ميشال فوكو: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
File
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:منظرون سياسيون لوجود (تصنيف:فلاسفة سياسيون))
سطر 17:
نهج مدرسي = [[فلسفة قارية]], [[ما بعد البنيوية]], [[بنيوية]] |
الاهتمامات رئيسية = [[تاريخ الأفكار]], [[إبستمولوجيا]], [[أخلاق]], [[فلسفة سياسية]] |
تأثرات = [[فريدريك نيتشه|نيتشه]], [[لويس ألتوسير|ألتوسير]], [[إيمانويل كانت|كانت]], [[جورج كانغوليهم]], [[مارتن هايدغر|هايدغر]], [[جورج باتايل]], [[ماوريس بلانشوت]], [[غاستون باكيلارد]], [[جان هيبوليت]], [[جورج دوميزيل]], [[كارل ماركس]], [[جورج فيلهلم فريدريش هيغل|هيغل]] |
تأثيرات = [[جورجو اغامبين]], [[جوديث بتلر|جوديث بوتلر]], [[هوبرت دريفوس]], [[ديدلر إريبون]], [[إيان هاكينغ]], [[Guy Hocquenghem]], [[إدوارد سعيد]], [[جاك رانسي]], [[باول رابينو]]، [[روبير غانم (توضيح)|روبير غانم]] |
أفكار مميزة = "[[نفوذ|النفوذ]]", "[[علم الآثار]]", "[[جينيولوجيا]]", "Episteme", "[[نفوذ ثنائي]]" Biopower، "[[معهد تخصصي]]" |
}}
 
'''ميشال فوكو''' (1926 - 1984) [[فيلسوف]] فرنسي، يعتبر من أهم فلاسفة النصف الأخير من [[القرن 20|القرن العشرين]]، تأثر بالبنيويين ودرس وحلل [[التاريخ|تاريخ]] الجنون في كتابه "تاريخ الجنون"، وعالج مواضيع مثل الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون. ابتكر مصطلح "أركيولوجية المعرفة".
أرّخ للجنس أيضاً من "حب الغلمان عند اليونان" وصولاً إلى معالجاته الجدلية المعاصرة كما في "تاريخ الجنسانية".
 
== مقدمة ==
ولد ميشال فوكو في 15 تشرين الثاني/أكتوبر من عام 1926، وتوفي في 25 حزيران/يونيو 1984) فيلسوف فرنسي كان يحتل كرسياً في [[كوليج ديدو فرانس|الكوليج دو فرانس]]، أطلق عليه اسم "تاريخ نظام الفكر". وقد كان لكتاباته أثر بالغ على المجال الثقافي، وتجاوز أثره ذلك حتى دخل ميادين [[علوم إنسانية|العلوم الإنسانية]] والاجتماعية ومجالات مختلفة للبحث العلمي.
 
عرف فوكو بدراساته الناقدة والدقيقة لمجموعة من المؤسسات الاجتماعية، منها على وجه الخصوص: المصحات النفسية، المشافي، السجون، وكذلك أعماله فيما يخص تاريخ الجنسانية. وقد لقيت دراساته وأعماله في مجال [[سلطة (مجتمع)|السلطة]] والعلاقة بينها وبين [[معرفة|المعرفة]]، إضافة إلى أفكاره عن "الخطاب" وعلاقته بتاريخ الفكر الغربي، لقي كل ذلك صدى واسعاً في ساحات الفكر والنقاش.
 
توصف أعمال فوكو من قبل المعلقين والنقاد بأنها تنتمي إلى "ما بعد الحداثة" أو "ما بعد البنيوية"، على أنه في الستينيات من القرن الماضي كان اسمه غالباً ما يرتبط بالحركة [[بنيوية|البنيوية]]. وبالرغم من سعادته بهذا الوصف إلا أنه أكد فيما بعد بُعده عن البنيوية أو الاتجاه البنيوي في التفكير. إضافة إلى أنه رفض في مقابلة مع جيرار راول تصنيفه بين "ما بعد البنيويين" و"ما بعد الحداثيين". حضر فوكو محاضرات الفيلسوفين ميرلوبوندي [[مارتن هايدغر|وهايدغر،]] واهتم [[جورج فيلهلم فريدريش هيغل|بهيجل]] [[كارل ماركس|وماركس]] وتأثر بهم<ref>{{مرجع ويب
| url = http://hekmah.org/%d9%81%d9%88%d9%83%d9%88/
| title = ميشيل فوكو - موسوعة ستانفورد للفلسفة / ترجمة: يوسف الصمعان
سطر 42:
=== طفولته المبكرة ===
 
ولد ميشال فوكو عام 1926 في بلدة '''"Poitiers'''" في غرب وسط فرنسا، لأسرة ريفية بارزة. والده الطبيب الجراح بول فوكو كان يأمل بأن يكبر ابنه ليشاركه مهنته ويرثها بعد. (لاحقاً أسقط فوكو اسمه الأوسط "بول" لأسباب ليست في تمام الوضوح). كان تحصيله العلمي في المراحل الأولى مترنحاً ما بين الجيد والمتوسط، حتى انتقل إلى كوليدج سانت ستانيسلاس حيث تفوق بامتياز. وقعت بلدته تحت سيطرة الألمان إبان الحرب العالمية الثانية التي ما إن وضعت أوزارها حتى التحق فوكو بـ[[مدرسة الأساتذةالمدرسة العليا للأساتذة|مدرسة نورمال سوبيريور]] وهي إحدى المدارس الفرنسية الكبرى، ويقع مقرها الرئيسي في شارع أولم بباريس، وتعد المسار التقليدي لاحتراف العمل في العلوم الإنسانية في فرنسا.
 
=== مدرسة الأساتذة العليا (École Normale Supérieure) ===
 
أثناء وجوده فيها كانت حياة ميشال فوكو صعبة، لقد عانى من اكتئاب حاد بلغ به حد محاولة [[انتحار|الانتحار]]. وقد عرض على معالج نفسي. ونتيجة لهذه التجربة أو ربما بالرغم منها، أصبح فوكو مولعاً بعلم النفس. فإضافة إلى حصوله على إجازة في الفلسفة فقد حصل أيضاً على واحدة في علم النفس، وقد كانت الأخيرة مؤهلاً جديداً في فرنسا. وشارك في العيادة التابعة للهيئة حيث تعرف إلى مفكرين من مثل لودوينغ بينسوانغر.
 
كالعديد من طلاب وخريجي هذه المدرسة ممن كان يطلق عليه اسم "العاديون أو النورماليون (normaliens)"، انضم ميشال فوكو إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي من العام [[1950]] وحتى [[1953]]، وقد انتسب إلى الحزب عن طريق "لويس ألتوسير"، لكن ما لبث أن تركه بعد أن أثارت قلقه تصرفات [[جوزيف ستالين|ستالين]] في [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفييتي]]. وقد أفاد عديدون بأن ميشال لم يكن ناشطاً في فرقته الحزبية على عكس الكثيرين من أعضاء الحزب.
 
=== وظيفته الأولى ===
سطر 54:
حصل فوكو على شهادة الأستاذية عام [[1950]]. ليعمل محاضراً في مدرسته (École Normale) لفترة ما لبث بعدها أن تقلد منصباً في جامعة ليل (University of Lille) ليحاضر في [[علم النفس]] ما بين [[1953]] و 1954. في العام [[1954]] نشر كتابه الأول بعنوان " Maladie mentale et personnalité"، وهو عمل تراجع عنه فيما بعد. وقبل أنقضاء وقت طويل بات واضحاً أن ميشال فوكو غير مهتم كثيرًا في مجال التدريس، وعزل نفسه لمدة بعيداً عن فرنسا. في عام 1954 عين فوكو مندوباً عن فرنسا إلى جامعة أوبسالا (University of Uppsala) في [[السويد]]، منصب أعده جورج دومزيل خصيصاً لفوكو. غادر فوكو منصبه هذا في عام [[1958]] لمنصب لبث فيه فترة وجيزة في [[جامعة وارسو]] وأخرى في [[جامعة هامبورغ]].
 
عاد فوكو إلى [[فرنسا]] عام [[1960]] ليتابع الدكتوراه ويحصل أيضاً على شهادة في [[فلسفة|الفلسفة]] من جامعة كليمونصو فيران (University of Clermont-Ferrand) حيث التقى دانييل ديفر وعاش معه بقية حياته في علاقة متعددة. حاز على شهادة الدكتوراه عام [[1961]] بعد أن قدم بحثين كما هي العادة في فرنسا، أولهما رئيسي بعنوان "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" وآخر ثانوي تضمن ترجمة وتعليقاً على الفيلسوف الألماني "[[إيمانويل كانت|كانط]]" في الأنثربولوجيا والنظرة [[نفعية|النفعية]]. لقي "تاريخ الجنون/ Folie et déraison" (والذي صدرت ترجمته الإنكليزية بعنوان "الجنون والحضارة"!) ترحيباً واسعاً في الأوساط الثقافية. التزم فوكو بجد ونشاط بجدول في إصدار كتاباته، ففي [[1963]] نشر كتابه "ولادة العيادة".
 
وبعد أن تم إرسال شريكه "ديفير" إلى [[تونس]] لأداء خدمته العسكرية، انتقل فوكو عام [[1966]] إلى [[جامعة تونس]]. ونشر في عام [[1966]] كتابه (الكلمات والأشياء) والذي لقي بالرغم من كبره وصعوبته شعبية واسعة. كان كل ذلك إبان اهتمامه البالغ بالبنيوية. وسرعان مع اعتبر فوكو واحداً من مجموعة مفكرين من أمثال جاك لاكا، وكلود ليفي ستراوس ورولاند بارتيز باعتبارهم الموجة الأحدث من المفكرين الساعين لتقويض النزعة "[[وجودية|الوجودية]]" التي نشرها [[جان بول سارتر]]. أثار فوكو بعض الشكوك حول [[ماركسية|الماركسية]]، ما أغضب عدداً من النقاد اليسارين، وكان قد سئم من وصفه بأنه بنيوي. في أيار/مايو من عام [[1968]] اندلعت عصيان للطلبة وكان فوكو لا يزال آنذاك في تونس، وقد تأثر بعصيان محلي في بداية العام نفسه. وفي خريف ذات العام عاد لفرنسا، حيث نشر عام 1969 كتابه "حفريات المعرفة" أو "أركيولوجيا المعرفة/ L'archéologie du savoir" ـ حيث قدم رداً منهجياً على منتقديه.
 
=== ما بعد 1968: فوكو الناشط ===
 
بعد حوادث عام [[1968]]، أسست الحكومة الفرنسية جامعة تجريبية جديدة في " فنسن، Vincennes"، وفي كانون الثاني/ديسمبر من ذلك العام أصبح فوكو أول عميد لقسم الفلسفة فيها، وعين أكثرية من شبان أكادميين يساريين من أمثال ([[جوديت ميللر]])، التي أثار تطرفها وزارة التعليم لتسحب الترخيص الممنوح للقسم. وفيما يدعو للدهشة شارك فوكو في احتلال مبنى الإدارة والعراك مع الشرطة. لم يستمر تولي فوكو لهذا المنصب مدة طويلة، فقد انتخب ليحتل كرسيًا في أهم هيئة أكاديمية في [[فرنسا]] "'''[[الكوليدج دو فرانس]]'''" كبروفيسور في "تاريخ نظام الفكر"، نشاطه السياسي تزايد، فقد انخرط شريكه ديفير مع حركة البروليتاريين الماويين المتطرفة، كما ساهم فوكو نفسه في تأسيس (مجموعة المعلومات الخاصة بالسجون)، وهو ما ساهم في تسييس أعمال فوكو من خلال كتاب "المراقبة والمعاقبة"، والذي يعد "سرداً" للبنى الصغرى للسلطة والتي تطورت في المجتمعات الغربية منذ [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]، مركزاً على مؤسستي السجن والمدرسة.
 
انحسر النشاط السياسي في أواخر السبعينيات بعد خيبة الأمل تجاه الكفاح اليساري. وقام عدد من الشباب الماويين (الشيوعيين المتطرفين، نسبة إلى ماو تسي تونغ) بالتخلي عن معتقداتهم ليصبحوا ما يسمى "المتفلسفون الجدد"، وغالباً ما ذكروا بأن فوكو يمثل مرشداً أساسياً لهم، وهو أمر بدا أن مشاعر فوكو كانت مختلطة تجاهه. في هذه الفترة أطلق فوكو مشروعاً من 6 مجلدات، "تاريخ الجنسانية" وهو كتاب لم يتمكن من إنهاءه، و"إرادة المعرفة"، المنشور في عام [[1976]]. المجلد الثاني والثالث لم يظهرا إلا بعد ثمان سنوات، وقد كانا مثار استغراب القراء نظراً للأسلوب التقليدي لهما، وموضوعاتهما (نصوص إغريقية ولاتينية كلاسيكية) ومقاربتهما لمفاهيم أهملها فوكو فيما سبق.
 
راح فوكو يقضي مزيداً من وقته في [[الولايات المتحدة|أمريكا]]، في [[جامعة بوفالو]] (حيث ألقى محاضرة في أول زيارة له إلى أمريكا على الإطلاق عام [[1970]]). في عام [[1975]] تناول جرعة من مخدرات "[[ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك]]" ويبدو أنه اختار القيام بهذه التجربة في منطقة محددة وكانت منطقة زامبريسكي، في محمية "وادي الموت" الطبيعية، وقد علق لاحقاً على هذه التجربة بأنها كانت الأفضل في حياته.
 
=== فوكو في إيران ===
سطر 72:
قدم فوكو من خلال مقالاته رؤية لما سماه "[[الروحانية السياسية]]" فأثار الزخم الذي تحركت به الثورة حماسه، وبدا وكأنه يدعم اتجاهها الإسلامي، وفي حين اعتقد كثيرون أن اليسار العلماني سوف يزيح التيار الإسلامي بعد سقوط الشاه، أطلق هو تهكماً واضحاً من أصحاب تلك النظرة، ورأى في الحركة الإسلامية بل وفي الإسلام برميل بارود سيغير ميزان القوى في المنطقة، وربما أكثر من خلال مقاله (الإسلام، برميل بارود).
 
يعتقد كثيرون في الغرب بأن كتابات فوكو حول إيران كانت زلة أو خطأ سياسيا وفكريا في الحسابات، وأنه تحمس أكثر مما يجب للنظام الإسلامي، ولم يتح لنا الحصول على معلومات حول موقف فوكو من أداء الحكم الإسلامي الذي تزعمه [[روح الله الخميني|الخميني]] في إيران بعد سقوط الشاه، ولا حتى تعليقا عن [[حرب الخليج الأولى|الحرب العراقية الإيرانية]] التي بدأت سرعان ما تسلم الإسلاميون السلطة، رغم أن فوكو عاش حتى 1984، حين كانت الحرب العراقية الإيرانية ما تزال مستعرة.
 
عادت كتابات فوكو عن إيران إلى الساحة الثقافية مؤخراً بعد [[أحداث 11 سبتمبر 2001|أحداث 11 أيلول]] (سبتمبر) 2001، وكذلك من خلال كتاب (فوكو والثورة الإيرانية 2005) الذي ناقش الكتابات واعتبرها استفزازية لكن جوهرية لفهم تاريخ ومستقبل العلاقات الغربية الإيرانية، وبشكل أعم العلاقات الغربية مع [[إسلام سياسي|الإسلام السياسي]]، يعرض التحليل لمحات مدهشة أبرزها عقل المفكر.
 
'''<big>سنواته الأخيرة 1980-1984</big>'''
سطر 82:
=== وفاته ===
 
أثناء وجوده في [[سان فرانسيسكو]] وقضائه نشاطات جنسية مثلية و[[سادية]] [[مازوشية]]، يعتقد أنه في تلك المرحلة التقط عدوى "[[العمم]]" أو [[إيدز|الإيدز]]، وذلك قبل أن يتم التعرف على المرض ووصفه، حيث كانت أول حالة إيدز في العالم عام [[1980]] .
 
لا يعرف مدى فهم فوكو لطبيعة مرضه، وكيفية إصابته أو انتقاله إليه، لكن بعض النقاد وكتاب السيرة الذاتية وصفوا حياته الجنسية في ذلك الوقت على أنها اسكتشاف عملي لأفكاره حول السلوك السوي والسلوك الشاذ، والعلاقة ما بين [[لذة|اللذة]] و[[موت|الموت]]. وقد قال دانييل ديفير عن فوكو بأنه "عندما ذهب إلى سان فرانسيسكو للمرة الأخيرة، اعتبر ذلك تجربته القصوى".
 
قدم آخر محاظراته في الكلية الفرنسية ،وبعدها أدخل مستشفى سالبريه الجامعي (نفس المشفى الذي درس فيه حالات الجنون في كتابه "تاريخ الجنون الكلاسيكي)، على أثر أعراض عصبية معقدة سببها تسمم الدم.
سطر 146:
[[تصنيف:ملحدون فرنسيون]]
[[تصنيف:منظرو البلاغية]]
[[تصنيف:منظرون سياسيون]]
[[تصنيف:منظرون سياسيون فرنسيون]]
[[تصنيف:مواليد 1926]]