أدب المدينة الفاضلة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
AlaaBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: إضافة بوابات معادلة من المقابل الإنجليزي : بوابة:الأديان
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 1:
{{عن|مفهوم فلسفي|رواية يوتوبيا للكاتب أحمد خالد توفيق|يوتوبيا (رواية)}}
{{عن|أدب المدينة الفاضلة أو يوتوبيا|مدينة أفلاطون الفاضلة|المدينة الفاضلة}}'''أدب المدينة الفاضلة''' أو '''[[طوبائية|الطُوبَاوِيّة]]''' أو '''المِثَالِيّة''' أو '''يوتوبيا''' ( [[لغة يونانية|باليونانية]]: οὐ-τοπος ) (الطوبى هي مكان خيالي قصي جدا أو المدينة الفاضلة) هي ضرب من التأليف أو الفلسفات التي يتخيل فيها الكاتب الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له, مجتمع يزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل بني البشر.<ref>{{citeمرجع bookكتاب|lastالأخير=Berkowitz|firstالأول=Alan J.|titleعنوان=Patterns of Disengagement: the Practice and Portrayal of Reclusion in Early Medieval China|yearسنة=2000|publisherناشر=Stanford University Press|locationمكان=Stanford|isbn=978-0-8047-3603-9|pageصفحة=225}}</ref><ref>{{citeمرجع bookكتاب|lastالأخير=Tian|firstالأول=Xiaofei|titleعنوان=The Cambridge History of Chinese Literature|yearسنة=2010|publisherناشر=Cambridge University Press|locationمكان=Cambridge|isbn=978-0-521-85558-7|pageصفحة=221|chapter=From the Eastern Jin through the Early Tang (317–649)}}</ref><ref>{{citeمرجع webويب|urlمسار=https://www.britannica.com/topic/the-Thaw-Soviet-cultural-history|titleعنوان=the Thaw - Soviet cultural history|publisherناشر=|accessdateتاريخ الوصول=14 May 2017|مسار الأرشيفأرشيف=httphttps://web.archive.org/web/20170911210843/https://www.britannica.com/topic/the-Thaw-Soviet-cultural-history|تاريخ الأرشيفأرشيف=11 سبتمبر 2017}}</ref> وإلى هذا المعنى في اليونانية يرجع استخدام المصطلح الذي اشتقه سير [[توماس مور]] [[توماس مور]] في رواية "[[يوتوبيا (كتاب)|يوتوبيا]]" utopia وهذه الكلمة الأجنبية لا أصل يونانياً لها، عدا كلمة topos في جذرها، التي تعني المكان، والمقطع الأول U يعني «لا»، أي: لامكان.. ولعل هذا النوع من التأليف يضرب بجذوره في [[الجمهورية (أفلاطون)|جمهورية أفلاطون]] التي تقدم رؤيته في [[سياسة|السياسية]] و[[حكم (توضيح)|الحكم]], ومن ثم يغلب على أعمال الأدب الطوباوي طابع سياسي حالم بمجتمع فاضل يسعد أهله بلا استثناء. ومن هذا النوع في العربية [[المدينة الفاضلة]] للفارابي.
 
الطوبى هي من نوادر الجموع لكلمة طيّب، وتعني الغبطة والسعادة والحظ والخير، ومنها كلمة [[طوبائية|الطوباوية]] .
 
== تاريخ ==
لم يأتِ توماس مور بجديد، فهذه النزعة لتخيُّل أمكنة خرافية مثالية كانت موجودة في الغرب منذ العصر اليوناني، حين عالج الفلاسفة والشعراء قضايا الواقع ومشكلاته بوصفهم أمكنة عجائبية لا تتوقف فيها الأشجار عن حمل الثمار طوال السنة، كما هي حال حدائق الكينوس Alkinoos التي تحدث عنها هوميروس Homeros في النشيد السابع من «<nowiki/>[[أوديسة|الأوديسة]]» Odyssée، أو لعصر ذهبي لاهموم فيه، ولا شيخوخة، ولا أحد يستأثر فيه بشيء، لأن كل الثروات تعود للجميع، حسبما تخيل [[هسيودوس]]Hesiodos في ملحمته «الأعمال والأيام»، أو لشكل حياةٍ نموذجي لا عمل فيه، ولا معارك، بل وَفْرَة ومآدب عامرة، كما وصفه [[بانداروس 2674|بِنداروس]] Pindaros في جزيرته السعيدة التي تقع «على أطراف الأرض».
<nowiki/><p>يتبين من ذلك أن هذا التنوع في تصوير أشكال الحياة المثالية التي تأخذ فيها السعادة شكل الوفرة المادية، أو العمر المديد، أو التوزيع العادل للثروات، أو انعدام الحروب؛ كان يعكس تطلعات المفكرين لواقع نموذجي تُحلُّ فيه مشكلات البشر على جميع الأصعدة، حتى إذا ما أتى [[أفلاطون]] Platon تحولت هذه التصورات الخيالية المبعثرة إلى مشروع متكامل صاغه الفيلسوف في «الجمهورية» La République و«القوانين» Les Lois حين طرح تصوره عن «المدينة الفاضلة» التي يقوم النظام السياسي فيها على احترام القوانين التي تعالج كل تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصاد والتربية والدين والعدالة والعمران.</p>تعددت مشروعات الإصلاح الاجتماعي والسياسي في مدن نموذجية متنوعة كتلك التي تحل المساواة فيها على الأصعدة كافة في مشروع أحد معاصري أفلاطون وهو فاليّاس من خلقيدونيا Phaléas de Chalcédoine، وتلك التي تقوم على الاختلاف وتكرّسه في مشروع هيبوداموس Hippodamos. ولم يخل الأمر من بعض السخرية أحياناً كما في مسرحية «مجلس النساء» L’Assemblée des femmes لمؤلف الكوميديا أريستوفان (أريستوفانس) Aristophanes الذي انتقد فيها بطريقته اللاذعة مواطنيه من الرجال وعدَّهم سبب البلاء، ولذا عليهم أن يرحلوا ويتركوا الحكم للمرأة علّ الأمور تستقيم بصورة أفضل.
 
سطر 12:
لم يختلف الأمر في الحضارة الرومانية، إذ استعاد أوفيد Ovide في كتاب «التحولات» أو «مسخ الكائنات»Métamorphoses فكرة هسيودوس عن العصر الذهبي لمجتمع لا عوائق فيه ولا أسلحة، يعيش من اقتصاد جني الثمار في ربيع دائم حيث «تجري أنهار الحليب، وتسيل ثمار الرحيق والعسل البري». أما هوراتيوس (هوراس) Horace فقد دعا إلى ترك روما التي هجرتها الآلهة، والالتحاق بجزر الحظ التي «خصّصها جوبيتر Jupiter لعرق مؤمن»، وعلى نقيضه جعل فِرجيل Virgileالمكان الطوباوي في إيطاليا حيث تُستعاد حياة السِّلم، مشيراً إلى أن طفلاً من نسل الآلهة والأبطال سيولد، وسيكون مولده فاتحة للعصر الذهبي.
 
لم تمنع المشروعات النظرية والرؤى لمجتمعات سعيدة تتوضع في أمكنة مسحورة أو حقيقية بعيدة قيامَ بعض المحاولات العملية لتأسيس مجتمعات نموذجية في الواقع، كتلك التي أدّت إلى تشريعات إسبرطة Sparte وكريت Crète وقرطاجةCarthage، وكمحاولات هيرمياس من آتارنيا Hermeas d‘Atarnée في آسيا الوسطى، والمستوطنات الجماعية في جزر ليباريLipari، ومشروعات آريستونيكوس Aristonicos المناهضة للعبودية في آسيا الصغرى، التي يظن المؤرخون أنها الأصل الذي استمد منه يامبولوس روايته عن جزيرة الشمس، فضلاً عن كل المحاولات التي باءت بالإخفاق لتحقيق مشروعات أفلاطون المثالية في جزيرة صقلية.<ref>{{Citeمرجع webويب|http://www.arab-ency.com/detail/6646=http://www.arab-ency.com/detail/6646|urlمسار=www.arab-ency.com/detail/6646|titleعنوان=الطوباوية|dateتاريخ=|accessdateتاريخ الوصول=|publisherناشر=|lastالأخير=|firstالأول=|websiteموقع=}}</ref>
 
'''الطوباوية في العصر الحديث'''
سطر 30:
ظهرت في الأدب العربي الحديث منذ عصر النهضة في منتصف القرن التاسع عشر بعض الأعمال القليلة أيضاً التي اندرجت في مفهوم الطوباوية، مثل «غابة الحق» (1865) لفرانسيس مراش من حلب، و«أم القرى» (1901) لعبد الرحمن الكواكبي و«لطائف السمر في سكَّان الزُّهرة والقمر» (1907) لميخائيل الصَّقال من حلب أيضاً، وهناك «الدين والعلم والمال» (1903) لفرح أنطون اللبناني وصاغ مادته بأسلوب روائي. أما القاص والمسرحي المصري يوسف إدريس فقد أسهم في هذا النوع الأدبي بقصة «جمهورية فرحات» (1956). ويمكن القول إن الكاتب العربي الوحيد الذي كتب اليوتوبيا حسب المفهوم الأوربي هو سلامة موسى، ولاسيما في كتابه «أحلام الفلاسفة» (1926) وفي قصة «من أحلام اليقظة» في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين.
 
على الرغم من المعنى الانتقاصي الذي يحيط اليوم بكلمة الطوباوية التي صارت رديفاً لكل ما يُعَدُّ أضغاث أحلام لاعلاقة لها بالواقع، إلا أنه لايمكن نكران الأثر الذي تركه الأدب الطوباوي في إغناء المخيلة البشرية بكل هذه الرؤى لمجتمع مختلف. لقد فتح ذلك الأدب الباب لمشروعات أخفق معظمها، إلا أنها أسست لإيديولوجيات ولتحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية أفرزت ثورات مهمة غيرت معالم التاريخ. وما بين أسطورة غلغامش الرافدية وبين قصص وأفلام الخيال العلمي في الزمن المعاصر يظل قدر الإنسان أن يحلم وأن يعمل منتظراً حلول اليوم الذي تصير فيه العدالة والوفرة والسلام واقعاً حقيقياً يضمن السعادة للبشرية جمعاء.<ref>{{Citeمرجع webويب|urlمسار=http://www.arab-ency.com/detail/6646|titleعنوان=http://www.arab-ency.com/detail/6646|dateتاريخ=|accessdateتاريخ الوصول=|publisherناشر=|lastالأخير=|firstالأول=|websiteموقع=}}</ref>[[ملف:Utopia.jpg|تصغير|يوتوبيا]]
 
== في الأدب العربي ==