مؤتمر العالم الإسلامي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 19:
الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ، والصلاة والسلام على محمد رسول الله ، وآله وصحبه ومن والاه أما بعد : فإني أحييكم ، وأرحب بكم ، وأشكر لكم إجابتكم الدعوة إلى هذا المؤتمر ..
 
أيها المسلمون الغيَر لعل اجتماعكم هذا ، في شكله وموضوعه ، أول اجتماع في تاريخ الإسلام ، ونسأله تعالى أن يكون سنة حسنة ، تتكرر في كل عام ، عملاً بقوله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان - سورة{{قرآن مصور|المائدة الآية |2 ))}}، وبإطلاق قوله عز وجل: (( وأتمروا بينكم بمعروف - سورة{{قرآن مصور|الطلاق الآية |6 )) .. }}
إنكم تعلمون أنه لم يكن في العصور الماضية ،الماضية، أدنى قيمة لما يسمى في عرف هذا العصر ،العصر، بالرأي العام الإسلامي ،الإسلامي، ولا بالرأي العام المحلي ،المحلي، بحيث يرجع إليه الحكام للتشاور فيما يجب من الإصلاح في مهد الإسلام ،الإسلام، ومشرق نوره الذي عم الأنام . وقد تولت أمر الحجاز دول كثيرة ،كثيرة، كان من خلفائها وسلاطينها ،وسلاطينها، من عنُوُا ضرباً من العناية ببعض شؤونه ،شؤونه، ومنهم من أراد أن يحسن ،يحسن، فأساء بجهله ،بجهله، ومنهم من لم يبالِ بأمره البتة ،البتة، فتركوا الأمراء المتوكلين لإدارته بالفعل، فلما بلغ السيل الزبى ،الزبى، وثبت بالتشاور بين أهل الحل والعقد عندنا ،عندنا، أنه يجب علينا، شرعاًُ، إنفاذ مهد الإسلام ،ـ عزمنا على ذلك، وتوكلنا على الله في تنفيذه ،تنفيذه، وبذلنا أموالنا وأنفسنا في سبيله، فأيدن الله بنصره، وطهرنا البلاد المقدسة، كما عاهدنا الله ووعدنا المسلمين، وكان مما وعدنا به ،به، وشرعنا في تنفيذه ،تنفيذه، الدعوة إلى عقد مؤتمر إسلامي ،إسلامي، وقد بيّنا في كتاب الدعوة إليه، خطتنا ورأينا الشخصي.
 
إنكم تعلمون أنه لم يكن في العصور الماضية ، أدنى قيمة لما يسمى في عرف هذا العصر ، بالرأي العام الإسلامي ، ولا بالرأي العام المحلي ، بحيث يرجع إليه الحكام للتشاور فيما يجب من الإصلاح في مهد الإسلام ، ومشرق نوره الذي عم الأنام .وقد تولت أمر الحجاز دول كثيرة ، كان من خلفائها وسلاطينها ، من عنُوُا ضرباً من العناية ببعض شؤونه ، ومنهم من أراد أن يحسن ، فأساء بجهله ، ومنهم من لم يبالِ بأمره البتة ، فتركوا الأمراء المتوكلين لإدارته بالفعل، فلما بلغ السيل الزبى ، وثبت بالتشاور بين أهل الحل والعقد عندنا ، أنه يجب علينا، شرعاًُ، إنفاذ مهد الإسلام ،ـ عزمنا على ذلك، وتوكلنا على الله في تنفيذه ، وبذلنا أموالنا وأنفسنا في سبيله، فأيدن الله بنصره، وطهرنا البلاد المقدسة، كما عاهدنا الله ووعدنا المسلمين، وكان مما وعدنا به ، وشرعنا في تنفيذه ، الدعوة إلى عقد مؤتمر إسلامي ، وقد بيّنا في كتاب الدعوة إليه، خطتنا ورأينا الشخصي.
 
ولما انتهت حالة الحرب ، بإلقاء مقاليد البلاد إلينا ، رأى جمهور أهل البصيرة في الحجاز ، أنه ليس من مصلحتهم انتظار عقد مؤتمر إسلامي ، لأنهم ليسوا على يقين من عقده ، ولا على ثقة كون من عساهم يحضرونه ، اعلم بمصلحتهم من أنفسهم ، وأرسلوا إلينا وفداً كاشفاً بأنهم يرون المصلحة المحتمة أن يحفظوا لبلادهم ما نالته من الاستقلال الدولي ، بشكل ملكي ن بأن يبايعوننا ، فرددنا طلبهم ، واعتذرنا لهم ، ولكن أيدهم في ذلك ، أهل الحل والعقد من أهل نجد ، الذين هم العمدة في تطهير البلاد ، وهم العدة لحفظ الأمن في البلاد الذي يتوقف عليه كل عمل ، وكل إصلاح فيها ، كما تتوقف عليه إقامة ركن الإسلام ، الذي لو لاه لم يكن لأحد من المسلمين شأن يذكر فيها ، اضطررت لقبول البيعة ، ولم أر لي عنها أية مندوحة ، لأننا – آل سعــود – لسنا ملوكاً مستبدين ، ولا حكاماً شخصيين ، بل نحن في بلادنا مقيدون بأحكام الشرع ، ورأي أهل الحل والعقد ، ولم تكن تلك الدعوة الشخصية إلى عقد المؤتمر ، بعذر يبيح لي مخالفتهم ، وإذا أنا خالفتهم بغير حجة شرعية يقبلونها ، فإنهم يطيعونني ، وفي ذلك من الفساد ما لا يخفى ، وقد بايعني جمهور الحضر ، ورؤساء قبائل البادية ، وهؤلاء يُعدّون من أهل الحل والعقد ، لأن قبائلهم تتبعهم سلماً وحرباُ.
السطر 35 ⟵ 34:
إنكم أحرار، اليوم في مؤتمركم هذا، لا تقيدكم حكومة البلاد بشيء، وراء ما يقيدكم به دينكم، من التزام بأحكامه، إلا بشيء واحد، وهو عدم الخوض في السياسة الدولية، وما بين الشعوب الإسلامية وحكوماتها من خلاف، فإن هذا من المصالح الموضعية الخاصة بتلك الشعوب.
 
إن المسلمين قد أهلكهم التفرق في المذاهب والمشارب ،والمشارب، فأتمروا في التأليق بيتهم ،بيتهم، والتعاون على مصالحهم العامة المشتركة ،المشتركة، وعدم جعل اختلاف المذاهب والأجناس سبباً للعداوة بينهم .
{{قرآن مصور|آل عمران|103}}{{قرآن مصور|آل عمران|104}}{{قرآن مصور|آل عمران|105}}
 
(( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناًُ وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم - سورة آل عمران الآية 103-105 ))
 
أسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لإقامة دينه الحق ، وخدمة حرمه وحرم رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، والتأليف بين جماعة المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .