الحرب العثمانية السعودية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏معركة الدرعية: ضبطت الاقتباس
إضافة وصلتين
سطر 270:
روى ابن بشر أن ذلك الهجوم العنيف قد بدأ في الثالث من ذي القعدة سنة 1233هـ/1818م، أي بعد ستة أشهر من حصار الدرعية، حينما حمل إبراهيم باشا بجيشه على جهات الدرعية الأربع كلها الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية مستغلا وصول إمدادات ضخمة سيرها والده سابقا منذ محرقة المستودع من مصر حينذاك، وكذلك ما توفر من معلومات هامة عن مواطن الضعف في الأسوار والمتاريس والأبراج والجنود لأهل الدرعية، وكان الاستعداد لهذا الهجوم قد بدأ من الليل حيث جمع إبراهيم باشا مدافعه حول جهات الدرعية الأربع وجمع أكثر خيالته وجنوده عند الجهة الجنوبية من الدرعية بينما ركز مدافعه على الجهة الشمالية أكثر من غيرها وعند الفجر اتجه الخيالة والجنود إلى مشيرفة، في الجهة الجنوبية، وفيها نخل الإمام [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]] فوجدوا المكان خاليا كما أخبرهم من انحاز إليهم، فدخلوه واستولوا عليه، ثم ابتدأ الهجوم العام من جميع الجهات ليشغلوا أهل الدرعية عن استيلائهم على مشيرفة. فاشتد القتال بين الجانبين ولم يلبث أن خرجت خيالة وجنود إبراهيم باشا على أهل الدرعية من جهة مشيرفة ففاجأوا أهل الدرعية وحصل منهم الارتباك ثم الانهزام فتركوا مواقعهم وتفرقوا، كل أهل منزلة قصدوا منزلتهم وتوزعوا على الأحياء واعتصموا فيها ومنهم سعد ابن الإمام [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود الكبير]] الذي تحصن في قصر غصيبة ومعه أعوانه، أما الإمام [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود الكبير]] فقد كان في سمحان عند بوابتها حينذاك مع مجموعة من أهل الدرعية يقاتلون عنها، فلما علم بهذا التطور انتقل من سمحان إلى قصره في الطريف وتحصن فيه، فاستولى جنود إبراهيم باشا على سمحان وأخذوا يرمون أصحاب البيوت بالمدافع.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص414-ص415، ابن بشر</ref>
 
قال ابن بشر: {{اقتباس مضمن|فلما اشتغل بعضهم ببعض واشتعلت نار الحرب بين السماء والأرض، لم يفجأ أهل الدرعية إلا والروم قد أتوهم من خلفهم من جهة مشيرفة، وحمل عليهم الروم أيضاً من وجههم فانهزموا عن محاجيهم، وحمي الوطيس وصار قتالاً شديداً قتل بين الفئتين قتلى كثيرة، قتل فيها إبراهيم بن [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود بن عبدالعزيز]] وتفرق أهل الدرعية في بلدهم كل أهل منزلة قصدوا منزلتهم وترسوا في سورها ودورها وقصد سعد بن [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود]] قصر غصيبة المشهور الذي بناه [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود بن عبدالعزيز]] وجعل بابه من حديد فدخله واحتصر فيه ومعه عدة رجال من الأعيان وغيرهم وجر الباشا القبوس والقنابر على القصر فحاربه حرباً لم ير مثله، وثلم رؤوس البروج والجدران وتفرقت العساكر على أهل الدرعية في منازلهم ودخلوا شيئاً منها}}.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص415، ابن بشر</ref>
 
فخرج عليهم أهل السهل من أهل حي البجيري بين الجبلين وعلى رأسهم الشيخ [[عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب|عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب]] مستميتين في طرد قوات إبراهيم باشا واستمر قتالهم في الشوارع وأمام الدور حتى الليل، واستطاعوا زحزحة قوات إبراهيم باشا من مكانها بعد أن سقط العديد من القتلى وأرادوا الصلح مع إبراهيم باشا في السابع من ذي القعدة على البلد كلها فأبى إلا على السهل فقط، فرفضوا. قال ابن بشر: {{اقتباس مضمن|فشمر وشهر سيفه عبدالله ابن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وانتدب واجتمعوا عليه أهل البجيري ونهضوا على الروم من كل جانب كأنهم الأسود وقاتلوا قتالاً يشيب من هوله المولود، فأظلمت الهجيرة كأنها الليل وصريخ السيوف في الرؤوس كأنه صهيل الخيل فأخرجوهم منها صاغرين.. حتى قال لي بعض من حضر ذلك: لو حلفت بالطلاق أني من الموضع الفلاني إلى الموضع الفلاني لم أطأ إلا على رجل مقتول لم أحنث.. ثم أرسلوا إلى الباشا وطلبوا الصلح فأجابهم إليه بعد أن كان آبياً.. فأرادوا منه أن يصالحهم على البلد كلها فأبى أن يصالحهم إلا على أهل السهل.. فانفصل الصلح بينهم يوم الأربعاء سابع ذي القعدة}}. عاد واشتد القتال بين الجانبين وركز إبراهيم باشا مدافعه على السهل حيث يعتصم الشيخ [[عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب|عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب]] وعلى حي الطريف حيث يعتصم الإمام [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود الكبير]] بقصره، فتهدمت جوانب من القصر، فخرّج الإمام عبدالله مدافعه منه ونقلها إلى مسجد الطريف وأخذ يرمي عدوه منه ومعه مجموعة من أهل الدرعية، واستمروا على ذلك يومين في قتال عنيف، ثم حصل تناقص في أتباع [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود الكبير]] حيث وقعت كافة الحصون في اليوم الثاني الموافق للتاسع من ذي القعدة سنة 1233هـ/10 سبتمبر سنة 1818م. روى ابن بشر أحداثها قائلاً: {{اقتباس مضمن|فلما رأى عبدالله ذلك بذل نفسه وفدى بها عن النساء والولدان والأموال، فأرسل إلى الباشا وطلب المصالحة، فأمره أن يخرج إليه، فخرج إليه وتصالحا على أن يركب إلى السلطان فيحسن إليه أو يسيء وانعقد الصلح على ذلك}}.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص416-ص417، ابن بشر</ref>