الحديث النبوي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏كتب الصحاح: تصحيح اسم
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء الإملائية
سطر 2:
{{عن|الحديث عند أهل السنة والجماعة|الحديث عند الشيعة|الحديث عند الشيعة|هنا}}
{{محمد}}
'''الحديث النبوي''' أو '''السنة النبوية''' عند [[أهل السنة والجماعة]] هو ما ورد عن [[رسول اللهمحمد|الرسول]] [[محمد|محمد بن عبد الله]] من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو صفة خُلقية أو سيرة سواء قبل [[بداية الدعوةالبعثة المحمديةالنبوية|البعثة]] (أي بدء الوحي والنبوة) أو بعدها.<ref name="ReferenceA">شرح المنظومة البيقونية - محمد حسن عبد الغفار</ref><ref>[http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=18457 إسلام وب - تعريف الحديث النبوي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130215045112/http://www.islamweb.net:80/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=18457 |date=15 فبراير 2013}}</ref><ref>شرح المنظومة البيقونية -عبد الكريم بن عبد الله الخضير</ref><ref>نظرة المستشرقين للسنة النبوية المطهرة - مثنى الزيدي</ref> والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني من [[مصادر التشريع الإسلامي]] بعد [[القرآن]].<ref>العدة في أصول الفقه - القاضي أبو يعلى، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء</ref> وذلك أن الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام [[شريعة إسلامية|الشريعة]] ونظمها، ومفصلان لما جاء مجملا في القرآن، ومضيفان لما سكت عنه، وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته. كما جاء في [[سورة النجم]]: {{قرآن مصور|النجم|3|4}}. فالحديث النبوي هو بمثابة القرآن في التشريع من حيث كونه وحياً أوحاه الله للنبي، والحديث والسنة مرادفان للقرآن في الحجية ووجوب العمل بهما، حيث يستمد منهما أصول [[عقيدة إسلامية|العقيدة]] والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة إلى نظم الحياة من أخلاق وآداب وتربية.<ref>تبسيط العقائد الإسلامية - حسن محمد أيوب</ref>
 
قد اهتم العلماء على مر العصور بالحديث النبوي جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا، واستنبطت حوله العلوم المختلفة ك[[علم الرجال|علم الجرح والتعديل]] و[[علم مصطلح الحديث]] و[[علل (حديث)|علم العلل]] وغيرها، والتي كان الهدف الأساسي منها حفظ الحديث والسنة ودفع الكذب عن النبي وتوضيح المقبول والمردود مما ورد عنه. وامتد تأثير هذه العلوم الحديثية في المجالات المختلفة كالتاريخ{{للهامش|1}} وما يتعلق منه بالسيرة النبوية و[[علم التراجم|علوم التراجم]] والطبقات، بالإضافة إلى تأثيره على علوم [[اللغة العربية]] و[[تفسير|التفسير]] و[[فقه إسلامي|الفقه]] وغيرها.<ref>تاريخ الأدب العربي/العصر الإسلامي - د. شوقي ضيف</ref>
 
== تعريف الحديث ==
[[ملف:Hadith Al-Nabawi.jpg|تصغير|مخطوطة تتناول الحديث النبوي ترجع للقرن الرابع عشر الميلادي.]]
يطلق على الحديث عدة اصطلاحات، فمنها السنّة، والخبر، والأثر. فالحديث من حيث اللغة هو الجديد من الأشياء، والحديث: الخبر، يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث،<ref name="لسان العرب">لسان العرب - ابن منظور</ref> فالحديث هو [[كلام (توضيح)|الكلام]] الذي يتحدث به، وينقل [[صوت|بالصوت]] [[كتابة|والكتابة]]. والخبر: هو النبأ، وجمعه أخبار.<ref>القاموس المحيط - الفيروزأبادي</ref> وهو العلم،<ref>معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا</ref> والأثر هو بقية الشيء، وهو الخبر، والجمع آثار.<ref name="لسان العرب"/> ويقال: أثرت الحديث أثرا أي نقلته.<ref>المصباح المنير - أحمد بن محمد بن علي الفيومي</ref> ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر والأثر من حيث اللغة.
 
أما [[اصطلاح]]ا، فإن الحديث هو ما ينسب إلى رسول الله محمد من قول أو فعل أو تقرير أو وصف.<ref name="شرح اللؤلؤ">شرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون - حافظ بن أحمد بن علي الحكمي</ref> والخبر والأثر لفظان آخران يستعملان بمعنى الحديث تماما، وهذا هو الذي عليه اصطلاح [[جمهور#المصطلح|جمهور العلماء]].<ref name="الصباغ">الحديث النبوي: مصطلحه، بلاغته، كتبه - محمد بن لطفي الصباغ</ref>
 
ولكن بعض العلماء يفرقون بين الحديث والأثر، فيقولون: الحديث والخبر هو ما يروى عن النبي، والأثر هو ما يروى عن [[صحابة|الصحابة]] و[[تابعون|التابعين]] وأتباعهم.<ref name="ابن الصلاح">معرفة أنواع علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح) - أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين بن عثمان بن موسى الشهير بابن الصلاح</ref><ref>شرح صحيح مسلم - النووي</ref>
 
وقيل: الحديث ما جاء عن النبي والخبر ما جاء عن غيره.<ref>نظم وشرح مختصر المنار - طه أفندي العريف</ref>
سطر 21:
{{إسلام}}
{{أهل السنة}}
السنة في اللغة هي السيرة، والطريق القويم،<ref name="لسان العرب"/> وقد وردت في [[القرآن|القرآن الكريم]] بمعنى الطريقة المتبعة: {{قرآن مصور|الإسراء|77}} - [[سورة الإسراء]] و{{قرآن مصور|الأنفال|38}} - [[سورة الأنفال]]. وكلمة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إلى الطريقة المحمودة، وقد تستعمل في الطريقة المذمومة ولكنها تكون مقيّدة، كقول النبي:{{اقتباس|«'''من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء'''» <ref>صحيح مسلم - كتاب الزكاة - باب الحث على الصدقة - برقم 1017</ref>}} فالسنة هنا ضد [[بدعة|البدعة]]،<ref>فتاوى ابن الصلاح - تقي الدين أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين الشهرزوري الموصلي الشافعي المشهور بابن الصلاح</ref> والبدعة هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشريعة،<ref>الإعتصام - أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي</ref> وهي ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه.<ref name="جامع العلوم">جامع العلوم والحكم - ابن رجب الحنبلي</ref> قال أبو منصور الهروي الأزهري: {{اقتباس|السنة: الطريقة المحمودة المستقيمة<ref>تهذيب اللغة - أبو نصر محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري</ref>}} وقال [[الشاطبي (توضيح)|الشاطبي]]: {{اقتباس|ويطلق ـ أي: لفظ السنة ـ في مقابلة البدعة؛ فيقال: فلان على سنة إذا عمل على وفق ما عليه النبي {{ص}} ، كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أو لا، ويقال: فلان على بدعة إذا عمل على خلاف ذلك" <ref>الموافقات في أصول الشريعة - أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي</ref>}} وقال [[ابن رجب الحنبلي]]: {{اقتباس|السنة هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي {{ص}} وخلفاؤه الراشدون، من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة " <ref name="جامع العلوم"/>}} ومن ذلك قول النبي: {{اقتباس|'''عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ'''<ref>رواه أبو داود 4/281 برقم 4607 والترمذي 3/377 برقم 2676 وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه 1/15 برقم 24</ref>}} وقال: {{اقتباس|'''فمن رغب عن سنتي فليس مني'''<ref>رواه البخاري في كتاب النكاح - باب الترغيب في النكاح برقم 5063 ومسلم في كتاب النكاح برقم 1401 وغيرهما.</ref>}}
 
ففيما يتعلق بمصطلحي الحديث والسنة، فإنهما يجتمعان في مواضع، ويفترقان في مواضع أخرى، فإن ما يروى عن النبي من قول أو فعل أو تقرير يطلق عليه "حديث" كما يسمى أيضا "سنة"، يقول الشيخ [[عبد الله بن يوسف الجديع]]: {{إقتباس|السنة في المعنى الأُصوليِّ مساويةٌ للحديث بالتعريف المتقدّم عن أهل الحديث، دون قيد (أو صفة)، واستثناء الصفة النبوية من جملة السنن إنما وقع من أجل أن محل الكلام في السنة هو اعتبار كونها من مصادر التشريع، وهذا لا يَنْدرجُ تحته الأوصاف الذَّاتية، وإنما يستفاد من الأقوال والأفعال والتقريرات النبوية".<ref>تحرير علوم الحديث -عبد الله بن يوسف الجديع</ref>}} وكذلك فإن كتب الحديث تسمى أيضا بكتب السنة، كما أن [[أهل الحديث]] هم أيضا من أهل السنة. فإذا اطلق لفظ السنة في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي: القرآن والحديث.<ref name="أصول الحديث">أصول الحديث، علومه ومصطلحه - [[محمد عجاج الخطيب]]</ref>
سطر 28:
 
وقد اختلف معنى السنة في اصطلاح المشرّعين حسب اختلاف اختصاصاتهم، فهي عند [[أصول الفقه|الأصوليين]] و[[فقه إسلامي|الفقهاء]] غيرها عند المحدثين. فعند الأصوليين والفقهاء، فتستعمل للدلالة على:
* فيما ثبت عن النبي من غير وجوب، وهي حكم من الأحكام الخمسة: ([[واجب|الواجب]]، [[حرام|الحرام]]، السنة، [[مكروه|المكروه]]، [[مباح|المباح]]) مثال: [[صلاة]] ركعتين بعد المغرب. فاستعمال الفقهاء مصطلح "سنة" في بيان حكم استحباب فعل معين، ولا يستعملون مصطلح "حديث".
* وتستعمل في مقابل كلمة البدعة. كقولهم: طلاق السنة كذا، وطلاق البدعة كذا.<ref name="الصباغ"/> قال النبي: {{اقتباس|'''من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد''' <ref>رواه البخاري - باب: اذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، برقم 2499، ورواه مسلم - باب نقض الحكام الباطلة برقم 1718، ورواه أبو داود في سننه والبيهقي وابن ماجه والدارقطني وغيرهم</ref>}}
إذن، فعلماء الفقه في استعمالهم للحديث ولمصطلح السنة، فإنما بحثوا عن حكم [[شريعة إسلامية|الشرع]] في أفعال العباد، مستدلين بما ورد عن النبي من سنة (قول أو فعل أو تقرير).<ref>الإحكام في أصول الأحكام - علي بن محمد الآمدي</ref> كما يسمي العلماء الالتزام بالقدر الوارد في الشريعة وعدم الزيادة والابتداع في الدين بـ "السنة"، ولا يسمون ذلك بـ "الحديث". ومنه مقولة [[عبد الرحمن بن مهدي]] المشهورة: {{اقتباس|سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعا<ref>تاريخ دمشق - ابن عساكر (35/183) وترتيب المدارك للقاضي عياض - 1/132</ref>}} وحين يتكلم العلماء على الروايات تصحيحا أو تضعيفا إنما يستعملون مصطلح "الحديث"، ولا يستعملون مصطلح "السنة"، فيقولون: هذا حديث ضعيف، ولا يقولون: هذه سنة ضعيفة.<ref>[http://islamqa.info/ar/ref/145520 موقع الإسلام سؤال وجواب] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130918093452/http://islamqa.info:80/ar/ref/145520 |date=18 سبتمبر 2013}}</ref>
سطر 37:
وتنقسم السنة إلى:
1- قولية: وهي كل ما ورد من أقوال النبي من لفظه، في مختلف الأغراض والمناسبات <ref name="أصول الحديث"/> فكل قول صحت نسبته إلى النبي وجب اتباعه فيه بحسب صيغته وما يقتضيه من وجوب ونحوه. ومثال عليها قوله: {{اقتباس|'''إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرىء ما نوى'''<ref>حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيرهم</ref>}} أو قوله في ماء البحر: {{اقتباس|'''هو الطهور ماؤه الحل ميتته''' <ref>صحيح: رواه مالك في الموطأ، وأحمد في المسند وأصحاب السنن وغيرهم</ref>}} والأصل في حكم السنة القولية هو الوجوب. لأن الأصل في الأوامر هو الوجوب، والأصل في النواهي هو التحريم، ما لم يرد ما يدل على خلاف ذلك، وهذا هو المعتمد عند أهل العلم.<ref>[http://www.binbaz.org.sa/mat/1700 عبد العزيز بن باز - فتاوى - الموقع الرسمي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150112043904/http://binbaz.org.sa:80/mat/1700 |date=12 يناير 2015}}</ref>
2- فعلية: وهي ما صدر عن النبي من أفعال <ref>[http://www.alifta.net/fatawa/FatawaDetails.aspx?View=Page&PageID=3820&PageNo=1&BookID=2 الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء]</ref> في كل أحواله، والتي نقلها لنا [[صحابة|الصحابة]]، مثل: كيفية أداء الصلاة، وكيفية وضوءه، وأدائه لمناسك الحج، وما إلى ذلك. وهي عادة أقل في قوة التشريع من السنة القولية، فليس كل أفعال النبي سنة يجب اتباعها، إلا فيما تعلق بالأفعال المتعلقة بالتشريع. ولهذا انقسمت أفعاله إلى ثلاثة أقسام:<ref name="الكامل">الكامل في علوم الحديث ومصادره ورجاله</ref>
:أ- ما صدر عنه من أفعال خاصة به:<ref>دورة تدريبية في مصطلح الحديث - أبو الأشبال حسن المصري</ref> وهذه ليس لغيره من الأمة اتباعها، وذلك كوصاله الصيام في شهر رمضان، فقد كان النبي يصوم اليومين وأكثر من غير أن يأكل بينهما، وهو في نفس الوقت ينهى أصحابه عن ذلك لاختلاف حاله غيره من الأمة{{للهامش|2}}، وكتزوجه بأكثر من أربع نساء، وكتهجده بالليل، حيث كان التهجد بالنسبة إليه يعد واجبا،<ref>شرح رياض الصالحي - محمد بن صالح العثيمين</ref> كما يدل على ذلك [[القرآن]]: {{قرآن مصور|المزمل|1|2|3|4|5}} - [[سورة المزمل]].
:ب- ما صدر عن النبي بحكم بشريته كالأكل والشرب والنوم، وما إلى ذلك، فهذا النوع من الأفعال، وإن كان لا يعد تشريعًا ولا يجب التأسي به، إلا أنه وُجدَ من الصحابة مَنْ كان يقتفي أثره في ذلك محبة فيه، وحرصًا على اتباعه، ك[[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]].<ref name="الكامل"/>
:ج- ما صدر عنه وقصد به التشريع والاتباع، وهو نوعان:
:* أفعال وردت بيانًا لمجمل ما جاء في القرآن، فمثلا: فما صدر عنه من أفعال خاصة بالصلاة كانت بيانًا لقول [[الله (إسلام)|الله]] في القرآن: {{قرآن مصور|المزمل|20}} - [[سورة المزمل]]. قال النبي: {{اقتباس|'''صلوا كما رأيتموني أصلي'''<ref>صحيح: اخرجه البخاري وابن حبان وابن خزيمة والدارقطني والدارمي وغيرهم</ref>}}
سطر 46:
3- تقريرية: وهي كل ما أقره النبي مما صدر عن بعض أصحابه من أقوال وأفعال، بسكوت منه وعدم إنكار، أو بموافقته وإظهار استحسانه وتأييده.<ref name="أصول الحديث"/> ومثالها ما رواه [[أبو سعيد الخدري]] قال: {{اقتباس|خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيبًا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِد الآخر، ثم أتيا رسول الله {{ص}} فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: «'''أصبت السنة'''»، وقال للآخر: «'''لك الأجر مرتين'''» <ref>رواه أبو داود والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني</ref>}}
4- وصفية: وهي تشمل نوعين:
:* الصفات الخُلُقية (بضمّ الخاء واللام): وهي ما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة وما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة وما حباه به من الشيم النبيلة. ومثالها ما رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] عن [[أنس بن مالك]] قال:{{اقتباس|لم يكن النبي {{ص}} سبَّابا ولا فحَّاشا ولا لعَّانا<ref>صحيح: رواه البخاري برقم 5571 وأحمد برقم 12007 و 12178</ref>}}
:* الصفات الخَلقية (بفتح الخاء): وتشمل هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية.<ref>[http://www.al-islami.com/arabic/sunnah.php تاريخ السنة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20151018191407/http://www.al-islami.com:80/arabic/sunnah.php |date=18 أكتوبر 2015}}</ref> ومثالها حديث أم معبد الذي أورده [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]] بطوله، قالت أم معبد:{{اقتباس|"مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد. فقالت: "إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب..."}} {{للهامش|3}}
 
== مكانة الحديث والسنة في الشريعة ==
تعتبر السنة أو الحديث عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني [[مصادر التشريع الإسلامي|للتشريع في الإسلام]] بعد [[القرآن|القرآن الكريم]]، <ref>أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله - عياض السلمي</ref> فمكانة السنة رفيعة ولها قوة تشريعية ملزمة، واتباعها واجب،<ref>معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة - محمد حسين الجيزاني</ref> وعليها يقوم جزء كبير من كيان الشريعة،<ref name="الصباغ"/> ومعنى المصدر الثاني أي في العدد وليس في الترتيب فإذا صحت السنة، أو إذا صح الحديث - من حيث السند - عما ورد عن النبي، كان بمنزلة القرآن تماما في تصديق الخبر والعمل بالحكم. وهذا ما أجمع عليه العلماء قديما وحديثا، من [[سلف (إسلام)|السلف]] ومن جاء بعدهم.<ref>مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان</ref><ref>[http://www.alifta.com/Fatawa/FatawaDetails.aspx?lang=ar&IndexItemID=8006&SecItemHitID=8852&ind=22&Type=Index2&MarkIndex=10&View=Page&PageID=695&PageNo=1&BookID=1 الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء - هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية]</ref>
 
وتتبين منزلة السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي في عدد من النقاط، أبرزها:
* أن السنّة مبيّنة للقرآن: فقد كلّف النبي بمهمة تبيين ما نزّل إلى الناس، وتأدية الرسالة، وتبيين المراد من آيات [[الله (إسلام)|الله]]. كما جاء في سورة النحل: {{قرآن مصور|النحل|44}} - [[سورة النحل]]
* والسنة مفصلة لمجمل القرآن، ففي القرآن آيات تأمر بالصلاة والزكاة أمرا مجملا، كما جاء في سورة النور: {{قرآن مصور|النور|56}} - [[سورة النور]]، فتأتي السنة النبوية فتفصل عدد الصلوات، وأوقاتها، وعدد ركعاتها، ومبطلاتها، وتدل على شروطها وأركانها، كما تفصّل السنة النبوية ذكر الأموال التي فيها زكاة، والتي لا زكاة فيها، والأمثلة على تفصيل السنة لما ورد في القرآن الكريم مجملا كثيرة، كأحكام الصوم والحج والبيع وغيرها.<ref name="الصباغ"/> أخرج [[الخطيب البغدادي]] و[[أبو سعد السمعاني]] [[السندسند (توضيح)|بسنديهما]] إلى [[عمران بن حصين]]: {{اقتباس|أنه كان جالسا ومعه أصحابه، فقال رجل من القوم: لا تحدثونا إلا بالقرآن. فقال له: ادن. فدنا. فقال: أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا، وصلاة العصر أربعا، والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين؟ أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا والمروة؟ ثم قال: أي قوم! خذوا عنا، فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلنّ.<ref>أدب الإملاء والاستملاء - السمعاني</ref><ref name="الكفاية">الكفاية في علم الرواية - الخطيب البغدادي</ref>}}
* وفي السنة أحكام عليها جمهور المسلمين لم تأت في القرآن، كتحريم [[نكاح (توضيح)|نكاح]] المرأة على [[عمة (توضيح)|عمتها]] أو [[خالةخال|خالتها]]{{للهامش|4}}، وحد شرب [[مشروبات كحولية|الخمر]]، ورجم [[زنا|الزاني]] المحصن<ref name="الصباغ"/>، قال [[محمد الشوكاني|الشوكاني]]: {{اقتباس|إن ثبوت حجّية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلامن لا حظ له في الإسلام<ref>إرشاد الفحول لتحقيق الحق من علم الأصول - محمد بن علي بن محمد الشوكاني</ref>.}}
* وفي السنة تخصيص لعموم محكم القرآن<ref name="الصباغ"/>، ومن ذلك تخصيص الحديث: {{اقتباس|«'''لا يرث المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ'''».<ref>صحيح البخاري 8/130 برقم 6764 ومسلم 2/59 برقم 1614 وأخرجه أيضا أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم</ref>}} لآية: {{قرآن مصور|النساء|11}} - [[سورة النساء]]، قال الخطيب البغدادي: {{اقتباس|"فكان ظاهر هذه الآية يدل على أن كل والد يرث ولده، وكل مولود يرث والده، حتى جاءت السنّة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين، وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث."<ref name="الكفاية"/>}}
* والقرآن الكريم نفسه يرد إلى السنة، ويوجب على المسلمين أن يطيعوا الرسول، ويعُدّ طاعة الرسول طاعة لله. كما جاء في سورة النساء: {{قرآن مصور|النساء|80}} - [[سورة النساء]]، ويقرر القرآن أن النبي أسوة حسنة لكل من آمن بالله واليوم الآخر: {{قرآن مصور|الأحزاب|21}} - [[سورة الأحزاب]]، وأوجب الله في القرآن النزول على حكم النبي في كل خلاف، وأقسم الله على نفي الإيمان عن كل من لا يحكّمه ولا يرضى بحكمه، حتى يحكّمه ويرضى بحكمه، جاء في سورة النساء: {{قرآن مصور|النساء|65}} - [[سورة النساء]]، وأخبر الله أن النبي أوتي القرآن والحكمة (التي هي السنّة)<ref name="ReferenceB">تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي</ref> ليعلم الناس أحكام دينهم ويزكيهم: {{قرآن مصور|آل عمران|164}} - [[سورة آل عمران]] قال [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] في هذه الآية: {{اقتباس|سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنّة رسول الله... فلم يجز أن يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله {{ص}} ، وذلك أنها مقرونة مع الكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع أمره.<ref>الرسالة - محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق أحمد شاكر</ref><ref>جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر</ref>}} وهناك نصوص قرآنية أخرى عديدة تلزم المسلم بطاعة الرسول وامتثال أمره فمن ذلك: {{قرآن مصور|آل عمران|32}} - [[سورة آل عمران]]، و{{قرآن مصور|النور|51}} - [[سورة النور]]، و{{قرآن مصور|الحشر|7}} - [[سورة الحشر]]، وغيرها، فدلّت هذه الآيات على أن السنّة في رتبة تشريعية ملزمة.
* أما في الحديث النبوي، فهناك طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرّح بمكانة السنة في الشريعة، فمنها ما رواه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] قال: {{اقتباس|عن أبي هريرة عن رسول الله {{ص}} أنه قال: «'''كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى'''». قالوا: يا رسول الله، من يأبى؟ قال: «'''من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى'''».<ref>صحيح البخاري 9/75 برقم 7580</ref>}} وروى [[أبو داود]] و[[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] و[[محمد بن ماجة|ابن ماجه]] و[[الدارمي (توضيح)|الدارمي]] عن [[العرباض بن سارية]] قال: {{اقتباس|وعظنا رسول الله {{ص}} موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: «'''أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة'''» <ref>سنن أبي داود 4/281 برقم 4607 وسنن الترمذي 3/377 برقم 2676 ووابن ماجه 1/5-6 وسنن الدارمي 1/44 وقال التمذي: حديث حسن صحيح</ref>}} وأخرج [[أحمد بن حنبل|أحمد]] وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي و[[ابن حبان]] عن [[المقدام بن معديمعد كربيكرب|المقداد بن معد يكرب]] قال: {{اقتباس|أن رسول الله {{ص}} قال: «'''ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول : بيننا وبينهم هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، وإنه ليس كذلك'''» <ref>موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للحافظ الهيثمي ص55 برقم 97 ومسند أحمد 4/131 وسنن أبي داود 4/280 برقم 4605 وسنن ابن ماجه 1/7 برقم 13 ووسنن الترمذي 3/374 برقم 2663</ref>.}} ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]] قال: {{اقتباس|أن رسول الله {{ص}} قال: «'''إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق'''» <ref>أخرجه البخاري - باب الاقتداء بسنن رسول الله {{ص}} برقم 6740</ref>}} وما أخرجه البخاري و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] و[[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]] وابن ماجه وابن حبان و[[ابن خزيمة]] وأحمد و[[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|الحاكم]] وغيرهم عن عدد من أصحاب النبي، منهم [[أبو ذر الغفاري|أبو ذر]] و[[أبو هريرة]] و[[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]]: {{اقتباس|أن رسول الله {{ص}} قال: «'''من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله'''» <ref>صحيح البخاري -- برقم 6604 وصحيح مسلم برقم 3418 وسنن النسائي برقم 4193 وسنن ابن ماجه برقم 2850و صحيح ابن حبان برقم 2144 وصحيح ابن خزيمة برقم 1597</ref>.}}
 
وقد أجمع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين وسائر علماء المسلمين من بعدهم على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك بها، ونقل هذا الإجماع الإمام [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] فقال: {{اقتباس|أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله {{ص}} : لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس<ref name="إعلام الموقعين">إعلام الموقعين عن رب العالمين - إبن قيم الجوزية</ref>.}} وقال [[ابن تيمية]]: {{اقتباس|وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاما - : يتعمد مخالفة رسول الله {{ص}} في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينياً على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله {{ص}} <ref>رفع الملام عن الأئمة الأعلام ص22-23.</ref>}}
 
== الحديث القدسي ==
{{مفصلة|حديث قدسي}}
الحديث القدسي هو ما رواه النبي عن [[الله (إسلام)|الله]]، أو هو كل حديث يضيف فيه النبي قولا إلى الله.<ref name="أصول الحديث"/>. وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والإلقاء في الروع، وعلى لسان [[الملائكة في الإسلام|الملك]]، أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا. وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل: (قال الله تعالى)، أو: (يرويه عن ربه تبارك وتعالى)، أو: (إن روح القدس نفث في روعي) <ref>علوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد - حمزة المليباري</ref> وهو كلام الله بالمعنى واللفظ للرسول.<ref name="الصباغ"/> قال [[الشريف الجرجاني]]: {{اقتباس|الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله {{ص}} فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا}} <ref>كتاب التعريفات - علي بن محمد بن علي الجرجاني</ref> وقال [[محمد عبد الرؤوف المناوي|المناوي]]: {{اقتباس|الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي {{ص}} عن ذلك المعنى بعبارة نفسه <ref>فيض القدير شرح الجامع الصغير - محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي القاهري</ref>}} وقال [[محمد عبد العظيم الزرقاني]]: {{اقتباس|الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول <ref>مناهل العرفان في علوم القرآن - محمد عبد العظيم الزرقاني</ref>}} ونسبة الحديث إلى القدس (وهو الطهارة والتنزيه) <ref name="لسان العرب"/> لأنه صادر عن الله من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلأن النبي هو الحاكي له عن الله.<ref name="أصول الحديث"/>
 
=== الفرق بين الحديث القدسي والنبوي ===
سطر 79:
 
ومن الأمثلة على الحديث القدسي:
* ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال:{{اقتباس|قال رسول الله {{ص}} : «'''إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني'''»<ref>رواه البخاري 9/97 برقم 7405 ومسلم برقم 2675 واللفظ له والترمذي برقم 3606 وغيرهم</ref>}}
* وما رواه الترمذي عن [[معاذ بن جبل|معاذ]]: قال: {{اقتباس|سمعت رسول الله {{ص}} يقول:«'''قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء'''<ref>رواه الترمذي برقم 2390 وقال: حديث حسن صحيح</ref>»}}
* وما رواه البخاري عن أبي هريرة قال:{{اقتباس|قال رسول الله {{ص}} : «'''قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره.'''»<ref>أخرجه البخاري - باب من منع أجر الأجير - برقم 2227</ref>}}
سطر 97:
اعتنت الأمة الإسلامية بحديث النبي منذ بداياتها، وحاز حديث النبي من الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير، فقد نقل لنا الروة أقوال الرسول في الشؤون كلها العظيمة منها أو اليسيرة، بل في الجزئيات التي قد يتوهم أنها ليست موضع اهتمام، فنقلوا لنا كل التفاصيل في أحوال النبي سواء في الطعام أو الشراب أو بكيفية نومه ويقظته أو قيامه أو قعوده، وكان من حرصهم على الحديث أن يجتهدوا في التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للعلم <ref name="عتر">منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين عتر</ref>، فعن عمر بن الخطاب أنه قال:{{اقتباس|كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله {{ص}} ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك <ref>صحيح: رواه البخاري - برقم 4792 والنسائي وابن ماجه وغيرهم</ref>}} ويرجع للصحابة الفضل في بدء علم رواية الحديث، وذلك أنه بعد وفاة النبي ومع انتشار الإسلام واتساع البلاد الإسلامية أقام الصحابة في البلاد المتفرقة ينشرون العلم ويبلغون الحديث فصار الحديث علما يروى وينقل، ووجد بذلك علم الحديث رواية<ref name="عتر"/>.
 
وكان الصحابة يروي بعضهم عن بعض ما سمعوه من النبي، وكذلك من جاء بعدهم من التابعين كانوا يروون عن الصحابة، ولم يكونوا يتوقفون في قبول أي حديث يرويه صحابي عن النبي، وظل الأمر على هذه الحال حتى وقعت الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة [[عثمان بن عفان]]، وما تبع ذلك من انقسامات واختلافات، وظهور الفرق والمذاهب المختلفة، فأخذ الدَّسُ على السنة يكثر شيئاً فشيئاً، وبدأ كل فريق يبحث عن ما يسوغ بدعته من نصوص ينسبها إلى النبي، وعندها بدأ العلماء من الصحابة والتابعين يتحرون في نقل الأحاديث، ولا يقبلون منها إلا ما عرفوا طريقها واطمأنوا إلى ثقة رواتها وعدالتهم<ref>[http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=35717 أهمية الإسناد وعناية الأمة به] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190203030336/http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=35717 |date=03 فبراير 2019}}</ref>. روى مسلم في [[صحيح مسلم|صحيحه]] عن [[مجاهد (توضيح)|مجاهد]] قال: {{اقتباس|جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول : قال رسول الله {{ص}} ، قال رسول الله {{ص}} ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه - أي لا يستمع - ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي، أُحدثك عن رسول الله {{ص}} ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله {{ص}} ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف<ref name="مقدمة صحيح مسلم 1/27">مقدمة صحيح مسلم 1/27</ref>}} وقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه أيضا عن [[محمد بن سيرين]] أنه قال: {{اقتباس|لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم<ref name="مقدمة صحيح مسلم 1/27"/>}}
 
واتبعهم في ذلك التابعون وتابعوهم، ووضعوا قواعد علمية في قبول الأخبار من غير أن ينصوا على كثير من تلك القواعد، ثم جاء أهل العلم من بعدهم فاستنبطوا تلك القواعد من منهجهم في قبول الأخبار ومعرفة الرواة الذين يعتد بروايتهم أو لا يعتد بها، كما استنبطوا شروط الرواية وطرقها، وقواعد الجرح والتعديل وكل ما يلحق بذلك.<ref name="أصول الحديث"/>
سطر 120:
* [[سند (حديث)|السند]]: هو الطريق الموصلة إلى المتن، أي رجال الحديث، وسموه بذلك لأنهم يسندونه إلى مصدره.<ref name="أطيب المنح">من أطيب المنح في علم المصطلح - عبد المحسن بن حمد العباد - عبد الكريم مراد الأثري</ref>
* الإسناد:هو الإخبار عن طريق المتن أو رفع الحديث إلى قائله.<ref name="مولد تلقائيا1">توضيح الأفكار بشرح تنقيح الأنظار في علوم الآثار - محمد بن إسماعيل الأمير الكحلاني الصنعاني</ref>
* [[متن الحديث(حديث)|المتن]]:هو ما انتهى إلى السند. (أي هو نص الحديث أو الخبر أو الأثر).<ref name="أطيب المنح"/>
* المخرج (بضم الميم وكسر الراء): ذكر رواته، فالمخرج هو ذاكر رواة الحديث. كقولنا: أخرجه [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] أو أخرجه [[مسلم بن الحجاج النيسابوري|مسلم]].
* المحدث (بضم الميم وكسر الدال): هو العالم الذي يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ويحيط بطرق الحديث وأسماء الرواة والمتون.<ref>لمحات في أصول الحديث - محمد أديب صالح</ref>
* الحافظ:هو من حفظ مائة ألف حديث متنا واسنادا ووعي ما يحتاج إليه. وهو أرفع درجة من المحدث، ويكون ما يعرفه في الطبقة أكثر مما يجهله.<ref name="الطحان">تيسير مصطلح الحديث - محمود الطحان</ref>
سطر 128:
 
ومن أنواع الحديث المشهورة من ناحية السند:
* [[حديث صحيح|الحديث الصحيح]]: هو ما اتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن مثله، وخلا من شذوذ أو علة قادحة<ref name="abc1">النكت على كتاب ابن الصلاح - ابن حجر العسقلاني</ref><ref>الاقتراح في بيان الاصطلاح - ابن دقيق العيد</ref>. والحديث الصحيح ينقسم إلى قسمين:
#[[حديث صحيح لذاته|الصحيح لذاته]]: هو الحديث الذي اشتمل على أعلى صفات القبول بأن كان متصل السند بنقل العدول الضابطين ضبطا تاما عن مثلهم من مبدأ الحديث إلى آخره وخلا من الشذوذ والعلة، ويسمى هذا القسم ((الصحيح لذاته)) لأنه استوفى شروط الصحة ولم يكن في حاجة لمن يجبره، فصحته نشأت من ذاته لا من حديث آخر خارج عنه.
# الصحيح لغيره: هو الحديث الذي قصرت شروطه عن الدرجة العليا بأن كان الضبط فيه غير تام. وإنما سمي ((بالصحيح لغيره)) لأن صحته نشأت من غيره لشواهده ولكثرة طرقه.<ref name="ابن الصلاح"/>، وهو الحديث الحسن إذا تعددت طرقه، وسُمي صحيحاً لغيره؛ لأنه إنما وصل إلى درجة الصحة من أجل تعدد الطرق.<ref>شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث
- محمد بن صالح العثيمين</ref>
* [[حديث حسن|الحديث الحسن]]: هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطا غير تام عن مثله، من أوله إلى آخره وسلم من الشذوذ والعلة، فهو ما جمع شروط الصحيح إلا أن الضبط أخف <ref>مختصر دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح - حافظ بن أحمد بن علي الحكمي</ref> ((العدل في الحديث الحسن خفيف الضبط وفي الحديث الصحيح تام الضبط)). وينقسم الحديث الحسن إلى قسمين:
# الحسن لذاته: وهو ما اتصل اسناده بنقل عدل خفيف الضبط عن مثله من أول السند إلى آخره وسلم من الشذوذ والعلة، وسمي ((بالحسن لذاته)) لأن حسنه لم يأته من أمر خارجي، وإنما جاءه من ذاته. فهو الحديث الذي تطرق إليه ضعف أنزله عن درجة الحديث الصحيح، ولم يصل به إلى درجة الحديث الضعيف <ref>شرح إختصار علوم الحديث - إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن اللاحم</ref>
# [[الحسن لغيره]]: هو ما كان في إسناده مستور لم يتحقق أهليته غير مغفل ولا كثير الخطأ في روايته ولا متهم بتعمد الكذب فيها ولا ينسب إلى مفسق آخر، أو هو ((أي الحسن لغيره)) ما فقد شرطا من شروط الحسن لذاته ويطلق عليه اسم ((الحسن لغيره)) لأن الحسن جاء إليه من أمر خارجي بتعدد طرق الحديث، فهو الحديث الذي نزل عن درجة الحسن لما كان فرداً، ولكن بمجموع الطرق -وكلها لا تخلو من الضعف- يترقى إلى الحسن لا لذاته بل بالمجموع.<ref>التعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر - عبد العزيز بن عبد الله بن باز</ref><ref>الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين</ref>
* [[حديث ضعيف|الحديث الضعيف]]: وهو ما لم يجتمع فيه صفات الصحيح، ولا صفات الحسن<ref>الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث - ابن كثير</ref>، فعلى هذا يكون الحديث ضعيفا إما لانقطاعه وعمد اتصال سنده، أو لضعف بعض رواته، أو لشذوذ فيه أو علة قادحة، وقد يكون الحديث ضعيفا لأكثر من سبب في ذلك.<ref name="المحرر"/> والأحاديث الضعيفة متفاوتة فبعضها أشد ضعفا من بعض، وذلك أنه لما كانت صحة الحديث راجعة إلى تمكن شروط القبول في الإسناد والمتن، فكذلك ضعف الحديث راجع إلى فَقْد هذه الصفات، أو بعضها، وليس الذي فَقَدَ شرطا كالذي فَقَدَ شرطين، وليس الذي فَقَدَ شرطين كالذي فقد ثلاثة وهكذا، فكلما كثر تخلف الشروط؛ كان الضعف أشد - في الجملة - وذلك أن الطعن في العدالة أشد من فَقْدِ الضبط والاتصال، ونحو ذلك.<ref>الجواهر السليمانية على المنظومة البيقونية - أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني</ref>
 
==== أهم كتب علم المصطلح ====
من أهم المؤلفات في علم مصطلح الحديث:
* أدب الإملاء والاستملاء - المؤلف : [[أبو سعد السمعاني|السمعاني]]، أبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني التميمي (المتوفى : 562هـ)
* [[ألفية العراقي (كتاب)|ألفية العراقي في علوم الحديث]] (التبصرة والتذكرة) - المؤلف : [[عبد الرحيم العراقي|العراقي]] أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (المتوفى : 806هـ)
*[[الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث]] - المؤلف : [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى : 774هـ)
*[[تدريب الراوي|تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي]] - المؤلف : [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]]، عبد الرحمن بن أبو بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى : 911هـ)
* التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث - المؤلف : [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى : 676هـ)
* تيسير مصطلح الحديث - المؤلف : محمود الطحان
* شرح التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير - المؤلف: [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]]، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (المتوفى : 902هـ)
* معرفة علوم الحديث للحاكم - المؤلف : [[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|الحاكم النيسابوري]]، أبوعبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى : 405هـ)
*[[مقدمة ابن الصلاح]] - المؤلف : [[ابن الصلاح]]، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن موسى الكردي الشهرزوري المشهور بابن الصلاح (المتوفى : 643هـ)
*[[نزهة النظر شرح نخبة الفكر|نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر]] - المؤلف : [[ابن حجر العسقلاني]]، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ)
سطر 155:
{{مفصلة|علم التراجم}}
{{أيضا|علم الرجال}}
[[ملف:غلاف كتاب سير أعلام النبلاء.jpg|thumb|220px|كتاب '''[[سير أعلام النبلاء]]'''، من تأليف الإمام [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]،أحد أشهر وأكبر كتب التراجم والرجال، والكتاب مرتب على التراجم بحسب الوفيات ابتداء من الصحابة إلى نهاية القرن السابع الهجري، وهو كتاب مهم وعظيم، يعمد المؤلف فيه إلى البيان الكامل لاسم صاحب الترجمة، ونسبه ومكانته، وقيمته العلمية، ومولده، ونشأته، وعلمه، وشيوخه، وتلامذته، وتاريخ المولد والوفاة، وتقديم النقد في مكانه المناسب، مع نقد الأحاديث]]
'''علم التراجم''' أو علم تراجم الرجال، هو العلم الذي يتناول [[كتابكتابة سيرة|سير]] حياة الأعلام من الناس عبر العصور المختلفة. وهو علم دقيق يبحث في أحوال الشخصيات والأفراد من الناس الذين تركوا آثارا في [[مجتمع|المجتمع]]. ويتناول هذا العلم كافة طبقات الناس من [[نبي|الأنبياء]] و[[خليفة|الخلفاء]] و[[ملك|الملوك]] و[[أمير|الأمراء]] و[[قائد (توضيح)|القادة]] و[[عالم (توضيح)|العلماء]] في شتى المجالات و[[فقيه|الفقهاء]] و[[أديب|الأدباء]] و[[شاعر|الشعراء]] و[[فيلسوف|الفلاسفة]] وغيرهم. ويهتم بذكر حياتهم الشخصية، ومواقفهم وأثرهم في الحياة وتأثيرهم في [[التاريخ]].<ref>عناصر تراجم الرواة عند المحدثين - د. إبراهيم الريّس</ref>
 
كما ينظر في كل ما يتعلق بشؤون رواة الحديث وشيوخهم وتلاميذهم ورحلاتهم ومن اجتمعوا به أو لم يجتمعوا به من أهل عصرهم، ومركزهم العلمي في عصرهم وعاداتهم وطبائعهم وشهادة عارفيهم لهم أو عليهم، وسائر ما له صلة بتكوين الثقة والحكم عليهم جرحا أو تعديلا <ref name="الصباغ"/> فمثلا، من الأمور المهمة جدا في علم الحديث وعلم الرواية، معرفة تاريخ ولادة الرواة وتاريخ موتهم فبذلك يستدل العلماء على كون الراوي أدرك من يروي عنه أم لم يدركه. ومثال ذلك ما رواه [[الخطيب البغدادي]] قال:
سطر 164:
ومن أهم المؤلفات في علم التراجم:
*[[كتاب الطبقات الكبير|الطبقات الكبرى]] - المؤلف : [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]]، أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى : 230هـ)
*[[تذكرة الحفاظ (كتاب)|تذكرة الحفاظ]] - المؤلف : [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَأيْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)
* التاريخ الصغير، والتاريخ الكبير - المؤلف : [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]]، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري (المتوفى : 256هـ)
*[[سير أعلام النبلاء]] - المؤلف : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَأيْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)
*[[الوافي بالوفيات]] - المؤلف : [[صلاح الدين الصفدي]]، صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى : 764هـ)
*[[تاريخ بغداد (كتاب)|تاريخ بغداد]] - المؤلف : [[الخطيب البغدادي]]، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى : 463هـ)
*[[تاريخ دمشق (كتاب)|تاريخ دمشق]] - المؤلف : [[ابن عساكر]]، أبوالقاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي (المتوفى : 571هـ)
 
أما [[علم الرجال]] ويطلق عليه أيضا علم الجرح والتعديل، فيبحث فیه عن أحوال رواة الحديث من حيث اتصافهم بشرائط قبول رواياتهم أو عدمه<ref>علم الرجال وأهميته - عبد الرحمن بن يحيى بن علي المعلمي اليماني</ref>. وقيل في تعريفه أيضا : هو علم وضع لتشخيص رواة الحديث، ذاتا ووصفا، ومدحا وقدحا.وهو علم يدرس سير رواة الأحاديث النبوية ليتم الحكم على سندها إذا كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو موضوعة.<ref name="ابن الصلاح"/>
سطر 179:
وقد وقع الاتفاق بين العلماء أن الجرح جائز تبيانا للواقع ولم يعدوا ذلك من الغيبة. قال الخطيب البغدادي: {{اقتباس|...لأن أهل العلم أجمعوا على أن الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر، وفي ذلك دليل على جواز الجرح لمَن لم يكن صدوقاً في روايته.<ref name="الكفاية"/>}} وقال [[الدارقطني]]: {{اقتباس|فإن ظن ظان أو توهم متوهم أن التكلم فيمَن روى حديثاً مردوداً غيبة له؛ يقال له: ليس هذا كما ظننت، وذلك أن إجماع أهل العلم على أن هذا واجب ديانة ونصيحة للدين والمسلمين<ref>تحذير الخواص من أكاذيب القصاص - جلال الدين السيوطي</ref>}}
 
وروى [[أبو أحمد بن عدي الجرجاني|ابن عدي]] عن أبي بكر بن خلاد أنه قال ل[[يحيى القطان]]: {{اقتباس|أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة؟فقال: لأن يكونوا خصمائي أحبُّ إليَّ من أن يكون خصمي رسول الله يقول لي لم لمْ تذب الكذب عن حديثي؟<ref>[[الكامل في ضعفاء الرجال]] - ابن عدي الجرجاني</ref>}}
 
وقال [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] في كتاب العلل: {{اقتباس|وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال... وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم النصيحة للمسلمين لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا لأن بعض الذين ضعفوا كان صاحب بدعة وبعضهم كان متهما في الحديث وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطإ فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتثبيتا لأن الشهادة في الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال<ref>سنن الترمذي - كتاب العلل</ref>}}
 
==== أهم كتب الجرح والتعديل ====
سطر 188:
* إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - المؤلف:أبو عبد الله علاء الدين [[مغلطاي بن قليج]] بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي (المتوفى: 762هـ)
* تهذيب التهذيب - المؤلف : [[ابن حجر العسقلاني]]، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ)
* [[تهذيب الكمال في أسماء الرجال|تهذيب الكمال]] - المؤلف : [[جمال الدين المزي|المزي]]، جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (المتوفى : 742هـ)
* الثقات لابن حبان - المؤلف : [[ابن حبان]]، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى : 354هـ)
* [[الكامل في ضعفاء الرجال]] - المؤلف : [[أبو أحمد بن عدي الجرجاني|ابن عدي]]، أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (المتوفى : 365هـ)
* الجرح والتعديل - المؤلف : [[ابن أبي حاتم]]، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى : 327هـ)
* الضعفاء - المؤلف : [[أبو نعيم الأصبهاني]]، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى : 430هـ
* الضعفاء الصغير - المؤلف : [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]]، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري (المتوفى : 256هـ)
* الضعفاء الكبير - المؤلف : [[أبو جعفر العقيلي]]، أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي (المتوفى : 322هـ)
* الضعفاء والمتروكين - المؤلف : [[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]]، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني النسائي (المتوفى : 303هـ)
* معرفة الثقات - المؤلف : [[العجلي]]، أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (المتوفى : 261هـ)
* ميزان الاعتدال في نقد الرجال - [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]، المؤلف : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَأيْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)
 
وللتفصيل، انظر: [[كتب أهل السنة والجماعة#علوم التراجم والرجال|قائمة بأهم كتب علوم التراجم والرجال عند أهل السنة والجماعة]]
سطر 205:
علم العلل هو العلم الذي يبحث في الأسباب الخفية الغامضة التي يمكن أن تقدح في صحة الحديث، كأن يكون الحديث منقطعا فيروى على أنه موصول، أو أن يدخل حيث في حديثأ أو أن يكون في الحديث تدليس أو ما أشبه ذلك.<ref name="الصباغ"/> فعلم العلل يدرس كل سبب يقدح في صحة الحديث سواء كان غامضاً أو ظاهراً، وكل اختلاف في الحديث سواء كان قادحاً أو غير قادح.<ref>شرح الموقظة للذهبي - أبو المنذر محمود بن محمد بن مصطفى بن عبد اللطيف المنياوي</ref> فقد يكون الحديث ظاهره الصحة من نواحي اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبطهم، وعدم الشذوذ، فظاهر الحديث أنه صحيح، لكن فيه علة لا يعرفها إلا المتخصص. والعلة الخفية تجيء غالباً في سند الحديث، وقد تجيء في متنه، وقد تجيء في السند والمتن معاً، وهي (العلة الخفية) غالباً في السند، وقليلاً في المتن، فالأحاديث المعلة متونها أقل بكثير من الأحاديث التي أعلت في أسانيدها.<ref>شرح ألفية العراقس - عبد الكريم الخضير</ref>
 
قال [[محمد ناصر الدين الألباني|الألباني]] في تعليقه على أحد الأحاديث:
{{اقتباس|إن ابن حزم نظر إلى ظاهر السند، فصححه ؛ وذلك مما يتناسب مع ظاهريته، أما أهل العلم والنقد، فلا يكتفون بذلك، بل يتتبعون الطرق، ويدرسون أحوال الرواة، وبذلك يتمكنون من معرفة ما إذا كان في الحديث علة أوْ لا ؛ ولذلك كان معرفة علل الحديث من أدقِّ علوم الحديث، إن لم يكن أدقَّها إطلاقاً...<ref>إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل - محمد ناصر الدين الألباني</ref>}}
 
قال [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] في تعريفه للعلل:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|وعلة الحديث: أسباب خفت|تقدح في صحته، حين وفت}}
سطر 215:
{{بيت|يدركها الحافظ بالتفرد|والخلف مع قرائن، فيهتدي}}<ref name="ReferenceC"/>
{{نهاية قصيدة}}
[[ملف:أبو عيسى محمد الترمذي.jpg|thumb|200px|كتاب '''شرح علل [[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]]''' للإمام [[ابن رجب الحنبلي]]، وهو يبحث في أقسام الرواة، وأنواع عمل الحديث وحكم الرواية بها، والاحتجاج بالمرسل، ودرجات الحديث : الصحيح، والحسن، والحسن الصحيح، والغريب، وشرط الترمذي في السنن. ثم أضاف ابن رجب فوائد وقواعد كمعرفة أعيان الثقات الذين تدور غالب الأحاديث الصحيحة عليهم، وكثقات لا يذكرون غالباً في أكثر كتب الجرح والتعديل، ومن عرف بالتدليس، وعبارات التدليس]]
وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة، حيث كان [[أبو بكر الصديق]] و[[عمر بن الخطاب]] يحتاطان{{للهامش|5}} في قبول الأخبار، ويطلبان الشهادة على الحديث أحياناً ؛ من أجل تمييز الخطأ والوهم في الحديث النبوي، ثم اهتم العلماء به من بعد؛ لئلا ينسب إلى السنة شيء ليس منها خطأ. فعلم العلل له مزية خاصة، فهو كالميزان لبيان الخطأ من الصواب، والصحيح من المعوج، وقد اعتنى به أهل العلم قديماً وحديثاً عناية بالغة.
 
سطر 221:
{{اقتباس| فبجمع هذه الروايات ومقابلة بعضها ببعض، تتميز صحيحها من سقيمها، وتتبين رواة ضعاف الأخبار من أضدادهم الحفاظ<ref>التمييز - مسلم بن الحجاج</ref>}} وقال [[الخطيب البغدادي]]: {{اقتباس|والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الضبط والاتقان.<ref>الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع - أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي</ref>}}
 
فإن كل حديث له قرائن ومرجحات خاصة تحف به وتوجب الوقوف على علة الحديث الخفية. قال الحافظ [[صلاح الدين العلائي|العلائي]]: {{اقتباس| ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات<ref name="abc1"/>}}
 
ومن الأمثلة على أنواع العلل في الحديث<ref name="المحرر"/>:
سطر 256:
* تخريج الحديث:
{{مفصلة|تخريج الحديث}}
هو الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته عند الحاجة. وقيل: عزو الحديث إلى من أخرجه من أئمة وعلماء الحديث المعتبرين، والكلام عليه بعد التفتيش عن حاله ورجال مخرجه.<ref>المدخل إلى تخريج الأحاديث والاثار والحكم عليها - عبد الصمد بن بكر بن إبراهيم عابد</ref> وقال [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]]: "التخريج هو إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء، والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين"، وقال أيضاً: "وقد يتوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج والعزو."<ref>فتح المغيث بشرح ألفية الحديث - شمس الدين محمد السخاوي</ref>
* الناسخ والمنسوخ:
{{مفصلة|الناسخ والمنسوخ}}
سطر 263:
== تدوين الحديث ==
{{مفصلة|تدوين الحديث}}
مر تدوين الحدث النبوي بمراحل متعددة ومنتظمة، وقد بدأ الصحابة في تدوين الحديث في عهد النبي، وكانت هناك مجموعات من الأحاديث لعدد من الصحابة منها "الصحيفة الصادقة" ل[[عبد الله بن عمرو بن العاص]]، وكان ل[[علي بن أبي طالب]] صحيفة، وكان ل[[أنس بن مالك]] ول[[عبد الله بن عباس]] و[[عبد الله بن مسعود]] و[[جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام|جابر بن عبد الله]]، لكل منهم صحيفة<ref>السنة النبوية في مواجهة شبهات الاستشراق - أحمد أنور سيد أحمد الجندي</ref>. وقد بلغ الصحابة أحاديث النبي للتابعين ومن بعدهم، فحذوا حذوهم في حفظها وكتابتها حتى ازدهر عصر التدوين مع بداية القرن الثاني ونهاية القرن الأول للهجرة وأخذ تدوين الحديث يتسع ويأخذ صفة رسمية، ويصبح منهجا عاما لحفظ العلوم<ref>علم فهرسة الحديث، نشأته، تطوره، أشهر ما دُوِّنَ فيه - يوسف عبد الرحمن المرعشلي</ref>، وكان الدافع للتدوين هو حفظ الحديث من الاندثار بموت الأئمة الحفاظ، ومن التحريف والوضع الذي بدأ يظهر، فقام الأئمة الحفاظ يجمعون ما صح عن النبي من أحاديث.
 
=== الأحاديث الواردة في التدوين ===
سطر 269:
{{اقتباس|حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله {{ص}} قال: '''«لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج»'''<ref>صحيح مسلم - كتاب الزهد والرقائق - حديث رقم 3004</ref>}} وما رواه [[أحمد بن حنبل|أحمد]] في [[مسند أحمد|مسنده]] قال:{{اقتباس|حدثني إسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي {{ص}} فخرج علينا فقال: «'''ما هذا تكتبون'''»؟ فقلنا: ما نسمع منك. فقال: «'''أكتاب مع كتاب الله'''»؟ فقلنا: ما نسمع. فقال: «'''اكتبوا كتاب الله، أمحضوا كتاب الله، أكتاب غير كتاب الله. أمحضوا كتاب الله أو خلصوه'''». قال: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار قلنا: أي رسول الله، أنتحدث عنك؟ قال: «'''نعم، تحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار'''».<ref>رواه أحمد في مسنده برقم 10670</ref>}}
 
ومن الأحاديث الواردة في إباحة الكتابة ما رواه [[أبو داود]] و[[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|الحاكم]] و[[الدارمي (توضيح)|الدارمي]] و[[أحمد بن حنبل|أحمد]] و[[ابن أبي شيبة]] عن [[عبد الله بن عمرو (توضيح)|عبد الله بن عمرو]]، قال:
{{اقتباس|كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله {{ص}} أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله {{ص}} بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله {{ص}} فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال: «'''اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق'''».<ref>رواه أبو داود في سننه برقم 3161 والحاكم في المستدرك برقم 330 والدارمي في سننه برقم 493 وأحمد في مسنده برقم 6221 وابن أبي شيبة في المصنف برقم 26957 وصححه الألباني.</ref>}} وما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث [[أبو هريرة|أبي هريرة]] أنه قال: {{اقتباس|ما من أصحاب النبي {{ص}} أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب.<ref>رواه البخاري في صحيحه برقم 110 ومسلم في صحيحه برقم 3004</ref>}} وما رواه البخاري ومسلم وأبو داود و[[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] وغيرهم من حديث أبي هريرة قال: {{اقتباس|لما فتح الله على رسوله {{ص}} مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «'''إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لا تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدى وإما أن يقيد'''» فقال العباس: إلا الإذخر فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله {{ص}} : «'''إلا الإذخر'''» فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله {{ص}} : «'''اكتبوا لأبي شاه'''».<ref>رواه البخاري في صحيحه برقم 2254 ومسلم في صحيحه برقم 2414 وأبو داود في سننه برقم 1725 والترمذي في سننه برقم 2591</ref>}}
 
وقد حمل النهي عن كتابة الحديث أن ذلك خاص بأول الإسلام، ليشتغلوا بحفظ القرآن ويقبلوا على دراسته من الألواح والصحف، ويكون أخذهم للحديث بالممارسة والمجالسة.<ref name="abc2"/> وقيل: إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة، وقيل : إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ; لئلا يختلط، فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة.<ref>المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج أبو زكريا يحيى بن شرف النووي</ref>
 
=== تاريخ التدوين ===
[[ملف:صفحة من موطأ مالك.png|تصغير|يسار|نسخة [[المغرب|مغربية]] من مخطوطة ل[[موطأ الإمام مالك|موطأ مالك]]]]
أما فيما بعد وفاة النبي فقد اختلف الصحابة في تدوين الحديث، فكرهه بعضهم ك[[عمر بن الخطاب]] و[[عبد الله بن مسعود]] و[[زيد بن ثابت]] و[[أبو موسى الأشعري]] و[[أبو سعيد الخدري]]، بينما رأى بعضه جوازه ومنهم [[علي بن أبي طالب]] وابنه [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] و[[أنس بن مالك]] و[[عبد الله بن عمرو بن العاص]].<ref>[http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=8516 كتابة الحديث وتدوينه - إسلام وب] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190203021828/http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=8516 |date=03 فبراير 2019}}</ref> وقد روي عن عمر أنه هم بتدوين الحديث فاستشار الصحابة فأشاروا عليه بذلك، ثم استخار الله شهراً، ثم قال: {{اقتباس|إني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله عز وجل، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً<ref>رواه عبد الرزاق في مصنف وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله</ref>}} وقد استدل العلماء من هذا ما يؤكد أن النهي إنما كان في بداية الأمر لعلة خشية وخوفاً من اختلاط الكلام النبوي بكلام الله عز وجل،، ثم لما انتفت العلة أبيحت الكتابة.<ref>دورة تدريبية في مصطلح الحديث - أبو الأشبال حسن الزهيري المصري</ref>. قال [[ابن الصلاح]]: {{اقتباس|ثم أنه زال ذلك الخلاف وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته.<ref name="ابن الصلاح"/>}}
[[ملف:Gharib al-Hadith-page0019.jpg|تصغير|يسار|مخطوطة لكتاب غريب الحديث لأبي عبيد [[أبو عبيد القاسم بن سلام|القاسم بن سلام]] يرجع تاريخها لحوالي السنة 319هـ (931م)]]
أما عن التدوين الرسمي وجمع السنة والأحاديث بشكل عام، فيكاد يجمع المؤرخون أنه بدأ على رأس المائة من القرن الأول للهجرة،<ref name="أصول الحديث"/> حيث أمر [[عمر بن عبد العزيز]] العلماء بجمع الحديث وتدوينه، فكتب إلى أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] يقول : {{اقتباس|انظروا ما كان من حديث رسول الله صلّى الله عليه، فاكتبوه، فإنّي خفت دروس العلم وذهابَ العلماء<ref>تقييد العلم للخطيب البغدادي ص 106 ومحاسن الاصطلاح للبلقيني ص 103 ورواه البخاري في صحيحه معلقا</ref>}} فاستجاب العلماء لدعوة الخليفة، فألف الإمام [[مالك بن أنس|مالك]] بالمدينة، وألف أبو محمد [[ابن جريج|عبد العزيز بن جريج]] [[مكة|بمكة]] و[[عبد الرحمن الأوزاعي|الأوزاعي]] [[بلاد الشام|بالشام]]، و[[معمر بن راشد]] [[اليمن|باليمن]]، و[[سعيد بن أبي عروبة|سعيد ابن أبي عروبة]] و[[حماد بن سلمة]] [[البصرة|بالبصرة]]، و[[سفيان الثوري]] [[الكوفة|بالكوفة]]، و[[عبد الله بن المبارك]] [[خراسان (توضيح)|بخراسان]]، و[[هشيم بن بشير]] [[واسط (توضيح)|بواسط]]،وغير هؤلاء كثيرون.<ref name="دفاع">دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين - محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة</ref> وكان منهج المؤلفين في هذا القرن جمع الأحاديث مختلطة بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ويظهر ذلك بجلاء في [[الموطأ|موطأ الإمام مالك]].
 
ثم حدث طور آخر في تدوين الحديث، وهو إفراد حديث النبي خاصة وكانت تلك الخطوة على رأس المائتين، وهؤلاء الذين خطوا هذه الخطوة، منهم من ألَّف على المسانيد، ك[[أحمد بن حنبل]]، و[[ابن أبي شيبة]] و[[إسحاق بن راهويه]] وغيرهم، وأصحاب المسانيد لم يتقيَّدوا بالصحيح بل خَرَّجُوا الصحيح والحسن والضعيف. ومنهم من ألَّف على الأبواب الفقهية كأصحاب [[كتب الصحاح|الكتب الستة]] المشهورة وهؤلاء منهم من تقيد في جمعه الأحاديث بالصحاح كالإمامين البخاري ومسلم ومنهم من لم يتقيَّد بالصحيح بل جمع الصحيح والحسن والضعيف مع التنبيه عليه أحياناً ومع عدم التنبيه أحياناً أخرى، اعتماداً على معرفة القارئ لهذه الكتب ومقدرته على النقد وتمييز الصحيح من الضعيف والمقبول من المردود وذلك مثل أصحاب السنن الأربعة: أبي داود والترمذي و[[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]] و[[محمد بن ماجة|ابن ماجه]].<ref name="دفاع"/>
 
=== رواة الحديث ===
سطر 312:
|- bgcolor="#EFEFEF"
| 6
| [[جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام|جابر بن عبد الله]]
| 1540
|-
سطر 322:
 
== كتب الحديث ==
[[ملف:Mosnad ishaq.jpg|thumb|220px|'''مسند [[إسحاق بن راهويه]]'''، لهذا الكتاب أهمية كبرى حيث ضم عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية المسندة بالإضافة إلى علو إسناده فهو متقدم على من صنف بعده من أصحاب [[كتب الصحاح|الكتب الستة]]]]
تنقسم كتب الحديث عند أهل السنة والجماعة إلى: صحاح، وسنن، ومسانيد، ومعاجم، ومصنفات، وأجزاء حديثية، وجوامع، ومستدركات، ومستخرجات، وزوائد، وأطراف. وتصنّف عادة حسب الأبواب (الموضوعات) أو حسب أسماء الرواة.
* الصحاح: وهي الكتب التي التزم مؤلفوها ألا يذكروا فيها إلا الأحاديث الصحيحة عندهم.<ref name="شرح اللؤلؤ"/><ref name="عتر"/><ref name="الرسالة المستطرفة">الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المصنفة - الكتاني محمد بن أبي الفيض جعفر الحسني الإدريسي</ref>
سطر 338:
=== كتب الصحاح ===
{{مفصلة|الكتب الستة}}
[[ملف:sbukhari.jpg|تصغير|يمين|160بك|'''[[صحيح البخاري]]''' والذي يعتبر عند [[أهل السنة والجماعة]] أصح كتاب بعد [[القرآن|القرآن الكريم]]]]
ومن أشهر المصنفات في الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة ما يعرف [[كتب الصحاح|بالكتب الستة]]، ومصطلح الكتب الستة لقب أطلق على ستة مؤلفات في علم الحديث لكونها هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الفن، وهذه الكتب هي: الصحيحان: [[صحيح البخاري]]، و[[صحيح مسلم]]، والسنن الأربعة: [[سنن النسائي]]، و[[سنن الترمذي]]، و[[سنن أبي داود]]، و[[سنن ابن ماجة|سنن ابن ماجه]].<ref>تحرير علوم الحديث - عبد الله بن يوسف الجديع</ref> وأول من عد ابن ماجة سادساً: الحافظ [[ابن طاهر القيسراني|محمد بن طاهر المقدسي]] في القرن السادس الهجري.<ref>فتح الباقي بشرح ألفية العراقي - زين الدين أبي يحيى زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري</ref>. وفد اعتنى العلماء عناية بالغة بهذه الكتب وألفت حولها المصنفات العديدة كالشروح، ومنها [[فتح الباري|فتح الباري شرح صحيح البخاري]] ل[[ابن حجر العسقلاني]] و[[شرح صحيح مسلم|المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج]] [[يحيى بن شرف النووي|للنووي]] و[[عون المعبود على سنن أبي داود|عون المعبود شرح سنن أبي داود]] ل[[محمد شمس الحق العظيم آبادي]] وشرح سنن النسائي ل[[جلال الدين السيوطي]] و[[تحفة الأحوذي شرحبشرح جامع الترمذي|تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي]] ل[[صفي الرحمن المباركفوري]]، وكذلك اهتم العلماء بدراسة أسانيد هذه الكتب ومعرفة رجالها، فألفت الكتب حول ذلك ومنها [[الكمال في أسماء الرجال]] ل[[عبد الغني المقدسي]] والذي هذبه وزاد عليه الحافظ [[جمال الدين المزي|المزي]] في كتابه [[تهذيب الكمال في أسماء الرجال]]، ومن ثم اختصره ابن حجر العسقلاني في كتابه [[تهذيب التهذيب]]. و[[ميزان الاعتدال في نقد الرجال]] [[شمس الدين الذهبي|للذهبي]] وغيرها الكثير. كما ألفت المصنفات في جمع أطراف الأحاديث الواردة في الكتب الستة وهي كتب يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم ذكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها<ref>[http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=16939 كتب الأطراف - إسلام وب] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111018083349/http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=16939 |date=18 أكتوبر 2011}}</ref>، ومنها كتاب [[تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف]] للمزي و[[إتحاف المهرة بأطراف العشرة]] لابن حجر العسقلاني، كما ألفت الكتب التي تهتم بجمع أحاديث الكتب كلها في مصنف واحد، ومنها [[جامع الأصول في أحاديث الرسول]] [[ابن الأثير أبو السعادات|لإبن الأثير]] و[[جامع السنن والمسانيد لابن كثير|جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن]] [[ابن كثير الدمشقي|لإبن كثير]]، وغيرها.
 
{| class="wikitable"
سطر 348:
|-
|[[صحيح البخاري]]
|[[محمد بن إسماعيل البخاري|الإمام البخاري]] ([[256 هـ]][[870]])
|7167 [[حديث (توضيح)|حديث]]
|-
|[[صحيح مسلم]]
|[[مسلم بن الحجاج|الإمام مسلم]] ([[261 هـ]][[875]])
|5505 [[حديث (توضيح)|حديث]]
|-
|[[سنن أبي داود|سنن أبو داود]]
|[[أبو داود]] ([[275 هـ]][[888]])
|5274 [[حديث (توضيح)|حديث]]
|-
|[[سنن الترمذي]]
|[[أبو عيسى محمد الترمذي|الترمذي]] ([[279 هـ]][[892]])
|3956 [[حديث (توضيح)|حديث]]
|-
|[[سنن النسائي]]
|[[أحمد بن شعيب النسائي|النسائي]] ([[303 هـ]][[915]])
|5754 [[حديث (توضيح)|حديث]]
|-
|[[سنن ابن ماجة]]
|[[محمد بن ماجة|ابن ماجة]] ([[273 هـ]][[886]])
|4341 [[حديث (توضيح)|حديث]]
|}
 
سطر 376:
{{col-begin|width=60%}}
{{Col-4}}
* [[موطأ الإمام مالك|الموطأ]]
* [[صحيح ابن حبان]]
* [[صحيح ابن خزيمة]]
* [[صحيح أبي عوانة|صحيح ابن عوانة]]
* [[سنن الدارقطني]]
{{Col-4}}
* [[مسند أحمد]]
* [[سنن البيهقي]]
* [[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|مستدرك الحاكم]]
* [[المعجم الكبير]] و[[المعجم الأوسط]] و[[المعجم الصغير]] للطبراني
{{Col-4}}
* [[سنن الدارمي|مسند الدارمي]]
* [[مسند البزار]]
* [[مسند أبي حنيفة]]
سطر 394:
* [[مسند أبي يعلى الموصلي]]
{{Col-4}}
* [[مصنف عبد الرزاق|مصنف عبد الرزاق الصنعاني]]
* [[مصنف ابن أبي شيبة|مصنف ابن ابي شيبة]]
* [[مسند أبي داود الطيالسي|مسند الطيالسي]]
* [[مسند إسحاق بن راهويه]]
سطر 411:
== وجهة نظر القرآنيين ==
{{مفصلة|قرآنيون}}
يعتقد ال[[قرآنيون]] أن القرآن هو المصدر [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلامية]] الوحيد ومن ثم فهم لا يعترفون بالسنة ولا يؤمنون بنسبتها للنبي محمد بل يعتقدون أن معظم الأحاديث المنسوبة لمحمد مكذوبة ومختلقة من قبل العديد من الجهات لأغراض مختلفة، حيث يقول د.[[أحمد صبحي منصور]] أن الأمويون حاولوا ترسيخ حكمهم من خلال تلفيق أحاديث ترفع من شأن [[معاوية بن أبي سفيان]] جد الأمويين والتقليل من شأن معارضيهم مثل [[علي بن أبي طالب]] وذريته و[[عبد الله بن الزبير]] وغيرهم حيث كان يرويها القصاصين في الشوارع والمساجد، كما قام بمثل ذلك العباسيين في تمجيد [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] والتعظيم من شأنه. وعمل ملوك الدولتين من خلال ال[[كهنوت]] الديني التابع للسلطة بخلق أحاديث ونسبتها للنبي تساعد على تثبيت وجودهم في الحكم وأحاديث أخرى تسمح لهم بالتخلص من المعارضين مثل أحاديث قتل المرتد، كما كان لهذه الأحاديث الأثر في ظهور [[جبرية|الجبرية]] في العصر الأموي التي اعتبرت كل شيء مقدر على الإنسان ومن هذه الأشياء وجود الحاكم في السلطة. ويرى د. منصور أن الهدف من وراء هذه الأحاديث إلهاء الشعب بأمور فرعية عن المطالبة بحقوقه وتقييد حرية الرأي. كما يعتقد القرآنيين أن بعض الأحاديث دستها بعض الجماعات [[لغة فارسية|الفارسية]] التي دفعتها نظرتهم الشعوبية للعرب ورغبتهم لإعادة السيطرة للقومية الفارسية.<ref>[http://www.ahl-alquran.com/arabic/chapter.php?page_id=52حرية الرأي بين الإسلام والمسلمين] بقلم [[أحمد صبحي منصور]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190208101942/http://www.ahl-alquran.com/arabic/chapter.php?page_id=52حرية |date=8 فبراير 2019}}</ref>
 
وتعتقد بقية الفرق الإسلامية على اختلافها أن القرآنيين بهذا قد خالفوا [[القرآن]] نفسه<ref>[http://alminbar.al-islam.com/images/books/318.doc شبهات القرآنيين عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20121115215747/http://alminbar.al-islam.com/images/books/318.doc |date=15 نوفمبر 2012}}</ref><ref>[http://www.factway.net/vb/uploaded/5_quranuon.pdf منكرى السنة أحمد عبد الله] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304090743/http://www.factway.net/vb/uploaded/5_quranuon.pdf |date=04 مارس 2016}}</ref> حيث جاء فيه أمر من [[الله]] للمسلمين فقال: {{قرآن مصور|الحشر|7}} - [[سورة الحشر]]. ففي قوله: {{قرآن|وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}} أمر واضح من [[الله]] بطاعة النبى، ويفسرون هذه الآيات على أن طاعة النبي تتمثل في الالتزام بسنته الواردة في الأحاديث النبوية.{{للهامش|6}}
 
وقد عارضهم [[أهل السنة والجماعة]] قديما وحديثا. فمن المتقدمين [[ابن حزم الأندلسي]]، حيث قال: {{اقتباس|ولو أن امرأ قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن، لكان كافرا بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل، وأخرى عند الفجر؛ لأن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلاة، ولا حد للأكثر في ذلك، وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال.<ref>الإحكام في أصول الأحكام 2/80</ref>}} وقال [[الشاطبي (توضيح)|الشاطبي]]: {{اقتباس|والرابع أن الاقتصار على الكتاب رأى قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة إذ عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ فاطرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله <ref>الموافقات في أصول الشريعة - ج4 ص17</ref>}}
 
وممن رد على القراّنبيين من المعاصرين الدكتور [[محمود حمدي زقزوق]] وزير الأوقاف المصري السابق، الذي قال في مقال له: {{اقتباس|إن السنة النبوية هي البيان النبوي للبلاغ القرآني، وهى التطبيق العملي للآيات القرآنية، التي أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام. فالتطبيقات النبوية للقرآن - التي هي السنة العملية والبيان القولي الشارح والمفسر والمفصّل - هي ضرورة قرآنية، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم. وتأسيًا بالنبي، وقيامًا بفريضة طاعته - التي نص عليها القرآن الكريم. والعلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهي - القرآن - وبين التطبيق النبوي لهذا البلاغ الإلهي - السنة النبوية - فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين الدستور وبين القانون. فالدستور هو مصدر ومرجع القانون. والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور، ولا حجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون."<ref name="موقع نصرة">[http://www.nusrah.com/ar/contents.aspx?aid=1776 حول الاستغناء بالقرآن عن السنة وعلاقة السنة بالقرآن] بقلم الدكتور محمود حمدي زقزوق.</ref>}}
سطر 425:
== وجهة نظر الشيعة ==
{{مفصلة|الحديث عند الشيعة}}
يعرف الحديث عند الشيعة بأنه: كلام يحكي قول المعصوم، أو فعله، أو تقريره.<ref>نهاية الدراية - حسن الصدر</ref> حيث يعتقد الشيعة بأن [[أهل البيت]] فقط وهم الرسول [[محمد]] و[[علي بن أبي طالب]] وزوجته [[فاطمة الزهراء|فاطمة بنت محمد]] وأحد عشر إماماً من أبنائهم، وحدهم يعلمون كل الحديث ناسخه ومنسوخه، ويرون العصمة لهم ووجوب العمل بما ورد عنهم، فيرون بأن ما قاله الإمام المعصوم فكأن النبي قد قاله<ref>شبهات حول الشيعة - أبو طالب التجليل التبريزي</ref>، بينما يرى أهل السنة أن العصمة للنبي فقط، وأنه ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي.<ref>جزء القراءة خلف الإمام - محمد بن إسماعيل البخاري</ref> وبينما يتفق [[الشيعة]] مع أهل السنة والجماعة على أن الحديث هو ثاني مصدر للتشريع بعد القرآن الكريم<ref>[http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=557 مكانة الحديث عند الشيعة - صالح الكرباسي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121015071748/http://islam4u.com/almojib_show.php?rid=557 |date=15 أكتوبر 2012}}</ref>، فإن المرجعية في الحديث النبوي عند الشيعة تختلف عن أهل السنة، ويرجع ذلك لاختلاف الرؤية السنية والشيعية حول موثوقية وعدالة الرواة، ففي حين يروي أهل السنة والجماعة الحديث عن جميع الصحابة حيث وقع الإجماع بين جمهور علماء أهل السنة من محدثين وفقهاء وأصوليين على عدالة الصحابة كلهم <ref name="دفاع"/><ref>شرح التبصرة والتذكرة - ماهر ياسين الفحل</ref> ونقل هذا الإجماع [[ابن عبد البر]]<ref>الاستيعاب في معرفة الأصحاب - أبو عمر بن عبد البر</ref> وغيره، فإنه من وجهة النظر السنية فإن عدالة الصحابة{{للهامش|7}} ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن <ref name="الكفاية"/>، إلا أن الشيعة اتخذوا موقفا سلبيا من معظم الصحابة إلا نفرا قليلا ومنهم [[عبد الله بن عباس]] و[[سلمان الفارسي]] و[[أبو ذر الغفاري]] و[[قائمة الصحابة|أبو رافع]] و[[عمار بن ياسر]] و[[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]] و[[بلال بن رباح]] و[[البراء بن عازب]] وبضعة آخرون <ref>أعيان الشيعة - محسن الامين العاملي</ref>، حيث لا يرى الشيعة جواز نقل الحديث عن معظم الصحابة وذلك لأنه ومن وجهة النظر الشيعية، لا تأخذ الشيعة برواية أي صحابي، لأن لها رؤيتها في الصحبة تختلف عن رؤية السنة، فليس كل صحابي عند السنة هو صحابي عند الشيعة، بالإضافة إلى أن فكرة عدالة جميع الصحابة في فكرة مرفوضة وغير معترف بها عندهم.<ref>[http://shiaweb.org/shia/aqaed_sunnah_shia/pa18.html الشيعة والحديث - شيعة ويب] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720073614/http://shiaweb.org:80/shia/aqaed_sunnah_shia/pa18.html |date=20 يوليو 2017}}</ref>.
 
أقسام الحديث عند الطائفة الإثنا عشرية: ينقسم الحديث إلى عدة أقسام حسب درجة الصحة، فالمتواتر هو ما ينقله جماعة بلغوا من الكثرة حَداً يمتنع اتفاقهم وتواطؤهم على الكذب وهذا النوع من الحديث حجة يجب العمل به، والآحَاد فهو ما لا ينتهي إلى حَدِّ التواتر سواء أكان الراوي واحداً أم أكثر وينقسم حديث الآحاد إلى أربعة أقسام (الصحيح والحسن والموثق والضعيف)، الحديث الصحيح وهو ما إذا كان الراوي إِمامياً ثبتت عدالته بالطريق الصحيح، الحديث الحسن وهو ما إذا كان الراوي إمامياً ممدوحاً ولم ينص أحد على ذمه أو عدالته، الحديث الموثق وهو ما إذا كان الراوي مسلماً غير شيعي ولكنه ثقة أمين في النقل، الحديث الضعيف وهو يختلف عن الأنواع المتقدمة كما لو كان الراوي غير مسلم أو مسلماً فاسقاً أو مجهول الحال أو لم يذكر في سند الحديث جميع رواته.
سطر 432:
{{أيضا|خلاف سني شيعي}}
ولا يعتمد الشيعة على جميع الأحاديث الواردة في كتب الحديث السنية كمصدر لهم، وإنما يعتمدون على اربعة كتب أحاديث جمعها علماؤهم يسمونها [[الكتب الأربعة]]، وهي:
* [[أصول الكافي (كتاب)|الكافي في الأصول والفروع]] - ل[[محمد بن يعقوب الكليني]].
* [[الاستبصار فيما اختلف من الأخبار (كتاب)|الاستبصار]] - ل[[نصير الدين الطوسي]].
* [[من لا يحضره الفقيه]] - ل[[علي بن بابويه القمي]].
* [[تهذيب الأحكام (كتاب)|تهذيب الأحكام]] - ل[[نصير الدين الطوسي]].
ومن الكتب المهمة عندهم أيضا:
* [[بحار الأنوار]] - ل[[محمد باقر المجلسي]].
* [[وسائل الشيعة]] - ل[[محمد بن الحسن الحر العاملي]].
* [[مستدرك الوسائل]] - [[الطبرسي (توضيح)|للطبرسي]].
* [[الوافي]] - [[الفيض الكاشاني|للفيض الكاشاني]].
 
سطر 448:
{{col-begin}}
{{Col-4}}
* [[القرآن|القرآن الكريم]].
* [[إسلام|الإسلام]].
* [[أركان الإسلام]].
* [[التوحيد في الإسلام|توحيد]].
* [[محمد|محمد بن عبد الله]].
{{Col-4}}
* [[أهل السنة والجماعة]].
سطر 461:
* [[مصادر التشريع الإسلامي]].
* [[صحابة]].
* [[إجماع العلماء (إسلامفقه)|الإجماع]].
* [[كتب الصحاح]].
* [[الإعجاز العلمي في السنة النبوية|الإعجاز العلمي في السنة]].
{{نهاية-عمو}}