نشاط يدوي: الفرق بين النسختين

وتختلف طبيعة النشاطات اليدوية بين [[مجتمع]] وآخر، وتعتمد على نوعية العمل اليدوي، [[نجارة|كالنجارة]] و[[حدادة|الحدادة]] و[[نحت|النحت]] و[[حياكة|الحياكة]] و[[خياطة|الخياطة]] وغيرها، والأعمال اليدوية هي من الأعمال الرابحة [[تجارة|تجارياً]] في الدول الفقيرة، وتحتل مكانة في [[اقتصاد|أقتصاديات]] [[دولة نامية|الدول النامية]]، ومع ذلك هنالك المعاناة لأولئك العمّال الذين يبحثون عن لقمة عيشهم، ويكون أجر العامل في بعض الأحيان زهيدا وغير كفيل للعيش وتسديد ماعليه من مستحقات بالإضافة إلى الظروف القاسية للعمل.

يحتل [[عمل (توضيح)|العمل]] مكانة مهمة في حياة الإنسان فهو ميدان نشاطه المنتظم المنتج وهو ميدان أساسي بعد [[مدرسة|المدرسة]] تظهر فيه قدرات الفرد وكفاءاته ومهاراته وقد يكون المصدر الرئيس الذي يحصل بوساطته على المورد اللازم له للإنفاق من أجل معاشه ويشكل العمل في [[بيئة|البيئة]] التي يعيش فيها جزءاً من حياته ثم إن العمل ميدان يجتمع فيه الفرد مع الآخرين كنوع من العلاقات الاجتماعية ويضاف إلى ذلك أن العمل يضع الفرد في مستوى اجتماعي [[اقتصاد|اقتصادي]] معين ومما يزيد من أهمية العمل في حياة الفرد أنه قد يكون مصدر سعادته أو شقائه، فإذا كان العمل متناسباً مع قدراته وميوله وآماله كان مصدر [[سعادة]] له أما إذا وجد التنافر بين العمل وقدرات الفرد وآماله وميوله وطموحه كان مصدر شقائه.

ومن أجل ذلك تهتم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالبحث عن جدوى العمل في مختلف الميادين، فالعلوم التي تهتم بالعمل كثيرة ومتنوعة مثل [[علم النفس]] و[[علم وظائف الأعضاء|الفيزيولوجيا]] و[[طب|الطب]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] و[[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] و[[قانون|القانون]] و[[علم الاجتماع]] وقد زادت هذه العناية مع تطور حياة الإنسان وتعقدها ومن ثم تطور شروط العمل ومتطلباته وتعقده.

[[عمل (توضيح)|العمل]] هو المجهود الذي يبذل في عمل معين ويقوم بفعله الإنسان وينتج عن كل ذلك منتوج معين يحقق مصالح شخصية أو مصالح عامية تساهم في قضاء حوائج الناس وقد حث الإسلام العظيم ومن هذا المنطلق على القيام بالعمل والسعي إلى العمل الذي يكسب الإنسان الرزق الذي يساهم في توفير حياة كريمة لصاحب العمل وأهله وقد حث الإسلام على هذا الأمر بشكل كبير جدا حيث أنه أكد على ضرورة المسير في هذا الجانب وذلك من خلال الخروج في الأرض بحثا عن الرزق وقد دل قول الله جل في علاه على أهمية هذا الأمر في كتابه الكريم فقال الله عز وجل في كتابه العظيم : " فانتشروا في الأرض وابتغو من فضل الله " ولعل هذه الآية خير شاهد ودليل على أهمية أمر السعي في الأرض من اجل ايجاد عمل يوفر للإنسان وأهله حياة كريمة وذلك أن الإسلام حرص على حصول الإنسان على حياة كريمة والتي تكون بطاعة الله عز وجل أولا ثم بالسعي والمسير في طريق الرزق ، وقد حرص الإسلام العظيم وذلك من خلال رسول الله صلى الله عليه وسلـم على التنبيه على هذا الأمر فنبه رسول الله {{ص}} على أنه لا يستوي من أكل من عمل يديه وتعبه ونصبه ومن أكل من تعب غيره بدون حاجة أو مناسبة فعبر رسول الله {{ص}} عن ذلك كله بقوله : ( ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله [[داود|داوود]] عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) وفي هذا الحديث والكلام لرسول الله {{ص}} خير شاهد ودليل على حث الإسلام العظيم بشكل واضح العباد والناس على السعي لكسب الرزق والمال الذي يكفل للإنسان عيش حياة كريمة ومريحة ، وكما أن الإسلام العظيم قد رفع من قيمة العمل فانه وفي ذات الوقت قد قام بذم القعود عنه والركون والتواكل والاتكال على الآخرين حتى يقوموا بتوفيره المأكل والمشرب ونحو ذلك من الأمور التي تحتاج إلى العمل والجد والاجتهاد من أجل توفيرهم وقد كان الإسلام العظيم قد ذم في هذا الأمر في حال كان الإنسان قادرا على العمل والعطاء ولكنه يرفض كل ذلك طمعا في الصدقات والهبات التي يمكن أن يحصل عليها بالمجان وبدون أي تعب وذلك عن طريق التسول مع ما يحمله هذا الفعل من ذل يعود على صاحبه في الدنيا مصاحبا إياه المهانة وسواد الوجه وقد كان رسول الله {{ص}} قد حذر من هذه الفعلة وهذا الأمر فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم ) وقد كان الإسلام قد حث على ضرورة الصدق في العمل وذلك من خلال وصية النبي {{ص}} الذي قال فيها التاجر الأمين الصدوق المسلم مع النبين والشهداء يوم القيامة وفي هذا دلالة على أن الإسلام قد أباح وحث على التجارة والعمل ولكن بشرط أن يتوفر في هذا العمل وهذه التجارة [[صدق|الصدق]] و[[أمانة (توضيح)|الأمانة]] .

إتقان العمل معناه أن يؤدّى العمل دون خلل أو نقص، والالتزام فيه بالمواصفات و[[المقاييس]] والضّوابط والتّقنيات المعمول بها في مثله، وأداؤه في وقته المحدّد دون تأخير، وهو ما يعبّر عنه في الإسلام بالإحسان. أقَرَّ الإسلام بوجوب إتقان العمل، فلا يجوز ولا ينبغي للمسلم أن يهمل عمله أو يسوّفه ويقصّر في تأديته على الوجه المطلوب، والأدلة على ذلك كثيرة منها، يقول تعالى: {{قرآن مصور|البقرة|195}} . إنّ [[إحسان (إسلام)|الإحسان]] ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن ثمّ الشّعور أثناء العمل بأنّ الله يرانَا أو كأنّنا نراه، وهذا هو تعريف الرّسول {{ص}} للإحسان بأن: “تَعبُد الله كأنّك تراه، فإن لم تكُن تراه فإنّه يَراك”. ويقول عزّ وجلّ: {{قرآن مصور|الملك|2}} ؛ أي يبتلينا ليرى أيُّنا أفضل عملاً، من حيث العمَل الصّالح، وجودة ما عمل ، وفي السنة أمرنا رسول الله {{ص}} بالإتقان، حيث قال: “إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء”، وكتب يعني فرض، والإحسان: الإتقان. كما أنّ الإتقان في العمل هو من باب أداء الأمانة على أحسن وجه، وهي من الأخلاق المهمّة الّتي يجب أنْ يتَّصِف بها العامل، يقول نبيّنا {{ص}} مُؤَكِّدًا على أهميَّة الأمانة: “لا إيمان لِمَن لا أمانة له”، ويقول كذلك: “أدِّ الأمانة إلى مَن ائتَمنَك، ولا تخُن مَن خانَك”. ومن القِيَم الخُلقيَّة المهمَّة في مجال العمل والإنتاج إحسانُ العمل وإتقانُه، ذلك أنَّ ديننا الإسلامي يَحُضُّنا على إتقان الأعمال وزِيادة الإنتاج، ويعدُّ ذلك أمانة ومسؤوليَّة، فليس المطلوب في الإسلام مجرَّد أن نقوم بالعمل كيفما اتّفق، بل لا بُدَّ من الإحسان والإجادة فيه وأدائه بمهارة وتميّز وإحكام؛ فذلك مدعاة لنَيْل محبَّة الله ومرضاته سبحانه، يقول النّبيّ {{ص}}: “إنَّ الله يُحِبُّ إذا عمِل أحدُكم عملاً أنْ يُتقِنه”. ومن العوامل المساعدة على إتقان العمل الإخلاص لله عزّ وجلّ واستشعار مراقبته واعتبار العمل الّذي نقوم به وإن كنّا نأخذ راتبًا عليه أن نعتبره عبادة نَتقرَّب بها إليه سبحانه وتعالى.<ref>[http://www.elkhabar.com/ar/islamiyat/378099.html// إتقان العمل] . {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150111194208/http://www.elkhabar.com/ar/islamiyat/378099.html// |date=11 يناير 2015}}</ref>