صالح اليوسفي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:وزراء عراقيون لوجود (تصنيف:وزراء دولة عراقيون))
سطر 5:
| تاريخ الولادة = [[كانون الثاني]] [[1918]]
| مكان الولادة = [[بامرني]]، [[الدولة العثمانية]]
| تاريخ الوفاة = [[25 يونيو|25 حزيران]] [[1981]]
| مكان الوفاة = [[بغداد]]، [[العراق]]
}}
'''صالح اليوسفي''' ([[كانون الثاني]]/يناير [[1918]] - [[25 يونيو|25 حزيران]]/يونيو [[1981]]م) سياسي [[كرد|كردي]] [[العراق|عراقي]] ووزير سابق وأحد الأعضاء البارزين في [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] في [[العراق]]. كان اليوسفي أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية بروسك في سنة [[1936]] كما كان أحد الأعضاء المؤسسين [[الحزب الديمقراطي الكردستاني|للحزب الديمقراطي الكردستاني]] في سنة [[1946]]. ثم أصبح مسؤولاً عن الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني بعد قيام انقلاب [[14 يوليو|14 تموز]]/يوليو سنة [[1958]] م. وفي سنة [[1967]] ترأس صحيفة التآخي الناطقة باسم [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]]، وبعد إعلان بيان [[11 مارس|11 آذار]]/مارس سنة [[1970]] تقلد عدداً من المناصب السياسية منها وزير الدولة ونائبا لرئيس جمعية الصداقة والتعاون العراقية السوفيتية ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب الكرد وعضو مجلس السلم والتضامن العراقي وغيرها من المناصب السياسية في [[العراق]]. وبعد التوقيع على [[اتفاقية الجزائر]] بين [[العراق]] و[[إيران]] في سنة [[1975]] وصل به المطاف ليستقر في مدينة [[بغداد]]. وفي شهر أيار/مايو من سنة [[1976]] م قام اليوسفي بتأسيس الحركة الاشتراكية الديمقراطية الكردستانية. أغتيل اليوسفي بواسطة طرد بريدي مفخخ أرسل إليه في مقر إقامته بمدينة [[بغداد]] في [[25 يونيو|25 حزيران]]/يونيو من سنة [[1981]] م.
 
== نشأته ==
 
[[ملف:Saleh Yousefi-(56).jpg|تصغير|يمين|200px|صالح اليوسفي مع ابنه المهندس شيرزاد]]
ولد صالح عبد الله نجم الدين طه اليوسفي في بلدة [[بامرني]] الواقعة في [[دهوك (محافظة)|محافظة دهوك]] بإقليم [[كردستان العراق]] في شهر [[كانون الثاني]]/يناير من سنة [[1918]] (''[[1336 هـ]]'') وهو الابن الثالث والأصغر من بين إخوته بعد أختيه عائشة وأسماء.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثاني (صالح عبد الله نجم الدين طه اليوسفي ص17)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثاني(ص17)،.</ref> وقد توفي والده بعد ولادته بعدة شهور.
 
أكمل اليوسفي دراسته الابتدائية في بلدته [[بامرني]]، وأرسلته أسرته إلى [[بغداد]] ليكمل فيها دراسته الثانوية في ثانوية آل البيت وبعد تخرجه من منها عام [[1938]] م عين اليوسفي مدرسا في بلدة حرير.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي...نشأته ص19)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث (صالح اليوسفي...نشأته ص19).</ref>
ثم توجه مرة أخرى إلى العاصمة [[بغداد]] وذلك لاكمال دراسته في كلية (دار العلوم - الشريعة) سنة [[1942]] وحصل اليوسفي على درجة الامتياز فحصل على بعثة إلى [[جامعة الأزهر]] في [[مصر]] ولكنه اضطر للتنازل عن البعثة لظروف مادية وليعيل أفراد أسرته.
 
عُيِّنَ اليوسفي بعدها كاتبا في محكمة مدينة [[موصل (توضيح)|الموصل]].<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث (صالح اليوسفي نشأته ص19)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث (صالح اليوسفي نشأته ص19)،.</ref> تزوج صالح اليوسفي من لطيفة عبد الله السليفاني في سنة [[1948]] وأنجب منها ستة أولاد وهم نارين، شيرزاد، لاوين، هافين، زوزان وتورين. في عام [[1949]] نقل صالح اليوسفي إلى مدينة [[سنجار]] أحد الاقضية التابعة ل[[نينوى (محافظة)|محافظة نينوى]] حيث عمل كاتبا أول في المحكمة. وفي سنة [[1954]] نقل اليوسفي مجددا إلى محكمة [[زاخو]] وبقي هناك إلى عام [[1958]] حيث نقل من مدينة [[زاخو]] إلى مدينة [[موصل (توضيح)|الموصل]] وعين مديرا لأموال القاصرين فيها.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السادس (صالح اليوسفي وحياته العائلية ص29)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السادس (صالح اليوسفي وحياته العائلية ص29).</ref>
 
== بدايات العمل السياسي ==
 
أثارت حادثة مقتل [[غازي الأول|الملك غازي]] بعد اصطدام سيارته بعمود كهربائي في يوم [[4 أبريل|4 نيسان]]/أبريل من سنة [[1939]] عمت [[العراق]] مظاهرات واحتجاجات عارمة وهذا مادفع مجموعة من الشبان من بينهم اليوسفي على تأسيس جمعية سياسية كردية سرية باسم بروسك (الصاعقة).<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي نشأته ص20)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي نشأته ص20)،.</ref> ومن بين هؤلاء المؤسيسين للتنظيم السري: حمزة عبد الله، أكرم رشيد، شفيق سعدالله، صديق أتروشي وحسني زاخويي. وفي الوقت نفسه وفي مدينة [[أربيل]] تأسست منظمة داركه ر (ومعناها بالعربية الحطاب) ثم تطورت بعد ذلك وأصبحت حزبا يدعى باسم حزب هيوا (الأمل).<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي نشأته ص21)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي نشأته ص21)،.</ref><ref name="كتاب زاخو بين الماضي والحاضر للمؤلف سعيد الحاج صديق الزاخويي ص110">كتاب زاخو بين الماضي والحاضر للمؤلف سعيد الحاج صديق الزاخويي ص110،.</ref> وبعدها تمكن الحزب الجديد من فتح فرع له في مدينة [[الموصل]] وكان ذلك في عام [[1942]] ويعود الفضل في ذلك من مجموعة من الشبان المتحمسين والذين كان أغلبهم من مؤسسي جمعية بروسك وكان اليوسفي له دور بارز في ذلك. بعدها ونتيجة للخلافات والانشقاقات التي حصلت في حزب هيوا تم حل الحزب في عام [[1944]] م. وفي مطلع سنة [[1945]] قام اليوسفي مع مجموعة من رفاقه بتأسيس حزب جديد سمي باسم حزب رزكاري كردستان (ومعناها [[اللغة العربية|بالعربية]] تحرر الكرد).<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي نشأته ص22)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(صالح اليوسفي نشأته ص22)</ref> وقد لعب اليوسفي دورا بارزا في نشر أفكار ومبادئ هذا الحزب. وعلى الرغم من أن تأسيس هذا الحزب كان على أساس قومي إلا أنه سرعان مادبت الخلافات بين القياديين في الحزب بسبب الاختلافات الفكرية والسياسية بينهم وبذلك عقد مؤتمر عام قرر بالإجماع حل الحزب وتأسيس حزب جديد بدلا منه فكان تأسيس حزب شورش وهو كان النواة الأولى لتأسيس [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] وكان صالح اليوسفي من الأوائل المؤسسين لهذا الحزب الجديد.
 
وتجدر الإشارة إلى أن اليوسفي كان أول شاعر عراقي نظم قصيدة ضد الشركات الأجنبية المحتكرة للنفط في [[العراق]] فجاءت قصائده تخت عنوان (أجيج النيران المتوهجة) في سنة [[1942]] م.
 
== تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي ==
في مدينة [[بغداد]] وبالتحديد في [[16 أغسطس|16 آب]]/أغسطس سنة [[1946]] عقد المؤتمر التأسيسي [[الحزب الديمقراطي الكردستاني|للحزب الديمقراطي الكردستاني]] بجهود مجموعة من قياديي وشخصيات الأحزاب الكردية مثل رزكاري، شورش وهيوا. وكان أعضاء المؤتمر نحو 32 مندوبا ممثلين عن الأحزاب الكردية المنحلة بالإضافة إلى بعض المشاركين في المؤتمر بصفة مراقب ممثلين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في [[إيران]] وانتخب الأشخاص التالية أسماؤهم لقيادة الحزب:<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الخامس (تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي (الحزب) ص27)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثالث(تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي (الحزب) ص27)</ref>
# الملا [[مصطفى البارزاني]] (رئيسا للحزب).
# حمزة عبد الله (الأمين العام).
سطر 50:
{{مفصلة|ثورة يوليو 1958}}
 
شهد يوم [[14 يوليو|14 تموز]]/يوليو من عام [[1958]] سقوط النظام الملكي في [[عراق|العراق]] وقيام النظام الجمهوري إثر انقلاب قام به مجموعة من الضباظ في الجيش العراقي بقيادة [[عبد الكريم قاسم]]. بعد قيام [[ثورةحركة يوليوتموز 1958|ثورة تموز]] عاد الملا [[مصطفى البارزاني]] إلى [[العراق]] من منفاه في [[الاتحاد السوفيتي]]. وفي [[9 يناير|9 كانون الثاني]]/يناير من سنة [[1960]] قدم الحزب الديمقراطي الكردستاني طلباً للحصول على إجازة رسمية من الدولة بنشاطه وقد ضمت هيئة المؤسسين كل من:<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص31)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص31)</ref>
# الملا مصطفى البرزاني.
# إبراهيم أحمد.
سطر 62:
# شمس الدين مفتي.
 
فأجازت السلطة [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] بالعمل علنا وذلك في [[9 فبراير|9 شباط]]/فبراير من عام [[1960]] م.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص31)"/> وكان اليوسفي من بين أعضاء اللجنة المركزية للحزب في [[15 أكتوبر|15 تشرين الأول]]/أكتوبر من نفس العام.
 
ألقي القبض على اليوسفي في مدينة [[موصل (توضيح)|الموصل]] بعد الخلافات التي نشبت بين [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] وبين الحكومة العراقية آنذاك وأرسل إلى سجن السراي في مدينة [[بغداد]]. وفي سنة [[1961]] م أعيد اليوسفي إلى سجن الموصل، ثم أطلقت الحكومة العراقية سراح اليوسفي في عام [[1962]] م.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص33)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص33)</ref>
 
وبعد شهور من إطلاق سراحه صدر أمر جديد بإلقاء القبض عليه ولكنه اختفى في مدينة [[بغداد]] وتولى مسؤولية الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني في [[بغداد]] وهو متخف عن أنظار الحكومة العراقية. وفي نفس العام أعيد انتخابه في المؤتمر الخامس في شهر [[أيار]]/مايو من عام [[1962]]<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص31)"/> عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي الديمقراطي الكردستاني.
سطر 71:
{{مفصلة|ثورة 8 شباط 1963}}
أدت الخلافات حول كيفية تنظيم العلاقة ما بين السلطة المركزية في [[بغداد]] وما بين الحركة القومية الكردية الممثلة [[الحزب الديمقراطي الكردستاني|بالحزب الديمقراطي الكردستاني]] وإجراءات الحكومة العراقية آنذاك ضد الحركة الكردية إلى تفاقم الأمور بينهما وأدت هذه الأمور بمجملها في نهاية المطاف إلى قيام ثورة 11 [[أيلول]] - [[سبتمبر]] من سنة [[1961]] م في مناطق [[كردستان العراق]]. وهذا ما جعل [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] بأن يتعاون مع انقلابيي 8 شباط سنة 1963 م للإطاحة بنظام [[عبد الكريم قاسم]] حيث تم عقد لقاء ما بين صالح اليوسفي وبين أحد أقطاب القوميين المعارضين لنظام [[عبد الكريم قاسم]] وهو [[علي صالح السعدي]] وذلك في 4 شباط - فبراير من سنة 1963 أي قبل وقوع انقلاب الثامن من شباط بأربعة أيام وقد رافق اليوسفي في هذا الاجتماع السيد شوكت عقراوي.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص35)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص35).</ref>
وفي صبيحة يوم الجمعة المصادف 8 شباط حصل [[حركة 8 فبرايرشباط 1963|الانقلاب]] وأطيح بنظام [[عبد الكريم قاسم]] وفي مساء اليوم نفسه ذهب صالح اليوسفي يرافقه كل من السادة فؤاد عارف والمهندس شوكت العقراوي إلى بناية الإذاعة العراقية والتي كانت مقرا للمجلس الوطني لقيادة الانقلاب وسلموا إليهم برقية تأييد من [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] وقد جاء في البرقية '''لقد تلاحمت الثورتان، الثورة الكردية والثورة القومية العربية... وقد تهاوت قوى الظلام والشعوبية تحت ضربات الثورة'''.<ref name="شبكة البصرة">شبكة البصرة - شوكت خزندار - الدنمارك بتاريخ 26- 3- 2005.</ref><ref name="العراق في عهد قاسم - جرجيس فتح الله - ص431">العراق في عهد قاسم - جرجيس فتح الله - ص 431</ref> وقد أبلغ اليوسفي بأمر الملا مصطفى البرزاني بوقف العمليات العسكرية ضد الجيش العراقي على كافة جبهات القتال في [[كردستان العراق]].
 
== ما بعد انقلاب 8 شباط ==
{{مفصلة|إتفاقية 10 شباط (1964)}}
بعد نهاية حكم رئيس وزراء العراق الزعيم [[عبد الكريم قاسم]] جاء انقلابيو 8 [[شباط]] - [[فبراير]] واعدين الأكراد باستعدادهم لتحقيق الأفضل لهم وحل قضيتهم سلميا وتلبية مطالب الشعب الكردي. حيث أن الأوضاع السياسية بعد نجاح انقلاب 8 شباط تغيرت في [[عراق|العراق]] فتم تجميد العمليات العسكرية ضد [[أكرادكرد|الأكراد]] وأعلِن عن هدنة مؤقتة إلى حين الوصول إلى حل، ووافق الملا [[مصطفى البارزاني]] على التفاوض بناء على طلب الرئيس المصري آنذاك الرئيس [[جمال عبد الناصر]] والرئيس الجزائري [[أحمد بن بلة|أحمد بن بلا]] الذين عرضا وساطتهما لحل القضية الكردية سلميا.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص36)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص36).</ref>
واستنادا إلى لقاءات ووعود قادة الانقلاب مع الحركة الكردية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني للوصول معا إلى حل سلمي فقد تم اختيار اليوسفي ضمن الوفد الكردي المفاوض مع الحكومة العراقية حول القضية الكردية. وفي [[19 فبراير|19 شباط]] من نفس العام وصل الوفد الكردي المفاوض إلى مدينة [[بغداد]] وقد ضم في عضويته كل من [[جلال طالباني]]، صالح اليوسفي وشوكت عقراوي. ومثّل الحكومة العراقية في المفاوضات كل من [[أحمد حسن البكر]] الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء [[العراق]] آنذاك، صالح مهدي عماش وزير الدفاع، [[طاهر يحيى]] رئيس أركان الجيش و[[حردان التكريتي]] قائد [[القوة الجوية العراقية]].<ref name="كتاب لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق للمؤلف حامد الحمداني - الفصل الخامس ص72">كتاب لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق للمؤلف حامد الحمداني - الفصل الخامس ص72.</ref>.
 
وجرى التفاهم بين كلا الوفدين -وفد الحكومة العراقية ووفد الحركة الكردية- وتمخض اللقاء بقرب إعلان الحكم الذاتي.<ref name="لمحات من تأريخ حركة التحرر الكردية في العراق ">لمحات من تأريخ حركة التحرر الكردية في العراق... حامد شريف الحمداني والمصدر من حركة التحرر الوطني الكردستاني...دكتور خليل جندي ص138،.</ref> ولكن بوادر الخلافات كانت قد بدأت منذ اليوم الأول من الانقلاب حين اعترض وقتها الرئيس [[عبد السلام عارف]] في حديث له مع صالح اليوسفي وبحضور كل من أحمد حسن البكر وعلي صالح السعدي على مضمون برقية التهنئة وطلب بضرورة خلوها من اسم [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] ومصطلح الحكم الذاتي بحجة أن تلك المسميات تحرج قادة الانقلاب ولكن اليوسفي أصر حينها على تفنيد مزاعم الرئيس عبد السلام عارف وقال أن ذلك يعزز من مركز القيادة وليس العكس وأن مثل هذا التصور يخيف القيادة الكردية وحزبها وقد يضعها في موقف سلبي إزاء الانقلاب بدلا من موقفها الإيجابي الحالي. وفي 18 [[آذار]]/[[مارس]] من نفس السنة عقد مؤتمر شعبي في بلدة [[كوي سنجق|كويسنجق]] لبحث علاقات أهداف الحركة الكردية وبعد انتهاء المؤتمر تقرر تشكيل وفد كردي تفاوضي مؤلف من 14 عضوا للتفاض مع الحكومة برئاسة [[جلال طالباني]].<ref name="حركة التحرر الوطني الكردستاني">حركة التحرر الوطني الكردستاني... دكتور خليل جندي ص140،.</ref> وعضوية كل من:
* صالح اليوسفي.
* عبدالحسين فيلي.
سطر 94:
* طاهر يحيى (رئيس أركان الجيش).
* حردان التكريتي (قائد القوة الجوية).
جرت المفاوضات في أجواء يسودها شد وجذب من كلا الطرفين. وخلال الاحتفالات بأعياد نوروز في نفس السنة تحدث اليوسفي الذي كان يشغل مسؤول الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني خلال الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة في قاعة الخلد في مدينة [[بغداد]] عن المفاوضات الجارية بين كلا الطرفين للتوصل إلى حل نهائي. وفي 10 نيسان تم في [[قاهرة|القاهرة]] التوقيع على الاتحاد الفيدرالي بين كل من [[مصر]]، [[سوريا]] و[[عراق|العراق]] وفي 25 [[أيار]] - [[مايو]] سافر رئيس الوفد الكردي المفاوض السيد [[جلال طالباني]] برفقة وفد حكومي عراقي إلى القاهرة للقاء الرئيس [[جمال عبد الناصر]] لكن عبد الناصر تجاهل موضوع [[حكم ذاتي|الحكم الذاتي]] ولم يقدم أي مقترحات حول القضية الكردية في [[العراق]].أدرك رئيس الوفد الكردي المفاوض في القاهرة السيد [[جلال طالباني]] أن بقاءه هو مجرد مضيعة وقت فقرر العودة إلى [[كردستان العراق|إقليم كردستان العراق]] من دون أن يمر بمدينة [[بغداد]] فيما وضعت الحكومة العراقية أعضاء الوفد الكردي المفاوض في بغداد تحت الإقامة الجبرية. وفي يوم 20 أيار أعادت الحكومة العراقية الحصار على مناطق [[كردستان العراق|إقليم كردستان]]، وفي يوم 9 [[حزيران]] - [[يونيو]] تم اعتقال الوفد الكردي المفاوض في بغداد ومن بينهم صالح اليوسفي.<ref name="كتاب لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق -حامد الحمداني- الفصل الخامس ص74)">كتاب لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق -حامد الحمداني- الفصل الخامس ص74)،.</ref>
 
وفي اليوم التالي أصدرت الحكومة العراقية بيانا تطالب فيه [[مصطفى البارزاني|البارزاني]] وقواته بالاستسلام وإلقاء السلاح خلال 24 ساعة وبدأت الاستعدادت للحملة العسكرية. أما أعضاء الوفد الكردي المفاوض في [[بغداد]] ومن ضمنهم صالح اليوسفي فقد طالبوا بالعودة إلى مقر القيادة لمناقشة البيان الحكومي مع القيادة الكردية فوافقت الحكومة في البداية على طلبهم ولكن حينما كان الوفد في طريقه إلى مدينة [[كركوك]] تم اعتقالهم من قبل الحكومة العراقية. وفي نفس اليوم بدأت العمليات العسكرية في مناطق [[كردستان العراق|إقليم كردستان العراق]] وتم زج اليوسفي وبقية أعضاء الوفد المرافق في سجن معسكر الرشيد. وتلقى اليوسفي وجميع أعضاء الوفد المفاوض المحتجزين في سجن معسكر الرشيد أنواعاً من التعذيب وقامت الحكومة العراقية بإلقاء القبض على زوجة اليوسفي ومعها طفلتها الرضيعة ونقلوها من [[زاخو]] إلى سجن الموصل تاركة أطفالها الأربعة الباقين تحت مسؤولية السيدة فاطمة والدة صالح اليوسفي والتي صعقت بخبر اعتقال زوجة ابنها وحفيدتها. في 10 شباط/فبراير من سنة [[1964]] تم التوقيع على اتفاقية هدنة مع الحكومة العراقية.<ref name="كتاب لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق -حامد الحمداني- الفصل السادس ص80)">كتاب لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق -حامد الحمداني- الفصل السادس ص80)،.</ref>
 
وبعد أربعة أيام من الهدنة تم إطلاق سراح جميع أعضاء الوفد الكردي المفاوض الذين كانوا مسجونين منذ بدء العمليات العسكرية في حزيران من سنة 1963 م.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص41)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص41)،.</ref>
سطر 104:
[[ملف:Saleh Yousefi-(4).jpg|تصغير|320بك]]
 
بعد من أن تم الإفراج عن صالح اليوسفي وبقية الوفد الكردي المفاوض تم نقلهم إلى مدينة [[رانية]] الواقعة في [[السليمانية (محافظة)|محافظة السليمانية]]. أحدث قرار الملا [[مصطفى البارزاني]] بإيقاف القتال مع الحكومة العراقية أسى وذهولا واستنكارا شديدا لدن القيادة المدنية [[الحزب الديمقراطي الكردستاني|للحزب الديمقراطي الكردستاني]] وألتي أعلنت أن الملا مصطفى البارزاني أوقف القتال من دون أن يحصل على أي شيء من الحكومة العراقية. كان صالح اليوسفي يحاول حينها رأب الصدع الذي أصاب الحزب وإصلاح ذات البين لتجنيب الحركة الكردية آثار ومخاطر هذا الانشقاق. وفي 4 نيسان من نفس العام عقد السيد إبراهيم أحمد مؤتمرا حضره 67 مندوبا من جميع فروع الحزب دون أن تتم دعوة البارزاني وتمخض هذا المؤتمر عن قرار تجريد الملا مصطفى البارزاني من صلاحياته كرئيس للحزب ولكن المفاجئة بالنسبة للمكتب السياسي للحزب كانت بتأييد القيادات العسكرية في الحزب لموقف البارزاني بوقف القتال ماعدا قيادة الطالباني عضو المكتب السياسي.
 
في الأول من شهر تموز/يوليو من نفس السنة عقد الملا مصطفى البازاني في بلدة قلعة دزة المؤتمر السادس للحزب الديمقراطي الكردستاني وخلال المؤتمر أعيد انتخاب البارزاني رئيسا للحزب وتم طرد حوالي 14 عضوا من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية باستثناء عضوين هما صالح اليوسفي وشوكت العقراوي.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص43)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص43)،.</ref> وتم في هذا الاجتماع انتخاب حبيب محمد كريم سكرتيرا للحزب ومحمود عثمان، محمد أمين علي، هاشم عقراوي وعلي سنجاري أعضاء في المكتب السياسي كما انتخب كل من صالح اليوسفي، نعمان عيسى، عكيد صديق، يدالله عبد الكريم، شيخ محمد هرسين، بابا طاهر شيخ جلال، عمر شريف، عزيز عقراوي، مصطفى قرداغي، إسماعيل ملا عزيز، فؤاد جلال، ورمضان عقراوي أعضاءً في اللجنة المركزية كما قرر المؤتمر إرسال مذكرة إلى الحكومة العراقية مطالبين بالحكم الذاتي.
 
وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر من سنة [[1964]] م أرسلت القيادة الكردية وفدا إلى مدينة [[بغداد]] ضم في عضويته كلاً من السادة صالح اليوسفي، عكيد صديق وشوكت عقراوي وأجروا مفاوضات مع مسؤولي الحكومة العراقية وقدموا إلى الحكومة العراقية مذكرة من قيادة [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] فجاء رد الحكومة العراقية على المذكرة المقدمة في [[11 فبراير|11 شباط]] من سنة [[1965]] وعلى لسان وزير الداخلية العراقي وتم فيها رفض مطالب قيادة [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] بما يتعلق بمسألة الحكم الذاتي للأكراد والاحتفاظ بقوات البيشمركة الكردية.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص44)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص44)،.</ref>
 
== تولي عبد الرحمن عارف الرئاسة ==
 
في شهر نيسان/أبريل بدأت المعارك من جديد بين الحكومة العراقية والحركة الكردية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني وفي هذه الأثناء تعرضت أسرة اليوسفي للنفي من قبل الحكومة العراقية إلى بلدة [[شرقاط|الشرقاط]] التابعة ل[[نينوى (محافظة)|محافظة نينوى]] وكان هذا في بداية صيف ذلك العام، كما تم فصل زوجة اليوسفي من وظيفتها حيث كانت تعمل معلمة.
 
في يوم 14 [[نيسان (توضيح)|نيسان]]/[[أبريل]] من سنة [[1966]] لقي الرئيس العراقي [[عبد السلام عارف]] مصرعه بعد أن سقطت مروحيته في رحلة داخلية في [[محافظة البصرة]] جنوب [[عراق|العراق]]، فتولى شقيقه [[عبد الرحمن عارف]] منصب رئاسة الجمهورية في 16 نيسان من نفس العام. بدأ رئيس الوزراء العراقي السيد [[عبد الرحمن البزاز]] بمفاوضات مع القيادة الكردية وأرسل وفدا إليها للإعراب عن رغبة الحكومة العراقية في الدخول في مفاوضات فاستجابت القيادة الكردية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني لرغبة الحكومة العراقية وأرسلت في 22 [[حزيران]]/[[يونيو]] من نفس السنة إلى [[بغداد]] وفدا ضم في عضويته حبيب عبد الكريم رئيسا للوفد وعضوية كل من اليوسفي، محسن دزيي، علي عبد الله وآخرون. وبعد مفاوضات مستمرة بين كلا الطرفين تم التوصل إلى اتفاق في يوم 29 حزيران من نفس السنة يضمن تلبية الكثير من مطالب الحركة الكردية. ولكن مع مرور الوقت أخذت الأمور تتعقد تدريجيا بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني وجرت بين البزاز واليوسفي مراسلات كثيرة بهذا الخصوص وكان اليوسفي يؤكد للبزاز أن ماتم إعلانه في يوم 29 حزيران هو اتفاق وليس بيان حكومي وتحتفظ القيادة الكردية بنسخة منه. وقد ذكر اليوسفي على أن الاتفاق كان يحتوي على ثلاثة بنود غير معلنة وهذه البنود هي:<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص46)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص46)،.</ref>
.<ref name="الموقع الرسمي لمجلس محافظة دهوك باللغة العربية">[http://www.duhokgov.org/arabic/index.php?action=governorate الموقع الرسمي لمجلس محافظة دهوك باللغة العربية]، . {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160309035514/http://www.duhokgov.org/arabic/index.php?action=governorate |date=09 مارس 2016}}</ref>
# استحداث محافظة كردية باسم محافظة [[دهوك]].
# العفو العام عن السجناء السياسيين.
# إجازة [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] ليمارس نشاطه بصورة قانونية داخل العراق.
انعقد المؤتمر السابع للحزب الديمقراطي الكردستاني في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من سنة [[1966]] وتم انتخاب اللجنة المركزية فكان اليوسفي من ضمنها أيضا. في تلك الفترة ساد الهدوء والسلام بين الحكومة العراقية و[[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] وعكس هذا الهدوء الزيارات المتبادلة بين القيادتين العراقية والكردية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني. وبدأ الجانبان تنفيذ بنود اتفاقية 29 حزيران/يونيو، وكانت حرية الإعلام والصحافة من ضمن تلك البنود. ووقع حينها الاختيار على اليوسفي من قبل الحركة الكردية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني لنشر وتوضيح أهداف الحركة الكردية وشرح مطالب وحقوق الشعب [[أكرادكرد|الكردي]] لعموم الشعب العراقي. فقام بتأسيس وإصدار جريدة التآخي في [[بغداد]] حيث كان هو أول من شغل منصب رئيس تحريرها. انتقل اليوسفي مع عائلته في بدايات سنة 1967 من بلدة [[شرقاط|الشرقاط]] إلى بغداد ليستقر هناك. وخلال ترأسه جريدة التآخي كان يعاونه في هيئة التحرير كل من السادة حبيب محمد كريم، نجيب بابان، محمد سعيد الجاف، عبد الله سعيد إضافة إلى المهندس شوكت عقراوي وآخرون. كما قام اليوسفي بإصدار ملحقا لجريدة التآخي [[اللغة الكردية|باللغة الكردية]] تدعى برايه تى (التآخي).<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص49)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص49)،.</ref>
 
== قيام انقلاب 17 تموز/يوليو سنة 1968 ==
 
في الـ 17 [[تموز]]/[[يوليو]] من سنة [[1968]] م قام [[حزب البعث العربي الاشتراكي]] بانقلاب أدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس [[عبد الرحمن عارف]]. فسلم عبد الرحمن عارف السلطة للانقلابيين بدون إراقة دماء وتم تنصيب [[أحمد حسن البكر]] رئيسا للجمهورية وكلف عبد الرزاق النايف بتشكيل الوزارة. كانت العلاقة ما بين اليوسفي وأقطاب النظام الجديد متوترة وهذا التوتر اشتد عندما التقى اليوسفي باعتباره موفدا من القيادة الكردية ب[[صدام حسين]] في لقاء عمل امتد لساعات. وترجع أسباب هذا التنافر الذي كان قائما بين اليوسفي وصدام حسين إلى مناقشة جرت في منزل أحمد حسن البكر خلال زيارة اليوسفي إليه في داره بمنطقة (علي صالح في بغداد) عقب [[حرب 1967|نكسة حزيران]] سنة 1967 وصادف حينها وجود صدام حسين، حيث أبدى اليوسفي أسفه لخسارة الرئيس المصري [[جمال عبد الناصر]] الحرب مع [[إسرائيل]] وهذا الأمر أثار صدام حسين ورد عليه بأن عبدالناصر سياسي كلاسيكي ويفتقر إلى الحيوية ولا مستقبل له في صراعه مع [[إسرائيل]] إضافة إلى أنه دكتاتور يجمع حوله نماذج فاسدة وضرب مثلا بنائبه [[علي صبري (توضيح)|علي صبري]] الذي قال أنه يعرفه منذ أيام لجوئه في القاهرة ما بين عامي 1959 - 1963 كما وصف عبد الناصر بأنه متعجرف وغبي وهنا رفض اليوسفي منطق وأسلوب صدام عن الرئيس المصري جمال عبد الناصر وقال له بلهجة ساخرة: من تكون أنت حتى تتطاول على هذا الزعيم وتشتمه؟ ثم استطرد قائلا أن كل عربي إذا كان عربيا يجب أن يحترم هذا الرجل ويؤيده. وهنا تدخل البكر في فك هذا الحوار الجدلي بين اليوسفي وصدام وخفف من حدة النقاش بينهما.<ref name="هارون محمد">هارون محمد في تعليق له بعنوان (الكردي الصوفي الذي قتله بطرد بريدي ملغوم) - لندن... في 18 - 3 - 2003... من ارشيف المناضل نجم الدين اليوسفي، .</ref>.
 
== إعلان بيان 11 أذار سنة 1970 ==
سطر 132:
[[ملف:Saleh Yousefi-(7).jpg|تصغير|230بك]]
 
لعب اليوسفي في مستهل العهد الجديد دورا مؤثرا في محاولة تقريب وجهات نظر البعثيين مع وجهات [[الحزب الوطني الديمقراطي (توضيح)|الحزب الوطني الديمقراطي]] لصداقته المتينة مع رئيس الحزب السيد [[كامل الجادرجي]] وكذلك مع [[الحزب الشيوعي العراقي]] وذلك من أجل تعزيز الجبهة الوطنية.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص50)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص50)،.</ref> وكانت لقاءات اليوسفي مستمرة مع رئيس الجمهورية السيد [[أحمد حسن البكر]] والفريق الركن صالح مهدي عماش نائب رئيس الجمهورية ووزير الداخلية في الحكومة التي تشكلت عقب انقلاب يوم [[17 يوليو|17 تموز]] سنة 1968 حيث اقترح عماش ضرورة إشراك الحركة الكردية في القيادة الجديدة على أن تمثل باثنين أو ثلاثة ممثلين في مجلس قيادة الثورة المزمع تشكيله وأن يتم حل القضية الكردية حلا سلميا وإلى الأبد.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص51)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص51)،.</ref>
 
عندما بدا عبد الرزاق النايف مشاوراته لتشكيل الوزارة طلب حينها من اليوسفي باعتباره من الشخصيات الكردية البارزة الاشتراك في التشكيل الوزاري الجديد حيث دعي اليوسفي إلى القصر الجمهوري وطلب منه وبإلحاح استلام منصب وزاري مع السيد إحسان شيرزاد وألح نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي [[صدام حسين]] حينها على ضرورة مشاركة اليوسفي في الحكومة ضمن الوزراء الكرد الذين رشحهم الملا [[مصطفى البارزاني]].<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص51)"/> وأخبرهم اليوسفي آنذاك بأنه رجل حزبي ويجب أخذ موافقة قيادة الحزب على ذلك وطلب إمهاله فترة لاستلام رد الحزب فيما يتعلق بترشيحه لتسلم منصب وزاري في الحكومة العراقية الجديدة. وهكذا تم تأجيل إعلان التشكيل الوزاري لمدة يومين لحين استلام جواب اليوسفي وأخيرا رفض اليوسفي الاشتراك في الوزارة حيث كان لديه مطلب من جهة وهو أنه لن يشارك في الوزارة مالم يكن التشكيل الوزاري ائتلافي تشارك فيه بقية القوى والأحزاب الوطنية التقدمية والقومية. وكان هذا الأمر حسب رأي اليوسفي الصيغة المثالية لتجاوز الأزمة والظروف السيئة في البلاد. ومن جهة أخرى رفض الملا مصطفى البرزاني أيضا إشراك اليوسفي في الوزارة بعد مشاوراته مع أعضاء حزبه حيث فضل عدم ترشيح اليوسفي إلى الوزارة وإنما كلفه بإدارة صحيفة التآخي الناطقة باسم [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] وكذلك مسؤولية الفرع الخامس للحزب ومقره في [[بغداد]].
 
وفي [[30 يوليو|30 تموز]]/يوليو أي بعد 13 يوماً من الانقلاب قام [[حزب البعث العربي الاشتراكي]] بانقلاب ثان أطاح به بحكومة النايف. وفي عام [[1969]] بدأ الاقتتال يتجدد ما بين الحكومة العراقية وبين الحركة الكردية، بعدها عبرت الحكومة العراقية في نفس السنة عن استعدادها لحل القضية الكردية بصورة سلمية ورحبت القيادة الكردية بعرض الحكومة العراقية لإجراء المفاوضات. فأرسلت الحكومة العراقية وفدا لزيارة القيادة الكردية في 31 [[ديسمبر|كانون الاول]]/[[ديسمبر]] من سنة [[1969]] برئاسة الفريق [[حماد شهاب]] رئيس أركان الجيش و[[عبد الخالق السامرائي]] (عضو القيادة القومية لحزب البعث) والفريق الركن [[سعدون غيدان]] وغيرهم ممن كانوا ضمن وفد الحكومة العراقية.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص55)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص55)،.</ref> وبعد هذه الجولة من المفاوضات غادر الوفد الحكومي وبدأت بعدها القيادة الكردية باجتماعات مكثفة لمناقشة النقاط التي تم بحثها مع وفد الحكومة العراقية بالإضافة إلى تشكيل وفد من أعضاء القيادة الكردية يقوم بإدارة المفاوضات مع الحكومة المركزية وكان من بين أعضاء الوفد كل من صالح اليوسفي، نوري شاويس، محمود عثمان، محسن دزيي، دارا توفيق، نافذ جلال ومحمد محمود عبد الرحمن. وفي [[9 يناير|9 كانون الثاني]]/يناير من سنة [[1970]] غادر الوفد الكردي مدينة راوندوز بطائرات مروحية إلى القاعدة الجوية في مدينة [[كركوك]].<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص55)"/> ومن هناك تم نقلهم إلى مدينة بغداد بطائرة خاصة وتم استقبال الوفد من قبل كبار المسؤولين في مطار الرشيد وكان من بينهم الفريق حماد شهاب رئيس أركان الجيش. وعلى مدار أسبوع كامل جرت المفاوضات ما بين وفد القيادة الكردية مع الحكومة العراقية ولكن من دون التوصل إلى أي اتفاق ثم غادر الوفد الكردي مدينة [[بغداد]] عائدا إلى مقر القيادة الكردية وبدأت بعد ذلك جولة أخرى من المفاوضات تمت في المنطقة الخاضعة لسيطرة [[أكرادكرد|الأكراد]] وكان يرأس وفد الحكومة العراقية في هذه المفاوضات الفريق الركن الطيار [[حردان التكريتي]] وعاد هذا الوفد إلى [[بغداد]] من دون التوصل إلى أية نتيجة في المفاوضات. وبعد عدة جولات من المفاوضات بين القيادة الكردية والحكومة العراقية لم يتم التوصل إلى أية نتيجة حاسمة لحل القضية الكردية في [[عراق|العراق]].
 
وفي أوائل شهر آذار/مارس من سنة [[1970]] م بدأت الحكومة العراقية مرة أخرى بمحاولة الاتصال بالقيادة الكردية لحل القضية الكردية حلا سلميا عارضة زيارة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة [[صدام حسين]] للقيادة الكردية من أجل التوصل إلى حل، ورحبت القيادة الكردية بمبادرة الحكومة العراقية. في 9 أذار قام نائب رئيس مجلس قيادة الثورة [[صدام حسين]] بزيارة القيادة الكردية على رأس وفد كبير<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص56)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص56)،.</ref> واستمرت المحادثات يومين كاملين في منطقة ناوبردان تم خلالها عقد اجتماعات مكثقة بين كلا الطرفين. وفي ليلة العاشر من شهر آذار/مارس تم الاتفاق بين الملا [[مصطفى البارزاني]] و[[صدام حسين]] (نائب رئيس مجلس قيادة الثورة) وأقرت فيها الحكومة العراقية على حق الشعب الكردي في العراق بالحصول على الحكم الذاتي ولكن بقيت هناك بعض نقاط الخلاف بين الجانبين التي لم تحل خاصة مسألة [[كركوك]]. وفي الصباح الباكر ليوم [[11 مارس|11 آذار]]/مارس غادر بالسيارات كل من وفد الحكومة العراقية الذي كان يترأسه صدام حسين ووفد القيادة الكردية الذي كان يضم في عضويته كل من [[إدريس البارزاني]] و[[مسعود برزاني|مسعود البارزاني]] نجلي زعيم الحركة الكردية الملا مصطفى البارزاني وأعضاء القيادة الكردية من اللجنة المركزية وهم كل من السادة صالح اليوسفي، الدكتور محمود عثمان، حبيب محمد كريم، سامي محمود وغيرهم قرية ناوبردان متجهين إلى بلدة [[رواندز|راوندوز]]. ومن رازندوز انتقلوا بطائرات مروحية إلى مدينة [[كركوك]] ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة بغداد فأقام الوفد الكردي في فندق بغداد.
 
وفي الساعة الثامنة من مساء يوم [[11 مارس|11 آذار]]/مارس أعلن الرئيس العراقي [[أحمد حسن البكر]] نص البيان للشعب العراقي وذلك من دار الإذاعة والتلفزيون العراقي وأعلن قيام اتفاقية سلام بين الحكومة المركزية والقيادة الكردية.<ref name="موقع سطيف نت">[http://www.setif.net/article1560 موقع سطيف نت]، . {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}}</ref>.<ref name="موقع عن الاتفاقية على شبكة الفيس بوك">[http://gl-es.facebook.com/topic.php?uid=58344572517&topic=6440 موقع عن الاتفاقية على شبكة الفيس بوك]، . {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}}</ref> وفي اليوم التالي أي [[12 مارس|12 آذار]] نظمت مسيرة في منطقة الباب الشرقي في [[بغداد]] احتفالا بهذه المناسبة حضرها كل من رئيس الجمهورية السيد [[أحمد حسن البكر]] ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة [[صدام حسين]] وكبار المسؤلين الحكوميين. أما عن الجانب الكردي فقد حضرها نجلي البارزاني إدريس بارزاني و[[مسعود برزاني|مسعود بارزاني]] وصالح اليوسفي، محمود عثمان، نوري شاويس، محسن دزيي، دارا توفيق وغيرهم من السادة المشاركين وتشابكت الأيادي معا في ظل ابتهاج جماهيري.
 
== تقلد اليوسفي للمناصب السياسية ==
سطر 156:
بالإضافة إلى منصبه الوزاري في الحكومة العراقية كان اليوسفي مسؤولا عن الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني في [[بغداد]] وترأس كذلك اتحاد الأدباء والكتاب الكرد في بغداد ورئاسة جمعية الثقافة الكردية، كما انتخب رئيسا لمجلة شمس كردستان (روژ كردستان) التي دائما ما كان يكتب افتتاحيتها، وكانت تصدر باللغتين [[اللغة الكردية|الكردية]] و[[اللغة العربية|العربية]]. وكان اليوسفي أيضا رئيسا لتحرير مجلة ستيره (النجمة) للأطفال (باللغة الكردية) وهي أول مجلة كردية تصدر للأطفال إضافة إلى مسؤولية إشرافه على اتحاد الطلبة والشبيبة الكردستانيين وإشرافه على اتحاد الجمعيات الفلاحية والعمالية الكردستانية. وتولى اليوسفي كذلك منصب نائب رئيس جمعية الصداقة والتعاون العراقية السوفيتية، كما اختير عضوا في مجلس السلم والتضامن العراقي، وعضو لجنة السلام المشرفة على تطبيق بنود اتفاقية آذار وكذلك عضو غير متفرغ في مجلس التخطيط التربوي ومسؤول مشرف على المنظمات الكردستانية والاتحادات المهنية. وكذلك اشترك اليوسفي في العديد من المؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص57,ص58)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع (سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص57 ,ص58)،.</ref> كما شارك اليوسفي في تشيع جثمان الرئيس المصري الراحل [[جمال عبد الناصر]] ممثلا عن الحركة الكردية.
 
وكان لليوسفي علاقات ودية مع رؤوساء الدول العربية كالرئيس السوري الراحل [[حافظ الأسد]]، والرئيس التونسي الراحل ال[[الحبيب بورقيبة|حبيب بورقيبة]] والرئيس الليبي [[معمر القذافي]] والرئيس الفلسطيني الراحل [[ياسر عرفات]] وولي عهد دولة [[كويت|الكويت]] [[سعد العبد الله السالم الصباح]] والزعيم اللبناني [[كمال جنبلاط]]. كما كان له مكانة خاصة لدى قادة الحزب الشيوعي السوفيتي حتى أن السفير السوفيتي في [[بغداد]] كان دائماً ما يزور اليوسفي.
أعيد انتخاب اليوسفي لعضوية المكتب السياسي [[الحزب الديمقراطي الكردستاني|للحزب الديمقراطي الكردستاني]] في المؤتمر السابع للحزب الذي عقد في [[1 يوليو|1 تموز]]/يوليو من سنة [[1970]] في قرية نازبردان. أدت محاولة اغتيال الزعيم الكردي الملا [[مصطفى البارزاني]] في يوم [[29 سبتمبر|29 أيلول]]/سبتمبر من سنة [[1971]] والتي اتهمت فيها أجهزة الأمن التابعة للحكومة العراقية إلى زعزعة ثقة الجانب الكردي بنوايا الحكومة العراقية.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص58)،.</ref>
 
لم تنقطع زيارت اليوسفي لعدد من الشخصيات الوطنية والقومية العربية والديمقراطية في العراق والتي كانت الحكومة العراقية تفرض حصارا عليها وكان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق آنذاك [[صدام حسين]] يتلقى التقارير عن نشاطات اليوسفي وزياراته المتكررة إلى منزل حسين جميل أحد أقطاب [[الحزب الوطني الديمقراطي (توضيح)|الحزب الوطني الديمقراطي]] و[[ناجي طالب]] رئيس وزراء العراق الأسبق والدكتور إبراهيم كبة الوزير الأسبق وصديق شنشل أحد قادة حزب الاستقلال. وفي أحد الاجتماعات التي عقدت بين وفدي [[حزب البعث العربي الاشتراكي]] ووفد [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] تكلم صدام حسين مع اليوسفي الذي كان حاضرا مع الوفد الكردي في هذه الاجتماعات معاتبا إياه على هذه الزيارات فرد عليه اليوسفي مبتسماً '''إنهم أصدقائي أزورهم بالمناسبات وأسلم عليهم وهذا من حقي وواجب علي ولكني لا أفهم مسألة ادعائك بالاستقطاب الذي تتحدث عنه...ماذا تعتقد برأيك هل يقبل حسين جميل أو صديق شنشل الانخراط بحزبنا...هؤلاء رجال البلد وخدموا العراق حسب إمكانياتهم سواء نتفق أو نختلف ثم لاتنس نحن الكرد أصحاب الوفاء ونتميز عن غيرنا بأننا لاننسى أصدقاءنا''' وهنا سكت نائب رئيس مجلس قيادة الثورة [[صدام حسين]] ولم يرد بكلمة.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص60)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص60)،.</ref>
 
== تدهور العلاقة مابين الحركة الكردية والحكومة العراقية ==
سطر 165:
في أواخر سنة [[1973]] م ومطلع سنة [[1974]] م بدأت المفاوضات مرة أخرى بين القيادة الكردية والحكومة العراقية لإيجاد صيغة نهائية للحكم الذاتي المتفق عليه إبان اتفاقية آذار لسنة 1970 وكانت جلسات المفاوضات تعقد مرة في الأسبوع وكان يمثل الجانب الكردي في هذه المفاوضات كل من إدريس البارزاني، صالح اليوسفي، محمود عثمان، نوري شاويس، سامي عبد الرحمن، حبيب محمد كريم، إحسان شيرزاد ودارا توفيق ومن جانب الحكومة العراقية كل من نائب رئيس مجلس قيادة الصورة [[صدام حسين]] و[[غانم عبد الجليل]]، [[عدنان الحمداني]]. وكذلك بعض أعضاء قيادة [[الحزب الشيوعي العراقي]] وهم مكرم طالباني وكريم أحمد.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص60,ص61)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص60,ص61)،.</ref>
 
بذلت الحكومة العراقية جهودا مكثقة في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة [[1974]] لشق [[الحزب الديمقراطي الكردستاني]] واستمالت عناصر قيادية منه وقد فاتح السيد نعيم حداد (وهو من القياديين البعثيين) اليوسفي بالانشقاق عن البرزاني وتعيينه بأي منصب وزاري يختاره فكان رداليوسفي على عرض [[نعيم حداد]] التالي ''' كاكه نعيم... إذا كنت أنت عضوا في مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب فإن البعثيين رفاقك يقولون أنك من أصول غير عراقية وغير عربية وبصراحة يتهمونك بأنك [[الأحوازالأهواز|أحوازي]] إيراني؟ فماذا سيقولون عني إذا خنت حزبي ومبادئي وأنا المعروف بأنني كردي أبا عن جد.''' وهنا لزم نعيم حداد الصمت.<ref name="هارون محمد- في تعليق له بعنوان(الكردي الصوفي الذي قتله بطرد بريدي ملغوم)- لندن في 18 - 3 - 2003... من ارشيف المناضل نجم الدين اليوسفي)">هارون محمد- في تعليق له بعنوان(الكردي الصوفي الذي قتله بطرد بريدي ملغوم)- لندن في 18 - 3 - 2003... من ارشيف المناضل نجم الدين اليوسفي)، .</ref>
 
بالإضافة إلى ذلك كانت الحكومة العراقية تماطل في إيجاد حل لقضية [[كركوك]] وقد أصبحت عندها الهوة ما بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية شاسعة. وحاول اليوسفي بكل جهوده للوصول إلى حل مقبول لضمان الحقوق القومية للشعب الكردي حسب اتفاقية آذار، كما اقترح بأن يبادر أحد أنجال الملا مصطفى البارزاني إدريس أو مسعود بزيارة [[موسكو]] لبذل الجهود لمنع استئناف القتال بين كلا الجانبين ولكن لم يجد مقترح اليوسفي أي صدى لأن الملا [[مصطفى البارزاني]] كان يعتقد بأن مصير المهمة سيكون الفشل.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص62)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص62)،.</ref>
سطر 171:
== انتهاء الهدنة وتجدد القتال ==
 
في [[11 مارس|11 آذار]]/مارس من سنة [[1974]] م أصدرت الحكومة العراقية مشروعها الخاص في الحكم الذاتي للأكراد من طرف واحد دون الرجوع إلى القيادة الكردية المتمثلة [[الحزب الديمقراطي الكردستاني|بالحزب الديمقراطي الكردستاني]] على إثر هذه الخطوة أحادية الجانب من قبل الحكومة العراقية قدم الوزراء الكرد المتواجدون في التشكيلة الوزارية للحكومة العراقية استقالاتهم من مناصبهم احتجاجا على هذا القرار وكان اليوسفي من بين هؤلاء الوزراء الذين قدموا استقالاتهم. أما من الجانب الكردي بدأت القيادة الكردية بتشكيل سلطة تنفيذية في المناطق الخاضعة لها والتي لم تكن تخضع لسيطرة الحكومة العراقية وتم توزيع المسؤوليات والمقاعد على هذا الأساس ومنح اليوسفي منصب رئيس الأمانة العامة للعدل والأوقاف.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص63)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص63)،.</ref> وفي الـ 20 من شهر [[نيسان (توضيح)|نيسان]]/أبريل من نفس السنة بدأت الحكومة العراقية بشن حملة عسكرية على المناطق التي تخضع لسيطرة الحركة الكردية. أما عوائل أعضاء القيادة الكردية فإنهم لم يسلموا من اضطهاد الحكومة العراقية وكانت عائلة اليوسفي من بين تلك العائلات التي تلقت الاضطهاد من قبل الحكومة العراقية حيث تم نقلها مع مجموعة من عائلات أعضاء القيادة الكردية إلى مدينة [[أربيل]] ومنها إلى مدينة [[شقلاوة]] القريبة منها وبعدها تم إجبار تلك العائلات على السير على الأقدام باتجاه المواقع التي تقع ضمن سيطرة الحركة الكردية وبعد طول معاناة وصلت تلك العائلات إلى المناطق التي تخضع تحت سيطرة الحركة الكردية وبعدها تم نقلهم إلى [[إيران]] خوفا من القصف الذي كانت تقوم بها قوات الحكومة العراقية للمناطق الخاصعة لسيطرة الحركة الكردية. وبعدها وصلت تلك العائلات إلى مدينة خانة الإيرانية وتم إدخال أغلبهم إلى مستشفيات تلك المدينة، ثم نـُقل قسم من تلك العوائل الكردية من مدينة خانة إلى مدينة شنوه حيث كان هناك معسكر خاص للاجئين الكرد وتم نقل القسم الآخر منهم إلى مدينة [[نغدة]] وكان من بينهم عائلة اليوسفي.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص64, ص65, ص66)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع(سقوط الملكية وتأسيس الجمهورية ص64, ص65, ص66)،.</ref>
 
== التوقيع على اتفاقية الجزائر ==
{{مفصلة|اتفاقية الجزائر}}
[[ملف:Saleh Yousefi-(53).jpg|تصغير|390بك]]
استمرت العمليات العسكرية بشكل إيجابي لصالح الحركة الكردية وتكبدت قوات الحكومة العراقية خسائر فادحة جراء هذه المعارك وهذا مادفع الحكومة العراقية إلى عقد اتفاقية مع [[إيران]] برعاية الرئيس الجزائري [[هواري بومدين]] وذلك لوقف الدعم الذي كانت تقدمه [[إيران]] للحركة الكردية ضد الحكومة العراقية. وفي [[6 مارس|6 آذار]]/مارس من سنة [[1975]] تم عقد الاتفاقية وذلك بحضور كل من [[صدام حسين]] (نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق) وشاه إيران [[محمد رضا بهلوي]] حيث تنازلت العراق بموجب هذه الاتفاقية عن نصف شط العرب لصالح إيران مقابل وقف دعمها للحركة الكردية في الشمال.<ref name="شبكة البصرة - 28/12/2007">[http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2007/1207/3alaa_281207.htm شبكة البصرة - 28/12/2007] شبكة البصرة - 28/12/2007،. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180930004633/http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2007/1207/3alaa_281207.htm |date=30 سبتمبر 2018}}</ref>.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثامن (اتفاقية الجزائر المشؤمة- 1975 ص67,ص68)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثامن (اتفاقية الجزائر المشؤمة- 1975 ص67,ص68)،.</ref> وبعد التوقيع على الاتفاقية توقف الدعم الإيراني للحركة الكردية المسلحة ولكن على الرغم من ذلك فقد استمر القتال بين الطرفين واحتفظت القيادة الكردية حينها بثلاث مراكز قيادية وهي:
* منطقة بالك (حاجي عمران) شرق [[أربيل (محافظة)|محافظة أربيل]] بقيادة نجلي الملا [[مصطفى البارزاني]] إدريس ومسعود.
* منطقة بنجوين والتي تقع شرق [[السليمانية (محافظة)|محافظة السليمانية]] بقيادة نوري شاويس (عضو المكتب السياسي).
* مناطق بهدينان والتي كانت تشمل محافظتي [[دهوك]] و[[نينوى]] بقيادة صالح اليوسفي.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الثامن((اتفاقية الجزائر المشؤمة- 1975 ص69, ص70)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل السابع((اتفاقية الجزائر المشؤمة- 1975 ص69, ص70)،.</ref><ref name="الإتحاد الوطني الكردستاني...الانطلاقة...من طليطلة المقهى في دمشق إلى بغداد خواطر بعد ثلاثين عاما......بقلم عادل مراد)">[الإتحاد الوطني الكردستاني...الانطلاقة...من طليطلة المقهى في دمشق إلى بغداد خواطر بعد ثلاثين عاما......بقلم عادل مراد)]، .</ref>
 
عرض اليوسفي على البارزاني تزويده بأربعة رسائل شخصية موجهة إلى الرئيس السوري [[حافظ الأسد]] وإلى [[ليونيد بريجنيف]] زعيم [[الاتحاد السوفيتي|الاتحاد السوفياتي]] والرئيس المصري [[محمد أنور السادات|أنور السادات]] والزعيم الفلسطيني [[ياسر عرفات]].<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص71)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص71) ،.</ref>
وعبر عن استعداده للذهاب إليهم وطلب وساطتهم نظرا للعلاقات الشخصية التي تربطه بهؤلاء القادة ولم يعترض البارزاني على طلب اليوسفي هذا ولكنه طلب من اليوسفي إمهاله فترة قصيرة من الوقت للنظر في الموضوع والمداولة فيه وبعد عدة أيام زار اليوسفي في مقره في قرية بابكرا وفدٌ من البارزاني والتقوا باليوسفي ليبلغوه رد البرزاني حول طلبه فأخبروه أن شاه إيران لايقبل بمثل هذا التحرك السياسي في هذا الوقت مهما كلف الأمر.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص71)"/> وفي يوم 19 [[آذار]] من سنة 1975 قرر زعيم الحركة الكردية المسلحة الملا مصطفى البارزاني إنهاء التمرد المسلح الذي قاده ضد الحكومة العراقية بشكل مفاجئ وأعلنت قيادة الحركة الكردية ليلة 22 آذار انتهاء الحركة المسلحة.
 
سطر 190:
== رجوع اليوسفي إلى العراق ==
 
في [[21 مارس|21 آذار]]/مارس من سنة [[1975]] غادر اليوسفي مقر البرزاني متوجها نحو العمق العراقي أما عائلته المتواجدة في مدينة نغدة الإيرانية فقد قررت هي الأخرى إلى الرجوع للعراق بعد أيام من مغادرة اليوسفي. وبعد وصول عائلة اليوسفي إلى مدينة [[بعقوبة]] مركز [[محافظة ديالى]] العراقية تم إرسال العائلة بصورة منفردة عن باقي عائلات اللاجئين العائدين من إيران حيث تم إيصالهم إلى فندق بغداد في منطقة الكرادة في بغداد ليفاجؤوا بوجود صالح اليوسفي هناك الذي أخبرهم بأنه محتجز في هذا الفندق منذ وصوله إلى بغداد.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص76)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص76) ،.</ref> وقد طلب عدة مرات مقابلة رئيس الجمهورية [[أحمد حسن البكر]] أو نائب مجلس قيادة الثورة [[صدام حسين]] لكنهم لم يسمحوا له بذلك. وبدلاً من ذلك قابل فقط بعض المسؤولين الحكوميين والحزبيين الذين قاموا بزيارته عدة مرات ودار بينهم نقاش حول مطالب الحركة الكردية وأسباب اندلاع الحرب بين الطرفين والفرص الممكنة لإجراء المفاوضات والمباحثات الجدية لإيجاد أفضل الحلول لكلا الطرفين والشعبين المتآخيين. وذكر اليوسفي بأن البرزاني على استعداد لفتح صفحة جديدة وإجراء المفاوضات الجدية لما فيه صالح الشعبين.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص76)"/> ولكن بعد عدة جلسات مع المسؤولين استلم اليوسفي الجواب النهائي من القيادة العراقية وقيل له بأنه من السيد رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر شخصيا، وكان الجواب بأنهم يعتبرون أن التمرد الكردي قد انتهى وأصبحوا لايعترفون بعد الآن بأي ممثل عن القيادة المهزومة. بقي اليوسفي وعائلته في فندق بغداد محتجزين لعدة أيام أخرى ثم جاء أمر القيادة العراقية بالسماح بنقلهم إلى منزلهم الكائن في مدينة الشرطة الأولى. تم وضع اليوسفي تحت الإقامة الجبرية وتحت مراقبة أمنية مشددة حيث كان هناك عناصر من الأمن مقيمين داخل المنزل الذي يسكنه وعلى مدار 24 ساعة. وكانوا يقومون بتسجيل اسم أي زائر لبيت اليوسفي.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص77)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل التاسع((سلام الفرصة الأخيرة ص77) ،.</ref> استمرت هذه الإقامة الجبرية لمدة سنة ثم تم رفعها وسحب عناصر الأمن من منزل اليوسفي.
 
== حياة اليوسفي في بغداد ==
سطر 203:
</gallery></div>
 
وفي خريف نفس السنة وقبل أنعقاد جلسات القمة العربية التي عقدت في [[بغداد]] في أعقاب [[اتفاقات كامب ديفيد|اتفاقية كامب ديفيد]] بين [[مصر]] و[[إسرائيل]] والتي حضرها معظم زعماء المنطقة العربية قامت الحكومة العراقية باحتجاز اليوسفي في مديرية الأمن العامة لفترة قبل أنعقاد المؤتمر وخلاله وحتى انتهائه ولمدة قاربت الشهر.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل العاشر((نضال اليوسفي في بغداد ص82,ص83)"/> وذلك لمنع اليوسفي من الاتصال ببعض القادة العرب الذين كانت تربطهم علاقة صداقة مع اليوسفي. وبتاريخ 8 آب/أغسطس من سنة [[1979]] توحدت الحركة الاشتراكية الديمقراطية الكردستانية مع اللجنة التحضيرية للحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الدكتور محمود عثمان وعناصر أخرى وتأسس الحزب الاشتراكي الكردستاني الموحد وأصبح اليوسفي سكرتيرا للحزب. عندها أرسل اليوسفي رسالة بهذه المناسبة من بغداد في خريف من سنة [[1979]] إلى أصدقائه مباركا لهم هذه الخطوة الكبيرة.
 
كان منزل اليوسفي في بغداد بمثابة المقر السري لرئيس ومؤسس الحزب الاشتراكي الكردستاني فقد كان اليوسفي يعطي منه توجيهاته إلى باقي أعضاء قيادة الحزب الموجودين في الجبال أو في خارج العراق. وفي فترة نهاية السبعينيات وحيث كانت تدور المفاوضات بين قيادة هذا الحزب وبين الحكومة العراقية كان اليوسفي ومن داخل بيته في قلب مدينة بغداد وبشكل سري تماما يدير هذه المفاوضات ويبعث بتوجيهاته للقيادة بواسطة علي هزار ويخاطبهم بالرموز د.ر.ط المحترمون.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي -الفصل العاشر((نضال اليوسفي في بغداد ص83)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل العاشر((نضال اليوسفي في بغداد ص83) ،.</ref>
سطر 213:
## تصفية عناصر المؤسسات الحالية وإبدالها بالعناصر الخيرة.
## منح المؤسسات الصلاحيات الحقيقية.
## إعادة النظر في توسيع إطارها بحيث تشمل المناطق التي تشكل الأكثرية الكردية المطلقة كما ورد في بيان 11 [[مارس|أذار]]/مارس.
وفي محور آخر ركز اليوسفي على إعادة المرحلين والمهجرين إلى قراهم الأصلية وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار وإعادة الدراسة باللغة الكردية إلى جميع المناطق التي شملتها منذ عام [[1970]] م. وحول إعادة النظر في ضم بعض تلك الأقضية والنواحي التي تشكل أكثرية كردية مطلقة إلى منطقة الحكم الذاتي فكان رأي اليوسفي هو:
# ضم قضائي [[عقرة]] و[[عين سفني|شيخان]] وضم الأقسام الكردية المطلقة في أقضية [[سنجار]] و[[تلعفر]] و[[حمدانيةالحمدانية (توضيح)|الحمدانية]] من [[نينوى (محافظة)|محافظة نينوى]] إلى [[دهوك (محافظة)|محافظة دهوك]].
# ربط الأجزاء الكردية من محافظة كركوك [[ألتن كوبري|آلتون كوبري]] وشوان ب[[أربيل (محافظة)|محافظة أربيل]].
# ربط أقضية [[جمجمال]]، [[كلار]]، [[طوز خورماتو]]، [[كفري]] و[[خانقين]] ب[[السليمانية (محافظة)|محافظة السليمانية]] أو تشكيل محافظة كردية جديدة في إطار الحكم الذاتي تضم إليها تلك الأقضية.
 
وبعدها توالت الرسائل بين كلا الطرفين ولكن من دون التوصل إلى نتيجة مرضية لكليهما.
سطر 225:
[[ملف:Saleh Yousefi-(54).jpg|تصغير|300بك|آخر صورة لصالح اليوسفي في ربيع سنة [[1981]] في حديقة داره متوسطاً ابنتيه]]
 
في [[16 يوليو|16 تموز]]/يوليو من سنة [[1979]] تسلم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي [[صدام حسين]] زمام السلطة في [[عراق|العراق]] فقام صالح اليوسفي بإرسال مذكرة إلى الرئيس العراقي [[صدام حسين]] بتاريخ [[30 يوليو|30 تموز]]/يوليو من سنة [[1980]] وكانت المذكرة تتكون من إحدى عشرة صفحة.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي -الفصل الحادي عشر((المواجهة الأخيرة ص87)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الحادي عشر((المواجهة الأخيرة ص87) ،.</ref> وبعد اندلاع [[حرب الخليج الأولى|الحرب العراقية الإيرانية]] في شهر [[أيلول]]/سبتمبر من سنة [[1980]] طلبت الحكومة العراقية من اليوسفي الكتابة ضد نظام الحكم الجديد في [[إيران]] ولكن اليوسفي اعتذر من طلب الحكومة العراقية.
 
وقبل اغتيال اليوسفي بعدة أشهر نقلت الحركة الكردية من [[مسعود برزاني|مسعود البرزاني]] أخبارا إلى اليوسفي بأن حياته أصبحت مهددة وأن عليه مغادرة مدينة بغداد، حيث حضر إلى اليوسفي شخص يدعى عبدي شرانشي<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي -الفصل الحادي عشر((المواجهة الأخيرة ص96)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الحادي عشر((المواجهة الأخيرة ص96) ،.</ref> وأخبره برسالة [[مسعود برزاني]] له وأعرب عن استعداده لمرافقته إلى حيث تتواجد قوات الحركة الكردية. فتداول اليوسفي هذا الموضوع مع أفراد عائلته وقرر أن يدرس ترتيبات هذه المسألة لاحقا وبشكل يضمن سلامة الجميع.
 
وفي سنة [[1981]] وقبل اغتيال اليوسفي بشهر زار رئيس جهاز المخابرات العراقية [[برزان إبراهيم التكريتي|برزان التكريتي]] منزل اليوسفي في [[بغداد]] لكي يبدي اليوسفي رأيه بالحرب التي كانت ما بين العراق و[[إيران]] فأجابه اليوسفي بأنه ليس لديه رأي في هذا الموضوع وقال لبرزان التكريتي لكني أستطيع أن أبدي رأيي حول عمليات التهجير والتنكيل التي تمارسونها من مدينة خانقين إلى مدينة زاخو وهنا ارتبك رئيس جهاز المخابرات العراقي وحين بادر بالقيام للانصراف اصطدم بالطاولة التي أمامه وكاد يسقط على الأرض من شدة ارتباكه وغضبه.<ref name="اختيار الشهادة في سبيل الوطن....جميل أحمد اليوسفي.....جريدة خه بات العدد 961 في 28 كانون الثاني من سنة 2000">اختيار الشهادة في سبيل الوطن....جميل أحمد اليوسفي.....جريدة خه بات العدد 961 في 28 كانون الثاني من سنة 2000) ،.</ref>
 
[[ملف:Salih Alyousify (1).jpg|يمين|تصغير|250بك|التمثال الذي أقيم لصالح اليوسفي في مدينة زاخو]]
في [[25 يونيو|25 حزيران]]/يونيو من سنة [[1981]] م وفي الساعة الحادية عشرة صباحا جاء ساعي بريد إلى منزل صالح اليوسفي وطرق باب المنزل ففتح اليوسفي الباب فسلمه الساعي طردا على شكل رسالة بريدية ثم بدأ اليوسفي يوقع على مستند التسليم لهذه الرسالة البريدية المسجلة وبعدما ذهب ساعي البريد بثواني انفجر الطرد البريدي.
 
وعلم فيما بعد أن ساعي البريد كان أحد منتسبي مديرية الأمن العامة برتبة مفوض ويعمل في الشعبة الثالثة المخصصة لمكافخة النشاط الكردي وأنه تم تفجير الطرد عن بعد من قبل مجموعة أخرى كانت تنتظر الساعي داخل سيارة نوع بيك آب خلف بيت اليوسفي.<ref name="كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي -الفصل الحادي عشر((المواجهة الأخيرة ص98)">كتاب صالح اليوسفي للمؤلفة زوزان اليوسفي - الفصل الحادي عشر((المواجهة الأخيرة ص98) ،.</ref> بعد الانفجار سقط اليوسفي على الأرض ولكنه ظل واعيا وكانت يده اليمنى التي وقع فيها إيصال التسليم هي أشد ماتضررت ورغم جراحاته كان يحاول النهوض وعجز عن الكلام لشدة الجراح التي أصيب بها بسبب الانفجار. هرعت زوجته وبناته إليه وأخذن زوجته يستنجدن بالمارة وبالجيران الذين تجمعوا بعد سماعهم صوت الانفجار. ثم بادر الجيران إلى إيقاف إحدى السيارات المارة وحملوا اليوسفي بها ومعه زوجته قاصدين مستشفى اليرموك وأدخلوه إلى قسم الطوارئ. وبعد دقائق من دخوله غرفة العمليات، حضرت سيارة خاصة تابعة للأمن وخرج منها بعض الرجال وانتظروا في المستشفى إلى أن تأكدوا من وفاة اليوسفي.<ref name="روى ذلك الدكتور بنكين خليل السليفاني وهو ابن أخ زوجة اليوسفي وكان وقتها يعمل طبيبا مقيما في مستشفى اليرموك ">روى ذلك الدكتور بنكين خليل السليفاني وهو ابن أخ زوجة اليوسفي وكان وقتها يعمل طبيبا مقيما في مستشفى اليرموك، .</ref>
سطر 278:
 
{{شريط بوابات|العراق|السياسة|أعلام}}
 
[[تصنيف:أشخاص من زاخو]]
[[تصنيف:أكراد العراق]]
[[تصنيف:تاريخ العراق]]
[[تصنيف:سياسيو كردستان العراق]]
[[تصنيف:سياسيون عراقيون]]
[[تصنيف:سياسيون عراقيون مغتالون]]
[[تصنيف:سياسيون عراقيون]]
[[تصنيف:قوميون أكراد]]
[[تصنيف:مغتالون أكراد]]
[[تصنيف:مواليد 1918]]
[[تصنيف:وزراء دولة عراقيون]]
[[تصنيف:وفيات 1981]]
[[تصنيف:وفيات في بغداد]]
[[تصنيف:وزراء دولة عراقيون]]