المسيحية في العراق: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
توسع
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:المسيحية حسب البلد لوجود (تصنيف:المسيحية في العراق))
سطر 82:
{{مفصلة|الدولة العباسية|المسيحية في الدولة العباسية|سقوط بغداد (1258)}}
[[ملف:ArabicDiatessaron.jpg|يسار|250بك|thumb|صورة للصفحتين الأولتين من «[[مكتبة الفاتيكان|المخطوط الفاتيكاني]] عدد 250»، وهو عبارة عن ترجمة عربية لإنجيل الدياسطرون، ويرقى للعصر العباسي.]]
عندما [[الفتح الإسلامي لفارس|فتحت الجيوش العربية الإسلامية العراق]] في [[القرن 7|القرن السابع]]، وجدت أمامها حوالي سبعة ملايين [[عراقيون|عراقي]]، لغتهم الثقافية والدينية هي [[اللغة السريانية|السريانية]]، بمن فيهم الجماعات [[عرب|العربية]] في إمارة المناذرة في [[الحيرة]]. أما من الناحية الدينية فقد كانت غالبيتهم الساحقة تابعة للكنيسة [[نسطورية|النسطورية]]، وهنالك أقليات من أتباع [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|الكنيسة اليعقوبية]] وكذلك [[يهود|اليهود]] و[[مندائية|المندائية]]. لقد رحب [[مسيحيون|المسيحيون]] في بلاد الرافدين بالفاتحين [[مسلم|المسلمين]]، إذ كان للصراع الدائر بين الروم والفرس تأثير سلبي كبير على حياتهم المادية والدينية، وهذا ما أدى إلى كره [[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] ويأسهم من كلتا الدولتين، فكانوا يطمحون إلى التخلص من هذا الاستبداد بأية وسيلة كانت، لذا عندما جاءت الجيوش العربية الإسلامية عام [[637]] إلى [[بلاد الرافدين|بلاد النهرين]] رحب بهم العراقيون أملًا في التخلص من واقع الظلم والاستبداد الذي ذاقوه من قبل الفرس والروم مئات السنين، وقد حصلوا فعلًا على عهود بالأمان من قادة جيوش المسلمين ومن بعض [[خلافة إسلامية|الخلفاء]]. ووصلت أوج قوة [[كنيسة المشرق]] والتي كان مقرها في [[بغداد]] بين القرنين السادس والرابع عشر حيث كانت حينئذ أكبر كنيسة انتشارا جغرافيا ممتدة من [[مصر]] إلى [[البحر الأصفر]] شرقا كما شملت بالإضافة إلى [[آشوريون/سريان/كلدان|السريان المشارقة]] الذين احتفظوا بالبطريركية تقليديا الملايين من ال[[فرس (قوميةمجموعة إثنية)|فرس]] [[ترك|والترك]] [[مغول|والمغول]] [[هندالهند|والهنود]] [[صينالصين|والصينيين]].
 
أدى انتصار [[الدولة العباسية|العباسيين]] وتحول مركز الخلافة إلى [[بغداد]] إلى تقارب بين الخلفاء وبطاركة كنيسة المشرق. فأصبح بطريرك كنيسة المشرق القاطن في [[بغداد]] ممثلاً عن جميع المسيحيين ضمن الدولة العباسية على اختلاف مذاهبهم.<ref name=Winkler59>{{Harvard citation no brackets|Winkler|Baum|2010|pp=59}}</ref> غير أن فترة العباسيين شهدت كذلك اضطهادات متفرقة عادة ما تزامنت مع فترات الحروب ضد البيزنطيين. كان أشدها في عهد الخلفاء [[أبو عبد الله محمد المهدي|المهدي]] و[[هارون الرشيد]]، و[[أبو العباس عبد الله المأمون|والمأمون]] ما أدى إلى حدوث هجرات كبيرة لمسيحيي العراق إلى سواحل [[البحر الأسود]] الجنوبية وخاصة مدينة [[سينوب|سينوبي]] حيث استقبلهم الإمبراطور [[ثيوفيلوس]].<ref name=Winkler59/><ref name=Vine94>{{Harvard citation no brackets|Vine|1937|pp=94}}</ref>
حول أبا الثاني ([[741]]-[[751]]) مركز البطريركية إلى [[كسكر|كشكر]] فترة قصيرة قبل أن يتحول إلى [[كاتدرائية كوخي]] في قطيسفون. ولم تدم بطركية خلفه سورين ([[753]]) سوى عدة أشهر حيث توفي في سجن الخليفة [[أبو جعفر المنصور|المنصور]] بعد خلافه مع البطريرك اللاحق يعقوب الثاني ([[753]]-[[773]])، والذي قضى كذلك معظم فترته مسجونًا من قبل الخليفة المنصور. قام خلفه حننيوشوع الثاني ([[773]]-[[780]]) بتنقيح مقررات السينودسات السابقة.<ref name=Winkler59/>
 
كان الخليفة [[أبو جعفر المنصور]] أول خلفاء بني العباس اهتمامًا بالعلم والعلماء، وقام باجتذاب الأطباء [[كنيسة المشرق|النساطرة]] إلى مدينة بغداد، وترجمت له كتب في الطب والنجوم والهندسة والآداب، وألفت له ولعصره الكثير من كتب الحديث والتاريخ، وترجم جرجيس بن بختيشوع مؤلفات كثيرة في الطب من [[لغة يونانية|اليونانية]] إلى [[اللغة العربية|العربية]]، كما أن المنصور طلب من إمبراطور بيزنطة أن يرسل له أعمال إقليدس والمجسطي لبطليموس، وترجم كتاب إقليديس للعربية، وكان هذا الكتاب أول كتاب يترجم من اليونانية إلى العربية في عهد الدولة العباسية.<ref>مريم سلامة كار، ترجمة نجيب غزاوي ([[1998]]م). الترجمة في العصر العباسي (الطبعة الأولى). [[دمشق]] - [[سوريا]]. منشورات وزارة الثقافة السورية صفحة 13</ref> ساهم المؤلفون [[كنيسة المشرق|النساطرة]] في نهضة التأليف تحت مظلة [[بيت الحكمة]]، وأبرز هؤلاء النساطرة آل [[بختيشوع]] الذين قدموا إلى [[جنديسابور]] في عهد هارون الرشيد ووزرائه [[برامكة|البرامكة]]، وتناقلوا العلم من جيل إلى جيل على مدى ثلاثة قرون في عهد العباسيين، وخدموا الطب والمنطق والديانة النصرانية بما عرَّبوا وألفوا.<ref>[http://islamstory.com/ar/ال-بختيشوع-عائلة-طبية-رائدة آل بختيشوع.. عائلة طبية رائدة] قصة الإسلام، 28 مارس 2013. وصل لهذا المسار في 2 أكتوبر 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150520003852/http://islamstory.com:80/ar/ال-بختيشوع-عائلة-طبية-رائدة |date=20 مايو 2015}}</ref><ref>فؤاد يوسف قزانجي ([[2010]]م). أصول الثقافة السريانية في بلاد ما بين النهرين (الطبعة الأولى). [[عمان (توضيح)|عمان]] - [[الأردن]]. دار دجلة صفحة 117</ref> نشط أتباع كنيسة المشرق في الترجمة من [[لغة يونانية|اليونانية]] إلى [[لغةاللغة سريانيةالسريانية|السريانية]] ومن ثم لل[[لغةاللغة عربيةالعربية|عربية]] وخاصة في عهد [[الدولة العباسية]] حيث كان معظم المترجمين في [[بيت الحكمة]] من [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|اليعاقبة]] والنساطرة وقد برزوا أيضا [[طب|بالطب]] و[[علم|العلوم]] و[[رياضيات|الرياضيات]] و[[فيزياء|الفيزياء]] فاعتمد عليهم [[خليفة|الخلفاء]]،<ref name="مولد تلقائيا4" /> ومن أبرز العلماء والأطباء في تلك الفترة أسرة [[بختيشوع]] الذين خدموا كأطباء [[الدولة العباسية|للخلفاء العباسيين]] وكان منهم [[جبريل بن بختيشوع]] و[[بختيشوع بن جبريل]] و[[يوحنا بن بختيشوع]] و[[أبو سعيد عبيد الله بن بختيشوع]]، و[[يوحنا بن ماسويه]] مدير مشفى [[دمشق]] خلال خلافة [[هارون الرشيد]]، و[[حنين بن إسحاق]] المسؤول عن [[بيت الحكمة]] وديوان الترجمة وابنه [[إسحاق بن حنين]]، و[[حبيش بن الأعسم]]، و[[يحيى بن البطريق]]، و[[متى بن يونس]]، و[[أسطفان بن باسيل]]، و[[يحيى بن عدي]] وغيرهم. وأصبحت بغداد عند إنشأها مركزا لكنيسة المشرق وكان بطاركتها غالبا ما ينادمون الخلفاء العباسيون.<ref name=Spagyrical>{{مرجع كتاب|الأخير=Joseph Needham, Wang Ling, Ho Ping-yü, Gwei-djen Lu|العنوان=Spagyrical discovery and invention: Apparatus, theories and gifts, Volume 5|السنة=1980|الناشر=Cambridge University Press|الرقم المعياري=9780521085731|المسار=http://books.google.com/books?id=xrNDwP0pS8sC&pg=PA411}}</ref><ref>(p 239-45) The Age of Faith by Will Durant 1950</ref> غير أن فترة الازدهار هذه بدأت بالانحسار بوهن الدولة العباسية وانتهت ب[[سقوط بغداد (1258)|سقوط بغداد]] سنة 1258 وسيطرة القبائل المنغولية والتركية على المنطقة.<ref>[http://books.google.com/books?id=18eABeokpjEC&pg=PA367 Age of achievement: A.D. 750 to the end of the fifteenth century], [[يونسكو|UNESCO]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150409045409/http://books.google.com/books?id=18eABeokpjEC&pg=PA367 |date=09 أبريل 2015}}</ref>
[[ملف:Mesue. Watercolour. Wellcome V0006562.jpg|تصغير|200بك|يمين|رسمة للطبيب والمترجم [[السرياني]] [[يوحنا بن ماسويه]] أول من تولى رئاسة بيت الحكمة في عهد هارون الرشيد.]]
خلال عصر القوة والازدهار العباسي كانت العلاقة بين الدولة ومواطنيها غير المسلمين تصنف على أنها في أحسن الأوضاع خصوصًا خلال خلافتي [[أبو جعفر المنصور|المنصور]] و[[هارون الرشيد|الرشيد]]، وقد جاء في «المنتجب العاني» لمؤلفه أسعد علي أن الخلفاء كانوا يحتلفون بالأعياد المسيحية [[عيد الميلاد|كعيد الميلاد]] وأحد الشعانين حتى في قصر الخليفة، فيضع الخليفة وحاشيته أكللة من زيتون ويرتدون الملابس الفاخرة، وقد بنيت في [[بغداد]] [[كاتدرائية|كاتدرائيتان]] مع تشييد المدينة.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.147</ref> ولعلّ أبرز الدلائل والشواهد عن التعايش الديني والعيش المشترك أشعار أبي زيد الطائي والأخطل التغلبي كذلك ما رواه ابن فضل العمري بكتابه «مسالك الأبصار» وما جاء في كتاب «مسالك الممالك» من وصف للحياة بين [[مسلم|المسلمين]] و[[مسيحيون|المسيحيين]] في البلاد التي زارها، وقد نقل في كتابه ذاته أنه [[أورفة|الرها]] العباسية وجوارها كان هناك ثلاثمائة دير.<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.408</ref> كذلك فإن كتابات المؤرخين السريان كالتلمحري وميخائيل الكبير وغيرهما تدلّ عل ذلك، ومراسلات [[طيموثاوس الأول]] بطريرك [[كنيسة المشرق]] الذي جمعته صداقة مع [[أبو جعفر المنصور|أبي جعفر المنصور]] حتى لقبه «أبي النصارى»، ويذكر أيضًا عددًا من الخلفاء والأمراء والولاة كانوا يقيمون خلال تنقلاتهم في الأديرة وقد سجلت أديرة الرصافة ودير [[زكا]] ودير القائم قرب [[البوكمال]] زيارات لخلفاء عباسيين.<ref>حضارة وادي الفرات، مرج سابق، ص.408</ref> كما أنّ العباسيين لم يجبروا القبائل المسيحية العربية [[تغلب|كتغلب]] ونمر و[[طيء]] و[[بني شيبان]] و[[إياد (قبيلة)|قبيلة إياد]] على الإسلام، وإنما الأسلمة جاءت في القرون اللاحقة التي شهدت اضطهاد الأقليات خصوصًا [[القرن 10|القرن العاشر]].<ref name="مولد تلقائيا3">حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.405</ref> وقد استعان العرب المسلمون [[آشوريون/سريان/كلدان|بالسريان]] وبالأخص الشرقيين منهم مثل سمعان بن الطباخين وغيره في ترتيب أمور الدولة وتنظيم الأجهزة الإدارية وتنظيم الحياة الاجتماعية و[[ثقافة|الثقافية]] و[[علم|العلمية]]، ومن أشهر علماء السريان [[يوحنا بن ماسويه]] و[[حنين بن إسحاق|حنين بن إسحق]] وأبو بشير ويوحنا بن جلاد و[[يحيى بن عدي]] و[[عبد المسيح الكندي]] وآل [[بختيشوع]] وغيرهم، الذين ألفوا وترجموا ونقلوا مختلف العلوم الطبية والفلكية ومن اللغات [[اللغة السريانية|السريانية]] و[[لغة يونانية|اليونانية]] و[[لغة فارسية|الفارسية]] إلى اللغة [[اللغة العربية|العربية]] أتحفوا المكتبة العباسية بمصنفاتهم وعلومهم، كما أدار السريان الشرقيون [[بيت الحكمة]]، وكان أطباء الخلفاء دائمًا من السريان. لكن لم يدم هذا الازدهار الثقافي بسبب فقدان العرب السلطة وسيطرة الأجانب عليهم.<ref name="ic"/><ref>كتاب ميزبوتاميا ~ خمسة آلاف عام من التدين العراقي ~ أكبر موسوعة عن العقائد الدينية العراقية</ref> وخدمت آل [[بختيشوع]] من الأطباء والعلماء [[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] الخلفاء [[الدولة العباسية|العباسيين]].<ref>[http://www.nlm.nih.gov/exhibition/islamic_medical/islamic_03.html آل بختيشوع] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180105081152/https://www.nlm.nih.gov/exhibition/islamic_medical/islamic_03.html |date=05 يناير 2018}}</ref><ref>[http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=358107 آل بختيشوع (مصدر أضافي)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160423094035/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=358107 |date=23 أبريل 2016}}</ref>
سطر 93:
القسم الأكبر من هذا التعايش تبخر خلال عصور الانحطاط، فهدمت الكنائس ومنع أبناء هذه الأديان من ركوب الخيل ومزاولة بعض الأنشطة التجارية والاقتصادية أو الإقامة في دور مرتفعة، كما أنهم قد عوملوا كرعايا من الدرجة الثانية وأخذ السلاطين والولاة يستبدون بهم وكان البدو يقتحمون الكنائس والأديرة لسلبها على ما يذكر المؤرخ ابن بطريق والمسعودي وغيرهما. كانت إحدى نتائج ذلك، هجرة المسيحيين الذين رفضوا اعتناق الإسلام من المدن نحو الجبال، وهكذا سجلت حركات هجرة مسيحية نحو [[طور عبدين|طور عابدين]] و[[ماردين]] وغيرها من الأماكن المنعزلة.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.165</ref> عمومًا لا يمكن أن يفهم أن الاضطهادات كانت مستمرة، إذ كانت تخف وتيرتها بين الفنية والأخرى؛ وقد شملت جميع الأقليات الدينية وفي بعض الأحيان حتى الإسلامية منها. وبدأت الخلافة العباسية بالانحلال بنهاية عهد المتوكل فاستقلت عدة أجزاء عنها. حاول الخلفاء اللاحقون استعادة توازنهم عن طريق الاعتماد على مرتزقة ترك. أنهت هذه السياسة هيمنة العرب على الحكم وبحلول القرن العاشر بات الخليفة العباسي مجرد منصب اسمي بينما انتقلت السلطة الفعلية لأيدي عدة سلالات تركية متناحرة.<ref name=Winkler96>{{Harvard citation no brackets|Winkler|Baum|2010|pp=96}}</ref> أثرت تلك التحولات سلبًا على مسيحيي الدولة العباسية فبينما أدى ضعف السلطات على إرخاء القوانين المعادية "لأهل الكتاب" التي كان المتوكل قد فرضها، انتشرت أعمال الشغب من قبل العامة التي غالباً ما استهدفت المسيحيين.<ref name=Vine97>{{Harvard citation no brackets|Vine|1937|pp=97}}</ref>
[[ملف:Courtyard of the Church of Saint George in alQosh 09.jpg|يسار|250بك|thumb|باحة كنيسة القديس جرجس في [[القوش]].]]
يمكن أن يعيّن [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] كصاحب الفضل في بدء سلسلة الاضطهادات على الأقليات الدينية في الدولة العباسية،<ref name="مولد تلقائيا3" /> ومنع أبناء هذه الأديان من ركوب الخيل ومزاولة بعض الأنشطة التجارية والاقتصادية أو الإقامة في دور مرتفعة، ومنعوا من إطالة شعرهم وأمروا بارتداء ألبسة مميزة صفراء اللون وعسلية الأكمام، وأضاف [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] لها عام [[854]] قوانين أخرى منها "وضع تماثيل لشياطين" أمام أبواب بيوت المسيحيين ومنع وضع شواهد لقبورهم فضلاً عن مضاعفة الجزية، وإسقاط عقوبة المسلم الذي يقتل مسيحيًا والاكتفاء بنصف ديّة،<ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.170</ref> وكل هذا "بهدف الإذلال لا غير"،<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.203</ref> أعاد سرجيوس ([[860]]-[[872]]) كرسي البطريركية إلى بغداد سنة 865. وفي عهد يوحنا الرابع ([[900]]-[[905]]) حصل أهالي بغداد المسيحيين على حق اختيار البطاركة. وحصل خلفه إبراهيم الرابع ([[906]]-[[937]]) على تأكيد من السلطات بأحقية كنيسة المشرق في تمثيل المسيحيين في الدولة العباسية.<ref name=Winkler64>{{Harvard citation no brackets|Winkler|Baum|2010|pp=64}}</ref> وبنتيجة ضعف سلطة الدولة إلى قيام عدة اضطرابات في بغداد أدت أحيانًا إلى تدمير الكنائس من قبل العامة كما حصل في عهد يوحنا الخامس ([[1000]]-[[1011]]) حين قتل جمع كبير من المصلين بعد إحراق كنيستهم، غير أن الخليفة [[أبو الفضل جعفر المقتدر بالله|المقتدر بالله]] ([[908]]-[[932]]) قام بعقاب المتسببين بذلك حينها.<ref name=Vine97/> على أن العلاقة بين الإسلام و[[كنيسة المشرق|كنيسة المشارقة]] اتصفت بالتوتر وعدم الثقة منذ ذلك الحين، كما يظهر من خلال إجبار سبريشوع الثالث ([[1064]]-[[1072]]) على الإشراف على تنفيذ [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلامية]] بين رعاياه.<ref name=Winkler64/>
 
خلال [[سقوط بغداد (1258)|الغزو المغولي لبغداد]]، هو الاصطلاح الذي يُشير إلى دخول [[مغول|المغول]] بقيادة [[هولاكو خان]] حاكم [[الدولة الإلخانية|إلخانيَّة فارس]] مدينة [[بغداد]] حاضرة [[الدولة العباسية|الدولة العبَّاسيَّة]] وعاصمة [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلاميَّة]] في عام [[1258]]، أمَّن المغول سُكَّان بغداد المسيحيين على حياتهم بِتوصية من زوجة هولاكو [[نسطورية|النسطوريَّة]] [[دوقوز خاتون]]،<ref>A history of the Crusades", Steven Runciman, p.306</ref> وكذلك [[يهود العراق|اليهود]] ومن التجأ إلى دار ابن العُلقُمي، وطائفةٌ من التُجَّار بذلوا المال ليسلموا وذويهم من القتل. كان أغنياء بغداد من المُسلمين يُدركون المكانة التي يحتلها السُريان لدى هولاكو لذا سارعوا إلى وضع أموالهم أمانةً لدى بطريرك السُريان النساطرة لكي لا ينهبها جُنود هولاكو.<ref name="السريان">{{مرجع ويب| الأخير = أسعد| الأول = أسعد صوما| المسار = http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Assad_Sauma_Assad/East_Syriac_Church_History/9.htm| العنوان = لمحات من تاريخ الكنيسة السُريانيَّة الشرقيَّة (الجزء التاسع)| الناشر = التنظيم الآرامي الديمُقراطي| المكان = [[ستوكهولم|استوكهولم]] - [[السويد|السُويد]]| تاريخ الوصول = [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2016]]م| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190422230209/http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Assad_Sauma_Assad/East_Syriac_Church_History/9.htm | تاريخ الأرشيف = 22 أبريل 2019 }}</ref> وعرض [[هولاكو خان|هولاكو]] قصر الخلافة لِلبطريرك سالف الذِكر، وأمر لهُ بِبناء كاتدرائيَّة. وعندما غزا [[تيمورلنك]] [[بلاد فارس]] وبلاد ما بين النهرين وسوريا في [[القرن 14|القرن الرابع عشر]]، تم هلاك العديد من السكان المدنيين. وقام [[تيمورلنك]] بذبح 70,000 مسيحي آشوري في [[تكريت]]، إلى جانب ذبح 90,000 مسيحي في بغداد.<ref>{{cite web|url=http://mertsahinoglu.com/research/14th-century-annihilation-of-iraq/ |title=14th century annihilation of Iraq |publisher=Mertsahinoglu.com |date= |accessdate=29 June 2011| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20171029020421/http://mertsahinoglu.com/research/14th-century-annihilation-of-iraq/ | تاريخ الأرشيف = 29 أكتوبر 2017 }}</ref><ref>[http://www.nupi.no/cgi-win/Russland/etnisk_b.exe?Assyrian NUPI – Centre for Russian Studies] {{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20070930160153/http://www.nupi.no/cgi-win/Russland/etnisk_b.exe?Assyrian |date=September 30, 2007 }}</ref>
سطر 291:
 
[[تصنيف:المسيحية في العراق]]
[[تصنيف:المسيحية حسب البلد|عراق]]
[[تصنيف:طوائف العراق]]
[[تصنيف:مسيحية شرقية]]