المسيحية هو [[الاتحاد الديمقراطي المسيحي]] في [[ألمانيا]] الذي يشترك في الائتلاف الحاكم مع [[الحزب الديمقراطي الحر]] منذ عام [[2009]]. ومن جماعات [[ضغط سياسي|الضغط السياسي]] المسيحية في [[الاتحاد الأوروبي]] [[أوبوس داي]] وسانت إيجيديو.<ref>[http://www.mondiploar.com/article1754.html?PHPSESSID=c803379ab235de197eaa8afbb4ed0c5c تحت ضغط الكنائس] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> كذلك فقد كان للكنيسة [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] نفوذ سياسي واجتماعي وثقافي قوي في [[كيبك]] في [[كندا]] حتى عام [[1960]] مع بداية الثورة الهادئة. أما في [[قبرص]] فقد ترأس المطران [[مكاريوس الثالث (قبرص)|مكاريوس الثالث]] رئيس وكبير أساقفة [[الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية]] كأول رئيس [[قبرص|لقبرص]] المستقلة من عام [[1955]] وحتى وفاته عام [[1977]]. وفي [[اليابان]] ترأس سبعة مسيحيين منصب [[رئيس وزراء اليابان]] مما يعكس تأثيرهم على المجتمع.
 
اليوم فإن غالِبيّة الدول التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية، تَتَّبَنّى [[دولة علمانية|النظام العلماني]] حيث يتم دعم الفكرة من تعاليم [[الكتاب المقدس]]: «أعْطُوُا إِذَاً مَا لِقَيْصَرْ لِقَيْصَرْ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ»<ref>لوقا 20/25</ref>، ومع ذلك فالديانة المسيحية هي [[دين الدولة]] في عدة بلدان حيث أنّ المسيحية هو [[دين الدولة|المعتقد الديني الرسمي]] الذي تتخذه هذه الدول عادةً في دساتيرها بشكل رسميّ وهذه الدول: [[الأرجنتين]] و[[موناكو]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]]، و[[أرمينيا]] حيث المذهب السائد هو [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرثوذكسية المشرقية الأرمنية]] و[[اليونان]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية]]، وعدد آخر من الدول. هناك العديد من بلدان أخرى، مثل [[قبرص]] و[[عالمالعالم إسلاميالإسلامي|الدول الإسلامية]]، التي وإن كانت لا تملك كنيسة رسمية، لا تزال تعطي اعترافاً رسمياً إلى مذاهب مسيحية مُحَددّة.
 
== مراجع ==
سطر 83:
 
== انظر أيضًا ==
* [[قانون كنسي|القانون الكنسي]].
* [[الفصل بين الكنيسة والدولة|الكنيسة والدولة]].
* [[ديمقراطية مسيحية|الديمقراطية المسيحية]].
* [[كاثوليكية سياسية|الكاثوليكية السياسية]].
* [[قسطنطين العظيم والمسيحية]].