الإسلام: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏الفرق الدينية: تدقيق لغوي
ط ←‏العصر النبوي (610–632): تغيير مكان صورة
سطر 308:
[[ملف:Cave Hira.jpg|تصغير|غار حراء، حيث يؤمن المسلمون أن الوحي الإلهي نزل على محمد هناك.]]
نشأ الدين الإسلامي على يد [[محمد|محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب]] من [[بنو هاشم|بني هاشم]]، أحد فروع قبيلة [[قريش]] العربية العريقة. كان محمد، وفقًا للمصادر الإسلامية، [[حنيفية|حنيفيًا]] قبل الإسلام يعبد الله على ملة [[إبراهيم]] ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية.<ref>فلسفة السيرة/ الرسول والوحي/ د/ محمد المسير/ مكتبة دار التراث. صـ(30-33)</ref> وكان يذهب إلى [[غار حراء]] في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيأخذ معه السويق والماء فيقيم فيه شهر [[رمضان]]،<ref>الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركي. دار المؤيد ص:65</ref> وكان يختلي فيه ويقضي وقته في التفكر والتأمل. يؤمن المسلمون أن الوحي نزل لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، حيث جاءه الملاك [[جبريل]]، فقال: "اقرأ"، قال: "ما أنا بقارئ" - أي لا أعرف القراءة، قال: "فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني" فقال: "اقرأ"، قلت: "ما أنا بقارئ"، قال : "فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني" فقال: "اقرأ"، فقلت: "ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة، ثـم أرسلني"، فقال: {{قرآن مصور|العلق|1|2|3|4|5}}، فأدرك محمد أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات، ورجع بها يرجف فؤاده، فدخل على زوجته [[خديجة بنت خويلد]]، فقال: "زَمِّلُونى زملوني"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم أخبر زوجته بما حصل معه، فانطلقت به إلى ابن عمها [[ورقة بن نوفل]] وكان حبرًا [[مسيحية|مسيحيًا]] يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من [[إنجيل|الإنجيل]] [[اللغة العبرية|بالعبرانية]]، وكان شيخًا كبيرًا فأخبره خبر ما رأى، فقال له ورقة: "هذا الناموس الذي أنزله الله على [[موسى]]". ويؤمن المسلمون أن جبريل آتى محمدًا مرة أخرى جالسًا على كرسي بين ال[[سماء]] والأرض، ففر منه رعبًا حتى هوى إلى الأرض، فذهب إلى زوجه خديجة فقال: "دثروني، دثروني، وصبوا علي ماءً باردًا"، فنزلت سورة المدثر: {{قرآن مصور|المدثر|1|2|3|4|5}}، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحي ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرين عاماً حتى وفاته.<ref name="الفصول">[http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alfsolseert.zip الفصول في اختصار سيرة الرسول] لأبو الفداء [[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن كثير]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160906090759/http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alfsolseert.zip |date=06 سبتمبر 2016}}</ref> أعلن محمد رسالته إلى أسرته سرًا، فكان ممن سبق إلى الإسلام زوجته خديجة بنت خويلد، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصديقه المقرّب أبو بكر، وأخذ محمد يدعو إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة إله واحد لا شريك له والإيمان بالآخرة، ولكنه ما كاد يجهر بالدعوة حتى سخرت منه قبيلته [[قريش]]، وآذته أشد الإيذاء، وعذّبت أتباعه من المستضعفين، فأخبرهم محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى [[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]، فخرج قرابة 80 منهم وضموا [[عثمان بن عفان]] ومعه زوجته [[رقية بنت محمد]]، و[[حاطب بن أبي بلتعة|حاطب بن أبي بلتعة اللخمي]] و[[جعفر بن أبي طالب]].<ref name="Alford Welch">Alford Welch, Muhammad, Encyclopedia of Islam</ref> فأمّن [[نجاشي]] [[إثيوبيا|الحبشة]] "[[أصحمة النجاشي|أصحمة بن أبحر النجاشي]]" المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء [[القرن الأفريقي|القرن الإفريقي]] عاملاً على نشر الدين الإسلامي هناك.
[[ملف:Bilal.jpg|تصغير|يمين|رسم فارسي ل[[بلال بن رباح]] وهو يؤذن على سطح الكعبة بعد دخول المسلمين لمكة.]]
[[ملف:Uhud mountain.jpg|تصغير|جانب من [[جبل أحد]] من فوق [[جبل الرماة]].|يسار]]
وزاد في حرج موقف النبي محمد وأتباعه في مكة وفاة عمّه أبي طالب ووفاة زوجته خديجة، فخسر بفقدهما مساعدين قويين، وهكذا اشتد اضطهاد قريش للمسلمين من أتباع محمد، الذين كانوا يتحملون الاضطهاد صابرين، عندئذ لم يجد النبي بدًا من أن يأمر المسلمين بالهجرة سرًا من [[مكة]] إلى مدينة [[يثرب]]، وكان نحوٌ من سبعين رجلاً من أهلها قد آمنوا برسالته في إحدى زياراتهم لمكة.<ref>Watt (1974) p. 83</ref> وما لبث محمد أن لحق بأتباعه إلى يثرب يرافقه أبو بكر، وعندما وصلها قابله أهلها بتحية النبوّة وسُميت "[[المدينة المنورة]]". وأخذ عدد المسلمين يتكاثر شيءًا فشيئًا، إلى أن استطاعوا أن يواجهوا أهل مكة في ساحات المعارك، فكانت [[غزوة بدر]] بتاريخ [[17 مارس]] سنة [[624]]م، الموافق في [[17 رمضان]] سنة [[2 هـ|اثنتين للهجرة]]. وانتصر جيش المسلمين وقُتِل من المكيين حوالي 70 قتيلا منهم [[أبو جهل|أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي القرشي]] سيد قبيلة [[قريش]]، في حين قتل من المسلمين ما لا يتجاوز أربعة عشر شخصًا. ذلك بالرغم من التفوق العددي لجيش مكة.<ref>Glubb (2002), pp. 179–186.</ref> كما تم أسر 70 فردًا من قوات جيش مكة، وأُطلق سراح الكثير منهم لاحقًا مقابل فدية.<ref>Watt (1961), p. 123.</ref><ref>Rodinson (2002), pp. 168–9.</ref> وقد أثارت الهزيمة أهل مكة فجمعوا جموعهم في العام التالي، والتقوا بالمسلمين عند [[جبل أحد]] وكرّوا عليهم وهزموهم. قُتل عدد كبير من المسلمين في [[غزوة أحد|هذه المعركة]] من ضمنهم [[حمزة بن عبد المطلب]] عم محمد الذي يلقبه المسلمون السنّة "سيد الشهداء".<ref>Watt (1974) p. 137</ref><ref>David Cook(2007), p.24</ref><ref>سيرة ابن هشام</ref> وبعد معركة أحد أقدم أبو سفيان على حشد جيش كبير، وتوجه به نحو المدينة المنورة قاصدًا احتلالها. أعد محمد كذلك جيشًا كبيرًا لمواجهة الغزو، واستخدم أسلوبًا جديدًا لم يكن معروفًا في شبه جزيرة العرب في ذلك الحين، حيث أخذ بمشورة [[سلمان الفارسي]] وقام بحفر خندق حول المدينة وأضرم فيه النيران. حينما وصل تحالف العرب إلى المدينة يوم [[31 مارس]] سنة [[627]]م فوجئوا بالخندق فقرروا محاصرة المدينة. استمر الحصار لمدة أسبوعين،<ref>Watt (1956), p. 36, 37</ref> بعدها قرر المحاصرون العودة إلى ديارهم.<ref>انظر المراجع:
* Rodinson (2002), pp. 209–211;
* Watt (1964) p. 169</ref> وفي العام التالي أبرم محمد معاهدة سلام مع المكيين عُرفت ب[[صلح الحديبية]]، واتفقوا أن تسري مفاعيلها طيلة عشر سنوات.<ref name="al- Hudaybiya">Watt, al- Hudaybiya or al-Hudaybiyya Encyclopedia of Islam</ref>
 
[[ملف:Bilal.jpg|تصغير|يمين|رسم فارسي ل[[بلال بن رباح]] وهو يؤذن على سطح الكعبة بعد دخول المسلمين لمكة.]]
توّجه المسلمون إلى [[خيبر]] بعد أن أراحوا بالهم من جهة المكيين، وكانوا ألف وست مئة مقاتل، في مطلع [[ربيع الأول]] من [[7 هـ|العام السابع الهجري]]، وأحاط محمد تحركه بسرية كاملة لمفاجأة [[يهود|اليهود]]. فوصل منطقة تدعى الرجيع تفصل بين خيبر و[[بنو غطفان|غطفان]] وفي الظلام حاصر المسلمون حصون خيبر واتخذوا مواقعهم بين أشجار النخيل. وفي الصباح بدأت المعارك، حتى سقطت آخر حصونهم على يد سرية بقيادة [[علي بن أبي طالب]]. فاتفق معهم محمد على أن يعطوه نصف محصولهم كل عام على أن يبقيهم في أراضيهم.<ref>Lewis (1960), p. 45.</ref><ref>Vaglieri, Khaybar, Encyclopedia of Islam</ref> كما بعث محمد في تلك السنة رسائل إلى العديد من حكام الدول المجاورة، داعيًا إياهم إلى اعتناق الإسلام.<ref name="Alford Welch"/> فأرسل رسله إلى [[هرقل]] إمبراطور [[الإمبراطورية البيزنطية]]، وكسرى شاه فارس، و[[المقوقس]] عامل الروم في [[مصر]]، وبعض البلدان الأخرى.<ref>Lings (1987), p. 260</ref><ref>Khan (1998), pp. 250–251</ref> وفي السنوات التي أعقبت صلح الحديبية، أرسل محمد قواته إلى الشمال فالتقوا مع القوات البيزنطية في [[غزوة مؤتة]]، لكنهم انهزموا بسبب الفارق العددي الكبير.<ref>F. Buhl, Muta, Encyclopedia of Islam</ref> وبعد مضيّ ثماني سنوات على هجرة النبي محمد من مكة، استطاع أن يعود إليها فاتحًا دون قتال،<ref>Watt (1956), p. 66.</ref> وأعلن عفوًا عامًا عن كل أهل مكة، باستثناء عشرة منهم ممن قاموا بنظم الشعر لهجائه،<ref>Rodinson (2002), p. 261.</ref> فسارع أهلها إلى الانضواء تحت لوائه واعتناق الإسلام دينًا، ثم أقدم على تدمير جميع تماثيل الآلهة العربية بداخل الكعبة وحولها.<ref>Harold Wayne Ballard, Donald N. Penny, W. Glenn Jonas (2002), p.163</ref><ref>F. E. Peters (2003), p.240</ref> وأمر [[بلال بن رباح]] الحبشي، أحد الصحابة وأول مؤذن في الإسلام، أن يصعد الكعبة و[[الصلاة في الإسلام|يؤذن بالصلاة]].