العالم المسيحي: الفرق بين النسختين

خلال [[العصور الوسطى]] ارتبط مصطلح العالم المسيحي مع [[أوروبا الغربية]] بشكل خاص إذ حتى نهاية [[القرن 15|القرن الخامس عشر]] اعتبرت أوروبا التي احتضنت [[التأثير الحضاري للمسيحية|حضارة مسيحية]] والمسيحية، كيانٌ واحد ومركز العالم المسيحي.<ref>{{مرجع كتاب| الأخير = Challand| الأول = Gérard| العنوان = The Art of War in World History: From Antiquity to the Nuclear Age| المسار = http://books.google.com/?id=aXuxw070d-wC&pg=PA25| السنة = 1994| الناشر = University of California Press| الرقم المعياري = 978-0-520-07964-9| الصفحة = 25}}</ref><ref name="archive.aawsat.com">[http://archive.aawsat.com/details.asp?section=45&issueno=12846&article=759430#.VOy2yfmG_PQ من التاريخ: شارلمان والبابا ومولد «الأممية المسيحية»] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170830151627/http://archive.aawsat.com/details.asp?section=45&issueno=12846&article=759430 |date=30 أغسطس 2017}}</ref><ref>[http://archive.is/QsI9C <!--http://www.reefnet.gov.sy/reef/index.php?option=com_content&view=article&id=1878&Itemid=503--> مسيحية القرون الوسطى: الغرب]</ref> واضطلعت [[بابوية كاثوليكية|البابوية الكاثوليكية]] بدور سياسيّ بارز في [[أوروبا]] وإمبراطورياتها، وتنامى الدور خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] خاصةً أثناء وبعد عهد الإمبراطور [[شارلمان]]؛ وتجّلى ذلك في تشابك الكنيسة مع الملكيّة ودورها السياسي النافذ.<ref>[http://www.edu-prog.com/folder6/9.htm الأخلاق والآداب في العالم المسيحي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130525041537/http://www.edu-prog.com:80/folder6/9.htm |date=25 مايو 2013}}</ref> تواجدت خارج إطار [[أوروبا الغربية]] مجتمعات [[مسيحية شرقية]] اتخذت من المسيحية [[دين الدولة|دينها الرسمي]] وعامل توحيد حضاري وثقافي رئيسي ومنها [[الإمبراطورية البيزنطية]]، [[أرمينيا]] و[[إثيوبيا]].<ref>[http://www.edu-prog.com/folder5/19.htm العالم البيزنطي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20121105120126/http://www.edu-prog.com:80/folder5/19.htm |date=5 نوفمبر 2012}}</ref>

عَرف العالم المسيحي على مدى التاريخ عدد من الانشقاقات لعّل أبرزها [[الانشقاق العظيم]] عام [[1054]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]] وذلك على خلفية سياسية وحضارية؛<ref>[http://www.edu-prog.com/folder5/22.htm صراع المسيحية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111228010128/http://www.edu-prog.com:80/folder5/22.htm |date=28 ديسمبر 2011}}</ref> ما أدّى إلى أخذ كل من المجتمعات [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] و[[مسيحية غربية|الغربيّة]] مسار ثقافي متباين، تلاها خلال [[القرن 16|القرن السادس عشر]] فيما عُرف باسم عصر [[إصلاح بروتستانتي|الإصلاح]] وبدءًا من تلك اللحظة انقسمت [[المسيحية في أوروبا|أوروبا المسيحية]] إلى قسمين رئيسيين هما كاثوليكي وبروتستانتي،<ref>[http://www.edu-prog.com/folder8/18.htm لوثر والإصلاح الديني في ألمانيا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130107091811/http://www.edu-prog.com:80/folder8/18.htm |date=7 يناير 2013}}</ref> والتي سيكون لها شأن كبير في مسار التاريخ الغربي والتحولات الاجتماعية الكبرى، وأيضًا الاقتصادية والسياسية والعلمية، حيث من آثارها [[الثورة الصناعية]] و[[ثورة علمية|العلميّة]].<ref>[http://minbaralhurriyya.org/index.php/archives/2679 حركة الإصلاح الديني في أوروبا] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170117085722/http://minbaralhurriyya.org:80/index.php/archives/2679 |date=17 يناير 2017}}</ref>

عقب [[عصر الاستكشاف]] ونجاح الإرساليات التبشيرية في الوصول إلى مناطق خارج القارة الأوروبيّة تغيّر مفهوم مصطلح الغرب هو ذاته العالم المسيحي. اليوم تعتبر المسيحية ديانة كونيّة، إذ ينتشر المسيحيون في جميع القارات والدول ويشكّلون [[قائمة الدول ذات الغالبية المسيحية|الأغلبية في 120 دولة في العالم]]، وهي الديانة السائدة في كل من [[أوروبا]]، [[أمريكا الشمالية|أميركا الشمالية]]، [[أمريكا الجنوبية]]، [[أوقيانوسيا]] و[[أفريقيا جنوب الصحراء]].<ref>[http://www.adherents.com/adh_predom.html Predominant Religions] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170726022120/http://www.adherents.com:80/adh_predom.html |date=26 يوليو 2017}}</ref>

[[ملف:Christian flag.svg|يسار|250بك|تصغير|[[العلم المسيحي]]، هو علم صمم في أوائل [[القرن 20|القرن العشرين]] لتمثيل كل من [[مسيحية|المسيحية]] والعالم المسيحي.]]

يعود مصطلح العالم المسيحي ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]:Christendom)، إلى كلمة ''Christianus'' في [[لغة لاتينية|اللغة اللاتينية]]. والمصطلح عبارة عن جمع كلمتين ''Corpus Christianum''. وغالبًا ما يترجم المصطلح اللاتيني ''Christianum'' إلى كلمة ''"الجسد المسيحي"''، ويعني هذا المصطلح فكرة المجتمع المترابط المكون من جميع [[مسيحيون|المسيحيين]]. قد يكون لمصطلح "العالم المسيحي" معان عدة، لكنه يشير على وجه الخصوص إلى [[مناطق نفوذ ثقافي]] فيها المسيحية هي الديانة السائدة وهي المعيار الثقافي والاقتصادي والسياسي للمجتمع في هذه المناطق. تاريخيًا تشكلت وحدة العالم المسيحي في عام [[380]] عندما أضحت المسيحية [[دين الدولة|الديانة الرسمية]] [[الإمبراطورية الرومانية|للإمبراطورية الرومانية]] على يد الامبراطور [[ثيودوسيوس (توضيح)|ثيودوسيوس]] الأول وكتابات القديس [[أوغسطينوس|أوغسطين]].<ref>[http://revpatrickcomerford.blogspot.co.il/2012/02/anglican-studies-61-christianity-and.html Christianity and nationalisms ]</ref>

سيطرت مفاهيم العصور الوسطى وعصر النهضة على النظام السياسي المسيحي، والذي كان يجسد معنى أقل لمفهوم [[علمانية|العلمانية]]، والذي يمكن أن يكون متوافقًا على حد سواء مع الفكرة الدينية والهيئة الزمانية. عندما اعترفت [[الإمبراطورية الرومانية|الامبراطورية الرومانية]] بالمسيحية وصارت المسيحية دينها الأوحد ظلت المؤسستان منفصلتين وكانتا تتحالفان أو تتصارعان، ولكن من موقع الإنفصال وليس من موقع الإندماج. كانت هناك رؤية في العالم المسيحي الغربي لثيوقراطية مسيحية أو حكومة تقوم على التمسك [[أخلاق مسيحية|بالقيم المسيحية]] والتي تنتشر من خلال المؤسسات الدينيّة الممثلة في [[كنيسة|الكنيسة]] وهي المؤسسة التي تملك صلاحيات لاهوتية خاصة وذات علاقة خاصة بالله وبأسرار الديانة المسيحية بحسب المعتقدات المسيحيّة.

كانت [[مسيحية|المسيحية]] ركن [[ثقافة أوروبية|القاعدة الثقافية الأوروبية]] وفي مناسبات محددة الركن الوحيد للهوية الأوروبية، خاصة عندما سعت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] لبسط نفوذها الثقافي ومن ثم السياسي على [[العالمعالم الغربيغربي|الغرب الأوروبي]]، فالأممية المسيحية أو مفهوم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] ظلت قوة سياسية ودافعًا فكريًا وعقائديًا وسياسيًا أثر مباشرة على مسيرة السياسية الأوروبية، بل إنه أصبح لب فكرة «المفهوم الغربي»، وقام باستبدال المفهوم الجغرافي الأوروبي الضيق أو الروماني المحدود وأصبح يمثل شرعية جديدة بدأت تترسخ داخل الشعوب الأوروبية والوجدان السياسي فيها، وأصبح هذا المفهوم يمثل الشرعية السياسية والدينية على حد سواء.<ref name="archive.aawsat.com"/>

يمكن إعتبار مصطلح الجسد المسيحي أو العالم المسيحي أو الأمميّة المسيحية؛ المصطلح المسيحي المقابل [[عالمالعالم إسلاميالإسلامي|للعالم الإسلامي]] أو للأمة في الإسلام. كما أنّ مصطلح ''[[ملكوت الله (مسيحية)|ملكوت الله]]'' الذي يكثر استخدامه في التقاليد المسيحية، يَدّل على أنّ العالم المسيحي هو ضمن أو بين البشر.<ref>Kingdom is within: "The kingdom of God does not come with observation; nor will they say, ‘See here!’ or ‘See there!’ For indeed, the kingdom of God is within [or among] you." {{bibleverse||Luke|17:20-21|NIV}}</ref> يتضّمن مصطلح العالم المسيحي [[مسيحية|الدين]] و[[مسيحيمسيحيو الثقافة|الثقافة]] و[[التأثير الحضاري للمسيحية|الحضارة]] بل ومعارضي الدين الذين ناوأوا المسيحية.<ref>[http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=176 الإسلام والدولة، برنارد لويس] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110110043446/http://www.altasamoh.net:80/Article.asp?Id=176 |date=10 يناير 2011}}</ref>

ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح ''"العالم المسيحي السياسي"''، والذي يعني هيمنة مسيحية ثقافية غير رسمية في الغرب ويعود ذلك إلى تمتُّع المسيحية التقليدي بهيمنة سياسية في [[عالم غربي|العالم الغربي]]. منذ القرن العشرين تحظى العديد من الدول ذات الغالبية المسيحية بقليل من القواسم المشتركة بعيدًا عن الدين؛ إذ يتألف العالم المسيحي من عدد كبير من مختلف الشعوب والحضارات والثقافات. تُعتبر اليوم كل من [[الأمريكتان|الأمريكتين]] و[[أوروبا]] جزءًا رئيسيًا من العالم المسيحي، فضلًا عن [[أوقيانوسيا]] و[[أفريقيا جنوب الصحراء]].

جاءت [[مسيحية|المسيحية]] عام [[27]] من جذور مشتركة مع [[يهودية|اليهودية]] في [[فلسطين]] وتعرضت للاضطهاد من قبل [[الإمبراطورية الرومانية|الامبراطورية الرومانية]]، في وقت مبكر من نشأة المسيحية انتشرت في العالم اليوناني الروماني وذلك عقب انفصالها عن اليهودية.

يمكن تقسيم [[مسيحية مبكرة|المسيحية المبكرة]] إلى مرحلتين متميزتين: الفترة الرسولية، وهي فترة حياة [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الإثني عشر]] ومن معهم، أو حياة الكنيسة الأولى والتي تم فيها تنظيم عمل الكنيسة، ومرحلة ما بعد الرسل. واتخذوا في [[أنطاكية (توضيح)|أنطاكية]] اسم مسيحيين ([[لغة يونانية|باليونانية]]:Χριστιανισμός) لأول مرة.

بداية [[القرن 2|القرن الثاني]] كانت المسيحية عبارة عن جماعات متفرقة صغيرة على هامش المجتمع ضمن [[الإمبراطورية الرومانية]]، وأخذ الوضع بالتغير منذ النصف الثاني [[القرن الثاني2|للقرن الثاني]]، نبع ذلك من إدراك أنه إن لم ترد [[كنيسة|الكنيسة]] البقاء كشيعة على هامش المجتمع يترتب عليها التكلم بلغة معاصريها المثقفين؛ فبدأت المسيحية بالانتشار في كافة مدن الإمبراطورية الرومانية وأخذت المدارس المسيحية بالنشوء والكتب المسيحية بالانتشار مع بداية [[القرن 3|القرن الثالث]] وتكاثر عدد المعلمين المسيحيين في المدراس اليونانية والرومانية.

إن المشكلة الأساسية التي عانت منه كنيسة القرنين الثاني والثالث تمثلت في [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات الرومانية]]؛ فمنذ صدور مرسوم طرد المسيحيين من روما حوالي العام [[58]] وحتى العام [[312]] عانى [[مسيحيون|المسيحيون]] من شتى أنواع الاضطهاد كان أقساها اضطهاد [[نيرون]] الذي شمل حريق روما، [[دوميتيان|دومتيانوس]] الذي استمر سبعة وثلاثين عامًا واتخذت بداية هذا الاضطهاد أصل التقويم المعروف باسم [[تقويم مصري|التقويم القبطي]] أو المصري، وحسب مراجع [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] فقد قتل مئات الآلاف خلال هذا الاضطهاد،<ref>[http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Nayrouz-Coptic-New-Year-Eid-El-Nairouz/Coptic-Year-Eid-Al-Nayroz-or-Nairoz-or-Nairuz_05-Introduction-on-Coptic-Calendar_.html مقدمة عن التقويم القبطي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180122071722/https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Nayrouz-Coptic-New-Year-Eid-El-Nairouz/Coptic-Year-Eid-Al-Nayroz-or-Nairoz-or-Nairuz_05-Introduction-on-Coptic-Calendar_.html |date=22 يناير 2018}}</ref>

أنهى مرسوم [[قسطنطين الأولالعظيم|الإمبراطور قسطنطين]] المسمى في التاريخ باسم [[مرسوم ميلانو]] عام [[313]] مرحلة [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات]] وشكل [[قائمة الشخصياتأشخاص التي اعتنقتاعتنقوا المسيحية|اعتناقه للمسيحية]] نقطة تحول هامة في [[التاريخ]].<ref>Religion in the Roman Empire, Wiley-Blackwell, by James B. Rives, page 196</ref> وبعد المرسوم المذكور سنّ قوانين وسياسات بما يتفق مع المبادئ المسيحية؛ فجعل [[الأحد (يوم)|يوم الأحد]] عطلة رسميّة بالنسبة للمجتمع الروماني، وشرع في بناء [[كنيسة|الكنائس]] قبل أن يعلن المسيحية دينًا للإمبراطورية ويترأس [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] عام [[325]].

[[ملف:Nicaea icon.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[أيقونة]] بيزنطية تظهر [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] محاطًا ب[[البطريركبطريرك|البطاركة]] و[[أسقف|الأساقفة]] في [[مجمع نيقية|مجمع نيقية الأول]] ويمسكون [[قانون الإيمان]] الذي صاغة المجمع.]]

ومع ازدياد السكان والثروة في [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية الرومانية الشرقية]] أنشأ قسطنطين مدينة [[القسطنطينية]] لتكون عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية|للإمبراطورية البيزنطية]]، وغدت مركزًا حضاريًّا سيّما بالنسبة [[مسيحية شرقية|للمسيحية الشرقية]] ومقر [[بطريركية القسطنطينية المسكونية]] وبالتالي ظهرت منافسة سياسية بين [[بطريرك]] [[القسطنطينية]] و[[بابوية كاثوليكية|البابا]] في [[روما]] حول زعامة [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]، وكان حصار [[روما]] من قبل [[قوط غربيون|القوط الغربيين]] و[[وندال|الوندال]] في عام [[410]] وفي عام [[455]] قد صعّد من أجواء المنافسة. على الرغم من التواصل الثقافي والتبادل بين الشقيّن الشرقي والغربي للإمبراطورية الرومانية، فإن [[تاريخ المسيحية]] وكل من [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] و[[مسيحية غربية|الغربية]] أخذت مسارا ثقافيًّا متباينًا، مع [[الانشقاق العظيم]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]] عام [[1054]].

وقد تجلى تحول المسيحية من طائفة هامشية، إلى قوة رئيسية داخل [[الإمبراطورية (توضيح)|الإمبراطورية]] من تأثير [[أمبروز|إمبروسيوس]] أسقف [[ميلانو]]. وهو [[ملفان|أحد معلمي الكنيسة الجامعة]] وواحد من أكثر الشخصيات الكنسية تأثيرًا في [[القرن 4|القرن الرابع]]، أصبح [[أمبروز|إمبروسيوس]] لاعبًا في السياسة الإمبراطورية، ويتودد لنفوذه المتنافسون على العرش الإمبراطوري. عندما أمر الإمبراطور [[ثيودوسيوس الأول]] بمذبحة عقابية ضد الآلاف من المواطنين في [[سلانيك|سالونيك]]، منعه إمبروسيوس من دخول الكنيسة وقبول سر القربان حتى يقدم توبة وكفارة عمليّة وعلنيّة ويصلح ما أمكن من آثار هذه المذابح.<ref>[//en.wikisource.org/wiki/Catholic_Encyclopedia_(1913)/St._Ambrose Catholic Encyclopedia (1913)/St. Ambrose - Wikisource, the free online library<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181003091109/https://en.wikisource.org/wiki/Catholic_Encyclopedia_(1913)/St._Ambrose |date=3 أكتوبر 2018}}</ref> وهو ما كان بداية سيطرة الكنيسة على الحياة السياسية في [[أوروبا]].

عام [[543]] قام الإمبراطور [[جستينيان الأول]] بجمع القوانين بما يتلاءم مع تعاليم المسيحية والتي دعيت [[مدونةقانون جوستنيانجستنيان|بقانون جستينيان]] تم ذلك بمساعدة من رجال دين مسيحيين وقد عُرف عن هذه المجموعة أنها من أكبر الإسهامات الرومانية في مجال [[حضارة|الحضارة]]،<ref>The name "Corpus Juris Civilis" occurs for the first time in 1583 as the title of a complete edition of the Justinianic code by Dionysius Godofredus. (Kunkel, W. ''An Introduction to Roman Legal and Constitutional History''. Oxford 1966 (translated into English by J.M. Kelly), p. 157, n. 2)</ref> هيمنت هذه القوانين على العالم الأرثوذكسي لعدة قرون، ولا تزال الكنائس [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] تُطبق [[قانون جستنيان]] في مسائل الأحوال الشخصية.

بعد سقوط [[روما]] أصبحت [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] سببَ استمرار السلطة، وسيطرت على المسائل العسكرية؛ قام البابا غريغوري الكبير بإصلاحات صارمة في إدارة الكنيسة، وبرز كمحامي روماني ومسؤول، وراهب، ومثل التحول من الكلاسيكية إلى آفاق [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]، وكان أبًا لكثير من الهياكل التابعة للكنيسة الكاثوليكية في وقت لاحق. وفقًا [[الموسوعة الكاثوليكية|للموسوعة الكاثوليكية]]، فإنه تطلع إلى الكنيسة والدولة كوحدة مشتركة، ولكنها عملت في مجالين متميزين، الكنسية والعلمانية والإكليريكية، وبحلول وقت وفاته، كانت البابوية قوة عظمى في [[إيطاليا]]:

{{اقتباس|البابا غريغوري الكبير جعل من نفسه في [[إيطاليا]] أقوى من قوة الإمبراطور أو حاكم الولاية، وأنشأ نفوذًا سياسيًّا الذي سيطر على شبه الجزيرة لقرون عديدة. من هذا الوقت توجهت أنظار السكان المتنوعين في [[إيطاليا]] إلى [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وواصلت [[روما]] عاصمة [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] لتكون مركز العالم المسيحي.<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/06780a.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: St. Gregory the Great<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170715234302/http://www.newadvent.org:80/cathen/06780a.htm |date=15 يوليو 2017}}</ref>}}

عاشت [[الإمبراطورية البيزنطية]] عصرها الذهبي خاصةً تحت حكم الأسرة المقدونية حيث دعي عصرهم ''بعصر النهضة المقدونية'' ففي عهدهم مرت الإمبراطورية البيزنطية بنهضة ثقافية وعلمية وكانت [[القسطنطينية]] في عهدهم المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Cameron|2009|pp=47}}.</ref><ref>[http://www.edu-prog.com/folder5/7.htm الحضارة البيزنطية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161020172111/http://www.edu-prog.com/folder5/7.htm |date=20 أكتوبر 2016}}</ref> فقد كان هناك نمو كبير في مجال التعليم والتعلم ممثلة ب[[جامعة القسطنطينية]] و[[مكتبة القسطنطينية]] وجرى الحفاظ على النصوص القديمة وإعادة نسخها. كما ازدهر الفن البيزنطي وانتشرت الفسيفساء الرائعة في تزيين العديد من الكنائس الجديدة، وفي عصر الكومنينيين تجدد الاهتمام بالفلسفة الإغريقية الكلاسيكية، بالإضافة إلى تزايد الناتج الأدبي باليونانية العامية.<ref name="Browning-1992-190-218">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Browning|1992|pp=198–208}}.</ref> احتل الأدب والفن البيزنطيان مكانة بارزة في أوروبا، حيث كان التأثير الثقافي للفن البيزنطي على الغرب خلال هذه الفترة هائلًا وذا أهمية طويلة الأمد.<ref name="Browning-1992-218">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Browning|1992|p=218}}.</ref> كما شمل العهد المقدوني أحداثًا ذات أهمية دينية. كان تنصير الشعوب السلافية مثل [[بلغار|البلغار]] و[[صرب|الصرب]] و[[شعب روس|الروس]] إلى المسيحية الأرثوذكسية بصفة دائمة قد غير الخريطة الدينية لأوروبا ولا يزال صداه حتى يومنا هذا. قام [[كيرلس وميثوديوس]] وهما أخوان [[يونان بيزنطيون|يونانيان بيزنطيان]] من ثيسالونيكي قد ساهما بشكل كبير جدًا في تنصير السلافيين والعملية التي طورت الأبجدية الغلاغوليتية، والتي هي سابقة [[أبجديةألفبائية كيريلية|كيريلية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Timberlake|2004|p=14}}</ref>

خارج العالم المسيحي الموحد امتلكت الكنائس [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] نفوذًا سياسيًّا ،وأصبحت كل من [[أرمينيا]] عام [[301]] و[[جورجيا]] عام [[319]]<ref>The Church Triumphant: A History of Christianity Up to 1300, E. Glenn Hinson, p 223</ref><ref>Georgian Reader, George Hewitt, p. xii</ref> و[[إثيوبيا|أثيوبيا]] عام [[325]] أولى الدول المسيحية في العالم. وحصلت كل من سلالة السليمانيين في [[إثيوبيا|أثيوبيا]] وأسرة بجرتيوني في [[جورجيا]] على الشرعية من [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[الكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية]]، باعتبارهم من سلالة الملك [[داود]] و[[سليمان]]،<ref>A. K. Irvine, "Review: The Different Collections of Nägś Hymns in Ethiopic Literature and Their Contributions." ''Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London''. School of Oriental and African Studies, 1985.</ref> فارتبطت الكنيسة والدولة ارتباطًا وثيقًا في كل من [[إثيوبيا|أثيوبيا]] و[[جورجيا]].<ref>{{مرجع ويب | العنوان=Georgia. | العمل=[[موسوعة بريتانيكا]] Premium Service | المسار=http://wwwa.britannica.com/eb/article-44321 | تاريخ الوصول=2006-05-25}}</ref>

[[ملف:Virtù e due scene 06.jpg|يسار|200بك|تصغير|'''البابا غريغوري الكبير''' والذي جعل من [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] مؤسسة سياسة بارزة.]]

بحلول [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] من خلال جهود غريغوري السابع، نجحت [[كنيسة|الكنيسة]] بتأسيس واعلان نفسها بأنها «كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية داخل [[مسيحية غربية|المسيحية الغربية]]».<ref name=witte23>Witte (1997), p. 23.</ref> مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي؛<ref name=witte23/> وكانت [[قانون|قوانين]] الكنيسة وتشريعاتها القانون النافذ ويمتد تأثيرها إلى [[سلطة قضائية|السلطات القضائية]] وحياة والشعوب في جميع أنحاء [[أوروبا]]، مما أتاح لها سلطة بارزة.<ref name=witte30>Witte (1997), p. 30.</ref> ومن خلال نظام [[محكمة|المحاكم]] الخاص بها، احتفظت الكنيسة الولاية على جوانب كثيرة من الحياة العادية، بما في ذلك [[علم الفرائض|الميراث]]، و[[تعليم|التعليم]]، والوعود شفوية، وخطاب القسم، والجرائم الأخلاقية، و[[زواج|الزواج]].<ref name=witte31>Witte (1997), p. 31.</ref> وباعتبارها واحدة من أقوى المؤسسات في [[العصور الوسطى]]، فقد انعكست المواقف [[كنيسة|الكنيسة]] على القوانين [[علمانية|العلمانية]] الحديثة.<ref>Power, p 1.</ref>

[[ملف:Karl der große.jpg|يسار|200بك|تصغير|'''[[شارلمان]]''' صُوّر في [[الحضارة الغربية|الثقافة الغربية]] كحامي العالم المسيحي.]]

خلال القرون الوسطى كانت القوى المؤثرة على الصعيد السياسي في المجتمع الغربي هي: [[نبل|النبلاء]] و[[كاهن|رجال الدين]] و[[ملكية|الملوك]]، وقد نتج عن ذلك صراع في بعض الأحيان بينهم. وكانت سلطة الباباوت قوية بما يكفي لتحدي سلطة الملوك. ولعلّ [[نزاع التنصيب]] أهم صراع بين [[كنيسة|الكنيسة]] و[[الدولة]] في [[أوروبا]] خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]. إذ تحدت مجموعة من الباباوات سلطة الملكيات في السيطرة على التعيينات لمسؤولين عن الكنائس مثل الأساقفة ورؤساء الأديرة. سيّما بلاط [[فريدريك الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|الامبراطور فريدريك الثاني]]، ومقره في جزيرة [[صقلية]]، إذ واجه توتر وخصومة ومنافسة مع [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] من أجل السيطرة على شمال [[إيطاليا]].<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm |العنوان=Catholic Encyclopedia: Frederick Ii |الناشر=Newadvent.org |التاريخ=1909-09-01 |تاريخ الوصول=2011-07-16| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190330195409/http://www.newadvent.org/cathen/06255a.htm | تاريخ الأرشيف = 30 مارس 2019 }}</ref> وكانت أحد أسباب فترة [[بابوية أفينيون]] خلال الأعوام [[1305]] حتى [[1378]] الصراع بين [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] والتاج الفرنسي.<ref name=Morris>Morris, Colin, ''The papal monarchy: the Western church from 1050 to 1250 '', (Oxford University Press, 2001), 271.</ref>

في عام [[1054]] وبعد قرون من العلاقات المتوترة، وقع [[الانشقاق العظيم]] وقسم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] بين [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] وتركزت في [[روما]] وسادت في [[غرب|الغرب]]، و[[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]]، والتي تركزت في [[القسطنطينية]]، عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]]. وكان نظام الحكم في [[القسطنطينية]] مركز الأرثوذكسية الشرقية، نظام ثنائي في قيادة الكنيسة بين [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الاباطرة البيزنطيين]] وبين البطاركة، فوظيفة الإمبراطور البيزنطي حماية [[مسيحية شرقية|الكنيسة الشرقية]] وإدارة إدارتها بواسطة ترأس المجامع المسكونية وتعيين البطاركة وتحديد الحدود الإقليمية لولايتها.<ref name="Britannica">{{Citation

في عام [[1095]] دعا البابا [[أوربانوس الثاني|أوربان الثاني]] إلى [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] من أجل استرداد [[أراضي مقدسة|الأرضي المقدسة]] من الحكم الإسلامي، بعدما منع [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] المسيحيين من زيارة الأماكن المقدسة حسب العقائد المسيحية في [[فلسطين]] وهدم [[كنيسة القيامة]]. وعلى الرغم من النجاح الأولي من [[الحملة الصليبية الأولى]]، فقد انتهت الحملات في نهاية المطاف بالفشل بعد نحو قرنين من التواجد في المشرق.

[[ملف:Reformation.gif|يسار|200بك|تصغير|خريطة تبين مدى إنتشار [[بروتستانتية|البروتستانتية]] في أوروبا (اللون الارزق) مقابل الدول الكاثوليكية (اللون الزيتي)، عقب [[إصلاح بروتستانتي|الإصلاح البروتستانتي]].]]

شهدت مرحلة [[عصر النهضة]] [[بروتستانتية|الإصلاح البروتستاني]] في [[ألمانيا]] على يد [[مارتن لوثر]]،<ref>[http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm البروتستانت] صيد الفوائد، 28 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180121184238/http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm |date=21 يناير 2018}}</ref> إذ انتقد [[مارتن لوثر]] الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي مقدمة ما انتقد قضية [[غفران (مسيحية)|صكوك الغفران]]، وشراء بعض المناصب العليا في الكنيسة و[[محسوبية|المحسوبية]] إضافة إلى ظهور ما يشبه "عوائل مالكة" تحتفظ [[الكرسي الرسولي|بالكرسي الرسولي]] مثل آل بورجيا.<ref>[http://www.edu-prog.com/folder7/16.htm آل بورجيا] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20121014154643/http://www.edu-prog.com/folder7/16.htm |date=14 أكتوبر 2012}}</ref> ظهرت فيما بعد عدد من المذاهب البروتستانتية والتي ارتبطت مع الدولة التي نشأت بها، مثل [[لوثرية|المذهب اللوثري]] في [[النرويج]] و[[دنمارك|الدنمارك]] و[[أنجليكانيةأنجليكية|الكنيسة الأنجليكانية]] في [[إنجلترا|إنكلترا]] حيث يكون [[الملك (توضيح)|الملك]] رأس الكنيسة،<ref>[http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 الخلافات بين الكنائس البروتستانتية بعضها ببعض] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141101031159/http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 |date=01 نوفمبر 2014}}</ref> فهي تجعل من الملك رئيسًا لهذه الكنيسة بدلاً من البابا، وغالبًا ما تكون سلطة الملك فخرية في حين يتولى رئيس أساقفة معين من قبل الملك شؤون الإدارة الفعلية.<ref>تعتبر الكنيسة الإنجليكانية واحدة من هذه الكنائس، انظر [http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 ماذا تعرف عن الكنيسة الانجليكانية؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150701111926/http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 |date=01 يوليو 2015}}</ref> ونجح [[جان كالفن]] مؤسس [[كالفينية|الكالفينية]] بتشكيل حكومة [[ثيوقراطية]] في [[جنيف]] عرفت بنظامها المتشدد، إذ اعتبر كالفن [[الكتاب المقدس]] بأنه المرجعية الأولى ذات الشرعية والسلطة والتي يجب أن تخضع لها السلطات الأرضية. كما أسس الراهب الدومينيكاني [[سافونارولا|جيرولامو سافونارولا]] حكومة [[ثيوقراطية|ثيقراطية]] في [[فلورنسا]] مميزًا أيّاها بأنها «جمهورية مسيحية ودينية» بعد صراع مع آل [[ميديشي]] وانتقال السلطة اليه.<ref>[http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=288825&eid=826 سافونارولا (1453- 1498) الدولة والدين] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141219214427/http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=288825&eid=826 |date=19 ديسمبر 2014}}</ref>

كان نشوء [[بروتستانتية|البروتستانتية]] السبب الرئيس لاندلاع عدة [[حرب أهلية|حروب أهلية]] في [[أوروبا]]: ففي [[إنجلترا]] اضطهد البروتستانت الكاثوليك، ولم يكن الحال بأحسن في [[فرنسا]] حين اندلعت [[حرب أهلية]] بين الطرفين سنة [[1562]] تلتها مذبحة البروتستانت عام [[1572]]؛<ref>[http://www.kabbos.com/index.php?darck=14 ليلة الرعب في باريس، مذبحة عيد القديس برثلماوس] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170512172348/http://www.kabbos.com:80/index.php?darck=14 |date=12 مايو 2017}}</ref> وبصرف النظر عن العامل الديني، كانت هذه الحروب أيضًا صراع على السلطة بين بيت جيز [[كاثوليكية|الكاثوليكي]] و[[آل بوربون]] الداعمين للبروتستانت؛ ومع بداية [[القرن 17|القرن السابع عشر]] دمرت [[حرب الثلاثين عاما]] التي اندلعت سنة [[1618]] أوروبا وهي تنتقل من دولة إلى دولة حاملة أبعادها الدينية؛ وقد تحارب في [[ألمانيا]] [[كالفينية|الكالفينيون]] و[[لوثرية|اللوثريون]] وكلاهما من البروتستانت بحرب طاحنة.<ref>النزعات الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام، كارين آرمسترونغ، ترجمة محمد الجورا، دار الكلمة، طبعة أولى، دمشق 2005، ص.92</ref>

عام [[1453]] استطاعت [[الدولة العثمانية]] [[فتح القسطنطينية]] وسقطت [[الإمبراطورية البيزنطية]]،<ref name="الكنيسة والعلم سابع">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص. 379</ref> وتحول ثقل [[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]] إلى [[روسيا]]؛ و[[روسيا]] كانت [[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية، فقد أعاد الأباطرة الروس من أسرة [[عائلة رومانوف|رومانوف]] الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة،<ref>[http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm تاريخ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180121071914/http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm |date=21 يناير 2018}}</ref> وأصبحت [[روسيا]] قائدة العالم الأرثوذكسي.

وظهر في هذه الفترة مبدأ "الحق الإلهي" من قبل الملوك لتبرير الحكم المطلق، ومن هؤلاء [[لويس الرابع عشر ملك فرنسا|لويس الرابع عشر]] الذي زعم أن سلطته الممنوحة له من الله لا حقّ لأحد من رعاياه حدها. كما حاول [[جيمس السادس والأول|جيمس الأول]] و[[تشارلز الأول]]، ملوك إنجلترا، استيراد هذا المبدأ وعليه نمت المخاوف بأن تشارلز الأول بصدد تأسيس حكم استبدادي، وتمخضت

تلك المخاوف باندلاع [[الحرب الأهلية الإنجليزية]]. كما وصل رجال دين مناصب هامة وخطيرة في الدول الأوروبية مثل الكاردينال [[ريشيليو]] الذي كان وزير الملك الفرنسي [[لويس الثالث عشر ملك فرنسا|لويس الثالث عشر]] و[[كاردينال|الكاردينال]] [[جول مازاران]] وكان رئيس الوزراء في عهد [[لويس الرابع عشر ملك فرنسا|لويس الرابع عشر]].

وفقًا للمؤرخ هيلير بيلوك، تشّكلت الهوية الذاتية لشعوب أوروبا بناءً على آثار ما تبقى من [[روما القديمة|الثقافة الرومانية]]، وعلى مفهوم [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]، وذلك لأن العديد من الأوروبيين تحالفوا عسكريًا نتيجة لطابع ديني مثل [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] ([[1095]]-[[1291]])، و[[سقوط الأندلس|حروب الاسترداد]] ([[711]]-[[1492]])، و[[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] ([[1571]]).<ref>Hilarie Belloc, [http://www.gutenberg.org/ebooks/8442 Europe and the Faith], Chapter I {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171107210331/http://www.gutenberg.org/ebooks/8442 |date=07 نوفمبر 2017}}</ref>

[[ملف:Billy Graham bw photo, April 11, 1966.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[بيلي غراهام]]، دعي بواعظ [[بنتاغون|البنتاغون]] وهو من رموز [[محافظون جدد|المحافظون الجدد]].]]

خلال [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] نضجت الأفكار [[قومية|القومية]] و[[إلحاد|الإلحادية]] في أوروبا، وتزامنت مع تجربتين لهما عميق التأثير في المسيحية: التجربة الأولى ممثلة بقيام [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الإمريكية]] سنة [[1789]]: كانت الولايات المتحدة مزيجًا من طوائف [[بروتستانتية]] عديدة لا تنظمها سلطة مركزية، لذلك فقد كان اعتماد إحدى هذه الطوائف دينًا للدولة أو لإحدى الولايات سيؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على حالة [[فدرالية|الاتحاد الفدرالي]] لذلك كان لا بدّ من فصل الدين عن الدولة، وبالتالي كان الدين السبب الرئيس في خلق أول [[جمهورية]] [[علمانية]]،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.102</ref> لقد وجد [[مسيحيون|المسيحيون]] الأمريكيون، النظام الجديد بما يتيحه من حرية إنجاز [[الله]] تمامًا كما حصل مع [[موسى]] و[[داود|داوود]] وفق [[الكتاب المقدس]]، فرغم علمانيتهم ظل الإمريكيون مخلصين لمسيحيتهم؛<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.103</ref> كذلك فحسب [[موسوعة بريتانيكا|الموسوعة البريطانية]] فقد تأثر [[الآباء المؤسسون للولايات المتحدة]] عند كتابة [[دستور الولايات المتحدة]] من تعاليم [[الكتاب المقدس]] والقيم المسيحية؛<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity الآباء المؤسسيين والمسيحية، الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150502190746/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity |date=02 مايو 2015}}</ref> التجربة الثانية كانت [[الثورة الفرنسية]] سنة [[1789]] والتي قامت تحت شعار [[حقوق الإنسان]] و[[علمانية|فصل الدين عن الدولة]]، لكن التجربة الفرنسية وعلى عكس التجربة الإمريكية كانت هجومية ومضادة للكنيسة فقد تم مصادرة أملاك الأوقاف بما فيها الكنائس والأديرة وإخضاعها لسلطة الدولة الفرنسية، كما واحتلّ [[نابليون بونابرت|نابليون الأول]] [[إيطاليا]]، وثبتت الاتفاقية الموقعة بينه وبين [[الكرسي الرسولي]] سنة [[1801]] وبكذلك فقد أصبح تعيين الأساقفة والكهنة وإدارة شؤونهم بيد السلطات الفرنسية وليس بيد [[الفاتيكان]].<ref>انظر [http://www.civilizationstory.com/civilization/ تاريخ الحضارة] المجلد الحادي عشر، الكتاب الأول، الفصل الأول. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170717103352/http://www.civilizationstory.com:80/civilization/ |date=17 يوليو 2017}}</ref>

كانت [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية في [[الإمبراطورية الروسية|الامبراطورية الروسية]]، وأرتبطت بالأسرة الحاكمة، وشكّل النفوذ المتزايد للقس [[غريغوري راسبوتين]] أحد الأسباب التي سببت قيام [[الثورة الروسية (1917)|الثورة الروسية]] عام [[1917]]. أدى قيام [[شيوعية|الشيوعية]] سنة [[1917]] إلى تأثير سلبي على [[أرثوذكسية (توضيح)|الكنيسة الأرثوذكسية]]،<ref>[http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 الكنيسة الروسية خارج الحدود]، شبكة القديس سيرافيم، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180121072027/http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 |date=21 يناير 2018}}</ref>. وقادت الكنيسة الكاثوليكية، خلال حبرية [[يوحنا بولس الثاني]] معارضة عالمية ضد الشيوعية انتهت بانهيار [[الاتحاد السوفيتي]].<ref>[http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 البابا يوحنا بولس الثاني: أدوار ومهمات]، موقع الأسر، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111226065605/http://alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 |date=26 ديسمبر 2011}}</ref>

لا تزال المسيحية تلعب دور سياسي مؤثر في المجتمعات الغربية ففي [[الولايات المتحدة]] مثلًا استطاع اليمين الانجيلي منذ سبعينات القرن الماضي السيطرة على [[حزب جمهوري (توضيح)|الحزب الجمهوري]] وكان مسؤولاً عن تحديد [[رئيس الجمهورية]] منذ [[جيمي كارتر]] عام [[1976]]، حتى [[جورج دبليو بوش|جورج بوش الابن]] سنة [[2000]].<ref name="نيوزويك">مجلة [http://www.newsweek.com/ نيوزويك]، 16 تشرين ثاني 2006، أزمة هوية انجيلية، ليزا ملير، ص.36 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180208213224/http://www.newsweek.com/ |date=08 فبراير 2018}}</ref> فضلًا عن النفوذ السياسي والإجتماعي والثقافي للكنيسة الكاثوليكية في [[كيبك]] في [[كندا]] حتى عام [[1960]] مع بداية الثورة الهادئة. ويذكر أيضًا دور الكاثوليكية في [[أمريكا اللاتينية]] من خلال [[لاهوت التحرير]]، إذ ناضلت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] من أجل [[عدالة اجتماعية|العدالة الاجتماعية]] والقضاء على الفقر و[[ديكتاتورية|الديكتاتورية]] والدفاع عن المظلومين. أمّا في [[أوروبا]] تلعب الأحزاب [[ديمقراطية مسيحية|الديموقراطية المسيحية]] وهي أحزاب ذات خلفية كاثوليكية، دورًا فعال في السياسة الأوروبية وكانت قد نشأت أولًا في [[بلجيكا]] وسرعان ما انتشرت في كافة أرجاء أوروبا،<ref>[http://www.project-syndicate.org/commentary/mueller2/Arabic من الديمقراطية المسيحية إلى الديمقراطية الإسلامية؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110824032443/http://www.project-syndicate.org:80/commentary/mueller2/Arabic |date=24 أغسطس 2011}}</ref> ولعّل أبرز الأحزاب المسيحية هو [[الاتحاد الديمقراطي المسيحي]] في [[ألمانيا]] الذي يشترك في الائتلاف الحاكم مع [[الحزب الديمقراطي الحر]] منذ عام [[2009]]. ومن جماعات [[ضغط سياسي|الضغط السياسي]] المسيحية في [[الاتحاد الأوروبي]] [[أوبوس داي]] وسانت إيجيديو.<ref>[http://www.mondiploar.com/article1754.html?PHPSESSID=c803379ab235de197eaa8afbb4ed0c5c تحت ضغط الكنائس] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> في حين ترأس في [[قبرص]] ترأس المطران [[مكاريوس الثالث (قبرص)|مكاريوس الثالث]] رئيس وكبير أساقفة [[الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية]] كأول رئيس [[قبرص|لقبرص]] المستقلة من عام [[1955]] وحتى وفاته عام [[1977]].

شهدت عدد من الدول المسيحية التقليدية في العالم المسيحي خاصًة ذات الخلفية البروتستانتية مثل [[ألمانيا]]، [[المملكة المتحدة]]، [[هولندا]]، [[إسكندنافيا|الدول الإسكندنافية]] و[[أستراليا]] انخفاضًا في حضور الكنيسة والمداومة على الصلاة والطقوس الكنسية منذ [[1970]]. وعلى الرغم من ذلك تحتفظ الكنائس البروتستانية بنسب عالية من الاعضاء المنتمين لها في البلدان الآنفة الذكر. لا يقتصر الأمر على الدول ذات الثقافة البروتستانتية بل يشمل أيضًا بعض الدول الكاثوليكية، وان كان أقل وضوحًا في الدول الكاثوليكية مقارنًة بالبروتستانتية، منها [[فرنسا]] والدولة الشيوعية السابقة [[التشيك|الجمهورية التشيكية]] حيث تصل نسبة المداومين والمؤمنين فيها إلى ادنى مستوايتها.<ref name="Eurostat Religion">{{مرجع ويب|الأخير=|الأول=|وصلة المؤلف=|المؤلفين المشاركين=|العنوان=Eurobarometer 225: Social values, Science & Technology|العمل=|الناشر=[[يوروستات]]|السنة=2005|المسار=http://ec.europa.eu/public_opinion/archives/ebs/ebs_225_report_en.pdf|التنسيق=PDF|doi=|تاريخ الوصول=2007-07-21| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170417234033/http://ec.europa.eu/public_opinion/archives/ebs/ebs_225_report_en.pdf | تاريخ الأرشيف = 17 أبريل 2017 }}</ref> أفضى ذلك إلى ظهور شريحة [[مسيحيو الثقافة|المسيحية الثقافية]] وهو مصطلح واسع يستخدم لوصف أشخاص مسيحيين اسميًا ذوي خلفية تراثية و[[التأثير الحضاري للمسيحية|حضارية مسيحية]] وينتمون إلى المسيحية من ناحية عرقية أو ثقافية أو دينية أو تعليمية أو بسبب الروابط العائلية.

من جانب آخر لا تزال نسب المداومين على حضور القداس والمنخرطين في سلك الكهنوت مرتفعة في العديد من الدول الكاثوليكية مثل [[مالطا|مالطة]]، [[بولندا]]، [[جمهورية أيرلندا|ايرلندا]]، [[النمسا]]،[[البرتغال]] و[[إسبانيا]] فضلًا عن [[إيطاليا]] ودول [[أمريكا اللاتينية]].<ref name="aljazeera.net">[http://www.aljazeera.net/NR/exeres/993AF04F-CDDC-4D33-9764-45A26A1C2B22.htm عودة الإيمان وتحولات الإيمان في الغرب] الجزيرة نت، 28 أيلول 2010 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20090318150500/http://aljazeera.net:80/NR/exeres/993AF04F-CDDC-4D33-9764-45A26A1C2B22.htm |date=18 مارس 2009}}</ref> كذلك الأمر بالنسبة لدول أرثوذكسية مثل [[اليونان]] و[[قبرص]] و[[مقدونيا (توضيح)|مقدونيا]]؛ ودول بروتستانتية منها [[الولايات المتحدة]] ودول أفريقية عدّة.<ref>[http://www.alriyadh.com/2005/04/05/article53960.html انسحار عدد الكهنة أهم المشاكل التي سيواجهها البابا الجديد] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131029192921/http://www.alriyadh.com/2005/04/05/article53960.html |date=29 أكتوبر 2013}}</ref> يذكر أّن عدد من دول [[أوروبا الشرقية]] شهدت مع سقوط [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] والأنظمة الشيوعية صحوة دينية كبرى منها [[روسيا]] ممثلة بالعلاقة الوثيقة بين [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] و[[فلاديمير بوتين]]، [[بولندا]]، [[صربيا]]، [[رومانيا]] و[[بلغاريا]].<ref name="aljazeera.net"/>

اليوم فإن غالِبيّة الدول التي يشّكل فيها المسيحيون أغلبية، تَتَّبَنّى [[دولة علمانية|النظام العلماني]] حيث يتم دعم الفكرة من تعاليم [[الكتاب المقدس]]: «أعْطُوُا إِذَاً مَا لِقَيْصَرْ لِقَيْصَرْ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ»<ref>لوقا 20/25</ref>، ومع ذلك فالديانة المسيحية هي [[دين الدولة]] في عدة بلدان حيث أنّ المسيحية هو [[دين (توضيح)|المعتقد الديني]] الرسمي الذي تتخذه هذه الدول عادةً في دساتيرها بشكل رسميّ وهذه الدول: [[الأرجنتين]] و[[موناكو]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]]، و[[أرمينيا]] حيث المذهب السائد هو [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرثوذكسية المشرقية الأرمنية]] و[[اليونان]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية]]، و[[الدنمارك]] حيث المذهب السائد هو [[لوثرية|اللوثرية]]، وعدد آخر من الدول.

كان [[أدب مسيحي|الأدب]] أحد المجالات الثقافية البارزة التي أثرت بها المسيحية. مع التقليد الأدبي الذي يمتد ألفي سنة، كانت المنشورات [[بابوية كاثوليكية|البابوية]] و[[الكتاب المقدس]] تعتبر من ثوابت القوانين [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] ولكن انتج أيضًا عدد لا يحصى من الأعمال الدينية التاريخية الأخرى والتي لها تأثير كبير على [[عالم غربي|المجتمع الغربي]]. وما يزال [[الكتاب المقدس]] احدى أكثر الكتب قراءًة في [[غرب|الغرب]] و[[العالم]].<ref>Seymour-Smith, Martin (1998). The 100 Most Influential Books Ever Written: The History of Thought from Ancient Times to Today, Citadel Press, Secaucus, NJ, 1998, ISBN 0-8065-2000-0.</ref> كان لنصوص [[الكتاب المقدس]] ومواعظ [[يسوع]] مثل [[العظة على الجبل|الموعظة على الجبل]] وأمثاله أثرًا هامًا في الأدب الغربي وقد تُرجم الكتاب المقدس إلى كافة [[لغة|اللغات،]] ومنها ترجمة [[جيمس السادس والأول|جيمس الأول ملك إنجلترا]] في [[لغة إنجليزية|اللغة الإنكليزية]] والذي يعتبر واحد من النصوص الأكثر إثارة للإعجاب في [[أدب إنجليزي|الأدب الإنكليزي]]، كذلك الأمر بالنسبة للنصوص [[العهد القديم]] [[مزمور|فالمزامير]] و[[أسفار الكتابات|مجموعة الكتب الشعرية]] كان لها أيضًا تأثيرًا عميقًا في الفكر والأدب الغربي،<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/343624/Western-literature/15348/Christianity-and-the-church الأدب الغربي (قسم المسيحية والكنيسة) الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150429055915/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/343624/Western-literature/15348/Christianity-and-the-church |date=29 أبريل 2015}}</ref> أما [[الرسائل الرعوية|رسائل بولس]] فكانت إحدى أقدم الوثائق المسيحية الموجودة والنصوص التأسيسية [[علم اللاهوت المسيحي|لعلم اللاهوت المسيحي]].

[[ملف:Saints of the Golden Legend collage.jpg|يسار|200بك|تصغير|مجموعة لقديسين ذكروا في [[الأسطورة الذهبية]] وهو أحد أكثر [[أدب مسيحي|الأعمال الأدبية المسيحية]] تأثيرًا على [[فلكلور|الفلكلور]] الغربي؛ بإتجاه من اليسار إلى اليمين: [[القديسة بربارة|بربارة]] و[[جرجس]] و[[القديسة سيزيليا|سيزيليا]]؛ [[القديس باتريك|باتريك]] و[[القرابة المقدسة]] و[[القديس فالنتين|فالنتين]]؛ [[يعقوب بن زبدي|يعقوب بن زبدى]] و[[القديسة لوسي|لوسي]] و[[كريستوفر]].]]

[[ملف:Milton paradise.jpg|تصغير|يسار|200px|أول صفحة من الملحمة الشعرية [[الفردوس المفقود]] للكاتب الإنكليزي [[جون ميلتون|جون ملتون]]، كتبها عام [[1667]].]]

بعد [[قيامة يسوع]] بحسب العقيدة المسيحية، نمت المسيحية لتكون الدين السائد في [[الإمبراطورية الرومانية]] وبدأ تقليد دراستها ودراسة علومها ولاهوتها. إحدى أهم الكتابات التي انتشرت على نطاق واسع، كتاب القديس [[أوغسطينوس]] «الإعترافات»، وفيه يسرد قصة شبابه وتحوله إلى [[مسيحية|المسيحية]]، ويعتبر كتاب «الاعترافات» أول سيره ذاتية مكتوبة في الأدب الغربي. وقد أثرت كتابات [[أوغسطينوس]] تأثيرًا عميقًا في [[الحضارة الغربية|الثقافة الغربية]].<ref>{{مرجع كتاب | الأخير = Wilken | الأول = Robert L. | العنوان = The Spirit of Early Christian Thought | الناشر = Yale University Press | المكان = New Haven | السنة = 2003 | الرقم المعياري = 0300105983 |الصفحة=291}}</ref> كما وكتب يعقوب دي فراغسي "[[الأسطورة الذهبية]]" وفيه يسرد حكايات القديسين وقد أثّر هذا [[كتاب|الكتاب]] في الفن والثقافة و[[فلكلور|الفلكلور]] الغربي،<ref>[[Émile Mâle]], ''L'art religieuse du XIIIe siècle en France'' (1898) devotes a full chapter to ''Legenda Aurea''، which he avowed was his principal guide for the [[iconography]] of saints.</ref> كما وكتب [[فيلسوف|الفيلسوف]] ورجل الدولة الإنجليزي [[توماس مور]]، «[[أدب المدينة الفاضلة|يوطوبيا]]» أو «المدينة الفاضلة» وذلك في عام [[1516]]، ألّف [[إغناطيوس دي لويولا]] وهو شخصية رئيسية في حركة الإصلاح الكاثوليكي، كتاب تأملات مؤثرة ومعروفة باسم «الرياضات الروحية».

كذلك الأمر بالنسبة للكتاب في العصور الحديثة ف[[وليم شكسبير|ويليام شكسبير]] قد استلهم في عدد من مسرحياته من [[أخلاق مسيحية|القيم المسيحية]] <ref>{{مرجع ويب |العنوان=Assurances of faith: How Catholic Was Shakespeare? How Catholic Are His Plays? |المسار= http://www.crisismagazine.com/julaug2002/feature4.htm |الأخير=Voss |الأول=Paul J. |السنة=2002 |الشهر=July |العمل=Crisis Magazine |الناشر=Morley Publishing Group| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20110222065053/http://www.crisismagazine.com:80/julaug2002/feature4.htm | تاريخ الأرشيف = 22 فبراير 2011 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>، [[تشارلز ديكنز]] احدى أهم اعماله "سلسة حكايات ليالي عيد الميلاد" و"[[ترنيمة عيد الميلاد (رواية)|انشودة عيد الميلاد]]" حملت معاني دينية، [[فكتور هوغو|فيكتور هوجو]]،<ref name="Full List"/> [[ألكسندر دوما]]،<ref name="Full List"/> [[ج. ك. رولينغ|ج. ك. رولينج]] في سلسلة [[هاري بوتر]]،<ref>[http://atheism.about.com/od/harrypotter/i/christianity.htm Is Harry Potter a Christian Allegory? Does Harry Potter Teach Christianity?] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160519150159/http://atheism.about.com:80/od/harrypotter/i/christianity.htm |date=19 مايو 2016}}</ref> [[جون رونالد تولكين|ج. ر. ر. تولكين]] في روايته الملحمية [[سيد الخواتم]]<ref>[http://www.catholiceducation.org/articles/arts/al0160.html 20 Ways “The Lord of the Rings” Is Both Christian and Catholic]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170125201443/http://www.catholiceducation.org/articles/arts/al0160.html |date=25 يناير 2017}}</ref> و[[سي. إس. لويس]] كتب عدد من المؤلفات حول المسيحية أو متأثرة من المسيحية أهمها [[سجلات نارنيا]]<ref>[http://www.christianitytoday.com/ct/2011/marchweb-only/lentinnarnia.html Lent in Narnia] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170703194645/http://www.christianitytoday.com/ct/2011/marchweb-only/lentinnarnia.html |date=03 يوليو 2017}}</ref> وغيرهم.

هناك بعض الباحثين من يرى أن عدد من [[حكاية خرافية|الحكايات الخرافية]] و[[أدب أطفال|أدب الأطفال]] كتبت من روح القيم والمفاهيم المسيحية كحكايات [[الأخوان غريم]] و[[شارل بيرو]] و[[هانس كريستيان أندرسن]] وأساطير [[الملك آرثر]] و[[الكأس المقدسة]].<ref>Vanessa Joosen "Grimm" The Oxford Encyclopedia of Children's Literature. Edited by Jack Zipes. Oxford University Press 2006. York University. 25 October 2011 <http://www.oxfordreference.com.ezproxy.library.yorku.ca/views/ENTRY.html?subview=Main&entry=t204.e1320></ref>

أُستخدمت النماذج الشعرية من قبل المسيحيين منذ بداية المسيحية. أقدم الأشعار المسيحية التي تستخدم كأناشيد دينية، تظهر في الواقع، في [[العهد الجديد]]. منها [[نشيد مريم|ترنيمة التمجيد]]، والتي تظهر في [[إنجيل لوقا]]، بالإضافة إلى أشعار [[العهد القديم]] مثل [[مزمور|المزامير]] و[[أسفار الكتابات|مجموعة الكتب الشعرية]]. يعتقد علماء [[الكتاب المقدس]] أيضًا أن [[بولس الطرسوسي|القديس بولس]] قد كتب أجزاء من التراتيل المسيحية في وقت مبكر في [[رسائل الكاثوليكون|رسائله]].

خلال العصور الكلاسيكية القديمة، تطورت الأشعار المسيحية في الكنيسة الشرقية والغربية، ومن أبرز أعلام الكنيسة الشرقية في هذه الفترة [[أفرام السرياني]] وهو راهب [[آشوريون/سريان/كلدان|سرياني]] ومن رواد كتاب وشعراء المسيحية ويعده بعض المؤرخين واللاهوتيين أعظم من كتب القصيدة والترنيمة الدينية في [[مسيحية شرقية|الشرق المسيحي]]، وظهرت في [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]] قصائد وأشعار في مدح [[مريم العذراء]] والتي عرفت بصلاة ''المدائح''.

في الغرب المسيحي كُتبت عددًا من القضائد المهمة في [[لغة لاتينية|اللغة اللاتينية]] والتي ما تزال تستخدم في قداس [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]]، مثل ''Vexilla Regis'' و''Pange lingua gloriosi proelium certaminis (غرّد يا لساني، للكفاح المجيد)''؛ من وجهة النظر الأدبية واللغوية، تعتبر هذه القصائد والتراتيل بمثابة ابتكارات هامة.

في كثير من الآداب العامية الأوروبية، يعتبر [[شعر (أدب)|الشعر المسيحي]] بين آوائل الأشعار والآداب الأوروبية، و[[إعادة صوغ]] الكتاب المقدس كان في كثير من الأحيان سابق [[ترجمات الكتاب المقدس|لترجمات الكتاب المقدس]]. فمثلًا في الشعر الإنجليزي القديم، ''حلم الصليب''، ويتحدث الشعر عن تأمل على صلب المسيح والذي يتماهى مع الصور البطولية الجرمانية، وينطبق هذا على يسوع، هي واحدة من المعالم الشعرية الأقدم الموجودة في [[أدب إنجليزي|الأدب الإنجليزي]] القديم. [[دانتي أليغييري]] في [[ملحمة|ملحمته الشعرية]] [[الكوميديا الإلهية]] يمثل واحد من أقدم المعالم الشعرية [[أدب إيطالي|للأدب العامي الإيطالي]]. كذلك فان الكثير من الشعر القديم الأيرلندي كتبه رهبان [[إيرلنديون]] وبالتالي فتتطرق هذه الأشعر إلى مواضيع دينية. وتتكرر هذه الأشعار المسيحية المبكرة في معظم اللغات الأوروبية.

كان للمرأة المسيحية دور بارز في كتابة الشعر والقصيدة المسيحية، خاصة في المواضيع [[صوفية|الصوفية]]، مثل القديسة [[طليان|الإيطالية]] كاترينا السيانيّة و[[إسبان|الإسبانية]] [[تيريزا القديسةالأفيلاوية|تريــــزا الأفيلية]] و[[فرنسيون|الفرنسية]] تريزا الطفل يسوع و[[ألمان|الألمانية]]، [[يهودية]] الأصل، [[إديت شتاين|إديث شتاين]].

ظهر حديثًا [[أدب مسيحي|الشعر المسيحي]] الحديث. وينتشر اليوم على نطاق واسع وهناك عدد من الكتاب المحدثين في المواضيع المسيحية ويظهر ذلك في كثير من قصائدهم، منهم وليام بليك، تشيسترتون وإليوت.

[[ملف:Creación de Adám.jpg|تصغير|200بك|خلق [[آدم]]: أشهر أيقونات [[ميكيلانجيلو]] تزين سقف [[كنيسة سيستينا|كنيسة سيستين]] في [[الفاتيكان]] وتعتبر قمة الفن الغربي.]]

كان للمسيحية بشكل عام و[[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|للكنيسة الكاثوليكية]] بشكل خاص دور في تطوير وتألق الفن الغربي. ويتألف هذا من جميع المصنفات المرئية المنتجة في محاولة لتوضيح تعاليم المسيحية الدينية. ويشمل هذا [[رسم|الرسم]] و[[نحت|النحت]] و[[فسيفساء|الفسيفساء]]، [[صنع الأدوات المعدنية]]، [[أشغال الإبرة|التطريز]]، الايقونات وحتى [[العمارة (توضيح)|العمارة]]. وقد لعبت الكاثوليكية والأرثوذكسية دورًا بارزا في تاريخ وتطور الفن الغربي منذ القرن الرابع على الأقل.<ref>[http://www.planetgast.net/symbols/ Welcome to Christian Symbols!] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170715231443/http://www.planetgast.net:80/symbols/ |date=15 يوليو 2017}}</ref> ومن المواضيع الرئيسية التي استلهمت في اعمال الفن المسيحي حياة [[يسوع]] المسيح، جنبا إلى جنب حياة تلاميذه، والقديسين، وأحداث من [[العهد القديم]].<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/115240/Christianity المسيحية (قسم الفن والليتورجيا)، الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150502233015/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/115240/Christianity |date=02 مايو 2015}}</ref>

من أوائل الفنون المسيحية التي ما زالت واضحة العيان هي اللوحات الجدارية التي رسمت على جدران المنازل وسراديب الموتى أثناء اضطهاد [[مسيحيون|المسيحيين]] ايام [[الإمبراطورية الرومانية|الامبراطورية الرومانية]]. والتوابيت الحجرية التي صنعها الرومان المسيحيين حوت تماثيل منحوتة تصور [[يسوع]] و[[مريم العذراء|مريم]] وشخصيات توراتية أخرى. عقب نهاية الاضطهاد اعتمد الفن المسيحي أشكال أكثر ثراء مثل [[فسيفساء|الفسيفساء]] والمخطوطات المزخرفة.

خلال [[إصلاح بروتستانتي|الاصلاح البروتستانتي]] ظهرت حركة دعت إلى تدمير الصور الدينية ف[[بروتستانتية|البروتستانتية]] لم تحبذ التصوير، ادّى ذلك إلى نشوء نوع فن جديد في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] وهو [[باروكية|فن الباروك]] و[[روكوكو|الروكوكو]].

نشطت خلال [[عصر النهضة]] حركة فن [[رسم|الرسم]] و[[نحت|النحت]] واحتكر [[الفاتيكان]] أغلب الفنانين: [[ليوناردو دا فينشي|ليوناردو دافنشي]]، [[ميكيلانجيلو]]، [[رفائيل|رافائيل]] وغيرهم.<ref>[http://www.iraqipa.net/11_09/1-10/a16_9nov09.htm عصر النهضة وتأثيراته الفنية والسياسية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131202231902/http://www.iraqipa.net/11_09/1-10/a16_9nov09.htm |date=02 ديسمبر 2013}}</ref> كما إن أغلب التحف الفنية القائمة حتى اليوم في مختلف أنحاء [[أوروبا]] والتي تعود ل[[عصر النهضة]]، يعود الفضل في بنائها لتشجيع بابوات ذلك العصر.<ref>[http://www.iraqipa.net/11_09/1-10/a16_9nov09.htm عصر النهضة وتأثيراته الفنية والسياسية]، موقع العراق، 28 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131202231902/http://www.iraqipa.net/11_09/1-10/a16_9nov09.htm |date=02 ديسمبر 2013}}</ref>

أغلب الأعمال الفنية الكبرى من مختلف الأصعدة أيضًا كانت مرتبطة [[المسيحيةمسيحية|بالمسيحية]]، فالقسم الأكبر منها مأخوذ من [[الكتاب المقدس]] أو يمثل مقاطعًا وأحداثًا منه؛ ومن ابرز هذه الاعمال [[تمثال بيتتا|بيتتا]]، [[سقف كنيسة سيستينا]]، [[منحوتة قبر يوليوس الثاني]] و[[تمثال داود|تمثال داوود]] [[ميكيلانجيلو|لميكيلانجيلو]]، [[عذراء الصخور (لوحة)|عذراء الصخور]] و[[العشاء الأخير]] [[ليوناردو دا فينشي|لليوناردو دا فينشي]] و[[نافورة تريفي]] التي بنيت بطلب البابا [[أوربان الثامن]] وغيرها.

[[منمنمة|المنمنمات]] هي صورة مزخرفة في [[مخطوط]].أنتجت عدد كبير من المنمنمات ذات المواضيع المسيحية في المقام الأول في [[جمهورية أيرلندا|أيرلندا]]، و[[إيطاليا]] و[[القسطنطينية]]. غالبية المخطوطات الباقية هي من العصور الوسطى، على الرغم من كون العديد من المخطوطات المزخرفة الباقية تعود إلى [[عصر النهضة]] جنبًا إلى جنب مع عدد محدود جدًا من العصور القديمة المتأخرة وقد حفظت الأديرة عدد هام من اللمنمنمات التاريخية.

[[ملف:Spas vsederzhitel sinay.jpg|تصغير|200بك|[[أيقونة]] [[أرثوذكسية شرقية|أرثوذكسية]] ليسوع المسيح وتعبر احدى أهم ايقونات [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]].]]

لقد اختلف موقف الكنائس [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] والغربية تجاه الفنون خاصة تجاه مسألة التماثيل داخل الكنائس، فعلى حين رفضت كنائس [[القسطنطينية]] و[[أنطاكية (توضيح)|أنطاكية]] و[[الإسكندرية]] ذلك وطورت فنها الخاص خاصًة فن الايقونات، فقد سمحت بها [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] في [[روما]] وما يتبعها من كنائس في الغرب الأوروبي،<ref name="altasamoh.net">[http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=615 المسيحية والفن في العصر الوسيط بين المنظور الديني والتطور التاريخي]</ref> وذلك عبر استغلال الفن المسيحي الذي شيد التماثيل ذات الدلالة الدينية [[مسيحية|المسيحية]]، والتي استخدمت أيضاً في نشر الدين الجديد في أوساط الغرب الأوروبي الذي يعاني من الجهل بالقراءة والكتابة، وهكذا تم استغلال التماثيل المسيحية من أجل هدف تعليمي وتثقيفي بحت.<ref name="altasamoh.net"/> بينما اتبعت [[مسيحية شرقية|الكنائس المسيحية الشرقية]] مسار مختلف في الفنون، إذ تطور فن الايقونات خاصة في ظل [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]] حيث تطور فن موزاييك والفسيفساء من الرخام أو الزجاج و[[منمنمة|زخرفة المخطوطات]]، عقب [[فتح القسطنطينية|سقوط القسطنطينية]] انتقل مركز فن الايقونات إلى [[روسيا]] والتي طورت اساليب جديدة في فن الايقونات، ولا تزال روسيا حتى اليوم مركز للايقونات الشرقية.

كذلك طورت الكنائس [[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]] فنونها الخاصة التي ارتبطت بهويتها ففي الكنيسة القبطية عرفت في [[تصويرلوحة جداريجدارية|التصوير الجداري]] وفن [[زخرفة قبطية|الزخرفة القبطية]] كذلك الأمر بالنسبة [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] التي طورت فن أفريقي مسيحي فريد. وطورت أيضًا كنيسة مالانكارا في [[الهند]] فن ذات عناصر هندية و[[مسيحية سريانية|سريانية]].

تمركزت الحياة الروحية والفكرية في [[مسيحية|المسيحية]] حول [[كنيسة|الكنيسة]] لذا صمم المعماريون الكنائس والأديرة والمباني الدينية الأخرى، كما صمموا القلاع والحصون والمنشآت الأخرى غير الدينية. والعمارة الكنسية هو مصطلح يشير إلى الهندسة المعمارية للمباني الكنائس المسيحية. وقد تطورت أنواع هذه العمارة على مدى الفي سنة من الدين المسيحي، وذلك عن طريق الابتكار، من خلال التشبه الطرز المعمارية الأخرى، فضلًا عن الاستجابة للمعتقدات والممارسات والتقاليد المحلية. من ولادة المسيحية وحتى الآن، كان للمسيحية اثر في تطور [[العمارة (توضيح)|العمارة]] و[[عمارة|الهندسة المعمارية]] من خلال التصماميم المسيحية للكنائس من [[عمارة بيزنطية|العمارة البيزنطية]]، و[[عمارة رومانسكية|الكنائس والاديرة الرومانية]]، [[عمارة قوطية|الكاتدرائيات القوطية]] وكنائس [[عصر النهضة]].<ref name="John Harvey, The Gothic World">John Harvey, ''The Gothic World''.</ref> وكانت هذه المباني الكبيرة، مركزًا معماريًا مرموقًا ومن البناي المهيمنة في المدن والريف. وقد طوّرت العمارة المسيحية تقنيّات وفنون وديكورات الهندسة المعمارية.<ref name="John Harvey, The Gothic World"/>

ولعل أبرز المآثر للعمارة المسيحية هي [[كاتدرائية|الكاتدرائيات]] و[[بازيليكا|البازيليكا]]. البازيليكيا والكاتدرائيات على وجه الخصوص، حوت أشكال هيكلية معقدة والتي توجد في كثير من الأحيان بشكل أقل في كنائس الرعية. كما أنها تميل إلى عرض مستوى أعلى من النمط المعماري المعاصر والعمل مع عدد كبير من الحرفيين من اجل إنجازه، واحتلت [[كاتدرائية|الكاتدرائية]] مكانة اجتماعية وثقافية وتاريخية هامة في [[الحضارة الغربية]]. عدد من الكاتدرائيات والكنائس والاديرة، تعتبر من بين الأعمال الأكثر شهرة في فن العمارة على كوكب [[الأرض]]. وتشمل هذه [[كاتدرائية القديس بطرس|بازيليك القديس بطرس]] في [[روما]]؛ [[كاتدرائية نوتردام دو باري (باريس)|نوتردام دي باريس]]، و[[كاتدرائية كولونيا]]، وكاتدرائية ساليسبوري، وكاتدرائية براغ، وكاتدرائية لنكولن، ودير القديس دينيس في [[باريس]]، و[[كنيسة سانتا ماريا دي ماجيوري|بازيليك سانتا ماريا ماجوري]] في [[روما]]، وكنيسة سان فيتالي في [[رافينا]]؛ [[كنيسة سان ماركو|بازيليك القديس مرقص]] في [[البندقية]]، [[دير وستمنستر|كنيسة وستمنستر]] في [[لندن]]، و[[كاتدرائية القديس باسيل]] في [[موسكو]]، كاتدرائية واشنطن الوطنية، [[ساغرادا فاميليا]] في [[برشلونة]] وكنيسة [[آيا صوفيا]] في [[إسطنبول|اسطنبول]]، وهو الآن [[متحف]].

[[فلسفة مسيحية|الفلسفة المسيحية]] هو مصطلح لوصف انصهار مختلف مجالات الفلسفة اللاهوتية مع المذاهب المسيحية. كانت الطريقة المدرسية وهو ما يعني "الذي ينتمي إلى المدرسة"، طريقة التعليم الأساسية التي درسن من قبل الأكاديميين في [[جامعة|الجامعات]] الأوروبية في القرون الوسطى. الطريقة المدرسية هي فلسفة للتوفيق بين فلسفة فلاسفة العصور الكلاسيكية القديمة مع [[علم اللاهوت المسيحي|اللاهوت المسيحي]] في القرون الوسطى.

يعتبر اللاهوتي والفيلسوف [[توما الأكويني]]، أحد الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي، وهو أبو [[توماوية|المدرسة التوماوية]] في [[فلسفة|الفلسفة]] و[[علم اللاهوت المسيحي|اللاهوت]]. تأثيره واسع النطاق على الفلسفة الغربية، وكثيرٌ من أفكار [[فلسفة|الفلسفة]] الغربية الحديثة هي إما ثورة ضد أفكاره أو اتفاقٌ معها، خصوصاً في مسائل الأخلاق و[[قانون|القانون]] الطبيعي ونظرية [[سياسة|السياسة]]. وقد الف العديد من المؤلفات عن [[فلسفة|الفلسفة]] وتعتبر احدى الاعمال الأكثر تأثيرا في الادب الغربي.<ref>Ross, James F., "Thomas Aquinas, ''Summa theologiae'' (ca. 1273), Christian Wisdom Explained Philosophically", in ''The Classics of Western Philosophy: A Reader's Guide'', (eds.) Jorge J. E. Gracia, Gregory M. Reichberg, Bernard N. Schumacher (Oxford: Blackwell Publishing, 2003), p. 165. [http://books.google.ca/books?id=6jAcwGItzssC&lpg=PA165&ots=MXldxkl9sr&dq=james%20f%20ross%20philosopher&pg=PA165#v=onepage&q&f=false] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150414150046/http://books.google.ca/books?id=6jAcwGItzssC&lpg=PA165&ots=MXldxkl9sr&dq=james%20f%20ross%20philosopher&pg=PA165 |date=14 أبريل 2015}}</ref>

تضم قائمة منظرّي الفلسفة المسيحية أسماء عديدة أبرزها [[أوغسطينوس]]، و[[توما الأكويني]]، و[[فرانسيس بيكون]]، و[[بليز باسكال]]، و[[هوغو غروتيوس]]، و[[جورج فيلهلم فريدريش هيغل|غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل]]، و[[جان جاك روسو]]، و[[جان كالفن]]، و[[سورين كيركغور]]، و[[كارل بارث]]، و[[ليو تولستوي]]، و[[ألبرت شفايتزر|ألبرت شوايتزر]] و[[إسحاق نيوتن]].<ref>[http://www.gutenberg.org/files/16878/16878-h/16878-h.htm Gutenberg.org copy of that book] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171109051249/http://www.gutenberg.org/files/16878/16878-h/16878-h.htm |date=09 نوفمبر 2017}}</ref>

كان تأثير الكنيسة على الحروف الغربية والتعلم هائل. فالنصوص القديمة من [[الكتاب المقدس]] قد أثرت بعمق على [[فن|الفن]] والتفكير الغربي، و[[أدب|الأدب]] والثقافة لعدة قرون. بعد انهيار [[الإمبراطورية الرومانية]] الغربية، كانت المجتمعات الرهبانية الصغيرة عمليًا البؤر الاستيطانية لمحو الأمية في [[أوروبا الغربية]].<ref>Kenneth Clarke; Civilisation, BBC, SBN 563 10279 9; first published 1969</ref> في الوقت ذاته، فقد أنشأت مدارس [[كاتدرائية|الكاتدرائية]]، وهي مدارس اقيمت بالقرب من الكنائس، وأصبحت هذه المدارس في مرحلة متقدمة جامعات [[أوروبا]] الأولى، وقد رعت [[كنيسة|الكنيسة]] الآلاف من مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي والعالي في جميع أنحاء [[العالم]] منذ ذلك الحين.<ref name="Newadvent.org"/> وكذلك الامر كان بالنسبة [[مسيحية شرقية|للكنائس الشرقية]] التي رعت [[علم|العلوم]] في [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]] والتي كانت مركز ثقافي وعلمي وحضاري في الأهم في العالم القديم، والتي ارتبطا ارتباطًا وثيقًا مع [[فلسفة|الفلسفة]] القديمة، و[[ما وراء الطبيعة|الميتافيزيقيا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Anastos|1962|p=409}}.</ref> ومن الانجازات التي طبقت فيها [[علم|العلوم]] كانت بناء كنيسة [[آيا صوفيا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Cohen|1994|p=395}}; Dickson, [http://www.roma.unisa.edu.au/07305/medmm.htm Mathematics Through the Middle Ages].</ref> خلال عصر النهضة البيزنطية دعمت [[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الشرقية]] الحركة والنهضة العلمية وخاصة في مجال [[علم الفلك]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[طب|الطب]] فكتب الرهبان [[موسوعة|الموسوعات]] الطبية التي تضمنت شروحا في أمراض العين و[[أذن|الأذن]] و[[فم|الفم]] و[[جراحة|العمليات الجراحية]]، وقد ترجمت هذه الموسوعات إلى [[لغة لاتينية|اللاتينية]] و[[لغةاللغة سريانيةالسريانية|السريانية]] و[[لغةاللغة عربيةالعربية|العربية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|King|1991|pp=116–118}}.</ref> كما انتج الرهبان البيزنطيين ابحاثًا في حقول [[كيمياء]] المعادن و[[سبيكة|السبائك]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[الهندسة الجغرافية]]، وكانوا يؤمنون بأن [[كوكب|الكواكب]] والنجوم لها تأثير على أحداث [[الأرض]]، وكانت هذه [[علم|العلوم]] السبب الرئيسي في احياء الاداب اليونانية القديمة والدراسات النحوية والأدبية والعلمية في [[إيطاليا]] مطلع [[عصر النهضة]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Robins|1993|p=8}}.</ref><ref name="TM189">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Tatakes|Moutafakis|2003|p=189}}.</ref>

[[ملف:Sistinehall.jpg|يسار|200بك|تصغير|القاعة الرئيسية [[مكتبة الفاتيكان|لمكتبة الفاتيكان]]، وهي إحدى أقدم وأكبر [[مكتبة|المكتبات]] في [[العالم]] وتحوي مجموعة [[مخطوط]]ات تاريخية مهمة.]]

دعمت الكنيسة التعليم في [[الإمبراطورية البيزنطية|الامبراطورية البيزنطية]]، <ref>{{مرجع ويب |المسار=http://historymedren.about.com/gi/dynamic/offsite.htm?zi=1/XJ/Ya&sdn=historymedren&cdn=education&tm=7&f=00&tt=14&bt=0&bts=0&zu=http://www.med.virginia.edu/hs-library/historical/antiqua/texte.htm |العنوان= Byzantine Medicine - Vienna Dioscurides|تاريخ الوصول=2007-05-27 |العمل=Antiqua Medicina|الناشر=University of Virginia| وصلة مكسورة = yes }}</ref> فأنشأت المدارس والمعاهد وأهمها جامعة [[القسطنطينية]] التي كانت تُدرّس [[فلسفة|الفلسفة]] و[[قانون|القانون]] و[[طب|الطب]] ونحو اللغة اللاتينية واليونانية وبلاغتها في حين نشطت المدارس الاكاديمية الفلسفية والفلكية في [[الإسكندرية]]،<ref>The faculty was composed exclusively of philosophers, scientists, rhetoricians, and [[فقه اللغة]] ({{مرجع كتاب | الأخير=Tatakes |الأول=Vasileios N. |المؤلفين المشاركين=Moutafakis, Nicholas J. | العنوان=Byzantine Philosophy | السنة=2003 | الناشر=Hackett Publishing|الرقم المعياري=0-872-20563-0|الصفحات=189}})</ref> وبنيت أيضًا المدارس الرهبانية التي ركزت على [[الكتاب المقدس]] واللاهوت و[[القداس الإلهي|الليتورجيا]] لكنها تضمنت أيضًا تعليم نصوص ادبية وفلسفية وعلمية في المناهج الدراسية، وبذل [[راهب|الرهبان]] الأرثوذكس جهودًا في نسخ المخطوطات الكنسية، وكتب [[أدب|الأدب]] القديمة.<ref>{{Cite journal|الأخير=Anastos |الأول=Milton V. |وصلة المؤلف= |المؤلفين المشاركين= |السنة=1962 |الشهر= |العنوان=The History of Byzantine Science. Report on the Dumbarton Oaks Symposium of 1961 |journal=Dumbarton Oaks Papers |volume=16 |issue= |الصفحات=409–411 |id= |تاريخ الوصول=2007-05-27|اقتباس=|doi=10.2307/1291170 |jstor=1291170 |الناشر=Dumbarton Oaks, Trustees for Harvard University |ref=harv}}</ref> وكان لكهنة الكنيسة [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] بعد [[فتح القسطنطينية|سقوط القسطنطنية]] فضل في نشر [[تعليم|التعليم]]، وقد أعتبروا التنويريين والمربين لمجتمعات [[أوروبا الشرقية]]، فقد كان لرجال الدين وأسرهم دور في محو الأمية في [[أوروبا الشرقية]].

بعد إصلاح كلونياك داخل [[دير|الأديرة]] الرهبانية عام [[910]]، تطورت [[دير|الاديرة]] وتوسعت وأصبحت مركز علمي وتكنولوجي.<ref name="Duffy88">Duffy, p. 88–89.</ref> فقدمت الاديرة عدة اخترعات وابتكارات وتم الحفاظ داخل الاديرة على [[أدب|الاداب]] والمخطوطات و[[علم|العلوم]] القديمة. كما وتم بناء داخل الاديرة مدارس ومكتبات.<ref name="Woods40">Woods, p. 40–44.</ref><ref name="LeGoff80">Le Goff, p. 80–82.</ref> كما ألف الرهبان في أديرتهم عدد من [[موسوعة|الموسوعات]] المتخصصة بالمسيحية ومواضيع أخرى، وألّف القديس إيزيدور من [[إشبيلية]]، أحد أهم علماء [[العصور الوسطى]]، [[موسوعة]] شاملة أُعتبرت إحدى أهم معارف [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]].<ref>MacFarlane 1980:4; MacFarlane translates ''Etymologiae'' viii.</ref>

[[ملف:KingsCollegeChapelWest.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[جامعة كامبريدج]] إحدى اقدم [[جامعة|جامعات]] في [[أوروبا]] بدأت كمدرسة [[كاتدرائية]].]]

ظهرت خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] مدارس قرب [[كنيسة|الكنائس]] و[[كاتدرائية|الكتدرائيات]]، ودعيت '''بمدارس الكاتدرائية'''. وكانت هذه المداراس مراكز للتعليم المتقدم، وبعض من هذه المدارس أصبحت في نهاية المطاف الجامعات الأولى في الغرب وبذلك يشير الباحثين إلى كون [[جامعة|الجامعة]] ذات جذور [[مسيحية]].<ref>Rüegg, Walter: "Foreword. The University as a European Institution", in: ''A History of the University in Europe. Vol. 1: Universities in the Middle Ages'', Cambridge University Press, 1992, ISBN 0-521-36105-2, pp. XIX–XX</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Verger|1999}}</ref>. وأُعتبرت مدرسة [[كاتدرائية شارتر]] أكثر المدارس شهرةً وتأثيرًا. وكانت الجامعات المسيحية في [[العصور الوسطى]] في دول [[أوروبا الغربية]]، قد شجعت حرية البحث وخرّجت مجموعة كبيرة ومتنوعة من العلماء والفلاسفة.<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.newadvent.org/cathen/07037a.htm |العنوان=CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: Robert Grosseteste |الناشر=Newadvent.org |التاريخ=1910-06-01 |تاريخ الوصول=2011-07-16| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181018031300/http://www.newadvent.org:80/cathen/07037a.htm | تاريخ الأرشيف = 18 أكتوبر 2018 }}</ref> وتعتبر [[جامعة بولونيا]] ذات الاصول [[مسيحية|المسيحية]] أقدم جامعة في العالم.<ref name="Newadvent.org">{{مرجع ويب|المسار=http://www.newadvent.org/cathen/01264a.htm |العنوان=CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: St. Albertus Magnus |الناشر=Newadvent.org |التاريخ=1907-03-01 |تاريخ الوصول=2011-07-16| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181018013829/http://www.newadvent.org:80/cathen/01264a.htm | تاريخ الأرشيف = 18 أكتوبر 2018 }}</ref> بفضل الرهبان المسيحيين تم الحفاظ على الروح العلمية التي قادت الثورة العلمية.

[[تكنولوجيا|التكنولوجيا]] في العصور الوسطى مصطلح يشير إلى التكنولوجيا المستخدمة في أوروبا في القرون الوسطى تحت الحكم المسيحي. بعد [[عصر النهضة]] مع حلول [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]، شهدت [[أوروبا]] في [[العصور الوسطى]] إلى تغيير جذري في معدل الاختراعات الجديدة والابتكارات في طرق إدارة الوسائل التقليدية للإنتاج والنمو الاقتصادي.<ref>Alfred Crosby described some of this technological revolution in his ''The Measure of Reality : Quantification in Western Europe, 1250–1600'' and other major historians of technology have also noted it.</ref> شهدت فترة التقدم التكنولوجي الرئيسية، بما في ذلك اعتماد [[أسطرلاب|الإسطرلاب]] والبارود، واختراع [[نظارة|النظارات]]، وتحسنت كثيرًا عمل مصانع المياه وتقنيات البناء، والزراعة بشكل عام، وصناعة [[ساعة (آلة)|الساعات]]، والسفن. وتقدم تقنية السفن كانت السبب لبداية [[عصر الاستكشاف]]. كذلك كان لتطوير مصانع المياه أهمية حضارية كبرى، وامتدت التطورات من الزراعة إلى مناشر الخشب، واستمدت ذلك من التكنولوجيا الرومانية. وبحلول نهاية القرون الوسطى كانت معظم القرى الكبيرة في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] تحوي المطاحن. كما أنها كانت تستخدم على نطاق واسع في مجال التعدين.

حصل تقدم هام في مجال [[ملاحة|الملاحة]] رافقه تطوير [[بوصلة|البوصلة]] والإسطرلاب جنبًا إلى جنب مع التقدم في بناء السفن، وتمكين الملاحة للمحيطات [[العالم]] وبالتالي السيطرة على التجارة العالمية والاقتصادية. طبع [[بيبل غوتنبرغ]]، أول طبعة لل[[الكتاب المقدس|كتاب المقدس]]، طبعها [[يوهان غوتنبرغ]]، وله أهمية كبيرة في بدء ثورة وعصر [[طباعة|الطباعة]]، والتي أتاحت نشر العلم والثقافة بين عامة الناس.

[[ملف:Christian Scientists.jpg|تصغير|يمين|240px|بعض العلماء المسيحيين المشاهير وهم من الأعلى واليسار: [[إسحاق نيوتن]] و[[جاليليو جاليلي|غاليليو غاليلي]] و[[نيكولا تسلا]] و[[ماكس بلانك]].]]

مع بداية [[عصر النهضة]] كان [[بابوية كاثوليكية|الباباوت]] من الداعمين المتحمسين للنهضة، ومن رعاة الفنون فأعظم فناني [[عصر النهضة]] ك[[ليوناردو دا فينشي]] و[[ميكيلانجيلو]] و[[رفائيل|رافائيل]] و[[نيكولو مكيافيلي|ميكافيللي]] و[[ساندرو بوتيتشيلي]] و[[جان لورينزو برنيني|بيرنيني]]؛ كان الفاتيكان قد أبرم معهم عقود احتكار مدى الحياة. وتحولت المدن البابوية في [[إيطاليا]] وعلى رأسها [[روما]] إلى عواصم الثقافة العالمية،<ref name="الكنيسة والعلم خامس">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.298</ref> التي أخذت بشكل خاص طابع الجامعات والمستشفيات والنوادي الثقافية؛ وتطورت تحت قيادة الفاتيكان أيضًا مختلف أنواع العلوم خصوصًا [[علم الفلك|الفلك]]،<ref>الكنيسة والعلم، جورج مينوا، دار الأهالي، دمشق 2005، طبعة أولى، ص.167</ref> و[[رياضيات|الرياضيات]]،<ref name="الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.267">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.267</ref> و[[علم أصول الكلمات|التأثيل]]،<ref name="الكنيسة والعلم سادس">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.294</ref> و[[فلسفة|الفلسفة]]، و[[بلاغة|البلاغة]]،<ref name="الكنيسة والعلم سادس"/> و[[طب|الطب]]،<ref name="الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.257">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.257</ref> و[[تشريح|التشريح]]،<ref name="الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.220">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.220</ref> و[[فيزياء|الفيزياء]] خصوصًا الأرسطوية (أي المنسوبة إلى [[أرسطو]])،<ref name="الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.263">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.263</ref> والفيزياء المكيانيكية خصوصًا أدوات الحرب،<ref name="الكنيسة والعلم سادس"/> إلى جانب [[العمارة (توضيح)|العمارة]] و[[كيمياء|الكيمياء]] و[[جغرافيا|الجغرافيا]] و[[فلسفة|الفلسفة]] وعلوم النبات والحيوان.<ref name="الكنيسة والعلم سادس"/>

عمل عدد كبير من الكهنة برزوا [[عالم (مهنة)|كعلماء]]، وكثير منهم كانوا من الرهبانية اليسوعية، كان منهم رواد في علم [[علم الفلك|الفلك]]، [[علم الوراثة]]، علم [[مغناطيسية أرضية|المغناطيسية الأرضية]] و[[علم الأرصاد الجوية|علم الطقس]] و[[علم الزلازل|الزلازل]]، والفيزياء الشمسية، و[[طب|الطب]] وأصبح بعض منهم "الآباء" لهذه العلوم. ومن أهم الأمثلة على رجال دين مسيحيين لهم اهمية في [[علم|العلوم]] [[جريجورغريغور يوهان مندل|جريجور ميندل]] <ref name="Full List">[http://www.adherents.com/adh_influ.html Full List] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171221010635/http://www.adherents.com/adh_influ.html |date=21 ديسمبر 2017}}</ref> من أهم علماء الجينات و[[علم الوراثة|الوراثة]]، [[نيكولاس ستينو]] أب علم [[علم وصف طبقات الأرض|وصف طبقات الأرض]] وله اسهامات في علم [[تشريح|التشريح]]، <ref name="Woods">[[توماس وودس]]. ''How the Catholic Church Built Western Civilization'', p 4 & 96. (Washington, DC: Regenery, 2005); ISBN 0-89526-038-7</ref> رينه جوت هواي مؤسس [[علم البلورات]]،<ref>Brock, H. (1910). René-Just Haüy. In "The Catholic Encyclopedia". New York: Robert Appleton Company.</ref> وجان-بابتيست كاروني مؤسس [[علم الأحياء الخلوي]]،<ref>[http://www.catholic-forum.com/saints/indexncd.htm القاوموس الكاثوليكي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130825052022/http://www.catholic-forum.com:80/saints/indexncd.htm |date=25 أغسطس 2013}}</ref> و[[روجر باكون]] الراهب [[الرهبنة الفرنسيسكانيةفرنسيسكانية|الفرنسيسكاني]] الذي كان واحدًا من أوائل دعاة المنهج العلمي، [[مارين ميرسين]] أبو [[علم الصوت]]<ref name=Bernstein>{{مرجع كتاب | الأخير = Bernstein | الأول = Peter L.|العنوان= Against the Gods: The Remarkable Story of Risk | الناشر = John Wiley & Sons | date = 1996 | الصفحة = 59 | الرقم المعياري = 9780471121046}}</ref> والبلجيكي [[جورج لومتر]] أول من اقترح نظرية [[الانفجار العظيم]].<ref>[http://www.pbs.org/wgbh/aso/databank/entries/dp27bi.html A Science Odyssey: People and Discoveries: Big bang theory is introduced<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180205211712/http://www.pbs.org/wgbh/aso/databank/entries/dp27bi.html |date=05 فبراير 2018}}</ref><ref>[http://www.chemsoc.org/timeline/pages/1927.html Lemaître - Big Bang<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20021021140107/http://www.chemsoc.org:80/timeline/pages/1927.html |date=21 أكتوبر 2002}}</ref> أمثلة أخرى لرجال دين مسيحيين ممن لهم أيضا اهمية في [[علم|العلوم]] [[يوحنا النحوي|جون فيلوبونوس]]، ليو الرياضياتي، [[وليم الأوكامي|وليام الأوكامي]]، [[سلفستر الثاني|البابا سلفستر الثاني]] الذي أدخل إلى [[أوروبا]] [[أباكوسمعداد|الاباكوس]]،<ref>Buddhue, John Davis. "The Origin of Our Numbers," ''The Scientific Monthly'' (Volume 52, Number 3, 1941): 265–267.</ref><ref>Pages 467–72. Darlington, Oscar G. "Gerbert, the Teacher," ''The American Historical Review'' (Volume 52, Number 3, 1947): 456–476.</ref><ref>[http://www.ccel.org/ccel/schaff/hcc4.i.xiv.xxxviii.html History of the Christian Church] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161229102527/http://www.ccel.org/ccel/schaff/hcc4.i.xiv.xxxviii.html |date=29 ديسمبر 2016}}</ref> [[فرانشيسكو ماريا جريمالدي]] العالم الفيزيائي، [[أثانيسيوس كيرتشر]] مخترع [[مكبر|المكبر]]، [[ألبيرتوس ماغنوس]] مكتشف عنصر [[زرنيخ|الزرنيخ]]،<ref name="BuildingBlocks451-3">{{مرجع كتاب |الأخير=Emsley |الأول=John |العنوان=Nature's Building Blocks: An A-Z Guide to the Elements |السنة=2001 |الرقم المعياري=0-19-850341-5 |الصفحات=43,513,529 |الناشر=[[دار نشر جامعة أكسفورد|مطبعة جامعة أكسفورد]] |المكان=Oxford}}</ref> [[نيكولاس كوبرنيكوس]] ويُعتبر أول من صاغ نظرية [[مركزية الشمس]] وكون [[الأرض]] جرماً يدور في فلكها،<ref name="Full List"/> [[جيوفاني باتيستا زوبي]] وكان أول من اكتشف بأن [[عطارد]] له طور كوكبي مثل [[القمر]] و[[الزهرة]]، ثيودوريك بورجنوني له إسهامات هامة في [[طب]] [[جراحة|الجراحة]] و[[مطهر|المطهرات]] ومواد التخدير، [[جيوفاني جيرولامو ساتشيري]] وضع نظريات أساس [[هندسة زائدية|الهندسة الزائدية]]، البابا [[غريغوريوس الثالث عشر]] معروف في إصلاح واصدار [[تقويم ميلادي|التقويم الغريغوري]] والمطران لوقا فوينو-ياسينتيسكي مطران [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] وكان أول [[جراحة|جرّاح]] في [[العالم]] يمارس عملية الزرع.<ref>[http://www.holytrinityfamily.org/Studies_articles/Orthodox%20Saints.html القدّيسون في الكنيسة الأرثوذكسية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140314001325/http://www.holytrinityfamily.org:80/Studies_articles/Orthodox%20Saints.html |date=14 مارس 2014}}</ref><ref>[[:orthodoxwiki:Luke (Voino-Yasenetsky) of Simferopol and Crimea|Luke (Voino-Yasenetsky) of Simferopol and Crimea]]</ref>

[[ملف:Kircherears.jpg|يسار|200بك|تصغير|صورة لتشريح [[أذن]] إنسان، [[بقرة]]، [[كلب]]، [[خيل|حصان]]، [[نمر]]، [[قط]]، وفئران، [[خنزير]] و[[خروف]] واوز هو موضح للعالم والراهب الألماني [[أثانيسيوس كيرتشر]].]]

أسس [[إغناطيوس دي لويولا]] الأسباني جمعية [[اليسوعيونيسوعيون|اليسوعيين]] في عام [[1540]]. وأُعتبر اليسوعيين [[نخبة]] المجتمع الأوروبي وعمل عدد منهم كمربين للملوك في الدول [[كاثوليكية|الكاثوليكية]]. ومع افتتاح عصر التبشير وصل اليسوعيين إلى [[الهند]] و[[اليابان]] و[[الصين]] و[[كندا]] وأميركا الوسطى والجنوبية و[[أستراليا]] وبنوا عدد كبير من المؤسسات التعليمية.<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/14081a.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: The Jesuits (The Society of Jesus)<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180122112504/http://www.newadvent.org/cathen/14081a.htm |date=22 يناير 2018}}</ref> وخرّجت مدارسهم وجامعتهم نخبة وصفوة المجتمعات الغربية. وبالتالي تاريخيًا كانت [[يسوعيون|الرهبانية اليسوعية]] من أهم رعاة [[علم|العلوم]] في [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، فقد أنشأ اليسوعيين عدد كبير من الجامعات والمدارس والكليّات والمؤسسات التعليمية المرموقة، مما أدى إلى نشاط عدد منهم في [[علم|العلوم]]. وشكلت جامعات اليسوعيين معاقل للفكر والعلم ومن مراكز النخبة الثقافية.<ref>[http://en.ignatianwiki.org/Main_Page جامعات اليسوعية (بالإنجليزية)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20151128215548/http://en.ignatianwiki.org:80/Main_Page |date=28 نوفمبر 2015}}</ref>

:وضعوا نظرية حول [[جهاز الدوران|الدورة الدموية]] (مستقلة عن نظرية [[ويليام هارفي|وليم هارفي]])، ونظرية الاحتمال النظري للطيران، وطبيعة [[مد وجزر|المد والجزر]] لل[[ضوء]].

:رسموا خرائط النجوم لنصف الكرة الجنوبي، وأطلقوا نظرية [[برهان فلسفي|المنطق الرمزي]]، واوجدوا تدابير مراقبة [[فيضان|الفيضانات]] في الأنهار وأدخلوا علامات [[جمع|الجمع]] و[[طرح|الطرح]] في [[رياضيات|الرياضيات]]، كانت كل هذه الإنجازات النموذجية اليسوعية، ولا تستطيع عدم احتساب [[يسوعيون|اليسوعيون]] عند الحديث عن العلماء المؤثرين امثال فيرما، هيغنز و[[إسحاق نيوتن|نيوتن]].|20بك|20بك|جوناثان رايت، كتاب جنود الله.<ref>{{مرجع كتاب |الأول=Jonathan |الأخير=Wright |العنوان= The Jesuits |السنة=2004 |الصفحة=189}}</ref>}}

وبسبب الإسهامات الكبيرة [[يسوعيون|لليسوعيين]] في تطوير علم الزلازل الكبيرة فقد أطلق على علم الزلال "بالعلوم اليسوعية".{{Sfn|Woods|20051}} وكما وقد وُصف [[يسوعيون|اليسوعيون]] بأنهم المساهمون الوحيدين والأهم في الفيزياء التجريبية في القرن السابع عشر.{{Sfn|Lindberg|Numbers|1986}} بالإضافة إلى أن فقد تمت تسمية 35 من الفوهات على سطح القمر على أسماء علماء وريضاتيين يسوعيين.{{Sfn|Woods|2005}}

العديد من المسيحيين عبر التاريخ سجلوا إسهامات كبيرة في تطوير العلوم والرياضيات من العصور الوسطى إلى اليوم. برزوا وعملوا كافة في حقول العلوم من [[طب|الطب]] و[[فيزياء|الفيزياء]] و[[كيمياء|الكيمياء]] والاختراعات ولهم مساهمات أيضًا في الفكر واللاهوت المسيحي، ويعتبر عدد من العلماء المسيحيين آباء لحقول علمية عديدة، بما في ذلك، ولكن ليس على سبيل الحصر، [[فيزياء|الفيزياء]] الحديثة، و[[صوتيات|الصوتيات]]، و[[علم المعادن]]، و[[كيمياء|الكيمياء]] الحديثة، و[[تشريح|علم التشريح]] الحديث، الطبقات، علم [[جراثيم (توضيح)|الجراثيم]]، و[[علم الوراثة]] و[[هندسة تحليلية|الهندسة التحليلية]]، و[[علم الكون الفيزيائي]].<ref>Modern physics (Galileo), acoustics (Mersenne), mineralogy (Agricola), modern chemistry (Lavosier), modern anatomy (Vesalius), stratigraphy (Steno), bacteriology (Pasteur), genetics (Mendel), analytical geometry (Descartes), and heliocentric cosmology (Copernicus).</ref> اختراعات العلماء المسيحيين تشمل [[بطارية|البطارية]]، [[سماعة طبية|سماعة الطبيب]]، و[[آلة حاسبة|الآلة الحاسبة الميكانيكية]]، وطريقة [[بريل]]، والميكانيكية طباعة الحروف المتحركة، و[[رقاص فوكو|بندول فوكو]]. تمت تسمية ثلاث وحدات كهربائية مثلًا على اسم عدد من العلماء المسيحيين الكاثوليك مثل وحدة [[أمبير]]، [[فولت]]، و[[كولوم]].

يرى عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن ظهور [[بروتستانتية|البروتستانتية]] كان لها أثر كبير في نشوء [[ثورة علمية|الثورة العلمية]]،<ref name=gregory1998>Gregory, 1998</ref> وكأحد الأسباب التي أدت إلى الثورة العلمية خاصًة في [[إنجلترا|انكلترا]] و[[ألمانيا]]، فقد وجدوا علاقة ايجابية بين ظهور حركة [[تقوية (توضيح)|التقوى]] [[بروتستانتية|البروتستانتية]] والعلم التجريبي.<ref name=sztompka2003>Sztompka, 2003</ref>

واستنادًا إلى روبرت ميرتون فأن العلاقة بين الانتماء الديني والاهتمام [[علم|بالعلم]] هو نتيجة لتضافر كبير بين القيم [[بروتستانتية|البروتستانتية]] وتلك في [[علم|العلوم]] الحديثة.<ref name=becker1992>Becker, 1992</ref> وقد شجعت القيم [[بروتستانتية|البروتستانتية]] على [[بحث علمي|البحث العلمي]] من خلال السماح [[علم|بالعلم]] لتحديد تأثير [[الله]] على [[العالم]]، وبالتالي يتم تقديم مبررات دينية لأغراض [[بحث علمي|البحث العلمي]].<ref name=sztompka2003/>

وتاريخيًا ف[[بروتستانتية|البروتستانتية]] لم تدخل في صراع مع [[علم|العلم]].<ref name="John William Draper 1881">John William Draper, ''History of the Conflict Religion'', D. Appleton and Co. (1881)</ref> وكان روبرت ميرتون قد أسند نظريته بسبب كون أغلب العلماء في [[الجمعية الملكية]] وهي من المؤسسات العلمية المرموقة من البروتستانت.<ref name=gregory1998/> وكانت قد سبقه عدد الباحثين في اعتبار [[أخلاق العمل البروتستانتية]] كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة [[الثورة الصناعية]].<ref name="Kiely, Ray 2011">Kiely, Ray (Nov 2011). "Industrialization and Development: A Comparative Analysis". UGL Press Limited: 25-26.</ref> وسبب لتطور المجتمع اقتصاديًا ودافع لتطوير العلوم وواحدة من المحركات الدافعة لبنية المجتمع العلمي، كون البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة و[[معرفة|المعرفة]] و[[عقل|العقل]].<ref name=ferngren>Ferngen, 2002</ref><ref name=porter1992>Porter & Teich 1992</ref>

ملف:Gregory XIII.jpg|البابا [[غريغوريوس الثالث عشر]] معروف في إصلاح التقويم واصدار [[تقويم ميلادي|التقويم الغريغوري]].

تعتبر المسيحية ديانة كونية،<ref name="تقرير بيو">[http://www.metransparent.com/spip.php?article17239 تقرير "بيو": المسيحية لم تعد "أوروبية" وظلّت أول دين في العالم]، موقع شفاف الشرق الاوسط، 26 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170906134551/http://www.metransparent.com/spip.php?article17239 |date=06 سبتمبر 2017}}</ref> إذ ينتشر [[مسيحيون|المسيحيون]] في جميع القارات والدول ولا توجد [[دولة]] في العالم لا تحوي على المسيحيين؛ المسيحية هي الديانة السائدة في [[أمريكا الشمالية]] وكذلك في [[الكاريبي]]، [[أمريكا الوسطى]] و[[أمريكا الجنوبية|الجنوبية]] إضافة إلى [[وسط أفريقيا]] و[[جنوب أفريقيا]]، إلى جانب [[أوروبا]] و[[أوقيانوسيا]]؛ في حين تعتبر [[فيليبين|الفيليبين]] الثقل الأساسي للمسيحية في [[آسيا]]، [[قارة|القارة]] الوحيدة التي لا يشكل المسيحيون أغلب سكانها مع وجود مناطق شاسعة [[الفلبين|كالفيلبين]] و[[روسيا]] و[[القوقاز]] ذات غالبية مسيحية، كما يوجد في [[آسيا الوسطى]] و[[الشرق الأوسط]] و[[شرق آسيا|الشرق الأقصى]] تجمعات كبيرة للمسيحيين. وعلى الرغم من أن المسيحيين يمثلون ثلث [[تعداد السكان في العالم|سكان العالم]]، إلا أنهم يشكلون أغلبية سكان 120 [[دولة]] و38 كيان ذي حكم ذاتي، اي ما نسبته ثلثي دول [[العالم]] وكياناته.<ref name="تقرير بيو"/>

من ناحية التوزيع [[قاراتقارة|القاري]] فيُشكّل [[مسيحيون|المسيحيون]] في أميركا [[أميركاالولايات المتحدة|الشمالية]] و[[أمريكاالولايات المتحدة|الجنوبية]] نسبة 86.0% من السكان،<ref name="المسيحية في الامريكتين">[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-europe.aspx المسيحية في الامريكتين: تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في الامريكتين] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130723212146/http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-europe.aspx |date=23 يوليو 2013}}</ref> في [[أوروبا]] يُشكّل [[مسيحيون|المسيحيين]] نسبة 76.2% وفيها يتواجد أكبر تجمع مسيحي في العالم،<ref name="المسيحية في أوروبا">[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-europe.aspx المسيحية في أوروبا: تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في أوروبا] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130723212146/http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-europe.aspx |date=23 يوليو 2013}}</ref> وفي [[أوقيانوسيا|القارة الأسترالية]] تصل نسبة [[مسيحيون|المسيحيون]] إلى 73.36% من تعداد السكان؛ ومن ثم [[أفريقيا|القارة الأفريقية]] التي تشهد فيها المسيحية انتشارًا كبيرًا فيُشكّل [[مسيحيون|المسيحيون]] حوالي 47.60% من سكانها، أي أن عددهم يصل إلى أكثر من 517,340,000 مليون نسمة،<ref name="دراسة المشهد الديني العالمي؛ المسيحيون"/> وفي [[آسيا|القارة الآسيوية]] فيُشكّل [[مسيحيون|المسيحيون]] نسبة 12.6% من سكانها، وبذلك تصل أعدادهم، إلى أكثر من 322,935,689 مليون نسمة.

ولا تزال المسيحية الديانة المهيمنة في [[عالم غربي|العالم الغربي]]؛ إذ يشّكل [[مسيحيون|المسيحيين]] حوالي 70% من سكان [[عالم غربي|العالم الغربي]].<ref name="تقرير بيو"/> ويعيش اليوم 39% من مسيحيي العالم في [[أوروبا]] و[[أمريكا الشمالية]] و[[أوقيانوسيا]]، بينما يعيش 61% من المسيحيين في [[أمريكا الجنوبية]] و[[أفريقيا]] و[[آسيا]]، يذكر أن مناطق جنوب [[الكرة الأرضية]] تشهد ازدياد في معدل نمو المسيحية.<ref name="تقرير بيو"/><ref>[http://elmassry.com/articals.php?id=490= جريدة المصري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160313110914/http://elmassry.com/articals.php?id=490= |date=13 مارس 2016}}</ref>

المسيحية تنمو وتزيد بنسبة 1.43%، وبالتالي هي قريبة من النمو السكاني، وهو 1.39%. المسيحية تنمو بشكل خاص تقريبا في العالم الثالث، في حين أن [[دين (توضيح)|الدين]] يعود جزءً كبير من العالم الغربي، حيث يعتنق المسيحية سنوياً حوالي 30 مليون شخص من خلفيات دينية مختلفة (معتنقين جدد)، أي حوالي 23,000 شخص يومياً.<ref name="nabdh-alm3ani.net">[http://www.nabdh-alm3ani.net/nabdhat/archive/index.php?t-9647.html منتدى نبض المعاني<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref><ref name="en.wikipedia.org">[//en.wikipedia.org/w/index.php?title=Christianity_by_country&oldid=122940093 Christianity by country - Wikipedia, the free encyclopedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>

استنادًا إلى تقرير لمركز الأبحاث بيو يعيش 87% من مسيحيي العالم في [[قائمة الدول ذات الغالبية المسيحية|دول ذات أغلبية مسيحية]]، أي في العالم المسيحي، مقابل 13% من مسيحيين العالم يعيشون كأقليات في دول غير مسيحية، وبحسب التقرير أكبر [[أقليات مسيحية]] تعيش في [[نيجيريا]]، [[الصين]]، [[الهند]] و[[إندونيسيا|اندونيسيا]].<ref name="دراسة المشهد الديني العالمي؛ المسيحيون">[http://www.pewforum.org/global-religious-landscape- دراسة المشهد الديني العالمي؛ المسيحيون]، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 18 ديسمبر 2012. {{en}}</ref><ref name="دراسة المشهد الديني العالمي؛ المسيحيون"/><ref>[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-majorities-and-minorities.aspx Living as Majorities and Minorities | Pew Research Center<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130730061240/http://www.pewforum.org:80/Christian/Global-Christianity-majorities-and-minorities.aspx |date=30 يوليو 2013}}</ref> يعيش أكثر بين 116-120 مليون [[المسيحيون في العالم الإسلامي|مسيحي في العالم الإسلامي]].<ref name="Christians in the Muslim World">[http://www.siena.org/March-2008/christians-in-the-muslim-world Christians in the Muslim World] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160820005609/http://siena.org/March-2008/christians-in-the-muslim-world |date=20 أغسطس 2016}}</ref><ref name="britannica.com">[http://www.britannica.com/.britannica] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141110070939/http://www.britannica.com/.britannica |date=10 نوفمبر 2014}}</ref> ويٌشكّل [[مسيحيون|المسيحيين]] أغلبيّة سكانيّة في 46 من أصل 50 دولة في [[أوروبا]]، و34 دولة من أصل 51 دولة في [[أفريقيا جنوب الصحراء]]، وفي جميع دول [[الأمريكتان|الأمريكيتين]]، وفي 27 دولة من أصل 60 دولة في [[آسيا]] و[[أوقيانوسيا]].

[[مسيحية|المسيحية]] تعتبر أكبر أديان العالم وقد ازداد وقد تزايد عدد المسيحيين حول العالم بنسبة 4 أضعاف خلال المئة عام المنصرمة،<ref name="تقرير بيو"/> من 660 مليون إلى 2.2 مليار إنسان اي 33.32% من سكان [[الأرض|الارض]]، وهي بذلك تشكل أكبر ديانة في العالم.<ref name="FACTBOOK">The World Factbook, (2007), [https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/fields/2122.html Field Listing - Religions] Accessed 30 June 2008 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180206005144/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/fields/2122.html |date=06 فبراير 2018}}</ref><ref>[http://coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=58325 دراسة ديموغرافية : عدد المسيحيين 2.18 مليار شخص بما يمثل ثلث سكان العالم] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140521201749/http://coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=58325 |date=21 مايو 2014}}</ref>

تعد [[مسيحية|الديانة المسيحية]] إلى حد كبير الدين الرئيس في [[أوروبا]]. بدأت [[مسيحية|المسيحية]] في جنوب غربي آسيا لكنها نمت في أوروبا فأصبحت أكبر الديانات من حيث عدد معتنقيها وأكثرها أثرًا ونفوذًا. فاستنادًا إلى احصائية مركز الأبحاث الاميركي لعام [[2011]] يُشكّل [[مسيحيون|المسيحيين]] 76.2% من سكان أوروبا وفي [[أوروبا]] يتواجد أكبر تجمع مسيحي في العالم،<ref name="المسيحية في أوروبا"/>

اليوم يعرّف 76.2% من الأوروبيين أنفسهم كمسيحيين وتصل أعدادهم إلى 565,560,000، [[كاثوليكية|الكاثوليك]] هم أكبر جماعة مسيحية في أوروبا ويشكلون نسبة 46.3% من مجمل مسيحيين أوروبا، بينما [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكس]] 35.4%، أما [[بروتستانتية|البروتستانت]] فبالرغم من كون أوروبا منشأ [[بروتستانتية|البروتستانتية]] فنسبة البروتستانت من مسيحيي أوروبا هي 17.8%.<ref name="المسيحية في أوروبا"/> [[روسيا]] هي أكبر دولة مسيحية في [[أوروبا]] من حيث عدد السكان، تليها [[إيطاليا]] و[[ألمانيا]].

لعبت الديانة [[مسيحية|المسيحية]] دورًا رئيسيًا في تشكيل أسس وسمات الثقافة والحضارة الأوروبية كما وأثرت [[مسيحية|المسيحية]]، بشكل كبير على [[مجتمع|المجتمع]] ككل بما في ذلك [[الفنون]] و[[لغة|اللغة]] والحياة [[سياسة|السياسية]] و[[قانون|القانون]] وحياة [[أسرة|الأسرة]] و[[موسيقى|الموسيقى]] وحتى طريقة التفكير الغربية تلونت بتأثير [[مسيحية|المسيحية]] ما يقرب من ألفي سنة من تاريخ [[عالم غربي|العالم الغربي]].<ref>[http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-history-Christianity.html ما هو تاريخ الكنيسة؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180122001101/https://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-history-Christianity.html |date=22 يناير 2018}}</ref> تمتلك أوروبا [[التأثير الحضاري للمسيحية|ثقافة مسيحية]] غنية بوجود العديد من [[قديس|القديسين]] و[[شهيد|الشهداء]] فضلاً عن كون الغالبيّة العظمى من [[قائمة بابوات الكنيسة الكاثوليكية|الباباوات]] من الأوربيين. ازدهر [[عمارة كنسية|الفن المعماري المسيحي]] في أوروبا في [[عصور وسطى|العصور الوسطى]] و[[عصر النهضة]] و[[باروكية|الباروك]] مع فنانين مثل [[ميكيلانجيلو]] و[[ليوناردو دا فينشي]] و[[رفائيل|رافاييل]] وغيرهم. تعتبر الهندسة المعمارية المسيحية في أوروبا غنية أيضاً ومثيرة للإعجاب، فهناك كنائس وكاتدرائيات مثل [[كنيسة القديس بطرس|كاتدرائية القديس بطرس]] و[[ساغرادا فاميليا]] و[[كاتدرائية نوتردام دو باري (باريس)|نوتردام دي باريس]] و[[دير وستمنستر|كنيسة وستمنستر]] و[[كاتدرائية كولونيا]] و[[كاتدرائية القديس باسيل]]. ضمت أوروبا العديد من [[مواقع مقدسة مسيحية|المواقع المسيحية المقدسة]] والتراثيّة ومراكز المسيحية على أصنافها، ففي [[روما]] مركز [[الكرسي الرسولي|الكرسي البابوي]] وقيادة [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] العالميّ وفي [[أثينا]] و[[إسطنبول]] مراكز الكنيسة الأرثوذكسية بالإضافة [[فيتنبرغ|لفيتنبرغ]] منبع [[إصلاح بروتستانتي|الإصلاح البروتستانتي]] والإنجيلي.<ref>[http://www.linga.org/varities-articles/Mzk4Mg== أوروبا ... بين الماضي المشرّف وحاضر الصراع] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141101045652/http://www.linga.org/varities-articles/Mzk4Mg== |date=01 نوفمبر 2014}}</ref> ووفقًا [[تقاليد مسيحية|للتقاليد المسيحية]] يعتبر كل من القديس [[بندكت النيرسي]]،<!--principal--><ref>[http://www.catholicculture.org/news/features/index.cfm?recnum=57724 News Features | Catholic Culture<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170503212955/http://www.catholicculture.org/news/features/index.cfm?recnum=57724 |date=03 مايو 2017}}</ref> و[[كيرلس وميثوديوس]]،<ref name="patron">{{مرجع ويب | الأخير = Jones | الأول = Terry | العنوان =Methodius| العمل = Patron Saints Index | المسار=http://www.catholic-forum.com/saints/saintm10.htm | تاريخ الوصول =18 February 2007| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20121022080300/http://www.catholic-forum.com/saints/saintm10.htm | تاريخ الأرشيف = 22 أكتوبر 2012 | وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref name="Egregiae Virtutis">{{مرجع ويب | العنوان =Egregiae Virtutis | المسار=http://www.vatican.va/holy_father/john_paul_ii/apost_letters/documents/hf_jp-ii_apl_31121980_egregiae-virtutis_lt.html | تاريخ الوصول =26 April 2009| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20130306114815/http://www.vatican.va:80/holy_father/john_paul_ii/apost_letters/documents/hf_jp-ii_apl_31121980_egregiae-virtutis_lt.html | تاريخ الأرشيف = 6 مارس 2013 }} [[Apostolic letter]] of [[يوحنا بولس الثاني]], 31 December 1980 {{la icon}}</ref> و[[بريجيت من السويد]]، و[[كاترينا من سيينا|كاترين السينائيّة]]، و[[إديت شتاين|إديث شتاين]] [[رعاة أوروبا|رعاة القارة الأوروبيَّة]].

المسيحية في أمريكا الشمالية هي الديانة السائدة والمهيمنة، الغالبية العظمى (85%)<ref name="CBC Montreal - Religion">{{استشهاد بخبر| المسار=http://www.cbc.ca/montreal/features/religion/christianity_world.html | العمل=CBC News | العنوان=CBC Montreal - Religion| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20110511101246/http://www.cbc.ca/montreal/features/religion/christianity_world.html | تاريخ الأرشيف = 11 مايو 2011 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> من سكان [[أمريكا الشمالية]] من [[مسيحيون|المسيحيين]]، معظمهم من أتباع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] والكنائس [[بروتستانتية|البروتستانتية]].<ref name="cia.gov">{{مرجع ويب|المسار=https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/fields/2122.html |العنوان=CIA&nbsp;— The World Factbook -- Field Listing&nbsp;— Religions |تاريخ الوصول=2009-03-17| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190115090620/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/fields/2122.html | تاريخ الأرشيف = 15 يناير 2019 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> تحتضن [[أمريكا الشمالية|أميركا الشمالية]] أكبر [[المسيحية حسب دول العالم|دولة مسيحية]] في العالم وهي [[الولايات المتحدة]]، وثالث أكبر دولة مسيحية (ثاني أكبر دولة كاثوليكية) وهي [[المكسيك]].

لعبت المسيحية دور هام في تشكيل ثقافة [[أمريكا الشمالية]]، ففي الولايات المتحدة على الرغم من إن المجتمع الأميركي يتكون من أقوام وأديان مختلفة إلآ أن [[أنجلوسكسونيون|الآنجلوساكسون]] البيض [[بروتستانتية|البروتستانت]] هم الذين أعطوا للولايات المتحدة الأميركية هويتها السياسية والثقافية والدينية والأقتصادية.<ref>[http://www.thefreesyria.org/f-s-1/rawafed-1902b.htm سجل أنا عربي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305030801/http://www.thefreesyria.org/f-s-1/rawafed-1902b.htm |date=05 مارس 2016}}</ref> واليوم [[واسب|الواسب]] هم [[نخبة|النخبة]] والطبقة الثرية والمتعلمة في [[الولايات المتحدة]]،<ref>[http://www.city-data.com/forum/general-u-s/634264-who-wasps-white-anglo-saxon-protestants.html من هم الواسب وموقعهم في المجتمع الأمريكي (بالإنجليزية)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170125180420/http://www.city-data.com:80/forum/general-u-s/634264-who-wasps-white-anglo-saxon-protestants.html |date=25 يناير 2017}}</ref> وهم بمثابة النخبة الاجتماعية التي تتحكم في [[اقتصاد الولايات المتحدة|الاقتصاد]] و[[سياسة|السياسة]] و[[مجتمع|المجتمع]] الأمريكي.<ref>[http://online.wsj.com/article/SB10001424052748704414504575244622954114574.html الواسب الطبقة اللامعة في المجتمع الأمريكي (بالإنجليزية)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100520034122/http://online.wsj.com/article/SB10001424052748704414504575244622954114574.html |date=20 مايو 2010}}</ref> وكان ل[[أخلاق العمل البروتستانتية]] كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة [[الثورة الصناعية]]. وسبب لتطور المجتمع اقتصاديًا ودافع لتطوير العلوم وواحدة من المحركات الدافعة لبنية المجتمع العلمي، كون البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة و[[معرفة|المعرفة]] و[[عقل|العقل]].<ref name=ferngren/><ref name=porter1992/> ومن المذاهب البروتستانتية في أمريكا الشمالية التي التي عُرفت بكثرة حضور [[عالم (مهنة)|العلماء]]، هي [[جمعية الأصدقاء الدينية]] أو الكويكرز، حيث حضور [[عالم (مهنة)|العلماء]] الكويكرز في [[الجمعية الملكية]] البريطانية و[[جائزة نوبل|جوائز نوبل]] هو أعلى مقارنة مع طوائف وديانات أخرى وبنسبة تفوق نسبتهم السكانية.<ref name="الكويكرز والعلوم بالإنجليزية">[http://www.quaker.org.uk/quakers-and-science الكويكرز والعلوم (بالإنجليزية)] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160819145131/http://www.quaker.org.uk:80/quakers-and-science |date=19 أغسطس 2016}}</ref>

ويشير بعض الباحثين إلى دور [[تطهيرية|التطهريين]] وهم من [[كالفينية|الكالفينين]] في [[اقتصاد (علم)|الإقتصاد]] و[[رأسمالية|الرأسمالية]] في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الاميركية]]. فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي.<ref name="Wilmore 1989 12">{{مرجع كتاب |العنوان=African American religious studies: an interdisciplinary anthology |الأول=Gayraud S. |الأخير=Wilmore |الناشر=Duke University Press |السنة=1989 |الصفحة=12 |المسار=http://books.google.com/books?id=U-9vTPu5Z6QC&pg=PA12&dq=Puritan+"Stewardship+of+wealth"&hl=en&ei=BuC2TfmYLYb4sAPPhoWpAQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=5&ved=0CE8Q6AEwBA#v=onepage&q=Puritan%20"Stewardship%20of%20wealth"&f=false}}</ref> ومن الآثار المهمة للحركة التطهرية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور [[برجوازية]] جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع البيوريتانية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد.<ref name="Sheldon Wolin 2001 p. 234">Sheldon Wolin, ''Tocqueville Between Two Worlds'' (2001), p. 234.</ref>

في المجال التعليمي يظهر تأثير المسيحية في [[الولايات المتحدة]] عن طريق نشوء العديد من [[جامعة|الجامعات]] المرموقة ذات الخلفية المسيحية خاصًة [[بروتستانتية|البروتستانتية]]،<ref>[http://www.faithfacts.org/christ-and-the-culture/the-impact-of-christianity التأثير الحضاري للمسيحية (بالإنكليزية)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180127061746/http://www.faithfacts.org/christ-and-the-culture/the-impact-of-christianity |date=27 يناير 2018}}</ref> وبعضها من جامعات [[رابطة اللبلاب]]، منها [[جامعة هارفارد]] التي تأسست على يد القس البروتستانتي [[جون هارفارد]]<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.news.harvard.edu/guide/intro/index.html |العنوان=The Harvard Guide: The Early History of Harvard University |الناشر=News.harvard.edu |التاريخ= |تاريخ الوصول=2010-08-29| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20100722203532/http://www.news.harvard.edu:80/guide/intro/index.html | تاريخ الأرشيف = 22 يوليو 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> و[[ييل|جامعة ييل]] التي تأسست على يد مجموعة من رجال الدين [[بروتستانتية|البروتستانت]]<ref>

{{مرجع ويب|المسار=http://college.hmco.com/history/readerscomp/rcah/html/ah_057300_matherincrea.htm |العنوان=Increase Mather| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20060211012309/http://college.hmco.com:80/history/readerscomp/rcah/html/ah_057300_matherincrea.htm | تاريخ الأرشيف = 11 فبراير 2006 }}, ''[[موسوعة بريتانيكا الحادية عشرة]]'', [[موسوعة بريتانيكا]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060211012309/http://college.hmco.com:80/history/readerscomp/rcah/html/ah_057300_matherincrea.htm |date=11 فبراير 2006}}</ref> و[[جامعة برنستون]] التي أرتبطت [[الكنيسة المشيخية في أمريكا|بالكنيسة المشيخية الأمريكية]].<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.princeton.edu/pr/facts/revolution.html|العنوان=Princeton in the American Revolution|المؤلف=Princeton University Office of Communications|تاريخ الوصول=2011-05-24| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20120121051345/http://www.princeton.edu/pr/facts/revolution.html | تاريخ الأرشيف = 21 يناير 2012 }} The original Trustees of Princeton University "were acting in behalf of the evangelical or New Light wing of the Presbyterian Church, but the College had no legal or constitutional identification with that denomination. Its doors were to be open to all students, 'any different sentiments in religion notwithstanding.'"</ref> و[[جامعة بنسيلفانيا|جامعة بنسلفانيا]] التي أسسها رجال دين من [[الكنيسة الأسقفية الأمريكية|الكنيسة الأسقفية]] [[ميثودية|والميثودية]] و[[جامعة كولومبيا]] التي أرتبطت [[الكنيسة الأسقفية الأمريكية|بالكنيسة الأسقفية]] و[[جامعة براون]] التي أسستها [[الكنيسة المعمدانية]] أما [[دارتموث (كلية)|كلية دارتموث]] فقد أسسها القس [[الأبرشانيونأبرشانيون|الأبرشاني]] إلياعازر ويلوك كجامعة [[تبشير بالإنجيل|تبشير]]ية و[[جامعة ديوك]] التي أسسها رجل الأعمال واشنطن ديوك وأرتبطت تاريخيً ورسميًا ورمزيًا في [[ميثوديميثودية|الكنيسة الميثودية]].<ref>[http://library.duke.edu/uarchives/history/duke-umchh-basic.html Duke University's Relation to the Methodist Church: the basics] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130328030344/http://library.duke.edu/uarchives/history/duke-umchh-basic.html |date=28 مارس 2013}}</ref>

سياسيًا في [[الولايات المتحدة]] مثلًا استطاع اليمين الانجيلي منذ سبعينات القرن الماضي السيطرة على [[حزب جمهوري (توضيح)|الحزب الجمهوري]] وكان مسؤولاً عن تحديد [[رئيس الجمهورية]] منذ [[جيمي كارتر]] عام [[1976]]، حتى [[جورج دبليو بوش|جورج بوش الابن]] سنة [[2000]].<ref name="نيوزويك"/> كذلك فقد كان للكنيسة [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] نفوذ سياسي واجتماعي وثقافي قوي في [[كيبك]] في [[كندا]] حتى عام [[1960]] مع بداية الثورة الهادئة، وفي [[أمريكا الوسطى]] و[[المكسيك]] للكنيسة الرومانية الكاثوليكية نفوذ سياسي واجتماعي هام وتسيطر الكنيسة أيضًا على المشهد الديني والثقافي لهذه المناطق.

[[ملف:Corcovado statue01 2005-03-14.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[تمثال المسيح الفادي]] يطل على مدينة [[ريو دي جانيرو]]، رمز [[مسيحية|المسيحية]] في [[أمريكا الجنوبية]].]]

[[المسيحية في أمريكا الجنوبية]] هي الديانة السائدة والمهيمنة، الغالبية العظمى (93%)<ref name="CBC Montreal - Religion"/> من سكان [[أمريكا الجنوبية]] من [[مسيحيون|المسيحيين]]، معظمهم من أتباع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]]<ref name="cia.gov"/>، وحوالي 70% من سكان [[أمريكا الجنوبية]] يعرّفون أنفسهم ككاثوليك.<ref>Fraser, Barbara J., [http://www.catholicnews.com/data/stories/cns/0503707.htm In Latin America, Catholics down, church's credibility up, poll says] Catholic News Service June 23, 2005 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150626180009/http://www.catholicnews.com:80/data/stories/cns/0503707.htm |date=26 يونيو 2015}}</ref> تحتضن [[أمريكا الجنوبية]] ثاني أكبر [[المسيحية حسب دول العالم|الدول المسيحية]] في العالم، [[البرازيل]] وهي أيضًا أكبر دولة كاثوليكية في [[العالم]]. وتتصدر أيضًا البرازيل أكبر الدول ذات الأغلبيّة المسيحية في القارة ويتبعها كل من [[كولومبيا]] و[[الأرجنتين]] و[[فنزويلا]] و[[بيرو]] و[[تشيلي|التشيلي]].

لعبت المسيحية دور هام في ثقافة [[أمريكا الجنوبية|أميركا الجنوبية]] لا سيما في مجالات [[علم|العلوم]] و[[طب|الطب]].<ref>{{مرجع كتاب| الأخير = Stepan| الأول = Nancy Leys | وصلة المؤلف = | المؤلفين المشاركين = | العنوان = "The Hour of Eugenics": Race, Gender, and Nation in Latin America | الناشر = Cornell University Press | السنة = 1991 | المكان = Ithaca | الصفحات = in passim | nopp = true | المسار = http://books.google.com/?id=NuUxkMC1ePYC | doi = | id = | الرقم المعياري = 978-0-8014-9795-7}}</ref> ويمكن ملاحظة ذلك في مظاهر تقاليد المنطقة الفنية، بما في ذلك [[رسم|الرسم]] و[[أدب|الأدب]] و[[موسيقى|الموسيقى]]، وفي مجالات [[علم|العلوم]] و[[سياسة|السياسة]]، كذلك فان أولى [[جامعة|الجامعات]] في [[أمريكا اللاتينية]] تأسست على يد الكنيسة الكاثوليكية أقدمها جامعة سانيا كروز في [[المكسيك]] وجامعة توما الأكويني في [[جمهورية الدومينيكان|جمهورية الدومنيكان]] و[[جامعة سان ماركوس الوطنية]] في [[بيرو|البيرو]] وجامعة قرطبة الوطنية في [[قرطبة (الأرجنتين)|كوردوبا]] في [[الأرجنتين]]. المشهد والثقافة الكاثوليكية متجذرة ومتداخلة في أمريكا الجنوبية يظهر ذلك في [[الفنون]] و[[لغة|اللغة]] والحياة [[سياسة|السياسية]] و[[قانون|القانون]] و[[موسيقى|الموسيقى]] والحياة الإجتماعية وحياة [[الأسرة في المسيحية|الأسرة]] حيث كانت [[أسرة|العائلة]] ومازالت دائمًا ذات أهمية فائقة في ثقافة وتقاليد أمريكا اللاتينية. كما أن الاحتفالات المسيحية الشعبية متجذرة منذ قرون حيث تُقام سنويًا في معظم المدن والبلدات والقرى الأمريكية اللاتينية الإحتفالات [[قديس شفيع|بالقديسين الشفعاء]] وتنتشر في الثقافة اللاتينية [[كرنفال|الكرنفالات]] وهي إحتفالات كبرى تسبق [[الصوم الكبير]]، والمهرجانات الدينية الخاصة في [[عيد الميلاد]] و[[عيد القيامة|عيد الفصح]] ومسيرات [[الجمعة العظيمة|الجمعة الحزينة]].

أمريكا الجنوبية هي منشأ [[لاهوت التحرير]] فقد ظهرت داخل [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] حركة إصلاح دعيت [[لاهوت التحرير|بلاهوت التحرير]]، والتي ناضلت من أجل [[عدالة اجتماعية|العدالة الاجتماعية]] والقضاء على الفقر و[[ديكتاتورية|الديكتاتورية]] والدفاع عن المظلومين.

حسب احصائية مركز البحاث الاميركي بيو يعيش اليوم في [[أفريقيا]] 516,470,000 مسيحي ويُشكلّون حوالي 62.7% من سكان [[أفريقيا جنوب الصحراء]]، و23.6% من مسيحيي العالم، في حين يشكّل البروتستانت أكثر من نصف مسيحيي [[أفريقيا]] (57.2%) من مجمل [[مسيحيون|مسيحيين]] أفريقيا، بينما الكاثوليك 34.1%، في حين تصل نسبة الأرثوذكس إلى 7.8% من مجمل المسيحيين في أفريقيا.<ref>[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-africa.aspx المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في أفريقيا]، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 19 ديسمبر 2011.{{en}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130725121816/http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-africa.aspx |date=25 يوليو 2013}}</ref>

بدأ وجود [[مسيحية|المسيحية]] في [[أفريقيا]] في منتصف القرن الأول في [[مصر]] حيث أقدم الطوائف المسيحية في أفريقيا هي [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية|الكنيسة القبطية]] في [[مصر]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية]] وتنضوي هذه الكنائس في عائلة [[أرثوذكسية مشرقية|الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]]، في [[القرن 4|القرن الرابع]] الميلادي وطد ملك [[إثيوبيا]] [[عيزانا]] [[مسيحية|المسيحية]] وجعلها [[دين الدولة]] وبالتالي تعتبر أثيوبيا من الأمم المسيحية الأولى في [[العالم]].<ref>http://www.kebranegast.com Kebra Negast</ref> أنتجت أفريقيا العديد من الشخصيات الذين كان لهم تأثير كبير في [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] خارج القارة، بما في ذلك [[أوغسطينوس]]، [[أوريجانوس]]، [[ترتليان]]، [[إكليمندس الإسكندري]]، [[أثناسيوس الأول (بابا الإسكندرية)|أثناسيوس]]، وثلاثة [[بابوية كاثوليكية|بابوات]] للكنيسة الكاثوليكية البابا [[فيكتور الأول]]، [[ملتيادس (توضيح)|ملتيادس]] و[[غاليليوس الأول]] فضلًا عن شخصيات من [[الكتاب المقدس]] مثل [[سمعان القوريني]] والخصي الإثيوبي الذي عمّد بواسطة فيليب الإنجيلي.

إزداد عدد المسيحيون في القارة الأفريقية من 10 مليون إلى 482 مليون أي بمثابة 47% من سكان أفريقيا، وتشهد المسيحية في الآونة الأخيرة نمو دراميكي في القارة الأفريقية إذ يتوقع الخبراء أن تصل أعداد المسيحيين في سنة [[2025]] إلى 633 مليون مسيحي."<ref>''Historian Ahead of His Time, Christianity Today Magazine, February 2007''</ref> خاصًة مع [[نمو المسيحية (توضيح)|نمو المسيحية]] وازدهارها في [[أفريقيا]] و[[آسيا]]، وانتقال الثقل المسيحي إلى جنوب [[الأرض|الكرة الارضية]].<ref>''World Council of Churches Report, August 2004''</ref>

المسيحية هي الديانة السائدة في أوقيانوسيا ويبلغ عدد [[مسيحيون|مسيحيين]] [[أوقيانوسيا]] 25,754,000 ويشكلون حوالي 73.36% من سكان [[أوقيانوسيا]]، و1.19% من مسيحيي العالم، المسيحيون في أوقيانوسيا يتناصفون بين [[كاثوليكية|كاثوليك]] و[[بروتستانتية|بروتستانت]].<ref>[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-asia-pacific.aspx المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان المسيحيين وتوزعهم في أوقيانوسيا]، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 19 ديسمبر 2011. {{en}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130723055903/http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-asia-pacific.aspx |date=23 يوليو 2013}}</ref> أكبر الدول ذات الأغلبيّة المسيحية في [[أوقيانوسيا]] هي [[أستراليا]]، [[بابوا غينيا الجديدة]] و[[نيوزيلندا|نيوزيلاندا]].

أثرت المسيحية على الثقافة والحضارة في أوقيانوسيا، خاصة في [[العمارة (توضيح)|العمارة]] و[[تعليم|التعليم]] و[[صحة|الصحة]] مثلًا تعتبر مؤسسة الصحة الكاثوليكية أكبر مؤسسة اجتماعية غير حكومية في [[أستراليا]]، إذا تمثل حوالي 10% من القطاع الصحي.<ref>[http://www.cha.org.au/site.php?id=24 Nation must respond to looming dementia crisis<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170905093141/http://www.cha.org.au/site.php?id=24 |date=05 سبتمبر 2017}}</ref> كذلك حوالي ربع الطلاب يدرسون في مدارس [[كنيسة|الكنيسة]] والمنظمات المسيحية وتقود المنظمات غير الحكومية لتوفير الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية من خلال منظمات مثل كاثوليكية وبروتستانتية مثل [[جيش الخلاص]] وسانت فنسنت دي بول، كذلك فان [[أعياد مسيحية|الأعياد المسيحية]] مثل [[عيد الفصح (توضيح)|عيد الفصح]] و[[عيد الميلاد]] هي عطل رسمية في دول أوقيانيسيا.

يعتنق 70.1% من سكان [[أستراليا]] و[[نيوزيلندا|نيوزيلاندا]] الديانة المسيحيّة؛ تاريخيّا كانت الكنيسة [[أنجليكية|الأنجليكانية]] أكبر الكنائس في [[أستراليا]] و[[نيوزيلندا|نيوزيلاندا]] وذلك بسبب إرتباط الدولتين إثنيًا وثقافيّا وتاريخيّا ولغويّا مع [[المملكة المتحدة]]؛ ولدى كل من [[أستراليا]] و[[نيوزيلندا|نيوزيلاندا]] أقليّة كبيرة من أتباع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] من ناحية العدد والنسبة ويعود أصول أغلب كاثوليك [[أستراليا]] و[[نيوزيلندا|نيوزيلاندا]] إلى أصول إيرلنديّة واسكتلنديّة وإيطاليّة.

يعتنق 92.1% من سكان جزر [[ميلانيزيا]] الديانة المسيحيّة؛ وتتصدر المذاهب البروتستانتيّة كأكبر الطوائف المسيحيّة في جزر [[ميلانيزيا]] ويُعتبر مذهب [[ميثودية|الميثوديّة]] أكبر المذاهب المسيحيّة في جزر [[ميلانيزيا]]. وتشكّل المسيحيّة نسبة 93.1% من السكان في مجموعة جزر [[ميكرونيسيا|مايكرونيزيا]]، أكثر من نصف المسيحيين (60%) في مجموعة جزر [[ميكرونيسيا|مايكرونيزيا]] هم من الكاثوليك في حين أن النسبة الباقية هي من نصيب الطوائف البروتستانتيّة. ويعتنق 96.1% من سكان مجموعة جزر [[بولنيزيا]] [[مسيحية|الديانة المسيحية]]؛ أكثر من نصف المسيحيين (52.6%) في مجموعة جزر [[بولنيزيا]] هم من البروتستانت بالأخص أتباع مذهب [[أبرشانيون|الأبرشانيّ]] في حين أنّ النسبة المتبقيّة من نصيب [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]].

العلاقة بين [[الفصل بين الكنيسة والدولة|الكنيسة والدولة]] تقوم في الفهم المسيحي الحديث، على الفصل بين المؤسسة الدينية والمؤسسات الزمنية في شؤون السياسة والإدارة والأحزاب. تعرّف الكنيسة عن ذاتها بوصفها "كيان ذي رسالة روحية، وليس ذي رسالة سياسية"،<ref>الحرية المسيحية والتحرر، بندكت السادس عشر، مجمع العقيدة والإيمان، ترجمة ومنشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب 1986، فقرة.20</ref> ولذلك فإنّ "الشأن السياسي لا يدخل مباشرة في رسالتها"،<ref>الحرية المسيحية والتحرر، مرجع سابق، ص.61</ref> فهي تعمل في كنف الدول وفي طاعتها. وتعارض القوانين التي تقرها الحكومات ضد الحقوق التي تراها الكنيسة إلزامية مثل [[إجهاض|الإجهاض]] أو القتل الرحيم، وتدعم بشكل خاص، القوانين التي تعزز العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن بين الطبقات، في هذا السياق قال البابا بندكت السادس عشر: "إن اللامساواة الجائرة، وأشكال الإكراه المختلفة، التي تطال اليوم الملايين من الرجال والنساء، تتنافى تنافيًا صريحًا مع إنجيل المسيح، ومن شأنها ألا تدع ضمير أي مسيحي مرتاحًا".<ref>الحرية المسيحية والتحرر، مرجع سابق، ص.57</ref> [[المجمع الفاتيكاني الثاني]] قال إن الكنيسة أوكلت المسيحيين شؤون إدارة العالم، والعمل السياسي والحزبي، أما هي فلا تدعم الأحزاب أو تعارضها، إلا في الحالات الاستثنائية، مثل معارضة [[حزب شيوعي|الحزب الشيوعي]] لمساسه بالعقيدة وحرية الكنيسة خلال مرحلة [[الحرب الباردة]].

الحد الفاصل بين السلطة المدنية والسلطة الدينية، والذي يجد صداه في [[العهد الجديد]] (انظر مثلاً روما 13: 1)، نما باطراد منذ [[مجمع لاتران الأول|المجمع اللاتراني الأول]] في [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]] وحتى الأيام المعاصرة، ودخل بمراحل اصطدامية مثل مرحلة [[الثورة الفرنسية]]. في المقابل، تطلب الكنيسة، عدم تدخل الدولة في أنظمتها الخاصة، أو أملاكها أو تعليمها أو إدارتها.

هذا النهج، مطبق بشكل كبير إنما غير كامل، في البلدان التي تحوي [[كنيسة وطنية]]، مثل [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]. ويتمثل الفرق، بالاعتراف بدين للدولة، وبكون الملك رأس كنيسة الوطن؛ بكل الأحوال فإن الكنيسة لا تتدخل في شؤون السياسة حتى في حال الكنيسة الوطنية. [[كنيسة وطنية|الكنيسة الوطنية]] وهو مفهوم حول كنيسة مسيحية مرتبطة بجماعة عرقية محددة أو الدولة القومية؛ لا تزال حاضرًا في عدد من [[الأرثوذكسية حسب البلد|الدول الأرثوذكسية]] والبروتستانتية مثل [[إنجلترا|انجلترا]] و[[إسكندنافيا|الدول الإسكندنافية]] على وجه الخصوص. وتشكل الكنائس الوطنية هوية أساسية ذات أهمية حضارية وثقافة لشعوب نفوذها الديني.

[[ملف:Extract from Burchard of Worms' Decretum.jpg|يمين|150بك|تصغير|تفاصل لصفحة من [[قانون كنسي|القانون الكنسي]] تعود للقرن الثالث عشر.]]

في اطار المسيحية يتم تعريف استقاء القوانين من ثلاث مصادر [[قانون كنسي|القانون الكنسي]] ومصدره [[الكتاب المقدس]] جنبًا إلى جنب قوانين الرسل (الدسقولية والديداخي) وكتابات [[آباء الكنيسة]] و[[المجامع المسكونية السبعة|المجامع]]، وهو عبارة عن نظام أساسي لمجموعة [[قانون|القوانين]] والأنظمة الصادرة أو التي اعتمدتها [[كنيسة|السلطة الكنسية]]، وتحدد وتنظم هذه القوانين العمل الكنسي لمختلف [[الفروق العقيدية بين الطوائفطوائف المسيحيةمسيحية|الطوائف المسيحية]]، وهي عبارة أيضًا عن قواعد ملزمة والتي تحكم علاقات الأفراد ومعاملاتهم [[الله|بالله]] وبالناس و[[مجتمع|بالمجتمع]] وتخضع للمصادر الكنسية المسيحية، ولا تنصرف فقط إلى مسائل الأحوال الشخصية من [[زواج]] وتفريق وغيره من مسائل الحالة الشخصية، ولكن أيضًا إلى تطبيق المصادر المسيحية الكنسية المعترف بها.

القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكية قد وضعته [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] لتنظيم ومراقبة حقوق وواجبات أعضائها. ومثل ذلك كان مرتبطًا بشكل مباشر مع القانون المدني، حيث أن القانون المدني ممثل لسلطة [[إمبراطور|الإمبراطور]]، والذي كان أيضًا مرتبط ارتباطًا مباشرًا مع القانون الكنسي والقانون الروحي الذي يمثل السلطة [[بابوية كاثوليكية|البابوية]]. المحاكم كانت منفصلة: نظام مدني وكنسي. بعض السلطات القضائية كان فيها تداخل.

{{مؤشر لوني|#062A87|[[بروتستانتية]] و[[أنجليكية|أنجليكانية]]}}

{{مؤشر لوني|#04E3F1|[[كاثوليكية|مسيحية كاثوليكية]]}}]]

غالِبيّة الأمم والشعوب المسيحية تَتَّبَنّى [[دولة علمانية|النظام العلماني]] حيث يتم دعم الفكرة من تعاليم [[الكتاب المقدس]] :"أعْطُوُا إِذَاً مَا لِقَيْصَرْ لِقَيْصَرْ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ" (لوقا 20-25:26). ومع ذلك فالديانة المسيحية هي [[دين الدولة]] في عدة بلدان حيث أنّ المسيحية هو [[دين (توضيح)|المعتقد الديني]] الرسمي الذي تتخذه هذه الدول عادةً في دساتيرها بشكل رسميّ وهذه الدول: [[الأرجنتين]] ([[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]])،<ref name=ArgentinaConstitution>[http://www.servat.unibe.ch/icl/ar00000_.html Argentina Constitution]: Section 2, [http://www.servat.unibe.ch/iclInternational Constitutional Law]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170729044309/http://www.servat.unibe.ch:80/icl/ar00000_.html |date=29 يوليو 2017}}</ref> [[أرمينيا]] ([[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الكنيسة الرسولية الأرمنية]])، [[بوليفيا]] ([[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]])، [[كوستاريكا]] ([[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]])،<ref>[http://www.costaricalaw.com/legalnet/constitutional_law/constitenglish.html The Constitution of Costa Rica], [http://www.costaricalaw.com/legalnet/constitutional_law/engtit6.html TITLE VI: RELIGION], CostaRicaLaw.com. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120616050025/http://www.costaricalaw.com:80/legalnet/constitutional_law/engtit6.html |date=16 يونيو 2012}}</ref> [[الدنمارك]] ([[لوثرية|اللوثرية]])،<ref name="Encyclopædia Britannica-Denmark">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/157748/Denmark| العنوان = Denmark|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150601201813/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/157748/Denmark | تاريخ الأرشيف = 1 يونيو 2015 }}</ref> [[السلفادور]] ([[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]])،<ref name="Encyclopædia Britannica-El Salvador">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/181798/El-Salvador| العنوان = El Salvador|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150509201725/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/181798/El-Salvador | تاريخ الأرشيف = 9 مايو 2015 }}</ref> [[إنجلترا]] ([[أنجليكية|أنجليكانية]])،<ref name="Centre for Citizenship-England">{{مرجع ويب|المسار =http://www.centreforcitizenship.org/church1.html| العنوان = Church and State in Britain: The Church of privilege|الناشر = Centre for Citizenship|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20140209082648/http://centreforcitizenship.org/church1.html | تاريخ الأرشيف = 9 فبراير 2014 }}</ref> [[اليونان]] ([[الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية|أرثوذكسية]])،<ref name=GreeceConstitution>[http://www.hri.org/docs/syntagma/artcl25.html#A3 THE CONSTITUTION OF GREECE ]: SECTION II RELATIONS OF CHURCH AND STATE, [http://www.hri.org/ Hellenic Resources network]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170801193832/http://www.hri.org:80/docs/syntagma/artcl25.html |date=01 أغسطس 2017}}</ref> [[آيسلندا|أيسلندا]] ([[لوثرية]])،<ref name="Encyclopædia Britannica-Iceland">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/281235/Iceland|العنوان = Iceland|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150430003414/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/281235/Iceland | تاريخ الأرشيف = 30 أبريل 2015 }}</ref> [[ليختنشتاين]] ([[كاثوليكية]])،<ref name="U.S. Department of State-Liechtenstein">{{مرجع ويب|المسار =http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2003/24418.htm|العنوان = Liechtenstein|الناشر = U.S. Department of State|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20120121211812/http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2003/24418.htm | تاريخ الأرشيف = 21 يناير 2012 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> [[مالطا|مالطة]] ([[كاثوليكية]])،<ref name="Encyclopædia Britannica-Malta">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/360532/Malta|العنوان = Malta|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150521145837/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/360532/Malta | تاريخ الأرشيف = 21 مايو 2015 }}</ref> [[موناكو]] ([[كاثوليكية]])،<ref name="Encyclopædia Britannica-Monaco">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/388747/Monaco|العنوان = Monaco|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150507191554/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/388747/Monaco | تاريخ الأرشيف = 7 مايو 2015 }}</ref> [[النرويج]] ([[لوثرية]])،<ref name="Encyclopædia Britannica-Norway">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/420178/Norway|العنوان = Norway|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150502183400/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/420178/Norway | تاريخ الأرشيف = 2 مايو 2015 }}</ref> [[توفالو]] ([[كالفينية]])، و[[الفاتيكان]] ([[كاثوليكية|الكاثوليكية]]).<ref name="Encyclopædia Britannica-Vatican City">{{مرجع ويب|المسار =http://www.britannica.com/EBchecked/topic/623972/Vatican-City|العنوان = Vatican|الناشر = Encyclopædia Britannica|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150318193720/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/623972/Vatican-City | تاريخ الأرشيف = 18 مارس 2015 }}</ref>

هناك عدد من بلدان آخرى منها [[فنلندا]] ([[لوثرية]] و[[الكنيسة الفنلندية الأرثوذكسية الفنلندية|أرثوذكسية]])،<ref name="Finish Tourist Board-Finland">{{مرجع ويب|المسار =http://www.visitfinland.com/w5/index.nsf/(Pages)/Religion| العنوان = Official Religions of Finland|الناشر = Finish Tourist Board|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180727120532/https://www.visitfinland.com/w5/index.nsf/(Pages)/Religion | تاريخ الأرشيف = 27 يوليو 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref name="Euresis-Finland">{{مرجع ويب|المسار =http://www.euresisnet.eu/Pages/ReligionAndState/FINLAND.aspx| العنوان = State and Church in Finland|الناشر = Euresis|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181106190635/http://www.euresisnet.eu/Pages/ReligionAndState/FINLAND.aspx | تاريخ الأرشيف = 6 نوفمبر 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> [[اسكتلندا]] ([[الكنيسة الإنجيلية المشيخية|المشيخية]])،<ref>Despite some official documentation (marriage registrations being a common example) describing the [[Church of Scotland]] as the "Established Church" the Kirk has always disclaimed that status.{{محل شك|تاريخ=أبريل 2012}} This was eventually acknowledged by the United Kingdom government within the [[Church of Scotland Act 1921]]. Since it has thus never been legally established it cannot be disestablished.{{بحاجة لمصدر|تاريخ=أبريل 2012}}</ref> [[جورجيا]] ([[الكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية|أرثوذكسية]])،<ref name="Beliefnet-Georgia">{{مرجع ويب|المسار =http://blog.beliefnet.com/stevenwaldman/2008/08/mccain-praises-georgia-for-ado.html| العنوان = McCain Praises Georgia For Adopting Christianity As Official State Religion|الناشر = BeliefNet|تاريخ الوصول = 2009-04-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20131019051027/http://blog.beliefnet.com/stevenwaldman/2008/08/mccain-praises-georgia-for-ado.html | تاريخ الأرشيف = 19 أكتوبر 2013 }}</ref> [[قبرص]]<ref name="U.S. Department of State-Cyprus">{{مرجع ويب|المسار =http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2003/27433.htm|العنوان = Cyprus|الناشر = U.S. Department of State|تاريخ الوصول = 2008-05-11| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20120119051549/http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2003/27433.htm | تاريخ الأرشيف = 19 يناير 2012 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> و[[ألزاس|الألزاس]] و[[موزيل (إقليم فرنسي)|موسيل]] في [[فرنسا]] تعطي اعترافًا رسميًا إلى مذاهب مسيحية مُحَددّة وذلك على من عدم الرغم إعتبارها الكنيسة الرسميّة أو دين الدولة.

وعلى الرغم من كون [[سويسرا]] [[دولة علمانية|بلد علماني]] بطبيعته ولايوجد [[دين الدولة|دين رسمي للدولة]] ولكن دستورها الفدرالي ما زال مُستهلا بعبارة "باسم الرب".<ref>[http://www.swissinfo.ch/ara/index.html?cid=5321964 هل كنت تعلم؟ / سويسرا] - [[سويس انفو]] - آخر تحديث [[19 يونيو]]-[[2006]] - تاريخ الوصول [[4 ديسمبر]]-[[2009]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131203064654/http://www.swissinfo.ch/ara/index.html?cid=5321964 |date=03 ديسمبر 2013}}</ref> وفي حين أن معظم الكانتونات (باستثناء [[جنيف]] ونوشاتيل) لديها كنائس رسمية، والتي إما أن تكون [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] أو ([[بروتستانتية|البروتستانتية]]) ممثلة في [[كنيسة الإصلاح السويسري]]. بعض الكانتونات تمول الكنيسة الكاثوليكية و[[الكنيسة الكاثوليكية القديمة]] والبروتستانتية عن طريق فرض الضرائب الرسمية للمنتسبين لها.<ref>[http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2004/35487.htm International Religious Freedom Report 2004&nbsp;– Switzerland], U.S. Department of State. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120119095020/http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2004/35487.htm |date=19 يناير 2012}}</ref>

كما وتعطي عدة دول كاثوليكية تقديرًا ومكانة مميزة للمذهب [[كاثوليكية|الكاثوليكي]] في دساتيرها وذلك على الرغم من عدم جعلها المذهب كدين الدولة منها على سبيل المثال [[أندورا]]، [[إيطاليا]]، [[جمهورية الدومينيكان]]، [[السلفادور]]،<ref>{{مرجع ويب|العنوان=The Constitution of the Italian Republic|المسار=http://www.senato.it/documenti/repository/istituzione/costituzione_inglese.pdf|اقتباس=The State and the Catholic Church are independent and sovereign, each within its own sphere. Their relations are regulated by the Lateran pacts. Amendments to such Pacts which are accepted by both parties shall not require the procedure of constitutional amendments. [...] Denominations other than Catholicism have the right to self-organisation according to their own statutes, provided these do not conflict with Italian law. Their relations with the State are regulated by law, based on agreements with their respective representatives.|postscript=<!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190521222753/https://www.senato.it/documenti/repository/istituzione/costituzione_inglese.pdf | تاريخ الأرشيف = 21 مايو 2019 }}</ref> [[بنما]]، [[باراغواي]]،<ref>{{مرجع ويب|العنوان=Constitution of the Republic of Paraguay|المسار=http://www.servat.unibe.ch/icl/pa00000_.html|اقتباس=The role played by the Catholic Church in the historical and cultural formation of the Republic is hereby recognized.|postscript=<!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181207152953/http://www.servat.unibe.ch/icl/pa00000_.html | تاريخ الأرشيف = 7 ديسمبر 2018 }}</ref> [[بيرو]]،<ref>{{مرجع ويب|العنوان=Constitution of the Republic of Peru|المسار=http://www.congreso.gob.pe/_ingles/CONSTITUTION_29_08_08.pdf|اقتباس=Within an independent and autonomous system, the State recognizes the Catholic Church as an important element in the historical, cultural, and moral formation of Peru and lends it its cooperation. The State respects other denominations and may establish forms of collaboration with them.|postscript=<!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20150724084722/http://www4.congreso.gob.pe:80/_ingles/CONSTITUTION_29_08_08.pdf | تاريخ الأرشيف = 24 يوليو 2015 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> [[بولندا]]،<ref>{{مرجع ويب|العنوان=The Constitution of the Republic of Poland|التاريخ=1997-04-02|المسار=http://sejm.gov.pl/prawo/konst/angielski/kon1.htm|اقتباس=The relations between the Republic of Poland and the Roman Catholic Church shall be determined by international treaty concluded with the Holy See, and by statute. The relations between the Republic of Poland and other churches and religious organizations shall be determined by statutes adopted pursuant to agreements concluded between their appropriate representatives and the Council of Ministers.|postscript=<!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190515155657/http://www.sejm.gov.pl/prawo/konst/angielski/kon1.htm | تاريخ الأرشيف = 15 مايو 2019 }}</ref> [[البرتغال]] و[[إسبانيا]]<ref>{{مرجع ويب|العنوان=Spanish , ,Constitution|المسار=http://www.congreso.es/portal/page/portal/Congreso/Congreso/Informacion/Normas/const_espa_texto_ingles_0.pdf|اقتباس=The public authorities shall take into account the religious beliefs of Spanish society and shall consequently maintain appropriate cooperation relations with the Catholic Church and other confessions.|postscript=<!-- Bot inserted parameter. Either remove it; or change its value to "." for the cite to end in a ".", as necessary. -->{{inconsistent citations}}| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20100922153927/http://www.congreso.es/portal/page/portal/Congreso/Congreso/Informacion/Normas/const_espa_texto_ingles_0.pdf | تاريخ الأرشيف = 22 سبتمبر 2010 }}</ref>

[[ديمقراطية مسيحية|الديمقراطية المسيحية]] هي [[أيديولوجيا|أيديولوجية]] سياسية تسعى لتطبيق المبادئ المسيحية في الحياة السياسة العامة. ظهرت في [[أوروبا]] في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، تحت تأثير التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية. في عدد من البلدان، ضعفت روح الديمقراطية المسيحية من قبل [[علمانية|العلمانية]]. في الممارسة العملية، غالبًا ما تعتبر الأحزاب الديمقراطية المسيحية أحزابًا محافظة في القضايا الثقافية والاجتماعية والأخلاقية وتقدمية بشأن القضايا المالية والاقتصادية. في عدد من الدول حيث خصومهم تقليديًا الاشتراكيين العلمانيين والديمقراطيين الاجتماعيين، الأحزاب الديمقراطية المسيحية المحافظة هي معتدلة، في حين أنه في بيئات ودول أخرى تختلف ثقافيًا وسياسيًا يمكن أن تميل إلى اليسار. غالبية دول العالم المسيحي خاصةً في أوروبا و[[أمريكا اللاتينية]] تملك حزب ديموقراطي مسيحي. وإن ضعفت في عدد من البلدان بسبب العلمنة، فهي تسيطر مثلاً على الأغلبية في [[البرلمان الأوروبي]].<ref>A. Heywood, ''Political ideologies. An introduction'', New York, Macmillan, 2003, 89</ref>

[[ملف:Ingres coronation charles vii.jpg|يسار|180بك|تصغير|[[جان دارك]] قديسة وبطلة قومية [[لغة فرنسية|فرنسية]]، كانت موضوع مؤلفات أدبية كثيره في [[أوروبا]].]]

أثرت [[كنيسة|الكنيسة]] على النظرة الاجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم بطرق هامة، حسب بعض المؤرخين أمثال جيوفيري بلايني.<ref>Geoffrey Blainey; ''A Very Short History of the World''; Penguin Books, 2004</ref> أما في تاريخ المسيحية، فبدوره لعبت النساء أدوارًا متعددة إن كان في السلك الرهباني أو العلماني، كاللاهوتيات، والراهبات، والملكات، والصوفيات والشهداء، والممرضات، والمعلمات وحتى مؤسسات مذاهب.<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/01626c.htm Catholic Encyclopedia: Apostles<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180123101735/http://www.newadvent.org/cathen/01626c.htm |date=23 يناير 2018}}</ref> علمًا أنه وكما يتضح من [[إنجيل لوقا]]، فإن ليسوع نفسه أتباعًا من النساء.

لعلّ [[هيلانة|القديسة هيلانة]] والدة الامبراطور [[قسطنطين (توضيح)|قسطنطين]] والقديسة مونيكا والدة [[أوغسطينوس|القديس أوغسطينوس]]، من أكثر النساء تأثيرًا في التاريخ الكنسي، أما في العصور الوسطى تزايدت الأعلام النسويّة البارزة وأدوارها القيادية في الأديرة مثل القديسة كلارا الأسيزي، وحتى سياسيات وعسكريات أمثال [[جان دارك|القديسة جان دارك]] "شفيعة فرنسا"، و[[إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا|إليزابيث الأولى ملكة إنكلترا]] التي ركّزت المذهب البروتستانتي في البلاد والامبراطورة البيزنطية [[ثيودورا (القرن السادس)|تيودورا]] والتي بدورها دعمت [[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية اللاخليقدونية]] في الإمبراطورية البيزنطية، أما من مؤسسات المذاهب سطعت إيلين وايت مؤسسة [[أدفنتستسبتيون|الأدفنتست]] وماري بيكر إيدي مؤسسة [[علم مسيحي|العلم المسيحي]]. في القرن العشرين، أطلقت الكنيسة الكاثوليكية لقب [[ملفان|معلم الكنيسة الجامعة]] على ثلاثة نساء هنّ القديسة الإسبانية تريزا الإفيلية، والقديسة كاترين السينائيّة والراهبة الفرنسية القديسة تيريز الطفل يسوع. يُذكر أيضًا [[الأم تريزا]] التي نافحت عن العدالة الاجتماعية ورعت مساعدة الفقرات وحازت على [[جائزة نوبل للسلام]].

اعتبرت [[كنيسة|الكنيسة]] علاقتها مع [[مريم العذراء]] علاقة بنوّة، وهو ما أثر على عدد وافر من الفنانيين في صورة [[مريم العذراء]] والتي أطلق عليها لقب ''السيّدة'' أو ''مادونا''. وكانت موضوعًا محوريًا للفن والموسيقى الغربية والأمومة والأسرة، فضلاً عن ترسيخ مفاهيم التراحم والأمومة في قلب [[الحضارة الغربية]]، كما يعتقد عدد وافر من الباحثين منهم آليستر ماكراث؛ وعلى العكس من ذلك، فقد أثرت القصة التوراتية لدور [[حواء]] على النظرة للمرأة في المفهوم الغربي بوصفها "الفاتنة".<ref>{{مرجع كتاب |العنوان=An introduction to Christianity |الأول=Alister E. |الأخير=McGrath |الناشر=Wiley-Blackwell |السنة=1997 |الصفحة=238 |المسار=http://books.google.com/books?id=hclaXvhwBiUC&pg=PA238&dq="Early+Christianity"+women&hl=en&ei=YZ8LTuq1N-bfiAKGneHjAQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=9&ved=0CE8Q6AEwCA#v=onepage&q="Early%20Christianity"%20women&f=false}}</ref>

غير أن الأمر لا يخلو من الانتقادات، إذ إن [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية (توضيح)|الأرثوذكسية]] ترفض منح سر الكهنوت للمرأة،<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/017-Priesthood-of-Women.html ما هو رأي الكنيسة الأرثوذكسية في موضوع كهنوت المرأة؟ ولماذا لا يسمح بهذا الأمر؟ وما الإثبات من الكتاب المقدس؟] الانبا تقلا، 13 أيلول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171230114856/https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/017-Priesthood-of-Women.html |date=30 ديسمبر 2017}}</ref>.<ref>{{مرجع كتاب |العنوان=The Catholic imagination in American literature |الأول=Ross |الأخير= Labrie |الناشر=University of Missouri Press |السنة=1997 |الصفحة=12 |المسار=http://books.google.com/books?id=Ao93kXVL1IIC&dq="Catholic+Church"+"role+of+women"&source=gbs_navlinks_s}}</ref> ما وجده البعض انتقاصًا من حقوق المرأة ومساواتها؛ عمومًا ذلك لا يمنع التأثير الكبير لها في المؤسسات المسيحية وخاصة في الرهبنات وما يتبع لها من مؤسسات، كما كانت هناك العديد من [[قديس|القديسيات]] في هذه الكنائس.

[[ملف:GE Building by David Shankbone.JPG|تصغير|180px|يسار|[[مركز روكفلر]]، في [[مانهاتن]]، [[نيويورك|مدينة نيويورك]]، وتعود إلى [[أسرة]] روكفلر وهي أسرة بروتستانتية لعبت دور هام في الاقتصاد العالمي.]]

في بداية [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]، كانت أخلاقيات الأبوية [[مسيحية|المسيحية]]، راسخة تمامًا في ثقافة [[أوروبا الغربية]]. وقد أدانت [[كنيسة|الكنيسة]] الربا والمادية مثل الجشع والطمع، والخداع واعتبرتها أعمالاً غير مسيحية.<ref name=Hunt10>{{مرجع كتاب |العنوان=Property and Prophets: The Evolution of Economic Institutions and Ideologies |الأول=E. K. |الأخير=Hunt|الناشر=M.E. Sharpe |السنة=2002 |الصفحة=10 |المسار=http://books.google.com/books?id=iwa4rhdqb4gC&pg=PA10&lpg=PA10&dq=Church+Fathers+property+wealth&source=bl&ots=fGZuYtU7_d&sig=bxb2A9hV4guwcZJkG1J_888h6Yc&hl=en&ei=igWzTcecBYSosAPq3rTsCw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=3&ved=0CCcQ6AEwAg#v=onepage&q=Church%20Fathers%20property%20wealth&f=false}}</ref>

شجّعت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] على [[إحسانفعل (مصطلح)الخير|التبرع]] ومساعدة من هم بحاجة. وكان [[آباء الكنيسة]] قد أشادوا في أعمال الصدقة والخير.<ref name=Kahan44>{{مرجع كتاب |العنوان=Mind vs. money: the war between intellectuals and capitalism |الأول=Alan S. |الأخير=Kahan|الناشر=Transaction Publishers |السنة=2009 |الصفحة=44|المسار=http://books.google.com/books?id=s-o6gs82MLQC&pg=PA44&dq=Christianity+money+wealth+attitudes&hl=en&ei=nVOvTa2NO8LZiAL9z8CxBA&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CDEQ6AEwAA#v=onepage&q=Christianity%20money%20wealth%20attitudes&f=false}}</ref> ويرى المؤرخ الآن [[كوهن (عائلة)|كوهين]] في أن تعاليم [[يسوع]] في رفع قيمة الفقراء كانت ثورة في عالم الفقر والثروة إذ كانت فكرة الإحسان واحترام الفقراء غائبة في الفكر الروماني واليوناني.<ref name=Kahan42>{{مرجع كتاب |العنوان=Mind vs. money: the war between intellectuals and capitalism |الأول=Alan S.|الأخير=Kahan|الناشر=Transaction Publishers |السنة=2009 |الصفحة=42 |المسار=http://books.google.com/books?id=s-o6gs82MLQC&pg=PA42&dq=Christianity+money+wealth+attitudes&hl=en&ei=nVOvTa2NO8LZiAL9z8CxBA&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CDEQ6AEwAA#v=onepage&q=Christianity%20money%20wealth%20attitudes&f=false}}</ref> وما تزال عقلية التبرع ومساعدة الغير راسخة في الفكر الغربي.<ref name=Gray119>{{مرجع كتاب |العنوان=The Protestant Reformation: belief, practice, and tradition |الأول=Madeleine |الأخير=Gray |الناشر=Sussex Academic Press |السنة=2003 |الصفحة=119 |المسار=http://books.google.com/books?id=Z1qRnlLwWsgC&pg=PA120&lpg=PA120&dq=Protestant+Reformation+money+wealth+poverty&source=bl&ots=qi-D4CfgNG&sig=LLWFNUHNEmUUvBlt5ssf5Q7NN1E&hl=en&ei=fmO2TezAIIuesQOCtsGoAQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=4&ved=0CC0Q6AEwAw#v=onepage&q&f=false}}</ref>

سمح مفهوم البروتستانتية حول [[الله في المسيحية|الله]] والإنسان لظهور حرية الفكر والانضباط والعمل. الذي كان يركز على الأعمال الدنيوية ويعتبر العمل كواجب يستفيد منه كل من الفرد والمجتمع ككل، وبالتالي شجعت [[بروتستانتية|البروتستانتية]] على تراكم الثروات واعتبرتها نعمة من عند [[الله]] متأثرة في ذلك في [[العهد القديم]].<ref>{{مرجع كتاب |العنوان=History of commerce and industry |الأول=Cheesman Abiah|الأخير=Herrick |الناشر=Macmillan Co. |السنة=1917 |الصفحة=95 |المسار=http://books.google.com/books?id=BHVMAAAAMAAJ&pg=PA95&dq=medieval+Europe+Christian+church+wealth&hl=en&ei=8yOzTcjrD5LUiAKSy7SwBg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=7&ved=0CE4Q6AEwBg#v=onepage&q=medieval%20Europe%20Christian%20church%20wealth&f=false}}</ref>. وهكذا، تحولت فكرة الكاثوليكية من [[أعمال الرب]] إلى الالتزام بالعمل الجاد كدليل على نعمة. واستنادًا إلى [[ماكس فيبر]] فأخلاق العمل البروتستانتية، خاصًة المذهب [[كالفينية|الكالفيني]]، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، كانت وراء ظهور العقلية [[رأسمالية|الرأسمالية]] في [[أوروبا]]،<ref name="protestant">Weber, Max "The Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism" (Penguin Books, 2002) translated by Peter Baehr and Gordon C. Wells</ref>{{rp|}} وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص.<ref>Calvin's position is expressed in a letter to a friend quoted in {{مرجع كتاب |الأخير = Le Van Baumer | الأول = Franklin, editor | العنوان = Main Currents of Western Thought: Readings in Western Europe Intellectual History from the Middle Ages to the Present | الناشر = Yale University Press | المكان = New Haven |السنة = 1978 | الرقم المعياري = 0-300-02233-6}}</ref> فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي.<ref name="Wilmore 1989 12"/> ومن الآثار المهمة للحركة الكالفينية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور [[برجوازية]] جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع الكالفينية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد.<ref name="Sheldon Wolin 2001 p. 234"/> كان لأخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة [[الثورة الصناعية]].<ref name="Kiely, Ray 2011"/>

في دراسة معروفة قام بها عدد من الباحثين في مطلع الألفية ويمكن اختصار اسمها كالتالى: (CMRP) وجد عدد من الباحثين أن المجتمعات التي تسيطر عليها الثقافة البروتستانتية تشمل [[الولايات المتحدة]]، [[دول إسكندنافيةإسكندنافيا|الدول الإسكندنافية]]، [[ألمانيا]]، [[المملكة المتحدة]]، [[هولندا]]، [[سويسرا]]، [[كندا]]، [[أستراليا]] و[[نيوزيلندا]] تميل إلى العمل والاجتهاد والإنجاز والابتكار أكثر من المجتمعات التي تسيطر عليها ثقافات دينية أخرى مثل [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] و[[إسلام|الإسلام]] و[[بوذية|البوذية]] و[[هندوسية|الهندوسية]].<ref>[http://books.google.co.il/books?id=lGKtSVGmA6gC&printsec=frontcover&dq=The+Central+Liberal+Truth:+How+Politics+Can+Change+a+Culture+and+Save+It+...&hl=iw&sa=X&ei=Z7J9UYGgEcXG7AbI24C4BQ&ved=0CDAQ6AEwAA The Central Liberal Truth] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141101032945/http://books.google.co.il/books?id=lGKtSVGmA6gC&printsec=frontcover&dq=The+Central+Liberal+Truth:+How+Politics+Can+Change+a+Culture+and+Save+It+...&hl=iw&sa=X&ei=Z7J9UYGgEcXG7AbI24C4BQ&ved=0CDAQ6AEwAA |date=01 نوفمبر 2014}}</ref> ووفقًا للدراسة فالدول ذات الثقافة والأغلبية البروتستانتية لديها [[مؤشر التنمية البشرية]] و[[ناتج محلي إجمالي|الناتج المحلي]] مرتفع، كما وتتربع العديد من الدول البروتستانتية قائمة أغنى دول العالم،<ref>[http://www.forbes.com/sites/bethgreenfield/2012/02/22/the-worlds-richest-countries/ The World's Richest Countries] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180131151855/https://www.forbes.com/sites/bethgreenfield/2012/02/22/the-worlds-richest-countries/ |date=31 يناير 2018}}</ref> والدول الأقل فساداً في العالم.<ref>

Corruption Perceptions Index 2012. [http://cpi.transparency.org/cpi2012/results/ Full table and rankings]. Transparency International. Retrieved: 4 February 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130724013412/http://cpi.transparency.org/cpi2012/results/ |date=24 يوليو 2013}}</ref> ولدى العديد من المجتمعات البروتستانتية في دول غير بروتستانتية نفوذ اقتصادي كبير لا يتناسب مع وزنهم العددي يظهر ذلك على سبيل المثال في [[فرنسا]] حيث للبروتستانت نفوذ كبير في [[صناعة|الصناعة]] و[[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] و[[الشركات المالية]] و[[مصرف (توضيح)|البنوك]]<ref>[http://www.albayan.ae/paths/books/2012-12-16-1.1785367 تاريخ البروتستانت في فرنسا.] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160324154945/http://www.albayan.ae/paths/books/2012-12-16-1.1785367 |date=24 مارس 2016}}</ref> و[[كوريا الجنوبية]] حيث معظم الشركات الكبرى بالبلاد يديرها مسيحيون بروتستانت.<ref>[http://www.truth-way.net/vb/showthread.php?17598-%C7%CE%C8%C7%D1-%C7%E1%E3%D3%ED%CD%ED%C9-%DD%ED-%DF%E6%D1%ED%C7-%C7%E1%CC%E4%E6%C8%ED%C9 المسيحية في كوريا الجنوبية]</ref> واستنادًا إلى نموذج بارو وماكليري، فإن أخلاق العمل البروتستانتية قد لعبت دورًا رئيسيًا في نجاح كوريا الجنوبية في المجال الاقتصادي.<ref>{{استشهاد بخبر|المسار=http://www.taipeitimes.com/News/bizfocus/archives/2004/02/01/2003097097 |العنوان=Religion linked to economic growth |الناشر=Taipei Times |التاريخ=2012-02-04 |تاريخ الوصول=2012-02-10| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181002164028/http://www.taipeitimes.com/News/bizfocus/archives/2004/02/01/2003097097 | تاريخ الأرشيف = 2 أكتوبر 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر| المسار=http://select.nytimes.com/gst/abstract.html?res=F70913FE355C0C728FDDA80894DC404482 | العمل=The New York Times | الأول=Felicia R. | الأخير=Lee | العنوان=Faith Can Enrich More Than the Soul | التاريخ=2004-01-31| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20070514223117/http://select.nytimes.com:80/gst/abstract.html?res=F70913FE355C0C728FDDA80894DC404482 | تاريخ الأرشيف = 14 مايو 2007 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>

الطوائف المسيحية الستة هي: [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|كاثوليكية]] ''(تعني ب[[اللغة العربية|العربية]] الجامعة)''، [[أرثوذكسية شرقية]] ''(تعني ب[[اللغة العربية|العربية]] الصراطية المستقيمة)''، [[أرثوذكسية مشرقية]]، و[[نسطورية]] ''(نسبة إلى [[مار نسطور|نسطور]])''، تدعى هذه الطوائف باسم '''الكنائس التقليدية''' ويمكن أن يضاف إليها الكنائس البروتستانتية الأسقفية ذلك لأن هذه الطوائف تؤمن بالتقليد وكتابات [[آباء الكنيسة]] و[[المجامع المسكونية السبعة|المجامع]] إلى جانب [[الكتاب المقدس]]، فضلاً عن تمسكها بالتراتبية الهرمية للسلطة في الكنيسة والطقوس و[[الأسرار المقدسة|الأسرار السبعة المقدسة]]، الطائفتان الأخرتان هم [[بروتستانتية|البروتستانتية]] ''(تعني ب[[اللغة العربية|العربية]] المعترضون أو المحتجون)''، ومجموعة طوائف أخرى الغير محسوبة عليها لأسباب شتى أبرزها إنكار ألوهة المسيح، تدعى هاتان الطائفتان بالكنائس الغير تقليدية، لتمسكها ب[[الكتاب المقدس]] وحده ورفضها للسلطة التراتبية والأسرار السبعة.

تأتي [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] في مقدمة الطوائف المسيحية انتشارًا، حوالي 1.13 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية)؛ تليها [[بروتستانتية|البروتستانتية]] حوالي 458 مليونًا (7.0% من البشرية، 20.8% من المسيحية) و[[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] حوالي 223 مليونًا (3.42% من البشرية، 10.1% من المسيحية)؛ سائر الكنائس من [[أرثوذكسية مشرقية]]، [[شهود يهوه]] وغيرها تشكل حوالي 389 مليونًا (5.73% من البشرية، 17.6% من المسيحية).<ref name="الموسوعة البريطانية">[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/303091/Jesus-Christ الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150503100711/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/303091/Jesus-Christ |date=03 مايو 2015}}</ref> بالمقابل حسب دراسة أعدّها مركز بيو حول الدين والحياة العامة في الولايات المتحدة، وجدت ان نصف المسيحيين هم من الكاثوليك، في حين يشكل البروتستانت نسبة 37%، والروم الأرثوذكس نسبتهم 12%. ويمثّل "المسيحيون الآخرون"، مثل "المورمون" و"شهود يهوه" ما نسبته 1% من مجمل المسيحيين.<ref name="تقرير بيو"/>

* حسب التي أعدّها "مركز (بيو) حول الدين والحياة العامة" في الولايات المتحدة فمن ناحية طوائف يشكل [[كاثوليكية|الكاثوليك]] حوالي نصف مسيحيين [[عالم (اسم)|العالم]]<ref name="الكاثوليك">[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-catholic.aspx المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان الكاثوليك وتوزعهم في العالم] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130730054927/http://www.pewforum.org:80/Christian/Global-Christianity-catholic.aspx |date=30 يوليو 2013}}</ref> ويتواجد نصف [[كاثوليكية|الكاثوليك]] في [[الأمريكتان|القارة الأميركية]] (حوالي 40% يتواجدون في [[أمريكا اللاتينية]])، ويعيش 24% من كاثوليك العالم في أوروبا،<ref name="الكاثوليك"/> ويتواجدون بكثرة خصوصًا في [[جنوب]] و[[غرب]] [[أوروبا]]، وتحوي [[أفريقيا|القارة الأفريقية]] 16.1% من كاثوليك العالم،<ref name="الكاثوليك"/> وتحوي [[آسيا]] 12.0% من الكاثوليك في العالم،<ref name="الكاثوليك"/> يُشكل الكاثوليك الأغلبية السكانية في 67 دولة. أما أكبر موطن ودولة للكاثوليك في العالم هو في [[البرازيل]]، يليها كلاً من [[المكسيك]] و[[الفلبين|الفليبين]] و[[الولايات المتحدة]] و[[إيطاليا]].<ref name="الكاثوليك"/>

* تصل نسبة المسيحيين [[أرثوذكسية (توضيح)|الاورثوذوكس]] إلى 12% من مجمل المسيحيين في العالم (يشمل [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] و[[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]]).<ref name="الأرثوذكس">[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-orthodox.aspx المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان الأرثوذكس وتوزعهم في العالم] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130729104400/http://www.pewforum.org:80/Christian/Global-Christianity-orthodox.aspx |date=29 يوليو 2013}}</ref> فينتشرون بكثرة في [[شرق]] [[أوروبا]] حيث الغالبية هناك أرثوذكسية وبالمجمل يعيش 76.9% من الأرثوذكس في أوروبا،<ref name="الأرثوذكس"/> و[[تركيا]] و[[آسيا الوسطى|اواسط آسيا]] و[[الشرق الأوسط]] ويتواجد في هذه المناطق 6.7% من أرثوذكس العالم،<ref name="الأرثوذكس"/> اما في أفريقيا ففيها 15.4% من أرثوذكس العالم،<ref name="الأرثوذكس"/> ويتواجدون خاصة في شمال شرق أفريقيا.

* يُشّكِل أتباع الكنائس [[بروتستانتية|الپروتستانتية]] نسبة 37% من مجمل المسيحيين وذلك وفقًا لدراسة معهد بيو،<ref name="البروتستانت">[http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-protestant.aspx المسيحية في العالم: تقرير حول حجم السكان البروتستانت وتوزعهم في العالم] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130724102611/http://www.pewforum.org/Christian/Global-Christianity-protestant.aspx |date=24 يوليو 2013}}</ref> ويتواجد أكثر أتباعها في شمال [[أوروبا]] حيث يعيش حوالي 12.6% من بروتستانت العالم في أوروبا،<ref name="البروتستانت"/> بينما يعيش 33% من البروتستانت في الاميركتين؛<ref name="البروتستانت"/> خاصة في [[أمريكا الشمالية|أميركا الشمالية]] و17.4% من البروتستانت يتواجدون في [[أستراليا]] وآسيا،<ref name="البروتستانت"/> بينما يتواجد 36.9% من البروتستانت في أقريقيا؛<ref name="البروتستانت"/> خاصة في [[أفريقيا الجنوبية]].

ويُشّكِل البروتستانت أغلبيّة سكانيَّة في 49 دولة.<ref name="البروتستانت"/> وتنتشر البروتستانتيّة أيضًا في [[شمال أفريقيا|أفريقيا الشمالية]] وفي [[شرق آسيا]] خاصة في [[الصين]] و[[كوريا الجنوبية]]. وتحوي [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] أكبر تجمع بروتستانتي في العالم من حيث عدد السكان يليها كلاً من [[نيجيريا]] و[[الصين]].<ref name="البروتستانت"/>

ازداد مصطلح [[التراث اليهودي المسيحي]] شيوعاً في [[عالم غربي|العالم الغربي]] في الآونة الأخيرة، وهو يعني أن ثمة تراثاً مشتركاً بين [[يهودية|اليهودية]] و[[مسيحية|المسيحية]]، وأنهما يكوِّنان كلاًّ واحداً.

بدءًا من [[القرن 4|القرن الرابع]] أخذت المسيحية باضطهاد اليهودية، فطرد اليهود أولاً من [[الإسكندرية]] وعاشوا خلال [[الإمبراطورية البيزنطية]] خارج المدن الكبرى، وفرض عليهم بدءًا من [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] التخصص بمهن معينة؛ ثم صدر عام [[1492]] مرسوم طردهم من [[إسبانيا]] في حال عدم اعتناقهم المسيحية، الأمر الذي كان فاتحة طرد اليهود من [[أوروبا]] برمتها: فطردوا من [[فيينا]] سنة [[1441]] و[[بافاريا]] [[1442]] و[[بيرودجابيروجيا|بروجيا]] [[1485]] و[[ميلانو]] [[1489]] ومن [[توسكانا]] [[1494]]، وأخذوا يتجهون نحو [[بولندا]] و[[روسيا]] و[[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]]،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.22</ref> ورغم تحسن أوضاع [[يهود|اليهود]] مع استقلال [[هولندا]] [[ليبرالية|الليبرالية]] وقيام [[الثورة الفرنسية]] إلا أن الحروب بين [[بولندا]] و[[أوكرانيا]] دمرت نحو ثلاثمائة [[غيتو|تجمع يهودي]] وقتلت الكثير منهم في [[القرن 17|القرن السابع عشر]]، ورغم مبادئ [[الثورة الفرنسية]] لكن [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] حمل الكثير من [[معاداة السامية]] لليهود،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.41</ref> ولا يمكن تحميل السلطات المسيحية أو الكنيسة مسؤولية جميع هذه المجازر، بيد أنها تقع على عاتق الحكومات والدول المسيحية.

أخذت العلاقة تتحسن بين اليهود و[[بروتستانتية|الطوائف البروتستانتية]] في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] ومن ثم [[القرن 20|القرن العشرين]] وتوّج هذا التحسن بنشوء [[صهيونية مسيحية|الصهيونية المسيحية]] في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]] ودعمهما لقيام [[إسرائيل]] لأسباب دينية؛<ref>[http://isteve.blogspot.com/2009/10/episcopalians-v-jews-on-iq.html Episcopalians v. Jews on IQ (بالإنجليزية)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180105081808/https://isteve.blogspot.com/2009/10/episcopalians-v-jews-on-iq.html |date=05 يناير 2018}}</ref> غير أن علاقات اليهود مع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] لم تتحسن حتى عهد [[بابا (توضيح)|البابا]] [[بولس السادس]] الذي برئ اليهود من تهمة لاحقتهم طويلاً وهي قتل يسوع صلبًا، وقد جاءت التبرئة استنادًا إلى [http://www.enjeel.com/bible.php?ch=23&op=read&bk=42 إنجيل لوقا 48/23] وغيره من المواضع،<ref>فيما يخص الاعتراضات على تبرئة اليهود من دم المسيح والردود عليها انظر [http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzIyOA== تبرئة اليهود من دم المسيح بقلم: الأب الدكتور يوأنس لحظي جيد للأقباط الكاثوليك] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20090315195451/http://coptcatholic.net:80/section.php?hash=aWQ9MzIyOA%3D%3D |date=15 مارس 2009}}</ref> وجاء [[المجمع الفاتيكاني الثاني]] ليؤكد ما ذهب إليه البابا وطالب بعلاقات طبيعية مع اليهود.

وتُعتبر [[إسرائيل]] الدولة الوحيدة في العالم ذات الأغلبيّة [[يهودية|اليهودية]]؛ تشير إحصاءات دائرة الإحصاء المركزية للعام 2012 أن عدد المسيحيين في [[إسرائيل]] بلغ 158,000.

[[يسوع]] في [[القرآن]] يدعى [[عيسى (اسم)|عيسى]] تعريبًا لاسمه [[لغة يونانية|اليوناني]] إيسوس؛ وهو [[نبي]] مؤتى بالبينات ومؤيد ب[[الروح القدس]]،<ref>البقرة 87</ref> ويدعى كلمة الله الوجيه في الدنيا والآخرة،<ref>آل عمران 45</ref> قول الحق،<ref>مريم 34</ref> وقد جاء بالحكمة،<ref>الزخرف 63</ref> ويذكر القرآن أيضًا عددًا من أعمال [[يسوع]] ومعجزاته الواردة في ال[[إنجيل|أناجيل]]،<ref>آل عمران 46، آل عمران50</ref> وأخرى مذكورة في [[أبوكريفون|الكتب الأبوكريفية]]،<ref>تكليم الناس في المهد في آل عمران 49 ترد في إنجيل الطفولة ليعقوب. وحادثة نفخ [[يسوع]] في طين متشكل على هيئة طير فطار، تذكر في إنجيل توما وسورة آل عمران.</ref> ويشبهه ب[[آدم]] حيث خلقهما الله من تراب ثم نفخ فيهما من روحه،<ref>آل عمران 59</ref> وتشير [http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=21 سورة الأنبياء 91] إلى عذرية [[مريم العذراء|مريم]] وحملها بأمر الله دون وجود ذكر،<ref>[http://islamport.com/d/1/tfs/1/30/1641.html?zoom_highlightsub=%22%DD%E4%DD%CE%E4%C7+%DD%ED%E5%C7+%E3%E4+%D1%E6%CD%E4%C7%22 معالم التنزيل]، تفسير القرآن حسب البغوي، تفسير الأنبياء 91</ref> وتختم بالإعلان أن [[يسوع]] وأمه هما آية للعالمين؛ بيد أن القرآن يرفض ألوهية [[يسوع]]،<ref>المائدة 17</ref> كما ينكر صلبه أو مقتله،<ref>النساء 157</ref> لكنه يشير إلى كونه [[مسيح|المسيح]]، ويدعوه بهذا الاسم في عدد من الآيات.<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/046-The-Holy-Quran-and-Christianity.html المسيح بين الإسلام والمسيحية] إسلام أون لاين، 29 أيلول 2010 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720185510/http://st-takla.org:80/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/046-The-Holy-Quran-and-Christianity.html |date=20 يوليو 2017}}</ref>

لقد سادت الألفة بين [[إسلام|الإسلام]] والمسيحية زمنًا طويلاً،<ref name="المسيحيون حالهم ومآلهم">{{استشهاد بخبر |مؤلف = |مسار= http://al-akhbar.com/Politics/105837 |مسار الأرشيف= https://web.archive.org/web/20101123235804/http://www.al-akhbar.com:80/ar/node/207591 |تاريخ الأرشيف= 23-11-2010 |عنوان= المسيحيون: حالهم ومآلهم |العدد = 1226 |صفحات= 4-7 |صفحة= |صحيفة= [[الأخبار (لبنان)|الأخبار اللبنانية]] |تاريخ= 24-09-2010 |تاريخ الوصول= 27-03-2018 |لغة= ar}}</ref><ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص. 134 -140</ref><ref>[http://majalatalandalus.wordpress.com/2011/03/04/الحضارة-الإسلامية-المسيحية-قراءة-في/ “الحضارة الإسلامية-المسيحية”.. قراءة في مفهوم جديد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181212151130/https://majalatalandalus.wordpress.com/2011/03/04/الحضارة-الإسلامية-المسيحية-قراءة-في/ |date=12 ديسمبر 2018}}</ref> لكن الاضطهادات التي عانى منها المسيحيون خلال بعض مراحل [[الدولة العباسية]] و[[الدولة الفاطمية]] أثرت سلبًا في هذه العلاقة،<ref name="المسيحيون حالهم ومآلهم"/> وكذلك [[حملات صليبية|الحروب الصليبية]] وقسوة [[الدولة المملوكية|المماليك]] في التعامل مع غير المسلمين. وفي العصور الحديثة احتلت الدول الكبرى المسيحية عددًا من الدول الإسلامية ما أدى إلى مزيد من التباعد؛ إلا أن حركات تقارب عديدة ظهرت خلال النصف الثاني [[القرن العشرين20|للقرن العشرين]] وقد تكون مبادرة [[المجمع الفاتيكاني الثاني]].

لعب [[مسيحيون|المسيحيون]] دورًا بارزًا ورياديًا في تطوير معالم [[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الإسلامية]] والشرقية.<ref>[http://www.diwanalarab.com/spip.php?article2037 سمير عبده يبحث مدققاً وموثّقاً دور المسيحيين في الحضارة العربية – الإسلامية]، ديوان العرب، 4 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160308220038/http://diwanalarab.com/spip.php?article2037 |date=08 مارس 2016}}</ref><ref>[http://su-press.net/new1/modules/news/item.php?itemid=76 المسيحيون ساهموا في بناء الحضارة العربية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305043710/http://su-press.net/new1/modules/news/item.php?itemid=76 |date=05 مارس 2016}}</ref> ففي عهد [[الدولة العباسية]] نشط المسيحيون في الترجمة من [[لغة يونانية|اليونانية]] إلى [[لغةاللغة سريانيةالسريانية|السريانية]] ومن ثم لل[[لغةاللغة عربيةالعربية|عربية]]، حيث كان معظم المترجمين في [[بيت الحكمة]] من المسيحيين، ونشطوا أيضًا [[طب|بالطب]] و[[علم|العلوم]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[فيزياء|الفيزياء]] فاعتمد عليهم [[خليفة|الخلفاء]]،<ref name="syriacstudies.com">[http://www.syriacstudies.com/AFSS/دراسات_سريانية_-_2/Entries/2007/9/25_دور_المراكز_الثقافية_السريانية_في_تفاعل_العرب_والمسلمين_الحضاري_-الدكتور_حسين_قاسم_العزيز.html دور الحضارة السريانية في تفاعل دور العرب والمسلمين الحضاري ] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> كما وقاد المسيحيون [[النهضة العربية]] بصحفهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية.<ref>[http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=15360 دور المسيحيين العرب في النهضة العربية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140726101034/http://www.coptreal.com/wShowSubject.aspx?SID=15360 |date=26 يوليو 2014}}</ref>

وحتى اليوم لهم دور فعّال في [[الوطن العربي|العالم العربي]] و[[عالمالعالم إسلاميالإسلامي|الإسلامي]] في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

كوّن المسيحيون في العصر الحديث الطبقة البرجوازية الأساسية في [[بلاد الشام|الشام]] و[[مصر]]<ref>[http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=211835&eid=429 الشوام في مصر... وجود متميز خـــــــــلال القـرنين التاسع عشر والعشرين] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141101021607/http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=211835&eid=429 |date=1 نوفمبر 2014}}</ref> والطبقة المثقفة في [[تركيا]] و[[إيران]] مما جعل مساهمتهم في النهضة الاقتصادية ذات أثر كبير، على نحو ما كانوا أصحاب أثر كبير في النهضة الثقافية، وفي الثورة على الاستعمار بفكرهم ومؤلفاتهم وعملهم.<ref>[http://www.qenshrin.com/details.php?id=10770 عروبة المسيحيين ودورهم في النهضة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305020611/http://qenshrin.com/details.php?id=10770 |date=05 مارس 2016}}</ref>

لم يحصل احتكاك مبكر بين المسيحية [[بوذية|البوذية]]، وعندما حصل هذا الاحتكاك خلال العصور الوسطى تزامنًا مع الحركات الاستكشافية في [[عصر النهضة]] تنوعت ردة الفعل بين الترحيب الشديد والإقبال على اعتناقها وبين الحظر والاضطهاد كما حصل في الصين،<ref>[http://arabic.china.org.cn/txt/2007-12/26/content_9436931.htm المسيحية في الصين] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170616053404/http://arabic.china.org.cn:80/txt/2007-12/26/content_9436931.htm |date=16 يونيو 2017}}</ref> تشهد الدول ذات الثقافة البوذية في الشرق الأقصى في الآونة الأخيرة ظاهرة في ازدياد معتنقي المسيحية، خاصًة في الصين التي ازداد اعداد معتنقي [[مسيحية|المسيحية]].<ref>[http://goliath.ecnext.com/coms2/gi_0199-12060445/Christianity-2010-a-vie-from.html Christianity 2010: a view from the new Atlas of Global Christianity.]</ref><ref>[http://pewforum.org/world-affairs/countries/?countryID=150 Religious Demographic Profiles - Pew Forum] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100421200729/http://pewforum.org/world-affairs/countries/?CountryID=150 |date=21 أبريل 2010}}</ref><ref>[http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=6125 سينغافورة بلد صغير مساحة قوي اقتصادياً واعد مسيحياً ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160401024251/http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=6125 |date=01 أبريل 2016}}</ref>

للمسيحية تراث عريق في [[شرق آسيا|الشرق الأقصى]] في مجالي [[رعاية صحية|الرعاية الصحية]] و[[تعليم|التعليم]]، ففي [[ماكاو]] و[[سنغافورة]] و[[هونغ كونغ]] تدير الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عدد من المستشفيات التي تشكل أكثر من 90% من المستشفيات الخاصة.<ref name="Hong Kong Church Web Page">[http://www.hkchurch.org/Search/top.asp Hong Kong Church Web Page] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161019150410/http://www.hkchurch.org:80/Search/top.asp |date=19 أكتوبر 2016}}</ref><ref>[http://www.ha.org.hk/hesd/nsapi/?MIval=ha_visitor_index&intro=ha_view_template&group=OSR&Area=HNI Hospital Authority:Hospitals & Institutions] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20080226084522/http://www.ha.org.hk:80/hesd/nsapi/?MIval=ha_visitor_index&intro=ha_view_template&group=OSR&Area=HNI |date=26 فبراير 2008}}</ref> في [[الصين]]. كانت للإرساليات البروتستانتية الأثر الأكبر في ادخال [[طب|الطب]] الحديث للصين خاصًة من خلال المبشرين أمثال الجراح روبرت موريسون والقس جون ليفينغستون. كذلك بذل رهبان الإرساليات اليسوعية في [[الصين]] و[[الهند]] جهدًا هامًا في [[علم|العلوم]] خاصًة في [[رياضيات|الرياضيات]] و[[علم الفلك|الفلك]] والهيدروليكية والجغرافيا عن طريق ترجمة الأعمال العلمية إلى [[لغة صينية|اللغة الصينية]] وتطويرها.<ref name="Udias ">{{مرجع كتاب |الأخير=Udías|الأول=Agustín |العنوان=Searching the Heavens and the Earth: The History of Jesuit Observatories (Astrophysics and Space Science Library) |الناشر=Springer |المكان=Berlin |السنة= 2003|الرقم المعياري=140201189X}}</ref> وبحسب توماس وودز فاليسوعيين طوّروا مجموعة كبيرة من المعارف العلمية ومجموعة واسعة من الأدوات العقلية لفهم الكون المادي، بما في ذلك الهندسة الإقليدية التي طورت مفهوم حركة [[كوكب|الكواكب]].<ref name="Woods"/> واعتبر خبير آخر نقلًا عن توماس وود وبريتون أن أحد أسباب بداية [[ثورة علمية|الثورة العلمية]] في الصين كانت بسبب نشاط اليسوعيين العلمي.<ref>Patricia Buckley Ebrey, p. 212.</ref>

حسب جدول معهد بيو تصل أعداد المسيحيّين في الدول ذات الأغلبيّة [[بوذية|البوذية]] إلى 6 مليون نسمة. أكبر التجمعات المسيحيّة في العالم البوذي تتواجد قي [[ميانمار|بورما]] و[[سريلانكا]] و[[تايلاند|تايلند]].

تتواجد أغلبية أتباع الديانة [[هندوسية|الهندوسية]] في [[الهند]]، في العصور الحديثة وسمت هذه العلاقة [[ديبلوماسيةدبلوماسية|بالديبلوماسية]] وتبادل الزيارات بين القيادات الدينية على أعلى المستويات، وكان [[المجمع الفاتيكاني الثاني]] أشار إلى [[بوذية|البوذية]] [[هندوسية|الهندوسية]] بوصفهما دينين يسعيان ”للاستشراق السامي“.<ref>انظر دستور المجمع الفاتيكاني الثاني [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm في عصرنا] وهو بيان في علاقة المسيحية بالأديان الأخرى، المادتين 2 و5 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120131010135/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm |date=31 يناير 2012}}</ref>

المسيحية هي ثالث أكبر [[دين (توضيح)|ديانة]] في [[الهند]]، بعد [[هندوسية|الهندوسية]] و[[إسلام|الإسلام]]<ref name="السكان حسب الطوائف الدينية">[http://www.censusindia.gov.in/Census_Data_2001/Census_data_finder/C_Series/Population_by_religious_communities.htm Population by religious communities - السكان حسب الطوائف الدينية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170711233312/http://www.censusindia.gov.in:80/Census_Data_2001/Census_data_finder/C_Series/Population_by_religious_communities.htm |date=11 يوليو 2017}}</ref>. الديانات الإبراهيمية عموما ظهرت قبل 2500 سنة، مع ظهور [[يهودية|اليهودية]]<ref>Katz, Nathan; & Goldberg, Ellen S; (1993) The Last Jews of Cochin: Jewish Identity in Hindu India, Foreword by Daniel J. Elazar Columbia, SC, Univ. of South Carolina Press. ISBN 0-87249-847-6</ref>. تلتها المسيحية قبل حوالي 2500 عام<ref>[http://links.jstor.org/sici?sici=0044-9202(1979)11:1<80:RAMISI>2.0.CO;2-Z Israel J. Ross. Ritual and Music in South India: Syrian Christian Liturgical Music in Kerala. Asian Music, Vol. 11, No. 1 (1979), pp. 80-98]</ref>؛ وجائت المسيحية إلى الهند في وقت مبكر قبل قرون من وصلها إلى [[أوروبا]]<ref>[http://www.bibleforu.com/storyofindia.htm THE STORY OF INDIA - قصة الهند] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130817093103/http://bibleforu.com/storyofindia.htm |date=17 أغسطس 2013}}</ref>.

[[لادينية|اللادينية]] هي اتجاه فكري يرفض مرجعية [[دين (توضيح)|الدين]] في حياة الإنسان ويؤمن بحق الإنسان في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية [[دين (توضيح)|دين]] أو الالتزام بشريعة دينية، وترى أن النص الديني هو مجرد نص بشري محض لا ينطوي على قداسة خاصة ولا يعبر عن الحقيقة المطلقة.

عرف العالم المسيحي انتشار الحركات والفلسفات الإلحادية العديدة، فظهر [[جورج فيلهلم فريدريش هيغل|هيغل]] و[[إيمانويل كانت|كانط]] و[[كارل ماركس]] ثم [[داروين (توضيح)|داروين]] و[[جان جاك روسو]] و[[فريدريك نيتشه|نيتشه]] الذي أعلن موت الله،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص. 115</ref> فبدا أن المسيحية في أوروبا ستنهار، لكنها استطاعت الصمود، وشهدت بداية [[القرن 20|القرن العشرين]] أفولاً لهذه الفلسفات.<ref>[http://www.alawan.org/مستقبل-الإلحاد.html مستقبل الإلحاد] مجلة أوان، 28 أيلول 2010 {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305102437/http://www.alawan.org/مستقبل-الإلحاد.html |date=5 مارس 2016}}</ref>

* [[عالم غربي|العالم الغربي]].

* [[بابوية كاثوليكية|البابوية]].

* [[بوزنكيتبرنارد بوزانكيت|Bosanquet, Bernard]]. [http://books.google.com/books?id=CzRJAAAAIAAJ The Civilization of Christendom, And Other Studies]. London: S. Sonnenschein, 1893.