سرقوسة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:إضافة قوالب تصفح (1)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء الإملائية
سطر 1:
{{صندوق معلومات تجمع سكاني}}
[[ملف:View of Ortygia, Syracuse.jpg|تصغير|يسار|300بك|الكورنيش]]
'''سَرَقُوسَة'''<ref name="الكامل">[http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=174&CID=133 الكامل في التاريخ] ل[[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> أو '''سيراقوسة''' أو '''سيراكوز''' {{إيطالية|Siracusa}} مدينة في [[صقلية|جزيرة صقلية]] تقع في الساحل الجنوبي الشرقي لها سكانها 124.000 نسمة.
وهي عاصمة [[مقاطعة سرقوسة|مقاطعة سيراقوسة]] التي يبلغ سكانها 396.000 نسمة.
 
تعتبر مدينة سياحية جميلة، وقد وصفها [[شيشرون]] وصفها بانها "أعظم وأجمل المدن اليونانية قاطبة"، وسط سيراكوزا التاريخي أعتبرته [[يونسكو|اليونسكو]] عام 2005 ضمن [[موقع تراث عالمي|مواقع التراث العالمي]]
 
== الجغرافيا ==
سطر 11:
المدينة تقع جزئيا على الرأس - جزيرة [[أورتيجيا]]، وجزئيا في البر الرئيسي. ان شكل الساحل يحدد نطاق خليج بورتو غراندي ''Porto Grande'' الواسع، على جدران المدينة من الشمال والجنوب من جزيرة كيب لبليمميريو. يخترقها نهري [[نهر تشاني|تشاني]] و[[نهر أنابو|أنابو]] ويصبان في بورتو غراندي مشكلين مناطق أهوار تعرف تاريخيا ''Pantanelli'' بانتانيلي.
 
في أراضي التابعة لبلدية سيراكوزا يوجد محميتان طبيعيتان، محمية نهر تشاني وساليني الطبيعية والمنطقة بليميريو المحمية البحرية. الأولى أنشئت في عام [[1984]] رغبة في حماية نبات [[بردية|البردي]] وبيئة ساليني. اما الثانية فأسست في عام [[2005]]، لحماية البيئة البحرية والأثار الموجودة في مياه البحر.
== التاريخ ==
=== العصر الإغريقي ===
سطر 20:
سيراقوسة والمنطقة المحيطة بها كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، كما يتبين من خلال الاكتشفات في قرى ستينتينيلو، أونيينا، بليميريو، ماترينسا، كوتسو بانتانو، وثابسوس، والتي سبق لها علاقة مع [[ميسينيا]] اليونانية.
 
أسست من قبل [[مستوطنة|مستوطنين]] إغريق في 734 أو 733 قبل الميلاد جاءوا من [[9إم133 كورنت|كورنت]] و[[تينيا]] بقيادة [[ارشياس]]، الذي دعاها ''Sirako'' سيراكو وتشير إلى مستنقع قريب. نواة المدينة القديمة هي الجزيرة الصغيرة أورتيجيا ''Ortygia''. وجد المستوطنون ان الأرض خصبة وأن القبائل الاصلية لم تحارب وجودهم. المدينة نمت وازدهرت، وأحيانا كانت تعتبر أقوى المدن اليونانية في [[البحر الأبيض المتوسط]]. تأسست مستعمرات في [[اكراي]] (664 قبل الميلاد)، [[كاسميناي]] (643 قبل الميلاد) و[[كامارينا]] (598 قبل الميلاد). نسل أول مستعمرين، دعوا ''Gamoroi'' غاموروي، أمسكوا بالسلطة حتى طردوا من ''Killichiroi'' كيليشيروي، وهي الطبقة أدنى في المدينة. ولكن عادت اليهم السلطة في العام 485 قبل الميلاد وبفضل مساعدة من [[جيلو]] حاكم [[جيلا]]. وأصبح جيلو شخصيا حاكم المدينة، ونقل العديد من سكان جيلا وكامارينا وميجيرا إلى سيراقوسة، لبناء الحياء الجديدة تيشي ونيابوليس خارج الجدران. برنامجه الجديد للإنشاءات جديدة شمل أيضا مسرح صممه داموكوبوس، وقد اعطى المدينة ازدهارا في الحياة الثقافية : وهذا بدوره جذب إليها شخصيات مثل الكاتب المسرحي [[آشیلوس]] aeschylus، أريو من ميتيما، يوميلوس من كورنت، و[[صافو|سافو]] الذي نفي إلى هنا من [[ميتيلين]]. توسع سيراقوسة في القوة حتم الاصتدام مع [[قرطاجيونقرطاج|قرطاجيين]] الذين كانوا يحكمون الجزء الغربي من جزيرة صقلية في [[معركة هيميرا]] تمكن جيلو المتحالف مع ثيرون حاكم [[جرجنت|أغريجنتو]] من تحقيق انتصار حاسم على القوات الإفريقية وقائدها هاميلكار، وقد أنشأ معبد في المدينة باسم أثينا (في مكان الكاتدرائية اليوم) تخليدا لهذا الحدث.
 
ورث جيلو أخوه [[هيرو الأول]] الذي حارب [[الحضارة الإتروسكانية|الأتروسكان]] في [[كوماي]] في عام 474 قبل الميلاد. وقد مدح حكمه من شعراء مثل [[سيمونيدس]] من سيوس، [[باتشيليديس]] و[[بيندار]]، الذي زار محكمتها. قدم [[ثراسيبولوس]] (467 قبل الميلاد) نظام ديمقراطيا للمدينة. استمرت سيراقوسة في التوسع في صقلية، ومكافحة تمرد [[سيكوليون|السيكوليين]]، وفي [[البحر التيراني]] أرسلوا حملات إلى جزر [[كورسيكا]] و[[إلبا]]. في القرن الخامس قبل الميلاد وجدت سيراقوسة نفسها في حرب مع [[أثينا]] التي سعت للحصول على المزيد من الموارد للقتال في [[حرب بيلوبونس]]. طلب السيراقوسيون المساعدة من [[أسبرطة|اسبرطة]] أعداء أثينا في الحرب في إلحاق الهزيمة بهم، وتدمير سفنهم وتركهم فريسة الجوع على الجزيرة. في عام 401 قبل الميلاد، ساهمت سيراكوزا بقوة قدرها 300 مقاتل ''Hoplite'' وجنرال في [[جيش العشرة آلاف]] تحت قيادة
[[سيروس الأصغر]] وهو مجموعة مرتزقة قاتلوا إلى جانب الإغريق ضد الفرس.
 
و بعد ذلك بوقت قصير، في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، دخل الطاغية [[ديونيسيوس الأول حاكم سرقوسة|ديونيسيوس الأول]] مرة أخرى في الحرب ضد [[قرطاج]]، ورغم فقدان جيلا وكامارينا حافظ على سيطرته على صقلية. بعد انتهاء النزاع بنى ديونيسيوس قلعة ضخمة على جزيرة أوتريجيا في المدينة، فضلا عن خط جدران بطول 22 كيلو مترا طوق كامل سيراقوسة. وبعد فترة أخرى من التوسع التي شهدت تدمير ناكوس، [[قطانية|كاتانيا]]، و[[لينتيني]] دخلت المدينة مرة أخرى في الحرب ضد قرطاج (397 قبل الميلاد)، وقد نجح الافارقة في محاصره سيراكوزا ذاتها ولكنهم دحروا في النهاية بالوباء. سمحت معاهدة في عام 392 قبل الميلاد لسيراكوزا توسيع ممتلكاتها، وكذلك تأسيس مدن [[أدرانو]]، و[[أنكونة|أنكونا]]، و[[أدريا]]، وتينداري، وتاورومينوس، وسيطرة على [[ريدجو كالابريا]] في القارة. بعيدا عن حروبه اشتهر ديونيسيوس بوصفها راعيا للفنون حتى أن [[أفلاطون]] نفسه زار سيراقوسة عدة مرات.
 
وقد خلفه [[ديونيسيوس الثاني]]، الذي طرد من قبل [[ديون السرقوسي|ديون]] صهر ديونيسيوس الأول في عام 356 قبل الميلاد. بيد ان حكمه الاستبدادي أدى بدوره إلى طرده، واستعاد ديونيسيوس الثاني العرش في 347 قبل الميلاد. نصب [[تيموليون]] حكومة ديمقراطية عام 345 قبل الميلاد. سلسلة طويلة من الصراعات الداخلية أضعفت سلطة سيراقوسة على الجزيرة ،و حاول تيموليون معالجة هذا الوضع فهزم القرطاجيبن 339 قبل الميلاد قرب [[نهر كريميسوس]]. وتجدد الصراع بين اطراف المدينة من جديد بعد وفاته وانتهى مع صعود طاغيه آخر هو [[اغاثوكليس]]، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 317 قبل الميلاد. واستأنف الحرب ضد قرطاج ونجح في تحقيق نصر معنوي، ناقلا الحرب إلى أرض القرطاجيين الأصلية إفريقيا ومكبدا إياهم خسائر فادحة. بيد ان الحرب انتهت مع معاهدة السلام التي لم تمنع القرطاجيين التدخل في السياسة سيراقوسة بعد موت الطاغية اغاثوكليس (289 قبل الميلاد). ثم دعا المواطنون [[بيروس الإبيري]] من اجل المساعدة. بعد فترة وجيزة في ظل [[إبيروس (منطقة)|سيادة إبيروس]] استولى [[هيرو الثاني]] على السلطة في 275 قبل الميلاد.
سطر 37:
رغم سنين الانحطاط البطيئة ظلت سيراقوسة كعاصمة الحكومة الرومانية في صقلية ومقر برياتور. وظلت ميناء هاما للتجارة بين شرق وغرب الامبراطورية. انتشرت المسيحية في المدينة من خلال جهود [[بولس الطرسوسي]]، وسانت مارزيانو أول اساقفت المدينة، الذي جعل منها أحد المراكز الرئيسية للتبشير في الغرب. في عصر الاضطهاد نحتت [[سرداب الموتى|سراديب للموتى]] ضخمة كانت وهي الثانية من حيث الحجم بعدالموجودة في روما.
 
و بعد فترة من الحكم [[وندال|الوندال]] سيراكيوز والجزيرة استردتها [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]] (31 كانون الأول [[535]]) بقيادة [[باليساريوس]]. وبين عامي [[663]] إلى [[668]] كانت سيراكوزا مقر الامبراطور [[كونستانس الثاني]]، وكذلك كعاصمة لكنيسة صقلية.
 
سقطت في يد المسلمون بعد حصارها فافتتح قرنين من حكم المسلمين. خسرت سيراقوسة مكانتها كعاصمة لصالح [[باليرمو]]. الكاتدرائية تم تحولها إلى مسجد وتم إعادة بناء أحياء جزيرة أوتيجيا تدريجيا وفق الاساليب الإسلامية، وحافظت المدينة على علاقاتها التجارية المهمة، وكان بها ازدهار نسبي في الحياة الثقافية وفنية بها : كان عاش بها شعراء عرب عديدون من أمثال الشاعر [[ابن حمديس]] أهم شعراء الصقليين في [[القرن 12|القرن الثاني عشر]].
 
في عام [[1038]] استعاد الجنرال البيزنطي جورج [[مانياسيس]] المدينة مرسالا رفات سانت لوسي إلى [[القسطنطينية]]. وسميت باسمه قلعة على رأس أوتيجيا، رغم أنها بنيت تحت حكم [[هوهنشتاوفن]]. ودخل النورمان سيراقوسة إحدى آخر معاقل العرب حصينة، في عام [[1085]] وبعد حصار صيفي طويل منقبل [[روجر الأول]] وابنه [[جوردان هاوتيفيلي]]، الذي نصب كونت للمدينة. بنيت احياء جديدة، وجرى ترميم الكاتدرائية وغيرها من الكنائس.
 
سيطر عليها الملك [[هنري السادس (توضيح)|هنري السادس]] عام [[1194]]. وبعد فترة قصيرة من حكم [[جنوة]] ([[1205]]-[[1220]])، الذي يحبذون تعزيز التجارة، وسيطر على سيراكوزا الامبراطور [[فريدريك الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|فريديريك الثاني]]، الذي بدأ تشييد [[قلعة مانياتشي]] وقصر الاساقفة وقصر بيلومو. أعقب وفاة فريدريك فترة من الاضطراب والفوضى الاقطاعية. في الصراع الدائر بين الممالك [[أنجو]] و[[منطقة أرغون|أراغون]]، وقفت سيراكوزا إلى جانب أراغون وهزمت انجوو في [[1298]]، وتلقت من الملوك الإسبان الامتيازات كبيرة كمكافاة.و برزت ألوية العائلات البارونية من خلال عن بناء قصور ابيلا وكيارامونتي ونافا ومونتالتو.
 
=== سيراقوسة الحديثة ===
تعرضت المدينة في القرون التالية لزلازلين المدمرين في عامي [[1542]] و[[1693]]، وفي عام [[1729]] لوباء الطاعون. غير التدمير في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] ملامح سيراقوسة إلى الابد، كما حدث في كل [[وادي نوتو]] فقد أعيدت بناء المدن وفق النمط [[الباروكي الصقلي]] وهو يعتبر الشكل الفني السائد في جنوب إيطاليا. أدى انتشار [[كوليرا|الكوليرا]] في [[1837]] إلى التمرد ضد حكومة [[آل بوربون|بوربون]]. وكانت العقوبة نقل عاصمة مقاطعة إلى [[نوتو]]، لكن الاضطرابات لم تخمد كليا، فشارك سيراقوسيون في ثورة عام [[1848]].
 
بعد توحيد إيطاليا عام [[1865]]، استعادت سيراكوزا مكانتها كعاصمة للمقاطعة. وفي عام [[1870]] تم هدم الجدران وبناء جسرا يربط البر الرئيسى إلى جزيرة أورتيجيا. وفي السنة التالية أشئت خط السكة الحديدية.
 
و في [[الحرب العالمية الثانية]] لحق بها دمار كبير ناجم عن قصف [[حلفاء (توضيح)|الحلفاء]] و[[الالمان]] في عام [[1943]]. بعد نهاية الحرب شهدت الأحياء الشمالية لسيراكوزا توسع كبير وغالبا فوضوي بفصل سرعة تحول المدينة إلى التصنيع.
 
يتجاوز عدد سكان سيراكوزا اليوم 125،000 نسمة، وبها العديد من مناطق الجذب للزائرين المهتمين بالموقع التاريخية (مثل [[الاذن لديونيسيوس]]). عملية استرجاع واستعادة المركز التاريخي ما زال مستمرا منذ التسعينات.
سطر 65:
* قلعة مايناتشي، شيدت بين [[1232]] و[[1240]]، هو مثال للهندسة العسكرية في عهد فريدريك الثاني. وهي مربعة الهيكل مع برج دائري في كل زواية. ولعل ابرز ما يميزها هي البوابة، مزينت بزخرفة رخامية.
* المتحف الاثري الهام بما يحويه من الاكتشافات المحصل عليها من اواسط العصر البرونزي إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
* قصر لانسا بوكيري ([[القرن 16|القرن السادس عشر]]).
* قصر ميرغوليزي مونتالتو (القرن الرابع عشر)، والذي يحتفظ بواجهته القديمة من القرن الرابع عشر، مع بوابة مميزة.
* قصر المطران (القرن السابع عشر، بعد تعديلها في القرن اللاحق). ويضم المكتبة الألاغونية تأسست في أواخر القرن الثامن عشر.
سطر 71:
* قصر فرانشيكا نافا، مع اجزاء من المبنى الأصلي من القرن السادس عشر.
* قصر بينيفينتانو دل بوسكو، اصلا بني في العصور الوسطى ولكن عدل على نطاق واسع بين عام [[1779]] وعدلت [[1788]] وبه ساحة جميلة.
* قصر ميلياتشيو ([[القرن 15|القرن الخامس عشر]])، مع ديكورات lava inlay.
* قصر مجلس الشيوخ.
* القلعة يوريالوس من بني تسعة كيلومترات خارج المدينة من قبل ديونيسيوس الأكبر والذي كان واحدا من أقوى حصون في العصور القديمة. وكان به ثلاثة خنادق مائية مع سلسلة السراديب تحت الأرض لأغراض عسكرية.