16٬756
تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
||
ولما انتهت حالة الحرب ، بإلقاء مقاليد البلاد إلينا ، رأى جمهور أهل البصيرة في الحجاز ، أنه ليس من مصلحتهم انتظار عقد مؤتمر إسلامي ، لأنهم ليسوا على يقين من عقده ، ولا على ثقة كون من عساهم يحضرونه ، اعلم بمصلحتهم من أنفسهم ، وأرسلوا إلينا وفداً كاشفاً بأنهم يرون المصلحة المحتمة أن يحفظوا لبلادهم ما نالته من الاستقلال الدولي ، بشكل ملكي ن بأن يبايعوننا ، فرددنا طلبهم ، واعتذرنا لهم ، ولكن أيدهم في ذلك ، أهل الحل والعقد من أهل نجد ، الذين هم العمدة في تطهير البلاد ، وهم العدة لحفظ الأمن في البلاد الذي يتوقف عليه كل عمل ، وكل إصلاح فيها ، كما تتوقف عليه إقامة ركن الإسلام ، الذي لو لاه لم يكن لأحد من المسلمين شأن يذكر فيها ، اضطررت لقبول البيعة ، ولم أر لي عنها أية مندوحة.
لأننا – آل سعــود – لسنا ملوكاً مستبدين، ولا حكاماً شخصيين، بل نحن في بلادنا مقيدون بأحكام الشرع، ورأي أهل الحل والعقد، ولم تكن تلك الدعوة الشخصية إلى عقد المؤتمر، بعذر يبيح لي مخالفتهم، وإذا أنا خالفتهم بغير حجة شرعية يقبلونها، فإنهم لن يطيعونني، وفي ذلك من الفساد ما لا يخفى، وقد بايعني جمهور الحضر، ورؤساء قبائل البادية، وهؤلاء يُعدّون من أهل الحل والعقد، لأن قبائلهم تتبعهم سلماً وحرباُ.
أيها الإخوان ..
إنكم تشاهدون بأعينكم، وتسمعون بآذانكم ممن سبقكم إلى هذه الديار، للحج والزيارة، إن الأمن العام في جميع بلاد الحجاز، وبين الحرمين الشريفين ، بدرجة الكمال التي لم يعرف مثلها، ولا ما يقرب منها منذ قرون كثيرة، بل لا يوجد ما يفوقها، في أرقى ممالك الدنيا نظاماً وقوة، ولله الفضل، والمنة.
إن المسلمين قد أهلكهم التفرق في المذاهب والمشارب، فأتمروا في التأليق بيتهم، والتعاون على مصالحهم العامة المشتركة، وعدم جعل اختلاف المذاهب والأجناس سبباً للعداوة بينهم.
{{قرآن مصور|آل عمران|103}}{{قرآن مصور|آل عمران|104}}{{قرآن مصور|آل عمران|105}}
وفي الساعة الثانية والدقيقة ثلاثون، انتهى حافظ وهبة، من إلقاء الخطاب الملوكي، فقام الملك وحيا المؤتمرين قائلاً:
|
تعديل