الحرب العثمانية السعودية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إثراء المحتوى
وسم: تعديلات طويلة
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 21:
| خصم2 = {{الدولة العثمانية}}<br/> [[ملف:Flag of Egypt (1793-1844).svg|border|22px]] [[إيالة مصر]]
| خصم3 =
| قائد1 = [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]]'''[[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز آل سعود]]'''<br/>[[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]]'''[[عبد الله بن سعود الكبير|عبدالله بن سعود الكبير آل سعود]]'''{{أعدم}}<br/>[[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل بن سعود الكبير آل سعود]]{{قفم}}<br/> [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] [[عثمان بن عبدالرحمن العدواني|عثمان بن عبدالرحمن العدواني]]{{أعدم}}<br/>[[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] [[طامي بن شعيب المتحمي]]{{أعدم}}<br/> [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] [[بخروش بن علاس|بخروش بن علاس الزهراني]]{{أعدم}}<br/>[[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] [[مسعود بن مضيان الظاهري|مسعود بن مضيان الحربي]]{{أعدم}}<br/> [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] الشريف جابر بن جبارة الحسني{{قفم}}<br/> [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] هادي بن قرملة القحطاني{{قفم}}<br/>[[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] غصاب بن شرعان العتيبي{{قفم}}<br/> [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] [[حجيلان بن حمد التميمي]]<br/> [[ملف:Flag of the First Saudi State.svg|border|20px]] محمد بن عبدالمحسن آل علي{{أعدم}}
| قائد2 = {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} '''[[محمد علي باشا]]'''<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} طوسون باشا<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} [[إبراهيم باشا]]<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} [[أحمد بونابرت]]<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} مصطفى بيك<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} [[عابدين بك|عابدين بيك]]<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} محو بيك<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} حسين بيك<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} حسن باشا<br/>{{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} المسيو فاسيير<br/>{{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} إبراهيم آغا{{قفم}}<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} أحمد آغا أبو شنب{{قفم}}<br/>{{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} سليم آغا الخازندار{{قفم}}<br/>{{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} رشوان آغا<br/> {{صورة رمز علم|Flag of Egypt (1793-1844).svg}} آبوش آغا<br/>
| قائد3 =
سطر 70:
===توسع الدولة السعودية بنجد ومحاربة الدولة العثمانية لها عن طريق ولاة العراق والحجاز والشام===
[[ملف:Mamluke.jpg|تصغير|رسم لفارس مملوكي أثناء الحرب السعودية المملوكية ما بين سنتي 1786م-1811م.]]
اختلفت نظرة [[الدولة العثمانية]] إلى [[الدولة السعودية الأولى|الدولة السعودية]] باختلاف المكان الذي تمتد إليه. فنظرت الدولة العثمانية إلى الدولة السعودية ودعوتها، في [[نجد]]، على أنها انتفاضة محلية كعادة القبائل في المنطقة؛ لأن نجداً، في نظر الدولة العثمانية، إقليم بعيد عن مراكزها، الإستراتيجية والاقتصادية والعسكرية، في شبه الجزيرة العربية وخارجها. ومع أن الدولة العثمانية، أحست بأن الدعوة [[سلفية|السلفية]] و[[الدولة السعودية الأولى|الدولة السعودية]]، تحدٍ، ديني وسياسي، لها، إلا أن موقفها تجاهما كان مختلفاً. فحينما امتدتا إلى جبل شمر والأحساء وأصبحت الدولة السعودية تحاذي حدودها مباشرة، رأت الوقوف في وجه هذا التحول، فاتخذت موقفاً معادياً لهما. ورأت أن تستخدم عدة قوى سياسية في ضربهما. حيث أصبح [[العراق العثماني|العراق العثماني]] مركزا لتجمع القوى المعارضة للدولة السعودية، بالإضافة لذلك قامت الدولة العثمانية بتجريد حملة ضد الدولة السعودية بقيادة زعيم المنتفق بالعراق ثويني بن عبدالله، سنة 1201هـ الموافق لسنة 1786م، ومعه حشود كبيرة من قبائل المنتفق وأهل المجرة والزبير وبوادي شمر العراق وغالب وطيء، وقد تقدمت تلك الحملة واحتلت بلدة التنومة عنوة وقتلت الكثير من أهلها، ثم حاصرت بريدة إحدى بلدات القصيم، لكن ثويني بن عبدالله اضطر لرفع الحصار لاحقاً بعد أن سمع بوقوع الاضطرابات جنوب العراق، فقفل عائدا إلى وطنه.<ref>الكامل في تاريخ الأسياح، علي الفهيد</ref><ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص158-ص159، ابن بشر</ref> وقد صعدت هذه الحملة الكبيرة من حدة الموقف بين الدولة السعودية والدولة العثمانية، ولذلك قام إمام الدولة السعودية [[عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالعزيز بن محمد بن سعود]] بإرسال رسالة إلى والي بغداد العثمانية، مصحوبة بنسخة من كتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كتاب التوحيد، وطلب منه أن يجمع علماء بغداد للنظر في الكتاب، والإيمان بما جاء فيه والكف عنهم، إلا أن الوالي استخف بهذه الدعوة، وكان رده سلبياً. وبذلك، عدت أرض العراق دار حرب، في نظر الدولة السعودية.<ref>كتاب الغزوات البيانية والفتوحات الربانية/روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام، ابن غنام</ref>
 
واصل العثمانيون دعمهم للخارجين على النفوذ السعودي، مما تسبب باندلاع الحرب السعودية المملوكية، وردا على هذا الدعم لأعداء الدولة السعودية من قبل ولاة [[العراق العثماني|العراق العثماني]]، أغار [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]] على أرض الروضتين، بين المطلاع و[[سفوان]] سنة 1203هـ الموافق لسنة 1788م في حملة تأديبية، إلا أنها لم توقف أو تحد من موقف العثمانيين في دعم المعارضين للنفوذ السعودي، حيث لجأ إلى العراق [[إمارة_آل_حميد_الأولى|براك بن عبدالمحسن آل حميد]] سنة 1207هـ الموافق لسنة 1792م مما أغضب الدرعية.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، أحداث سنة 1203هـ، ابن بشر</ref>
 
وفي سنة 1205هـ الموافق لسنة 1790م، جهز الشريف [[غالب بن مساعد|غالب بن مساعد]] قائم مكة ووالي الحجاز، حملة ضخمة بإيعاز من الدولة العثمانية كان هدفها ضرب الدولة السعودية الناشئة في نجد وتدمير عاصمتها.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، أحداث سنة 1205هـ، ابن بشر</ref> قام الشريف غالب بتسيير حملته تحت قيادة أخيه الشريف عبدالعزيز بن مساعد، وقوامها عشرة آلاف مقاتل مجهزة بالمدافع. وصلت تلك القوات لمنطقة السر في نجد، وأطبقت الحصار على حصن قصر بسام إلا أنها لم تستطع اقتحامه وظلت على حالها أربعة أشهر. كانت الدولة السعودية في فترة هجوم الشريف تلقي بكامل ثقلها على [[إمارة آل حميد الأولى|دولة آل حميد]] في الشرق، وما إن وصلها الخبر حتى سير الإمام [[عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالعزيز بن محمد]] قواته صوب منطقة السر لفك الحصار عن الحامية السعودية المرابطة بحصن قصر بسام. قامت قوات الدرعية بتعقب قوات الشريف عبدالعزيز بن مساعد وأوقعت فيها خسائر فادحة انسحب على إثرها الشريف عبدالعزيز لقرب بلدة الشعراء في عالية نجد، مما دفع بالشريف غالب للمسير بنفسه ونجدة قواته، فسار من نفس العام وأطبق الحصار على بلدة الشعراء مع أخيه الشريف عبدالعزيز وعجزا عن اقتحامها بعد شهر من حصارها، ومع نقص الزاد وعدم الجدوى من هذا الحصار واقتراب موسم الحج آثر الشريف غالب العودة لمكة فقفل راجعاً للحجاز مع أخيه دون أي نتيجة تذكر. وفي سنة 1210هـ الموافق لسنة 1795م أغار الشريف غالب بن مساعد على أتباع الدولة السعودية في عالية نجد، قرب ماء ماسل، وأحدث فيهم مقتلة عظيمة، وقد شجعه انتصاره على شن حملة جديدة من نفس العام أيضا إلا أنه هزم عند ماء الجمانية بعد أن بعث الإمام عبدالعزيز بن محمد قوات لصده.<ref>نفس المصدر، أحداث 1210هـ</ref>
 
جردت الدولة العثمانية لاحقاً حملة سنة 1211هـ الموافق لسنة 1796م بقيادة ثويني بن عبدالله زعيم المنتفق بالعراق ضد الدولة السعودية لضربها من الشمال والشرق، وقد قصد ثويني بن عبدالله [[الأحساء (محافظة)|الأحساء]] هذه المرة ولم يتوجه نحو الدرعية مباشرة، فنزل الأحساء بحراً، وعجز عن اقتحامها، واضطربت صفوف قواته، فتعقبتها قوات الدرعية، وأخذت في مطاردة فلولها حتى الكويت.<ref>نفس المصدر، أحداث 1211هـ</ref>
سطر 102:
 
لما وجد محمد علي باشا، أن محاولاته للتخلص من تلك المهمة العسيرة، لا تنجح. جند طاقته، وأعد الجيوش، البرية والبحرية.
وفي سنة 1226هـ الموافق لسنة 1811م، قام محمد علي باشا بجمع أمراء المماليك ودبر مكيدة للتخلص منهم جميعاً خوفا من أن يغدروا به حيث فتك بهم بعد أن جمعهم لمأدبة طعام على شرف جيشه، وقد سميت تلك الحادثة ب[[مذبحة القلعة|مذبحة القلعة]] توطد فيها سلطانه وسير بعدها بشهور قليلة حملاته على الدولة السعودية.<ref>عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبدالرحمن الجبرتي</ref>
===الحملة الأولى (1811م - 1813م)===
اتخذ [[محمد علي باشا]] معسكراً بالقرب من [[القاهرة]] لإعداد حملته، وعقد لواءها لنجله طوسون باشا يرافقه فيها كبار قادته، ولما وقعت [[مذبحة القلعة|مذبحة المماليك بالقلعة]]، بدأ محمد علي باشا في حشد المقاتلين والعتاد بشكل كبير وقطع في ذلك ستة أشهر ونيفا إلى أن صارت على أهبة الرحيل، وبلغ عدد رجالها ثمانية آلاف مقاتل منهم ستة آلاف من المشاة وألفان من الفرسان بالإضافة للقوات الغير نظامية من العربان.<ref>تاريخ البلاد العربية السعودية (الدولة السعودية الأولى)، المجلد 3، ص98، أ.د. منير العجلاني عضو المجمع العلمي العربي بدمشق أستاذ تاريخ الحقوق في الجامعة السورية</ref><ref>عجائب الآثار في التراجم والأخبار، عبدالرحمن الجبرتي</ref>
سطر 130:
روى [[عبد الرحمن الجبرتي|عبدالرحمن الجبرتي]] عن مصير عامل الدولة السعودية على المدينة المنورة، مسعود بن مضيان الحربي، وما جرى له عند وصوله [[إسطنبول|للأستانة]] أسيراً، ما نصه: {{اقتباس مضمن|وقعت كائنة لطيف باشا، وذلك أن المذكور مملوك الباشا أهداه له عارف بيك.. فلما حصلت النصرة للعسكر واستولوا على المدينة، وأتوا بمفاتيح زعموا أنها مفاتيح المدينة كان هو المتعين بها للسفر للديار الرومية بالبشارة للدولة، وأرسلوا صحبته مضيان الذي كان متأمراً بالمدينة، ولما وصل إلى دار السلطنة، ووصلت أخباره احتفل أهل الدولة بشأنه احتفالا زائدا، ونزلوا لملاقاته في المركب في مسافة بعيدة، ودخلوا إلى إسلامبول في موكب جليل وأبهة عظيمة إلى الغاية.. وكان يوم دخوله يوما مشهودا، وقتلوا مضيان المذكور في ذلك اليوم، وعلقوه على باب السراية، وعملوا شنانك ومدافع وأفراحا وولائم}}.<ref>عجائب الآثار في التراجم والأخبار، المجلد الرابع، ص287، عبد الرحمن الجبرتي</ref>
====إمام الدولة السعودية يحصن درب مكة المكرمة - المدينة المنورة====
في هذه السنة أيضا حج إمام الدولة السعودية [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] حجته التاسعة والأخيرة وقد بلغه سقوط المدينة المنورة قبل دخول مكة المكرمة فاجتمع عليه أهل الأحساء وعمان ونجد والحجاز وتهامة وغيرهم، والتقى بابنه [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله]] وأمره أن ينزل بمن معه [[وادي فاطمة|وادِي مرّ]] بالقرب من مكة شمالاً لحمايتها ولتكون مكة قاعدة يجتمعون فيها إن انهزموا؛ كما اجتمع بشريف مكة [[غالب بن مساعد|غالب بن مساعد]] مرارا وأهدى إليه هدايا وأعطاه عطايا جزيلة كما أخذ عليه العهد أن لا يخونه أو يغدر به؛ كما كسى الكعبة المشرفة بالديباج والقيلان الأسود والحرير ووضع بمكة بعض الجند المخلصين له ورجع إلى عاصمته الدرعية للتحضير لمعاقبة القبائل التي غدرت به والتي سلمت مواقعها المحصنة بين ينبع والمدينة المنورة كموقع وادي الصفراء الإستراتيجي.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص330-ص331، ابن بشر</ref>
====الشريف غالب بن مساعد يغدر بسعود الكبير ووقوع معركتي الحناكية وتربة====
بعد انقضاء موسم الحج وعودة [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] للدرعية، قام الشريف [[غالب بن مساعد]] بمراسلة قوات محمد علي باشا عارضا عليهم تسليم [[جدة]] و[[مكة]] دون قتال؛<ref>عجائب الآثار في التراجم والأخبار، المجلد الرابع، أحداث شهر صفر سنة 1228هـ، عبد الرحمن الجبرتي/عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص331-ص332، ابن بشر</ref> عندها وقع [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|بعبدالله]] ابن الإمام [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] ما أوحشه من الشريف غالب وأحس بغدر الأخير، فاستظهر جنوده المخلصين له بمكة وعجلوا بالخروج منها؛<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص331، ابن بشر</ref> عندها قام الإمام [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير]] بتجريد حملتين الأولى بقيادة ابنه [[فيصل بن سعود الكبير]] لنجدة المرابطين ناحية مكة الذين أخذوا يناوشون ويتنقلون بين الطائف وعبيلاء ورنية واستقروا بتربة؛<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ابن بشر/عصر محمد علي، ص130، عبد الرحمن الرافعي</ref> والثانية خرج هو على رأسها من عشرين ألفا في آخر ربيع سنة 1228هـ/1813م<ref>من وثائق شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث، [[عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم]]/عصر محمد علي، ص131، عبد الرحمن الرافعي</ref> قاصدا جهة المدينة المنورة لمعاقبة القبائل التي غدرت به وأيضا لمحاولة قطع الطريق بين المدينة المنورة والإمدادات القادمة من جهة مصر؛ فنزل [[الحناكية]] شرق المدينة المنورة وهزم حامية طوسون باشا فيها واستردها؛ وسار منها حتى بلغ [[جبل أحد]] فأغارت عليه خيالة العثمانيين وحاولوا استدراجه لأسوار المدينة فتركهم وأخذ يهاجم القبائل التي غدرت به حتى بلغ الصفراء فأحرق نخيلها؛ ثم سار على الحرة ونزل على أهل بلدة السوارقية فهزمهم وأحرق نخيلهم.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص332-ص333، ابن بشر</ref> في تلك الأثناء وفي شهر شعبان اجتمع طوسون باشا ومصطفى بيك مع الشريف غالب في مكة بعد أن سلم الأخير لهم جدة ومكة دون قتال؛ وبعد أن وصلت السفن العثمانية [[جدة]] الساحلية من جهة مصر محملة بالإمدادات الكبيرة؛ سار مصطفى بيك قاصدا تربة شرق مكة؛ البلدة المحصنة التي لجأ إليها أهل نجد بعد خروجهم من مكة والتي خرج [[فيصل بن سعود الكبير]] لنجدة من فيها؛ فحاصرها مصطفى بيك لثلاثة أيام وأخذ في ضربها بالمدافع حتى أقبل مدد من أهل بيشة وغيرهم لفك الحصار؛ فناوشوا قواته حتى أوقعوها في أحد الكمائن وكسروها؛ ففر مصطفى بيك للطائف ومن ثم لمكة واحتمى بها مع الشريف غالب وطوسون باشا. أرسل طوسون باشا إلى والده لاحقاً، يخبره بأمر هزيمة قواتهم في تربة، وأنه يجهل مصير الحامية في الحناكية، ورئيسها عثمان الكاشف، لسيطرة [[سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|سعود الكبير بن عبدالعزيز]] على الطرق الموصلة لها، وأنه خشي أن تنكث العربان عهودها، وتنقلب عليه. وألح على والده في سرعة إرسال نجدة إليه، و لذا قرر [[محمد علي باشا]] أن يتولى قيادة الجبهة بنفسه وسار للحجاز سنة 1228هـ/1813م.<ref> وثائق عثمانية، القاهرة__كتاب من وثائق شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث، عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم</ref><ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص334-ص338، ابن بشر</ref>
سطر 168:
تدارك عابدين بيك أثناء انسحابه الأخير أخطائه، وعمل على ترتيب صفوف قواته؛ إذ قام ببناء حصن في ناصرة بلحارث على الدرب الواصل ما بين بلدات [[قبيلة زهران|زهران]] و[[الطائف]] لتكون قاعدة لمضايقة القوات المرابطة مع [[بخروش بن علاس|بخروش]] و[[طامي بن شعيب المتحمي|طامي]] جنوباً. أدرك ب[[بخروش بن علاس|خروش]] الخطر الكبير من وجود ذلك الحصن القريب من مقره، فزحف نحو ناصرة بلحارث لتدميره في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة 1229هـ/ديسمبر 1814م. عند الليل، تقدمت قواته إلى الحصن وانقسمت إلى فرق صغيرة وتسلقت الأسوار، مما وفر الوقت لمرور فرقه الرئيسية متجاوزة كافة الدفاعات والمتاريس لبوابة الحصن. سقط الحصن سريعاً، وقضي على معظم أفراد الحامية لاحقاً داخل جنبات الحصن، بعد أن تم إحراق وتهديم أجزاء كبيرة منه.<ref>[https://books.google.com.sa/books?id=sDZAAAAAYAAJ&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false صفحة 394 من كتاب Notes on the Bedouins and Wahábys ]</ref><ref>بخروش بن علاس الثائر على غزو الأتراك، محمد بن زياد</ref>
====استنفار في تربة====
وفي تربة، البلدة المحصنة شرقي [[الطائف]]، استنفر [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل بن سعود الكبير]] القبائل الموالية للدولة السعودية، وكان ذلك بعد أن ولاه [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود الكبير]] قيادة الجبهة. لاحقاً، خرج [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل بن سعود الكبير]] بمن معه من تربة وعددهم حوالي العشرة آلاف مقاتل إلى ماء غزايل، لملاقاة قبائل المنطقة التي استجابت إلى ندائه، ووفدت إليه للوقوف إلى جانبه في معركة فاصلة. قدر بركهارت المرافق لحملة محمد علي باشا القوات التي اجتمعت ل[[فيصل بن سعود الكبير|فيصل بن سعود الكبير]] بحوالي الخمسة وعشرين ألفاً، في حين روى ابن بشر المؤرخ النجدي المعاصر لسقوط [[الدولة السعودية الأولى|الدولة السعودية]] أحداث نزول [[فيصل بن سعود الكبير]] تربة قائلاً: {{اقتباس مضمن|نزل بلد تربة واستنفر الرعايا من المسلمين الحجازية، فقدم [[طامي بن شعيب المتحمي|طامي بن شعيب]] في عسير وألمع ومن دونهم من [[قبيلة زهران|زهران]] ورؤسائهم، و[[غامد]] وغيرهم نحو عشرين ألفاً. فلما أقبلوا على تربة أرسلوا إلى فيصل وأخبروه بقدومهم، فقدم فيصل من تربة ومعه نحو عشرة آلاف مقاتل، فاجتمعت تلك الجموع كلها في غزايل وهو بئر كبير واسع غزير الماء قرب بلد تربة}}.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ابن بشر</ref>
 
أيقن [[محمد علي باشا]] بعد انقضاء موسم الحج لسنة 1229هـ وما وصله فيه من إمدادات أن قواته جاهزة لمعركة قد تحدد مصير حملته في شبه الجزيرة العربية. ولبث الحماسة في جنوده، أعلن أنه سيخرج على رأس قواته. وقد تحدد هدف الهجوم بلدة تربة المحصنة. وكان من المقرر أن يكون هذا الهجوم هو الأعنف عليها بعد أن ظلت عصية لعام كامل. كان بحوزة هذا الجيش الكثير من سلاح المدفعية الذي قيل أنه سيهدم أسوار تربة في أيام بالإضافة إلى الكثير من [[فأس|الفؤوس]] لقطع أشجار النخيل التي تحمي بلدة تربة. روى بركهارت المرافق للحملة أيضا أن محمد علي باشا قد جلب [[بطيخ أحمر|بذور البطيخ]] من أحد الأودية لتبذر مكان هذه القرية بعد مساواتها بالأرض، وقد أشاع هذا بين الناس في مكة إلا أن كل هذه التحضيرات لم تطمئن الجنود إذ أدركوا مدى الصعوبة والقسوة التي ستكون على أسوار تربة المنيعة.<ref>[https://books.google.com.sa/books?id=sDZAAAAAYAAJ&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false صفحة 392 من كتاب Notes on the Bedouins and Wahábys]</ref>
سطر 174:
وصف بركهارت رد فعل القوات المرابطة مع [[فيصل بن سعود الكبير]] عن حشد محمد علي باشا قواته لملاقاتهم، ما نصه: {{اقتباس مضمن|ضحك العدو عندما قيل إن محمد علي يعتبر أخذ تربة أمراً مؤكداً؛ وحول هذا الوقت استلم الباشا من [[بخروش بن علاس|بخروش]] رسالة مكتوبة بأسلوب منطوي على السخرية والاحتقار. لقد أخبره فيها أن لديه بالفعل براهين كافية عما يستطيع الوهابيون أن يفعلوه، وأنه إذا عزم على حربهم فينبغي أن يأتي بجنود أفضل من أولئك الذين يقودهم الآن، لكن الخطة الأكثر حكمة له هي أن يعود إلى مصر من حيث جاء ويغمس نفسه في ماء النيل العذب. وقد كفر بخروش لاحقاً عن إهانته هذه لكرامة الباشا بأن مات ميتة شنيعة}}.<ref>[https://books.google.com.sa/books?id=sDZAAAAAYAAJ&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false صفحة 392-393 من كتاب Notes on the Bedouins and Wahábys]</ref>
====معركة بسل====
وفي الثاني من محرم سنة 1230هـ/15 ديسمبر 1814م، غادر [[أحمد بونابرت]] في عشرين ألفاً من المقاتلين إلى كُلاخ للانضمام مع قوات حسن باشا، يرافقهم قوات أخرى غير نظامية من العربان، في حين تأخر [[محمد علي باشا]] وعزم على اللحاق بهم على رأس أربعة آلاف مقاتل في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، وذلك بعد أن تناهت إليه الأخبار عن خروج قوات كبيرة من بلدة القنفذة الساحلية لمحاصرة حاميته في جدة. عمل [[طامي بن شعيب المتحمي]] على تضليل [[محمد علي باشا]] عن طريق إصدار الأوامر للحامية المرابطة في [[القنفذة]] بأن تقوم بنصب الخيام بأعداد كبيرة على طول الساحل لصرف انتباه محمد علي باشا عن موقع الهجوم الفعلي وهو بسل؛ إذ استقر رأي [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل بن سعود الكبير]] بعد التشاور مع قادته على المبادرة بالهجوم، رغم أن البعض كانوا يرون أن الأفضل هو البقاء في تربة المحصنة لحماية المؤن، بدلاً من جلبها معهم. تحركت قوات فيصل بن سعود الكبير لاحقاً من غزايل إلى بسل، وسيطروا على قمم الجبال والتلال، وحشدوا أحمالهم، وذخائرهم فيها، وقطعوا المواصلات بين كُلاخ والطائف. روى هارفرد بريدجز أحداث القنفذة وسبب تأخر [[محمد علي باشا]] عن اللحاق ب[[أحمد بونابرت]]، ما نصه: {{اقتباس مضمن|كان الباشا عازماً على اللحاق به في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، ولكن أخباراً وصلت تفيد بأن قوة وهابية كبيرة قد شوهدت بالقرب من ميناء القنفذة، وهي على ما يبدو تتقدم باتجاه جدة. وقد أحدث هذا في البداية ذعراً شديداً}}، إلى أن قال: {{اقتباس مضمن|وصلت إلى الباشا تقارير متنوعة ومختلفة خلال المدة من الرابع والعشرين من ديسمبر إلى السابع من شهر يناير 1815م، وفي هذا اليوم بالضبط خرج الباشا من مكة}}.<ref>[https://archive.org/details/b29348730/page/n5 Persia and A brief history of the Wahauby]</ref><ref>مواد في تاريخ الوهابيين، بركهارت</ref>
 
ذكر ابن بشر عن مسير [[فيصل بن سعود الكبير]] لبسل على رأس جيشه وأحداثها ما نصه: {{اقتباس مضمن|وساروا إلى الروم وهم قد اجتمعوا بعددهم وعدتهم على بسل، فنازلهم المسلمون ووقع بينهم في ذلك اليوم قتال وطراد، وقتل من الروم عدد كثير}}، إلى أن قال: {{اقتباس مضمن|أقبل محمد علي صاحب مصر بعساكر كثيرة مدد لتلك العساكر، ووقع القتال بين الفئتين، فثبت فيصل ومن معه ووقع كسيرة في ناحية جموع المسلمين من جهة زهران وغامد، ثم اتصلت الكسرة في قوم طامي من عسير وغيرهم، واتصلت الكسرة على جموع المسلمين لا يلوي أحد على أحد}}.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ابن بشر</ref>
سطر 252:
وهي في أعلى الدرعية وفيها انهزم أهل الدرعية وابتعدوا عن متاريسهم، وذلك أن أناسا من أهل البلد خرجوا إلى إبراهيم باشا وأخبروه بعورات البلد ومواطن الضعف فيها فجمع إبراهيم باشا قواته مع الخيالة وهاجم بهم على بعض متاريس الدرعية وبروجها حسبما أرشدهم إليه الذين انضموا إليهم من أهل الدرعية. فاقتحم إبراهيم مترس [[عمر بن سعود الكبير|عمر ابن الإمام سعود الكبير]] ومترس [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل ابن الإمام سعود الكبير]] في سمحة وغيرهم فثبت بعضهم واضطر البعض الآخر إلى الانسحاب بالإضافة لسقوط البرج الذي يلي المتراس.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ابن بشر</ref>
* وقعة السلماني:
وذلك أن أهل الدرعية بعد انسحابهم من متاريس سمحة، وانهزامهم أيضاً عن معظم متاريس الدرعية الشمالية والجنوبية، عسكروا في السلماني، ووقع بينهم وبين جنود إبراهيم باشا قتال شديد؛ إذ صدوهم عن أسوار الدرعية. روى ابن بشر عن أحداث انسحابهم من سمحة وبقية المتاريس وتحصنهم بالسلماني واسترداد ما فقدوه، ما نصه: {{اقتباس مضمن|فلما اشتد القتال فيما تقدم وانهزم [[عمر بن سعود الكبير|عمر بن سعود الكبير]] خرجت تلك العساكر من خلف متاريس أهل الدرعية، وحمل الباشا وحمل من معه على [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل]] وإخوانه ومن معهم في سمحة، وجعلت [[المغرب العربي|المغاربة]] والدالتلية على من في جهتهم من المتارس الشمالية والجنوبية فانهزم أهل الدرعية عن متارسهم، واتصلت الهزيمة في المتارس الشمالية والجنوبية وتركوا أكثر المدافع والأثقال. وحصل مقتلة عظيمة بين الروم وأهل الدرعية، فلم يتراجعوا إلا عند السلماني النخل المعروف على شفير الوادي لإبراهيم ابن الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب|محمد بن عبدالوهاب]]، فوقف [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل]] وأخوه سعد وكثير من الأعيان والشجعان فجالدوا الروم جلاد صادق حتى ردوهم على أعقابهم.. ثم جلس أهل مترس في الموضع الذي وقفوا فيه فوضعوا فيه محاجيهم في بطن الوادي وعلى يمنته ويسرته، وبنوها بالحجارة وأحكموها}}.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ابن بشر</ref>
* وقعة شعيب البليدة:
في الجهة الجنوبية من الدرعية حيث نشب فيها قتال بين الجانبين، ثم حصل قتال آخر من بعد الظهر إلى ما بعد العصر حيث حمل جنود إبراهيم باشا على متاريس أهل الدرعية، لكن أهل الدرعية كما نص ابن بشر حملوا عليهم وأخرجوهم منها.<ref>نفس المصدر</ref>
سطر 258:
في الجهة الشمالية من الدرعية حيث حصل فيها وقعة عظيمة حينما حمل جنود إبراهيم باشا على أهل الدرعية في ذلك المكان فثبتوا لهم. ثم إن إبراهيم باشا قصد مع بعض جنوده بلدة [[مركز عرقة|عرقة]] القريبة، والتي كانت تمد الدرعية بالمؤن، فهجم عليها ودمرها.<ref>نفس المصدر</ref>
* وقعة حريق المستودع:
وهو حريق نشب في مستودع أسلحة جيش إبراهيم باشا وقد خسر فيه أعداد كبيرة من قواته ومعداته. روى المؤرخ المصري [[عبد الرحمن الجبرتي |عبدالرحمن الجبرتي]] أحداثها في قوله: {{اقتباس مضمن|واستهل شهر رمضان بيوم الأحد سنة 1233، في منتصفه، وصل نجاب وأخبر أن إبراهيم باشا ركب إلى جهة من نواحي الدرعية لأمر يبتغيه وترك عرضيه، فاغتنم [[الدولة السعودية الأولى|الوهابية]] غيابه، وكبسوا على العرضى على حين غفلة، وقتلوا من العساكر عدة وافرة، وأحرقوا الجبخانة، فعند ذلك قوي الاهتمام، وارتحل جملة من العساكر في دفعات ثلاث براً وبحراً يتلو بعضهم بعضا في شعبان ورمضان}}.<ref>عجائب الآثار في التراجم والأخبار، المجلد الرابع، ص449، عبد الرحمن الجبرتي</ref> نص إبراهيم باشا في رسالة بعثها إلى [[محمد علي باشا]] في تلك الفترة بوقوع معارك كبيرة على أحد أسوار الدرعية لاحقاً مع إمامها [[عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود|عبدالله بن سعود الكبير]] وأتباعه قتل فيها أخواه [[فيصل بن سعود الكبير|فيصل بن سعود الكبير]] وتركي بن سعود الكبير منذ بداية حصار الدرعية حتى تاريخ الرسالة وهو التاسع من رمضان سنة 1233هـ. يُذكر أن [[فيصل بن سعود الكبير]] هو قائد مشاة الدرعية وقائد معركة بسل قبل ثلاث سنوات من حصار الدرعية.<ref>وثائق عثمانية، القاهرة/(من وثائق شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث)، عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم</ref>
* وقعة كتلة:
وهي إحدى المحاولات الكبيرة التي قام بها إبراهيم باشا لاقتحام الدرعية، روى ابن بشر أحداثها وما تلاها في قوله: {{اقتباس مضمن|جرى وقعة في كتلة الشعيب المعروف قبلة البلد حصل فيها مقتلة عظيمة بين الفئتين، وحصل فيها بعد ذلك وقعات عديدة.. شرقي البلد. ثم إن أهل الناحية الشمالية حملوا على قبوس الباشا فوقع عندها قتال شديد وقتلوا عدة قتلى من الروم، فأرادوا أن يجروها فوجدوها مربوطة بسلاسل من الحديد}}.<ref>عنوان المجد في تاريخ نجد، الجزء الأول، ص412، ابن بشر</ref>
سطر 326:
==مفتي الشافعية يفتري على الشيخ محمد بن عبدالوهاب عقب وفاة حفيد الأخير عبدالرحمن بن حسن==
[[ملف:Khadija tomb.jpg|350px|تصغير|يسار|أضرحة [[مقبرة المعلاة]] التي أعيد بناؤها بعد سقوط [[الدولة السعودية الأولى|الدولة السعودية]] سنة 1818م.]]
روى [[أحمد زيني دحلان|أحمد زيني دحلان]] (1815م-1886م) مفتي الشافعية بالحجاز، شديد [[صوفية|التصوف]]، أواخر عهد [[الدولة العثمانية]]، مهاجماً الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب|محمد بن عبدالوهاب]] وأبنائه في قوله: {{اقتباس مضمن|فأظهر العقيدة الزائغة بنجد.. فقام بنصرته وإظهار عقيدته محمد بن سعود، أمير الدرعية، بلاد [[مسيلمة الكذاب]]، فحمل أهلها على متابعة محمد بن عبدالوهاب}}، إلى أن قال: {{اقتباس مضمن|راموا حج بيت الله الحرام وكان ذلك في دولة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد، فأرسلوا يستأذنونه في الحج، وأرسلوا قبل ذلك ثلاثين من علمائهم ظنا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين، ويدخلون عليهم الكذب والمين، وطلبوا الإذن في الحج ولو بمقرر يدفعونه كل عام، وكان أهل الحرمين يسمعون بظهورهم في الشرق وفساد عقائدهم ولم يعرفوا حقيقة ذلك، فأمر مولانا الشريف مسعود أن يناظر علماء الحرمين العلماء الذين أرسلوهم، فناظروهم، فوجدوهم ضحكة ومسخرة، كحمر مستنفرة، فرت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فإذا هي مشتملة على كثير من المكفرات، فبعد أن أقاموا عليهم البرهان والدليل، أمر الشريف مسعود قاضي الشرع أن يكتب حجة بكفرهم الظاهر، ليعلم الأول والآخر، وأمر بسجن أولئك الملاحدة الأنذال، ووضعهم في السلاسل والأغلال}}، إلى أن قال: {{اقتباس مضمن|قال بعض العلماء أن ذلك كفر في المذاهب الأربعة بل هو كفر عند جميع أهل الإسلام، ومن ذلك أنه كان يكره -محمد بن عبدالوهاب- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويتأذى بسماعها، وينهى عن الإتيان بها ليلة الجمعة، وعن الجهر بها على المنائر، ويؤذي من يفعل ذلك، ويعاقبه أشد العقاب، حتى أنه قتل رجلا أعمى كان مؤذنا صالحا ذا صوت حسن نهاه عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنارة بعد الأذان فلم ينته وأتى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقتله فقتل، ثم قال: أن الربابة في بيت الخاطئة يعني الزانية أقل إثما ممن ينادي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنائر، ويلبس على أصحابه وأتباعه بأن ذلك كله محافظة على التوحيد}}، إلى أن قال: {{اقتباس مضمن|والحاصل أنه -محمد بن عبدالوهاب- لبَّس على الأغبياء ببعض الأشياء التي توهمهم بإقامة الدين، وذلك مثل أمره للبوادي بإقامة الصلاة والجماعة ومنعهم من النهب، ومن بعض الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط، وكتأمين الطرق والدعوة إلى التوحيد، فصار الأغبياء الجاهلون يستحسون حاله وحال أتباعه}}. كما قال أيضا: {{اقتباس مضمن|وقد عاش من العمر سنين حتى كاد أن يُعد من المنظرين، فإن ولادته كانت سنة ألف ومائة وإحدى عشرة، ووفاته ألف ومائتين وسبعة، وأرخ بعضهم وفاته بقوله (بهلاك الخبيث)، فعمره اثنان وتسعون سنة، وخلف أولادا أخبث منه، قاموا بنشر دعوته بعده، وأولاده هم: عبدالله وحسن وحسين وعلي، وكان عبدالله القائم بالدعوة بعد أبيه وخلف: سليمان وعبدالرحمن، وكان سليمان متعصبا تعصبا شديدا في أمرهم قتله إبراهيم باشا سنة ثلاث وثلاثين وعبدالرحمن قبض عليه وأرسل إلى مصر فعاش مدة ثم مات بمصر، وأما حسن بن محمد بن عبدالوهاب فخلف: عبدالرحمن، وولي قضاء مكة في بعض السنين التي كانوا يحكمون فيها بمكة وعمر عبدالرحمن هذا حتى قارب المائة ومات قريباً}}.<ref>خلاصة الكلام في بين أمراء البلد الحرام، الجزء الثاني، ص227-ص238، طبعة إسطنبول سنة 2005م، دحلان</ref>
==للاستزادة==
*كتاب (من وثائق شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث)، د.[[عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم]].
سطر 345:
{{شريط بوابات|ألبانيا|مصر|تركيا|السعودية}}
 
[[تصنيف:1811 في آسيا]]
[[تصنيف:1811 في مصر]]
[[تصنيف:الحرب السعودية العثمانية]]
[[تصنيف:العلاقات السعودية التركية]]
السطر 353 ⟵ 355:
[[تصنيف:حروب بسبب الدين]]
[[تصنيف:حملات الدولة العثمانية العسكرية]]
[[تصنيف:1811عقد 1810 في آسيا]]
[[تصنيف:1811عقد 1810 في مصر]]
[[تصنيف:نزاعات في 1811]]
[[تصنيف:نزاعات في عقد 1810]]