أبو القاسم الرافعي القزويني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي)
سطر 8:
| تاريخ_الوفاة = [[ذو القعدة]] [[623 هـ]]/ [[1226]] م
| مكان_الوفاة = [[قزوين]]
| مبجل(ة)_في = الإسلام [[أهل السنة والجماعة]]، [[أشعرية]].<ref name="الإعلام بأعيان السادة الشافعية الأشعرية الأعلام">{{مرجع ويب|الأخير=|الأول=|المؤلفمؤلف=معهد دار الإحسان للتربية الإسلامية إندنوسيا|وصلة المؤلفمؤلف=|المؤلفينمؤلفين المشاركينمشاركين=|التاريختاريخ=|المسارمسار=http://www.darulihsanabuhasan.com/2014/05/blog-post_24.html|العنوانعنوان=الإعلام بأعيان السادة الشافعية الأشعرية الأعلام. الإمام الرافعي الكبير، شافعي عصره، رقم: (57) من نفس الصفحة|التنسيقتنسيق=|العملعمل=|الصفحاتصفحات=|الناشرناشر=موقع الصوفية| اللغةلغة=|تاريخ الوصول=5/ [[جمادى الآخرة|جمادى الثانية]] 1437 هـ.| مسار الأرشيفأرشيف = https://web.archive.org/web/20181006055524/http://www.darulihsanabuhasan.com/2014/05/blog-post_24.html | تاريخ الأرشيفأرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref>
| المقام_الرئيسي = قزوين أصبهان
| النسب = القزويني الرافعي، يعود نسبة إلى الصحابي: [[رافع بن خديج]]
}}
'''أبو القاسم الرافعي القزويني''' ([[555 هـ|555]]- [[623 هـ]] = [[1160]]- [[1226]] م). هو عبد الكريم ابن [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|أبي الفضل محمد]] ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن ابن الحسين القَزْوِيْنيّ الرَّافِعِيّ الشَّافِعي، كنيته: أبو القاسم، ونسبته إلى [[قزوين|قَزوين]] إحدى المدائن بـ[[أصفهان (مدينة)|أصبهان]]. يلقب بـ'''الإمام، العالم، العلامة، إمام الملة والدين، حجة الإسلام والمسلمين، شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين، صاحب الشرح الكبير'''.<ref name="البدر المنير317">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-64|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=317|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> عالم دين مسلم، محدث من علماء الحديث ورواته، [[أصول الفقه|أصولي]] و[[فقيه]] محقق مجتهد، مفسر ومؤرخ،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=عمر رضا كحالة المتوفى سنة: 1408 هـ|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-3901/page-2044|العنوانعنوان=معجم المؤلفين، تراجم مصنفي الكتب العربية ج 6|الناشرناشر=مكتبة المثنى (لبنان)، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع (لبنان) المكتبة الشاملة|السنةسنة=|الصفحةصفحة=3|تاريخ الوصول=26/ رجب/ [[1437 هـ]]}}</ref> من كبار أعلام [[شافعية|الشافعية]].<ref name="الأعلام للزركلي">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-3133|العنوانعنوان=الأعلام للزركلي، الجزء الرابع|الناشرناشر=دار العلم للملايين المكتبة الشاملة|الصفحةصفحة=55|الإصدارإصدار=الخامسة|تاريخ=أيار/ مايو 2002 م|تاريخ الوصول=17/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> جمع بين الفقه ورواية الحديث، واشتهر عند العجم والعرب بعلمه، ومؤلفاته، وبحوثه في العلم، وجودة عبارته. يعرف بـالرافعي، نسبة إلى '''رافع''' أحد أجداده، وأصله من العرب، استوطن قزوين، ويعود نسبه إلى الصحابي: [[رافع بن خديج]]، وإليه النسبة فيقال له الرافعي.<ref name="التلخيص الحبير">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى: 852هـ.|العنوانعنوان= كتاب: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، ترجمة الإمام الرافعي صاحب الشرح الكبير، (اسمه ونسبه ومولده)، الجزء الأول|الصفحةصفحة=(61)|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1581/page-81|الناشرناشر=دار الكتب العلمية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1419 هـ 1989 م|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> ولد في '''قَزْوِيْن'''، سنة خمس وخمسين وخمسمائة [[تقويم هجري|هجرية]]، ونشأ فيها بين أسرة عرفت بالعلم، في كنف والده الملقب بـ'''مفتي الشافعية'''، ووالدته صفية بنت أسعد الزاكاني. تعلم عند والده المعروف بـ[[محمد بن عبد الكريم الرافعي|أبي الفضل]]، وخال والدته [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني|أحمد بن إسماعيل]]، وأخذ عنهما، وعن كبار علماء عصره. كان متضلعا في فنون العلم، خصوصا في علوم الشريعة،<ref name="طبقات282">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=تاج الدين عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي المتوفى سنة: (771) هجرية|العنوانعنوان=طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، الطبقة السادسة، (1192): عبد الكريم ابن محمد ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي صاحب الشرح الكبير.. الجزء الثامن|الصفحةصفحة=282|الناشرناشر=هجر للطباعة والنشر والتوزيع|الإصدارإصدار=الثانية|تاريخ=1423 هجرية|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6739/page-2959|تاريخ الوصول=25/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> يوصف بأنه مجتهد زمانه، وله اختيارات وترجيحات في الفقه المقارن، يعد من محرري مذهب [[شافعية|الشافعية]]، ومحققيه في القرن السابع الهجري.<ref name="شرح الكوكب المنير">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=تقي الدين أبو البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المعروف بـابن النجار المتوفى سنة 972 هجرية|المؤلف2مؤلف2= تحقيق: محمد الزحيلي ونزيه حماد|الناشرناشر=مكتبة العبيكان موقع مكتبة المدينة الرقمية الموسوعة الشاملة|الصفحةصفحة=460|الإصدارإصدار=الثانية|السنةسنة=1418 هـ- 1997م|المسارمسار=http://islamport.com/w/usl/Web/1666/447.htm|العنوانعنوان=شرح الكوكب المنير، الجزء الأول|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> ويُلقب الرافعي بـشيخ الشافعية، فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند ال[[شافعية]] أُريد بهما: (الرافعي) و([[يحيى بن شرف النووي]]).<ref>[http://www.a-alsadhan.com/content_show.php?show=658 موقع الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد السدحان]</ref> انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، كان بارعا في العلم تقيا صالحا زاهدا متواضعا.<ref name="شذرات الذهب">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي، أبو الفلاح، المتوفى سنة [[1089 هـ]]|المؤلف2مؤلف2=حققه: محمود الأرناؤوط خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط|الناشرناشر=دار ابن كثير، دمشق- بيروت، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1406 هـ - 1986 م|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-2991|العنوانعنوان=كتاب: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، الجزء السابع|الصفحةصفحة=189|تاريخ الوصول=26/ رجب/ [[1417 هـ]]}}</ref> وكان متصدرا للإفتاء والتدريس ورواية الحديث، وكان له مجلس بقزوين لل{{المقصود|فقه|فقه}}، والتفسير، والحديث. ترجم له الكثير من المؤرخين، وأصحاب كتب التراجم، وشهد له كثير من العلماء بمكانته العلمية. له [[مؤلفات الإمام الرافعي|مؤلفات]] عديدة منها: [[فتح العزيز للرافعي|فتح العزيز]] شرح الوجيز للغزالي، والشرح الصغير، والمحرر، وشرح مسند الشافعي، والتدوين، والأمالي وغيرها. توفي بـ[[قزوين]]، في ذي الحجة، ودفن بها سنة ثلاث وعشرين وستمائة هجرية.<ref name="سير أعلام النبلاء">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1= محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي|المسارمسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5800&idto=5800&bk_no=60&ID=5644|العنوانعنوان=سير أعلام النبلاء، الجزء: الثاني والعشرون، الطبقة الثالثة والثلاثون- الرافعي|الصفحةصفحة=253، 254، 255|السنةسنة=|الناشرناشر=مؤسسة الرسالة، المكتبة الإسلامية موقع إسلام ويب|تاريخ الوصول=16/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>
 
== اسمه ونسبه ولقبه ==
[[ملف:Shazdeh hosein darb.jpg|تصغير|يسار|أحد المعالم بقزوين]]
'''أبو القاسم عبد الكريم الرافعي القزويني'''، اسمه: '''عبد الكريم''' ابن أبي الفضل: [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|محمد بن عبد الكريم]] ابن الفضل بن الحسن بن الحسين الرافعي القزويني الشافعي. وكنيته: أبو القاسم، ونسبته: الرافعي، القزويني. يعرف بـالإمام الرافعي، أو بـأبي القاسم الرافعي، ويشتهر بكنيته ونسبته، فيقال له: '''أبو القاسم الرافعي'''، ويقال له: '''عبد الكريم الرافعي'''، ويقال له: '''الرافعي''' مجردا عن الاسم والكنية،{{للهامش|1}} لكن إذا أطلق عند الشافعية؛ فلا يراد به سواه. ويشتهر في بلاد العجم بالإمام رافعان. وقد ذكر الرافعي في كتاب التدوين، -عند ذكر نسب والده-: أنه سمع الخطيب الأفضل محمد بن أبي يعلى السراجي، يحكى عن أشياخ له: أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا تلك البلاد في عهد التابعين وأتباع التابعين، وذكر أنه سمع غير واحد: أن آخرين -من الرافعية- من ولد رجل من العرب اسمه: رافع، أو كنيته أبو رافع، سكن أحدهما قزوين والآخر همدان، وأعقب كل واحد فيهما، فقيل لأولادهما: '''الرافعية'''.<ref name="التدوين في أخبار قزوين">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسارمسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/113.htm|العنوانعنوان=كتاب التدوين للرافعي، ترجمة والد الإمام الرافعي|الناشرناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=113|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> ويقال له: القزويني، نسبة إلى [[قزوين]]، وهي إحدى المدائن ب[[أصفهان (مدينة)|أصبهان]].<ref name="التلخيص الحبير"/> كما يقال له أيضا: الشافعي نسبة لمذهبه في الفقه، ويعرف أيضا بـ'''الفقيه الشافعي'''، أو: شيخ الشافعية، أو: إمام الدين.
 
نسبه: ذكر أبو القاسم الرافعي نسبه في كتاب [[مؤلفات الإمام الرافعي#الأمالي|الأمالي الشارحة]] وهو: عبد الكريم ابن أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين. قال [[ابن الملقن]]: «أما هو: فهو الإمام العالم العلامة المجتهد إمام الملة والدين حجة الإسلام والمسلمين أبو القاسم عبد الكريم ابن الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين. كذا ساق في نسبه في أماليه وكذا كتب له بما قدمناه من الألفاظ أهل زمانه. القزويني الرافعي الشافعي خاتمة الأئمة من أصحابه المرجوع إلى قولهم.»<ref name="البدر المنير">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=مقدمة كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في [[فتح العزيز للرافعي|الشرح الكبير]] ل[[ابن الملقن]] الجزء الأول|المؤلف2مؤلف2=المؤلف: ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804 هـ)|المؤلف3مؤلف3=المحقق: مصطفى أبو الغيط وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://sh.rewayat2.com/takhrig/Web/5922/001.htm|العنوانعنوان=المكتبة الشاملة|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض- السعودية|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة= 1425 هـ/ 2004 م|الصفحةصفحة=317، إلى: 344|تاريخ الوصول=29/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>
 
ووالده [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|محمد بن عبد الكريم]] بن الفضل بن الحسن بن الحسين رافع القزويني الرافعي الشافعي، ويكنى أبوه بـأبي الفضل. ذكره الذهبي فقال: {{اقتباس مضمن|الإمام العلامة مفتي الشافعية أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل الرافعي القزويني}}.<ref name="سير أعلام النبلاء للذهبي">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=سير أعلام النبلاء للذهبي،|المؤلف2مؤلف2=المؤلف:محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي|المسارمسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5417&idto=5417&bk_no=60&ID=5279|العنوانعنوان=مؤسسة الرسالة المكتبة الإسلامية شبكة إسلام ويب ج: (31) الطبقة الثلاثون|الصفحةصفحة=97|تاريخ=1422 ه/2001م|تاريخ الوصول=19 [[جمادى الأولى]] [[1437 هـ]]}}</ref> وأمه: صفية بنت الإمام أبي الرشيد أسعد الزاكاني
 
يلقب أبو القاسم الرافعي بألقاب وضعت له، وأصبح معروفا بها، وغالبا ما تكون هذه الألقاب للدلالة على مكانة علمية محددة في اصطلاح العلماء، وقد ذكر العلماء في كتب التراجم وغيرها الألقاب التي أطلقت عليه، فيلقب بـ(الإمام العالم العلامة المجتهد، إمام الملة والدين، حجة الإسلام والمسلمين، شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين، صاحب الشرح الكبير، -نسبة إلى كتابة [[فتح العزيز للرافعي|فتح العزيز]] شرح الوجيز للغزالي-).<ref name="طبقات281">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=تاج الدين عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي المتوفى سنة: (771) هجرية|العنوانعنوان=طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، الطبقة السادسة، (1192): عبد الكريم ابن محمد ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي صاحب الشرح الكبير.. الجزء الثامن|الصفحةصفحة=281|الناشرناشر=هجر للطباعة والنشر والتوزيع|الإصدارإصدار=الثانية|تاريخ=1423 هجرية|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6739/page-2958|تاريخ الوصول=25/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين، أبو القاسم عبد الكريم ابن العلامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" />
 
== نسبته ==
[[ملف:Kharaghan.jpg|تصغير|خرقان في المحافظة قزوین ({{رمز لغة|fa|Qazvin}})]]
ينسب الرافعي إلى جد من أجداده يقال له: '''رافع'''، ويعود نسبه إلى الجد الأول وهو الصحابي [[رافع بن خديج]] الأنصاري، فأجداد الرافعي من العرب، الذين استوطنوا بلاد قزوين، يقال لهم: '''الرافعية'''، نسبة إلى جدهم المسمى: '''رافع'''. كما أن الرافعية يطلق على آخرين من العرب، يعود نسبهم إلى رجل من العرب يقال له: '''رافع'''، أو يكنى بأبي رافع، استوطن أحدهما بلاد قزوين، والآخر همذان،{{للهامش|2}} وكان لكل منهما أولادا يعرفون بـ'''الرافعية'''.<ref name="التدوين في أخبار قزوين"/> ويعرف أبو القاسم عبد الكريم بـ'''الرافعي'''، نسبة إلى '''رافع''' أحد أجداده، ويعود نسبة إلى الصحابي رافع ابن خديج الأنصاري، ذكر [[ابن الملقن]]: أن الإمام ركن الدين عبد الصمد بن محمد الديلمي القزويني سأل القاضي مظفر الدين -قاضي قزوين- عن نسبة الرافعي إلى ماذا ينسب؟ فقال أن الرافعي نفسه: كتب بخطه في كتاب التدوين في أخبار قزوين: أنه منسوب إلى رافع بن خديج، وقال مظفر الدين أنه يوجد عنده كتاب التدوين للرافعي، وفيه ما كتبه الرافعي بيده في الكتاب.'''.<ref name="البدر المنير318">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-65|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، (نسبة الإمام الرافعي): الجزء: الأول|الصفحةصفحة=318|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|وقال مظفر الدين قاضي قزوين: عندي بخط الرافعي في كتاب (التدوين في تواريخ قزوين) له أنه منسوب إلى [[رافع بن خديج]] الأنصاري رضي الله عنه. قال لي أبو المعالي بن رافع: سمعت الإمام ركن الدين عبد الصمد بن محمد القزويني الشافعي يحكي ذلك سماعا من مظفر الدين، ثم قال الركن: لم أسمع ببلاد قزوين ببلدة يقال لها رافعان}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" /> ذكر ابن الملقن قولا نسبه [[يحيى بن شرف النووي|للنووي]] وهو: أنه منسوب إلى رافعان قرية من بلاد قزوين.<ref name="البدر المنير318"/> لكن لو كان منسوبا إلى رافعان؛ فستكون النسبة: رافعاني، وليس كذلك، وقد ذكر ركن الدين القزويني: أنه لم يسمع في قزوين بقرية يقال لها رافعان ولا رافع، وكلمة: رافعان عند العجم، مقابل كلمة: الرافعي عند العرب، قال قاضي القضاة جلال الدين القزويني: إن رافعان بالعجمي مثل الرافعي بالعربي، فإن الألف والنون في آخر الاسم عند العجم كياء النسب في آخره عند العرب. فلفظ: رافعان نسبة إلى رافع، وهو مشهور عند العجم بالإمام رافعان. وقال أيضا: ثم إنه لا يعرف بنواحي [[قزوين]] بلد يقال لها: رافع بل هو منسوب إلى جد من أجداده. وقد ذكر ابن الملقن: أن النسبة إلى بلدة رافعان هي ادعاء لا أصل له، وقال: أن الرافعي أعرف بنفسه، وكذا أهل قزوين أعرف ببلادهم.<ref name="البدر المنير318"/> وذكر ابن حجر العسقلاني نحو هذا وقال: {{اقتباس مضمن|وحكى ابن كثير قولا إنه منسوب إلى أبي رافع مولى النبي {{صلى الله عليه وسلم}}}}.<ref name="التلخيص الحبير"/>
 
== مولده ==
[[ملف:IranQazvin.svg|تصغير|موقع قزوین ضمن إيران حالياً]]
ولد أبو القاسم الرافعي سنة [[555 هـ]]، قال الذهبي: «ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة».<ref name="سير أعلام النبلاء"/> وذكر ابن الملقن أن مولده تقريبا سنة ست وخمسين وخمسمائة، وعلل ذلك بأن الرافعي قال في الأربعين التي خرجها في الرحمة: أنه روى عن والده -حضورا- وهو في الثالثة، سنة ثمان وخمسين، فيكون مولد الرافعي على هذا -تخمينا- سنة ست وخمسين وخمسمائة.<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=ابن الملقن|وصلة المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن|العنوانعنوان=مقدمة كتاب البدر المنير ج1|الصفحاتصفحات=319، 320|الناشرناشر=المكتبة العلمية|المكانمكان=بيروت}}</ref> لكن كانت ولادته في آخر السنة، بما يعني: أن السنة التي ولد فيها لم يحسب منها إلا فترة وجيزة من آخرها، قال الرافعي في كتاب التدوين: كان والدي يقول لي: ولدتك بعد ما جاوزت الأربعين، وولدت في أواخر العاشر من شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة.<ref name="التدوين في أخبار قزوين"/> وكانت ولادته في [[قزوين]]، إحدى المدائن بـ[[أصفهان (مدينة)|أصبهان]].{{للهامش|3}} وينسب الرافعي إلى قزوين، فيقال له: '''القزويني'''، نسبة إليها. وقد ذكرها الرافعي في كتاب: '''التدوين في ذكر أهل العلم بقروين'''، وقال: «أصلها بالفارسية: "''كشوين''"، ويقال لها بالعربية: "''قزوين''"».<ref name="التدوين للرافعي">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1= أبو القاسم عبد الكريم ابن محمد ابن عبد الكريم|المؤلف2مؤلف2=الرافعي|المؤلف3مؤلف3=القزويني|المسارمسار=http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=878&pid=426249|العنوانعنوان=التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين|الناشرناشر=المكتبة الإسلامية|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=|تاريخ الوصول=1/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> قال ابن الملقن: «وقَزوين: (بِفَتْح الْقَاف)، مدينة معروفة، كذا قاله ابن السَّمْعَانِيّ. وقال غيره: هي مدينة كبيرة في عراق العجم، عند قِلاَع الإِسماعيلية.»<ref name="البدر المنير318" />
== نشأته وتعليمه ==
نشأ أبو القاسم الرافعي في كنف والديه، في أسرة تهتم بالعلم، فقد كان والده مدرسا وفقيها له مجلس للتفسير ورواية الحديث بقزوين، وكان المتعلمون يتوافدون عليه للأخذ عنه، فاهتم والده بتعليمه منذ صغره، فتعلم القرآن، والحديث، واللغة العربية، وغيرها، وتفرغ لطلب العلم وتحصيله، في مراحل التعليم الأولى، وقد كان يحضر مجلس أبيه، مع المتعلمين ورواة الحديث، وسمع الحديث عن والده، حينما كان له من العمر ثلاث سنوات، قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] وغيره: «قال الرافعي: "سمعت من أبي حضورا في الثالثة، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة".»<ref name="سير أعلام النبلاء"/> بالإضافة إلى أن أمه ووالديها كانوا من أهل العلم والفقه والحديث. تعلم عند أبيه [[حديث نبوي|الحديث]] والتفسير و[[فقه إسلامي|الفقه]]. وقرأ الحديث بالرواية عن والده سنة [[569 هـ]]. قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: «وقرأ على أبيه سنة تسع وستين.»<ref name="سير أعلام النبلاء" /> وكان والده: محمد بن عبد الكريم من كبار علماء قزوين، فدرس وتفقه على يديه، كما قرأ الحديث عند خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]، وعند غيرهما من علماء عصره، أخذ القرآن والحديث واللغة، وغيرها من العلوم، حتى أصبح بارعا في علم التفسير والحديث، و[[أصول الفقه]] و[[علم فروع الفقه|فروعه]]، وكان مشتغلا بالعلم، مهتما بالتعليم منذ أن كان في صباه. وقد كانت عادة الناس ذلك الحين تعليم الصغار فيما يسمى بـالكتاب، لتعليم القراءة والكتابة، قبل الالتحاق بمجلس تعليم الكبار، وقد كان الرافعي يستمع للحديث بالحضور في مجلس والده، الذي كان يرأس مجلس الحديث، وينقل عنه الرواة. وقد تعلم أبو القاسم الرافعي عند والده: [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|محمد بن عبد الكريم]] بن الفضل بن الحسن بن رافع القزويني الرافعي الشافعي، الملقب بـ(أبي الفضل)، وكان ملازما لحضور الدروس عند والده، وكان تعليمه عنده أكثر من غيره، فأخذ عنه [[فقه إسلامي|الفقه]]، وتعلمه عنده دراسة وشرحا وتحصيلا وتعليقا، ولم يذكر بعض المترجمين له أنه تفقه على غير والده، قال ابن الملقن: {{اقتباس مضمن|لا أعلم أحدا تفقه عليه غيره.}} لكن ذكر ابن قاضي شهبة: أنه تفقه على والده وعلى غيره.<ref name="طبقات ابن شهبة">{{مرجع كتاب|الأول=تقي الدين|الأخير=ابن قاضي شهبة|العنوانعنوان=طبقات الشافعية الجزء الأول|الصفحةصفحة=76|الناشرناشر=عالم الكتب بيروت|المسارمسار=http://islamport.com/d/1/trj/1/170/3922.html|السنةسنة=1407 هجرية|تاريخ الوصول=8/ شعبان/ 1437 هجرية}}</ref> ولم يكن تعليمه مقصورا على [[فقه إسلامي|الفقه]]، بل كان يشمل تحصيل مجموعة من فنون العلوم، فكان هناك درس للفقه، ودرس [[علم التفسير|للتفسير]]، ودرس للحديث، بالإضافة إلى دروس أخرى في [[لغة|اللغة]]، وعلم [[أصول الفقه]] وغير ذلك. وقد كان للرافعي اهتمام بتحصيل [[علم الحديث]]، من خلال قراءة متون الحديث -نصوص الحديث-، وشروح الحديث، وروايته بالأسانيد، وعلم أصول الحديث ودرايته، وتحصيل أقوال العلماء، وكان يقوم بتلخيص ما تعلمه، وجمع محصلة التعليم في مدونات، أو ما يسمى بـالتعليقات،{{للهامش|4}} وهي: كتابة ما يمليه الشيخ وجمعه، وقد تسمى: أمالي، وكان يطلع على ما كان يكتبه والده من تعليقات أو أمالي جمعها والده أثناء دراسته عند مشائخه. كان الرافعي يجيد قراءة الدروس بفصاحة. قرأ على أبيه في سنة تسع وستين وخمسمائة هجرية، وروى عنه وعن عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران الفقيه، وحامد ابن محمود الخطيب الرازي، وأبي الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني، وعلي بن عبيد الله الرازي، وأبي سليمان أحمد ابن حسنويه، وعبد العزيز بن الخليل الخليلي، ومحمد بن أبي طالب الضرير، وروى بالإجازة عن الحافظ أبي العلاء العطار، وعن أبي زرعة طاهر المقدسي، وأبي الفتح ابن البطي، وغيرهم ممن أخذ عنهم الرواية بالقراءة، أو السماع، أو حصل منهم على الإجازة.
== شيوخه ==
شيوخ أبي القاسم الرافعي كثيرون، فقد تعلم منهم، وروى عنهم، إلا أنه كان لوالده النصيب الأكبر في تعليمه، فقد كان والده يتولى مجالس للتفسير ورواية الحديث، والفقه، والدروس التعليمية، فأخذ عن والده الكثير، وعن خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]] أبو الخير أحمد ابن إسماعيل ابن يوسف ابن محمد ابن العباس رضي الدين أبو الخير الطالقاني القزويني ([[512 هـ]]- [[590 هـ]]).<ref>ترجم له تلميذه الإمام الرافعي في كتاب: "التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين" وفي أماليه، وابن قاضي شهبة في كتاب: [[طبقات الشافعية الكبرى|طبقات الشافعية]]. ولد سنة اثنتي عشرة أو إحدى عشرة وخمسمائة. وقرأ على محمد بن يحيى، وعلى ملكداد القزويني، وقرأ بالروايات على إبراهيم بن عبدالملك القزويني. ولي تدريس: {{المقصود|النظامية|النظامية}} بـ[[بغداد]] سنة [[569 هـ]] إلى سنة ثمانين، ثم عاد إلى بلاده.</ref><ref name="طبقات المفسرين للسيوطي">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=طبقات المفسرين للسيوطي، الجزء الأول|الصفحةصفحة= (23)|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6234/page-3|العنوانعنوان=موقع المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=19 جمادى الأولى [[1437 هـ]]}}</ref>
وقد ذكر [[تاج الدين السبكي]] في ترجمته للرافعي أنه: سمع الحديث من جماعة منهم: أبوه، وأبو حامد عبد الله ابن أبي الفتوح ابن عثمان العمراني، والخطيب أبو نصر حامد ابن محمود الماوراء النهري، والحافظ أبو العلاء الحسن ابن أحمد العطار الهمذاني، ومحمد ابن عبد الباقي ابن البطي، والإمام أبو سليمان أحمد ابن حسنويه وغيرهم، وحدث بالإجازة عن: أبي زرعة المقدسي وغيره.<ref name="الطبقات">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=[[طبقات الشافعية الكبرى]]، الجزء الثامن، صفحة رقم: (163)|المؤلف2مؤلف2=المؤلف: [[تاج الدين السبكي]]|المسارمسار=http://islamport.com/w/trj/Web/2131/1845.htm|العنوانعنوان=الموسوعة الشاملة، موقع مشكاة للكتب الإسلامية|الصفحةصفحة=163- 170|تاريخ الوصول=3/ [[جمادى الآخرة|جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> قرأ الحدِيث على والده، [[محمد بن عبد الكريم الرافعي]]، قال فِي الأربعين: {{اقتباس مضمن|أخبرني والدي بقِراءتِي عليه سنة تسع وستِّين وخمسمائة}}، ذكره [[ابن الملقن]]، في كتاب: البدر المنير، وعلى خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]، وقرأ [[حديث نبوي|الحديث]] على: أبي بكر عبد الله ابن إبراهيم ابن عبد الْملك. وروى عن أبيه وعن خال والدته: [[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]]. وسمع بـ[[بغداد]] من محمد ابن عبد الباقي ابن أحمد ابن سلمان أبو الفتح البغدادي الحاجب مسند العراق، المعروف بـابن البَطِّي، ([[477 هـ]]- [[564 هـ]])، سمع منه في [[بغداد]]، وروى عنه. وسمع بـ[[همدان (إيران)|همدان]] من الحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن أحمد بن محمد العطار الهمذاني، ([[488 هـ]]- [[569 هـ]])، من كبار الحفاظ، وروى عنه. وروى بالإجازة العامة عن أبي سعد السمعاني، كما روى بالإجازة الخاصة عن أبي زرعة طاهر ابن الحافظ أبي الفضل محمد ابن علي المقدسي، المولود سنة 480 أو 481 هجرية، وتوفي سنة 566 هجرية، وعن رجب ابن مذكور ابن أرنب، وغيرهما. وسمع من محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله ابن محاسن المعروف بـابن النجار، ([[578 هـ]]- [[643 هـ]])، صاحب ذيل تاريخ بغداد، وسمع من جماعات: منهم: أبو سليمان أحمد ابن حسنويه ابن حاجي الزبيري الشريف الأديب المناظر الفقيه، والواقد بن خليل الحافظ، -جد الزبيري لأمه-، وأحمد ابن الحسن العطَّار، والحسن ابن أحمد ابن الحسن ابن أحمد بن محمد العطَّار الهمذاني الحافظ، واللَّيث ابن سعد الْكشميهني الهمذاني. وحامد ابن محمود ابن علي الماوراء النَّهْرِي الخطيب الرَّازِيّ المفتي المناظر المحدث، وشهردار ابن شيرويه ابن فناخسرو الديلمي المتقن الحافظ صاحب مسند الفردوس، وعبد الله ابن أبي الفتوح ابن عمران العمراني أبو حامد، -أحد الفقهاء المعتبرين-، وعبد الواحد ابن علي ابن محمد. وسمع أيضا من علي ابن عبيد الله ابن الحسن ابن الحسين ابن بابويه، الرَّازِيّ الحافظ، وعلي ابن المختار ابن عبد الواحد العربوي، وعلي ابن سعيد الحَبَّار، ومبارك ابن عبد الرحمن، ومحمد ابن أبي طالب -أو طالب- ابن بلكويه ابن أبي طالب الضَّرِير الْمُقْرِئ العابد، ومحمد ابن أحمد النَّيْسَابُورِي، ويحيى ابن ثابت البَقَّال، وأبو الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني، وغيرهم.<ref name="البدر المنير321">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-68|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=321|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref>
== تلامذته والرواة عنه ==
تعلم على يد الرافعي: ابنه عزيز الدين، وكان للرافعي مجلس للتعليم بـ[[قزوين]]، وكان يروي [[حديث نبوي|الحديث]] في الجامع الكبير بقزوين، وفي [[المدينة المنورة]]، في موسم سفره للحج. وممن أخذ عنه: تقي الدين [[ابن الصلاح]]، ذكر في مقدمة كتاب "شرح التبصرة والتذكرة" أن مشائخ ابن الصلاح كانوا في الغالب من علماء الحديث، وعد من أشهرهم: '''أبا القاسم عبد الكريم الرافعي'''.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=شرح التبصرة والتذكرة ج: (1) ص: (4)، مقدمة عن ابن الصلاح، مشائخة|المؤلف2مؤلف2=المؤلف: {{المقصود|العراقي|العراقي}} تحقيق: ماهر الفحل|المسارمسار= http://islamport.com/b/3/alhadeeth/mustalah/%E3%D5%D8%E1%CD%20%C7%E1%CD%CF%ED%CB/%D4%D1%CD%20%C7%E1%CA%C8%D5%D1%C9/%D4%D1%CD%20%C7%E1%CA%C8%D5%D1%C9%20001.html|العنوانعنوان=الموسوعة الشاملة، موقع مشكاة|تاريخ الوصول=10/ [[جمادى الآخرة|جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> وممن روى عن الرافعي -سماعا-: ابنه عزيز الدين محمد، والحافظ عبد العظيم المنذري، بالمدينة المنورة، وروى عنه بالإجازة: ابن أخته أبو الثناء محمود ابن سعيد القزويني الطاوسي، وأبو الفتح عبد الهادي ابن عبد الكريم القيسي خطيب المقياس، [[عبد الرحمن ابن السكري#فخر الدين عبد العزيز|وفخر الدين عبد العزيز]] ابن قاضي القضاة [[عبد الرحمن ابنبن السكري|عبد الرحمن]] المعروف بـ([[عبد الرحمن بن السكري|ابن السكري]])، وغيرهم.<ref name="البدر المنير" /> قال [[تاج الدين السبكي]]: {{اقتباس مضمن|روى عنه: الحافظ [[المنذري|عبد العظيم المنذري]] وغيره}}.<ref name="الطبقات" /> قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|سمع منه الحافظ عبد العظيم بالموسم،{{للهامش|5}}<ref>بالمدينة المنورة</ref> وأجاز لأبي الثناء محمود بن أبي سعيد الطاوسي، وعبد الهادي بن عبد الكريم خطيب المقياس، والفخر عبد العزيز بن [[عبد الرحمن بن السكري|عبد الرحمن ابن السكري]]}}.<ref name="سير أعلام النبلاء" />. ذكر الحافظ [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] رواية عن الرافعي فقال: «أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ، أخبرنا [[عبد العظيم المنذري|عبد العظيم الحافظ]] سنة خمس وخمسين، حدثنا الشيخ '''أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني''' لفظا بمسجد رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} أخبرنا أبو زرعة إذنا. (ح){{للهامش|6}}<ref>(ح): رمز لتحويل السند.</ref> وأخبرنا عبد الخالق القاضي، أخبرنا أبو محمد بن قدامة، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو منصور بن المقومي إجازة -إن لم يكن سماعا- أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أخبرنا علي بن إبراهيم القطان، حدثنا ابن ماجه، حدثنا إسماعيل بن راشد، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم عن عطاء، عن جابر أن رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} قال: «'''صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا [[المسجد الحرام]]، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه'''.» قال عبد العظيم: "صوابه ابن أسد".»<ref name="سير أعلام النبلاء"/>
 
== أسرته ==
=== والده ===
{{انظر أيضا|محمد بن عبد الكريم الرافعي}}
والد عبد الكريم الرافعي هو: محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن رافع القزويني الرافعي الشافعي،<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي|العنوانعنوان=الوافي بالوفيات، الجزء الثالث، (أبو الرافعي)|الإصدارإصدار=الأولى|الصفحةصفحة=230|الناشرناشر=دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع|المكانمكان=بيروت|السنةسنة=1420 هـ 2000 م}}</ref> يقال له: '''بابويه'''{{للهامش|7}} وهو لقب كان يطلق عليه في صغره، فقد كان من عادة أهل قزوين: أنهم يلقبون الصغير بلقب: '''بابا''' أو: '''بابويه'''، ومعناه: (سمي جده)، وقد سمي باسم جده، ولكنه كره أن يطلق عليه هذا اللقب.<ref name="التدوين في أخبار قزوين"/> يلقب بـ'''مفتي الشافعية''' وكنيته: '''أبو الفضل'''. قال عنه [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|الإمام العلامة مفتي الشافعية أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل الرافعي القزويني}}.<ref name="سير أعلام النبلاء للذهبي"/> كانت ولادته سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة هجرية، أو نحوهما.<ref name="التدوين في أخبار قزوين" /> توفي أبواه وهو صغير، واحتضنه جده من قبل أمه: أبو ذر، قال عنه الرافعي: {{اقتباس مضمن|وكان من عباد الله الصالحين، المشهورين بالصيانة وحسن السيرة}}. وقام جده بتسليمه إلى الكتاب، وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية، بأطيب مكسب، وبعد ما خرج من الكتاب، وهو في حد الصغر: ذهب به جده إلى مفتي البلدة وإمام أئمتها أبي بكر '''ملكداد بن علي العمركي'''، فتعلم عنده، وأخذ عن غيره مثل: علي ابن الشافعي، وأبو سليمان الزبيري. وبعد وفاة شيخه: ملكداد سافر إلى {{المقصود|الري|الري}}، في شهر صفر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، فتفقه عند أبي نصر حامد بن محمود الخطيب، وسمع الحديث منه ومن غيره كالحسن بن محمد الغزال البلخي، والقاضي الحسن بن محمد الاسترأبادي وغيرهما. ثم عاد إلى [[قزوين]] في آخر شهر شوال تلك السنة. ثم خرج إلى [[بغداد]] في شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، فتفقه بها وسمع الحديث الكثير، وحصّل من كل فن من فنون العلم، ثم سافر من بغداد للحج، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وعقد المجلس في التاجية، في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، ثم خرج منها في هذه السنة على قصد [[نيسابور]] في شهر ربيع الأول، من هذه السنة، وبقي في الطريق أشهراً، ودخل نيسابور في شهر رمضان من هذه السنة، وأقام مدة عند محمد بن يحيى، وسمع بها الحديث من مشائخها، وسمع الحديث أيضا في [[طوس]] و[[آمل]] وغيرها. وعاد إلى قزوين في شهر صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة.<ref name="التدوين في أخبار قزوين114">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسارمسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/114.htm|العنوانعنوان=كتاب التدوين للرافعي، ترجمة والد الإمام الرافعي|الناشرناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=114|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> ورغب في مصاهرته أبو الرشيد الزاكاني فتزوج منه والدة أبي القاسم الرافعي، وكان زفافها إليه في شهر صفر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة هجرية.<ref name="التدوين في أخبار قزوين114" /> سمع الحديث وتفقه في بلده بقزوين في صباه، ثم سافر إلى {{المقصود|الري|الري}} فسمع وتفقه، ثم ارتحل إلى [[العراق]] وتعلم في [[المدرسة النظامية]] في [[بغداد]]، فسمع الحديث وتفقه على ابن الرزاز، وحج منها، ثم انتقل إلى [[نيسابور]] وتعلم في مدرستها النظامية، فحصل على الإمام محمد بن يحيى، وسمع الحديث الكثير، ولما عاد إلى قزوين أقبل عليه المتعلمون، فدرس وفسر وروى الحديث واستفاد الناس منه، وانتفع منه الخاصة والعامة، وصنف في التفسير والحديث والفقه. وكان مشايخه يوقرونه لحسن سيره وشمائله ووفور فضله وفضائله.<ref name="البدر المنير337">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-84|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=337، 338|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> سمع الحديث بقزوين من أبي علي الحسن بن أحمد الهمذاني، حينما قدم عليهم، ومن ملكداد بن علي بن أبي عمرو، وببغداد من: أبي منصور بن خيرون وأبي الفضل الأرموي، وأبي عبد الله بن الطرائفي، وسعد الخير الأنصاري. وسمع بنيسابور من: أبي الأسعد القشيري، وعبد الخالق بن زاهر الشحامي.<ref name="البدر المنير"/> تفقه بنيسابور على: محمد بن يحيى، وفي النظامية{{للهامش|8}} ب[[بغداد]] على: أبي منصور ابن الرزاز، وبقزوين على: ملكداد بن علي، وأبي علي بن شافعي، وسمع من: أبي البركات ابن الفراوي، وبرع في المذهب، ذكر ابن الملقن أن أبا القاسم الرافعي قال عن والده في [[مؤلفات الإمام الرافعي#الأمالي|أماليه]]: {{اقتباس مضمن|والدي أبو الفضل ممن خص بعفة الذيل وحسن السيرة والجد في العلم والعبادة وذلاقة اللسان وقوة الجنان والصلابة في الدين والمهابة عند الناس والبراعة في العلم: حفظا وضبطا ثم إتقانا وبيانا وفهما ودراية ثم أداء ورواية.}}<ref name="البدر المنير338">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-85|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=338|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> وقال في المجلس العاشر من الأمالي: كتب سعد بن الحسن الكرماني لوالدي رحمهما الله -وكان سعد من أهل العلم والفضل والبيوتات الشريفة-:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا أبا الفضل قد تأخرت عنا|فأسأنا بحسن عهدك ظنا}}
سطر 49:
{{بيت|كن جوابي إذا قرأت كتابي|لا تقل للرسول كان وكنا}}
{{نهاية قصيدة}}
قال: فبلغت أنه كان جوابه.<ref name="البدر المنير339">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-86|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=339|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref> توفي سحر ليلة الأربعاء، السابع من [[رمضان (شهر)|شهر رمضان]] سنة ثمانين وخمس مائة هجرية، ودفن أول يوم الخميس.<ref name="التدوين في أخبار قزوين141">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسارمسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/141.htm|العنوانعنوان=كتاب التدوين للرافعي، ترجمة والد الإمام الرافعي|الناشرناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=141|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> <ref group="ملاحظة">[[محمد بن عبد الكريم الرافعي]] ترجم له ولده أبو القاسم عبد الكريم المتوفى سنة [[623 هـ]] في مقدمة كتابه التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين ج1 ص: 113. والذهبي في تاريخ الإسلام، والسبكي في الطبقات الكبرى، والأسنوي، وابن هداية الله.</ref>
 
=== والدته ===
والدته هي: '''صفية بنت الإمام أسعد الزاكاني''' تزوجها والده وعمره قد قارب الأربعين سنة، وكان زفافها إليه في شهر صفر، سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة هجرية.<ref name="التدوين في أخبار قزوين114" /> ترجم لها ابنها: '''أبو القاسم الرافعي''' في كتاب [[مؤلفات الإمام الرافعي#الأمالي|الأمالي]]، وذكر ذلك [[ابن حجر العسقلاني]] في مقدمة كتاب التلخيص الحبير ضمن ترجمته للرافعي فقال: «وقال الرافعي عن والدته في "أماليه": "والدتي صفية بنت الإمام أسعد الزاكاني -رحمهما الله- كانت تروي الحديث عن إجازة جماعة من مشايخ [[أصفهان (مدينة)|أصبهان]]، و[[بغداد]]، و[[نيسابور]]، عني بتحصيل أكثرها خالها: أحمد ابن إسماعيل. قال: «لا أعرف امرأة في البلد كريمة الأطرافِ في العلم مثلها، فأبوها كان حافظاً للمذهب، والأقوال، والوجوه فيه، المستقرب منها، والمستبعد، ماهراً في الفتوى، مرجوعاً إليه».»<ref name="التلخيص الحبير" />
«قال: "ثم هي-يعني والدته- في نفسها متدينة خائفة، وبما لا بد منه من الفروض عارفة، قارئة لكتاب الله، كثيرة الخير، رقيقة القلب، سليمة الجانب، تحمل الكل، وترغب في المعروف، وتحسن إلى اليتامى، تلي خيراً، وتولي جميلاً ما استطاعت إليهما سبيلاً. وكانت قد ابتليت بعدة بنات، أنفقت واسطة العمر عليهن، حتى استكملن من أدبهن، مضين لسبيلهن فتركنها ثكلى بهن، وللَّه ما أخذ، وله ما أعطى، ولا راد لما حكم وقضى".» وأمها: زليخا بنت القاضي إسماعيل بن يوسف كانت فقيهة يراجعها النساء فتفتي لهن لفظا وخطا، سيما فيما ينوبهن ويستحين منه كالعدة والحيض. وأخواها: من معتبري الأئمة المشهورين في البلد. وجدّها: القاضي إسماعيل ابن يوسف: من أهل العلم، والحديث، والجدّ في العبادة، وكان قد تفقه على القاضي، الشهيد: أبي المحاسن الروياني، وسمع منه الحديث.<ref name="البدر المنير340">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-90|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=340|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref>
=== خال والدته ===
{{انظر أيضا|أحمد بن إسماعيل الطالقاني}}
أبو الخير أحمد ابن إسماعيل ابن يوسف ابن محمد ابن العباس رضي الدين أبو الخير الطالقاني القزويني ([[512 هـ]]- [[590 هـ]]). خال والدة الإمام الرافعي، وهو أيضا جده من الرضاع؛ لأنه أم والدة الإمام الرافعي من الرضاع.<ref group="ملاحظة">[[أحمد بن إسماعيل الطالقاني]] ترجم له تلميذه الإمام الرافعي في كتاب: "التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين" وفي أماليه، وابن قاضي شهبة في كتاب: [[طبقات الشافعية الكبرى|طبقات الشافعية]]، والذهبي في [[سير أعلام النبلاء]].</ref> قرأ على: محمد بن يحيى، وعلى ملكداد القزويني، وقرأ بالروايات على إبراهيم بن عبد الملك القزويني. ولي تدريس: {{المقصود|النظامية|النظامية}} بـ[[بغداد]] سنة [[569 هـ]] إلى سنة ثمانين، ثم عاد إلى بلاده.<ref name="طبقات المفسرين للسيوطي"/> نسبته إلى [[طالقان]]، ترجم له الرافعي، في كتاب التدوين في أخبار قزوين، وذكر أنه نشأ في طاعة الله، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكان له اهتمام بالعلوم الشرعية، وتحصيلها بطلب حثيث، كان بارعا فيها رواية ودراية، وتعليما وتذكيرا وتصنيفا، وكان مديما للذكر وتلاوة القرآن في مجيئه وذهابه، وقيامه وقعوده وسائر أحواله. له مؤلفات كثيرة، في التفسير والحديث، والفقه وغيرها، منها ما هو مطول، ومنها ما هو مختصر. انتفع بعلمه أهل العلم وعوام المسلمين.<ref name="التدوين في أخبار قزوين215">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسارمسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/215.htm|العنوانعنوان=كتاب التدوين للرافعي، أحمد بن إسماعيل الطالقاني|الناشرناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=215|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> سمع الكثير من الحديث بقزوين، ونيسابور، وبغداد وغيرها، وفهرست مسموعاته متداول. تولى تدريس المدرسة النظامية ببغداد قريبا من خمس عشرة سنة مكرما في حرم الخلافة، مرجوعا إليه، فاصلا حكمه، وفتواه في مواقع الاختلاف. وقال الرافعي: {{اقتباس مضمن|وسمعت منه الحديث الكثير، يعجبه قراءتي ويأمر الحاضرين بالإصغاء إليها، وكان رحمة الله ماهراً في التفسير حافظا لأسباب النزول، وأقوال المفسرين، كامل النظر في معاني القرآن ومعاني الحديث}}.<ref name="التدوين في أخبار قزوين216">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسارمسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/216.htm|العنوانعنوان=كتاب التدوين للرافعي، أحمد بن إسماعيل الطالقاني|الناشرناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=216|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> قال ابن حجر العسقلاني: «الإمام أحمد ابن إسماعيل: مشهور في الآفاق. قال عنه الإمام الرافعي في كتاب: (الأمالي): «هو أحمد ابن إسماعيل ابن يوسف ابن محمد ابن العباس، الطالقاني، ثم القزويني، أبو الخير، إمام كثير الخير، موفر الحظ من علوم الشرع: حفظاً، وجمعاً، ونشراً بالتعليم، والتذكير، والتصنيف. وكان لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله تعالى، ومن تلاوة القرآن، وربما قرئ عليه الحديث وهو يصلي ويصغي إلى القارىء، وينبهه إذا زل، واجتمع له من ذلك القبول التام، عند الخواص والعوام، والصيت المنتشر، والجاه والرفعة. وتولى تدريس النظامية ببغداد مدة، محترما في حريم الخلافة، مرجوعا إليه ثم آثر العودة إلى الوطن. وسمع الكثير من الفراوي، وفهرست مسموعاته متداول. وهو مع كونه خال والدتى، أبوها من الرضاع أيضاً.»»<ref name="التلخيص الحبير" /><ref name="البدر المنير341">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-88|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=341|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref>
=== إخوته ===
للرافعي من الإخوة حسبما ذكر في كتاب التدوين في أخبار قزوين، من الذكور الذين تعلموا عند والده، حيث ذكر ضمن ترجمته لوالده أبي الفضل: أن ممن تعلم عند أبيه أبنائه الثلاثة وهم: عبد الكريم ابن [[محمد بن عبد الكريم الرافعي|أبي الفضل]]، مؤلف كتاب التدوين، -يعني بذلك نفسه-، والثاني: محمد ابن أبي الفضل، والثالث: عبد الرحمن ابن أبي الفضل، ومعنى هذا أن لأبي القاسم الرافعي اثنان من الإخوة الذكور الذين تعلموا عند أبيهم، وهما: محمد وعبد الرحمن.<ref name="التدوين في أخبار قزوين127">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو القاسم عبد الكريم الرافعي|المسارمسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/382/127.htm|العنوانعنوان=كتاب التدوين للرافعي، ترجمة والد الإمام الرافعي|الناشرناشر=موقع الوراق الموسوعة الشاملة الجزء الأول|الإصدارإصدار=|الصفحةصفحة=127|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref> وهذا لا يعني الحصر في هذا العدد؛ لأنه ذكر منهم الذين تعلموا عند أبيهم، كما أنه ذكر أيضا -عند ذكر والدته- أنها كانت تقوم بتربية بناتها، وذكر كذلك -عند كلامه على وفاة والده-: أن والده ترك أولادا كانوا صغارا.<ref name="التدوين في أخبار قزوين141"/> وقد ذكر ابن الملقن وغيره: أن للرافعي أخ اسمه: محمد، وكنيته أبو الفضائل، تعلم عند أبيه، وسمع منه الحديث، تفقه على أبي القاسم ابن فضلان. وحصل على الإجازة من ابن البَطي. وكانت له رحلات في العلم إلى: [[أصفهان (مدينة)|أصبهان]]، و{{المقصود|الري|الري}}، و[[أذربيجان]]، و[[العراق]]. وسمع الحديث من: نصر الله القزاز، وابن الجوزي. واستوطن [[بغداد]]، وولي مشارفة أوقاف [[المدارس النظامية|النظامية]].<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، المتوفي سنة: 764|العنوانعنوان=الوافي بالوفيات، أخو الرافعي|الصفحةصفحة=128|الإصدارإصدار=الأولى|المسارمسار=https://books.google.com/books?id=y19HCwAAQBAJ&pg=PT127&dq=محمد+بن+عبد+الكريم+الرافعي&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjSqvLt7ObMAhXJrxoKHYO-CKQQ6AEIIDAB#v=onepage&q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%B9%D9%8A&f=false|الناشرناشر=دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع|المكانمكان=بيروت|السنةسنة=1420 هجرية- 2000 م}}</ref> وذكروا عنه: أنه كان فيه ديانة، وأمانة، وتواضع، وتودد، وحسن خلق، وأن معرفته بالحديث تامة، كما أن له كتابات كثيرة، -رغم أن خطه كان ضعيفا- فقد كتب الكثير من التفسير، والحديث، والفقه. قال ابن النجار: «وكان يذاكرني بأشياء، وله فهم حسن، ومعرفة. مات في ثامن عشرين جمادى الأولى، من سنة ثمان وعشرين وستمائة، وقد قارب السبعين»<ref name="التلخيص الحبير" /><ref name="البدر المنير343">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري، المتوفى: 804 هـ|المؤلف2مؤلف2=المحقق: مصطفى أبو الغيط، وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-5922#page-90|العنوانعنوان=كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، فصل في حال الإمام الرافعي... الجزء: الأول|الصفحةصفحة=343|الناشرناشر=دار الهجرة للنشر والتوزيع -الرياض، السعودية، المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2004 م|تاريخ الوصول=27/ {{المقصود|صفر|صفر}}/ [[1417 هـ]]}}</ref>
=== أولاده ===
للرافعي من الأولاد ولد ذكر اسمه: '''محمد'''، ولقبه: عزيز الدين، تعلم عند والده، وروى عنه الحديث. وبنت تزوجها أحد مشائخ قزوين، وأنجبت له أولادا كثيرين. ذكر ذلك {{المقصود|ابن حجر|ابن حجر}} في كتابه: التلخيص الحبير فقال:
سطر 64:
 
== مكانته وأقوال العلماء فيه ==
لأبي القاسم الرافعي مكانة ذكرها العلماء، قال عنه [[ابن قاضي شهبة]]: {{اقتباس مضمن|إليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار.}}<ref>[http://islamport.com/d/2/sys/1/12/93.html تحفة الترك فيما يجب أن يعمل في الملك، نجم الدين الطرسوسي.] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20160509151243/http://islamport.com/d/2/sys/1/12/93.html |date=09 مايو 2016}}</ref> وقال عنه ابن الملقن: أن له في الإِسلام مكانة مهمة، وأنه جدير بكل فضيلة، وأن سلفه رجالا ونساء كانوا من العلماء الأعلام. كان مرجعا للناس في الأخذ والفتوى، وكان إماما في الدين للعجم والعرب، خاتمة الأئمة من أصحابه المرجوع إلى قولهم.<ref name="البدر المنير317"/> وقال [[ابن حجر العسقلاني]] نقلا عن أبي عبد الله محمد الإسفرايني في كلامه عن الرافعي أنه: إمام الدين، وناصر السنة. وأنه كان أوحد عصره في العلوم الدينية، في علم أصول الفقه، و[[علم فروع الفقه]]، وكان مجتهد زمانه في المذهب الشافعي، وكان فريد وقته في تفسير القرآن، وكان له مجلس بقزوين للتفسير ولتسميع الحديث. وصفه ابن حجر العسقلاني بـالعالم الجليل، وقال بأن ما ذكر عنه العلماء يظهر ما كان عليه من علم وتبحر في شتى العلوم وما كان عليه من الزهد والتقى والصلاح.<ref name="التلخيص67/">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=كتاب: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، لابن حجر العسقلاني|المؤلف2مؤلف2=المؤلف=أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى: 852هـ. ترجمة الإمام الرافعي صاحب الشرح الكبير، (اسمه ونسبه ومولده) الجزء الأول ص: (67)|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1581/page-86|العنوانعنوان=موقع الموسوعة الشاملة|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> عده [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] من المجددين فقال [[مجدد (إسلام)#أرجوزة السيوطي في مجددي الإسلام|أرجوزة مجددي الإسلام]]:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|والسادس [[فخر الدين الرازي|الفخر الإمام الرازي]]|والرافعي مثله يوازي.<ref name="عون المعبود">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=كتاب: عون المعبود شرح سنن أبي داود، الجزء الحادي عشر|المؤلف2مؤلف2=محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب|المسارمسار=http://islamport.com/w/srh/Web/2746/3760.htm|العنوانعنوان=موقع الموسوعة الشاملة|الصفحةصفحة=265|الناشرناشر=دار الكتب العلمية بيروت|الإصدارإصدار=الثانية|السنةسنة=1415|تاريخ الوصول=20/ [[رجب]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>}}
{{نهاية قصيدة}}
كان أبو القاسم عبد الكريم الرافعي من أعلام القرن السابع الهجري، وكان متضلعا في مختلف فنون العلم،{{للهامش|9}} وخصوصا في العلوم الدينية، وكان أكثر اهتماما ب[[علم التفسير]]، و[[علم الحديث]]، وروايته، وعلم اللغة العربية، وعلم [[أصول الفقه]]، وعلم [[فقه إسلامي|الفقه]]، ذكر ابن حجر قول الأسنوي في كتاب الطبقات، <ref>كتاب الطبقات للأسنوي، ج: (2)، ص: (75)</ref> أن الرافعي: كان إماما في الفقه والتفسير والحديث والأصول، وغيرها، وأنه كان طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في مراتب الترجيح. وذكر قول الذهبي أن أبا القاسم الرافعي: يظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرحه لمسند الشافعي. قال ابن قاضي شهبة في كلامه عن أبي القاسم الرافعي أنه: صاحب الشرح المشهور كالعلم المنشور، وإليه يرجع عامة الفقهاء من أصحابنا في هذه الأعصار في غالب الأقاليم والأمصار، ولقد برز فيه على كثير ممن تقدمه، وحاز قصب السبق، فلا يدرك شأوه إلا من وضع يديه حيث وضع قدمه. وذكر ابن العماد في كلامه عن أبي القاسم الرافعي بأنه: الإمام العلامة إمام الدين الشافعي، صاحب الشرح المشهور الكبير على المحرر، وقال عنه: أنه كان بارعا في العلم، انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، وكان مع براعته في العلم رجلا صالحا، متصفا بالزهد، ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع.<ref name="التلخيص66/">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=كتاب: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير، لابن حجر العسقلاني|المؤلف2مؤلف2=المؤلف=أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى: 852هـ. ترجمة الإمام الرافعي صاحب الشرح الكبير، (اسمه ونسبه ومولده) الجزء الأول ص: (66)|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-1581/page-83#page-86|العنوانعنوان=موقع الموسوعة الشاملة|الصفحةصفحة=66|تاريخ الوصول=25/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>
 
=== أقوال العلماء فيه ===
سطر 78:
{{بيت|حكم سحابتها خلال بيانه|هطالة وقليبها في قلبه}}
{{بيت|كالروض مؤتلفا بحمرة نوره|وبياض زهرته وخضرة عشبه}}
{{بيت|وكأنها والسمع معقود بها|شخص الحبيب بدا لعين محبه.».<ref name="طبقات284">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=تاج الدين عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي المتوفى سنة: (771) هجرية|العنوانعنوان=طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، الطبقة السادسة، (1192): عبد الكريم ابن محمد ابن عبد الكريم ابن الفضل ابن الحسن القزويني الإمام الجليل أبو القاسم الرافعي صاحب الشرح الكبير.. الجزء الثامن|الصفحةصفحة=284|الناشرناشر=هجر للطباعة والنشر والتوزيع|الإصدارإصدار=الثانية|تاريخ=1423 هجرية|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-6739/page-2961|تاريخ الوصول=25/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref>}}
{{نهاية قصيدة}}
قال ابن الملقن: «وانتهت إليه رئاسة مذهب الشَّافِعي، ومعرفته بدقائقه في سائر البلاد». ذكر [[ابن الصلاح]] بأنه: عالم العجم والعرب. قال الحافظ [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] في كتاب: [[سير أعلام النبلاء]]: {{اقتباس مضمن|قال ابن الصلاح: "أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله؛ كان ذا فنون، حسن السيرة، جميل الأمر"». وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفراييني الصفار: «هو شيخنا إمام الدين ناصر السنة صدقا، أبو القاسم، كان أوحد عصره في الأصول والفروع، ومجتهد زمانه، وفريد وقته في تفسير القرآن والمذهب، كان له مجلس للتفسير وتسميع الحديث بجامع قزوين، صنف كثيرا وكان زاهدا ورعا سمع الكثير». وقال الإمام النواوي: هو من الصالحين المتمكنين، كانت له كرامات كثيرة ظاهرة}}.<ref name="سير أعلام النبلاء"/><ref name="طبقات المفسرين">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=كتاب:طبقات المفسرين، الجزء الأول الطبعة الأولى: (1396)|الناشرناشر=مكتبة وهبة- القاهرة|المؤلف2مؤلف2=المؤلف:عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي، تحقيق: علي محمد عمر|المسارمسار=http://islamport.com/d/3/tkh/1/110/2280.html|العنوانعنوان=موقع الموسوعة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|الصفحةصفحة=60|تاريخ الوصول=17/ [[جمادى الآخرة|جمادى الثانية]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> وقال ابن العماد الحنبلي: {{اقتباس مضمن|الإمام العلاّمة إمام الدين الشافعي، صاحب «الشرح» المشهور الكبير على «الوجيز» وصاحب «المحرر»، انتهت إليه معرفة المذهب ودقائقه، وكان مع براعته في العلم صالحا، زاهدا، ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع}}.<ref name="شذرات الذهب" /> قال عنه [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]: «كان إماما، بارعًا، مُتَبَرعا، متبحرًا فِي علم المذهب، وعلوم كثيرة، وكان زاهدًا، ورعًا، متواضعًا.»<ref name="البدر المنير" /> قال ابن قاضي شهبة: كان زاهدا، ورعا، متواضعا، سمع الكثير، {{اقتباس مضمن|قال الذهبي: ويظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرح المسند.}}<ref name="طبقات ابن شهبة" /> {{اقتباس مضمن|وقال الإسنوي: صاحب شرح الوجيز الذي لم يصنف في المذهب مثله، وكان إماما في الفقه والتفسير والحديث والأصول وغيرها، طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في المنقولات، فلا يطلق نقلا عن أحد غالبا إلا إذا رآه في كلامه، فإن لم يقف عليه فيه عبر بقوله وعن فلان كذا، شديد الاحتراز أيضا في مراتب الترجيح. قال: وأكثر أخذ بعد كلام الغزالي المشروح من ستة كتب: النهاية، والتتمة، والتهذيب، والشامل، وتجريد ابن كج، وأمالي السرخسي..، ومع ذلك إذا استقريت كتب الشافعية المطولة، وجدت الرافعي أكثر اطلاعا من كل من تقدمه.}}<ref name="طبقات ابن شهبة" />
 
== في البحث والاستدلال ==
يعد الرافعي من محققي المذهب الشافعي، في القرن السابع الهجري،<ref name="شرح الكوكب المنير"/> وقد أبدى اهتماماً كبيرا بدراسة المذهب الشافعي، ويعد عند [[فقيه|الفقهاء]] بدرجة مجتهد في المذهب، وحصلت اجتهاداته على القبول والإقرار في الأوساط العلمية، واعتمدت في القضاء والإفتاء والتعليم، وأصبحت كتبه ضمن المراجع المعتمدة في مذهب [[شافعية|الشافعية]]. وكان له تحقيقات إضافية في الفقه المقارن، ومسائل الخلاف المتشعبة، وجمع الأقوال المتفرقة، والطرق المختلفة، وقام بتنقيح المذهب، وتحرير الأقوال والآراء والوجوه والطرق وتحقيق القول المعتمد أو الراجح في مذهب [[شافعية|الشافعية]]، وجمع طرقه بعبارات موجزة، وكانت له استدلالات وترجيحات للأقوال وفق الأدلة التي استند إليها. ولم يقتصر على الترجيح في مسائل الخلاف، بل عمل على تحرير المذهب وتنقيحه، ومهد الطريق لمن يأتي بعده، وقد سار على منواله [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] في منهج الترجيح والتصحيح. وكان أبو القاسم الرافعي من أول العلماء الذين استخدموا المصطلحات الفقهية، وكانت ترجيحاته واختياراته تبنى على منهج الاستدلال، والتصحيح وفق ما يقتضيه الدليل. يعد الرافعي من أوائل متأخري الشافعية، <ref group="ملاحظة">العلماء المتأخرون: الذين كانوا في حدود ما بعد القرن الخامس الهجري تقريبا، والمتقدمون هم الذين كانوا في الفترة قبل ذلك.</ref> وكان لمتقدمي الشافعية قبل فترة الرافعي مجهودات في نقل المذهب ودراسته، والبحث فيما يستجد، وكانت هناك مراجع هامة من كتب المتقدمين مثل: كتاب الأم للشافعي، ومختصر المزني، ثم بعد ذلك الحاوي الكبير للماوردي، ثم المهذب للشيرازي، ونهاية المطلب لإمام الحرمين، ثم الوسيط لأبي حامد الغزالي، وكان تعدد الأقوال يستدعي الجمع بين الطرق، وتحديد الراجح للعمل والفتوى، وقد حاول إمام الحرمين توحيد الطرق المتعددة، وتبعه تلميذه الغزالي، من خلال كتاب البسيط. وقد عمل الرافعي بعد ذلك على توحيد طريقتي العراقيين والخرسانيين،{{للهامش|10}} والطرق والأوجه المختلفة، من خلال جمع مواضع الخلاف، واستعراض أدلتها، والترجيح بحسب قوة الدليل، وتحديد مراتبها حينما يكون هناك قول ضعيف وقوي وأقوى، أو راجح وأرجح، وبيان ما هو في أصل المذهب، أو من قول الشافعي، أو من كلام الأصحاب، أو ما عليه الأكثرون، أو ما عليه الفتوى؛ ليكون العمل والفتوى على الراجح عند قوة الدليل، إذ أن تعدد الأقوال في المسألة الواحدة قد يؤدي إلى تشتيت الفكر عند العامة، ووقوعهم في إشكال أو حرج.<ref group="ملاحظة">ذكر في تحقيق كتاب شرح الكوكب المنير عنه أن الرافعي: {{اقتباس مضمن|كان متضلعاً من علوم الشريعة تفسيرا وحديثا وأصولاً، وكان ورعا تقيا زاهدا، طاهر الذيل، مراقبا لله، ويعتبر مع النووي من محرري المذهب الشافعي ومحققيه في القرن السابع.}} انظر: تحقيق كتاب شرح الكوكب المنير، محمد الزحيلي، ونزيه حماد.</ref> كان للرافعي اطلاع على كتب السابقين في المذهب، ورواية الأوجه والطرق في المذهب، والمذاهب الأخرى، وما فيها من أقوال وآراء، وجمع ما تفرق منها، وقد استفاد الرافعي من والده الذي كان متضلعا في الفقه والحديث، بالإضافة إلى مشائخه الآخرين، وإلى عمله في نقل الأقول، والتفسير وروايته للحديث، والتدريس والفتوى. قال عنه ابن الملقن: «وكان -رحمه اللهَّ- طاهر اللسان فِي تصنيفه، كثير الأدب، شديد الإحتراز فِي النقول، فلا يُطلق نقلا عن أحد إلا إِذا وقف عليه من كلامه، فإن لم يقف عليه؛ عبَّر بقوله: وعن فلان كذا.» وذكر عنه: أنه كان شديد الإحتراز في مراتب الترجيح، فيقول تارة: "على الأصح"، وتارة يقول: "عند الأكثرين" أو: "عند فلان"، وأحيانا يعبر عما هو من جهته فيقول مثلا: "الأحسن، والأعدل، والأشبه، والأمثل، والأقرب، والأنسب، أو ينبغي كذا".<ref>البدر المنير ج1 ص</ref>
 
وقد جاء النووي من بعده، وحذا حذوه في التحقيق والترجيح، وكانت له اجتهادات واختيارات إضافية، جمعها في [[مؤلفات الإمام النووي|كتبه]]، وتعد كتب الرافعي، وكتب [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] من أهم المرجع المعتمدة عند متأخري الشافعية في [[شافعية|الفقه الشافعي]] والعمدة في تحقيق المذهب، والمعتمد لدى المفتي وغيره.<ref name="شرح الكوكب المنير"/><ref>فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ، طبعة دار البصائر ، لمحة عن الإمام الشافعي والمذهب الشافعي</ref> قال ابن النقيب، في مقدمة كتاب (عمدة السالك): «هذا مختصر على مذهب [[محمد بن إدريس الشافعي|الإمام الشافعي]] رحمة الله تعالى عليه ورضوانه، اقتصرتُ فيه على الصحيح من [[المذهب الشافعيشافعية|المذهب]] عند الرافعي و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، أو أحدهما، وقد أذكر فيه خلافاً في بعض الصور، وذلك إذا اختلف تصحيحهما، مقدماً لتصحيح النووي جازماً به، فيكون مقابله تصحيح الرافعي.»<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=كتاب:عمدة السالك وعدة الناسك|المؤلف2مؤلف2=المؤلف: أحمد بن لؤلؤ بن عبد الله الرومي، أبو العباس، شهاب الدين ابن النقيب: فقيه شافعي مصري ولد بالقاهرة سنة (702 هـ) وتوفي فيها سنة (769 هـ)|المسارمسار=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%83%20%D9%88%D8%B9%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83/i674&p1|العنوانعنوان=موقع نداء الإيمان|تاريخ الوصول=16/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>
=== مع جلال الدين خوارزم شاه ===
كان لأبي القاسم الرافعي مكانة عند الولاة، وقد كان له موقف مع السلطان [[جلال الدين منكبرتي|جلال الدين خوارزم شاه]]، وهو: جلال الدين ابن علاء الدين خوارزم شاه،{{للهامش|11}} يعرف بـ([[جلال الدين منكبرتي]]). وفي سنة ثلاث وعشرين وستمائه [[تاريختقويم هجري|هجرية]] ([[623 هـ]]) -وهي السنة التي كان فيها وفاة الرافعي- دخل السلطان جلال الدين [[قزوين]]، والتقى بالإمام الرافعي، وتحادثا، وقال له الرافعي: سمعت أنك قاتلت الكفار حتى جمد الدم على يدك، وطلب منه أن يريه يده ليقبلها، فقال له السلطان: لا بل أنا الذي سيقبل يدك، ثم قبل السلطان يد الشيخ. قال الذهبي: {{اقتباس مضمن|وقال الشيخ تاج الدين الفزاري: حدثنا ابن خلكان، أن [[خوارزم شاه]] غزا الكرج، وقتل بسيفه حتى جمد الدم على يده، فزاره الرافعي وقال: "هات يدك التي جمد عليها دم الكرج حتى أقبلها" قال: لا بل أنا أقبل يدك، وقبل يد الشيخ}}.<ref name="سير أعلام النبلاء"/> قال [[تاج الدين السبكي]]: {{اقتباس مضمن|نقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل ابن كيكلدي العلائي، نقلت من خط الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم ابن محمد البرزالي، نقلت من خط الشيخ الإمام تاج الدين ابن الفركاح، أن القاضي شمس الدين ابن خلكان حدثه أن الإمام الرافعي توفي في [[ذو القعدة|ذي القعدة]]، سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وأن [[خوارزم شاه]]، يعني: [[جلال الدين خوارزم شاهمنكبرتي|جلال الدين]] غزا [[الكرج]] ب[[تبليسي|تفليس]] في هذه السنة، وقتل فيهم بنفسه حتى جمد الدم على يده، فلما مر بـ[[قزوين]] خرج إليه الرافعي، فلما دخل إليه أكرمه إكراما عظيما، فقال له الرافعي: سمعت أنك قاتلت الكفار حتى جمد الدم على يدك، فأحب أن تخرج إلي يدك لأقبلها، فقال له السلطان: بل أنا أحب أن أقبل يدك، فقبل السلطان يده}}.<ref name="الطبقات" />
 
=== في العقيدة ===
سطر 98:
[[ملف:Al-Muharrer.JPG|تصغير|يسار|150بك|المحرر]]
{{انظر أيضا|مؤلفات الإمام الرافعي}}
لأبي القاسم الرافعي مؤلفات في [[فقه إسلامي|الفقه]]، و[[حديث نبوي|الحديث]]، والتاريخ، والتراجم، والرقائق وغيرها، من أهم [[مؤلفات الإمام الرافعي|مؤلفاته]] التي ذكرها العلماء:<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=مؤلفات الإمام الرافعي|المسارمسار=http://shamela.ws/index.php/author/434|العنوانعنوان=موقع المكتبة الشاملة|تاريخ الوصول=22/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref> '''الشرح الكبير'''، و'''الشرح الصغير'''، و'''التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين'''، و'''شرح مسند الشافعي'''، و'''المحرر''' في [[فقه إسلامي|الفقه]]، و'''التذنيب''' على الشرحين، و'''الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة'''، و'''المحمود في الفقة'''،
وأهم مؤلفاته: كتاب [[فتح العزيز للرافعي|فتح العزيز]]، في [[فقه إسلامي|الفقه]] ويسمى: '''الشرح الكبير في فروع المذهب'''، وهو شرح لكتاب [[الوجيز في فقه الإمام الشافعي|الوجيز]] [[أبو حامد الغزالي|للغزالي الطوسي]].<ref>[http://shamela.ws/index.php/book/1142 موقع المكتبة الشاملة] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20180118144635/http://shamela.ws:80/index.php/book/1142 |date=18 يناير 2018}}</ref> . ويسمى أيضا: '''الفتح العزيز في شرح الوجيز'''، قال عنه تقي الدين ابن الصلاح: «لم يشرح الوجيز بمثله»، قال التاج السبكي: «وكفاه بـالفتح العزيز شرفا، فلقد علا به عنان السماء مقدارا، وما اكتفى، فإنه الذي لم يصنف مثله في مذهب من المذاهب، ولم يشرق على الأمة كضيائه في ظلام الغياهب»<ref>الطبقات للسبكي</ref> وشرح آخر صغير للوجيز أيضا في الفقه يسمى: بـ(الشرح الصغير)، قام بتأليفه بعد فراغه من الشرح الكبير؛ ليكون اختصارا للشرح الكبير، وشرحا مختصرا للوجيز، وله كتاب: '''المحرر''' في الفقه أيضا، وهو ملخص دراسته في [[علم فروع الفقه]]، وهو مختصر حوى فقه المذهب الشافعي، بطريقة مختصرة ويعد من أهم الكتب المعتمدة عند متأخري الشافعية، وقد اختصره النووي في متن [[منهاج الطالبين وعمدة المفتين|منهاج الطالبين]]. وقال في مقدمة الكتاب: «وقد أكثر أصحابنا رحمهم الله من التصنيف من المبسوطات والمختصرات، وأتقن مختصر: «المحرر» '''للإمام أبي القاسم الرافعي''' -رحمه الله تعالى- ذي التحقيقات، وهو كثير الفوائد، عمدة في تحقيق المذهب، معتمد للمفتي وغيره من أولى الرغبات.»<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة: 676 هـ.المحقق: عوض قاسم أحمد عوض|الناشرناشر= دار الفكر المكتبة الشاملة|الإصدارإصدار=الأولى|السنةسنة=1425 هـ/ 2005 م|الصفحةصفحة=7|المسارمسار=http://shamela.ws/browse.php/book-12096|العنوانعنوان=منهاج الطالبين وعمدة المفتين|تاريخ الوصول=5/ جمادى الثانية/ 1437 هجرية}}</ref> قال ابن الملقن: «ومنها: المُحَرَّر وهو كاسمه، وما أكثر نفعه، مع صغر حجمه.»<ref name="البدر المنير"/> وله كتاب: '''شرح مسند الشافعي''' أو: (شرح المسند)، فرغ منه سنة: [[612 هـ]]، قال في أوله: «ابتدأت في إملائه في [[رجب]] سنة ثنتي عشرة وستمائة» وهو عقب فراغه من تأليف "الشرح الكبير".<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-123510/page-4 شرح مسند الشافعي] {{Webarchive|url=httphttps://web.archive.org/web/20170318025916/http://shamela.ws:80/browse.php/book-123510/page-4 |date=18 مارس 2017}}</ref> قال عنه الذهبي: يظهر عليه اعتناء قوي بالحديث وفنونه في شرح: '''المسند'''<ref>التلخيص الحبير</ref> قال ابن الملقن: «ومنها: شرح مُسْند الإِمام الشَّافِعِي، وهو كتاب نفيس، قال الإِسفراييني المتقدم ذكره: أَسْمَعَه مُصَنفه سنة تسع عشرة وستمائة.»<ref name="البدر المنير" /> قال الذهبي: شرح: [[مسند الشافعي]] في مجلدين تعب عليه.<ref name="سير أعلام النبلاء" /> وله كتاب؛ '''التذنيب''' وهو فوائد وتعليقات على الشرحين،<ref>الشرح الكبير، والشرح الصغير</ref>
وله كتاب: '''الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة''' في الحديث أملاها في ثلاثين مجلسا على كلمات الفاتحة، وله في الحديث: أربعون حديثا رواها من أنواع الحديث المسلسل، وكتاب '''التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين''' وهو كتاب في التاريخ والتراجم، وله: '''الإيجاز في أخطار الحجاز'''، وهو مجموعة من المباحث والفوائد خطرت له أثناء سفره للحج، قال [[تاج الدين السبكي]] في كتاب [[طبقات الشافعية الكبرى|الطبقات الكبرى]]: والصواب: "خطرات" أو "خواطر الحجاز"، ولعله قال ذلك، والخطأ من الناقل. وله قطعة في العقيدة، وله: «كتاب: '''المحمود''' في الفقه لم يتمه، قال تاج الدين السبكي: ذكر لي أنه في غاية البسط، وأنه وصل فيه إلى أثناء الصلاة، في ثمان مجلدات.قال: وقد أشار إليه الرافعي في الشرح الكبير في باب الحيض، أظنه عند الكلام في المتحيرة.<ref name="الطبقات" />
 
سطر 105:
[[ملف:Al-Sharh al-Kabir.jpg|تصغير|يسار|150بك|الشرح الكبير]]
{{مفصلة|فتح العزيز للرافعي}}
'''الشرح الكبير في فروع المذهب''' أو '''فتح العزيز شرح الوجيز''' ويسمى أيضاً: '''الفتح العزيز'''. وهو من أهم الكتب في فروع الفقه، والذي صار يعرف به مؤلفه، فكثير من المترجمين له يسمونه: "صاحب الشرح الكبير" أو: (صاحب الشرح)، المسمى بـ'''العزيز''' وقد تورع بعضهم عن إطلاق لفظ العزيز مجردا على غير كتاب الله، فقال: (الفتح العزيز في شرح الوجيز). كما أن له شرح آخر صغير في الفقه يسمى بـ(الشرح الصغير). وكتاب الشرح الكبير هو شرح لكتاب الوجيز [[أبو حامد الغزالي|لأبي حامد الغزالي]].<ref group="ملاحظة">بعد ما قام إمام الحرمين بتأليف كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب: جاء تلميذه الغزالي بعده بتأليف كتاب سماه: البسيط، يحوي كتاب نهاية المطلب، ثم قام الغزالي بعد ذلك باختصار البسيط في كتاب: الوسيط، ثم اختصر الوسيط في كتاب الوجيز، فجاء الرافعي بعد ذلك وقام بشرح كتاب الوجيز في كتاب: الشرح الكبير.</ref> اختص هذا الكتاب بكونه حاويا لمذهب الشافعية، بطريقة لم يسبقه إليها من قبله، فقد كان له اختيارات، وترجيحات، وتنقيح الأقوال بألفاظ موجزة في إفادة المقصود، وأضاف إلى الشواهد من نصوص [[حديث نبوي|الحديث النبوي]]. اختصره النووي في كتاب: [[روضة الطالبين وعمدة المفتين|روضة الطالبين]]، وذكر في مقدمة الكتاب: أن هناك مؤلفات كثيرة ومتنوعة، ولكنها على ما هي عليه من الاختلاف في الاختيارات، وكان لا تحقق المذهب إلا أفراد من الموفقين الغواصين أصحاب الهمم العالية، وقال: {{اقتباس مضمن|فوفق الله سبحانه وتعالى -وله الحمد- من متأخري أصحابنا من جمع هذه الطرق المختلفات، ونقح المذهب أحسن تنقيح، وجمع منتشره بعبارات وجيزات، وحوى جميع ما وقع له من الكتب المشهورات، وهو الإمام الجليل المبرز المتضلع من علم المذهب '''أبو القاسم الرافعي''' ذو التحقيقات، فأتى في كتابه: [[فتح العزيز للرافعي|شرح الوجيز]] بما لا كبير مزيد عليه من الاستيعاب، مع الإيجاز والإتقان وإيضاح العبارات، فشكر الله الكريم له سعيه، وأعظم له المثوبات، وجمع بيننا وبينه مع أحبابنا في دار كرامته مع أولي الدرجات، وقد عظم انتفاع أهل عصرنا بكتابه لما جمعه من جميل الصفات.}}<ref name="الروضة للنووي">{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=يحيى بن شرف النووي|المؤلف2مؤلف2=|المؤلف3مؤلف3=|المسارمسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1&idto=1&bk_no=95&ID=2|العنوانعنوان=روضة الطالبين وعمدة المفتين (مقدمة المؤلف)|الناشرناشر=المكتب الإسلامي المكتبة الإسلامية شبكة إسلام ويب|الإصدارإصدار=|السنةسنة=1412 هجرية 1991 م|الصفحةصفحة=5، 6|تاريخ الوصول=26/ [[رجب]]/ [[1417 هـ]]}}</ref>
 
قال [[ابن الصلاح|تقي الدين ابن الصلاح]] في كلامه على الشرح الكبير: «لم يشرح الوجيز بمثله». وعلق على كلامه [[ابن الملقن]] بقوله: "بل لم يصنف فِي المذهب مثله"، وقال: «قرأت على شيخنا: صلاح الدين -بالقدس الشريف- قال: سمعت شيخنا العلامة الرباني أبا إسحاق إبراهيم ابن عبد الرحمن الفزاري -غير مرة- يقول: ما يعرف قدر [[فتح العزيز للرافعي|الشرح]] للرافعي إلا بأن يجمع الفقيه المتمكن في المذهب الكتب التي كان الإمام الرَّافِعِيّ يستمد منها، ويصنف شرحًا للوجيز، من غير أن يكون كلام الرّافعي عنده، فحينئذٍ يعرف كل أحد قصوره عما وصل إلي إليه الإمام الرافعي". هذا أو معناه.»<ref name="البدر المنير" />
اشتمل الشرح الكبير على الأحكام مقرونة بأدلتها من الحديث، وقام بتخريج الأحاديث التي شملها كتاب الشرح الكبير مجموعة من العلماء منهم: [[بدر الدين الزركشي|الزركشي]]، و[[ابن الملقن]]، و[[ابن حجر العسقلاني]] في كتاب التلخيص الحبير وقال: «فقد وقفت على تخريج أحاديث شرح الوجيز، للإمام أبي القاسم الرافعي -شكر الله سعيه- لجماعة من المتأخرين، منهم القاضي [[عز الدين بن جماعة (عالم دين)|عز الدين بن جماعة]]، والإمام أبو أمامة [[أبو بكر النقاش|ابن النقاش]]، والعلامة [[ابن الملقن|سراج الدين عمر بن علي الأنصاري]]، والمفتي بدر الدين محمد بن عبد الله [[بدر الدين الزركشي|الزركشي]]، وعند كل منهم ما ليس عند الآخر من الفوائد والزوائد، وأوسعها عبارة وأخلصها إشارة كتاب شيخنا [[ابن الملقن|سراج الدين]]..»<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1مؤلف1=كتاب:التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير|المؤلف2مؤلف2=مقدمة الكتاب، الجزء الأول|المؤلف3مؤلف3=المؤلف:أحمد بن علي محمد الكناني العسقلاني|المسارمسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1&idto=1&bk_no=11&ID=2|الناشرناشر=مؤسسة قرطبة|العنوانعنوان=المكتبة الإسلامية، شبكة إسلام ويب|الإصدارإصدار= الأولى|السنةسنة=[[1418 هـ]]/ 1995م|الصفحةصفحة=7|تاريخ الوصول=22/ [[جمادى الأولى]]/ [[1437 هـ]]}}</ref>
 
== من كلام الرافعي ==