الحرب العثمانية السعودية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ربط صفحةوتعديل
ربط صفحة
وسم: تعديلات طويلة
سطر 72:
اختلفت نظرة [[الدولة العثمانية]] إلى [[الدولة السعودية الأولى|الدولة السعودية]] باختلاف المكان الذي تمتد إليه. فنظرت الدولة العثمانية إلى الدولة السعودية ودعوتها، في [[نجد]]، على أنها انتفاضة محلية كعادة القبائل في المنطقة؛ لأن نجداً، في نظر الدولة العثمانية، إقليم بعيد عن مراكزها، الإستراتيجية والاقتصادية والعسكرية، في شبه الجزيرة العربية وخارجها. ومع أن الدولة العثمانية، أحست بأن الدعوة [[سلفية|السلفية]] و[[الدولة السعودية الأولى|الدولة السعودية]]، تحدٍ، ديني وسياسي، لها، إلا أن موقفها تجاهما كان مختلفاً. فحينما امتدتا إلى جبل شمر والأحساء وأصبحت الدولة السعودية تحاذي حدودها مباشرة، رأت الوقوف في وجه هذا التحول، فاتخذت موقفاً معادياً لهما. ورأت أن تستخدم عدة قوى سياسية في ضربهما. حيث أصبح [[العراق العثماني]] مركزا لتجمع القوى المعارضة للدولة السعودية، بالإضافة لذلك قامت الدولة العثمانية بتجريد حملة ضد الدولة السعودية بقيادة زعيم المنتفق بالعراق ثويني بن عبدالله، سنة 1201هـ الموافق لسنة 1786م، ومعه حشود كبيرة من قبائل المنتفق وأهل المجرة والزبير وبوادي شمر العراق وغالب وطيء، وقد تقدمت تلك الحملة واحتلت بلدة التنومة عنوة وقتلت الكثير من أهلها، ثم حاصرت بريدة إحدى بلدات القصيم، لكن ثويني بن عبدالله اضطر لرفع الحصار لاحقاً بعد أن سمع بوقوع الاضطرابات جنوب العراق، فقفل عائدا إلى وطنه.<ref>الكامل في تاريخ الأسياح، علي الفهيد</ref><ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص158-ص159، ابن بشر</ref> وقد صعدت هذه الحملة الكبيرة من حدة الموقف بين الدولة السعودية والدولة العثمانية، ولذلك قام إمام الدولة السعودية [[عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالعزيز بن محمد بن سعود]] بإرسال رسالة إلى والي بغداد العثمانية، مصحوبة بنسخة من كتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب، [[كتاب التوحيد]]، وطلب منه أن يجمع علماء بغداد للنظر في الكتاب، والإيمان بما جاء فيه والكف عنهم، إلا أن الوالي استخف بهذه الدعوة، وكان رده سلبياً. وبذلك، عدت أرض العراق دار حرب، في نظر الدولة السعودية.<ref>كتاب الغزوات البيانية والفتوحات الربانية/روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام، ابن غنام</ref>
 
واصل العثمانيون دعمهم للخارجين على [[الدولة السعودية الأولى|النفوذ السعودي،السعودي]]، مما تسبب باندلاع الحرب السعودية المملوكية، وردا على هذا الدعم لأعداء الدولة السعودية من قبل ولاة [[العراق العثماني]]، أغار [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]] على أرض الروضتين، بين المطلاع و[[سفوان]] سنة 1203هـ الموافق لسنة 1788م في حملة تأديبية، إلا أنها لم توقف أو تحد من موقف العثمانيين في دعم المعارضين للنفوذلل[[الدولة السعودي،السعودية الأولى|نفوذ السعودي]]، حيث لجأ إلى العراق [[إمارة_آل_حميد_الأولى|براك بن عبدالمحسن آل حميد]] سنة 1207هـ الموافق لسنة 1792م مما أغضب الدرعية.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، أحداث سنة 1203هـ، ابن بشر</ref>
 
وفي سنة 1205هـ الموافق لسنة 1790م، جهز الشريف [[غالب بن مساعد]] قائم مكة ووالي الحجاز، حملة ضخمة بإيعاز من الدولة العثمانية كان هدفها ضرب الدولة السعودية الناشئة في نجد وتدمير عاصمتها.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، أحداث سنة 1205هـ، ابن بشر</ref> قام الشريف غالب بتسيير حملته تحت قيادة أخيه الشريف عبدالعزيز بن مساعد، وقوامها عشرة آلاف مقاتل مجهزة بالمدافع. وصلت تلك القوات لمنطقة السر في نجد، وأطبقت الحصار على حصن قصر بسام إلا أنها لم تستطع اقتحامه وظلت على حالها أربعة أشهر. كانت الدولة السعودية في فترة هجوم الشريف تلقي بكامل ثقلها على [[إمارة آل حميد الأولى|دولة آل حميد]] في الشرق، وما إن وصلها الخبر حتى سير الإمام [[عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالعزيز بن محمد]] قواته صوب منطقة السر لفك الحصار عن الحامية السعودية المرابطة بحصن قصر بسام. قامت قوات الدرعية بتعقب قوات الشريف عبدالعزيز بن مساعد وأوقعت فيها خسائر فادحة انسحب على إثرها الشريف عبدالعزيز لقرب بلدة الشعراء في عالية نجد، مما دفع بالشريف غالب للمسير بنفسه ونجدة قواته، فسار من نفس العام وأطبق الحصار على بلدة الشعراء مع أخيه الشريف عبدالعزيز وعجزا عن اقتحامها بعد شهر من حصارها، ومع نقص الزاد وعدم الجدوى من هذا الحصار واقتراب موسم الحج آثر الشريف غالب العودة لمكة فقفل راجعاً للحجاز مع أخيه دون أي نتيجة تذكر. وفي سنة 1210هـ الموافق لسنة 1795م أغار الشريف غالب بن مساعد على أتباع الدولة السعودية في عالية نجد، قرب ماء ماسل، وأحدث فيهم مقتلة عظيمة، وقد شجعه انتصاره على شن حملة جديدة من نفس العام أيضا إلا أنه هزم عند ماء الجمانية بعد أن بعث الإمام عبدالعزيز بن محمد قوات لصده.<ref>نفس المصدر، أحداث 1210هـ</ref>
سطر 84:
{{اقتباس عالم|[[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]]<ref name="مولد تلقائيا6">الدرر السنية في الأجوبة النجدية</ref>|متن=وأما ما ذكرتم أنكم مشيتم على الأحساء، فنقول الحمد لله على ذلك الممشى، فإنه ولله الحمد والمنة، هتك أستاركم به، ونزع به مهابتكم من قلوب المسلمين، وأخزاكم الله به الخزي العظيم الظاهر والباطن، الذي ما عليه مزيد. وقبله، الممشى الذي أخذتُ به مدافعكم، وقتلت فيه عساكركم، يهلكون في كل منهل. ولكن كما قال تعالى: (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) سورة يونس.. فلما أتيتم الأحساء.. ولم يبق إلا قصران من المسلمين في كل واحد منهما خمسون رجلاً، فيهم أطراف الناس، ما يعرفون من المسلمين، وأعجزكم الله تبارك عنهم، وكدتموهم بكل كيد تقدرون عليه، مع وجه الأرض وباطنها، ونحن في ذلك نجمع لكم الجموع، ولا لنا همة غير ذلك، فلما تهيأنا للهجوم عليكم، ولم يبق بيننا وبينكم إلا مسيرة خمس مراحل، قذف الله الرعب في قلوبكم، ووليتم هاربين منهزمين، لا يلوي أحد على أحد، وأشعلتم النار في علف حصنكم، وثقل حملكم وخيامكم، كما قال تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) سورة الحشر. فلما علمنا بانهزامكم مدبرين، أخذنا لوجهكم طالبين، ورجع من المسلمين قريب ثلثي العسكر، لما عرفوا أن الله أوقع بكم بأسه، ولحقناكم وأتيناكم من عند وجوهكم، ونوخنا مناخ سوء لكم، ورجونا أن الله قد أمكننا منكم، وأن يمنحنا أكتافكم، ويورثنا أرضكم ودياركم. فلما حل بكم العطب وضاقت عليكم الأرض بما رحبت، واستسلمتم لزهوق نفوسكم، توسلتم بابن ثامر، وأمرته يبدي لنا الرقة والوجاهة فجاءنا، ثم جاءنا ركبك، وكتابك، وتوجهك، وجنحنا لقوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) سورة الأنفال. وأنت في تلك الساعة متحير برهانك، ضائع رأيك، تتأكى في وسط الناس على المراغة.. ولحَّ علينا حمود بن ثامر ومحمد بيك بالوجاهة، وفي حال الحرب، وأنت متق عنا بالعربان، جاعلهم بيننا وبينك ولا خير فيمن جعل الأعراب ذراه.|مجمل رسالته رداً على رسالة الكتخدا علي باشا والتي أعلمه الأخير فيها بمسيره للأحساء ومطالبته بها وقد رافقته عشائر العراق}}
 
يُذكر أن تلك الأعمال والحملات العثمانية على الدولة السعودية كانت سبباً في اندلاع الحرب السعودية المملوكية، حيث أصبحت العراق مركزاً لتجمع المعارضين للنفوذلل[[الدولة السعودية الأولى|نفوذ السعودي]] ومصدر تهديد لمناطق نفوذها شرقاً وشمالاً. ولذلك أغار [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]] على [[الزبير (العراق)|الزبير]] و[[البصرة]] و[[سوق الشيوخ]] و[[السماوة]] و[[النجف]] و[[كربلاء]] و[[عانة (العراق)|عانة]] وبواديهم، وكررها مراراً، وكان ذلك ما بين سنتي 1797م-1811م.<ref name="مولد تلقائيا10" /> عمل [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] فيها على جمع قواته من أهل البادية والحاضرة على حدود العراق، والتوغل معهم قاصداً بلدات العراق على [[الفرات|نهر الفرات]]؛ ليقضي على فرصتهم في أن يغيروا عليه في جيوبه المتفرقة كما كان يحدث معه سابقاً.<ref>مواد في تاريخ الوهابيين، ص84، بركهارت</ref><ref>الوهابيون تاريخ ما أهمله التاريخ، ص187، لويس دوكرانسي</ref> أوكلت الدولة العثمانية لاحقاً لوالي الشام عبدالله باشا العظم مهمة القضاء عليه إلا أنه لم يقم بأي عمل فعال بحجة ضعف قواته، فعزلته؛ وعينت مكانه يوسف باشا كنج الذي اكتفى بالمراسلات بينه وبين [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]]، ملئت تلك المراسلات بالتهديد والوعيد، مما أغضب [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] والذي سير حملة كبيرة عليه سنة 1810م أغار فيها على [[بصرى]] و[[المزيريب]]، وتنقل بنفسه على رأس جيشه في [[حوران|سهل حوران]]، ووصل ل[[عين الفيجة|ماء الفيجة]] و[[جبل الشيخ]]، مما أغضب السلطان العثماني فعزل يوسف باشا كنج، وعين مكانه سليمان باشا على أن ينسق مع والي مصر [[محمد علي باشا]] جهودهما ضد الدرعية.<ref>تاريخ جودت، جودت</ref><ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص309-310، ابن بشر</ref>
===دخول الحجاز في طاعة إمام الدرعية===
في سنة 1217هـ الموافق لسنة 1802م، قدم على الدرعية صهر الشريف [[غالب بن مساعد|غالب بن مساعد]]، عثمان بن عبدالرحمن العدواني، وكان مبعوثاً من قبل الشريف غالب في مكة للتفاوض بعد أن لاقت الدعوة [[سلفية|السلفية]] استحسان قبائل الحجاز التابعة للشريف، وظهر جلياً خوفه من أن تنقلب عليه. تأثر عثمان العدواني أثناء إقامته بالدرعية بما يدعو إليه الإمام [[عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالعزيز بن محمد]] وصحبه، وانضم إليهم، وخلع الشريف [[غالب بن مساعد|غالب]] و[[الدولة العثمانية|العثمانيين]] وما كانوا عليه، وسار من نفس العام لضم الحجاز، ونشر الدعوة [[سلفية|السلفية]] فيها، وكان يرافقه [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] ابن الإمام عبدالعزيز بن محمد مع عدد كبير من قوات الدرعية، وكان ذلك قبل اغتيال الإمام [[عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالعزيز بن محمد]].<ref name="مولد تلقائيا10" />