إجازة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة تصنيف كومنز (1.3)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء الإملائية
سطر 20:
للأستاذ [[جامعة هارفارد|بجامعة هارفارد]] وليام جراهام وفيه يوضح نظام الإجازة في الإسلام على النحو التالي:
 
:هي النظام الأساسي للرحلة في البحث عن المعرفة التي وضعت في وقت مبكر عن طريق طلاب علم الحديث، بما فيها السفر إلى شخصيات محددة (الشيوخ)، وعلى وجه الخصوص من أقدم وأشهر المحدثين، ولكي يسمعون من أفواههم الأحاديث الخاصة بهم والحصول على "الإذن" أو "الإجازة" لنقل هذه الأحاديث وذكر أسمائهم في الإسناد. وعندما يستخدم "نظام الإجازة" هذا اسم الشخصية بدلا من المؤسسات كالشهادات الحالية من المعاهد والجامعات فإنه لا يخدم فقط علم الحديث، ولكن أيضا يساعد على نقل النصوص ومن أي نوع، [[التاريخ|كالتاريخ]]، و[[قانون|القانون]]، و[[فقه إسلامي|الفقه]] و[[لغة|اللغة]]، و[[أدب|الأدب]] و[[صوفية|التصوف]] وغيرها من العلوم.
 
:إن [[الإسناد (توضيح)|الإسناد]] من مخطوطة طويلة وإن كان الحديث قصيراً يجب أن يظهر بشكل مثالي التواصل عن طريق الفم، ووجها لوجه، ونقل النص من المدرس إلى الطالب الذي يجعل النص المكتوب أكثر وثوقاً. في "الإجازة" الرسمية والمكتوبة يمنح المعلم الشهادة تماماً كما هي اليوم بالإضافة إلى الإسناد وما يحتويه عادة من نسب العلماء بالإسناد له أو لها وهكذا لعدد كبير من العلماء إلى [[محمد|النبي]] عن طريق [[صحابة|الصحابة]] و[[تابعون|التابعين]]، أو ربما إلى مؤلف لكتاب معين.
 
== تطور الإجازة ==
اعتمد [[عرب|العرب]] في [[الجاهليةجاهلية|جاهليتهم]] على الرواية والاستظهار [[شعر (توضيح)|لأشعارهم]] [[نسب (توضيح)|وأنسابهم]]، وأخبارهم. شأنهم شأن الأمم المجاورة لهم.
وفي أواخر [[الدولة الأموية|العهد الأموي]]، ومطلع [[الدولة العباسية|العهد العباسي]]،حين بدأ [[عرب|العرب]] تدوين علومهم وآدابهم حتى منتصف [[القرن 2|القرن الثاني]]، كان للرواية السيادة في آداب [[جاهلية|الجاهلية]] وآداب صدر [[إسلام|الإسلام]].
 
وكان [[شعر (أدب)|الشعر]] ديوان العرب يحمله الرواة ويستظهرونه، ويستصوبونه، ويتزيدون فيه أحياناً. وكان رواة الشعر يستجيزون الشعراء رواية شعرهم، وأغلب الرواة شعراء مجيدون، مثل [[زهير بن أبي سلمى]] و[[الحطيئة]] و[[أبي ذؤيب]] وغيرهم.
 
 
وكانت الرواية وسيلة لتناقل الأخبار، والأنساب. وتتبع الحدث وفصيح للغة. وقد اهتم الناس بالرواة، وتتبعوا أنباءهم. حتى إن [[معاوية بن أبي سفيان]] دعا إليه [[عبيد بن شرية]] الجرهمي المعمر ليدون أخبار من سلف.
 
وكذلك فاخرت [[عرب|العرب]] بأنسابها. وتخصص أناس برواية الأنساب. ك[[أبو بكر الصديق|أبي بكر الصديق]]، و[[عقيل بن أبي طالب]]، و[[دغفل النسابة]]، أما رواة [[القرآن]]، وحفظته في صدر [[إسلام|الإسلام]] فهم كثيرون ك[[زيد بن ثابت]] و[[معاذ بن جبل]] و[[أبي بن كعب]] و[[أبو الدرداء الأنصاري|أبي الدرداء]] و[[عبد الله بن مسعود]]و[[أنس بن مالك]] و[[عبد الله بن عباس]] و[[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الراشدين]] وغيرهم. فلما قل عددهم في مجاهدة الأعداء جمعت المصاحف واستنسخت ووزعت في الأمصار، ومنع الناس من القراءة غيباً إلا من أجيز.
 
ولم يدون [[حديث نبوي|الحديث الشريف]] في زمن [[رسول|الرسول]] وصدر [[إسلام|الإسلام]]، خوفاً من اختلاط ألفاظه بألفاظ [[القرآن]]. قال الرسول [[الصلاة على النبي|صلى الله عليه وسلم]]: "لاتكتبوا عني شيئاً إلا [[القرآن]]. ومن كتب عني شيئاً غير [[القرآن]] فليمحه». وكتب بعض الصحابة ك[[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] الحديث النبوي كما سمعه.
 
وكان الناس يتناقلون الحديث، ولهذا كثرت الحاديث الكاذبة والموضوعة أو المروية على المعنى لا بألفاظ [[محمد|النبي صلى الله عليه وسلم]]، فانبرى لجمع الأحاديث الصحيحة علماء غيورون، ووضعوا قواعد [[علم مصطلح الحديث|أصول الحديث]]، والجرح، والتعديل، ومناهج رواية الحديث وأصوله وأسانيده.
 
وكذلك [[لغة|اللغة]] فكان [[عرب|العرب]] في [[جاهلية|الجاهلية]] و[[عصر صدر الإسلام|صدر الإسلام]]، فصحاء السجية إلى أن خالطهم الأعاجم وسكان المدن، وكثر النحل فيهم. فراح علماء اللغة يدونون فصيحها، ويقعِّدون قواعدها وعلومها ويدرسونها طلابهم ومريديهم ويجيزونهم بالنقل عن الأساتذة والشيوخ والتعلم منهم.
 
واتخذ العلماء والأدباء نساخاً لهم يملون عليهم من معارفهم، ويجيزونهم بالنسخ، والكتابة، [[الجاحظ|كالجاحظ]] (ت [[255 هـ]]) الذي قدم للوزير العباسي [[عبد الملك بن الزيات]] نسخة من كتاب [[سيبويه]] كتبها [[أبو زكريا الفراء|الفراء]] وقابلها [[الكسائي]]. وصححها [[الجاحظ]] بنفسه. وكان [[حنين بن إسحاق]]كاتب أجازه يعرف بالأزرق، كما كتب [[الربيع بن سليمان المرادي|الربيع بن سليمان]] لأستاذه الإمام [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] (ت [[204 هـ]]) [[الرسالة (كتاب)|كتاب الرسالة]]، وكتب [[جوزجاني (توضيح)|الجوزجاني]]لأستاذه الرئيس [[ابن سينا]] بعض كتبه التي أملاها عليه. وكثرت الإجازات، والسماعات في [[قرن 6 هـ|القرن السادس الهجري]]، والسابع الهجري، لكثرة نشوء المدارس ودور [[حديث نبوي|الحديث]] و[[القرآن]]، وخاصة في بلاد [[بلاد الشام|الشام]] و[[مصر]]، ومثل ذلك الإجازة بالإفتاء والتدريس.
 
أما المهن والحرف فقد دعت الضرورة إلى إعطاء [[طبيب|الأطباء]] و[[صيدلي|الصيادلة]] إجازة بممارسة هذه المهنة ومراقبتها لخطورة ممارسة هذه المهنة سياسياً واجتماعياً وصحياً.
 
وقد لجأ بعض [[الدولة العباسية|الخلفاء العباسيين]] إلى إنشاء فرق لمرافقتهم سمّوا بالفتيان كما لاحظ الرحالة [[ابن بطوطة]]، وكانوا منقسمين أقساماً وفق حرفهم: كالحلاقين والبزازين وغيرهم، ولكل فئة منهم «شيخ كار» يشرف عليهم، ويعطونه من كسبهم. ولهم زاوية لطيفة يجتمعون فيها. ولايمارس أحد منهم مهنته إلا بإجازة من «شيخ الكار» والمعروف أن [[عرب|العرب]] سبقوا الغرب في مفهوم الإجازة وأهميتها بزمن طويل.
 
وظل منح الإجازات العلمية في [[أوروبا]] بيد الكرسي البابوي حصراً، حتى [[القرن 13|القرن الثالث عشر الميلادي]]، حين منح [[البابا غريغوريوس التاسع]] [[جامعة باريس]] إعفاءات عدة، ومنها: الحق في منح الإجازة العلمية، ووضع الأنظمة من قبل الأساتذة. وكان [[الحروبحملات الصليبيةصليبية|للحروب الصليبية]] دور في نقل كثير من العلوم الإسلامية، وتقاليد الفروسية والفتوة، ونظام الحرف والمهن، المتبع في المشرق إلى [[أوروبا|أوربا]]. كما كان لحضارة [[الأندلس]] دور في منح الإجازات العلمية من جامعاتها لعدد من الباباوات والعلماء الأوربيين الذين درسوا في معاهدها ومساجدها، ومن أشهر المدارس التي كانت تمنح مثل هذه الإجازات: [[المدرسة العمرية]] في [[دمشق]]، والجامع [[الجامع الأزهر|الأزهر]]، و[[بيت الحكمة]] في [[القاهرة]]، والمدرسة النظامية و[[المدرسة المستنصرية]] في [[بغداد]]، و[[مسجد القيروان]] في [[تونس]]، و[[جامع الزيتونة]] في [[تونس]]، و[[جامع القرويين]] في [[فاس]]و[[كاتدرائية - جامع قرطبة|مسجد قرطبة]] في [[الأندلس]]، وكذلك [[المدرسة العصرونية]] و[[المسجد الأموي (توضيح)|المسجد الأموي]] [[دمشق|بدمشق]]، ومدارس [[بخارى]] و[[سمرقند]]و[[نيسابور]] ومساجدها، وغيرها كثير في العالم الإسلامي. وقد تطورت الإجازات في العصر الحديث حتى أصبحت كلمة «إجازة نامة» في اللغة الحديثة تدل على الشهادات الدراسية، وكثر التخصص في [[علم|العلوم]] والفنون والآداب و[[طب|الطب]] و[[صيدلة|الصيدلة]] وغيرها. وأصبحت الإجازة التربوية والتعليمية ضرورة في التربية، والتعليم لتأهيل حاملها للتعليم خاصة.
 
وهناك «الإجازة المطلقة الحرة» التي لايستهدف حاملها مهنة التعليم: [[الحقوقحق|كالحقوق]] والعلوم السياسية والاقتصادية وغيرها. وهناك إجازة لممارسة [[محاماة|المحاماة]]، والمرافعة أمام المحاكم.<ref>(Master of Art) M.A
</ref>
 
سطر 55:
تنوعت الإجازات في التراث العربي على اختلاف العصور، والمهن ويمكن تصنيفها على النحو التالي:
 
إجازات [[حديث نبوي|الحديث]]، و[[فقه إسلامي|الفقه]]، و[[قراءة (القرآن)|القراءات]]، و[[علم التفسير|التفسير]]، والعلوم الأساسية، والإجازة ب[[فتوى|الإفتاء]]، والإجازة بالتدريس: وتدعى صيغة الإجازات «طرائق التحميل» وهي ثماني طرائق: السماع والإقراء والإجازة المكتوبة والمناولة والكتابة بالمراسلة والإعلام والوصية والوجادة.
 
ثم صارت «الإجازة» مصطلحاً خاصاً عند علماء [[علم مصطلح الحديث|مصطلح الحديث]]، وهي أن يأذن ثقة من الثقات لغيره بأن يروي عنه حديثاً أو كتاباً، سواء أكان ذلك الكتاب من تصنيفه أم كان يرويه عن شيوخه بالإسناد إلى مؤلفه، وتكون هذه الرواية بالإذن معتبرة وموثوقاً بها، وقول صاحبها «أجازني فلان» أو «أخبرني إجازة» ونحو ذلك.
 
ولفظ الإجازة لايشترط القبول فيها، وهي خمسة أقسام:
 
1. إجازة مُعيّن لمعيّن سواء كان واحداً أو أكثر: كأجزتك كتاب [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]]، أو أجزت فلاناً جميع ما اشتمل عليه فهرسي.
 
2. إجازة معيّن في غير معين: كأجزتك مسموعاتي.
سطر 71:
5. إجازة المجاز كأجزت جميع مجازاتي، وهي صحيحة.
 
ومن محسنات الإجازة أن يكون المجيز عالماً بما يجيزه، والمجاز له من أهل العلم، وهذه الإجازات أو السماعات أو الإقراء، وغير ذلك من طرائق التحميل، تكتب مفردة للمجاز أو مع جماعة هو بينهم، وتسجل في نهاية الكتاب أو حواشيه أو مقدمته أو بجانب عنوانه وبرقعة منفردة أو في كتيب خاص، وتكون صيغة الإجازة نثراً أو شعراً. وقد يكون المجاز له والمجيز [[ذكر (توضيح)|ذكر]] أو [[أنثى]].
 
وقد يجيز العالم تلميذاً، أو عدة تلاميذ لدرس واحد حضروه، ويسمى هذا الحضور «البلاغ» ولايعد من طرق التحميل والإجازة، وعلى الشيخ المجيز أن يضع علامة البلاغ في الكتاب عند بداية الدرس وفي نهايته في شكل نجمة أو دائرة فيها نقطة أو أية علامة غيرها.
 
وكاتب الإجازة أو السماع غير المجيز يسمى «كاتب الطباق» أو «الطبقة» أو «مثبت السماع» وهو دليل على ثقة الشيخ وحسن خطه، وقد ينسخ الطالب نسخة عن النسخة المحفوظة في [[مدرسة|المدرسة]] أو [[مسجد|المسجد]]، وينقل ما أثبت فيها من إجازات أو سماع (وهي صورة عن أصل) وكانت الإجازات في الحضارة العربية الإسلامية تعطى لكل عالم، فلا تفرقة بين [[جنس (توضيح)|جنس]] أو [[دين (توضيح)|دين]] أو [[مذهب]].
 
'''أما معنى السماع:''' فهو سماع لفظ الشيخ: أي تحديث من غير [[إملاء (لغة)|إملاء]]. من محفوظات الشيخ، أو من [[كتاب]]ه. مع الإجازة للتلميذ. وهو جماعي.
 
'''أما الإقراء:''' فهو [[قراءة|القراءة]] على الشيخ سواء قرأ المجاز له من [[كتاب]] [[شيخ|الشيخ]] أو من حافظته، أو قرأه غيره، وهو يسمع، وإمساك الأصل عند البعض ضروري. والإقراء منفرد.
 
'''أما المناولة:''' فهي أن يدفع الشيخ أصل سماعه، أو مقابلاً به للتلميذ أو يعرض عليه الطلب فيقول: "هو حديثي أو روايتي فاروه عني، وأجزت لك روايته" ويسمى هذا العمل العرض.
سطر 92:
إمضاؤه. والإجازة عندهم تعمل في تنفيذ الموقوف كإجازة المشتري بالخيار للبيع، لا في تصحيح الفاسد.
 
ويشترط في المجيز أن يكون أهلاً للتصرف، أو ينعقد به العقد، وأن يكون عالماً بالتصرف الذي أجازه، مع بقاء محل التصرف، وتكون الإجازة للعقد إما بالقول الصريح أو بالكناية أو بالفعل أو بالإشارة أو [[كتابة|الكتابة]]، والإجازة تلحق الأقوال وتلحق الأفعال كالغضب واللقطة والتسلُّم، كما تتحقق الإجازة بمضي المدة في التصرفات الموقوتة وبالقرائن. ومتى أجاز الشخص التصرف نُفِّذ، وإذا ردّه بطل، ولايحق له أن يرجع عن الإجازة.
 
=== الإجازة في الشعر ===
اقتران [[حرف]] الروي بما يباعده في المخرج أو أن يكون الحرف الذي يلي حرف الروي مضموماً ثم يكسر أو يفتح، ويكون حرف الروي مقيداً أو أن يتمم [[شعر (أدب)|الشاعر]] البيت الذي أنشده غيره مصراعاً منه، أي أن تتم مصراع غيرك.
 
=== إجازة مهنة التدريس ===
سطر 101:
 
=== الإجازة العلمية (الطبية، والصيدلانية) ===
قيد [[خليفة|الخليفة]] [[المقتدر (أسماء الله الحسنى)|المقتدر]] [[العباسي (توضيح)|العباسي]] عام [[316 هـ]]/[[931]]م مهنة [[طب|الطب]] في [[بغداد]] بالحصول على إجازة تخول [[طب|الطبيب]] ممارسة المهنة. وكان [[خليفة|الخليفة]] [[المعتصم بن هارون الرشيد]]، قد سبقه إلى هذا الأمر بالإيعاز إلى وزيره [[الإفشين]] أن يأمر الصيدلاني [[زكريا الطيفوري]] بضبط [[صيدلي|الصيادلة]] ومراقبتهم وامتحانهم وإعطائهم الإجازة بممارسة مهنة [[صيدلة|الصيدلة]]، وعمّ هذا التقليد من بعد ذلك في جميع أنحاء [[العالم الإسلامي]]، وكان لرئيس الأطباء، والمحتسب دور في مراقبة [[طبيب|الأطباء]] [[والصيادلة]]. والتحقق من صحة إجازتهم التي حصلوا عليها من مدارس [[دمشق]] أو [[القاهرة]] أو غيرها. كالمدرسة [[اللبودية النجمية]] والمدرسة «[[الدينسرية]]» والمدرسة «[[الدخوارية]]» و[[البيمارستان النوري]] في [[دمشق]] وغيرها.
 
=== الإجازة بنسخ الكتب ===
إن أقدم إجازة عثر عليها فيما يتصل بنسخ [[كتاب|الكتب]] تلك التي عثر عليها العلامة [[أحمد محمد شاكر]] عند تحقيقه لكتاب «[[الرسالة (توضيح)|الرسالة]]» للإمام [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] في [[أصول الفقه]]، إذ ورد في نهاية النسخة المخطوطة المعول عليها في التحقيق: إجازة من ناسخ الكتاب تلميذه [[الربيع بن سليمان المرادي|الربيع بن سليمان]] في سنة [[265]] هـ بالإذن في نسخ الرسالة وهي ثلاثة أجزاء وكتب [[الربيع بن سليمان المرادي|الربيع بن سليمان]] بخطه.
 
=== الإجازة العلمية ===
وهي إجازة معرفة العلوم. فإذا آنس الطالب من نفسه القوة في العلم، والتدريس والإفتاء في مجالات العلوم، وطلب من أشياخه أن يجيزوه، كالإجازات التي كان يمنحها الجامع [[الجامع الأزهر|الأزهر]] والمدرسة النظامية والمدرسة المستنصرية والمدرسة العمرية و[[جامعة القرويين]] والمدارس العصرونية ومدارس [[بخارى]] و[[سمرقند]] و[[نيسابور]] و[[قرطبة]] وغيرها من مدن [[العالم الإسلامي]].
 
=== الإجازتنامه ===
وبقصد بها «كتاب الإجازات» وهو مصطلح [[تركيا|تركي]] متأخر ويقابله في بلاد [[بلاد الشام|الشام]] «الثبت» وكذلك «معجم الشيوخ» في [[بغداد]] وبلاد [[بلاد الشام|الشام]]، وفهرس الفهارس والفهرسة في [[بلاد فارس]]، والبرنامج في بلاد [[المغرب]] وهي: مجموع إجازات العالم، ومروياته عن شيوخه. ك[[فهرسة ابن خيبر الإشبيلي]] و[[ثبت ابن عابدين]]، و[[معجم شيوخ الذهبي]]، و[[برنامج شيوخ الرعيني]]، و[[فهرس الفهارس]] [[الكتاني (توضيح)|للكتاني]]، وتدل «إجازة نامة» في اللغة الحديثة على الشهادات الدراسية.
 
=== إجازة الفتوة و[[صوفية|الصوفية]] والجمعيات الحرفية ===
وهي إجازة يعطيها شيخ الطريقة لتلميذه وفق مراسيم معينة في احتفال خاص، وتمهر الإجازة بخاتم [[شيخ]] الطريقة ويؤخذ العهد من المريد بالتقيد بتقاليدها، وتعاليمها. وهذه الإجازة تكاد تكون متماثلة في منظومات الفتوة والأخية وأكثر الجمعيات والطرق [[صوفية|الصوفية]]، [[القلندريةقلندرية|كالقلندرية]]، و[[ملامتية|الملامتية]]، و[[رفاعية|الرفاعية]]، و[[نقشبندية|النقشبندية]]، و[[شاذلية|الشاذلية]]، و[[قائمة اعلام الأسرة الجيلانية|الكيلانية]]، وغيرها.
[[ملف:مثال لإجازة الخط.jpg|تصغير|مثال لإجازة الخط.]]
وإن تشابه الشعارات والتقاليد في الطرق [[صوفية|الصوفية]] والفتوة والجمعيات الحرفية دليل على أنها من منبع واحد. ولم يكن يسمح لأحد بممارسة الحرفة إلا بإجازة من [[شيخ الكار]] أو «جاويش المهنة» أي النائب في احتفال خاص يدعى «الشد» ويؤخذ العهد على المنتسبين والمترقين من درجة عامل إلى معلم بالمحافظة على المهنة وأسرارها. ويتم التعارف بين المستجدين والمتقدمين في المهنة الواحدة، ويدفع المنتسب رسم الانتساب «لشيخ الكار». وقد ظلت هذه التقاليد مرعية حتى مطلع [[القرن 20|القرن العشرين]] وكان «شيخ الكار» في [[دمشق]] من [[آل العجلاني]]، وفي الاحتفال بإعطاء الإجازة يشد الزنار ويوسط المريد، ويشرب من كأس الفتوة ويذوق الملح. ويرجع سند الفتوة في إجازاتهم إلى سيد الفتيان [[علي بن أبي طالب]].
 
=== إجازة الخط ===
وهي إجازة يمنحها الأستاذ في [[خط (توضيح)|الخط]] [[والزخرفة]] لتلميذه عندما يأنس عنده البراعة في معرفة [[قلم|الأقلام]] والخطوط [[والزخرفة]]، وتكون الإجازة على شكل لوحة «بسملة» أو «حلية» أو «دعاء» أو على شكل لفافة، أو رسالة يذكر المجيز فيها للمجاز له سلسلة الخطاطين الذين أخذ منهم وطريقتهم. وسند الخطاطين يرتقي إلى الخطاط الكبير [[ابن البواب]] (ت [[413 هـ]]) أو الوزير المبدع [[ابن مقلة العباسي]] (ت [[328 هـ]]) أو قبلة الخطاطين [[ياقوت المستعصمي]] (ت 698 هـ) أو غيره وتكتب الإجازة بخط «قلم الإجازة».
 
== أهمية الإجازة في التراث العربي ==
 
تحتل الإجازة مكانة مهمة في مجال [[تحقيق الكتب]]، إذ يمكن للمحقق أن يستنبط أموراً كثيرة منها: أسماء المجيزين، والمجاز لهم وولادتهم ووفياتهم ومؤلفاتهم، وأسماء الحاضرين والمعاصرين لهم. ونسخة النص الذي قرئ وتاريخ نسخها. والإجازات وثائق صحيحة تدل على ثقافات العلماء الماضين مما قرؤوه أو سمعوه من شيوخهم، ومصدر لل[[ترجمة (توضيح)|تراجم]] [[ألقاب|والألقاب]] والوفيات وسنيها، ومراكز العلم في البلاد [[إسلام|الإسلامية]]، والحالة الاجتماعية للمجازين ومن عاصرهم، والكتب المفقودة وأسمائها وأسماء مؤلفيها، والنسخ المذكورة في الإجازة، ورجال إسنادها أو رواتها وغير ذلك.
 
وما زالت الإجازة سارية المفعول عند العلماء حتى اليوم. يتداولها الأئمة والعلماء ويعتزون بنيلها والحصول عليها، سواء أكانت من الدولة أم من الأفراد.