كاتدرائية القديس بطرس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 29:
| عرض_القبة_الداخلي = 41.5 أمتار (136.1 قدم)
}}
'''كاتدرائية القديس بطرس''' أو '''بازليك القديس بطرس''' وتعرف رسميًا باسم '''بازليك القديس بطرس البابوية''' ([[لغة لاتينية|باللاتينية]]: '''Basilica Sancti Petri''')، كنيسة كبيرة بنيت في أواخر [[عصر النهضة]] في القسم الشمالي من [[روما]] وتقع اليوم داخل دولة [[الفاتيكان]] رسميًا. كاتدرائية القديس بطرس تعتبر أكبر كنيسة داخلية من حيث المساحة،<ref name="موسوعة"/> وواحدة من أكثر المواقع قداسةً وتبجيلاً في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، وقد وصفها عدد من النقاد بأنها "''تحتل مكانة بارزة في [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]''"، وبأنها "''أعظم من جميع الكنائس المسيحية الأخرى''".<ref name="موسوعة">[http://www.newadvent.org/cathen/13369b.htm بازليك القديس بطرس (بالإنجليزية)]، الموسوعة الكاثوليكية، 4 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170706013434/http://www.newadvent.org:80/cathen/13369b.htm |date=06 يوليو 2017}}</ref> بالإضافة إلى وصفها ''بكونها من الجمال وتناسق الخطوط في الذروة''".<ref>دولة الفاتيكان، جان نوفسل، نقله إلى العربية مخائيل الرجي، دار مكشوف، بيروت 1966، ص.14</ref> سبب التبجيل يعود، لأن الكاتدرائية وبحسب التقليد الكاثوليكي تحوي ضريح [[بطرس|القديس بطرس]]، ويقع الضريح مباشرة تحت المذبح الرئيسي للكاتدرائية والذي يسمى "مذبح الاعتراف" أو "المذبح البابوي" أو "مذبح القديس بطرس".<ref name="مدفن">[http://www.newadvent.org/cathen/13374a.htm مدفن القديس بطرس (بالإنجليزية)]، الموسوعة الكاثوليكية، 4 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170515064822/http://www.newadvent.org:80/cathen/13374a.htm |date=15 مايو 2017}}</ref> [[بطرس|القديس بطرس]] هو أحد [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] ومن المقربين [[يسوع|ليسوع]]، وبحسب العقائد الكاثوليكية فإن [[يسوع]] قد سلّمه زمام إدارة الكنيسة من بعده، وبالتالي كان [[بطرس]] [[قائمة بابوات الكنيسة الكاثوليكية|البابا الأول للكنيسة الكاثوليكية]] وكذلك أول [[أسقف]] لمدينة [[روما]]. تشير البحوث المستقلة التي أجريت بين عامي [[1940]] و{{فصع}}[[1964]] خلال حبريات بيوس الثاني عشر و{{فصع}}[[يوحنا الثالث والعشرون]] و{{فصع}}[[بولس السادس]] إلى صحة التقاليد الكاثوليكية بشأن مدفن القديس بطرس؛<ref name="مدفن"/> ومنذ تشييدها في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] دفن أغلب البابوات في أضرحة منفصلة على امتداد الكنيسة أو في الصالة التي تقع تحتها، وذلك كإشارة رمزية بوصفهم خلفاء [[بطرس|القديس بطرس]].
 
الموقع الذي تشغله الكنيسة، كان محط تبجيل من قبل مسيحيي [[روما]] منذ القرون الأولى، وقد ذكر المؤرخ الروماني غايوس في بداية [[القرن 2|القرن الثاني]] عن "الضريح المجيد" الذي يبجله المسيحيون في المدينة؛ وبعد إعلان [[مسيحية|المسيحية]] كدين رسمي [[الإمبراطورية الرومانية|للإمبراطورية الرومانية]] عمد [[قسطنطين (توضيح)|الإمبراطور قسطنطين]] إلى تشييد كنيسة فوق المدفن الأصلي سميت "الكنيسة القسطنطينية" نسبة إلى بانيها الإمبراطور. بنيت الكنيسة الأولى بدءًا من العام [[320]] وبداعي التقادم الزمني من ناحية والثورة الثقافية في [[عصر النهضة]] عمد البابوات منذ [[يوليوس الثاني]] إلى ترميم ومن ثم بناء الكاتدرائية بشكلها الحالي، وقد أدت الظروف السياسية والاقتصادية من ناحية وبعض العقد الهندسية كطريقة تشييد القبة الكبرى من ناحية ثانية، إلى تأخر إتمام عمليات البناء لما يربو القرن من الزمن. إذ بدأ العمل يوم [[18 أبريل]] [[1506]] وانتهى في [[18 نوفمبر]] [[1626]].
 
تحوي الكاتدرائية على عدد كبير من القطع الفنية التي تعود لفترة [[عصر النهضة]] والفترات اللاحقة لها، ولعل من أهمها أعمال [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]]،<ref>[http://www.archive.org/details/historyofarchite00flet A history of architecture on the comparative method for the student, craftsman, and amateur (1905(] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170604051341/https://archive.org/details/historyofarchite00flet |date=04 يونيو 2017}}</ref> كما أنها مدرجة كجزء من [[الفاتيكان]] على [[موقع تراث عالمي|لائحة التراث العالمي]]، ومنذ العام [[1960]] مدرجة في "السجل الدولي للأعمال الثقافية تحت الحماية الخاصة في حالة الصدام المسلح".<ref>دولة الفاتيكان، مرجع سابق، ص.31</ref> في الواقع فعلى الرغم من شيوع لفظ [[كاتدرائية]] في توصيفها، فإن هذه التسمية ليست دقيقة؛ إذ كلمة كاتدرائية وهي مشتقة من الفعل اليوناني كاتدرا ([[لغة يونانية|باليونانية]]: καθέδρα) بمعنى "كرسي"، نظرًا لكون الكاتدرائية تحوي الكرسي أو المقر الرسمي للأسقف؛ غير أن المقر الرسمي لأسقف روما هو كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني، إحدى الكاتدرائيات الثلاث التي تقع في [[روما]] وتتبع سيادة [[الفاتيكان]]، ولذلك يعمد البعض إلى وصفها بعبارة بازليك القديس بطرس، أي كنيسة كبيرة دون أن تكون مقرًا أسقفيًا لتنال توصيف كاتدرائية بشكل رسمي. وعلى الرغم من ذلك فإن عبارة كاتدرائية القديس بطرس تعتبر أكثر شيوعًا. وعلى العموم، فإنه قبل بناء البازليك بالشكل الحالي وكذلك القصر الرسولي بقربه، فإن البابا كان يقيم في القصر اللاتراني في [[روما]].
 
تحوي الكاتدرائية على 777 عمودًا و44 مذبحًا و395 تمثالاً، إلى جانب عدد من الأضرحة والأيقونات الأخرى، وقد ألحق بها متحف خاص للآواني المقدسة والثياب الكهنوتية المستعملة بها.<ref>دولة الفاتيكان، جان نوفسل، نقله إلى العربية مخائيل الرجي، دار مكشوف، بيروت 1966، ص.15</ref>
== قبل الكاتدرائية الحالية ==
=== مدفن القديس بطرس والضريح الأول ===
[[ملف:Vatican Altar 2.jpg|يمين|350 بك|thumb|صورة بانورامية لقلب الكاتدرائية، ويظهر في صدر الصورة المذبح البابوي تعلوه مظلة برنيني القائمة مباشرة فوق ضريح [[بطرس|القديس بطرس]]، وأمامهما فسحة الاعتراف، المدخل إلى المدفن.]]
وفق عقائد وتقاليد [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، فإنه بعد [[يسوع]] قام أحد [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] المدعو [[القديس بطرس|سمعان بطرس]]، أحد الصيادين من [[الجليل (توضيح)|الجليل]] والذي عينه [[يسوع]] رأسًا للرسل مفوضًا إياه شؤون إدارة الكنيسة من بعده، بالسفر إلى [[روما]] مبشرًا [[مسيحية|بالمسيحية]]. وتعني كلمة "بطرس" في [[اللغة العبرية]] الصخر أو الحجر، <ref>[http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/02_B/B_129.html بطرس | St-Takla.org<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170715052137/http://st-takla.org:80/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/02_B/B_129.html |date=15 يوليو 2017}}</ref> وهو الاسم الذي أطلقه [[يسوع]] عليه. بطرس لم يتنقل إلى روما مباشرة، وإنما مكث في [[فلسطين]] ومن ثم في [[أنطاكية (توضيح)|أنطاكية]] قسطًا من الزمن يدون أحداثه سفر [[سفر أعمال الرسل|أعمال الرسل]]، وبعد حوالي ثلاثين عامًا انتقل إلى [[روما]] مؤسسًا كنيستها، ومن ثم صلب في العام [[64]] أو [[67]] خلال عهد الإمبراطور الروماني [[نيرون]]؛ وكان عملية صلبه واحدة من عمليات الصلب والقتل التي لحقت بالمسيحيين في [[روما]] في أعقاب الحريق الكبير الذي أشعله [[نيرون]]، ويعتبر اضطهاد [[نيرون]] أول [[اضطهاد المسيحيين|اضطهاد للمسيحيين]] في [[الإمبراطورية الرومانية]]؛ وبحسب ما نقل [[أوريجانوس]] فقد صلب بطرس رأسًا على عقب، وذلك بناءً على طلبه لأنه اعتبر نفسه لا يستحق أن يموت بنفس الطريقة التي مات فيها [[يسوع]].<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/11744a.htm بطرس، أمير الرسل (بالإنجليزية)]، [[الموسوعة الكاثوليكية]]، 5 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171226045619/http://www.newadvent.org/cathen/11744a.htm |date=26 ديسمبر 2017}}</ref> عملية الصلب وقعت بالقرب من [[مسلة|مسلة مصرية]] قديمة كان قد جلبها الإمبراطور [[كاليغولا]] من [[مصر]]، ونصبها في قلب ملعب نيرون الذي شهد العديد من عمليات إعدام للمسيحيين، وفي [[القرن 16|القرن السادس عشر]] نقلت المسلة إلى وسط [[ميدان القديس بطرس|ساحة القديس بطرس]] بوصفها أحد الشواهد على قتل [[بطرس|القديس بطرس]].
 
حسب التقليد أيضًا، فإن [[بطرس|القديس بطرس]] قد دفن في أحد التلال القريبة من موقع الملعب، وهو المكان الذي ترتفع فوقه حاليًا الكاتدرائية. وبموجب البحوث التي قامت بها جهات مستقلة بين عامي [[1940]] و{{فصع}}[[1964]] خلال حبريات بيوس الثاني عشر و{{فصع}}[[يوحنا الثالث والعشرون]] و{{فصع}}[[بولس السادس]] تم تأكيد صحة التقاليد الكنسية في هذا الخصوص،<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، محمد قصاص، دار طلاس للنشر، دمشق 1992، ص.53</ref> فبحسب الحفريات التي أجريت تحت الكاتدرائية، استدل على أن الضريح الأول كان قبرًا بسيطًا ومحفورًا في الأرض من الحجر الأحمر؛ ويبدو من خلال النقوش المكتشفة، أن عناية مخصوصة كانت تكلؤه منذ البدء، وهذا يتفق مع ما نقله عدد من المؤرخين الرومان، لعل أبرزهم هو المؤرخ غايوس الذي أشار إلى الضريح المجيد الذي يكرمه المسيحيون في [[روما]] وذلك في [[القرن 2|القرن الثاني]].<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.56</ref>
 
من المكتشفات التي عثر عليها تحت الكاتدرائية، تبين أن عددًا متزايدًا من المسيحيين في روما دفنوا بالقرب من الضريح خلال [[القرن 2|القرن الثاني]]، وأن المنطقة الأصلية قد سورت لفصلها عن المقبرة الخارجية، على أن العديد من الكوى المخصصة لإيقاد الشموع أو الفتائل حفرت على هذا السور. إلى جانب نقوش عديدة للحرفين P و E في إشارة إلى بطرس قد وجدت مكتوبة [[لغة لاتينية|باللاتينية]]، إضافة لأدعية وابتهالات عديدة وصيغ تتضمن كثيرًا من أسماء الموتى، وتظهر عبارات تفخيم [[يسوع|ليسوع]] وبطرس مرات عديدة أيضًا.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.58</ref> كما اكتشف بعض النواويس والأضرحة لبابوات من قرون مختلفة اختاروا أن يدفنوا قرب [[بطرس|القديس بطرس]] ككلمينت الثامن عام [[1594]] وكاليستوس الثاني عام [[1123]] وغريغوري الأول عام [[604]].
 
بعد نقب السور الأصلي، وجدت فسحة تعود لما بعد بناء الكنيسة القسطنطينية تحوي فتحة فيها أجزاء من عظام مكفنة في نسيج أرجواني مرصع ببعض الأحجار الكريمة؛ وعلى الرغم من أنه لم يجر أية بحوث على العظام نفسها، إلا أن البابا بيوس الثاني عشر وفي رسالة [[عيد الميلاد]] يوم [[23 ديسمبر]] [[1950]] أعلن اكتشاف قبر القديس بطرس، استنادًا على المعطيات الداخلية الضمنية ومنها التقليد الكنسي وروايات المؤرخين، والعناية الخاصة بالقبر المذكور.<ref>[http://www.stpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-1.htm القديس بطرس (بالإنجليزية) - بقلم جيمس ليز ميلان]، موقع كاتدرائية القديس بطرس، 5 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170619014444/http://www.stpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-1.htm |date=19 يونيو 2017}}</ref>
 
ملعب نيرون، الذي شهد عملية الصلب، يقع حاليًا ضمن حدائق [[الفاتيكان]].
 
=== الكنيسة القسطنطينية ===
[[ملف:Basilica di San Pietro 1450.jpg|يمين|250بك|تصغير|الكنيسة القسطنطينية أو كاتدرائية القديس بطرس كما كانت تبدو قبل تشييد الكاتدرائية الحالية، حوالي عام [[1450]]. الرسم يعود [[القرن التاسع عشر19|للقرن التاسع عشر]]، وتظهر في الصورة [[مسلة|المسلة المصرية]] التي لا تزال قائمة إلى اليوم.]]
بدأت عملية بناء الكنيسة القسطنطينية بناءً على أوامر الإمبراطور الروماني [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] حوالي العام [[326]] أو [[333]] واستمر العمل ثلاثة عقود بعد أن تم طم سبعة أمتار لتسوية سطح الأرض والحفاظ على الضريح بشكله الأول، أما مخطط الكنيسة فقد كان على شكل صليب إغريقي ضخم، وساهمت قوة المخططات ومتانة البناء على صموده اثني عشر قرنًا كاملاً، حتى بناء الكاتدرائية بالشكل الحالي؛ وقد احتلت الكنيسة القسطنطينية، بوصفها ضريحًا للقديس بطرس مكانة حج هامة في [[روما]] ومن ثم أصبحت أحد معالمها الدينية الرئيسية؛ كما أصبحت المكان التقليدي لتقليد البابوات المتعاقبين شؤون حبرياتهم، وشهدت الكنيسة أيضًا عام [[800]] تتويج [[شارلمان]] [[إمبراطور|كإمبراطور]] [[الإمبراطورية الرومانية المقدسة|للإمبراطورية الرومانية المقدسة]]، لكنها تعرضت عام [[846]] لمحاولة نهب وتدمير، ألحقت أضرارًا بليغة بها، غير أن البابا غريغوري العظيم قام بترميمها، وكذلك فعل البابا كاليستوس الثاني في [[القرن 12|القرن الثاني عشر]].<ref>الفاتيكان روما المسيحية، مرجع سابق، ص.56</ref>
 
أخذ الحديث يدور حول ترميم الكنيسة منذ [[القرن 15|القرن الخامس عشر]]، وبالفعل بعد انتهاء [[الانشقاق العظيم|انشقاق أفينغون]] رعى البابا مارتن الخامس عملية ترميم أشرف عليها ليون باتيستا ألبرتي ورسويلينو برناردو، ولم تتوقف عمليات الترميم والإضافة على البناء الأساسي طوال [[القرن 15|القرن الخامس عشر]] و{{فصع}}[[القرن 16|القرن السادس عشر]]، أي حتى الشروع ببناء الكاتدرائية الجديدة. وفي الواقع، فإنه حتى عندما شرع [[يوليوس الثاني|البابا يوليوس الثاني]] بناء الكاتدرائية الجديدة، كان المخطط قائمًا على توسيع وترميم الكنيسة القسطنطينية دون هدمها بالكامل، وطوال [[القرن 16|القرن السادس عشر]] كان المهندسون يتجاذبون مخططات بعضها رام ترميم الكنيسة وتوسيعها والبعض الآخر وجد إعادة بناء كنيسة جديدة بالكامل.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.58 - 59</ref>
 
كانت الكنيسة القسطنطينية مؤلفة من خمسة أروقة وصحن واسع في المنتصف على جانبيه ممرات تؤدي إلى صحنين آخرين أصغر حجمًا، وقد زينت الكنيسة بواحد وعشرين عمودًا من الرخام الأبيض المهداة من قبل [[قسطنطين (توضيح)|الإمبراطور قسطنطين]]، أما سقفها فكان مغلفًا بالخشب وقد جدد عدة مرات، وفي [[القرن 14|القرن الرابع عشر]] رسم عليه عدد من الصور والأيقونات الفسيفسائية الكبيرة الحجم من تصميم نافيسيلا بين عامي [[1305]] و{{فصع}}[[1313]]، وأكبر الأيقونات تمثل [[بطرس|القديس بطرس]] وهو يمشي على الماء إلى جانب أحد عشر رسمًا آخر يمثل مقاطع من [[العهد القديم]] و{{فصع}}[[العهد الجديد]]؛<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Necropolis/MG/TheTombofStPeter-1.htm مدفن القديس بطرس (بالإنجليزية)]، كاتدرائية القديس بطرس، 5 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180112160102/http://www.saintpetersbasilica.org/Necropolis/MG/TheTombofStPeter-1.htm |date=12 يناير 2018}}</ref> وقد زين السقف أيضًا مع تعاقب البابوات بالثريات. أمام الكنيسة كان هناك ساحة متوسطة الحجم، على شكل صليب دعيت "حديقة الجنة"، كما كان للكنيسة خمسة أبواب غير أن بعضها قد أضيف خلال المرحلة اللاحقة لتشييدها في [[القرن 4|القرن الرابع]].
 
أما المذبح، فبدوره كان مزينًا بمجموعة من الأعمدة المهداة من قبل [[قسطنطين (توضيح)|الإمبراطور قسطنطين]] وهي مصممة وفق وصف [[هيكل سليمان|الهيكل المقدس]] كما ورد في [[سفر الملوك الأول]]؛ وعندما بنيت الكاتدرائية بالشكل الحالي أوحت هذه الأعمدة [[جان لورينزو برنيني|لبرنيني]] ليقوم بتصميم مظلته البرونزية ذات الأعمدة الأربع الملتوية، بحيث كانت تشابه الأعمدة السابقة.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.56 -57</ref> أما الأعمدة السابقة، سواءً أكانت في الكنيسة ككل أو بالقرب من المذبح فقد نقلت إلى [[ميدان القديس بطرس|ساحة القديس بطرس]]، ونقل البعض من اللوحات والأيقونات الفسيفسائية إلى [[متاحف الفاتيكان]] أو بعض الكاتدرائية الهامة في [[إيطاليا]].<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/TheMemorial.htm النصب التذكاري للكنيسة القسطنطينية (بالإنجليزية)]، كاتدرائية القديس بطرس، 5 مايو 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160305173510/http://saintpetersbasilica.org/docs/thememorial.htm |date=05 مارس 2016}}</ref>
 
لم تكن الكنيسة القسطنطينية تعتبر المقر الرسمي والوحيد للبابا، بل إن الباباوات آنذاك كانوا يقيمون في القصر اللاتراني في [[روما]]، بيد أن أغلبهم قد دفن في الكنيسة القسطنطينية في إشارة إلى الارتباط مع [[بطرس|القديس بطرس]]، وعندما تم بناء الكاتدرائية بالشكل الحالي، تم نقل العديد ناوويس ومدافن البابوات، خصوصًا البابوات الذين يعودون لفترات قريبة من فترة تشييد الكاتدرائية أي بابوات [[القرن 15|القرن الخامس عشر]] و{{فصع}}[[القرن 14|القرن الرابع عشر]]، أما القبور السابقة لذلك دمرت خلال عملية التشييد الجديدة؛ وقد نقلت النواويس المكتشفة إلى القاعة الخاصة بمدافن البابوات أسفل الكنيسة الحالية.<ref>Reardon, Wendy J. 2004. The Deaths of the Popes. Macfarland & Company P.64</ref>
 
== المخطط وعملية البناء ==
=== طلائع المشروع: نيكولا الخامس وخلفاءه ===
[[ملف:SaintPierre.svg|يمين|250 بك|thumb|المخطط الأول لبناء الكاتدرائية، صليب إغريقي ضخم متساوي الأذرع.]]
كان بناء الكنيسة القسطنطينية قد أخذ بالتداعي بعد اثني عشر قرنًا على بناءها، ورغم محاولات البابا مارتن الخامس بعد الانتهاء من [[الانشقاق العظيم|انشقاق أفينغون]] ترميم الكنيسة إلا أن البناء قد ظل متداعيًا. فكان ذلك الحافز الأساسي لفكرة الإصلاح والتوسع، طلب البابا نيكولا الخامس من المهندس برناردو روسيلينو وضع مخططات جديدة لترميم الكنيسة ومن ثم طلب منه لاحقًا وضع مخططات جديدة للبناء عام [[1452]]، كان روسولينو مهندسًا بارزًا وقد عهد إليه أيضًا تحسين المخطط المعماري لمدينة روما،<ref name="بناء">الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.61</ref> وقد قام روسولينو بتقديم مخططاته القائمة على شكل صليب إغريقي متساوي الأذرع ومن ثم نقل حوالي 2500 قطعة حجر للشروع بالبناء من مقالع روما، لكن البابا توفي بعد فترة وجيزة عام [[1455]] ولم يكن قد أنجز من العمل سوى القليل؛<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-5.htm#nicholas البابا نيكولا الخامس وعملية بناء بازليك القديس بطرس (بالإنجليزية)]، كاتدرائية القديس بطرس، 5 أيار 2011: ''كان المخطط مشابهًا للمخطط الأصلي الذي وضع منذ عهد [[قسطنطين (توضيح)|قسطنطين]]، ويشمل ترميم صحن الكنيسة والأروقة الأربعة مع إضافة مكان للجوقة، لكن دون تعديل بالقبة والحنية والمذبح ومكان العرش البابوي.'' {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171025131902/http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-5.htm |date=25 أكتوبر 2017}}</ref> لم يهتم خلفاء نيكولا الخامس بالمشروع أو بمتابعة ترميم الكنيسة أو إعادة بنائها ولعبت القلاقل السياسية الدور البارز في ذلك، حتى حبرية البابا بولس الثاني الذي طلب من المهندس جوليانو دا سانغالو الشروع بدراسة المخططات السابقة وتعديلها غير أنه عاد فجمد المشروع عام [[1471]]،<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-5.htm#PaulII البابا بولس الثالث وبناء بازليك القديس بطرس (بالإنجليزية)]، كاتدرائية القديس بطرس، 5 أيار 2011: ''عهد بولس الثاني إلى جوليانو دا سانغالو مشروع الكنيسة، ومن ثم ولأسباب مجهولة جمّده عام [[1471]]، وعلى حد المعلومات المتوافرة فإن المشروع لن يستأنف طيلة ثلاثين عامًا.'' {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171025131902/http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-5.htm |date=25 أكتوبر 2017}}</ref> وظل المشروع مجمدًا طوال ثلاث عقود توالى فيها أربعة بابوات هم: سيكتوس الرابع ([[1471]] - [[1484]]) وإينوسنت الثامن ([[1484]] - [[1492]]) وألكسندر الرابع ([[1492]] - [[1503]]) وبيوس الثالث ([[1503]])، غير أن المشروع قد عاد إلى التداول من جديد خلال حبرية [[يوليوس الثاني]].
 
=== الشروع بالبناء: يوليوس الثاني وخلفاؤه ===
[[ملف:SaintPierreRaphael.JPG|يسار|200 بك|thumb|المخطط الثاني لبناء الكاتدرائية المقدم من اللجنة الهندسية برئاسة [[رفائيل|رافاييل]]: صليب لاتيني تقع القبة الكبرى في تقاطع ذراعييه.]]
أصبح [[يوليوس الثاني]] حبرًا أعظم عام [[1503]] وعرف عنه دعمه للفنون وبنوع خاص الفن والنحت ونقل عنه أنه أراد أن يجعل من كاتدرائية القديس بطرس: ''أعظم بناء في العالم المسيحي''، ويعود له أيضًا بناء [[كنيسة سيستينا|كنيسة سيستين]] المجاورة لكاتدارئية القديس بطرس وتزيينها. كانت هناك العديد من العوامل المساعدة للبابا، فمن ناحية كانت [[روما]] تنعم بالاستقرار السياسي والوفرة الاقتصادية، ومن ثم كانت الكنيسة القديمة آخذة بالتداعي حتى خيف من انهيارها وسوى ذلك فإنها لم تكن تستوعب أعداد الحجاج المتزايدين إلى ضريح [[بطرس|القديس بطرس]]؛ اقترح عدد من المهندسين على البابا فكرة فصل ضريح القديس بطرس عن الكنيسة، لكنه رفض ذلك وقرر العودة إلى خطط البابا نيكولا الخامس بتشييد بناء جديد بالكامل، ومن ثم كلّف المهندس دوناتو برامنتي دراسة المخطط القديم الذي وضع أيام حبرية نيكولا الخامس وتعاقد مع [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] لنحت عدد من التماثيل لتزيين الكنيسة. كان برامنتي كبير مهندسي [[روما]] وله خبرة طويلة في بناء الكنائس والكاتدرائيات، وفي ما يخصّ بناء الكاتدرائية، أجرى برامنتي بضع تعديلات طفيفة على المخطط السابق، لكنه أبقى على الصليب الإغريقي ذي الأذرع المتساوية على أن تشيد القبة الكبرى في منطقة تقاطع ذراعي الصليب مع وجود أربع قبب أخرى أصغر حجمًا على كل ذراع، والحفاظ على الحنية التقليدية لناحية الشرق من بناء الكنيسة.<ref>Frommel, Christoph (1986), "Papal Policy : The Planning of Rome during the Renaissance in The Evidence of Art : Images and Meaning in History.", Journal of Interdisciplinary Histor (Cambridge: MIT Press) 17 (1): 39–65 p.458</ref> مخطط برامانتي لم يكن خاليًا من الصعوبات الهندسية وفق معطيات فترة [[عصر النهضة]]، وكان المخطط موضع النقاش في عدد من المحافل الرسمية، ولا يزال القسم الأكبر من المخططات وتعديلاتها والتعليقات عليها، محفوظة في عدد من المتاحف خصوصًا في معرض أوفيزي في [[فلورنسا]]. في [[18 أبريل]] [[1506]] وضع البابا حجر الأساس لبناء الكنيسة الجديدة، غير أن الكنيسة القسطنطينية لن تهدم دفعة واحدة وبالكامل وإنما على مراحل، حيث امتدت عملية البناء حوالي القرن من الزمن.<ref name="بناء"/>
 
توفي برامنتي في [[11 أبريل]] [[1514]] فشكل [[الكرسي الرسولي]] برئاسة البابا ليون العاشر لجنة من ثلاث مهندسين هم أنتونتيو دي سانغالو و{{فصع}}[[رفائيل|رافاييل]] والراهب غيوكوندو دافيرونا؛ كانت الحالة معقدة إذ تم هدم النصف الشرقي من الكنيسة القديمة ولم تنتهي عمليات بنائها بعد. تزامن ذلك مع ظهور [[مارتن لوثر]] والانشقاق [[بروتستانتية|البروتستانتي]] الذي هزّ [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، وأثر سلبًا على التمويل اللازم لاستكمال علميات البناء، خصوصًا أن جزءًا من التمويل كان قادمًا من [[غفران (مسيحية)|صكوك الغفران]] التي كانت الجزء الأساسي من المشكلة مع [[مارتن لوثر]]. رغم ذلك لا يمكن القول أن المشاكل كانت اقتصادية بحتة، فقد ظهرت عدة مشاكل هندسية لمخطط برامنتي، لذلك قدمت اللجنة المكلفة مخططًا جديدًا للبابا، حوّل من خلاله الصليب الإغريقي المتساوي الأذرع إلى صليب لاتيني طويل، تقوم القبة الرئيسية في منطقة تقاطع ذراعيه، مع إضافة خمسة أرواقة ومصليات صغيرة على الجانبين تفصل عن الأروقة الأساسية بمجموعة من الأقواس، كما عمد [[رفائيل|رافاييل]] في مخططه إلى تصغير حجم الأبراج التي كان من المقرر تشييدها في الكنيسة. وبدأ العمل بتقويض الجناح الأيسر للكنيسة القسطنطينية وتشييد النموذج الجديد لها.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.62</ref>
 
=== القبة الكبرى واستكمال البناء: بولس الثالث وخلفاؤه ===
[[ملف:Vaticano2c20000.jpg|يمين|250 بك|thumb|المذبح البابوي ومظلة الاعتراف مغموران بنور الصباح: كان [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] أول من أشار إلى ترك فتح في القبة للسماح للنور بالمرور منها.]]
 
في عام [[1520]] مات [[رفائيل|رافاييل]] والراهب غيوكوندو، فتم تعيين بالداساري بيروزي للعمل مع سانغالو، وأرادوا الرجوع عن مخطط [[رفائيل|رافاييل]]، غير أن نهب روما وعواقبه الاقتصادية والسياسية أدى إلى توقف العمل. ومع وفاة بيروزي عام [[1536]] تفرّد سانغالو بالإدارة فقام بإجراء الدمج بين مخطط رافاييل ومخطط بيروزي بحيث جعل صحن الكنيسة ضيق المساحة مقابل توسيع مساحة الأروقة، كذلك فقد كان اقتراحه للقبة أعقد من المخططات السابقة بحيث شمل المخطط وللمرة الأولى على وضع أضلاع خارجية لدعم القبة، ومن ثم اقترح بأن يعلو القبة فانوس وهو ما تمّ لاحقًا إنما على شكل أكبر. ويمكن القول أن مخططات سانغالو كانت مزجًا موفقًا بين المخططين السابقين، ولم يكتفي فقط بالتخطيط بل باشر العمل، وقام بطم ثلاث أمتار جديدة لرفع مستوى الأرض؛ ثم وضع مخططًا جديدة للشكل العام، بحيث صمم أروقة متفرعة عن الرواق الأصلي وجعل أجنحة الكاتدرائية أكثر اتساعًا، ويعود لجهوده إنهاء تشييد القسم الأيسر بكامله من الكاتدرائية. عيّن البابا بولس الثالث ([[1534]] - [[1549]]) [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] رغم معارضته، مهندسًا للبناء في [[1 يناير]] [[1547]] وقد بلغ العقد السابع من العمر؛ وبعد دراسات تخطيطية مستفيضة دامت خمس سنوات حول طريقة تنفيذ المخططات وإدخال بعض التعديلات عليها خصوصًا من ناحية الجدران المصليات الجانبية، شرع [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] بين عامي [[1551]] و{{فصع}}[[1557]] ببناء الجناح اليميني من الكاتدرائية، ونصب الأعمدة المركزية الأربعة كقاعدة للقبة الكبرى، وكان قد بدأ منذ [[نوفمبر]] [[1546]] ببناء نموذج خشبي للقبة الكبرى، فأتمه في عام [[1560]].<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.64</ref> القبة كما اقترحها آنجلو هي أعلى قبة بالعالم بارتفاع 136.5 متر (448.1 قدم)، وأما قطرها الداخلي مقياسه 41،47 م (136.1 قدم) لتكون أصغر بقليل من بعض قباب [[بانثيون|البانثيون]] المخصص لآلهة [[روما]] الوثنية، بيد أن قطرها أكبر بحوالي 9.1 متر (30 قدم) من [[آيا صوفيا]] في [[إسطنبول]] التي كانت أكبر قبة في زمانها وقد أنجزت عام [[537]]، وكان تصميم [[كاتدرائية فلورنسا]] وقبتها المرتفعة الملهم الأساسي لآنجلو في تصميم قبة الكاتدرائية الأكبر في المسيحية.<ref>[http://www.activitaly.it/inglese/monument/basilica_St_Peter_rome.htm بازليك القديس بطرس (بالإنجليزية)]، معالم روما، 6 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160303175738/http://www.activitaly.it/inglese/monument/basilica_St_Peter_rome.htm |date=03 مارس 2016}}</ref>
[[ملف:PetersdomGrundriss.jpg|يسار|200 بك|thumb|المخطط الثالث من وضع [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] لبناء الكاتدرائية، وهو تحسين لمخطط [[رفائيل|رافاييل]].]]
كما تمّ خلال هذه الفترة تصميم المذبح البابوي على يد كارلو مديرنو، ويمكن القول بأن الطرف الشرقي بكامله يعود تصميمه لآنجلو. كان مخطط برامانتي يعتمد على المربعات في حين قام رافاييل بتحويل جزء من المربعات إلى أنصاف دوائر، وأخيرًا اقترح مايكل آنجلو تقنية ثالثة تقوم على دعم سطح الجدار بزوايا مختلفة، ودعمه أيضًا بمجموعة من الأعمدة الكورنثية على الطراز اليوناني بحيث تتحمل ضغط كتلة البناء لاسيّما قبته الكبرى؛ كذلك يعود له وضع فتح في القبة الكبرى بحيث يسمح بدخول الضوء من خلالها، لتكون بذلك كاتدرائية القديس بطرس مخالفة للكاتدرائيات القوطية التي تميزت بانعدام النور الخارجي والظلمة العامة، ما يساهم على الخشوع وفق آراء مهندسي الكنائس في [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]].<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-7.htm#Michelangelo مايكل آنجلو وكاتدرائية القديس بطرس (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 6 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160920115047/http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-7.htm |date=20 سبتمبر 2016}}</ref> وقد لاقى هذا التجديد الهندسي الذي قدمه آنجلو بعضًا من الاعتراض، غير أن دعم البابا بولس الثالث وخليفته يوليوس الثالث ([[1549]] - [[1559]]) لآنجلو حال دون توقيف العمل، رغم أنه تباطئ في بعض المراحل بنتيجة توقف الأفران عن خبز حجارة البناء بسبب نقص المواد الأولية اللازمة.<ref>[http://www.catholicnews.com/data/stories/cns/0600227.htm الرسائل الفاتيكانية حول تشييد بازليك القديس بطرس (بالإنجليزية)]، الأخبار الكاثوليكية، 6 مايو 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121105222308/http://www.catholicnews.com/data/stories/cns/0600227.htm |date=05 نوفمبر 2012}}</ref>
[[ملف:Vatikan Szent Peter kupola.jpg|يمين|250بك|thumb|قبة كاتدرائية القديس بطرس.]]
إثر وفاة [[مايكل آنجلوميكيلانجيلو|آنجلو]] عين بيوس الرابع ([[1559]] - [[1565]]) مهندس الكاتدرائيات جياكومو باروزي الشهير بفينولا مهندسًا للبناء، غير أن أي تطور يذكر لم يحصل في عهده ولا في عهد خليفته القديس بيوس الخامس ([[1566]] - [[1572]]) بسبب الحروب مع [[الدولة العثمانية]] من جهة، وتعثر إيجاد صيغة هندسية ملائمة لإشادة القبة الكبرى من جهة ثانية. وكذلك في عهد خليفتهما [[غريغوريوس الثالث عشر|غريغوري الثالث عشر]] ([[1572]] - [[1585]]) والذي عين ديلا بورتا مهندسًا للكاتدرائية وفشل في إيجاد المعايير الهندسية الملائمة، ليترك الأمر للحث الفعال الذي قام به البابا سيكتوس الخامس ([[1585]] - [[1590]]) والمساعدة من المهندس دومنيكو فونتانا، بحيث تم الشروع في بناء القبة يوم [[15 يوليو]] [[1588]]، ووضع آخر حجر فيها يوم [[14 مايو]] [[1590]]، وقد رافق الحدث قرع أجراس جميع كنائس [[روما]] طوال النهار، وقد وضع في الحجر الأخير صندوقان رصاصيان، الأول يحوي على بقايا من الصليب الحقيقي الذي يؤمن المسيحيون أن [[يسوع]] قد مات عليه، والثانية تحوي على رفات [[أندراوس|القديس أندراوس]]، إلى جانب مداليات أخرى تحوي [[افخارستياأفخارستيا|قربانًا]].<ref>[http://www.stpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-1.htm قصة بناء بازليك القديس بطرس في روما - القبة]، بازليك القديس بطرس، 7 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170619014444/http://www.stpetersbasilica.org/Docs/JLM/SaintPeters-1.htm |date=19 يونيو 2017}}</ref> حول القبة كتب [[لغة لاتينية|باللاتينية]] وبخطوط مذهبة بعرض 2 متر (6.6 قدم):
:: "''Tv es Petrvs et svper hanc petram aedificabo ecclesiam meam. Tibi dabo claves regni caelorvm''"
والتي تعني [[لغةاللغة عربيةالعربية|بالعربية]]:
:: {{خط عربي دولي|"''أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها''".}}
المقتبسة من [[إنجيل متى]] 18/16، وهي الجملة التي قالها [[يسوع]] [[بطرس|لبطرس]]، مفوضًا إياه زمام الكنيسة وفق المعتقدات الكاثوليكية؛ كذلك فقد كتب جملة ثانية:
سطر 87:
:: {{خط عربي دولي|"''لمجد [[بطرس|القديس بطرس]]، سكتوس الخامس، البابا، في عام [[1590]] وهي السنة الخامسة من حبريته''".}}
 
في منتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] ظهرت تشققات في القبة، ولذلك تم تركيب سلاسل حديد بين مختلف أجزائها وذلك لتدعيم البناء، ويشير البعض إلى أن [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] كان قد وضع الفكرة في مخططاته لبناء الكاتدرائية، كما فعل برونليسكي في [[كاتدرائية فلورنسا]]؛ وفي [[7 ديسمبر]] [[2007]] تم اكتشاف جزء من مخططات [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] حول بناء القبة حفظ في [[متاحف الفاتيكان|متحف الفاتيكان]]، ويعتبر هذا الرسم هامًا لمعرفة كيفية بناء القبة، إذ إن العديد من مخططات ورسومات آنجلو قد دمرت قبل وفاته أو خلال الحروب بين [[الدولة البابوية]] و{{فصع}}[[نابليون بونابرت|نابليون الأول]]، وقد أظهر المخطط حسابات رياضية مفصلة ودقيقة حول ضغط البناء وقدرة التحمل وسواها من المعلومات التفصيلية.<ref>[http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/7133116.stm العثور على مخططات مايكل آنجلو الأخيرة (بالإنجليزية)]، موقع البي بي سي، 7 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170620000116/http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/7133116.stm |date=20 يونيو 2017}}</ref>
 
وإلى جانب القبة الكبرى، يوجد قبتان أصغر حجمًا فوق المصلى الكلمنتي والمصلى الغريغوري داخل الكاتدرائية، وثمانية قباب أخرى صغيرة الحجم فوق المصليات الجانبية. يمكن الوصول لسطح الكاتدرائية عن طريق درج لولبي يقع بين صحن الكاتدرائية ورواقها، وقد وصف النقاد المنظر من سطح، بأنه إطلالة فريدة على [[الفاتيكان]] ومدينة [[روما]].<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.79</ref>
سطر 94:
[[ملف:Façade of St. Peter's Basilica 2.JPG|يسار|300بك|thumb|واجهة الكاتدرائية، من تصميم كارلو ماديرنو، يعلوها ثلاث عشر تمثال يتوسطهم تمثال [[يسوع]]، وقد أنجزت بين عامي [[1607]] و{{فصع}}[[1614]].]]
 
في اليوم الأول من [[الصوم الكبير]] [[18 فبراير]] [[1606]]، قام البابا بولس الخامس ([[1605]] - [[1621]]) بالموافقة على تفكيك الأجزاء المتبقية من الكنيسة القسطنطينية، حيث تم نقل الرخام المهدى من [[قسطنطين (توضيح)|الإمبراطور قسطنطين]] ليستخدم لاحقًا في بناء صحن الكنيسة، ومن بين ما تمّ نقله، اثنين من الأعمدة التي نقش عليها رسوم لأسود، ومجموعة من النواويس والتوابيت لبابوات سابقين. كان كارلو مديرنو ومنذ عام [[1602]] يتولى إدارة المشروع بعد وفاة دومنيكو فونتانا، ومديرنو هو ابن شقيق فونتانا. خلال عملية [[إصلاح مضاد|الإصلاح المضاد]]، برز بشكل متكاثر أصوات داعية للعودة إلى الصليب اللاتيني بدلاً من الصليب الإغريقي، ووجد المعترضون أن الصليب الإغريقي ينتمي للعالم الدنيوي أكثر من انتماءه للعالم المسيحي، غير أن البابا بولس الخامس دعم المخطط القائم وأعطى أوامره في [[سبتمبر]] [[1605]] لتطويل الجناح بحيث يغدو شكل الصليب أكثر بروزًا، كذلك عمد ماديرنو إلى تطويل الجناح الشرقي من الكاتدرائية ليشكل مقدمة الصليب، ثم أنهى مع عدو وجود عوائق هندسية ذلك الصليب، حتى حدود الواجهة الحالية بمساعدة سبعمائة عامل. وفي [[22 نوفمبر]] [[1614]] يمكن اعتبار الكاتدرائية وقد اكتمل بناءها وفق الشكل المتعارف عليه اليوم.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.65</ref>
 
أما واجهة الكاتدرائية فقد بنيت بين عامي [[1607]] و{{فصع}}[[1614]] على يد لجنة مؤلفة من عشرة مهندسين معماريين في [[روما]] تحت إمرة كارلو ماديرنو، الذي قام بوضع مخطط الواجهة. الواجهة بارتفاع 114،69 متر (376.3 قدم) وعرض 45،55 متر (149.4 قدم) مبنية من الحجر الجيري والرخام، ويتموضع فيها سبعة أعمدة كورنثية عملاقة، وهي مؤلفة من ثلاث طوابق يعلو الطابق الثالث تمثالاً [[يسوع|ليسوع]] حاملاً الصليب ويبارك المتواجدين في [[ساحةميدان القديس بطرس|الساحة]]، وبقربه [[يوحنا المعمدان]] و{{فصع}}[[التلاميذرسل الاثنيالمسيح الاثنا عشر|أحد عشر تلميذًا]] من تلاميذ [[يسوع]]، وقد نقش على الواجهة [[لغة لاتينية|باللغة اللاتينية]] وبحروف كبيرة:
:: ''"IN HONOREM PRINCIPIS APOST PAVLVS V BVRGHESIVS ROMANVS PONT MAX AN MDCXII PONT VII"''
:: {{خط عربي دولي|''"بولس الخامس بروغس، [[بابا (توضيح)|الحبر الروماني الأعلى]]، في [[1612]] وهو العام السابع من حبريته، تكريمًا [[القديس بطرس|لأمير الرسل]]."''}}
[[ملف:Basilica di San Pietro facade - front left top.jpg|يمين|200بك|thumb|قوس الأجراس والساعة في طرف واجهة الكاتدرائية.]]
وصف بعض النقاد أن الواجهة تقل في مستواها الفني عن داخل الكاتدرائية، يعود ذلك حسب البعض بسبب الرغبة في الانتهاء من العمل بسرعة، بالإضافة إلى أن ماديرنو لم يكن يرغب في الخروج عن النمط المعماري لمايكل آنجلو، وسوى ذلك فإن التماثيل والأعمدة الكورنثية ثقيلة جدًا بحيث أن مستوى الأرض لا يستطيع احتمالها، بل إن الأبراج الجانبية التي كانت ضمن المخطط الأصلي للبناء استغني عنها، بعد أن اكتشف أن الأرض في تلك البقعة، ليست مستقرة بشكل كافي لتحمل الوزن؛ كما أن الواجهة القليلة الارتفاع تجعل من القبة أكثر وضوحًا وبروزًا. استعيض عن الأبراج ببرجين صغيرين في أقصى يمين ويسار واجهة الكاتدرائية، يحوي كل منهما على قوس أجراس وساعة، وقد تم تحويل الساعة للعمل على الكهرباء خلال حبرية البابا بيوس الحادي عشر.
 
تتصل الواجهة مع [[ميدان القديس بطرس|ساحة القديس بطرس]] بسلم عريض مصنوع من الرخام الأبيض، يقف عند قدميه تمثالان ضخمان [[القديس بطرس|للقديس بطرس]] و{{فصع}}[[بولس الطرسوسي|القديس بولس]]، أولهما من صنع جيوسيس دي فلبريس أما الآخر من صنع آداموا تاد وليني، وقد وضعا في مكانهما الحالي عام [[1840]].<ref name="ReferenceA">الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.68</ref> واجهة الكاتدرائية تتألف من ثلاث طبقات، الطبقة الأولى هي الطبقة الأرضية والطبقة الثانية تدعى "طبقة التبريكات"، فبحسب الأعراف البابوية، فإن البابا المنتخب الجديد يطل من شرفة الكاتدرائية المتوضعة في الطابق الثاني ليلقي تحيته على الجمهور في [[ساحةميدان القديس بطرس|الساحة]] ويمنحهم بركته الأولى، وبنتيجة ذلك اشتقّ اسم الطابق. أما الطابق الثالث فهو سطح الكاتدرائية.<ref name="دولة الفاتيكان، مرجع سابق، ص.35">دولة الفاتيكان، مرجع سابق، ص.35</ref>
 
قام البابا أوربان الثامن في [[18 نوفمبر]] [[1626]] بافتتاحها رسميًا، بعد أن انقضت السنوات السابقة في وضع الأعمال الفنية المختلفة داخلها، وقد تم التدشين في يوم تدشين الكنيسة القسطنطينية السابقة ذاته.<ref name="ReferenceA"/>
سطر 109:
=== المذبح البابوي ومظلة برنيني ===
[[ملف:Сень над папским алтарём.jpg|يمين|200بك|thumb|المذبح البابوي تعلوه مظلة برنيني.]]
يقع المذبح البابوي مباشرة فوق ضريح [[بطرس|القديس بطرس]]، وهو يسمى باسم البابوي، لأن البابا فقط يحق له أن يترأس [[القداس الإلهي]] عليه طالما أن هناك [[بابا (توضيح)|بابا]]، وفي حال شغور المنصب الأول في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] يسمح بالاحتفال به من قبل عميد مجمع الكرادلة؛ ويدعى هذا المذبح أيضًا "مذبح الاعتراف" وذلك رمزًا [[بطرس|للقديس بطرس]] الذي اعترف من خلال موته بالإيمان للعالم أجمع.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.37</ref> عند أقدام المذبح البابوي تقع فسحة الاعتراف، وهي عبارة عن منطقة تحت مستوى أرض الكاتدرائية لا سقف لها ومحاطة بسور ذهبي عالي، تحوي المدخل نحو الضريح الأساسي للقديس بطرس، كما تحوي على كوة الثياب الكاردينالية، حيث تحفظ فيها الأردية الحمراء والأرجوانية التي يمنحها البابا للأساقفة والبطاركة كدلالة على الرابط بينهم وبين البابا خليفة [[بطرس]] حسب المعتقدات الكاثوليكية. هذه الفسحة يعود بنائها [[القرن الثاني2|للقرن الثاني]] أي أنها للفترة ذاتها التي ذكر بها غايوس الضريح المجيد الذي يكرمه المسيحيون في روما، وهي تحوي أيضًا على خمس وتسعين قنديل زيتي دائم الاشتعال، يرمز إلى علاقة الكنيسة بالبابا، ويتم تجديد القناديل في [[2 فبراير]] من كل عام، وهو عيد دخول [[يسوع]] إلى الهيكل.<ref name="دولة الفاتيكان، مرجع سابق، ص.35"/>
 
فوق المذبح البابوي تقوم مظلة برنيني، المسماة على اسم صانعها. المظلة عبارة عن أربع أعمدة لولبية هي رمز للإنجليين الأربعة تعلوها قبّة متطاولة يعلوها [[صليب]]؛ وفي نهاية كل عمود هناك تمثال [[ملاك|لملاك]] ويبلغ ارتفاع كل عمود 20 مترًا، وقد تم وضع الأعمدة الأربعة على أربع منصات حجرية تحوي شعار البابوية بشكل نافر. مظلة برنيني تنتمي للفن الباروكي، وقد بدأ العمل بها بناءً على طلب البابا أوربان الثامن عام [[1623]] ودشنها رسميًا في [[29 يونيو]] [[1635]] وهو اليوم الذي تحتفل به [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] بعيد [[بطرس|القديس بطرس]] و{{فصع}}[[بولس الطرسوسي|القديس بولس]]. استوحى برنيني فكرة الأعمدة الملتوية من الأعمدة التي كان قد جلبها [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] من [[اليونان]] إلى [[روما]] عندما شيّد الكنيسة القسطنطينية، وقد كساها بمجموعة من الزخارف التي تطابق ما جاء في [[سفر الملوك الأول]] لتصميم الهيكل اليهودي في [[القدس]]؛ وإلى جانب الخشب فقد أدخل البرونز والذهب في بناء المظلة، وساهم مع برنيني عدد من النحاتين في زخرفتها.<ref>[http://books.google.co.uk/books?id=Se1BbQ99KGUC&pg=PA199&dq=Bernini+ciborium&hl=en&ei=L9GwTY_AIIbDhAf4i6HrCg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&sqi=2&ved=0CD0Q6AEwAQ#v=onepage&q=Bernini%20ciborium&f=false The architecture of Rome: an architectural history in 400 presentation] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20121114202539/http://books.google.co.uk/books?id=Se1BbQ99KGUC&pg=PA199&dq=Bernini+ciborium&hl=en&ei=L9GwTY_AIIbDhAf4i6HrCg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&sqi=2&ved=0CD0Q6AEwAQ |date=14 نوفمبر 2012}}</ref>
 
يقع المذبح البابوي في منطقة التقاء ذراعي الصليب في فسحة تشبه الدائرة يعلوه مباشرة القبة وتحيطه الأعمدة الأربعة التي تشكل أساسها، وقد زيّنت هذه الأعمدة الأربعة العريضة، بمجموعة الشرفات والزخرفات وفي نهاية كل عمود [[أيقونة]] تظهر أحد الإنجيليين الأربعة، كما وضع في كوّة محفورة داخل كل عامود تمثال: الأول [[هيلانة|للقديسة هيلانة]] تحتضن الصليب الحقيقي من تصميم آندريا بولجي،<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StHelen/StHelen.htm تمثال القديسة هيلانة (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 9 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170815174814/http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StHelen/StHelen.htm |date=15 أغسطس 2017}}</ref> والثاني تمثال للقديس لونجيوس وهو قائد المئة الروماني الذي آمن [[يسوع|بيسوع]] بعد أن سال الدم والماء من جنبه في أعقاب طعن إياه بالحربة للتأكد من موته على الصليب كما هو مذكور في [[إنجيل يوحنا]]، ويظهر التثمال القديس لونجيوس ممسكًا بالحربة، وهو من صنع برنيني عام [[1639]]؛<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StLonginus/StLonginus.htm تمثال القديس لونجينوس (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 9 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170815180033/http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StLonginus/StLonginus.htm |date=15 أغسطس 2017}}</ref> وتمثال [[أندراوس|للقديس إندراوس]] شقيق [[بطرس|القديس بطرس]]، وبحسب التاريخ الكنسي فإن [[أندراوس|إندراوس]] قد صلب بشكل حرف X، ولذلك يظهر التمثال [[أندراوس|إندراوس]] ممسكًا بصليبه، وهو من تصميم فرانسيسكو دكيوسوني؛<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StAndrew/StAndrew.htm تمثال القديس أندراوس (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 9 ايار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170815174812/http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StAndrew/StAndrew.htm |date=15 أغسطس 2017}}</ref> أما التمثال الرابع فهو للقديسة فيرونيكا التي مسحت وجه [[يسوع]] بمنديلها عندما كان حاملاً صليبه تجاه الجلجثة، وبنتيجة الدم والعرق من وجه يسوع تشكلت على المنديل ما يشبه رسم صورته، والتمثال من تصميم فرانسيسكو موشي.<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StVeronica/StVeronica.htm تمثال القديسة فيرونيكا (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 9 مايو 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170815175329/http://www.saintpetersbasilica.org/Statues/StVeronica/StVeronica.htm |date=15 أغسطس 2017}}</ref> وقد وضعت هذه التماثيل في تجاويف داخل الجدار، وبالقرب من نهاية الرواق، يتموضع تمثال ضخم [[بطرس|للقديس بطرس]]، من تصميم [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]]. تحوي كل شرفة على مذبح على اسم التمثال الموضوع أسفل العمود، ويقام [[القداس الإلهي]] على هذا المذبح في يوم عيد شفيع المذبح، كما أنه وبحسب تقاليد الكاتدرائية، فإنه خلال [[الصوم الكبير]] يتم قراءة [[الكتاب المقدس]] من الشرفة التي تعلو تمثالاً معينًا، على سبيل المثال فإن الإنجيل في الأحد الخامس من الصوم يقرأ من الشرفة التي تعلو تمثال القديسة فيرونيكا.
 
<center>'''التماثيل الموضوعة بالقرب من المذبح، داخل الأعمدة التي تشكل أساسات القبة'''</center>
سطر 126:
</center>
 
على الجانب الخلفي من كل عمود، يوجد مذبحان، فخلف العمود الذي يحوي تمثال القديسة فيرونيكا، يوجد مذبح "القديس بطرس يشفي المشلول" كما هو مذكور في سفر [[سفر أعمال الرسل|أعمال الرسل]] ومذبح "القلب الأقدس"، وخلف العمود الذي يحوي تمثال [[هيلانة|القديسة هيلانة]] يوجد مذبح "البخور" ومذبح آخر على اسم القديس بطرس، أما مذبح "القديس باسيل" ومذبح "[[جيروم|القديس جيروم]]" يقعان خلف عمود القديس لونجينوس، وأخيرًا مذبح "الشمعدان" ومذبح "تجلي الرب" خلف عمود القديس أندراوس. مذبح تجلي الرب يحوي على رفات البابا بيوس العاشر، كما يضم رسمًا فسيفسائيًا من صنع [[بييترو كانونيكا]] للبابا [[يوحنا الثالث والعشرون]] تكريمًا له.<ref>الفاتيكان روما المسيحية، مرجع سابق، ص.66</ref> وفي المنطقة التي تقع فاصلة بين صحن الكنيسة ورواقها، يوجد تمثال من البرونز للقديس بطرس ويده بوضعية منح البركة. كان الاعتقاد السائد في الماضي، أن التمثال من أعمال [[القرن 5|القرن الخامس]]، ولكنه وبعد دراسات مستفيضة تبين أن التمثال من صنع آرنو لغودي كاميو في [[القرن 13|القرن الثالث عشر]]، وخلال العصور الوسطى، كان الحجاج إلى [[روما]] يقبلون قدمي التمثال كنوع من أنواع التقى والورع.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.69</ref>
 
=== كرسي القديس بطرس ومذبح صدر الكنيسة ===
[[ملف:Saint Peters Basilica Interior21.jpg|يمين|250بك|تصغير|صورة علوية لمنطقة صدر الكنيسة (الحنية) وعرش القديس بطرس.]]
[[ملف:Cathedrapetri+gloria.jpg|200بك|تصغير|صورة تفصيلية لكرسي القديس بطرس من تصميم برنيني.]]
بأمر من البابا ألكسندر السابع شرع برنيني بإنشاء كرسي القديس بطرس والتي تترجم أيضًا "عرش القديس بطرس"، كان الاعتقاد السائد في الماضي أن الكرسي التي تحويها المنحوتة هي الكرسي التي جلس عليها [[بطرس|القديس بطرس]] في [[روما]]، ومن ثم تبين خلال دراسات أجرت خلال حبرية البابا بيوس الثاني عشر أن الكرسي القديمة تعود [[القرن الثاني عشر12|للقرن الثاني عشر]]، عمومًا فإن البابا ألكسندر السابع قرر من خلال الطلب بصناعة هذه المنحوتة الإشارة إلى الرابط بين البابوات والقديس بطرس، بوصفهم خلفاءه. وقد صنع العرش من البرونز والذهب وهو محمول على أربع تماثيل ضخمة تمثل أربعة من القديسين الذين منحوا رتبة "ملفان" أي معلم في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] ووفق عقائدها. التماثيل هي للقديس أمبروسيوس و{{فصع}}[[أوغسطينأوغسطينوس|القديس أوغسطين]] ويمثلون الكنيسة اللاتينية و{{فصع}}[[أثناسيوس الأول (بابا الإسكندرية)|القديس أثناسيوس]] والقديس يوحنا الذهبي الفم ويمثلون الكنيسة اليونانية كرمز على وحدة الكنيسة. أعلى العرش، يوجد لوحة زجاجية تمثل طائر الحمام وهو رمز [[الروح القدس|للروح القدس]] حسب [[العهد الجديد]]، وتسمح اللوحة الزجاجية بدخول النور عن طريقها حتى نهاية الكاتدرائية، كذلك فقد وضع في زاويتي صدر الكاتدرائية تمثالان عن اليسار للبابا بولس الثالث وعن اليمين للبابا أوربان الثامن،<ref name="عرش">[http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/Tribune/Tribune.htm الحنية (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 11 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160304093134/http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/Tribune/Tribune.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> وقد كتب على إفريز البناء [[لغة لاتينية|باللاتينية]] و{{فصع}}[[لغة يونانية|اليونانية]] بخط مذهب وبعرض مترين:
[[ملف:The Holy Gate.jpg|يسار|200بك|تصغير|"الباب اليوبيلي": يفتحه ويغلقه البابا شخصيًا في السنوات اليوبيلية.]]
''O Pastor Ecclesiae, tu omnes Christi pascis agnos et oves'' والتي تعني [[لغةاللغة عربيةالعربية|بالعربية]]: ''يا راعي الكنيسة، لقد أطعمت جميع حملان المسيح وخرافه.'' وهي بمثابة صلة على الفصل الحادي والعشرين من [[إنجيل يوحنا]] حيث يطلب [[يسوع]] من [[بطرس|القديس بطرس]] أن يرعى خرافه، وهي الصورة التي تتكرر في الإناجيل لوصف جماعة المسيحيين.<ref name="عرش"/> سائر جدار مذبح صدر الكاتدرائية والتي تسمى بحسب المصطلحات الكنسية "الحنية"، هو من الرخام الأحمر اللون وقد نقش على بعضها، رسومًا تمثل القديس بطرس يتسلم مفاتيح الأرض والسماء من [[يسوع]] كما جاء في [[إنجيل متى]]، قطع رأس القديس بولس، وفق التقاليد الشفهية للكنيسة الكاثوليكية. وحسب العادة، عندما لا يترأس البابا القداس في الكاتدرائية، يقام الاحتفال في مذبح صدر الكنيسة، كما حصل خلال زيارة [[بشارة بطرس الراعي]]، البطريرك [[كنيسةالكنيسة مارونيةالمارونية|الماروني]] إلى [[الفاتيكان]] عام [[2011]].<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CCcQFjAC&url=http://www.hounaloubnan.com/news/42475&ei=hLjKTbtlwZU6z9_k1Ac&usg=AFQjCNF2eYiO3xhQC_ZXMMUoK2b6COCeHg الراعي يترأس قداس الشكر في الفاتيكان]، هنا لبنان، 10 أيار 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> كما أن قداسًا خاصًا يقام في [[22 فبراير]] كل عام، على هذا المذبح، لكونها مناسبة تأسيس كنيسة روما وفق تقويم الأعياد الدينية في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]].<ref name="عرش"/>
 
دشن البابا هذا العرش خلال الاحتفال بيوبيل [[16 يناير]] [[1666]].
سطر 139:
=== أبواب الكاتدرائية ===
 
للكاتدرائية خمس أبواب رئيسية، الباب الرئيسي يقع في الوسط وهو من تصميم أنطونيو فيلاريتي عام [[1455]]، وقد صنع للكنيسة القسطنطينية وعندما بنيت الكاتدرائية الحالية استخدم على بوابتها الرئيسي، مع بعض التعديلات ليناسب الحجم الجديد.<ref name="باب">Pinto, Pio (1975), The Pilgrim's Guide to Rome, San Francisco: Harper & Row, 48-58</ref> وهو بكامله من البرونز يحوي على مجموعة من الرسوم والنقوش رممت خلال [[القرن 17|القرن السابع عشر]] أبرزها نقش لسفينة كدلالة على الكنيسة. عند الولوج من الباب الرئيسي هناك مصطبة عريضة يتموضع في نهاية طرفها اليساري تمثال للإمبراطور [[قسطنطين (توضيح)|قسطنطين]] وفي نهاية طرفها اليميني تمثال للإمبراطور [[شارلمان]]، في حين تتموضع في الصدر أربع أبواب أخرى اثنان منهما يفتحان للمناسبات العامة يدعيان "باب الخير والشر" والذي وضع في مكانه الحالي حديثًا خلال عهد [[بولس السادس]] وهو من تصميم لوقا مينوجوزي، وسبب التسمية تعود لكون النقوش على الباب تظهر في قسمها اليميني مجموعة من الأعمال الخيّرة أما على قسمه اليساري عكسها تمامًا.<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/DoorGoodEvil/DoorGoodEvil.htm باب الخير والشر (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 11 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171012202005/http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/DoorGoodEvil/DoorGoodEvil.htm |date=12 أكتوبر 2017}}</ref> وبقربه يقع الباب الثالث وهو "باب الأسرار" وهو غالبًا ما يظل مفتوحًا خلال النهار للسواح الراغبين بزيارة الكاتدرائية، وسبب التسمية تعود لأنه قد نقش عليه رسوم تمثل [[الأسرار السبعة المقدسة|الأسرار السبعة]].<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/DoorSacraments/DoorSacraments.htm باب الأسرار السبعة (بالإنجيليزية)]، بازليك القديس بطرس، 11 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171012202813/http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/DoorSacraments/DoorSacraments.htm |date=12 أكتوبر 2017}}</ref> الباب الرابع يدعى "باب الموتى" من تصميم جياكومو مانزا، ويقع إلى أقصى يسار الكاتدرائية، وسبب التسمية يعود إلى أن البابا لا يفتح إلا عند وفاة البابا، فعندما يعلن موت البابا، تغلق الأبواب الأربع الأخرى، ويدخل البابا المسجى من باب الموتى وكذلك يلحق الكرادلة وجموع المشاركين في التأبين، ويظلّ باب الموتى هو الباب المفتوح حتى انتخاب البابا الجديد.<ref name="باب"/> والباب الحالي صمم خلال عهد بيوس الثاني عشر عام [[1950]].<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/DoorofDeath/DoorofDeath.htm باب الموتى (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 11 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20171012201814/http://www.saintpetersbasilica.org/Interior/DoorofDeath/DoorofDeath.htm |date=12 أكتوبر 2017}}</ref> أما الباب الخامس والذي يقع إلى أقصى يمين الكاتدرائية، يدعى "الباب المقدس" وهو أيضًا من تصميم جياكومو مانزا في [[القرن 20|القرن العشرين]]، يعود سبب التسمية إلى أن البابا شخصيًا هو من يفتحه ويغلقه في بداية ونهاية "السنة اليوبيلية". فكرة اليوبيل قادمة من [[العهد القديم]] وهي بالتالي مشتركة مع [[يهودية|الديانة اليهودية]]، وتشير الفكرة إلى بداية عصر حديد في توقيت معين، كان أول يوبيل أعلن عنه عام[[1300]]، وأخذ يحتفل باليوبيل بداية كل [[قرن (توضيح)|قرن]]، ومع تطور الزمن احتفل به كل خمسين عامًا وحاليًا كل خمس وعشرين عامًا إلى جانب بعض المناسبات الهامة كما يعلنها البابا.<ref name="باب"/> آخر ثلاث مرات أعلن فيهما يوبيل في [[الفاتيكان]] كانوا، عام [[1975]] على يد البابا [[بولس السادس]] وعام [[1983]] على يد البابا [[يوحنا بولس الثاني]] وعام [[2000]] على يد البابا [[يوحنا بولس الثاني]] أيضًا، وهو ما دعي "اليوبيل الكبير"، وفي كل مرة يفتح بها الباب الخاص لمناسبة اليوبيل أو يغلق ينقش على الإطار أعلاه [[لغة لاتينية|باللغة اللاتينية]] تخليدًا للحدث، كمثال على ذلك:
{{Col-begin}}
{{Col-4}}''
سطر 160:
{{Col-begin}}
{{Col-4}}
''[[يوحنا بولس الثاني]]، [[بابا (توضيح)|الحبر الروماني]]، فتح مرة أخرى وأغلق الباب المقدس، في سنة اليوبيل الكبير، من تجسد المعلم، [[2000]] - [[2001]].''
{{Col-4}}
{{Col-4}}
''افتتح [[بولس السادس]]، [[بابا (توضيح)|الحبر الروماني]]، وأغلق الباب المقدس في كاتدرائية [[الفاتيكان]] البابوية، في سنة اليوبيل لعام [[1975]].''
{{Col-4}}
{{نهاية-عمو}}
سطر 169:
=== رواق الكاتدرائية والمصليات الجانبية ===
[[ملف:Petersdom Rom 2009.jpg|مركز|770بك|تصغير|صورة بانورامية، تظهر الرواق الرئيسي والرواقان اليساري واليميني.]]
يتفرع من الرواق الرئيسي للكاتدرائية، رواقان عن اليمين وعن اليسار، بواسطة أعمدة مزخرفة وتحوي تماثيل لقديسين. ويتفرع عن كل رواق جانبي مجموعة من المصليّات الجانبية. على الناحية اليمنى يقع أولاً مصلى العذراء الباكية، وهو يشمل واحدًا من أشهر أعمال [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]] "[[تمثال بيتتا|العذراء الباكية]]"، وقد أتمّ هذا العمل عام [[1500]] ويمثل المرحلة الثالثة عشر من "درب الصليب" أي جثة [[يسوع]] وقد أنزلت عن الصليب ووضعت في حضن [[مريم العذراء]].<ref name="رواق">الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.72</ref> وبالقرب من مصلى العذراء الباكية يوجد ضريحي البابا ليو الثاني عشر والملكة كريستينا [[السويد]]ية؛ أما المصلى الثاني من الرواق اليميني فهو مذبح القديس سباستيان شفيع [[إسبانيا|الشمال الإسباني]]. وهو يحوي تمثالاً ليسوع المصلوب من صنع كالفيني يعود [[القرن الثالث عشر13|للقرن الثالث عشر]]، ويقع بقربه تمثالان للبابا بيوس الثاني عشر والبابا بيوس الحادي عشر من صنع فرانشيسكو ناني وفرانشيسكو ميسينا بطلب من البابا [[بولس السادس]]. ويقع على القرب من مصلى القديس سباستيان أيضًا ضريح البابا إينوسنت الثاني عشر والكونتيسة ماتيلدا. أما المصلى الثالث من اليمين، فهو "مصلى القربان الأقدس" أكبر المصليات الجانبية وأغناها زخرفة وتحفًا، إذ إن السياج الخاص بالمصلى من تصميم بوروميني أما برنيني فقد صنع عام [[1674]] المظلة التي تلعو المذبح من [[برونز|البرونز]] وبقربها ملاكان جاثيان.
{{Imageframe|width=200|align=left|content=
[[ملف:Michelangelo's Pieta 5450 cropncleaned.jpg|200بك|العذراء الباكية]]
سطر 176:
|caption=صور من مناطق مختلفة في الكاتدرائية: (1) [[تمثال بيتتا|العذراء الباكية]]، (2) ضريح إينوسنت الحادي عشر، (3) ضريح بيوس الثامن.
}}
في غير الأوقات الاحتفالية، يجري [[القداس الإلهي]] يوميًا في هذا المصلى، كما أنه وبحسب التقاليد البابوية، فإنه عند وفاة البابا يعرض جثمانة ثلاث أيام في هذا المصلّى، قبل الجنازة. أما رابع المصليات المتفرعة عن الررواق اليمني هو "المصلى الغريغوري" الدائري الشكل، وقد سمي بهذا الاسم لأنه بني بطلب من البابا [[غريغوريوس الثالث عشر|غريغوري الثالث عشر]] عام [[1585]] على يد جياكومو ديلا بورتا، وهو يحوي على مذبح "مريم ذات العناية الأبدية"، ويحوي أضرحة الباباوات [[غريغوريوس الثالث عشر|غريغوري الثالث عشر]] وغريغوري الرابع عشر وغريغوري السادس عشر.<ref name="رواق"/> بعد المصلى الغريغوري ينفتح البناء على الجناح الأيمن لصحن الكاتدرائية، حيث يجلس الكرادلة في المناسبات الاحتفالية، وهو يحوي ضريح البابا بندكت الرابع عشر وثلاث مذابح مكرسة على الترتيب للقديس وينسلانس والقديس إيراسموس والقديسين بروكيوس ومارتين، وقد عقدت في هذه المنطقة فعاليات [[المجمع الفاتيكاني الأول]]. وفي نهاية الجناح الأيمن، في الفسحة الدائرة التي تقع بين المذبح البابوي، وكرسي القديس بطرس، يقوم "مذبح القوس" من تصميم [[ميكيلانجيلو|مايكل آنجلو]]، ومذبح القديسة بيترونيلا، كما يوجد ضريحي كلمنت العاشر وكلمنت الثالث عشر.
[[ملف:Sankt Peter 1 BW.JPG|يمين|250بك|thumb|''"السكرستيا"'': غرفة الملابس والآواني المستعملة الطقوس.]]
بالانتقال إلى الرواق اليساري، يتفرع عنه أولاً "مصلّى المعمودية"، وهو يحوي جرن للمعمودية هو في الواقع تابوت أثري من الحجر الأحمر، والمصلى من تصميم كارلو فونتانا ويحوي عددًا من الأيقونات الشهيرة "كعمادة المسيح" و"القديسين بروكيوس ومارتين"، ويحتفل البابا عادة في هذا المصلى [[معمودية|بالعماد]] في الكاتدرائية. ويقع بقرب المصلّى ضريح ماريا سوبيكا وضريح ستورايت. المصلى الثاني هو "مصلى تقدمة العذراء للهيكل"، ويليه "مصلى المرتلين" أو "مصلى الحبل بلا دنس"، يليه ضريح إينوسنت الثاني عشر وليون الحادي عشر، ثم "المصلّى الكلمنتي" المنسوب اسمه للبابا كلمنت الحادي عشر الذي طلب بناءه، ويقع بقربه ضريح الباب بيوس الثامن، ومن بعده ينفتح الرواق على الجناح الأيسر من صحن الكاتدرائية، وهو يحوي كالجناح الأيمن، ثلاث مذابح مكرسة [[يوسف النجار|للقديس يوسف]] و{{فصع}}[[توما|القديس توما]] وذكرى صلب [[بطرس|القديس بطرس]]. أما في الفسحى اليسرى الواقعة بين المذبح البابوي وكرسي القديس بطرس، يقع "مصلى العمود" وبقربه مذبح مكرس للقديس ليون الكبير وضريحي البابا ألكسندر السابع وألكسندر الثامن.<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/seminarians4.htm معالم الرواق (بالإنجليزية)]، بازليك القديس بطرس، 12 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170703193942/http://www.saintpetersbasilica.org/Docs/seminarians4.htm |date=03 يوليو 2017}}</ref>
 
تجدر الإشارة، أن كل مصلى في الرواق الأيسر يناظر مصلّى في الرواق الأيمن، فالمصلّى الغريغوري مثلاً يقابل المصلّى الكلمنتي. إلى الخلف من المصلّى الكلمنتي، يمكن الولوج إلى السكرستيّا أي الغرفة التي تحفظ فيها الثياب والأواني التي يستعملها الكهنة خلال الطقوس، ويتفرع منها أربع قاعات، الأولى لحفظ الملابس للأزمنة الطقسية المختلفة والتي يستعملها [[بابوية كاثوليكية|البابا]] و{{فصع}}[[كاردينال|الكرادلة]]؛ والثانية هي المحتف البطرسي أو التاريخي، والثالثة هي قاعة لقاء البابا بالكرادلة والشمامسة قبل الولوج إلى الكاتدرائية، والأخيرة تحوي ملابس الجوقة والشمامسة وسواهم.<ref name="رواق"/>
 
=== سرداب الكاتدرائية والمتحف البطرسي ===
بدأ إنشاء السرداب الذي يقع تحت الكاتدرائية في عهد البابا [[غريغوريوس الثالث عشر|غريغوري الثالث عشر]] واكتمل في عهد البابا كلمنت الثامن عام [[1592]] ويعرف أيضًا باسم "التلال الحدائقية الصغيرة، ويتألف السرداب من باحة وردهات جانبية، ويتفرع عنه مجموعة من الأقبية تستخدم لحفظ بعض الأمور المستخدمة في الطقوس الدينية كالشموع في [[القداس الإلهي]] أو النبيذ. يبدأ السرداب من المصلى الغريغوري والمصلى الكلمنتي، داخل الكاتدرائية، ويتابع تحت الأرض حتى نهاية الكاتدرائية. وهو يحوي اليوم أيضًا، الأضرحة الأثرية والرسوم الجدارية الجصية وأعمال الموزاييك والمذابح والتوابيت الحجرية للبابوات والكرادلة الذين دفنوا في الكنيسة القسطنطينية.<ref name="سرداب">الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.78</ref> وقد دفن منذ افتتاح الكاتدرائية في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] حتى اليوم، سبعة عشر بابا في السرداب كان آخرهم [[يوحنا بولس الثاني]].
 
أما المتحف البطرسي، فهو عبارة عن غرفة ملحقة بالكاتدرائية، تضم مجموعة من الأعمال الفنية التي سبق وعرضت فيها أو تعود لزمن الكنيسة القسطنطينية، ومن محتويات هذا المتحف، تابوت جوليانوس الذي يعود لبداية فن النحت لدى المسيحيين، ونصب بروزني لسيكتوس الرابع من صنع أنتونيو ديل بولايولو عام [[1453]] وخميلة الصياد أقدم فسيفسائية مسيحية في [[روما]].<ref name="سرداب"/> وكانت حفرات قد أجريت في السرداب بين عامي [[1940]] و{{فصع}}[[1950]] خلال عهد بيوس الثاني عشر، عثر خلالها على مجموعة من القطع الأثرية عرضت أيضًا في المتحف البطرسي.
سطر 190:
{{مفصلة|ساحة القديس بطرس}}
 
ساحة القديس بطرس تتموضع أمام الكاتدرائية بشكل بيضاوي، وبعرض 240 مترًا بين أبعد نقطتين، ويفصلها عن سائر [[الفاتيكان]] جدار يحوي على أربعة صفوف من الأعمدة الكورنثية الضخمة ذات التيجان، يبلغ مجموعها 284 عمودًا، يضاف إليها 88 دعامة و96 تمثالاً [[قديس|للقديسين]] و{{فصع}}[[بابا (توضيح)|الباباوات]] و{{فصع}}[[ملاك|الملائكة]]، وقد تم تصميم الجدار بأمر من البابا [[ألكسندر السابع|إسكندر السابع]] ([[1655]] - [[1667]]) على يد [[جان لورينزو برنيني|برنيني]] بين عامي [[1656]] و{{فصع}}[[1667]] وفق النمط الباروكي في العمارة. أما في صدر الساحة تتموضع واجهة كاتدرائية القديس بطرس، والساحة مرصوفة من الغرانيت الأسود وهي من تصميم برنيني أيضًا. ويمكن من الساحة رؤية القصر البابوي و{{فصع}}[[كنيسة سيستينا|كنيسة سيستين]] ومجموعة من مقرات المجامع في الفاتيكان كمقر مجمع العقيدة والإيمان، على أن شرفة جناح [[بابوية كاثوليكية|البابا]] الخاص ونافذة مكتبه تطل مباشرة على الساحة.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.45</ref> في نهاية الساحة، نحو الغرب، يقع ميدان البابا بيوس الثاني عشر، ويفصل خط أبيض بين الساحة ومدينة [[روما]]، تحديدًا بين الساحة وشارع المصالحة ([[لغةاللغة إيطاليةالإيطالية|بالإيطالية]]: della Conciliazione؛ [[نقحرة]]: ديلا كونكيليازون)، وقد شق هذا الطريق عام [[1929]] بعد توقيع اتفاقيات لاتيران الثلاث، وقد سمح شقه رؤية قبة الكاتدرائية من [[التيبر|نهر التيبر]] ومن مناطق بعيدة في [[روما]].<ref>[http://www.lifeinitaly.com/tourism/lazio/conciliazione.asp تاريخ جادة المصالحة (بالإنجليزية)]، الحياة الإيطالية، 8 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170725095135/http://www.lifeinitaly.com:80/tourism/lazio/conciliazione.asp |date=25 يوليو 2017}}</ref>
 
في وسط الساحة تقوم [[مسلة]] تعود للقرن الثالث عشر [[قبل الميلاد]] بارتفاع 25,88 مترًا على ظهر أربع [[أسد|أسود]] برونزية، وفي أعلى المسلة يوجد صليب يحوي [[ذخيرة (دين)|ذخيرة]] من الصليب الأصلي حسب المعتقدات المسيحية؛ وقد وضعت المسلة أمام الكاتدرائية بأمر من البابا سيكتوس الخامس ([[1585]] - [[1590]]) على يد دومنيكو فونتانا، وهي تنصف الساحة من حيث العرض، وتنصف واجهة كاتدرائية القديس بطرس أيضًا، وتدعى "الشاهد"، نظرًا لكونها كانت موجودة سابقًا في الملعب الذي شهد صلب [[بطرس|القديس بطرس]] والعديد من المسيحيين الأوائل، وهي ثاني أكبر مسلة في العالم.<ref>[http://www.saintpetersbasilica.org/Exterior/Obelisk/Obelisk.htm المسلة (بالإنجليزية)]، كاتدرائية القديس بطرس، 8 أيار 2011. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170705231011/http://www.saintpetersbasilica.org:80/Exterior/Obelisk/Obelisk.htm |date=05 يوليو 2017}}</ref> على جانبي المسلة نافورتان كل منهما بارتفاع 14 مترًا، التي تقع على يمين المسلة من تصميم ماديرنو عام [[1613]] والأخرى من صنع كارلو فونتانا عام [[1670]]. وبالقرب من كل نافورة حجر مستدير يحدد نقطة، عند الوقوف عليها، يخيل للناظر أن الأعمدة الأربعة الكورنثية إنما هي رتل واحد.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.48</ref>
 
تتخذ الساحة شكل مفتاح، وفي ذلك إشارة إلى [[بطرس|القديس بطرس]] الذي سلّمه [[يسوع]] وفق [[إنجيل متى]] والعقائد الكاثوليكية مفاتيح الأرض والسماء، كذلك فهي تبدو كالذراعين الممدوتين من واجهة الكاتدرائية، وفي ذلك رمز حول أمومة الكنيسة لجميع أمم وقوميات العالم.<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، مرجع سابق، ص.46</ref>
[[ملف:Vatican StPeter Square.jpg|مركز|770بك|thumb|صورة بانورامية ل[[ميدان القديس بطرس|ساحة القديس بطرس]] كما تبدو من ميدان البابا بيوس الثاني عشر، ويظهر في الوسط [[مسلة]] [[كاليغولا]] الساحة الإهليلجية يعلوها صليب يحتوي ذخائر من الصليب الحقيقي وفق العقائد المسيحية، كما تظهر نافورة برنيني يمين المسلة وجانب من القصر الرسولي، في حين تبدو واجهة كاتدرائية القديس بطرس في الخلفية.]]
 
== خدمَـة الكاتدرائية ==
[[ملف:Basilica di San Pietro, Rome.jpg|يسار|200بك|thumb|الكاتدرائية كما تبدو في الليل، من جادة المصالحة ([[لغةاللغة إيطاليةالإيطالية|بالإيطالية]]:Via della Conciliazione) في [[روما]].]]
[[ملف:Pope Benedictus XVI blessing after messe.jpg|يسار|200بك|thumb|[[بندكت السادس عشر]] محاطًا بالشمامسة داخل الكاتدرائية.]]
[[ملف:SwissGuardsatPrefettura.jpg|يسار|200بك|thumb|اثنان من [[الحرس السويسري]]، يحرسان البوابة البروزنزية للكاتدرائية.]]
يقوم بخدمة الكاتدرائية وتعهد نظافتها وصيانتها جمعية عمال تأسست في [[القرن 16|القرن السادس عشر]] يدعى أعضائها "البطرسيين" ويبلغ عددهم نحو السبعين، وفي الغالب يتوارثون مهماهم كل جيل عن سابقه،<ref name="خدمة">دولة الفاتيكان، مرجع سابق، ص.15</ref> وكان من مهام "البطرسيين" إنارة الكنيسة باستعمال خمسة آلاف صحن يعبئ كل منه بثلاثة لترات من الشحم، غير أن البابا بيوس الحادي عشر، أدخل مع بداية [[القرن 20|القرن العشرين]] الكهرباء إلى الكاتدرائية.<ref name="خدمة"/>
يخدم الكاتدرائية من ناحية التراتيل والموسيقى الدينية، "جوقة التراتيل الباباوية"، بمرافقة "الفرقة الموسيقية الحبرية للشعائر"، وهاتان الفرقتان لا يمكن تحديد تاريخ تأسيسهما على وجه الدقة، غير أنهما يسميان مجتمعين "جوقة سيستين" كاسم غير رسمي، نسبة للبابا سيكتوس الرابع ([[1471]] - [[1479]]) الذي أعاد تشكيل الجوقة وشجع تطورها.<ref name="خدمة"/> أما من ناحية تأمين البناء، فهو من اختصاص [[الحرس السويسري]] وشرطة الفاتيكان، المسؤولان عن الأمن في [[الفاتيكان]] بشكل عام. تجري العادة أن يقوم البابا بتعيين [[أسقف]] يشرف على العمل في الكاتدرائية وفي بعض الأحيان قد يعين [[كاردينال|كاردينالاً]] للقيام بهذه المهمة، والأساقفة الذين عهد إليهم رعاية الكاتدرائية والكنيسة القسطنطينية قبلها هم:<ref>تابع [http://www2.fiu.edu/~mirandas/essay.htm كرادلة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية المقدسة]، حيث يذكر أسماء جميع الكرادلة المعينين من قبل البابوات المتعاقبين، مع الوظائف التي أسندت إليهم ومنها مهام الاعتناء بالكنيسة القسطنطينية ومن ثم بالكاتدرائية الحالية. {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170908191836/http://www2.fiu.edu:80/~mirandas/essay.htm |date=08 سبتمبر 2017}}</ref>
{|
| style="vertical-align:top;" |
سطر 272:
{|
| style="vertical-align:top;" |
* تكلفة تشييد الكاتدرائية: 46,800,052 [[دوقتالذهب البندقي|دوقية]].<ref>''منذ البابا نيكولا الخامس، خمسة وعشرون بابا قضوا أكثر من 178 سنة في بناء هذه الكاتدرائية وأنفقوا 46 800 052 دوقية في البناء، الذي لا يزال يضاف إليه تحف وتماثيل حتى الآن.'' Scotti, R. A. (2007), Basilica: the Splendor and the Scandal — Building of St. Peter's, New York: Plume p.241</ref>
* السعة: 60,000 نسمة.
* طول الرواق: {{حول|639.8|ft|m}}
سطر 305:
ملف:Rome StPeter Cupola-02.jpg|الكتابة [[لغة لاتينية|اللاتينية]] الذهبية، على قاعدة القبة.
ملف:Rome basilica st peter 010.JPG|تمثال لملاك على بوابة أحد المصليات الجانبية في الكاتدرائية.
ملف:Rome basilica st peter 011c.jpg|تمثال [[بطرس|القديس بطرس]] مباركًا، يعود [[القرن الثالث عشر13|للقرن الثالث عشر]].
ملف:Funeral square shot.jpg|[[ميدان القديس بطرس|ساحة القديس بطرس]] في جنازة [[يوحنا بولس الثاني]].
ملف:Fountain of Carlo Fontana on Piazza San Pietro at night.jpg|نافورة كارلو فونتانا بارتفاع 14 مترًا، في [[ساحةميدان القديس بطرس|الساحة]].
ملف:Petrusgrab Petersdom b.jpg|[[ضريح القديس بطرس]].
ملف:Rome basilica st peter 009.JPG|قبة أحد المصليات الجانبية.
ملف:Sv Petr Vatican interier 5.jpg|أيقونة [[مرقصنادي ليلي|للقديس مرقس]] يكتب [[إنجيل مرقس|إنجيله]].
Sant'Angelo bridge, dusk, Rome, Italy.jpg|كنيسة القديس بطرس وجسر سانت أنجيلو.
</gallery>
سطر 316:
 
== انظر أيضًا ==
* [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]].
* [[الفاتيكان]].
* [[كنيسة سيستينا|كنيسة سيستين]].
* [[كنيسة سانتا ماريا ماجيوري|كنيسة سانتا ماريا دي ماجيوري]].
* [[كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني]].
* [[التأثير الحضاري للمسيحية]].