المسيحية في سوريا: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.5
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 1:
{{مسيحيون سوريون}}
تشكل '''المسيحية في سوريا''' ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام،<ref name="مولد تلقائيا2" /> وتتراوح نسبة المسيحيين فيها بين 8% إلى 10% من إجمالي عدد السكّان،<ref name="مولد تلقائيا2" /> وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن حوالي نصفهم من [[أرثوذكسية شرقية|الروم الأرثوذكس]]، في حين تُشكّل سائر الطوائف النصف الآخر.<ref>[http://www.parliament.gov.sy/ar/syria.php معلومات عامة عن الجمهورية العربية السورية]، مجلس الشعب السوري، 27 كانون الثاني 2011 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100220092039/http://www.parliament.gov.sy:80/ar/syria.php |date=20 فبراير 2010}}</ref> كانت نسبة المسيحيين في سوريا أواخر العصر العثماني تقارب 25% من مجموع السكان، غير أنها انخفضت إلى حوالي العشر بعد ذلك، ويعود سبب انخفاضها بشكل رئيسي، إلى [[الهجرة المسيحية]]، التي تزايدت منذ تلك المرحلة وكانت نسبتها مرتفعة لدى المسيحيين أكثر من سائر الطوائف.<ref name="news.bbc.co.uk">[http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/4499668.stm BBC News Guide: Christians in the Middle East], last update 15 December 2005. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111011141003/http://news.bbc.co.uk:80/2/hi/middle_east/4499668.stm |date=11 أكتوبر 2011}}</ref>
 
[[سوريا|لسوريا]] أهمية كبيرة في [[تاريخ المسيحية]]، فمدينة [[دمشق]] هي مقر عدد من الكنائس والبطريركيات المسيحية أبرزها [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس]] و[[سريانالكنيسة أرثوذكسالسريانية الأرثوذكسية|بطريركية السريان الأرثوذكس]] و[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|بطريركية الملكيين الكاثوليك]] وغيرهم، وقامت بها الكثير من كنائس الشرق من شرقها إلى غربها. تعتبر مدينة [[حلب]] ثالث مدينة في [[الشرق الأوسط]] بعد [[القاهرة]] و[[بيروت]] من حيث عدد المسيحيين، إلى جانب انتشار عدد كبير من الأماكن المقدسة المسيحية فيها والمهمة في تاريخ المسيحية. تذكر [[إنجيل|الأناجيل]] أن [[يسوع]] قد قام بزيارة مناطق في الجنوب السوري ومن المعلوم أنه في قيصرية فيلبس والتي تدعى اليوم [[بانياس الحولة|بانياس الشام]] قد أعلن أن [[بطرس]] سيكون رأس الرسل،{{شواهد الكتاب المقدس|متى|1/16}} بل إن [[بطرس|القديس بطرس]] نفسه من مواطني بيت صيدا التي تقع شرقي [[بحيرة طبريا|بحيرة طبرية]]، وفي بيت صيدا نفسها اجترح [[يسوع]] واحدة من أبرز [[معجزات المسيح|معجزاته]] وهي السير على الماء بحسب المعتقدات المسيحيَّة.<ref>[http://www.esyria.sy/equnaytra/index.php?p=stories&category=places&filename=201007111855011 بين صيدا حيث سار المسيح على الماء]، موقع القنيطرة، 27 كانون الثاني 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160307070445/http://esyria.sy/equnaytra/index.php?category=places&filename=201007111855011&p=stories |date=07 مارس 2016}}</ref>
 
انتشرت [[مسيحية|المسيحية]] سريعًا في بعض مناطق البلاد وشهدت استقرار عدد من [[التلاميذالرسل السبعون|الرسل السبعين]] الذين عينهم يسوع شخصيًا كأساقفة لبعض مدنها، وكانت [[دمشق]] قاعدة انطلاق [[بولس الطرسوسي]] في رحلاته التبشيرية وهو واحد من رسل المسيحية وكذلك لا تزال آثار [[كنيسة حنانيا]] الأقدم ماثلة لحقبة هامة من التاريخ المسيحي، وتعتبر [[كنيسة أم الزنار]] في [[حمص]] من أقدم كنائس العالم وترقى لفترة مبكرة من [[القرن 1|القرن الأول]]،<ref>[http://www.zunoro.org/zunar_a.php كنيسة أم الزنار]، الموقع الرسمي لكاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار، 27 كانون الثاني 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120119113116/http://www.zunoro.org/zunar_a.php |date=19 يناير 2012}}</ref> وكنائس وأديرة كثيرة منتشرة على امتداد الأرض السورية أما [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] فقد لعبت النصيب البارز في حياة المسيحيين الأولى، وقد خرج من سوريا عدد كبير من [[قديس|القديسين]] إلى جانب كون عدد كبير من [[آباء الكنيسة]].<ref>[http://www.sadad.net/portal/modules.php?name=Forums%26amp%3Bfile%3Dviewtopic%26amp%3Bt%3D1499 الآثار المسيحية في سوريا]، موقع صدد، 27 كانون الثاني 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref><ref>[http://www.antiochair.com/ كنيسة أنطاكية: عقيدة وتاريخ]، موقع الشبكة العربية الأرثوذكسية، 27 كانون الثاني 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130925020553/http://antiochair.com:80/? |date=25 سبتمبر 2013}}</ref> كذلك هناك العديد من المقدسات المسيحية المهمة مثل [[صيدنايا]] و[[معلولا]] و[[صدد]] و[[دير سمعان (توضيح)|دير سمعان]] و[[سرجيلا]] وعشرات القرى التاريخية المسيحية التي كانت مراكز القديسين في عصر المسيحية الأولى.
 
== سوريا الطبيعية والسياسية ==
سطر 61:
وبعد الغزو الإسلامي، وفي عصر الدولة الأموية، أصبحت دمشق عاصمة دولة الخلافة، التي امتدت من سفوج جبال الهملايا في الشرق إلى ساحل المحيط الأطلسي في الغرب، وكانت سورية وفلسطين تخضعان لحكم الخليفة المباشر في دمشق. ثم تحولت سوريا الجغرافية إلى إقليم يتبع [[الدولة العباسية]] بعد انتقال مركز الخلافة إلى [[بغداد]]، وسميت ولاية الشام، نسبة إلى مدينة دمشق، وقسمت إلى ستة أقسام إدارية سميت الأجناد، ومفردها جُند، وهي: جُند فلسطين، وجُند الأُردُن، وجُند دمشق، وجُند حِمص، وجُند قنسرين، وجُند العواصم. مع تراخي قوة الخلافة العباسية، أصبحت سورية الجغرافية أو أجزاء منها إقليماً تابعاً لدويلات مختلفة قصيرة العمر هي الطولونية والأخشيدية والحمدانية، وتلاهم السلاجقة والفاطميين قبل أن تتعرض أجزاء من الشريط الساحلي للحملات الصليبية، ثم أجزاء من الأقسام الداخلية إلى الغزو المغولي، ثم سادت فيها سلطة المماليك قبل أن ينتزعها العثمانيون منهم في عام 1517م.
 
أما كلمة سورية اليوم فتشير إلى [[سوريا|الجمهورية العربية السورية]]، التي أخذت شكلها الحالي في [[الجمهورية السورية الأولى]]، قبل أن يُسلخ لواء الإسكندرونة منها في العام 1939م لصالح تركيا، وتقوم إسرائيل باحتلال هضبة الجولان في عام 1967م.
<gallery>
Asia minor-Shepherd 1923 Syria.jpg|الولايات السلوقية حوالي عام 64 ق.م
سطر 79:
[[ملف:Christian church timeline-ar.svg|تصغير||400بك|خط زمني للفروع الأساسية للكنائس المسيحية بحسب العقيدة.]]
 
المسيحية في سوريا منتشرة بطقسيها [[طقس سرياني شرقي|السرياني]] و[[طقس بيزنطي|البيزنطي]]، إلى جانب مجموعات صغيرة أخرى، وتعتبر البلاد مقر [[بطريرك أنطاكية]] التاريخي، وخرج منها الكثير من [[فلسفة مسيحية|الفلسفات]] و[[ليتورجياشعيرة دينية|النصوص الليتورجية]] والشهداء والقديسين فضلًا عن الملافنة.<ref>[http://marcharbel.lilhayat.com/special/Christian-in-syria.htm المسيحية في سوريا]، مار شربل للحياة، 16 يناير 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201041015/http://marcharbel.lilhayat.com/special/Christian-in-syria.htm |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> مسيحيو سوريا متنوعون طائفيًا فهناك [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|الروم الأرثوذكس]] وهم الأغلبية يليهم [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|السريان الأرثوذكس]] و[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الكاثوليك]] مع وجود جماعات مختلفة من اللاتين والبروتستانت والموارنة والكلدان والآشوريين والسريان الكاثوليك والأرمن، وتحوي حلب وحدها عشر أبرشيات في حين تعتبر دمشق كرسي بطريركي ومقرًا لثلاث كنائس على مستوى العالم هم بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وبطريركية أنطاكية والقدس والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك، وأغلب مسيحيي سوريا على تنوّع مشاربهم يتكلمون العربية، مع بعض الاستثناءات المتعلقة بمنطقة [[معلولا]] مثلًا حيث تستخدم [[لغةاللغة آراميةالآرامية|الآرامية الغربية]] وبعض قرى الجزيرة حيث تستخدم [[لغةاللغة سريانيةالسريانية|السريانية]].
 
=== الأرثوذكسية الشرقية ===
{{مفصلة|أرثوذكسية شرقية|بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|روم أنطاكيون}}
[[ملف:Saint Elijah the Prophet's Cathedral, Aleppo.jpg|يسار|200بك|thumb|كنيسة [[إيليا|مار إلياس]] الأرثوذكسيَّة في [[حي الجديدة|الحي المسيحي]]، [[حلب]].]]
الكنائس [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] هي مجموعة من الكنائس ذات الحكم الذاتي التي تتبع عقائد [[المجامع المسكونية السبعة]]، وتعترف بسلطة أسقف ال[[قسنطينة|قسطنطينة]]. ويعد [[روم أرثوذكس (توضيح)|الروم الأرثوذكس]] الجماعة الأرثوذكسية الشرقية في سوريا، وينتمون إلى [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|بطريركية أنطاكية]] التي يعد مؤسساها بحسب تقليدها الكنسي هما [[بطرس]] و[[بولس الطرسوسي|بولس]]. مقر البطريركية الحالي يقع في [[الكنيسة المريمية]] ب[[دمشق]]، [[سوريا]].<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/14399a.htm " History of Christianity in Syria "], ''Catholic Encyclopedia'' {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171226120812/http://newadvent.org:80/cathen/14399a.htm |date=26 ديسمبر 2017}}</ref> ويتوزع [[روم أنطاكيون|الروم الأنطاكيين]] الأرثوذكس في سوريا على ستة أبرشيات وهي أبرشية [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] و{{فصع}}[[دمشق]] وتوابعهما، وأبرشية [[حلب]] و{{فصع}}[[لواء اسكندرونإسكندرون|اسكندرون]] وتوابعهما، وأبرشية [[بصرى]] و{{فصع}}[[محافظة درعا|حوران]] و{{فصع}}[[جبل حوران|جبل العرب]]، وأبرشية [[اللاذقية]] وتوابعها، وأبرشية [[حمص]] وتوابعها، وأبرشية [[حماة]] وتوابعها. يعيش في تركيا جماعات من [[روم أنطاكيون|الروم الأنطاكيين]] أغلبهم ينتمي إلى [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس]] وكانوا جزءًا من المجتمع السوري حتى [[معاهدة لوزان]] عندما اقتُطع [[لواء إسكندرون|لواء اسكندرون]] السوري ذو الغالبية العربية وضمّ إلى تركيا عام [[1939]] وقدرّت أعدادهم سنة 2008 بحوالي 18,000 نسمة، ويعيش أغلبهم في [[إسطنبول]] و[[أنطاكيا (تركيا)|أنطاكيا]] و[[إسكندرونة]] و[[مرسين]] و[[أضنة]] و[[السويدية (اسكندرون)|السويدية]] و[[القصير (اسكندرون)|القصير]]،<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.bpb.de/publikationen/R1HJSB,2,0,Christen_in_der_islamischen_Welt.html|عنوان=Christen in der islamischen Welt|مؤلف=Bundeszentrale für politische Bildung|تاريخ الوصول=20 April 2016| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190522075522/http://www.bpb.de/publikationen/R1HJSB,2,0,Christen_in_der_islamischen_Welt.html | تاريخ الأرشيف = 22 مايو 2019 }}</ref> ويتحدثون باللغة العربيّة و[[لغةاللغة تركيةالتركية|التركيّة]].
 
ترعى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أكبر طائفة مسيحيَّة في الجمهورية العربية السورية، وقبل الحرب الأهلية السورية بلغ عدد أتباعها حوالي المليون، ولدى الكنيسة ستة [[أبرشية|أبرشيات]] في سوريا، وتمتلك علاقات وثيقة مع [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] التي ساعدتها في إنشاء "دائرة العلاقات المسكونية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس" والتي تساعد الفقراء والمحتاجين بدعم من الجمعية الأرثوذكسية العالمية.
سطر 90:
منذ القرن السابع، وباستثناء فترات قصيرة، فإن أغلب البطاركة الإنطاكيين سكنوا في مدينة [[دمشق]] لا [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] التي فقدت أهميتها وتحولت إلى مدينة ثغور. وينتخب البطاركة من قبل المجمع المقدس، ويتبادلون رسائل التثبيت مع سائر البطاركة من طوائفهم. وفي السابق، كان البطريرك الإنطاكي يحلّ ثالثًا في ترتيب الكرامة بعد [[بابوية كاثوليكية|أسقف روما]] و[[بطريركية القسطنطينية المسكونية|بطريرك القسطنطينية]]، وخلال [[سوريا العثمانية|العهد العثماني]]، كان القانون يلحظ لبطريرك أنطاكية موقع وتشريف رئيس الوزراء، وهو ما استمرّ عليه الحال في سوريا حتى اليوم؛ وقد لعب البطاركة دورًا هامًا في حياة [[الشرق الأوسط]].
 
قدرت دراسة أعداد الروم الأرثوذكس بحوالي المليون في عام [[2010]]، منهم 450,000 في [[محافظة دمشق]] و[[محافظة ريف دمشق|ريفها]]، وحوالي 250,000 في حمص والمناطق المحيطة بها، وحوالي 120,000 في اللاذقية والمناطق المحيطة بها، وحوالي 100,000 في [[طرطوس]] والمناطق المحيطة بها، وحوالي 37,000 في حلب والمناطق المحيطة بها، وحوالي 35,000 في حماة والمناطق المحيطة بها، وحوالي 30,000 في [[محافظة السويداء]] و[[محافظة درعا|درعا]].<ref name="مولد تلقائيا4">[https://www.kas.de/c/document_library/get_file?uuid=2d06e96e-3a30-9ba2-95d7-b0cabb070188&groupId=252038 Christians in Syria: Current Situation and Future Outlook]</ref> أثرت [[الحرب الأهلية السورية]] على المجتمع الأرثوذكسي حيث في عام [[2015]] قدرّت [[بي بي سي]] أعداد أتباع [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|بطريركية أنطاكية الأرثوذكسية]] بحوالي 503 ألف نسمة،<ref name="مولد تلقائيا5">{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.bbc.com/news/world-middle-east-22270455|عنوان=Syria's beleaguered Christians|ناشر=[[بي بي سي نيوز]]|تاريخ=2015-02-25|تاريخ الوصول=2018-11-18| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190512220620/https://www.bbc.com/news/world-middle-east-22270455 | تاريخ أرشيف = 12 مايو 2019 }}</ref> من الناحية الوطنية، ساهم عدد من الأرثوذكس السوريين في تقوية الروح [[قومية عربية|القومية العربية]] وبث الروح في الثقافة العربية و[[النهضة العربية|نهضة العرب]] في أوائل القرن العشرين. كما ظهر عدد كبير من المفكرين المسيحيين الذين دعموا طروح [[قومية عربية|القومية العربية]] أمثال [[ميشيل عفلق]] و[[قسطنطين زريق]] وسواهم.<ref>Geschichtskonstrukt und Konfession im Libanon, Wolf-Hagen von Angern, Logos Verlag Berlin GmbH, 2010</ref>
 
=== الأرثوذكسية المشرقية ===
{{مفصلة|أرثوذكسية مشرقية}}
الكنائس [[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]] هي الكنائس التي لا تعترف إلا بشرعية [[المجامع المسكونية السبعة|المجامع المسكونية]] الثلاث الأولى (نيقية، قسطنطينية الأول، أفسس الأول)، وتعرف برفضها للعقيدة التي أقرها [[مجمع خلقيدونية]] عام [[451]]. وتعرف هذه الكنائس أيضا بالكنائس الشرقية القديمة ولكن يجب التمييز بينها وبين [[أرثوذكسية شرقية|الكنائس الشرقية الأرثوذكسية]]. وتتكون عائلة الكنائس [[الأرثوذكسيةأرثوذكسية المشرقيةمشرقية|الأرثوذكسية المشرقيّة]] من الكنيسة [[كنيسةالكنيسة قبطيةالقبطية أرثوذكسيةالأرثوذكسية|القبطيّة]] و[[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرمنيّة]] و[[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|السريانيّة]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية|الإثيوبية]] ولهذه الكنائس وجود تاريخي في [[بلاد الشام]].
 
==== السريان الأرثوذكس ====
{{مفصلة|سريان سوريا}}
[[ملف:دير مار أفرام السرياني.jpg|200بك|يسار|تصغير|[[دير مار أفرام السرياني (معرة صيدنايا)|دير مار أفرام السرياني]] في معرة [[صيدنايا]] بالقرب من دمشق.]]
[[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]] هي ثاني كبرى الطوائف المسيحية في سوريا، وهي كنيسة [[طقس أنطاكي|أنطاكيّة]] [[أرثوذكسية مشرقية]]، أنشأها ساويرس الأنطاكي في [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] في عام [[518]] م، وقام [[يعقوب البرادعي]] في صياغة هذه البطريركية، بينما وفقاً لتقاليدها تتبع تاريخها إلى [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] بواسطة [[بطرس]] و[[بولس الطرسوسي]] في [[القرن 1|القرن الأول]].<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=Taylor|الأول1=William|عنوان=Narratives of Identity: The Syrian Orthodox Church and the Church of England 1895-1914|تاريخ=2014|ناشر=Cambridge Scholars Publishing|isbn=9781443869461|مسار=https://books.google.com/?id=MDlQBwAAQBAJ&pg=PA67&dq=syrian+orthodox+church+antioch+St.+Peter#v=onepage&q=syrian%20orthodox%20church%20antioch%20St.%20Peter&f=false|لغة=en}}</ref><ref>{{مرجع ويب|مسار=http://sor.cua.edu/Intro/index.html|عنوان=Syriac Orthodox Church - A Brief Overview|موقع=sor.cua.edu|تاريخ الوصول=19 March 2018| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180919200107/http://sor.cua.edu:80/Intro/index.html | تاريخ أرشيف = 19 سبتمبر 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=Gregorios|الأول1=Paulos|عنوان=Introducing the Orthodox Churches|تاريخ=1999|ناشر=ISPCK|isbn=9788172144876|مسار=https://books.google.com/?id=H6z756fq1LMC&pg=PA35&dq=syrian+orthodox+church+antioch+St.+Peter#v=onepage&q=syrian%20orthodox%20church%20antioch%20St.%20Peter&f=false|لغة=en}}</ref> وتستخدم الكنيسة ليتورجيا القديس يعقوب، المرتبطة ب[[يعقوب البار]]، "[[أخوة يسوع|أخ]]" يسوع والبطريرك بين [[مسيحيون يهود|المسيحيين اليهود]] في [[القدس في المسيحية|القدس]].<ref>{{مرجع ويب|عنوان=Saint James apostle, the Lord's brother|مسار=https://www.britannica.com/biography/Saint-James-the-Lords-brother|موقع=Encyclopedia Britannica|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190513134345/https://www.britannica.com/biography/Saint-James-the-Lords-brother | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2019 }}</ref> [[لغات ليتورجية في المسيحية|لغة]] الكنيسة الرسمية هي [[لغةاللغة سريانيةالسريانية|السريانية]] وتستخدم [[كتابةأبجدية سريانية|الكتابة السريانية]] في مخطوطاتها [[مسيحية|الدينية]]. ويقع مقر الكنيسة في كاتدرائية القديس جريس في [[باب توما]] في مدينة دمشق، ويوجد للكنيسة معاهد لاهوتية عدة أهمها [[دير مار أفرام السرياني (معرة صيدنايا)|معهد مار افرام اللاهوتي]] في [[دمشق]] - [[معرة صيدنايا]] الذي دشنه البطريرك مار [[إغناطيوس زكا الأول عيواص]] عام 1996 م، وتقوم هذه المعاهد بإمداد الكنيسة بالخدام والكهنة والرهبان والراهبات.
 
يتواجد السريان الأرثوذكس بشكل ملحوظ في أقصى شمال شرق سوريا في منطقة [[الجزيرة الفراتية|الجزيرة السورية]] خصوصاً في مدينة [[الحسكة (توضيح)|الحسكة]] ومدينة [[القامشلي]] و[[منطقة القامشلي|ريفها]] وكذلك في مدينة [[مالكية|المالكية]] وفي [[رأس العين (توضيح)|رأس العين]] و[[عامودا]]. وقبل الحرب الأهلية كانت مدينة [[القامشلي]] موطن لحوالي 25,000 من السريان الأرثوذكس.<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.faz.net/aktuell/gesellschaft/menschen/islamischer-staat-die-kirche-der-jungfrau-in-qamischli-13282271.html |عنوان=Islamischer Staat: Die Kirche der Jungfrau in Qamischli|مؤلف=Frankfurter Allgemeine Zeitung GmbH|تاريخ=24 November 2014|عمل=FAZ.NET|تاريخ الوصول=24 April 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190324114527/https://www.faz.net/aktuell/gesellschaft/menschen/islamischer-staat-die-kirche-der-jungfrau-in-qamischli-13282271.html | تاريخ أرشيف = 24 مارس 2019 }}</ref> كما ويتواجدون أيضاً في [[حمص]] و[[حلب]] و[[دمشق]]. ويشكلون حوالي ثلث مسيحيي سوريا. ويتميزون إثنيًا ولغويًا عن باقي المسيحيين السوريين فهم يتبعون التراث [[مسيحية سريانية|السرياني]] ولكن الآن يتحدثون العربية بشكل كبير. بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية عن أعدادهم غير أن معظم المصادر قبل الحرب الأهلية السورية تقدرهم بحوالي 40,000 نسمة،<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.aina.org/news/20140428175913.htm|عنوان=Syria’s Assyrians threatened by extremists - Al-Monitor: the Pulse of the Middle East|عمل=Al-Monitor|تاريخ الوصول=24 April 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180925022344/http://www.aina.org:80/news/20140428175913.htm | تاريخ أرشيف = 25 سبتمبر 2018 }}</ref> أو بين 700,000 إلى 800,000،<ref>[http://www.todayszaman.com/newsDetail_getNewsById.action?load=detay&link=140085 Turkey-Syria deal allows Syriacs to cross border for religious holidays], [[زمان (صحيفة)]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160303173653/http://www.todayszaman.com/newsDetail_getNewsById.action?load=detay&link=140085 |date=03 مارس 2016}}</ref><ref>[http://www.ethnologue.com/\/15/show_country.asp?name=SY Languages of Syria], [[إثنولوج|Ethnologue]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121208181327/http://www.ethnologue.com///15/show_country.asp?name=SY |date=08 ديسمبر 2012}}</ref> يضاف إليهم أكثر من 200,000 لاجيء عراقي.<ref>Lisa Söderlindh, [http://ipsnews.net/news.asp?idnews=33109 RIGHTSAssyrians Face Escalating Abuses in "New Iraq"], IPSnews.net {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120212143007/http://ipsnews.net/news.asp?idnews=33109 |date=12 فبراير 2012}}</ref> وضعت الحرب الأهلية السورية في البداية ضغطًا كبيرًا على السريان في سوريا. اعتبارًا من نوفمبر عام [[2014]]، وبسبب احتلال [[تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)]]، بقيت 23 عائلة سريانية وأرمنية فقط في مدينة [[الرقة]]. ويُقال إن الكتابات المسيحية والكتب المقدسة أحرقها مسلحو [[تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)]].<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.christianpost.com/news/23-christian-families-trapped-in-isis-stronghold-raqqa-facing-violence-forced-taxes-129809/|عنوان=23 Christian Families Trapped in ISIS Stronghold Raqqa Facing Violence, Forced Taxes|عمل=Christian Post|تاريخ الوصول=24 April 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190513134408/https://www.christianpost.com/news/23-christian-families-trapped-in-isis-stronghold-raqqa-facing-violence-forced-taxes-129809/ | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2019 }}</ref><ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.fides.org/en/news/36768-ASIA_SYRIA_25_Christian_families_still_in_Raqqa_Obligation_to_pay_a_protection_tax#.VGqsmxwqAhu|عنوان=Agenzia Fides News|ناشر=|تاريخ الوصول=24 April 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190208062002/http://www.fides.org/en/news/36768-ASIA_SYRIA_25_Christian_families_still_in_Raqqa_Obligation_to_pay_a_protection_tax | تاريخ أرشيف = 8 فبراير 2019 }}</ref>
 
==== الأرمن الأرثوذكس ====
{{مفصلة|أرمن سوريا}}
[[ملف:Zarehian Treasury of the Armenian Apostolic Church, Aleppo, 2010.jpg|200بك|يسار|تصغير|مدخل [[كاتدرائية الأربعين شهيد]].]]
غالبية [[أرمن سوريا|الأرمن السوريين]] هم من أتباع [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الكنيسة الرسولية الأرمنيّة]] ويخضعون لسلطة الكرسي الرسولي ل[[قيليقية]] ومركزها في [[أنطلياس]] في [[لبنان]]. ومع ذلك، فإن أبرشية دمشق الأرمنية تتعهد بالولاء للكرسي الرسولي في [[فاغارشابات|إتشميادزين]]. [[أرمن|الأرمن]] بدورهم، رّحلوا قسرًا من بلادهم في [[أرمينيا الغربية]] إلى حلب و[[دير الزور]] على وجه الخصوص خلال [[مذابحالإبادة الأرمنالجماعية للأرمن|فترة الإبادة الجماعية]]، ويوجد تجمعات أرمنية في غالب المدن السورية الكبرى؛ في المرحلة ذاتها استقرّ في الجزيرة آشوريون وافدين من شمال العراق بنتيجة [[مذابح سيفو|المذابح أيضًا]].<ref>[http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/CultureAndMedia/?id=1.0.1500778025 الأرمن في سوريا: ثابتون في المكان]، موقع آكي، 26 كانون الثاني 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170415012928/http://www1.adnkronos.com/AKI/Arabic/CultureAndMedia/?id=1.0.1500778025 |date=15 أبريل 2017}}</ref><ref>[http://www.alarabiya.net/articles/2005/07/18/15030.html الأرمن العرب نجوم متألقة]، العربية نت، 26 كانون الثاني 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201035210/http://www.alarabiya.net/articles/2005/07/18/15030.html |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> يتبع معظم الأرمن [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسيَّة]]، وقدرت أعدادهم قبل [[الحرب الأهلية السورية]] بين سبعين ألف إلى مئة ألف نسمة،<ref>[http://armenianweekly.com/2015/12/09/surviving-aleppo/ Surviving Aleppo: An Interview with Nerses Sarkissian | The Armenian Weekly<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180802223457/https://armenianweekly.com/2015/12/09/surviving-aleppo/ |date=02 أغسطس 2018}}</ref><ref>[http://www.noravank.am/eng/issues/detail.php?ELEMENT_ID=3702 Problems Of The Armenians Of Syria: The Armenian Community Of Damascus<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171010110547/http://www.noravank.am/eng/issues/detail.php?ELEMENT_ID=3702 |date=10 أكتوبر 2017}}</ref><ref name="Arm. Min. Diaspora">{{مرجع ويب|مسار=http://www.armdiasporamuseum.com/227-1-page.html |عنوان=THE VIRTUAL MUSEUM OF ARMENIAN DIASPORA |ناشر=Ministry of [[شتات أرمني|Diaspora]] of the Republic of Armenia |تاريخ= |تاريخ الوصول=2014-02-19| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140226115404/http://www.armdiasporamuseum.com/227-1-page.html | تاريخ أرشيف = 26 فبراير 2014 }}</ref> في حين قدرّت [[بي بي سي]] عام [[2015]] أعداد أتباع [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الكنيسة الرسولية الأرمنيّة]] بين 118,000 نسمة إلى حوالي 160,000 نسمة،<ref name="مولد تلقائيا5" /> ويعيش معظمهم في [[حلب]] و[[كسب]]. وشكل الأرمن في [[حلب]] قوة صناعيَّة وتجاريَّة وعلميَّة مهمة وكان قد انتخب منهم التاجر مانوك قراجيان في مجلس المبعوثان الأول وهو المجلس النيابي في السلطنة العثمانية عام [[1877]] كأحد النواب عن ولاية حلب.
 
كان لدى قريتي [[كسب]] و[[اليعقوبية]] الحدودية السورية أغلبية أرمنية أرثوذكسية قبل الحرب الأهلية.<ref>{{مرجع ويب|الأخير1=Unknown|الأول1=Unknown|عنوان=Wahhabi / Takfiri Cleric Smashes a Statue of the Virgin Mary in town of Yakubiyah|مسار=http://orontes.jimdo.com/2013/10/28/we-won-t-accept-anything-but-wahhabism-in-syria/|موقع=Orontes|ناشر=jimdo.com|تاريخ الوصول=5 June 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180130014006/https://orontes.jimdo.com/2013/10/28/we-won-t-accept-anything-but-wahhabism-in-syria/ | تاريخ أرشيف = 30 يناير 2018 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> وتعرضت كسب للهجوم والنهب من قبل المتمردين السوريين الإسلاميين الذين منحتهم تركيا ممرًا آمنًا عبر الأراضي التركية، رغم أن الجيش السوري طردهم لاحقًا. وتم طرد سكان [[اليعقوبية]] من قبل تنظيم [[جبهة النصرة]].<ref>http://www.globalpost.com/dispatch/news/afp/130208/christian-hamlet-escapes-syria-war-falls-prey-looters</ref><ref>asbarez.com/121079/armenian-homes-in-kessab-looted-occupied/</ref> في عام [[2018]]، قال البروفيسور جون شوب أن السكان الأرمن في سوريا شكلوا حوالي 2% من إجمالي سكان البلاد، مما يجعلهم خامس أكبر مجموعة عرقية في البلاد.<ref name=Shoup>{{citation |last=Shoup|first=John A.|year=2018|chapter=Syria|title=The History of Syria|page=6|publisher=[[ABC-CLIO]]|isbn=1440858357|quote=Syria has several other ethnic groups, the Kurds... they make up an estimated 9 percent...Turkomen comprise around 4-5 percent of the total population. The rest of the ethnic mix of Syria is made of Assyrians (about 4 percent), Armenians (about 2 percent), and Circassians (about 1 percent).}}</ref>
سطر 113:
{{مفصلة|كنيسة المشرق}}
[[ملف:Assyrian priest with manuscript.jpg||200بك|يسار|تصغير|كاهن ل[[كنيسة المشرق]] في منطقة الخابور بسوريا من عام [[1939]].]]
[[كنيسة المشرق]]، كما عرفت بعدة أسماء مثل ''كنيسة فارس'' و''الكنيسة النسطورية'' (ويقال لأتباعها [[كنيسة المشرق|نساطرة]]) هي كنيسة [[مسيحية]] وجزء تاريخي من تقليد [[مسيحية سريانية|المسيحية السريانية]] ضمن [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]]. تستعمل تسمية كنيسة المشرق في وصف تاريخ الكنائس السريانية الشرقية التي ورثت عنها تقليدها الكنسي المميز لها، وتشمل هذه الكنائس حاليا بحسب هذا التعريف كل من [[كنيسة المشرق الآشورية]] و[[كنيسة المشرق القديمة]] و[[الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية]] في [[الشرق الأوسط]] بالإضافة إلى مجموعة من الكنائس في الهند أبرزها [[كنيسة السريان الملبار الكاثوليك]]. عقائديا، يستعمل مصطلح كنيسة المشرق في وصف الكنائس الشرقية المستقلة التي استمرت باتباع العقيدة الأنطاكية خلال [[مجمع أفسس]] رافضة بذلك مقرراته وهو الأمر الذي أكسبها خطأ وصف "النسطورية"، فهي بهذا التعريف تنحصر على كنيسة المشرق القديمة وكنيسة المشرق الآشورية. وتركت الكنيسة إرثاً ًًأدبياً كبيراً مقارنة بحجمها الحالي وارتبطت بها العديد من المدارس اللاهوتية والفلسفية أبرزها [[مدرسة الرها]] و[[مدرسة نصيبين]] و[[مدرسة جنديسابور]] ونشطت تحت كنفها مجموعة كبيرة من اللاهوتيين [[أفراهاط|كأفراهاط]] و[[نرساي]].
 
بنهاية الحرب العالمية الأولى أضحى معظم الآشوريين والكلدان نازحين بالعراق بينما نزح ما تبقى من السريان إلى سوريا ولبنان. وخلال العشرينات التحق العديد من آشوريي حكاري بالواء العسكري الذي أنشأه البريطانيون في العراق، وكثرت المشاحنات بينهم وبين الجيش العراقي المنشأ حديثا والذي أعتمد على ضباط خدموا في الجيش العثماني ما أدى إلى أنعدام الثقة بين الطرفين. وبعد استقلال العراق سنة 1933 سرت إشاعات أن الآشوريين الذين استوطنوا في السهل الواقع بين [[دهوك]] وسهل نينوى يسعون للانفصال من العراق فنفي بطريرك كنيسة المشرق الآشورية إلى [[قبرص]] وقام [[بكر صدقي]] أحد الضباط بالجيش العراقي بالتعاون مع عشائر كردية بالهجوم على تلك المناطق وتدمير القرى الآشورية فيها وكان أهمها في [[7 أغسطس|7 آب]] [[1933]] عندما هوجمت بلدة [[سميل]] وقتل حوالي 3,000 من سكانها في الحدث الذي عرف ب[[مذبحة سميل|مجزرة سميل]].<ref>International Journal of Middle East Studies، "The Assyrian Affair of 1933", by Khaldun S. Husry, 1974</ref> أدت هذه المجازة إلى نزوح ثلث سكان [[سهل نينوى]] الآشوريين إلى شمال شرق سوريا حيث أسسوا 35 قرية على [[نهرالخابور الخابور(توضيح)|ضفاف الخابور]] قرب الحدود مع تركيا.<ref>"Modern Aramaic Dictionary & Phrasebook" By Nicholas Awde. Page 11.</ref> وافقت فرنسا على توطين من رغب من [[آشوريون/سريان/كلدان|الآشوريين]] في مناطق مقفرة وغير مأهولة على ضفاف نهر [[الخابور (توضيح)|الخابور]] في الجزيرة الفراتية بسوريا ابتداءً من سنة 1934 في 34 قرية. تبعتهم موجات أخرى في الأربعينات والخمسينات من [[القرن 20|القرن العشرين]] استقرت في [[القامشلي]] و[[الحسكة (توضيح)|الحسكة]] و[[حلب]].<ref name=Winkler145>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Winkler|Baum|2010|pp=145}}</ref> يبلغ أعداد أتباع كرسي بغداد لكنيسة المشرق القديمة حوالي 50,000 إلى 70,000 ويتوزع أتباعها على مطرانيتين في الموصل وكركوك إلى جانب أبرشيات في سوريا والعراق والولايات المتحدة.<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|FitzGerald|2004|pp=241}}</ref> في حين قدرّت [[بي بي سي]] عام [[2015]] أعداد أتباع [[كنيسة المشرق القديمة]] في سوريا بحوالي 46,000 نسمة،<ref name="مولد تلقائيا5" /> ويتركز معظمهم في [[محافظة الحسكة]] وفي قرى تقع على ضفاف [[خابور (الفرات)|نهر الخابور]].<ref name="minorityrights.org">{{مرجع ويب|عنوان=Syria - Christians, Armenians and Assyrians|مسار=http://minorityrights.org/minorities/christians-armenians-and-assyrians/|موقع=[[Minority Rights Group International]]|تاريخ الوصول=27 October 2016| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190513134411/https://minorityrights.org/minorities/christians-armenians-and-assyrians/ | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2019 }}</ref>
 
=== الكاثوليكية ===
[[ملف:Syriac Orthodox church, Al-Hasakah, Syria.jpg|يسار|200بك|thumb|[[كنيسة يسوع الملك للكلدان الكاثوليك بالحسكة|كنيسة يسوع الملك للكلدان الكاثوليك]] في مدينة [[الحسكة (مدينة)|الحسكة]].]]
الكنيسة الكاثوليكية السوريَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية [[بابوية كاثوليكية|للبابا]] في [[روما]]. وتشير التقديرات الكنسيَّة أن هناك 368,000 كاثوليكي في سوريا أي حوالي 2% من إجمالي السكان، والفرع الكاثوليكي السائد في سوريا هو [[كاثوليكيةالكنائس شرقيةالكاثوليكية الشرقية|الكاثوليكيّة الشرقية]]. الكاثوليك في سوريا هم أعضاء في العديد من الكنائس المختلفة الخاصة بالطقوس أو اللغة، بما في ذلك [[كنيسة الأرمن الكاثوليك|الكنيسة الأرمنيَّة]] و[[الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية|الكلدانية]] و[[الكنيسة السريانية الكاثوليكية|السريانية]] و[[الكنيسة المارونية|المارونية]] و[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الملكانية]] بالإضافة إلى [[الكنيسة اللاتينية]]، وهناك صلاحيات منفصلة لكن متداخلة للمؤمنين من كل كنيسة.
 
وبشكل عام للتقسيم الكاثوليكي، تتعاون الكنائس الكاثوليكية الغربية والكاثوليكية الشرقية مع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة في روما]] وتعترف بالأولوية قداسة [[بابابابوية روماكاثوليكية|البابا]] وبصلاحيته الروحية (وهو يترأس البطريركية الغربية القديمة بصفة كونه أسقف روما). ومن ناحية الطقوس الدينية، تتبع الكنائس الشرقية المرتبطة بروما اللغات والتقاليد الخاصة بها. وعلى صعيد الانتشار الكاثوليكي في سوريا، تعتبر [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]] ثالث أكبر الطوائف المسيحية في سوريا، وأكبر [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية|كنيسة كاثوليكية شرقية]].
 
==== الروم الملكيين الكاثوليك ====
[[ملف:Melkite Greek Catholic Church, Damascus 01.jpg|تصغير|200بك|يسار|[[كاتدرائية سيدة النياح]] للروم الملكيين الكاثوليك في دمشق.]]
[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]] هي [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية|كنيسة كاثوليكية شرقية]] مستقلة مرتبطة في شركة تامة مع [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] في [[روما]] بشخص رئيسها ال[[باباويةبابوية كاثوليكية|بابا]].<ref>[http://www.dailystar.com.lb/News/Lebanon-News/2017/Jun-21/410401-joseph-absi-elected-patriarch-of-the-melkite-greek-catholic-church.ashx Joseph Absi elected patriarch of the Melkite Greek Catholic Church | News , Lebanon News | THE DAILY STAR<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170726054848/http://www.dailystar.com.lb:80/News/Lebanon-News/2017/Jun-21/410401-joseph-absi-elected-patriarch-of-the-melkite-greek-catholic-church.ashx |date=26 يوليو 2017}}</ref><ref>{{مرجع ويب |مسار=http://pgc-lb.org/english/Faith3.shtml |عنوان=Church History |ناشر=Melkite Greek Catholic Patriarchate| مسار أرشيف = http://web.archive.org/web/20120321114135/http://www.pgc-lb.org:80/english/Faith3.shtml | تاريخ أرشيف = 21 مارس 2012 | وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|عنوان=Obituaries: Maximos V: Spiritual leader of a million Christians|الأخير=Joffe|الأول=Lawrence|تاريخ=July 28, 2001|عمل=The Guardian (London)|صفحات=22|تاريخ الوصول=2008-12-31}}</ref> الموطن الأصلي لهذه الكنيسة هو [[الشرق الأوسط]]، وينتشر اليوم قسم من الروم الكاثوليك في بلاد المغترب، شأنهم في ذلك كشأن باقي مسيحيي الشرق. أمّا اللغة الطقسية الليتورجيَّة لهذه الكنيسة فهي [[لغة عربية|اللغة العربية]]. تأسست [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]] عام [[1724]]، نتيجة لانشقاق وذلك عندما أسس المطران سيريل الرابع أخوية دير المخلص قرب [[صيدا]] في لبنان في أواخر القرن السابع عشر. ومنذ عام [[1724]] حتى عام [[1833]] استقلَّ الملكيّون الكاثوليك عن الملكيّين الأرثوذكس استقلالًا كنسيًّا، ولكنهم ظلّوا يؤلّفون في نظر الحكومة العثمانية طائفةً واحد، واضطر سيريل الرابع وبعض الملكيين إلى اللجوء إلى لبنان بينما هاجر آخرون إلى [[مصر]] و[[فلسطين]]. أولئك الذين بقوا تعرضوا للاضطهاد الشديد وذبحوا من قبل العثمانيين في حلب في عام [[1817]].<ref name="مولد تلقائيا6">[http://www.ewtn.org/library/CHISTORY/SYRIAHIS.HTM OVERVIEW OF RELIGIOUS HISTORY OF SYRIA] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20181013220655/http://www.ewtn.org:80/library/CHISTORY/SYRIAHIS.HTM |date=13 أكتوبر 2018}}</ref> وأدت [[حرب الاستقلال اليونانية]] إلى عداء عثماني تجاه الأرثوذكس في عام [[1837]]، ومنذ عام [[1833]] حتى العصور الحالية استقلَّ الرومُ الكاثوليك عن الروم الأرثوذكس استقلالًا سياسيًّا، وتمكّنوا من النموِّ والازدهار.<ref>[http://www.pgc.sy/Articles/50109/%D9%86%D8%B4%D8%A3%D8%A9-%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%91%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%B9%D8%A7%D9%85-1724 كَنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180420013635/http://www.pgc.sy:80/Articles/50109/%D9%86%D8%B4%D8%A3%D8%A9-%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%91%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%B9%D8%A7%D9%85-1724 |date=20 أبريل 2018}}</ref> واتسعت الحركة الملكانية الكاثوليكية سيّما في حلب ودمشق، وقامت إلى جانب الرهبان المرسلين الغربيين رهبانيّتان شرقيّتان تدعوان هما أيضًا إلى الوحدة، وكانتا أكبر دعامة لنشر الايمان الكاثوليكيّ وتنصيب أساقفة كاثوليكيّين مخلصين. وكان لحلب فضل تأسيس الرهبانية الشويرية، كما يعود للدمشقيّين تأسيس الرهبانية المخلّصية.<ref>
{{مرجع ويب|مسار=http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/dqba0.html|عنوان=Ordre Basilien Alépin (Institute of Consecrated Life) [Catholic-Hierarchy]|الأخير=Cheney|الأول=David M.|موقع=www.catholic-hierarchy.org|تاريخ الوصول=2016-07-31| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190512220620/http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/dqba0.html | تاريخ أرشيف = 12 مايو 2019 }} {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref>
 
تضم الكنيسة خمسة أبرشيات تتوزع في [[دمشق]] و[[حلب]] و[[حوران]] و[[حمص]] و[[اللاذقية]]. في عام [[2015]] قدرّت [[بي بي سي]] أعداد أتباع [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]] في سوريا بين 118 ألف إلى 240 ألف نسمة،<ref name="مولد تلقائيا5" /> ويشكلون أكبر تجمع روم كاثوليكي في [[بلاد الشام]].<ref name=autogenerated1>{{مرجع ويب |مسار=http://pgc-lb.org/english/Faith3.shtml |عنوان=Church History |ناشر=Melkite Greek Catholic Patriarchate |وصلة مكسورة=yes |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20070305173504/http://www.pgc-lb.org/english/Faith3.shtml |تاريخ أرشيف=2007-03-05 |df= }}</ref> ويقع مقر الكنيسة في [[كاتدرائية سيدة النياح]] والتي تعرف أيضًا باسم "كنيسة الزيتون" وتعتبر مقر كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في العالم، وتقع في [[باب شرقي (توضيح)|باب شرقي]] بدمشق القديمة. ويتوزع الروم الملكيين الكاثوليك على خمسة أبرشيات أكبرها [[أبرشية دمشق للروم الملكيين الكاثوليك|أبرشية دمشق]] والتي تتبع [[طقس بيزنطي|الطقوس البيزنطية]] وتنقسم إلى 20 [[رعية]]، وفي عام [[2010]] كان يتبعها حوالي 150,000 روم كاثوليكي يقطنون في مدينة [[دمشق]] وضواحيها.<ref>[http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/ddamm.html Melkite Greek Catholic Archeparchy of Damascus] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170715231803/http://www.catholic-hierarchy.org:80/diocese/ddamm.html |date=15 يوليو 2017}}</ref> تليها أبرشية حمص والتي يقدر أتباعها بحوالي 70,000 نسمة،<ref>[http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/dhomm.html Archdiocese of Homs (-Hama-Jabrud) (Melkite Greek)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190328191401/http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/dhomm.html |date=28 مارس 2019}}</ref> وأبرشية حلب التي يتبعها حوالي 18,000 نسمة،<ref>[http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/dalpm.html Archdiocese of Alep [Beroea, Halab] (Melkite Greek)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190328191404/http://www.catholic-hierarchy.org/diocese/dalpm.html |date=28 مارس 2019}}</ref> و[[أبرشية خبب للروم الكاثوليك|أبرشيّةِ بُصرى وحورانَ وجبلِ العرب]] والتي يقدر أتباعها بحوالي 27,000 نسمة،<ref name="مولد تلقائيا4" /> وأبرشية اللاذقية التي يقدر أتباعها بحوالي 15,000 نسمة.<ref>[http://www.gcatholic.org/dioceses/diocese/latt0.htm Greek-Melkite Archdiocese of
Latakia]</ref>
 
سطر 142:
توجد بضعة كنائس كاثوليكية صغيرة في سوريا، ويعد أتباعها أقلية بين المسيحيين السوريين، لكن لها حضور تاريخي مستمر، وهي: [[الكنيسة السريانية الكاثوليكية]]، [[الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية]]، و[[كنيسة الأرمن الكاثوليك]].
 
[[الكنيسة السريانية الكاثوليكية]] هي كنيسة [[مسيحية شرقية|شرقية]]، و[[الكنائس الكاثوليكية الشرقية|كاثوليكية]]، تعتبر الكنيسة أيضًا من دوحة [[طقس سرياني غربي|التراث السرياني]] تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهي جزء من [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] التي تقرّ بسيادة [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وهي جزء من [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية]] منذ عام [[1781]]. وتصل أعداد السريان الكاثوليك إلى حوالي 40,000 نسمة، ويتركزون بشكل رئيسي في [[الجزيرة الفراتية]] وحلب.<ref name="مولد تلقائيا6" /> ويتوزع السريان الكاثوليك في سوريا على مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق وعلى مطرانية السريان الكاثوليك في حمص، إلى جانب أبرشية حلب للسريان الكاثوليك وأبرشية الحسكة ونصيبين للسّريان الكاثوليك.
 
[[الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية]] هي كنيسة [[مسيحية شرقية|شرقية]]، و[[الكنائس الكاثوليكية الشرقية|كاثوليكية]]، تعتبر الكنيسة أيضًا من دوحة [[طقس سرياني شرقي|التراث السرياني]] تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهي جزء من [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] التي تقرّ بسيادة [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وهي جزء من [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية]] منذ عام [[1552]] أو [[1830]]. وتصل أعداد الكلدان الكاثوليك في سوريا إلى حوالي 40,000 نسمة، وهم من الأقليات التي تعرضت إلى الحروب والنفي القسري المتكرر. ويتبع الكلدان السوريين أبرشيّة حلب والجزيرة العليا الكلدانية.<ref name="مولد تلقائيا6" /> أما [[كنيسة الأرمن الكاثوليك|الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية]] هي كنيسة [[مسيحية شرقية|شرقية]]، و[[الكنائس الكاثوليكية الشرقية|كاثوليكية]]، تعتبر الكنيسة أيضًا من دوحة [[طقس أرمني|التراث الأرمني]] تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهي جزء من [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] التي تقرّ بسيادة [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وهي جزء من [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية]] منذ عام [[1742]]. وتصل أعداد الأرمن الكاثوليك في سوريا إلى حوالي 20,000 نسمة، ويتركزون بشكل رئيسي في حلب و[[الجزيرة الفراتية]] و[[اللاذقية]].<ref name="مولد تلقائيا6" />
 
=== البروتستانتية ===
يعود الوجود البروتستانتي في سوريا إلى [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] مع وصول المبشرين البروتستانت للبلاد وتحول عدد من الأرثوذكس السوريين إلى الطوائف البروتستانتية. ويبدأ حضور الكنائس [[بروتستانتية|البروتستانتية]] (الإنجيلية) في [[الشرق الأوسط]] من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] فقط ومن إقامة ممثليات دبلوماسية غربية في القدس. وقد كان استقطبت عدد من المسيحيين الأرثوذكس العرب، كان أول نشاط قام به البروتستانت تأسيس جمعية [[لندن]] اليهودية وجمعية المسيح التبشيرية سنة [[1820]]، بهدف تبشير اليهود. وفقًا لدراسة "المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي" {{للهامش|3}} فإنّ عدد المسلمين السوريين المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 2,000 شخص؛ معظمهم تحول للمذهب الإنجيلي.<ref>{{cite journal|الأخير1=Johnstone|الأول1=Patrick|الأخير2=Miller|الأول2=Duane|العنوان=Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census|journal=Interdisciplinary Journal of Research on Religion|التاريخ=2015|volume=11|الصفحة=16|المسار=https://www.academia.edu/16338087/Believers_in_Christ_from_a_Muslim_Background_A_Global_Census|تاريخ الوصول=28 October 2015}}</ref>
 
== تاريخ المسيحية في سوريا ==
=== الحقبة الرومانية ===
[[ملف:Hanania house Damascus.jpg|يسار|200بك|thumb|[[كنيسة حنانيا|كنيسة القديس حنانيا]] في [[دمشق]]، سوريا، إحدى أقدم الكنائس الباقية حتى اليوم.]]
حسب [[سفر أعمال الرسل]]، فإن [[بولس الطرسوسي|القديس بولس]]، تحوّل إلى المسيحية قرب [[دمشق]]،{{شواهد الكتاب المقدس|أع|9:3}} ومنها انطلق في [[تبشير بالإنجيل|النشاط التبشيري]]، بعد أن تمّت تدليته في سلة من إحدى نوافذ السور، إذ أراد الحاكم إلقاء القبض عليه وقتله.{{شواهد الكتاب المقدس|2كو|11:33}} ويعود انتشار [[مسيحية|المسيحية]] في البلاد منذ قرنها الأول، كما تدلّ التنقيبات والحفريات الأثريّة، والتي تركت آثارًا على اللغة والأدب والفلسفة، وقد أقرّ [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] اعتبار [[بطريرك أنطاكية|أسقف أنطاكية]] من متقدمي العالم المسيحي.<ref>[http://www.coptichistory.org/new_page_1906.htm مدرسة الإسكندرية ومدرسة أنطاكية]، تاريخ الأقباط، 17 يناير 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170703121923/http://www.coptichistory.org/new_page_1906.htm |date=03 يوليو 2017}}</ref><ref>[http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=34&topic=26 مملكة الرها، مملكة مسيحية]، موقع عنكاوا، 17 يناير 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304122227/http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=34&topic=26 |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[http://www.orthodox.net/saints/70apostles.html التلاميذ السبعون (بالإنجليزية)]، كنيسة القديس نيكولا الأرثوذكسية الروسية، 17 يناير 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170627144734/http://orthodox.net/saints/70apostles.html |date=27 يونيو 2017}}</ref><ref>[http://www.franciscan-sy.org/page.php?op=news&id=100&menu=3 رموز مسيحية في سوريا القديمة]، موقع الآباء الفرنسيسكان في سوريا، 17 يناير 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20071227011832/http://www.franciscan-sy.org:80/page.php?op=news&id=100&menu=3 |date=27 ديسمبر 2007}}</ref>
 
بداية، فإنّ [[العهد الجديد]] يذكر صراحة وجود [[عرب]] في [[القدس]] حين حلّ [[الروح القدس]] على [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]]،{{شواهد الكتاب المقدس|أعمال|2/41}} وذكر [[بولس الطرسوسي|القديس بولس]] في [[الرسالة إلى أهل غلاطية|رسالته إلى غلاطية]] أنه أقام في "بلاد العرب" مبشرًا قسطًا من الزمن،{{شواهد الكتاب المقدس|غلاطية|1/17}} وأغلب الظنّ أن "بلاد العرب" التي قصدها هي "الولاية العربية" التي تشمل حاليًا [[الأردن]] و[[حوران]] وسائر جنوب [[سوريا]]، وكانت عاصمتها [[بصرى|بصرى الشام]].<ref>النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، الأب لويس شيخو، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1922، ص.22</ref> فيستنتج إذن، بناءً على العهد الجديد دخول المسيحية الباكر بين العرب، يضاف إلى ذلك ما رواه [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] و[[أبو الفداء]] و[[تقي الدين المقريزي|المقريزي]] و[[ابن خلدون]] و[[المسعودي]] مجتمعين، بأن تلامذة يسوع هم من انتشروا في الجزيرة العربية مبشرين بالدين، ومنهم على وجه الخصوص [[متى]] و[[برثولماوس|برثلماوس]] و[[تداوس]]،<ref>النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.24</ref> وقبلًا كان مؤرخون سريان ويونان قد عدّوا العرب "ضمن الشعوب المتنصرة" ومنهم [[يوسابيوس القيصري|أوسابيوس القيصري]] وأرنوبيوس من [[القرن 3|القرن الثالث]] و[[ثيودوريطس]] من [[القرن 5|القرن الخامس]].<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، سلوى بالحاج صالح، دار الطليعة، بيروت 1998، ص.14</ref><ref>النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.26</ref> ويذكر أيضًا تنصّر قسم كبير من قبيلة [[إمرؤامرؤ القيس|إمرئ القيس]] وهم غالبية سكان الساحل الشرقي؛ وإلى جانب الجزيرة العربية و[[بادية الشام]] فإن [[العراق]] سيّما جنوبه كان دومًا موطنًا للقبائل العربية، جلّ هذه القبائل كانت قد اعتنقت المسيحية ولعل أبرزها وأكثرها شهرة [[مناذرة|المناذرة]] و[[غساسنة|الغساسنة]]. وظهر سلسلة من الملوك [[غساسنة|الغساسنة]] و[[مناذرة|المناذرة]] النصارى وعدد من الشعراء النصارى أمثال [[قس بن ساعدة الإيادي]] و[[طرفة بن العبد]] و[[أمية بن أبي الصلت]] و[[عمرو بن المنذر|عمرو بن هند]] وسواهم.
 
كان سكان [[سوريا]] من أوائل الشعوب التي اعتنقت الديانة المسيحية. حيث اعتنق الآراميون (السوريون القدماء) الديانة المسيحية حيث كانت الآرامية لغة [[يسوع]] كما اعتنقت بعض القبائل العربية التي استوطنت سوريا الديانة المسيحية مثل [[غساسنة|الغساسنة]] في حوران وجنوب سوريا و[[تغلب|بني تغلب]] الذين قطنوا منطقة [[حلب]] ومنطقة [[الجزيرة الفراتية|الجزيرة]] منذ [[الجاهلية (توضيح)|عصر ما قبل الإسلام]] لكن بني تغلب تحول معظمهم إلى الإسلام في القرن العاشر والثاني عشر ميلادي في حين بقي بعض الغساسنة على الدين المسيحي حتى يومنا هذا وكانت عدد من المدن السورية التاريخية في العصور المسيحية الأولى موطن للكنائس ومقار ومراكز مقدسة للحج. تطورت [[لغة آرامية|اللغة الآرامية]] واشتقت منها [[لغة سريانية|اللغة السريانية]] التي باتت لغة سوريا اليومية، وبزغت العلوم والآداب متمثلة بالمدراس والجامعات وأبرزها في [[أورفة|الرها]] و[[نصيبين]] و[[حران (توضيح)|حران]] وغيرهم،<ref>[http://syrian-orthodox.com/article.php?id=42 الفكر السرياني واللغة السريانية - بقلم قداسة البطريرك زكا الأول عيواص، بطريرك أنطاكية]، بطريركية السريان الأرثذوكس، 17 يناير 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180903045743/http://syrian-orthodox.com/article.php?id=42 |date=03 سبتمبر 2018}}</ref><ref>[http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=28 المدارس والمكتبات السريانية من القرن الثالث حتى القرن الثالث عشر]، بوابة تركال، 17 يناير 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111103073610/http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=28 |date=03 نوفمبر 2011}}</ref> وتعد [[سوريا]] منطلق لعدد من الطوائف المسيحية والكنائس الشرقية وموطن للكثير من رجال الدين والرسل والقديسين والرهبان ويوجد على امتداد الأرض السورية في المدن والبلدات وفي اعالي الجبال العشرات من الاديرة والمئات من الكنائس والمقدسات الهامة في التاريخ المسيحي والحضارة الإنسانية.
 
=== الحقبة البيزنطية ===
[[ملف:Bosra basilica di BahiraHPIM3296.JPG|يمين|200بك|thumb|كاتدرائية [[بصرى|بصرى الشام]] عاصمة "الولاية العربية" أيام [[الإمبراطورية الرومانية]] وقد ساس الولاية بنو قضاعة ثم بنو سيلح وأخيرًا بنو غسان، وجميعهم من نصارى العرب.]]
دانت الغالبيَّة العُظمى من أهالي الشَّام قبل الفتح الإسلامي بالمسيحيَّة، وكان هُناك قسمٌ صغير يدينُ [[يهودية|باليهوديَّة]]. وقد انقسم المسيحيين الشوام إلى طوائف مُختلفة، ومن المعروف أنَّ هذا الانقسام حصل مُنذ اختتام أعمال [[مجمع خلقيدونية|مجمع خلقدونية]] سنة [[451]]م، ومُحاولة الأباطرة الروم تطبيق قراراته عبر جميع أنحاء [[الإمبراطورية البيزنطية]] وعلى جميع الأهالي. وكان هذا المجمع قد عُقد للتباحث حول طبيعة [[يسوع|المسيح]] وإقرار مذهب رسمي مُوحَّد للإمبراطوريَّة بعد أن كثُرت الأقوال والمذاهب، واستقرَّ الرأي في النهاية على الإيمان باتحاد الطبيعتين، [[الله الأبالآب|الإلهيَّة]] و[[الله الإبنالابن|البشريَّة]]، في شخص المسيح، اتحادًا غير قابل للانفصام.<ref name="ربَّاط">[http://maaber.50megs.com/issue_february09/spotlights2.htm معابر: المسيحيون في الشرق قبل الإسلام.] بقلم: إدمون ربًّاط {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305022219/http://maaber.50megs.com/issue_february09/spotlights2.htm |date=05 مارس 2016}}</ref> وقد حصلت في الشَّام مُنذُ ذلك الوقت قلاقل دينيَّة اتخذت صفة الثورات الوطنيَّة العنيفة عوض الفتن الطائفيَّة بشكلٍ مُباشرٍ، بِدليل استمرار تحالُف القبائل العربيَّة المسيحيَّة، المُخالِفة للعقيدة الرسميَّة للإمبراطوريَّة، مع بيزنطية. ومن المعروف أنَّ المسيحيين الشوام انقسموا إلى سُريانٍ أو يعاقبة، و[[الطائفة الملكانية|ملكيّون]] أو روم. ويُشيرُ المُؤرخون إلى أنَّ المذهب [[مونوفيزية|اللاخلقدوني المونوفيزيتي]] (اليعقوبي) انتشر بين القبائل العربيَّة مثل [[إياد (قبيلة)|إياد]] و[[ربيعة (قبيلة)|ربيعة]] و[[قضاعة (قبيلة)|قُضاعة]]. أمَّا القائلون بالمذهب الخلقدوني ([[الطائفة الملكانية|الملكيّون]]) فكانوا بِمُعظمهم يعيشون في المُدن التي اصطبغت [[هلنستيةعصر هلنستي|بالثقافة الهلينيَّة]]، مثل أنطاكية و[[سلوقية]] و[[اللاذقية|اللاذقيَّة]] و[[بعلبك]] و[[بيروت]] و[[قيصرية (فلسطين)قيسارية|قيصريَّة]] و[[القدس|بيت المقدس]]. وكانت نسبةٌ عالية من اليعاقبة مُستاءة من الحُكم المركزي،<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|عنوان= تاريخ الخُلفاء الرَّاشدين: الفُتوحات والإنجازات السياسيَّة|إصدار= الأولى|صفحة= 110 - 111|سنة= [[1424 هـ|1424هـ]]ـ - [[2002]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9953181012|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وكان من الطبيعيّ أن تُولِّد تلك الانقسامات اللاهوتيَّة، والاضطهادات الدينيَّة، نفورًا وكراهيَّة وعداء في الشَّام، حيال الروم في بيزنطية، كما كانت عليه الحالة النفسيَّة في [[العراق]] تجاه [[ساسانيون|الساسانيين الفُرس]]، الذين لم يمتنعوا عن اللُجوء إلى العُنف وسفك الدماء لِإخضاع المسيحيين، من نساطرة ويعقوبيين، إلى سياستهم [[زرادشتية|المجوسيَّة]].<ref name="ربَّاط" /> كذلك فقد عانى المسيحيّون الشوام الأمرَّين بعد سيطرة الفُرس على البِلاد، إذ تعاون هؤلاء مع اليهود لاقتحام بيت المقدس بعد ثلاثة شُهورٍ من الحِصار،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Ostrogorsky|1969|p=[http://books.google.com/books?id=Ir7CKnBxRXwC&pg=PA95 95]}}</ref> وفتكوا بما بين 57,000 و66,500 مسيحيّ، وسبوا حوالي 35,000 آخرون بما فيهم بطريرك المدينة زكريَّا،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kaegi|2003|p=[http://books.google.com/books?id=tlNlFZ_7UhoC&pg=PA78 78]}}</ref> كما أُحرقت الكثير من الكنائس بما فيها [[كنيسة القيامة]]، وتمَّ الاستيلاء على عددٍ من الآثار المُقدَّسة بما فيها [[الصليب الحقيقي|صليب الصلبوت]] و[[الحربة المقدسة|الحربة المُقدَّسة]] و[[الاسفنجةالإسفنجة المقدسة|الإسفنجة المُقدَّسة]]، ونُقلت كُلَّها إلى [[المدائن]] عاصمة فارس. وقد ساهم اليهود في مذابح المسيحيين، وقتلوا الكثير منهم، لذا شاع كره اليهود في الشَّام بعد أن استعادها الروم، وقبل أن يفتحها المُسلمون.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kaegi|2003|p=80}}</ref>
 
في [[بلاد الشام]] و[[العراق]] كان الوضع أكثر انفتاحًا، فمن ناحية ساهم المسيحيون العرب في الفتح بشكل فاعل، سواءً ضد الفرس أو ضد البيزنطيين، يمكن أن يذكر في هذا الصدد أبو زيد الطائي المسيحي الذي قاتل الفرس في [[موقعة الجسر|معركة الجسر]] "حميّة للعرب"،<ref name="ReferenceA">المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.151</ref> و[[معركة البويب]] حين قامت فرق من قبيلتي تغلب ونمر بزعامة أنس بن هلال النميري بالقتال إلى جانب المسلمين ضد الفرس،<ref name="ReferenceA"/> وحصل هذا في مواقع أخرى عديدة من فتوح الشام والعراق كفتح [[تكريت]] و[[الجزيرة الفراتية]]، وفي معركة فحل في الأردن حين انسحبت لخم وجذام وغسان من معسكر الروم إلى معسكر المسلمين.<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.152</ref>
يجب أن يستثنى من ذلك [[معركة أليس]] حين تحالفت قبيلة عجل العربية المسيحية وكذلك قبيلة تيم اللات مع الفرس، وأمر [[خالد بن الوليد]] بأن يقتل جميع الأسرى من العرب والعجم، فضربت رقابهم جميعًا بأمره وأجرى الدماء نهرًا؛<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.155</ref> ثم ارتكب مجزرة أخرى عندما قتل [[غساسنة|الغساسنة]] في [[مرج راهط]] يوم [[عيد الفصح (توضيح)|عيد الفصح]] كما ذكر [[البلاذري]]،<ref>تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، فيليب حتي، المطبعة الحديثة، بيروت 1983، ص.9</ref> وتقول سعاد الصالح أنّ [[خالد بن الوليد]] كان متشددًا مع المسيحيين عكس [[أبو عبيدة بن الجراح]] الذي مثل الوسطية والليونة.<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.158</ref> وكما حصل في الجزيرة العربية، كذلك حصل في الشام، هناك من القبائل من اعتنق الإسلام بالكامل، ومنهم من انقسم كبني كلب و[[جبلة بن الأيهم]] ملك الغساسنة الذي اعتنق الإسلام ومعه ثلاثون ألفًا من قبيلته، ورغم ذلك ظلّت المسيحية قويّة لدى بني غسان حتى القرن التاسع أو العاشر. والقسم الثالث من المسيحيين العرب حافظ على دينه ومنهم بنو ثعلبة الذي ذكر عنهم نقاشًا مع [[عمر بن عبد العزيز]] في «كتاب المستطرف» وبنو تغلب كبرى قبائل العرب وبنو تميم من المضر العدنانين.<ref>النصرانية وآدابها، مرجع سابق، ص.126</ref>
 
=== حقبة الخلافة ===
[[ملف:Omayyad mosque.jpg|تصغير|يسار|200بك|[[جامع بني أمية الكبير]] في دمشق، والذي كان متقسمًا بين المسلمين والمسيحيين لتأدية عباداتهم منذ [[الفتح الإسلامي للشام|فتح الشام]]، لكن مع ازدياد أعداد المسلمين قرَّر الوليد تحويله بأكمله إلى مسجد خلال عصر [[الدولة الأموية]].<ref name="الجامع الأموي2">[http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=0&cid=5&cn= المسجد: المسجد الأموي]. موسوعة المساجد في العالم. تاريخ الولوج: 05-04-2012.</ref>]]
بحسب سعاد صالح الاختلاف بين [[الخلافة الأموية|الدولة الأموية]] و[[الخلافة الراشدة|دولة الخلافة الراشدة]] ومن بينها الاختلاف في التعامل مع غير المسلمين، هو اختلاف ينبع من طبيعة الدولتين ذاتهما، فبينما كانت الخلافة الراشدة عاصمتها [[المدينة المنورة]] المغلقة على ذاتها في [[الحجاز]] وتعتمد على "الشورى" في اختيار الخليفة، كانت الدولة الأموية عاصمتها [[دمشق]] المتعددة الطوائف والمذاهب والعرقيات تمامًا كسوريا، وتحولت معها الدولة إلى ملكية وراثية بدلًا من الشورى، كذلك اعتمدت التنظيمات السريانية والبيزنطية التي كانت موجودة سابقًا بما فيها الناحيتين الإدارية والعسكريّة، وكما تقول سعاد صالح "فقد قدّم الأمويون الدنيا على الدين".<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.167</ref> يذكر في هذا الصدد كل من المؤرخ فيليپ حتّي وهنري لامنس وفريد دونر أن زوجة [[معاوية بن أبي سفيان]] ميسون بنت بحدل الكلبية كانت مسيحية،<ref>[http://books.google.it/books?id=qBzRj7OajmEC&pg=PA176&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false Muhammad and the Believers] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180424202810/https://books.google.it/books?id=qBzRj7OajmEC&pg=PA176&redir_esc=y |date=24 أبريل 2018}}</ref><ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.23</ref> وكان طبيب معاوية ووزير ماليته مسيحيًا وشاعر بلاطه كذلك، وسوى ذلك فقد عيّن ابن آثال واليًا على [[حمص]] وهو تعيين منقطع النظير في تاريخ الدول الإسلامية،<ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.15</ref> وقد لقب سكان سوريا معاوية "بالمستنير السمح" كما ذكر الطبري والمسعودي.<ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، مرجع سابق، ص.24</ref>
 
خلال هذه المرحلة، أخذت المسيحية تتحول إلى طابع اجتماعي خاص في القبائل التي ظلّت عليها، يمكن أن ترى بعض أشعار [[الأخطل|الأخطل التغلبي]] في هذا المجال كدليل ساطع، وكذلك قول عبد المسيح بن اسحق الكندي في بداية [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] مفتخرًا بدين قبيلته كندة:<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.168</ref>
{{اقتباس خاص|فليس لنا اليوم فخر نفتخر به، إلا دين النصرانية. الذي هو معرفة الله، ومنه نهتدي إلى العمل الصالح ونعرف الله حق المعرفة، ونتقرب إليه، وهو الباب المؤدي إلى الحياة والنجاة من نار جهنم.}}
 
سمح الأمويون بالاحتفاظ بأغلب الكنائس ولم يمانعوا في ترميمها أو في بناء كنائس جديدة، ورغم أنّ بعض عهود الصلح أيام الراشدين نصّت على منع استحداث كنائس جديدة، إلا أن الأمويين لم يلتزموا بها باستثناء مرحلة [[عمر بن عبد العزيز]] وقد روى [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] أن خالد القسري والي العراق، كان يأمر بنفسه بإنشاء البيع والكنائس، و[[أبو جعفر المنصور]] الخليفة، حذا حذوه عندما شيّد [[بغداد]].<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.170</ref> على صعيد آخر انخرطت أعداد كبيرة من المسيحيين في صفوف الدولة، فكان الوزراء وكتبة الدواوين وأطباء البلاط ومجموعة كبيرة من الشعراء والأدباء من المسيحيين، حتى أن فريقًا من أتباع [[الكنيسة المارونية]] وفريقًا من أتباع [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]] تساجلا حول طرق اتحاد طبيعي يسوع - وهو الخلاف الذي تفجّر في أعقاب [[مجمع خلقيدونية]] عام [[451]] - أمام الخليفة [[معاوية بن أبي سفيان]] طالبين تحكيمه في الموضوع، فأقرّ الخليفة رأي الموارنة ومنحهم كنائس كانت تابعة للأرثوذكس في [[حمص]] و[[حماة]] و[[معرة النعمان]].<ref>[http://www.syriacstudies.com/AFSS/دراسات_سريانية_-_3/Entries/2007/10/10_قيام_الموارنة_ككنيسة_منفصلة_-الدكتور_متي_موسى.html قيام الموارنة ككنيسة منفصلة]، مركز الدراسات والأبحاث السريانية، 3 تشرين الثاني 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> ونملك اليوم، قولًا يوّصف تلك المرحلة نقلًا عن الجاثليق إيشوعهيب الثالث جاثليق بابل وتوابعها [[كنيسة المشرق|لكنيسة المشرق]]:<ref>المسيحية العربية وتطوراتها، مرجع سابق، ص.169</ref>
{{اقتباس خاص|إنهم ليسوا أعداء النصرانية، بل يمتدحون ملتنا، ويوقرون قسيسينا وقديسنا، ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا.}}
ويقول [[هنري لامنس]] أن أكثرية بلاد الشام في ختام العصر الأموي سيّما في القرى والأرياف كانت مسيحية سواءً أكانت سريانية أم عربية.<ref>المارونية في أمسها وغدها، الأباتي بولس نعمان، غوسطا 1997، ص.29</ref> واستمر العباسيّون بهذه السياسة التسامحيّة في عصرهم الأول، وقد جاء في «المنتجب العاني» لمؤلفه أسعد علي أن الخلفاء كانوا يحتلفون بالأعياد المسيحية [[عيد الميلاد|كعيد الميلاد]] وأحد الشعانين حتى في قصر الخليفة، فيضع الخليفة وحاشيته أكللة من زيتون ويرتدون الملابس الفاخرة، وقد بنيت في [[بغداد]] [[كاتدرائية|كاتدرائيتان]] مع تشييد المدينة.<ref>سوريا صنع دولة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.147</ref> ولعلّ أبرز الدلائل والشواهد عن التعايش الديني والعيش المشترك أشعار أبي زيد الطائي والأخطل التغلبي كذلك ما رواه ابن فضل العمري بكتابه «مسالك الأبصار» وما جاء في كتاب «مسالك الممالك» من وصف للحياة بين [[مسلمونمسلم|المسلمين]] و[[مسيحيون|المسيحيين]] في البلاد التي زارها، وقد نقل في كتابه ذاته أنه [[أورفة|الرها]] العباسية وجوارها كان هناك ثلاثمائة دير.<ref>حضارة وادي الفرات، عبد القادر عياش، دار الأهالي، دمشق 1996، ص.408</ref>
 
كان للمسيحيين خاصًة [[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] من [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|يعاقبة]] و[[كنيسة المشرق|نساطرة]] دور مهم في [[ترجمة|الترجمة]] و[[علم|العلوم]] و[[طب|الطب]]،<ref>[http://www.syriacstudies.com/AFSS/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA_%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_-_%D9%A2/Entries/2007/9/25_%D8%AF%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B2_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A_-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2.html دور الحضارة السريانية في تفاعل دور العرب والمسلمين الحضاري ] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118170349/http://www.syriacstudies.com/AFSS/دراسات_سريانية_-_٢/Entries/2007/9/25_دور_المراكز_الثقافية_السريانية_في_تفاعل_العرب_والمسلمين_الحضاري_-الدكتور_حسين_قاسم_العزيز.html |date=18 يناير 2012}}</ref> لقد ترجم [[مسيحيون|المسيحيون]] من اليونانية و[[لغةاللغة سريانيةالسريانية|السريانية]] والفارسية،<ref name="الترجمة">[http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=4990 الترجمة]، الموسوعة العربية، 15 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171114040441/http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=4990 |date=14 نوفمبر 2017}}</ref> واستفادوا من المدارس التي ازدهرت فيها العلوم قبل قيام الدولة العربية خصوصًا مدارس مدن "[[أورفة|الرها]] و[[نصيبين]] و[[مدرسة جنديسابور|جنديسابور]] و[[أنطاكية (مدينة تاريخية)|إنطاكية]] و[[الإسكندرية]]" [[مسيحية|المسيحية]] والتي خرجت هناك فلاسفة وأطبّاء وعلماء ومشرّعون ومؤرّخون وفلكيّون وحوت [[مستشفى]]، مختبر، دار ترجمة، مكتبة ومرصد.<ref>هناك العديد من المدارس والمكتبات السريانية الأخرى انظر [http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=28 المدارس والمكتبات السريانية من القرن الثالث حتى القرن الثالث عشر]، بوابة تركال، 9 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111103073610/http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=28 |date=03 نوفمبر 2011}}</ref>
 
القسم الأكبر من هذا التعايش تبخر خلال عصور الانحطاط، فهدمت الكنائس ومنع أبناء هذه الأديان من ركوب الخيل ومزاولة بعض الأنشطة التجارية والاقتصادية أو الإقامة في دور مرتفعة، كما أنهم قد عوملوا كرعايا من الدرجة الثانية وأخذ السلاطين والولاة يستبدون بهم وكان البدو يقتحمون الكنائس والأديرة لسلبها على ما يذكر المؤرخ ابن بطريق والمسعودي وغيرهما. كانت إحدى نتائج ذلك، هجرة المسيحيين الذين رفضوا اعتناق الإسلام من المدن نحو الجبال، وهكذا أخذ [[الكنيسة المارونية|الموارنة]] بالنزوح من [[سهل الغاب|وادي العاصي]] باتجاه [[لبنان|جبال لبنان]] العصيّة، وكذلك سجلت حركات هجرة مسيحية نحو [[طور عبدين|طور عابدين]] و[[ماردين]] وغيرها من الأماكن المنعزلة.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.165</ref>
 
=== الحقبة الصليبية ===
[[ملف:11-2015-05-08 كنيسة أم الزنار.jpg|تصغير|يمين|200بك|[[كنيسة أم الزنار]] في مدينة [[حمص]].]]
خلال [[القرن الحادي عشر11|القرنين الحادي]] و[[القرن الثاني عشر12|الثاني عشر]]، كانت بلاد الشام تعاني من حروب أهلية بين [[سلاجقةالدولة السلجوقية|الأمراء السلاجقة]]، والانهيار الاقتصادي وفقدان الأمن بين المدن واستقرار قبائل [[تركمان|تركمانية]] و[[كرد|كردية]] في مناطقها الشمالية، وصراعات طائفية بين [[أهل السنة والجماعة|السنة]] و[[الشيعة]] و[[إسماعيلية|الإسماعيلية]] و[[علويون (طائفة)|العلوية]]، وبالمختصر كانت البلاد منهكة، وفي هذه الظروف قدمت [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]] واحتلوا الساحل الشامي، فقوبلوا بعطف المسيحيين ولا مبالاة شيعة الفاطميين والسنة السلجوقيين. لم يتعامل جميع مسيحيي الشرق مع الصليبيين: [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|الكنيسة الملكية في إنطاكية]] والتي كان الأمويون قد سمحوا بعودة بطاركتها وأساقفتها في عهد [[هشام بن عبد الملك]] عام [[742]] بعد شغور دام حوالي قرن وكان مركزها الجديد دمشق، لم تبد أي علاقة مباشرة مع الصليبيين باستثناء مناطق [[صافيتا]] و[[وادي النصارى]] ذات الغالبية من هذه الكنائس على تخوم [[إمارة أنطاكية]] و[[كونتية طرابلس|إمارة طرابلس]]، يذكر أيضًا أن الكنيسة الملكية كانت أولى الكنائس "المستعربة" من ناحية [[لغة مقدسة|اللغة الطقسية]] والثقافة مع حفاظ على شيء من تقليدها اليوناني - الإغريقي؛ [[موارنة|الموارنة]] وقعوا في حرب أهلية أواسط القرن الثاني عشر بين مؤيد للصليبيين سكن الساحل ومعارض لهم سكن الجبال حتى اغتالوا أمير طرابلس عام [[1128]]، ويذكر أن الموارنة قد استفادوا من الحقبة الصليبيبة بتشييد الكنائس بحرية أكبر في أماكن تواجدهم وإدخال قرع الأجراس إيذانًا بالصلاة إذ كان الفاطميون قد منعوا هذه الطقس على المسيحيين.<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مجموعة مؤلفين، المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1998، ص.308</ref> وتبنت البطريركية كالبطريركية الملكية في أنطاكية، اللغة العربية في طقوسها باكرًا، وأعاد البعض ذلك للعهد الأموي ذاته.<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مرجع سابق، ص.267</ref> وهكذا يمكن أن يستخلص أنه مع انقراض المسيحية العربية الصرفة ممثلة بالقبائل، إلا أنه وخلال فترة تتراوح بين خمسة إلى سبعة قرون من التفاعل والتأثير المتبادل مع الحضارة العربية التي جلبها المسلمون وساهم مسيحيون سريانًا وعربًا في بنائها، أخذت كنائس وطوائف مسيحية باعتناق الهوية العربيّة، ممثلة أولاً [[لغةاللغة عربيةالعربية|باللغة العربية]] في [[لغة مقدسة|الطقوس والليتورجيا]] بدرجات متفاوتة وكذلك الحال بالنسبة للمخاطبة اليومية، وكان من بين هذه الكنائس خلال تلك الفترة المبكرة نوعًا ما الملكيون في أنطاكية.<ref>[http://www.bibalex.org/egyptology/Sections/Show.aspx?ID=Okob0eod0/ih 8KcTNJEAA==&CatID=eOsiI0VMi6cJze4umtWZNQ== اللغة القبطية والخط القبطي]، مصريات، 3 تشرين الثاني 2011.</ref>
 
=== الحقبة المملوكية ===
[[ملف:Syria283.jpg|تصغير|200بك||دير السيدة العذراء في [[صيدنايا]].]]
رُغم أنَّ [[الدولة المملوكية|المماليك]] التزموا بِما تقضيه الشريعة الإسلاميَّة، وما أقرَّتهُ [[العهدة العمرية|العهدة العُمريَّة]]، من ترك [[أهل الكتاب]] أحرار في دينهم،<ref>{{مرجع كتاب|الأخير1=Stilt|الأول1=Kristen|عنوان=Islamic Law in Action: Authority, Discretion, and Everyday Experiences in Mamluk Egypt|تاريخ=2011|ناشر=Oxford University Press|isbn=9780199602438|مسار=https://books.google.com/books?id=hVaebZA94d4C&pg=PA14|صفحة=109}}</ref> إلَّا أنَّ العهد المملوكي يُعتبر - إجمالًا - عهدًا بائسًا عند المسيحيين المشرقيين فيما يخص علاقتهم بِالحُكُومة، وخُصوصًا خِلال عهد المماليك البحريَّة، ومردُّ ذلك هو الحُرُوب الصليبيَّة بِالمقام الأوَّل، التي كان من آثارها تردِّي العلاقة بين المُسلمين والمسيحيين، وخُصوصًا مع الطوائف المسيحيَّة التي مالت إلى الصليبيين وتعاونت معهم، ففُقدت الثقة بين الطرفين. كما يظهر أنَّ سلاطين المماليك رغبوا في الظُهور بِمظهر حُماة الدين لِدعم مركزهم في نظر المُسلمين.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[سعيد عبد الفتاح عاشور|عاشور، سعيد عبد الفتَّاح]]|عنوان= المُجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك|إصدار= الأولى|صفحة= 49|سنة= [[1992]]|ناشر= [[دار النهضة العربية (القاهرة)]]|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> وخلال العصر المملوكي تعرض [[المسيحية في بلاد الشام|مسيحيي بلاد الشام]] إلى حملة واسعة من الإضطهادات التي شملت إغلاق وهدم الكنائس والتحويل القسري إلى الإسلام، وهو العصر الذي فيه فقدت سورية الأغلبية المسيحية.<ref name="decline">{{مرجع كتاب |مؤلف=Bat Ye'or |عنوان=The decline of Eastern Christianity under Islam: from Jihad to Dhimmitude: seventh-twentieth century |ناشر=Fairleigh Dickinson University Press |مكان=Madison, NJ |سنة=1996 |صفحات= |isbn=0-8386-3678-0 |oclc= |doi=}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|الأخير=Khanbaghi|الأول=Aptin|عنوان=The fire, the star and the cross: minority religions in medieval and early modern Iran|سنة=2006|ناشر=I.B.Tauris|مسار=https://books.google.com/books?id=7iAbUEaXnfEC&pg=PA87|isbn=9781845110567}}</ref> ولكن لا يُفهم من ذلك أنَّ دور المسيحيين انكفأ تمامًا في هذا العصر، بل شارك المسيحيين في الحياة العامَّة بِالدولة، وكان منهم العُلماء والإداريين وكِبار المُوظفين،<ref>{{مرجع ويب| مؤلف = رزق، يواقيم| مسار أرشيف = http://web.archive.org/web/20170715234049/https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__13-Al-Mamaleek-02-Wad3-Al-Akbat.html|تاريخ أرشيف= [[16 يوليو|16 تمُّوز (يوليو)]] [[2017]]م| مسار = https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__13-Al-Mamaleek-02-Wad3-Al-Akbat.html| عنوان = الأقباط في عصر السلاطين المماليك 1250م – 1587: وضع الأقباط| موقع = موقع الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس| مكان = [[الإسكندرية|الإسكندريَّة]] - [[مصر]]| تاريخ الوصول = [[16 يوليو|16 تمُّوز (يوليو)]] [[2017]]م}}</ref> وشكَّلت الدولة المملوكيَّة موطن الكثير من الطوائف المسيحيَّة، كان في مُقدمتها: [[أقباط|الأقباط]] و[[كنيسةروم الرومأرثوذكس الأرثوذكس(توضيح)|الروم]] و[[كنيسةالكنيسة السريانالسريانية الأرثوذكسالأرثوذكسية|السُريان]] و[[موارنة|الموارنة]] و[[نسطورية|النساطرة]]، إضافةً إلى طوائف مسيحيَّة واردة من الخارج مثل [[الكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية|الكرجيُّون]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية|الأحباش]] و[[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرمن]] و[[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|اللاتين]]، واختارت هذه الأقليَّات الإقامة في المُدن التجاريَّة والثُغُور، وكان لِكُلِّ جاليةٍ منها قُنصلٌ يُشرفُ على شُؤونها ومصالحها.<ref>{{مرجع كتاب|مؤلف1= [[سعيد عبد الفتاح عاشور|عاشور، سعيد عبد الفتَّاح]]|عنوان= المُجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك|إصدار= الأولى|صفحة= 63-66|سنة= [[1992]]|ناشر= [[دار النهضة العربية (القاهرة)]]|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> وفي الشَّام، شدَّد المماليك الخناق على الموارنة بِالذات من بين سائر الطوائف المسيحيَّة الشاميَّة، وذلك بِسبب علاقة أُمرائهم ومُقدميهم الوثيقة بِالقوى الصليبيَّة في أوروپَّا وقبرص، وبِسبب اتباع [[الكنيسة المارونية|الكنيسة المارونيَّة]] [[بابوية كاثوليكية|لِلبابويَّة الكاثوليكيَّة]]. شهدت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية تراجعاً بعد الدمار المملوكي لمركزها الروحي، في [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]]، وتدمير [[تيمورلنك]] ل[[حلب]] و[[دمشق]] في عام [[1400]].<ref name="Teule11">Teule 2013, p. 11.</ref> وشهدت المجتمعات المسيحية السريانية أيضاً انخفاضاً كبيراً في سوريا نظرًا للنزاعات حول الخلافة الأبوية وتدمير المؤسسات الكنسيَّة والمذابح التي حصلت بحقهم على يد [[تيمورلنك]] والقبائل الكردية المحليَّة. شهد العصر المملوكي زيادة [[معاداة المسيحية|المشاعر المعادية للمسيحية]]،<ref name="Britannica116">Britannica, p. 116.</ref> وكانت مظاهر العداوة ضد المسيحية في الغالب تُقاد على المستوى الشعبي وليس تحت إشراف السلاطين المماليك. كان المصدر الرئيسي للعداء الشعبي هو الاستياء من المواقف المتميزة لكثير من المسيحيين في البيروقراطية المملوكية.<ref>Brittanica, pp. 115–116.</ref>
 
=== الحقبة العثمانية ===
[[ملف:Virgin Mary Greek Catholic Cathedral of Aleppo, statue of Patriarch Maximos Mazloum.jpg|تصغير|200بك|باحة كنيسة مريم العذراء [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|للملكيين الكاثوليك]] في حلب؛ بنيت عام [[1843]].]]
ورث العثمانيون عن المماليك حكم [[بلاد الشام]] عام [[1516]]، كان المماليك في المرحلة الثانية من حكمهم قد انتهجوا سياسة معتدلة تجاه المسيحيين من عرب وغير عرب، على عكس ما كان سائدًا في مرحلة تداعي الممالك الصليبية في الشرق من سقوط [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|أنطاكية]] عام [[1268]] وحتى سقوط [[عكا]] عام [[1291]].<ref>[http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__14-Al-Mamaleek-03-Al-Akbat-Fel-Hokouma.html الأقباط في الحكومة بين الأخذ وبين الرد]، الأنبا تكلا، 4 تشرين الثاني 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171112074259/https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__14-Al-Mamaleek-03-Al-Akbat-Fel-Hokouma.html |date=12 نوفمبر 2017}}</ref><ref>[http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__13-Al-Mamaleek-02-Wad3-Al-Akbat.html وضع الأقباط في ظل سلاطين مصر المماليك]، الأنبا تكلا، 4 تشرين الثاني 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171112074117/https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_04-Coptic-Church-from-the-10th-to-19th-Centuries/Coptic-Encyclopedia__Coptic-Church-History-10-20-Centuries__13-Al-Mamaleek-02-Wad3-Al-Akbat.html |date=12 نوفمبر 2017}}</ref> أما نظام الملل العثماني الذي كان موجودًا في الدولة منذ [[فتح القسطنطينية]] عام [[1453]] فهو حسب رأي المستشرق الألماني [[كارل بروكلمان]] قد كفل للمسيحيين، بعد تقسيمهم حسب الطوائف إلى ملل، كامل الحرية الدينية والمدنية، خصوصًا مع التعديلات اللاحقة خلال فترات إصلاح الدولة؛<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط، قيس جواد العزاوي، الدار العربية للعلوم، طبعة ثانية، بيروت 2003، ص. 83</ref> وكان رؤساء الطوائف لا يعتبرون الرؤساء الروحيين فقط لطوائفهم بل الرؤساء المدنيين أيضًا، يُسيرون القضاء وشؤون الإرث وسائر الأحوال الشخصية لأبناء الطائفة وفق الشرائع الخاصة بها، وإن كان ذلك قد نوّه له بعض المؤرخين أنه نقطة سلبية ساهمت في ازدياد "التكتل الطائفي" داخل الدولة.<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط، مرجع سابق، ص.96</ref>
 
لعل أحد أبرز التطورات على الصعيد الكنسي خلال العصر العثماني، الخصومة الطائفية بين [[كاثوليكية|الكاثوليكية]] و[[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية]]، فمنذ [[القرن 17|القرن السابع عشر]] حاولت [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] التوصل لصيغ اتفاق مع الكنائس الأرثوذكسية بهدف "إعادة الوحدة المسيحية" وأسست بموافقة السلطنة أعدادًا من الأديرة التابعة للرهبنات الكبرى في [[بلاد الشام]] و[[الإسكندرية]] على وجه الخصوص، وقد أدت هذه البعثات الكنسيّة لا إلى "إعادة الوحدة" بل إلى "خلق" طوائف جديدة عرفت باسم "[[كاثوليكيةالكنائس شرقيةالكاثوليكية الشرقية|الطوائف الكاثوليكية الشرقية]]"، فتأسست [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|بطريركية للملكيين الكاثوليك]] وأخرى [[كنيسةبطريركية اللاتينالقدس في القدسللاتين|لاتينية في القدس]] وثالثة [[كنيسةالكنيسة الأقباطالقبطية الكاثوليكالكاثوليكية|للأقباط الكاثوليك]] ومثلها [[الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية|للكلدان]] و[[الكنيسة السريانية الكاثوليكية|السريان الكاثوليك]] و[[كنيسة الأرمن الكاثوليك|الأرمن الكاثوليك]]. كان لبطريرك [[بطريركية القسطنطينية المسكونية|الملكيين في إسطنبول]] وهو يتبع [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] حظوة كبيرة في البلاط السلطاني، ولذلك فقد أبى السلاطين في البداية تحت ضغط البطريركية الاعتراف بالطوائف الجديدة، بل إن في مناطق مثل دمشق وحمص وحلب وبيت لحم و[[بيت جالا]] تعدى الأرثوذكس على الكنائس المنشقة وسيطروا عليها بالقوة،<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مرجع سابق، ص.57</ref> وفسح ذلك المجال أمام الدول الغربية سيّما فرنسا والنمسا للضغط على السلطان للاعتراف بالطوائف وتثبيت رؤسائها، سيّما كنيسة الملكيين الكاثوليك في أنطاكية لكونها أكبر الكنائس، لكن السلطان لم يصدر أي فرمان ينظم الأوضاع الجديدة، واستمرّ الحال على ما هو عليه بين أخذ ورد سنين طوال حتى عام [[1763]] خلال عهد [[مصطفى الثالث]] حين أصدر [[شيخ الإسلام]] فتوى تنصّ على أنّ انتقال المسيحي من مذهب إلى آخر لا يغير من وضعه كأحد أفراد "أهل الذمة الذين تربطهم بالمسلمين العهود والمواثيق" ما دام مسيحيًا،<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة في عوامل الانحطاط، مرجع سابق، ص.97</ref> ورغم نص الفتوى فإن السلطان لم يتخذ أي قرار أو فرمان تنفيذي لها واستمرّ الوضع على ما هو عليه حتى [[1830]] حين قام السلطان [[محمود الثاني]] بإصدار فرمان بتعيين "بطريرك مدني" يدير شؤون كاثوليك الدولة عدا الموارنة، وكان قبل هذا الفرمان على أتباع هذه الطوائف الغير معترف بها، العودة في أحوالهم الشخصية بما فيها دفن الموتى، إلى الأساقفة الأرثوذكس وما يرافق ذلك من مضايقات ورفض وابتزاز.<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مرجع سابق، ص.58</ref> الاعتراف الرسمي جاء على خلفية سياسية، ففي [[15 أبريل]] [[1834]] اعترف الباب العالي [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|بالملة الإنطاكية الملكية الكاثوليكية]] وتبعها الاعتراف بسائر الملل الأقل عددًا، وتم اللقاء بين السلطان وبطريرك الروم الكاثوليك، الذي انتقل إلى [[دمشق]] بعد أن كان محتميًا لدى [[شهابيون|آل شهاب]] في لبنان، ويعيد عدد من المؤرخين سبب التثبيت بهدف خلق نوع من الارتياح الشعبي بعد دخول البلاد في طاعة [[محمد علي باشا]].<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مرجع سابق، ص.61</ref> ثم عاد في [[7 يناير]] [[1848]] وأصدر فرمانًا آخر بمنح البطاركة الكاثوليك حق القضاء المدني لأبناء طوائفهم أسوة بالمعمول لدى الأرثوذكس والموارنة، وبالتالي أنهي دور "البطريرك المدني" الذي ابتدعه محمود الثاني.<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مرجع سابق، ص.62</ref>
 
هناك قضية أخرى ترتبط بالمسيحيين خلال العهد العثماني وهي قضية الامتيازات الأجنبية للمسيحيين، علمًا أن تطبيقها اقتصر عمليًا على بلاد الشام ولم تشمل مصر والعراق؛ بدأت الامتيازات منذ أواخر عهد [[سليمان القانوني]] وبلغت ذورتها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكانت هذه الامتيازات تقدم حقوق التقاضي أمام المحاكم القنصلية الأوروبية وإمكانية استعمال البريد والبرق التابعة للقنصليات مجانًا، والتعلم في مدراس القنصليات أو الهيئات الواقعة تحت حمايتها مجانًا أيضًا أو السفر نحو أوروبا بهدف الهجرة أو الدراسة على نفقة القنصلية والإعفاء من الضرائب في النشاطات التي أعفت الدولة العثمانية مواطني الدولة الموكولة حماية الطائفة المعينة من الضرائب.<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط، مرجع سابق، ص.87</ref> وكانت أولى الطوائف التي منحت الامتيازات هي [[الكنيسة المارونية]] في [[أبريل]] [[1649]]، وتلاها حماية [[فرنسا]] و[[الإمبراطورية النمساوية]] لسائر الطوائف الكاثوليكية و[[الإمبراطورية الروسية]] للطوائف الأرثوذكسية الشرقية و[[إنجلترا|إنكلترا]] للإنجليكان والأقليات [[بروتستانتية|البروتستانتية]].<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط، مرجع سابق، ص.88</ref>
[[ملف:DamasChristianQuarter1860.jpg|تصغير|200بك|يمين|ربع النصارى في [[دمشق]] بعد [[مجازر 1860|المجازر]]، في [[يوليو]] [[1860]].]]
في عام [[1840]] أيام حكم [[محمد علي]] حدثت [[حادثة دمشق]]، حيث اتُهم [[يهود]] [[دمشق]] بقتل [[راهب]] من ال[[فرنسيسكانية|فرنسيسكان]] يُدعَى الأب توماس الكبوشي وخادمه المسلم إبراهيم عمارة لاستخدام دمائهما في أغراض شعائرية وفي صنع خبز عيد الفصح غير المخمر.<ref>Parfitt, Tudor (1985) 'The Year of the Pride of Israel: Montefiore and the blood libel of 1840.' In: Lipman, S. and Lipman, V.D., (eds.), The Century of Moses Montefiore. Oxford: Oxford University Press, pp. 131-148.</ref> وقد كان الصراع السياسي الأوربي للحصول على النفوذ في الشرق الأوسط هو الوقود الذي أزكى وقود هذه الحادثة. إذ كانت كل دولة تحمي أعضاء جماعة دينية بعينها، فكانت [[الإمبراطورية الروسية]] تحمي [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكس]] وكان الفرنسيون يحمون [[كاثوليككاثوليكية|الكاثوليك]]. وربما لعدم وجود عدد كبير من ال[[بروتستانتية|بروتستانت]]، قام الإنجليز «بحماية» اليهود و[[موحدون دروز|الموحدون الدروز]]. ومن هنا، يُعَد الصراع بين [[كاثوليككاثوليكية|الكاثوليك]] المحليين بزعامة القنصل الفرنسي واليهود تعبيراً عن الصراع على النفوذ الإقتصادي.<ref name=harel>{{استشهاد بخبر
| الأخير = Harel
| الأول = Yaron
سطر 204:
| تاريخ = 2009-04-15
| مسار = http://www.haaretz.com/hasen/spages/1078446.html
| مسار أرشيف = http://web.archive.org/web/20100327204614/http://www.haaretz.com:80/hasen/spages/1078446.html | تاريخ أرشيف = 27 مارس 2010 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> وكان كل جانب يحتاج إلى دعم الأغلبية المسلمة، وحاولت تحريض المسلمين ضد المجموعة العكسية. ومما له دلالته أن احتجاج يهود فرنسا ومناشدتهم لحكومتهم لم يأت بنتيجة، في حين أدى احتجاج يهود [[الإمبراطورية البريطانية]] إلى تحرك بالمرستون ومطالبته [[محمد علي]] بأن يعامل اليهود معاملة حسنة، وأدى تدخُّل [[إسحاق كريمييه|أدولف كريمييه]] وموسى مونتفيوري ومقابلتهما لمحمد علي، ثم لقاؤهما مع [[عبد الحميد الثاني|السلطان عبد الحميد]] في [[إسطنبول|إستنبول]] إلى الإفراج عن المتهمين وإسقاط التهمة عنهم.
 
حتى 1831 لم يكن هناك مساواة بين السكان، وكان [[محمد علي]] أول من أدخل قضية المساواة في الحقوق والواجبات بين الرعايا وعادت الدولة عبر خط كلخانة بتبنيها عام 1839، وأعادت التأكيد على ذلك في [[الخط الهمايوني]] عام 1856؛ بكل الأحوال فإن الوظائف الإدارية والقضائية ظلت شبه محصورة بالمسلمين السنّة، واستمرت حماية الدول الأوروبية للمسيحيين، كما أن المساواة لم تشمل فعليًا مجال الخدمة العسكرية والانخراط في الجيش، إذ استمرّ غير السنّة بدفع بدل نقدي، يبلغ مجيديين سنويًا أي خمسي الليرة العثمانية الذهبية عن كل ذكر بين السادسة عشر والسبعين ثم عدلت لتصبح بين العشرين والأربعين.<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.28</ref> أما أبرز ما سقط فهو [[جزية|الجزية]]، ومنع تعييرات المسيحيين واليهود،<ref>[http://ucipliban.org/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=13185&Itemid=56 المسيحية في سوريا للأرشمندريت اغناطيوس ديب]، كنائس لبنان، 11 يناير 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131202235334/http://ucipliban.org/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=13185&Itemid=56 |date=02 ديسمبر 2013}}</ref> وفي عام 1841 أصدر الباب العالي فرمانًا آخر يقضي بتجريم التمييز بين السوريين على اختلافهم.<ref name="دين">سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.190</ref>
 
عدم المساواة، تمثلت بالتقييدات التي وضعها النظام على بناء وترميم المؤسسات الدينية، وسلسلة إجراءات تمييزية كالإجبار على لبس ثياب قاتمة أو المنع من السير وسط الطريق، أو استخدام ألفاظ شائنة، وغيرها من الإجراءات المنسوبة إلى [[عمر بن عبد العزيز]]، وإن كان بعض الباحثين قد أعادها إلى [[أبو الفضل جعفر المتوكل على الله|المتوكل على الله]] في [[القرن 9|القرن التاسع]].<ref>[http://www.terezia.org/section.php?id=1372 الطوائف المسيحية في حلب بين الذمة والملة]، موقع القديسة تريزا، 11 يناير 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170702202527/http://www.terezia.org/section.php?id=1372 |date=02 يوليو 2017}}</ref> وأيًا كان، فإن هذه الإجراءات قد دفعت المسيحيين إلى التقوقع في أحياء خاصة [[باب توما|كباب توما]] و[[باب شرقي (توضيح)|باب شرقي]] في دمشق والحميدية في [[حمص]] وأدت أيضًا إلى انعزال مدن صغيرة مسيحية [[صيدنايا|كصيدنايا]] و[[صافيتا]] و[[زحلة]] في الريف.
نتيجة غياب المساواة بين المواطنين، أبرمت تفاهمات بين الدول الأوروبية والدولة العثمانية، منذ [[القرن 17|القرن السابع عشر]]، تقوم من خلاله الدول الأوروبية برعاية مصالح وحماية مسيحيي سوريا، وقد باتت أوروبا تعتبر هذه الامتيازات "حقوقًا لها"، فحمت فرنسا و[[النمسا]] [[كاثوليكيةالكنائس شرقيةالكاثوليكية الشرقية|الكاثوليك]] و[[الإمبراطورية الروسية]] [[روم أرثوذكس (توضيح)|الأرثوذكس]]، وبريطانيا الجماعات البروتستانتية الصغيرة؛ وكانت الامتيازات تشمل تسهيلات في السفر، والتقاضي أمام محاكم خاصة، والتعليم، والإعفاء من الضرائب في قطاعات بعينها، وتعيين قناصل أو تراجم أو موظفين قنصليين في البلاد.<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.187</ref>
[[ملف:Ghabat al-haqq.jpg|تصغير|200بك|الصفحة الأولى من نسخة مطبوعة من كتاب [[فرنسيس مراش]] ''غابة الحق'' طبعت عام 1881]]
في [[16 أكتوبر]] من العام [[1850]] وقعت [[قومة حلب|مجزرة في مدينة حلب]] ضمن أحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين القاطنين في حي الصليبة و[[حي الجديدة|الجديدة]] ب[[حلب]]، والتي نتج عنها مقتل 14 ألف شخصاً ونهب بيوت و[[كنيسة|كنائس]].<ref name=Eldem71>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Eldem|Goffman|Masters|1999|pp=71}}</ref> أدت الأحداث إلى [[الهجرة المسيحية|هجرة المسيحيين]] إلى [[بيروت]]، و[[إزمير|أزمير]] و[[ماردين]].<ref name=Roberson158>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Roberson|1999|pp=158}}</ref> حيث خلال القرن الثامن عشر ازدهرت الحياة الثقافية وقام في [[حلب]] نخبة من الأدباء والمفكّرين المسيحيين كان لهم دور في [[النهضة العربية]] الحديثة. وقام المسيحيون بدور كبير في عهد الانتداب وكانوا العمود الفقري لأهم الدوائر والمؤسسات ولمعوا في المهن الحرّة [[طب|كالطب]] و[[محاماة|المحاماة]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] كما تابعوا نشاطهم التجاري التقليدي متأقلمين مع الأوضاع الجديدة. وكان سبب المجزرة تعاظم نفوذ وثراء المسيحيين من سكان حلب مقارنةً بالمسلمين،<ref name=Eldem69>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Eldem|Goffman|Masters|1999|pp=69}}</ref> حيث كان يرى مسلمو المدينة موكب البطريرك ماكسيموس الثالث المظلوم، علامة من علامات سيطرة المسيحيين على المدينة.<ref name=Eldem70>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Eldem|Goffman|Masters|1999|pp=70}}</ref><ref name=Eldem69/> لكن بدأت أحداث العنف، بعدما قرر سكان المدينة المسلمون رفض التجنيد الإجباري، حيث خرجت جماعات مسلمة مسلحة للهجوم على مساكن المسيحيين، بعدما فشلوا في اقتحام محل إقامة والي حلب العثماني مصطفى ظريف باشا.<ref name=Commins31>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Commins|2004|pp=31}}</ref>
 
غير أن الفترة لم تكن تخلو من الأحداث السلبيّة [[مجازر 1860|كمجازر 1860]] في [[جبل لبنان]] والتي انتقلت نحو [[زحلة]] و[[طرابلس الشام(لبنان)|طرابلس]] و[[اللاذقية]] و[[الجليل (توضيح)|الجليل]] و[[دمشق]] نفسها، وبينما يرى الأب بولس صفير أن التعمق في الفتنة لا يفضي إلى إيجاد سبب مقنع لها، ولذلك ففي رأيه هذه "فتنة مدبرة"،<ref>تاريخ الكنيسة في الشرق، مرجع سابق، ص.322</ref> يرى سمير العنجوري أن المساواة بين المسيحيين والمسلمين وانخراط المسيحيين في السلك الإداري والاقتصادي وبروز دورهم في مختلف نواحي المجتمع أحد أبرز عواملها في دمشق.<ref>[http://maaber.50megs.com/tenth_issue/lookout_11a.htm العائلات المسيحية الدمشقية]، المعابر، 14 يناير 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160604152246/http://maaber.50megs.com:80/tenth_issue/lookout_11a.htm |date=04 يونيو 2016}}</ref> أفضت المجزرة إلى 12,000 قتيل،<ref name="نهاية القاممقاميتين">المصور في التاريخ، الجزء السابع، [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]، تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]: الفتنة الكبرى 1860، صفحة: 198-199</ref> وقد شارك الوالي العثماني وجنده في [[حاصبيا]] و[[دمشق]] بعمليات القتل والنهب والإحراق التي طالت مناطق المسيحيين ومصالحهم الاقتصاديّة فضلًا عن مقتل ثلاثة قناصل لدول أوروبيّة في دمشق، وقد أدت المجازر أيضًا إلى انهيار اقتصاد جبل لبنان وصناعة الحرير والمنسوجات في دمشق، وقدرت مجمل الخسائر بنحو أربعة ملايين ليرة ذهبية.<ref>[http://www.an-nour.com/old/239/opinion/opinion03.htm جريدة النور: حوادث 1860 في لبنان ودمشق فتنة دينية أم مؤامرة سياسية غربية؟!]؛ صفحة الرأي- بقلم الأستاذ إلياس بولاد، محاضرة في مركز اللقاء [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|ببطريريكية الروم الكاثوليك]] [[دمشق|بدمشق]]: 3/ 2/ 2006. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100719045718/http://www.an-nour.com:80/old/239/opinion/opinion03.htm |date=19 يوليو 2010}}</ref>
 
عمومًا يتفق المؤرخون أن السلطان قد راعه ما حدث، وأن تواطئ الوالي العثماني لا يعني بالضرورة تورط الدولة، هذا ما يترجم فعليًا بالإجراءات التي اتخذتها الدولة فقد عيّن السلطان [[عبد المجيد الأول]]، فؤاد باشا حاكمًا على الشام مخولًا بصلاحيات استثنائية، لرأب الصدع الذي حصل في المجتمع ولتفادي أي تدخل أوروبي، وقد قاد فؤاد باشا حملة اعتقالات بحق المتورطين بالمذابح ضد المسيحيين، فأعدم رميًا بالرصاص 111 شخصًا، وشنق 57 آخرين، وحكم بالأشغال الشاقة على 325 شخصًا ونفى 145؛ وكان بعض المحكومون من كبار موظفي الدولة في الشام.<ref>من أوربان الثاني إلى جورج بوش الثاني، أمير الصوّا، دار الينابيع، دمشق 2004، ص.109 البلاد العربية في القرن التاسع عشر.ص.112</</ref> كما يذكر دور مسلمي لبنان ودمشق برعاية المسيحيين الفارين من المذابح ومساعدتهم، كالأمير [[عبد القادر الجزائري]] الذي فتح [[قلعة دمشق]] لإيواء الناجين.<ref name="نهاية القاممقاميتين"/>
خلال المرحلة الأخيرة من الحكم العثماني منذ 1840 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ازدهرت البلاد ونمت طاقاتها الاقتصادية بسرعة وعرفت ازدهارًا ثقافيًا وسياسيًا في المدن الكبرى وبعض المدن المتوسطة مثل حمص، مشكلة بذلك أحد أجنحة [[النهضة العربية]]، وكان تأسيس المطابع، ودور النشر، والمجلات، والصحف، والمدراس الوطنية والأجنبية، والجامعات، والجمعيات الوطنية السياسية والعلمية.<ref>حركة التنوير العربية في القرن التاسع عشر، ص.22</ref><ref>سوريا صنع دولة، ص.214</ref> ولعب مسيحيون سوريا وبلاد الشام أدوارًا هامة وأساسية في النهضة العربية إذ كون المسيحيون في العصر الحديث النخبة المثقفة والطبقة [[برجوازية|البرجوازية]] مما جعل مساهمتهم في النهضة الاقتصادية ذات أثر كبير، على نحو ما كانوا أصحاب أثر كبير في [[نهضةالنهضة عربيةالعربية|النهضة الثقافية]]، وفي الثورة على [[استعمار|الاستعمار]] بفكرهم ومؤلفاتهم، وعملهم.<ref>[http://www.qenshrin.com/details.php?id=10770 عروبة المسيحيين ودورهم في النهضة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180807001904/http://www.qenshrin.com/details.php?id=10770 |date=07 أغسطس 2018}}</ref>
 
أيضًا فإن [[الهجرة المسيحية]] من سوريا نحو [[العالم الجديد]] سيّما نحو [[الولايات المتحدة]] و[[البرازيل]] قد بدأ في أعقاب النصف الثاني من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]؛ فُتحت باب الهجرة مع الامتيازات القنصلية للمسيحيين وهي في تلك المرحلة كانت هجرة بمعدلات طبيعية، لكنها تعمقت وتسارعت وتيرتها في أعقاب منتصف [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] في [[بلاد الشام]]، تحديدًا في أعقاب [[مجازر 1860]]. ونشطت الهجرة في أوساط الريف والمدينة على حد سواء، وكان جور الإقطاع المحلي والضرائب الباهظة والتجنيد الإجباري وسياسة التتريك التي انتهجتها [[جمعية الاتحاد والترقي]] فضلًا عن الامتيازات الأوروبية على رأس عوامل الهجرة، التي تحولت إلى ما يشبه الظاهرة، ونشأت جمعيات أدبية واجتماعية في المهجر تنادي بحقوق المغتربين،<ref>[http://www.syrianstory.com/comment31-3.htm دراسات في الأدب المهجري]، القصة السورية، 11 يناير 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180220121114/http://www.syrianstory.com:80/comment31-3.htm |date=20 فبراير 2018}}</ref> كما ارتبطت بالذاكرة الشعبيّة عن طريق مجموعة من الأغاني والزجليات.<ref>[http://www.terezia.org/section.php?id=2151 الهجرة]، موقع القديسة تريزا، 11 يناير 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160306090221/http://terezia.org/section.php?id=2151 |date=06 مارس 2016}}</ref> وفقًا للمؤرخ [[فيليب حتي]]، وصل حوالي 900,000 شخص من [[سوريا العثمانية]] إلى [[الولايات المتحدة]] بين عام [[1899]] وعام [[1919]]، وبحسب المؤرخ حتي كان أكثر 90% من المهاجرين من المسيحيين.<ref name=Hitti>{{مرجع كتاب |الأخير=Hitti |الأول=Philip |عنوان=The Syrians in America|سنة=2005|origyear=1924|ناشر=Gorgias Press|isbn=1-59333-176-2}}</ref>
 
=== العصور الحديثة ===
==== القرن العشرين ====
[[ملف:Aleppo shopping street.jpg|تصغير|200بك|يمين|شارع في [[حي الجديدة]]، وهو من الأحياء البارزة ذات الأغلبية المسيحيَّة في مدينة [[حلب]].]]
كان مسيحيو سوريا يشكلون نحو 30% من السكان مطلع [[القرن 20|القرن العشرين]]، وترتفع نسبتهم في [[دمشق]] و[[حمص]] و[[اللاذقية]] و[[الجزيرة الفراتية]] لتتجاوز ثلث السكان،<ref name="هام">[http://ar.danielpipes.org/article/2063 المسيحيون يختفون من العراق]، موقع دانيال بابيس، 14 نوفمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180712153429/http://ar.danielpipes.org/article/2063 |date=12 يوليو 2018}}</ref> في حين انتشروا بمقدار أقل في [[حلب]] و[[حماة]] و[[إدلب]]. لعب كثيرون من مسيحيي البلاد دورًا ثقافيًا وفكريًا هامًا ونشطوا في العمل السياسي والنضال خلال مرحلة [[الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان|الانتداب الفرنسي على سوريا]]. لعلّ المفكرين السوريين الثلاثة الذين سطعوا خلال تلك المرحلة عاكسين التنوّع السياسي لدى المسيحيين هم [[ميشيل عفلق]] و[[إلياس مرقص]] المنادين بالاشتراكية و[[قومية عربية|القومية العربية]] و[[أنطون سعادة]] المنادي [[الحزب السوري القومي الاجتماعي|بالقومية السوريّة]] و[[فارس الخوري]] الذي مثل الرأسمالية السورية المعتدلة من ناحية والموازنة بين الرابط القومي والرابط الوطني واستطاع تشكيل الحكومة مرات عديدة خلال رئاستي [[هاشم الأتاسي]] و[[شكري القوتلي]].
 
قوي مسيحيو البلاد من خلال هجرتين وافدتين الأولى في أعقاب [[مذابحالإبادة الأرمنالجماعية للأرمن|المجازر بحق الأرمن]] والتي أفضت إلى استقرار أعداد كبيرة منهم في سوريا والثانية في أعقاب [[مذابح آشوريةسيفو|المجازر بحق الآشوريين]] التي أفضت بدورها إلى استقرار أعداد كبيرة منهم في [[الجزيرة الفراتية]] على وجه الخصوص قادمين من العراق؛ وفد [[أرمن|الأرمن]] و[[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] من [[الأناضول]] و[[العراق]] إلى سوريا، وبينما استقر الأرمن على وجه الخصوص في [[حلب]] و[[دمشق]] و[[حمص]] و[[كسب]]، فإن [[الجزيرة الفراتية]] - [[محافظة الحسكة]] حاليًا - و[[حمص]]، كانت الجاذب الأكبر للآشوريين. يذكر في هذا الخصوص أنّ [[دير الزور]] كانت إحدى الأماكن التي هُجّر إليها الأرمن قسرًا من الأناضول بأعداد كبيرة، وقد لاقى العديد من الأرمن حتفهم فيها.<ref>[http://www.ancme.net/articles/560 حتى يكشف اردوغان عن وثائق المجازر الأرمنية ويعتذر!]، الهيئة الأرمنية العامة في الشرق الأوسط، 20 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304140756/http://www.ancme.net/articles/560 |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[http://www.azad-hye.org/article.php?op=details&id=12 كنيسة وصرح شهداء الأرمن في دير الزور]، البوابة الأرمنية في الشرق الأوسط، 20 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180319003925/http://www.azad-hye.org/article.php?op=details&id=12 |date=19 مارس 2018}}</ref> علمًا أن موجة الهجرة الآشورية تكررت في أعقاب [[مذبحة سميل]] عام [[1933]]. غير أنه ومنذ منتصف [[القرن 20|القرن العشرين]] أصيبت المسيحية السوريّة بدورها بالهجرة التي كان لها بشكل رئيسي أسباب ثلاثة:
* فمن ناحية كان أغلب المسيحيين من ملاك الأراضي والمستثمرين الاقتصاديين وهو ما أمّن لهم حضورًا فعّالًا في الساحتين الإقتصادية والإجتماعية ومكنهم من المشاركة الحقيقية في صناعة القرار، فعلى سبيل المثال 75% من الوكالات التجارية الأجنبية كانت بيد مسيحيين في منتصف القرن العشرين،<ref name="مار شربل">[http://marcharbel.lilhayat.com/special/Christian-in-syria.htm المسيحيون في سوريا]، مار شربل للحياة، 14 نوفمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201041015/http://marcharbel.lilhayat.com/special/Christian-in-syria.htm |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> لكن الدولة السوريّة اتجهت بعد [[انقلاب 1963 (سوريا)|ثورة الثامن من آذار]] نحو [[اشتراكية|السياسة الاشتراكية]] ما عنى فعليًا تجريد المُلاك من أملاكهم الخاصة وإنهاء المبادرات الفردية في السوق مقابل سيطرة الدولة، ما أدى أولًا إلى فقدان الدور الاقتصادي لمصلحة الدولة وثانيًا هجرة الطبقة الأكثر ثراءً وتهريب أموالها معها، كانت المرحلة الأولى من الهجرة تلجأ إلى [[لبنان]] وفي المرحلة الثانية انطلقت نحو المغترب البعيد.<ref name="مار شربل" />
* العامل الثاني تمثل بمرتجعات [[الحرب الأهلية اللبنانية]] التي اندلعت عام [[1975]] وتحوّلت نوعًا ما إلى اقتتال طائفي بين مكونات البلاد من مسيحيين وسنة وشيعة ودروز. فتحت الحرب الأهلية باب الهجرة للبنانيين عمومًا ومسيحيي لبنان خصوصًا، الذين تربطهم بمسيحيي سوريا علاقات قرابة وتجاور. لذلك فإن الهجرة اللبنانية دفعت بشكل أو بآخر إلى تشجيع الهجرة السوريّة.
* العامل الثالث برز بتمرد [[الإخوان المسلمون في سوريا|الإخوان المسلمين في سوريا]] والذي بدأ عام [[1979]] على يد "الطليعة المقاتلة" الجناح العسكري للحركة واستمرّ حتى [[1982]] وتمركز في [[حماة]] وامتدّ نحو مناطق ومدن سوريّة مختلفة، وكان من نتائج تصاعد التطرف الديني لدى الحركة وما رافقه من خطابات وعمليات طائفية، تزايد الهجرة بشكل متسارع، إلى درجة أن الدولة السوريّة قامت في أواسط الثمانينات بمنع إصدار تأشيرات الخروج لمسيحيي البلاد.<ref>[http://www.al-moharer.net/moh252/m_darwish252.htm هجرة المسيحيين المشرقيين]، المحرر، 4 ديسمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304213806/http://www.al-moharer.net/moh252/m_darwish252.htm |date=04 مارس 2016}}</ref>
 
==== القرن الواحد والعشرين ====
[[ملف:Christianity in Syria-ar.png|تصغير|يسار|200بك|خارطة تُبيِّنُ التجمعات المسيحية والأماكن المذكورة في مقالة المسيحيَّة في سوريا.]]
حاليًا تتراوح نسبة مسيحيي سوريا بين 8 - 10% من السكان،<ref>[https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sy.html#People سوريا]، كتاب حقائق العالم، 14 نوفمبر 2011. {{en}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180626173349/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sy.html |date=26 يونيو 2018}}</ref> يتركزون في [[الجزيرة الفراتية]] و[[وادي النصارى]] والمدن الكبرى [[حلب|كحلب]] و[[دمشق]] و[[اللاذقية]] و[[حمص]] و[[حماة]] و[[طرطوس]] و[[الحسكة (مدينة)|الحسكة]] و[[القامشلي]] و[[السويداء]]، وتكاد لا تخلو مدينة سورية من كنيسة. من الناحية العددية تحتفظ [[محافظة حلب]] بأكبر عدد من المسيحيين في سوريا، وتليها [[محافظة حمص]]. وتضم [[محافظة السويداء]] ذات الأغلبيَّة [[موحدون دروز|الدرزيَّة]] على أقلية كبيرة من أتباع [[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]].<ref name="مولد تلقائيا7">{{مرجع كتاب |الأخير=Pipes |الأول=Daniel |تاريخ=1990 |عنوان=Greater Syria: The History of an Ambition |ناشر=Oxford University Press |صفحة=151 |isbn= }}</ref><ref>[http://www.country-data.com/cgi-bin/query/r-13505.html Country Data Page on Syria] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20181023233708/http://www.country-data.com/cgi-bin/query/r-13505.html |date=23 أكتوبر 2018}}</ref> وتضم [[محافظة الحسكة]] على أقلية كبيرة من أتباع [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]] و[[الكنيسة السريانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]]،<ref name="vaumas">{{cite journal|last=Etienne |first=de Vaumas|year=1956|title=La Djézireh|journal=[[Annales de Géographie]]|volume=65|issue=347|pages=64–80|language=French|url=http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/article/geo_0003-4010_1956_num_65_347_14375|accessdate=2012-03-29}}</ref> إلى جانب تجمعات من أتباع [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الكنيسة الأرمنية الرسوليّة]]. ووفقاً للباحث إيفان مانحيم يشكل المسيحيين في [[محافظة اللاذقية]] ذات الأغلبيَّة [[علويون (طائفة)|العلويَّة]] حوالي 14% من السكان.<ref>[https://books.google.com/books?id=GOJ80DlXwwMC&pg=PA205&dq=nouri+mosque+homs&hl=en#v=onepage&q&f=false سوريا ولبنان كتاب يد للسياحة (بالإنجليزية)]، إيفان هانيم، ص.79 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171014063657/https://books.google.com/books?id=GOJ80DlXwwMC&pg=PA205&dq=nouri+mosque+homs&hl=en |date=14 أكتوبر 2017}}</ref> ووفقاً لتقديرات الباحث مايكل إيزادي يشكل المسيحيين حوالي 11.8% من سكان [[محافظة طرطوس]].<ref>[http://gulf2000.columbia.edu/images/maps/Christians_Middle_East_2014_lg.png مسيحيون الشرق الأوسط في الإنجليزية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171222202632/http://gulf2000.columbia.edu/images/maps/Christians_Middle_East_2014_lg.png |date=22 ديسمبر 2017}}</ref>
 
وفقاً لبي بي سي على الرغم من وضع المسيحيين كأقلية، كان المسيحيون منذ فترة طويلة ممثلين بشكل كبير بين [[نخبة|النخبة]] في سوريا. لقد تم تمثيلهم في العديد من الجماعات السياسية التي تنافست من أجل السيطرة على البلاد، بما في ذلك الحركات القومية الاشتراكية العربية العلمانية التي برزت في نهاية المطاف. وكان [[ميشيل عفلق]] مؤسس [[حزب البعث (توضيح)|حزب البعث]]، الذي يحكم سوريا منذ عام [[1963]] مسيحيًا، وقد صعد المسيحيين إلى مناصب عليا في الحزب والحكومة وقوات الأمن، على الرغم من أنه لا يُنظر إليهم عمومًا على إمتلاكهم سلطة حقيقية مقارنةً بسلطة [[علويون (طائفة)|العلويين]] و[[أهل السنة والجماعة|السنّة]]. وعلى الرغم من ذلك، مثل غيرهم من السوريين، كانت لديهم حريات مدنية وسياسية محدودة للغاية، وبحسب تقرير لبي بي سي يُعتقد أن المسيحيين قدّروا الحقوق والحماية الممنوحة للأقليات من قبل [[حافظ الأسد]]، الذي كان رئيسًا بين عام [[1971]] وعام [[2000]]، وابنه [[بشار الأسد]].<ref>[https://www.bbc.com/news/world-middle-east-22270455 Syria's beleaguered Christians] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190412112418/https://www.bbc.com/news/world-middle-east-22270455 |date=12 أبريل 2019}}</ref>
 
صدر عام [[2006]] قوانين منظمة [[قانون الأحوال الشخصية|للأحوال الشخصية]] وفق الشرائع المسيحية على شكل ثلاثة قوانين واحدة للطوائف الكاثوليكية وأخرى للأرثوذكسية الشرقية وثالثة للأرثوذكسية المشرقية، قبل ذلك كان المسيحيون يتبعون قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالمسلمين - وإن لم تنفذ فعليًا من ناحية تعدد الزوجات أو الطلاق دون موافقة السلطة الكنسية - وذلك حفاظًا على النص الدستوري الذي يساوي بين جميع المواطنين أمام القانون، ثم أعيد تفسير النص بشكل سمح بإصدار قوانين خاصة للأحوال الشخصية حسب الطوائف؛<ref name="مار شربل"/> أما في الحياة السياسية يشارك المسيحيون في العمل السياسي عن طريق الحكومة بثلاث وزراء في [[الجبهة الوطنية التقدمية (سوريا)|الجبهة الوطنية التقدمية]] و17 عضوًا في [[مجلس الشعب (توضيح)|مجلس الشعب]]،<ref name="مار شربل"/> وبرزت خلال [[الاحتجاجاتالحرب السوريةالأهلية 2011السورية|الاحتجاجات السورية سنة 2011]] شخصيات سوريّة مسيحية معارضة أمثال جورج صبرا و[[ميشيل كيلو]] وسواهما. وبحسب تقرير ل[[بي بي سي]] يتراجع عدد المسيحيين من الناحية الإحصائية وهو ما يعود في جزء منه لأن معدل الولادة عند المسيحيين أقل بكثير منه عند المسلمين، كما أن هناك اتجاه قوي بين المسيحيين للهجرة.<ref name="news.bbc.co.uk" /><ref>[http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2012/12/121216_syria_christians الحرب في سوريا تغذي هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170621145802/http://www.bbc.com:80/arabic/middleeast/2012/12/121216_syria_christians |date=21 يونيو 2017}}</ref> وبحسب مصادر يميل المسيحيون أن يكونوا أكثر تعليمًا وثراءً بالمقارنة مع باقي الطوائف في سوريا.<ref name="مولد تلقائيا1">[http://rozenbergquarterly.com/why-do-so-few-christian-syrian-refugees-register-with-the-united-nations-high-commissioner-for-refugees/ Why Do So Few Christian Syrian Refugees Register With The United Nations High Commissioner For Refugees?] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180829072317/http://rozenbergquarterly.com/why-do-so-few-christian-syrian-refugees-register-with-the-united-nations-high-commissioner-for-refugees/ |date=29 أغسطس 2018}}</ref>
 
===== الوضع في الحرب الأهلية =====
{{مفصلة|الهجرة المسيحية|الحرب الأهلية السورية|الطائفية والأقليات في الحرب الأهلية السورية|اضطهاد المسيحيين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)}}
[[ملف:Armenian Genocide Memorial in Der Zor, Syria.jpg|تصغير|200بك|يسار|مسيحيين خلال احتفال ديني أمام [[كنيسة شهداء الأرمن]] في مدينة [[دير الزور]]: في عام [[2014]] تم تفجير المبنى على أيدي أعضاء في [[تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)|تنظيم الدولة الإسلامية]].<ref>{{استشهاد بخبر|عنوان=IS said to destroy Armenian Genocide memorial|مسار=http://www.timesofisrael.com/is-reportedly-destroys-armenian-genocide-memorial/|عمل=[[تايمز إسرائيل]]|تاريخ=22 September 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180718145217/https://www.timesofisrael.com/is-reportedly-destroys-armenian-genocide-memorial/ | تاريخ أرشيف = 18 يوليو 2018 }}</ref><ref>{{مرجع ويب|عنوان=Who destroyed the Armenian Genocide Martyrs’ Memorial Church in Deir Ezzor?|مسار=https://conflictantiquities.wordpress.com/2014/11/12/iraq-syria-islamic-state-destruction-deir-ez-zor-armenian-genocide-memorial-church-responsibility/|موقع=conflict antiquities|تاريخ الوصول=20 March 2015|تاريخ=12 November 2014| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190422231810/https://conflictantiquities.wordpress.com/2014/11/12/iraq-syria-islamic-state-destruction-deir-ez-zor-armenian-genocide-memorial-church-responsibility/ | تاريخ أرشيف = 22 أبريل 2019 }}</ref>]]
شارك قسم من المسيحيين السوريين في [[الاحتجاجاتالحرب السوريةالأهلية 2011السورية|الاحتجاجات السورية سنة 2011]] في مختلف المناطق السوريّة. قالت ''الأم آغنس الصليب'' موفدة ''المركز الكاثوليكي للإعلام'' أن 164 مسيحيًا قتلوا في حمص وحدها بين [[سبتمبر]] و[[نوفمبر]] [[2011]] على يد «عصابات مسلحة مجهولة الهويّة» بهدف مسبق لإثارة فتنة طائفيّة، في ظل تبادل الاتهامات حول هوية هذه «العصابات».<ref name="أول">[http://www.al-akhbar.com/node/26078 مراسلون أجانب: 164 قتيلًا مسيحيًا في حمص خلال ثلاث أشهر]، الأخبار، 11 مارس، 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180205000813/http://www.al-akhbar.com/node/26078 |date=05 فبراير 2018}}</ref> يقول ''تمام العبد الله'' إن مسيحيي سوريا الذين شاعت – حسب [[ميشيل كيلو]] –، تسميتهم تاريخيًا «سنّة المسيحية»،<ref>[http://assafir.com/Article.aspx?ArticleId=17&EditionId=1966&ChannelId=46463 لا تكن حصان طروادة]، السفير، 11 مارس 2012.</ref> مشاركين في التظاهر وسوى ذلك فهو «مقاربة خاطئة للواقع» غير أن توزعهم الجغرافي وعدم تمركزهم في رقعة معينة فضلًا عن انخراطهم في المجتمع بشكل عام دون وجود كتل طائفيّة مسيحية كما هو الحال في لبنان ومصر محركة للشارع، تساهم في عدم بلورة ظهورهم في الإعلام،<ref name="ثاني">[http://www.al-akhbar.com/node/23456 مسيحيو سوريا: مواطنون لا كتلة]، الأخبار، 11 مارس 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180205000840/http://www.al-akhbar.com/node/23456 |date=05 فبراير 2018}}</ref> الذي يُنتقد على «تغييب الأقليات» في تغطيته.<ref name="ثاني"/> نقلت [[نيويورك تايمز]] أنّ جزءًا من الشارع المسيحي، متخوف بشكل حقيقي من السلطة المقبلة في حال سقوط الأسد الذي أمّن له الحماية والحقوق.<ref>[http://aljazeera.net/news/pages/a60a5353-7663-42cc-a24c-e633b57172b0 مسيحيو سوريا ونظام الأسد]، الجزيرة نت، 11 مارس 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140413111326/http://www.aljazeera.net:80/news/pages/a60a5353-7663-42cc-a24c-e633b57172b0 |date=13 أبريل 2014}}</ref><ref>[http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83799 مسيحيو سوريا والخوف من الديموقراطية]، الحوار، 11 مارس 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180205000843/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83799 |date=05 فبراير 2018}}</ref> كما تم تناقل تقاير عن "مصادر سورية أرثوذكسية" تتهم الجيش السوري الحر بتهجير المسيحيين،<ref>{{استشهاد بخبر | مسار=http://www.fides.org/aree/news/newsdet.php?idnews=31228&lan=eng | عنوان=Abuse of the opposition forces, "ethnic cleansing" of Christians in Homs, where Jesuits remains | agency=[[وكالة فيدس]] | تاريخ الوصول=April 02, 2012| مسار أرشيف = http://web.archive.org/web/20130127140505/http://www.fides.org/aree/news/newsdet.php?idnews=31228&lan=eng | تاريخ أرشيف = 27 يناير 2013 | وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref>{{مرجع ويب | مسار=http://www.fides.org/aree/news/newsdet.php?idnews=31308&lan=eng | عنوان=ASIA/SYRIA - Christians being targeted by armed Islamist gangs | ناشر=[[وكالة فيدس|Fides Agenzia]] | تاريخ=30 March 2012 | تاريخ الوصول=April 07, 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120531085136/http://www.fides.org/aree/news/newsdet.php?idnews=31308&lan=eng | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2012 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> أما المؤسسة الدينيّة الرسميّة المسيحيّة فقد نبذت الحراك متخوفة من مصير مشابه لمسيحيي العراق ومصر، ودعت لإعطاء «فرصة للإصلاح»،<ref>[http://assafir.com/Article.aspx?ArticleId=2353&EditionId=2010&ChannelId=47623 هواجس مسيحي الشرق بالأرقام، لماذا يشعر الأقباط أنفسهم أنهم بعيدون عن الثورة]، السفير، 11 مارس 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120110122652/http://www.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=2353&EditionId=2010&ChannelId=47623 |date=10 يناير 2012}}</ref><ref>[http://www.al-akhbar.com/node/45202 الموارنة مصلوبون بين الربيع العربي وشتائه]، الأخبار، 11 مارس 2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161112082625/http://www.al-akhbar.com/node/45202 |date=12 نوفمبر 2016}}</ref> رغم ذلك فإن بعض وجوه المؤسسة الدينية الرسميّة قد برز اسمها خلال الأحداث مثل الأب باسيليوس نصّار، فضلًا عن فتح الكنائس أمام المتظاهرين ومقاتلي الجيش الحر سيّما في حمص؛<ref name="ثاني"/> وأدت [[الحرب الأهلية السورية]] إلى هجرة كبيرة للمسيحيين السوريين، حيث أشار تقرير إلى أن أعمال العنف في سوريا أدت إلى هجرة 80% من مسيحيي سوريا.<ref>[https://www.premier.org.uk/News/World/Report-estimates-up-to-80-of-Christians-have-left-Syria-and-Iraq Report estimates up to 80% of Christians have left Syria and Iraq ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180829072306/https://www.premier.org.uk/News/World/Report-estimates-up-to-80-of-Christians-have-left-Syria-and-Iraq |date=29 أغسطس 2018}}</ref>
 
هناك خوف لكثير من المسيحيين الذين يخافون من هيمنة [[إسلام سياسي|تيارات إسلامية سياسية]] على الحكومة، مثلما حدث في الحكومات التي انبثقت عن [[الربيع العربي]]، والتي أصبحت أقل تسامحًا مع المسيحيين وأقل اعترافًا [[معاداة المسيحية|بحقوقهم]].<ref name="Gallagher">{{استشهاد بخبر
سطر 283:
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181208233641/https://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-16984219 | تاريخ أرشيف = 8 ديسمبر 2018 }}</ref>
 
في عام [[2015]] استقبلت [[بلجيكا|الحكومة البلجيكية]] مئات اللاجئين من مسيحيي حلب، معظمهم عائلات مع أطفال، في إطار عملية معقدة أعلنت عنها الحكومة البلجيكية، موضحة أن هذه العملية سمحت بإخراج 244 مسيحياً من مدينة حلب السورية واستقبلتهم في بلجيكا.<ref>[https://www.mc-doualiya.com/articles/20150708-%D8%A8%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D8%B3%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9 بلجيكا تستقبل مئات اللاجئين من مسيحيي حلب]</ref> وفي تقرير ل[[وزارة خارجية الاتحاد الروسي|وزارة الخارجية الروسية]] منتصف 2016، أعلنت أن عدد المسيحيين في سوريا انخفض بمليون نسمة منذ بداية [[الحرب الأهلية السورية|الحرب]]، حيث انخفض من 2.2 مليون إلى 1.2، وقد أعربت عن خوفها من مصير مشابه ل[[المسيحية في العراق|مسيحيي العراق]]، الذين غادرت الغالبية العظمى منهم منذ [[حرب العراق|الغزو الأميركي]]. وقد أشار ''قسطنطين دولغوف'' مفوض الوزارة لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون إلى أن [[قائمة الجماعات المسلحةالمتحاربون في الحرب الأهلية السورية|الجماعات المسلحة]] في [[غوطة دمشق|الغوطة الشرقية]] كانت تستهدف الأحياء والأماكن المسيحية مثل [[باب توما]] و[[القصاع]] و[[جرمانا]].
وقد شمل ذلك عدة تفجيرات انتحارية وهجمات ب[[هاون (توضيح)|قذائف الهاون]].<ref>{{مرجع ويب
| مسار = https://arabic.rt.com/news/825693-%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%8A%D9%86%D9%82%D8%B5-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8/
| عنوان = تقلص المسيحيين في سوريا بمليون منذ بداية الحرب
سطر 294:
}}</ref>
 
أشارت تقارير إخباريّة في عام [[2019]] إلى تزايد أعداد السوريين الذين [[مسلمون تحولوا إلى المسيحية|تحولوا من الإسلام إلى المسيحية]] في بلدة [[عين العرب]] أو كوباني، التي حاصرها [[تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)|تنظيم الدولة الإسلامية]] لمدة شهور.<ref>[https://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKCN1RS241 انتشار المسيحية في بلدة سورية كانت تحت حصار الدولة الإسلامية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190422231809/https://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKCN1RS241 |date=22 أبريل 2019}}</ref> ويقول هؤلاء أن تجربة الحرب والاجتياح الذي قام به [[تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)|تنظيم الدولة الإسلامية]] دفعهم لاعتناق المسيحية، وبعد أن تحولت عدة أسر من الإسلام إلى المسيحية، افتتحت أول كنيسة إنجيلية في المدينة الواقعة على الحدود السورية التركية في عام [[2018]].<ref>[https://24.ae/article/501768/ سوريا: وحشية داعش سبب انتشار التحول إلى المسيحية في كوباني] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190422231809/https://24.ae/article/501768/ |date=22 أبريل 2019}}</ref> وأشارت التقارير أنه في المناطق التي تسكنها [[أكرادكرد سوريا|أغلبية كردية]] في شمال سوريا، باتت [[لادينية|اللادينية]] أكثر قوة، بينما انتشرت المسيحية في [[عين العرب]] أو كوباني.<ref>[https://arabic.euronews.com/2019/04/17/syria-christianity-spreads-in-a-town-that-has-been-subjected-to-violence-and-siege-by-isi سوريا.. المسيحيّة تنتشر في بلدة تعرّضت للعنف والحصار من قبل "داعش"] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190417125158/https://arabic.euronews.com/2019/04/17/syria-christianity-spreads-in-a-town-that-has-been-subjected-to-violence-and-siege-by-isi |date=17 أبريل 2019}}</ref> وينظر منتقدون إلى المتحولين الجدد بارتياب ويتهمونهم بأنهم يسعون لتحقيق مكاسب شخصية مثل الحصول على مساعدات مالية من منظمات مسيحية تعمل في المنطقة ووظائف وتحسين فرصهم للهجرة إلى دول أوروبية. بالمقابل ينفي المسيحيين الجدد في كوباني هذه الإدعاءات ويقولون إن تحولهم مسألة إيمانية بحتة.<ref>[https://www.reuters.com/article/us-syria-islamic-state-christians/christianity-grows-in-syrian-town-once-besieged-by-islamic-state-idUSKCN1RS19N Christianity grows in Syrian town once besieged by Islamic State] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190422053526/https://www.reuters.com/article/us-syria-islamic-state-christians/christianity-grows-in-syrian-town-once-besieged-by-islamic-state-idUSKCN1RS19N |date=22 أبريل 2019}}</ref><ref>[https://www.nydailynews.com/news/national/ny-isis-jesus-christianity-muslim-syria-20190416-ngxggukjzbbkdfjelr55jkgys4-story.html Syrian Muslims are converting to Christianity: report] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190417155534/https://www.nydailynews.com/news/national/ny-isis-jesus-christianity-muslim-syria-20190416-ngxggukjzbbkdfjelr55jkgys4-story.html |date=17 أبريل 2019}}</ref>
 
== واقع المسيحيين في سوريا ==
[[ملف:Franciscan Missionaries of Mary in Aleppo, Monastic complex, 2010.jpg|يسار|200بك|تصغير|دير الآباء الفرنسيسكان في [[حلب]].]]
ينتمي المسيحيون في سوريا إلى عدة كنائس. يتحدث غالبيتهم [[اللغة العربية|العربية]] كلغة أم وتستخدمها العديد من الكنائس كلغة طقسية إضافة لللارامية السورية القديمة (السريانية). أمَّا بالنسبة [[أرمن|للأرمن]] السوريون فهم يستخدمون اللغة [[لغة أرمنية|الأرمنية]] كلغة طقسية كما لا زال معظم الأرمن يتحدثون الأرمنية كلغة أم. وبالنسبة [[السريانآشوريون/سريان/كلدان|للسريان]] فما زالت أعداد منهم تتحدث [[اللغة السريانية]] الآرامية في بعض بلدات جبال [[القلمون (توضيح)|القلمون]] و[[الجزيرة الفراتية|منطقة الجزيرة]] السورية. في حين أن اللغة السريانية لا زالت مستخدمة كلغة طقسية لدى كافة [[مسيحية سريانية|الكنائس السريانية]] في سوريا والعالم، ''انظر [[مسيحية سريانية]]''.
 
لا يوجد اختلافات ثقافيّة كبرى بين المسيحيين السوريين والمحيط السوري العام، بعض الاختلافات تنشأ من الفروق الدينية، ففي المناسبات الاجتماعية التي يكون المشاركون فيها من مسيحيين غالبًا ما تقدم [[نظرة المسيحية للمشروبات الكحولية|مشروبات كحولية]] على خلاف ما هو سائد لدى أغلب المجتمعات العربيّة لكون [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلامية]] تحرّم مثل هذه المشروبات. المسيحيون العرب في سوريا، [[الختان في المسيحية|يختنون]] ذكورهم في الغالب كالمسلمين رغم أن [[الختان في المسيحية|شريعة الختان]] قد أسقطت في [[العهد الجديد]] أي أن مختلف الكنائس لا تلزم أتباعها بها. ومن ناحية ثانية فإن المسيحيين العرب يستخدمون لفظ الجلالة "[[الله]]" للإشارة إلى [[إله|الإله]] الذي يعبدونه، علمًا أن لفظ الجلالة المذكور قادم من الثقافة الإسلامية ولا مقابل لدى مسيحيي العالم الآخرين، باستثناء [[مالطا|مالطة]]، حيث يستخدم مسيحيو الجزيرة لفظ الجلالة أيضًا.<ref>[http://www.eslam.de/arab/begriffe/a/ALLAH.htm الله]، الموسوعة الإسلامية، 3 ديسمبر 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130319013956/http://www.eslam.de/arab/begriffe/a/ALLAH.htm |date=19 مارس 2013}}</ref>
 
يتميّز السوريين من المسيحيين، بالاحتفال [[عيد الميلاد|بعيد الميلاد]] ويقام في [[سوريا]] و[[لبنان]] يوم [[25 ديسمبر]]، يرتبط عيد الميلاد بوضع زينة الميلاد ممثلة بالشجرة وغالبًا ما يوضع تحتها أو بقربها "مغارة الميلاد" حيث توضع مجسمات تمثّل حدث الميلاد أبرزها [[يسوع]] طفلًا و[[مريم العذراء|أمه]] و[[يوسف النجار]] إلى جانب رعاة و[[المجوس الثلاثة]]، هذه العادة وفدت من الغرب،<ref>[http://www.serafemsarof.com/vb/showthread.php?t=5678 دخلت مغارة الميلاد]، الشبكة العربية الأرثوذكسية، 22 نوفمبر 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201034129/http://www.serafemsarof.com/vb/showthread.php?t=5678 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> إلا أنها باتت جزءًا من تقاليد الميلاد العامة، تمامًا كتوزيع الهدايا على الأطفال والتي ترتبط بالشخصية الرمزية [[بابا نويل]].<ref>[http://www.marnarsay.com/Christmas/Santa clous.htm بابا نويل]، إرسالية مار نرساي، 22 نوفمبر 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> العيد القريب من عيد الميلاد هو [[رأس السنة|عيد رأس السنة]] الذي يقام ليلة [[31 ديسمبر]]، علمًا أن العديد من الأسر الغير مسيحية تحتفل به أيضًا غير أنه ذو خصوصيّة مسيحية. أما [[عيد الفصح (توضيح)|عيد الفصح]] ويسبقه [[أسبوع الآلام]]، فبدوره مرتبط [[صلب المسيحيسوع|بموت المسيح]] و[[قيامة يسوع|قيامته]] حسب المعتقدات المسيحية. هناك أعياد أخرى أقل أهمية، وبعضها ترتبط أهميته بمناطق بعينها، فمثلًا يكتسب عيد القديسة بربارة يوم [[4 ديسمبر]] في [[سوريا]] طابعًا خاصًا ممثلًا بإقامة الحفلات التنكريّة، وفي [[صيدنايا]] تقام احتفالات بارزة يتخللها إشعال النار على رؤوس الجبال يوم [[عيد الصليب]] وهو تقليد متوراث منذ [[القرن 4|القرن الرابع]].<ref>[http://www.saydnayatoday.com/forum.php?forum_id=4&forum_adds=4266 صيدنايا تحتفل بعيد الصليب]، صيدنايا اليوم، 22 نوفمبر 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130930085318/http://saydnayatoday.com/forum.php?forum_id=4&forum_adds=4266 |date=30 سبتمبر 2013}}</ref>
 
وفقاً للباحثة إليزابيت جرانلي من [[جامعة أوسلو]] في دراسة عن تحول [[علويون (طائفة)|العلويين]] و[[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] إلى المسيحية في سوريا،<ref name="مولد تلقائيا8">[https://www.duo.uio.no/handle/10852/16181 Religious conversion in Syria : Alawite and Druze believers] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190713212811/https://www.duo.uio.no/handle/10852/16181 |date=13 يوليو 2019}}</ref> وجدت أنَّ [[علويون (طائفة)|العلويين]] الذين يتحولون المسيحية يواجهون صراع مع هويتهم أكثر من نظرائهم الدروز بسبب إشكالية الهوية العلوية وذلك على الرغم من الإلمام بالمسيحية والخلفية التوفيقية.<ref name="مولد تلقائيا8" /> بينما من ناحية أخرى لا يجد [[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] المتحولين إلى المسيحية أي تناقض بينها وبين هويتهم الدرزيَّة.<ref name="مولد تلقائيا8" /> وبحسب الباحثة يميل العلويين المتحولين إلى المسيحية أن يكونوا أكثر اهتماماً بأن يكونوا "مسيحيين حقيقيين" لأن هذه هي [[الهوية المسيحية|الهوية]] التي يسعون جاهدين لتحقيقها.<ref name="مولد تلقائيا8" /> في حين يرى بعض [[موحدون دروز|الدروز]] [[قائمة أشخاص اعتنقوا المسيحية|المتحولين إلى المسيحية]] أنهم بطريقة أو بأخرى ما زالوا دروز ومسيحيين وأن لا تناقض بين الهويتين.<ref name="مولد تلقائيا8" />
 
=== الوضع الاجتماعي ===
[[ملف:2018 Christmas in Damascus 13971005 14.jpg|يسار|200بك|تصغير|جانب من إحتفالات [[عيد الميلاد]] في [[دمشق]] في عام [[2018]].]]
منذ [[القرن 18|القرن الثامن عشر]] عندما أصدر السلطان [[محمود الثاني]] حزمة من القوانين الجديدة وسميت (التنظيمات) وتحت هذه القوانين حاول أن يساوي بين مواطني السلطنة بالحقوق والواجبات بصرف النظر عن دينهم أو عرقهم أو قوميتهم. أدى ذلك إلى ازدياد غنى التجار [[مسيحيون|المسيحيين]] و[[يهود|اليهود]] على حساب التجار المسلمين وخاصة صغار الكسبة.<ref>[http://ghassankeriaky.wordpress.com/2013/07/10/article19/ مذبحة المسيحيين في دمشق 1860] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180612142219/https://ghassankeriaky.wordpress.com/2013/07/10/article19/ |date=12 يونيو 2018}}</ref> وأصبح [[مسيحيون|المسيحيين]] خصوصًا في مدينة [[حلب]] أكثر ثراءً من المسلمين.<ref name="news.bbc.co.uk"/> ولعب كثير من مسيحيي البلاد دوراً فكرياً وثقافياً وسياسياً مهماً،<ref name="مولد تلقائيا10">[https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2013/5/27/%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%81-%D9%88%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A طوائف وأعراق المجتمع السوري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180801155814/http://www.aljazeera.net:80/news/reportsandinterviews/2013/5/27/طوائف-وأعراق-المجتمع-السوري |date=1 أغسطس 2018}}</ref> وساعد في ذلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمسيحيين،<ref name="مولد تلقائيا10" /> إذ يوجد أغلبهم في المدن، وينتمي أغلبهم لطبقات اقتصادية عليا.<ref name="مولد تلقائيا10" />
 
تتواجد فروق اجتماعية-اقتصادية بين [[مسيحيون|المسيحيين]] والمسلمين في سوريا، تاريخيًا تواجد المسيحيين بالمدن بشكل أكثر من المسلمين مما أتاح لهم فرص اقتصادية أكثر، وتجلى ذلك في ارتفاع نسبة المتعلمين والأكاديميين لدى المسيحيين بالمقارنة مع المسلمين بالإضافة إلى تواجد المسيحيين الكثيف في [[نخبة|النخبة]] المثقفة والسياسية، وكذلك ارتفاع مستواهم المعيشي إذ انتمى أغلب المسيحيين إلى الطبقة الوسطى [[برجوازية|البرجوازية]] والعليا.<ref>Saint Terzia Church in Aleppo [http://www.terezia.org/section.php?id=2386 Christians in Aleppo (in Arabic)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011101718/http://www.terezia.org/section.php?id=2386 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref> يعمل أغلب المسيحيين في مهن ذوي الياقات البيضاء والمهنية والأكاديمية كذلك فقد نجح الكثير من المسيحيين في المهن والأعمال التجارية.<ref name="news.bbc.co.uk" /> وقد أدى ارتفاع معدلات معرفة القراءة والكتابة والدراسة في "[[مدرسة مسيحية|المدارس الغربية التبشيرية]]" بين المسيحيين - ككل - إلى ارتفاع نسبة العمل في المهن مثل [[طب|الطب]] و[[طب الأسنان]] والتعليم و[[هندسة رياضية|الهندسة]].<ref name="مولد تلقائيا1" /> ونتيجة لذلك، يميل المسيحيين السوريين إلى كسب دخل أعلى وحصولهم على درجات ومهن مطلوبة بشكل أكبر في أماكن أخرى في [[الوطن العربي|العالم العربي]] أو في أي مكان آخر، مما يلغي الحاجة إلى تسجيلهم كلاجئين بسبب [[الحرب الأهلية السورية]].<ref name="مولد تلقائيا1" />
 
وفقاً لمروان كريدي الأستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة ويست تشيستر، يعود سبب انخفاض أعداد المسيحيين في التسجيل كلاجئين والتقدم بطلب لإعادة التوطين خلال [[الحرب الأهلية السورية]]،<ref name="مولد تلقائيا1" /> بسبب ميلهم إلى السكن في المناطق الحضرية إلى حد كبير، وبالتالي فإنهم يستفيدون من زيادة الإنفاق الحكومي والمنشآت التعليمية الأفضل، وبالتالي لديهم فرص أكبر للحصول على الثروة في المناطق الحضرية منها في المناطق الريفية.<ref name="مولد تلقائيا1" /> ويشير كريدي أن المسيحيون في سوريا يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعليماً من الأقليات الأخرى؛ وهذا يرجع إلى عوامل تاريخية بالإضافة إلى الظروف الحالية.<ref name="مولد تلقائيا1" /> حيث تاريخياً، خلال الحقبة العثمانية خلال [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] وأوائل [[القرن 20|القرن العشرين]] أنشأ المبشرون المسيحيين [[مدرسة مسيحية|المدارس]]، والمطبعات، و[[مستشفى|المستشفيات]]، وغيرها من المؤسسات، وأسس هؤلاء المبشرون المسيحيون مؤسسات تعليمية في جميع أنحاء المدن الكبرى في ذلك الوقت، وربما أشهرها [[الجامعة الأميركية في بيروت|الجامعة الأمريكية في بيروت]] في عام [[1866]]، و[[جامعة القديس يوسف]] التي تأسست عام [[1875]] في [[بيروت]] أيضًا. وقد تكررت هذه التعهدات في المدن الكبرى في سوريا الحالية، بما في ذلك [[حلب]] ودمشق. والتحق الأطفال [[مسيحيون|المسيحيين]] و[[يهود|اليهود]] بهذه المدارس التبشيرية، لكن رجال الدين المسلمين بذلوا قصارى جهدهم لمنع الأطفال [[مسلم|المسلمين]] من الحضور، وبدلاً من ذلك تم حثهم على الدراسة في المدارس التقليدية، وبالتالي مع بداية الحرب العالمية الأولى "كان لدى المسيحيين واليهود معدلات معرفة بالقراءة والكتابة أعلى بكثير من المسلمين".<ref name="مولد تلقائيا1" /> وبحسب رامي خوري، وهو باحث وصحفي ومدير معهد عصام فارس في [[الجامعة الأميركية في بيروت]]، يميل المسيحيين السوريين التركيز على التعليم "كمتلازمة [[أقلية نموذجية|الأقلية النموذجية]]"، والذي يصفه بالإعتقاد بأن [[تعليم|التعليم]] سيكون سلّمهم للنجاح.<ref name="مولد تلقائيا1" />
 
=== التعداد المعاصر ===
سطر 319:
[[ملف:Maaloula-St-Thecla from top of rock.jpg|تصغير|200بك|دير [[مار تقلا]] في [[معلولا]] شمال [[دمشق]].]]
[[File:صورة لدير مار جرجس.jpg|thumb|تصغير|200بك|[[دير مارجرجس (الحميراء)|دير مار جرجس]] في [[وادي النصارى]] غرب سوريا.]]
وفقاً لتعداد السكان عام [[1943]] شكل المسيحيين حوالي 14% من السكان،<ref name="census">{{مرجع كتاب|الأخير=Hourani|الأول=Albert Habib|عنوان=Minorities in the Arab World|ناشر=Oxford University Press|مكان= London|سنة=1947|صفحات=76}}</ref> وأشار تعداد السكان عام [[1960]] أن حوالي 7.8% من سكان سوريا من المسيحيين.<ref name="Samman">{{fr}} Mouna Liliane Samman, ''[http://horizon.documentation.ird.fr/exl-doc/pleins_textes/pleins_textes_6/Tra_d_cm/09309.pdf La population de la Syrie: étude géo-démographique]'', IRD Editions, Paris, 1978, {{ISBN|9782709905008}} [https://books.google.com/books?id=vPxWKyrAAUIC&pg=PA7 table p.9]</ref> ومنذ عام [[1970]] لم تعد إحصاءات التعداد السكاني تذكر توزع الأديان في البلاد. بحسب تقرير ل[[وكالة المخابرات المركزية|وكالة المخابرات المركزية الأمريكية]]، يشكل المسيحيون 10% من مجموع السكان في سورية،<ref>{{مرجع ويب|مسار=https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sy.html#People|عنوان=The World Factbook - Syria|تاريخ الوصول=7 سبتمبر / أيلول 2014|ناشر=[[وكالة المخابرات المركزية|وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA]]|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190524135540/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/sy.html | تاريخ أرشيف = 24 مايو 2019 }}</ref> وبحسب الباحث جوزيف هوليداي قبل قيام [[الحرب الأهلية السورية|الحرب الأهلية]] عام [[2011]] شكل العرب [[أهل السنة والجماعة|السنَّة]] حوالي 60% من السكان، تلاهم [[علويون (طائفة)|العلويون العرب]] مع حوالي 12%، و[[كرد|الأكراد]] [[أهل السنة والجماعة|السنَّة]] مع 9%، و[[روم أنطاكيون|المسيحيين الأرثوذكس]] مع 9%، والمسيحيين [[أرمن|الأرمن]] مع 4%، و[[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] مع 3%، و[[إسماعيلية|الإسماعيليين]] العرب مع 2%، في حين شكل كل من [[تركمان سوريا|التركمان]] و[[شركس سوريا|الشركس]] و[[سريان سوريا|السريان]] حوالي 1%.<ref name="ISW 2011">{{cite journal | url=http://www.understandingwar.org/sites/default/files/Struggle_For_Syria.pdf | title=The Struggle for Syria in 2011 | author=Holliday, Joseph | journal=Institute for the Study of War |date=December 2011}}</ref>
 
بحسب كلية الشؤون الدولية والعامة في [[جامعة كولومبيا]] شكل المسيحيين في منتصف عام [[2010]] حوالي 11.2% من السكان في حين شكلوا 10.9% من السكان في عام [[2018]]، ومعظمهم من [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]] يليهم [[سريان سوريا|السريان]] و[[أرمن سوريا|الأرمن]].<ref name="مولد تلقائيا3">{{مرجع ويب|مسار=http://gulf2000.columbia.edu/images/maps/Syria_Ethnic_Shift_2010-2018_lg.png|عنوان=Syria Religious Composition 2018|الأخير=Gulf/2000 Project|الأول=|تاريخ=2018|موقع=Columbia University - School of International and Public Affairs|مسار أرشيف=|تاريخ أرشيف=|وصلة مكسورة=|تاريخ الوصول=}}</ref> في حين تقول المصادر الرسمية أن نسبة المسيحيين في سوريا هي 8%.<ref>سوريا بالأرقام، المركز اللبناني للدراسات الاستراتيجية، ج1 ص124، ج2 ص128.</ref> وتختلف الكثافة المسيحيّة حسب المناطق السوريّة فبينما تصل إلى 20% في منطقة [[الجزيرة الفراتية]]، وإلى 15% في [[الساحل السوري|المنطقة الساحليّة]]، وإلى 10% في [[حلب]]، وتنخفض إلى 5% في كل من دمشق ومنطقة سهل الغاب في حماة.
 
بحسب كلية الشؤون الدولية والعامة في [[جامعة كولومبيا]] انخفضت أعداد ونسب المسيحيين بسبب [[الحرب الأهلية السورية]] والتي أدت إلى هجرة وتهجير المسيحيين، ففي منتصف عام [[2010]] قدرت أعداد المسيحيين في سوريا بحوالي 2.3 مليون أي حوالي 11.2%، منهم 1.9 مليون من [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]] يليهم [[سريان سوريا|السريان]] (230 ألف) و[[أرمن سوريا|الأرمن]] (171 ألف).<ref name="مولد تلقائيا2" /> بالمقابل في منتصف عام [[2018]] قدرت أعداد المسيحيين في سوريا بحوالي 1.9 مليون أي حوالي 10.9%، منهم 1.6 مليون من [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]] يليهم [[سريان سوريا|السريان]] (180 ألف) و[[أرمن سوريا|الأرمن]] (150 ألف).<ref name="مولد تلقائيا2" /> حيث تضرر المسيحيين السوريين، تماشياً مع غيرهم من المواطنين، بشدة من [[الحرب الأهلية السورية]]. وفقاً للقانون السوري، فإن جميع الرجال السوريين البالغين سن الرشد مؤهلون [[تجنيد إجباري|للتجنيد العسكري]]، بما في ذلك المسيحيين. ومع اندلاع [[الحرب الأهلية السورية]] في عام [[2011]]، غادر بين 300,000 إلى 900,000 مسيحي البلاد،<ref name="aina 1">[http://www.aina.org/reports/utrmcfsi.pdf aina 1] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171010103419/http://www.aina.org/reports/utrmcfsi.pdf |date=10 أكتوبر 2017}}</ref> لكن مع بدء الوضع في الإستقرار عام [[2017]] بعد مكاسب الجيش السوري الأخيرة، وعودة الكهرباء والمياه إلى العديد من المناطق، وبعد عودة الاستقرار إلى العديد من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بدأ بعض المسيحيين بالعودة إلى سوريا، وعلى الأخص في المدينة [[حمص]].<ref>[https://www.worldwatchmonitor.org/2017/12/syria-homs-christians-return-rebuild-homes-lives/ Syria: Homs Christians return to rebuild homes and lives - World Watch Monitor] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180728035710/https://www.worldwatchmonitor.org/2017/12/syria-homs-christians-return-rebuild-homes-lives/ |date=28 يوليو 2018}}</ref>
 
ظهرت العديد من التقديرات المتناقضة أحيانًا في تقدير تعداد المسيحيين في سوريا وتوزعهم بين الطوائف وأدناه نجد جدولًا يوضح ''تقديرات'' لتعداد مسيحيي [[سوريا]] موزعين حسب الطوائف المسيحية المختلفة من الأكبر عددًا إلى الأصغر عددًا.<ref>الطوائف المسيحية في سوريا نشأتها تطورها تعدادها، سمير عبده ص33.</ref>
سطر 332:
! العدد عام 2000
|-
| [[روم أرثوذكس (توضيح)|روم أرثوذكس]]
| 181,750 نسمة
| 545,250 نسمة
سطر 385:
=== دمشق ===
[[ملف:Damasco cattedrale ortodossaHPIM3223.JPG|يسار|200بك|تصغير|[[الكنيسة المريمية]]، مقر [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس]].]]
غالبية المسيحيين في [[دمشق]] هم من [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]]. أما [[أرمن|الأرمن]] فإن دمشق تشكل واحدة من [[أرمن سوريا|بؤر تواجدهم]] الرئيسيَّة في سوريا،<ref name="]الأرمن1">[http://www.alarabiya.net/articles/2005/07/18/15030.html الأرمن العرب نجوم متألقة... من الفن إلى الترشيح للرئاسة]. [[قناة العربية]]. تاريخ النشر 18-05-2005. تاريخ الولوج 30-12-2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201035210/http://www.alarabiya.net/articles/2005/07/18/15030.html |date=01 ديسمبر 2017}}</ref> حيث أنها تُعد ثالث أكبر مركز لهم في البلاد بعدَ [[حلب]] و[[القامشلي]].<ref name="]الأرمن2">[http://www.khabararmani.com/files/0000312_arb.htm الأرمن في الجمهورية العربية السورية]. تاريخ الولوج 30-12-2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120119061839/http://www.khabararmani.com/files/0000312_arb.htm |date=19 يناير 2012}}</ref> تحوي المدينة أعدادًا كبيرة من المسيحيِّين أغلبهم من [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|الروم الأرثوذكس الإنطاكيين]] و[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الملكيين الكاثوليك]]، وتشير التقديرات أن المسيحيين يشكلون حوالي 15% إلى 20% من سكان المدينة. وتعتبر دمشق مقر ثلاث بطريركيات للروم الأرثوذكس الإنطاكيين والروم الكاثوليك وثالثة للسريان الأرثوذكس، كما تعتبر مقر أبرشية لأغلب الطوائف المسيحية السورية الأخرى. تشير التقديرات أنه يوجد 700,000 عضو في [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس]] في سوريا، وهم الجزء الأكبر من السكان المسيحيين إلى جانب 400,000 من السريان وحوالي 100,000 من الأرمن.
 
يتوزع الانتشار المسيحي بشكل خاص في [[باب توما]] و[[باب شرقي (دمشق)|باب شرقي]] و[[القصاع|حي القصّاع]]. ومن الأحياء والضواحي المختلطة والتي تضم سكان من المسيحيين و[[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] و[[أهل السنة والجماعة|السنَّة]] [[حي التضامن (دمشق)|حي التضامن]]،<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/01/alawites-syria-siege-sunni-druze.html|عنوان=Syria's Alawites Under Siege| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505235819/https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/01/alawites-syria-siege-sunni-druze.html | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2019 }}</ref> و[[جرمانا]]،<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://syriadirect.org/news/jaramana-despite-pressures-druze-remain-in-regime-camp|عنوان=Despite pressure Druze remain in regime camp| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505235836/https://syriadirect.org/news/jaramana-despite-pressures-druze-remain-in-regime-camp/ | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2019 }}</ref> و[[صحنايا]]. عدا أن دمشق تعتبر مقرًا دائمًا لثلاثة صروح [[بطريرك أنطاكية|بطريركية إنطاكية]] أبرزها [[الكنيسة المريمية]]، و[[كاتدرائية سيدة النياح|كنيسة الزيتون]]، وتوجد إلى جانب هذه الكنائس الأثرية كنائس حديثة النمط المعماري مثل كنيسة الصليب في القصاع.<ref>[http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=places&filename=201106081800011 كنيسة الزيتون، تاريخ العراقة والثقافة]، عين دمشق، 27 ديسمبر 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201041227/http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=places&filename=201106081800011 |date=01 ديسمبر 2017}}</ref><ref>[http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=88457610120130216150455 الكاتدرائية المريمية بدمشق]، صحيفة الثورة، 27 ديسمبر 2013. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20130325171801/http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=88457610120130216150455 |date=25 مارس 2013}}</ref>
 
=== حلب ===
[[ملف:Armenian Church of the Holy Mother of God, Aleppo, 2010 (1).jpg|يسار|200بك|تصغير|كنيسة السيدة في مدينة [[حلب]]، وتتبع [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس]].]]
كانت حلب أيضًا موطنًا لإحدى أغنى المجتمعات [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] وأكثرها تنوعًا في الشرق. وتاريخياً خصوصًا خلال الحكم العثماني عمل المسيحيون في [[تجارة|التجارة]] وأقاموا في أحياء خاصة فيهم أبرزها [[حي الجديدة|الجديّدة]]، وشيّدت في الحي ذاته بيوت فخمة تدل على ثراء ورفاهية أصحابها، فضلًا عن مختلف المرافق التي تتيح لهذا الحيّ أن يعيش حياته المستقلة منها [[حمام عام|حمامات عامة]] مثل حمام برهم.<ref>[http://www.terezia.org/section.php?id=2386 أحياء حلب المسيحيّة في العهد العثماني الأول] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171011101718/http://www.terezia.org/section.php?id=2386 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref> في تلك الحقبة كان مسيحيو حلب أكثر ثراءً من المسلمين.<ref name=Eldem69/> كانت الطوائف الأرثوذكسية وغيرها من الطوائف المسيحية تزداد ثروة وثقافة ونفوذًا طوال [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]. فالحماية الأجنبية لم تمنحها امتيازات سياسية فحسب، بل وفرت لأبنائها أيضًا، وهم العاملون بالتجارة مع أوروبا في ذلك الحين، منافع تجارية ومالية. وقد اغتنى، بنوع خاص، اليونانيون والأرمن والمسيحيون السوريون الناطقون بالضاد، فارتفع مع هذا الغنى مستواهم الثقافي واشتد شعورهم الطائفي.<ref>[https://www.aljumhuriya.net/ar/content/مسيحيو-سورية مسيحيو سورية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181230232420/https://www.aljumhuriya.net/ar/content/مسيحيو-سورية |date=30 ديسمبر 2018}}</ref> خلال القرن الثامن عشر ازدهرت الحياة الثقافية وقام في [[حلب]] نخبة من الأدباء والمفكّرين المسيحيين كان لهم دور في [[النهضة العربية]] الحديثة. وقام المسيحيون بدور كبير في عهد الانتداب وكانوا العمود الفقري لأهم الدوائر والمؤسسات ولمعوا في المهن الحرّة [[طب|كالطب]] و[[محاماة|المحاماة]] و[[هندسة رياضية|الهندسة]] كما تابعوا نشاطهم التجاري التقليدي متأقلمين مع الأوضاع الجديدة. وظلّت الطبقة العاملة تتقن المهن التقليدية كالبناء، والنسيج وعملوا على ادخال التصنيع الحديث. ونبغ خاصة الأرمن في الصناعات الميكانيكية ومن " مهاجرين " أصبحوا أرباب عمل ونخبة ثريّة. وساهم المسيحيون في الحياة السياسية كنوّاب ووزراء وعملوا مع إخوانهم المسلمين للحصول على الاستقلال التام. كانت الغالبية من مسيحيي المدينة من [[كاثوليكية|الكاثوليك]] حتى نهايات فترة الحكم العثماني، وقد إرتبطن ازدياد أعداد [[مسيحيون|المسيحيين]] [[أرثوذكسية (توضيح)|الأرثوذكس]] بقدوم النازحين [[أرمن|الأرمن]] و[[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] من [[تركيا]] هربًا من [[الإبادة الجماعية للأرمن|الإبادة الجماعية الأرمنية]] [[مذابح سيفو|والسريانية]]، ومن الناحية الأخرى لتدفق أعداد من النازحين [[مسيحيون عرب|الأرثوذكس العرب]] ([[روم أنطاكيون]]) عند تهجيرهم من [[لواء إسكندرون|لواء الاسكندرون]] عندما تم إلحاق سنجق [[إسكندرونة|الإسكندرونة]] عام 1939 بتركيا. في عام 1944، كان تعداد السكان حوالي 325,000 شكّل المسيحيون منهم حوالي 112,110 (34.5%) وكان نصفهم من [[أرمن|الأرمن]] أي 60,200 نسمة.<ref>Alepppo in One Hundred Years 1850– 1950, vol.2-page 3, 1994 Aleppo. Authors: Mohammad Fuad Ayntabi and Najwa Othman</ref>
 
قبل [[الحرب الأهلية السورية]] كانت مدينة [[حلب]] ثالث مدينة في [[الشرق الأوسط]] بعد [[القاهرة]] و[[بيروت]] من حيث عدد المسيحيين،<ref>[http://all4syria.info/Archive/231309 أوروبا: انتقاء اللاجئين السوريين على أساس الدين.. بلجيكا نموذجا] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170112185722/http://www.all4syria.info/Archive/231309 |date=12 يناير 2017}}</ref><ref>[http://www.bbc.com/news/world-europe-33439875 Syria conflict: Belgium rescues 200 Aleppo Christians] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160721053324/http://www.bbc.com/news/world-europe-33439875 |date=21 يوليو 2016}}</ref> حيث ضمت المدينة قبل [[الحرب الأهلية السورية]] بين 160,000 إلى 250,000 مسيحي.<ref name="مولد تلقائيا9">{{مرجع ويب|مسار=http://www.aina.org/news/20141202174517.htm|عنوان=Christians Hold Out in Syria's Aleppo Despite Jihadist Threat|عمل=aina.org| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190124102115/http://www.aina.org/news/20141202174517.htm | تاريخ أرشيف = 24 يناير 2019 }}</ref><ref>[http://all4syria.info/Archive/231309 أوروبا: انتقاء اللاجئين السوريين على أساس الدين.. بلجيكا نموذجا] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180402225646/http://all4syria.info/Archive/231309 |date=02 أبريل 2018}}</ref><ref>[http://www.bbc.com/news/world-europe-33439875 Syria conflict: Belgium rescues 200 Aleppo Christians] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180504193346/http://www.bbc.com/news/world-europe-33439875 |date=04 مايو 2018}}</ref> مع تواجد للعديد من الطوائف [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]]، وخاصةً من [[أرمن سوريا|الأرمن]] و[[سريان سوريا|السريان]]. تاريخياً كانت المدينة المركز الرئيسي للمبشرين الكاثوليك الفرنسيين في سوريا.<ref>{{مرجع ويب|مسار=http://www.catholicnews.sg/index.php?option=com_content&view=article&id=2746&Itemid=120 |عنوان=Catholic Doctor "Flies High" with The Flying Hospital to Treat the Less Fortunate in Aleppo, Syria |ناشر=Catholicnews.sg |تاريخ=23 March 2009 |تاريخ الوصول=29 August 2013 |وصلة مكسورة=yes |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20131020104335/http://www.catholicnews.sg/index.php?option=com_content&view=article&id=2746&Itemid=120 |تاريخ أرشيف=20 October 2013 |df=dmy }}</ref> وكان عدد سكان حلب المسيحيين أكثر بقليل من 250,000 نسمة قبل [[الحرب الأهلية السورية]]، وهو ما يمثل حوالي 12% من إجمالي سكان المدينة. ومع ذلك، نتيجة للحرب الأهلية السورية، انخفض عدد السكان المسيحيين في المدينة إلى أقل من 100,000 اعتبارًا من بداية عام [[2017]]، وكان منهم حوالي 30% من الإثنية الأرمنية.<ref name="مولد تلقائيا9" /> ويتحدث عدد كبير من السريان في حلب [[اللغة السريانية]]، وينحدرون من مدينة [[أورفة]] في تركيا، ويتبعون في الغالب [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية]] و[[الكنيسة السريانية الكاثوليكية]]. ومع ذلك، هناك وجود كبير لأتباع [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس]]. هناك أيضاً عدد كبير من المسيحيين الكاثوليك الشرقيين في المدينة بما في ذلك [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الملكيين]] و[[موارنة|الموارنة]] و[[الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية|الكلدان]] وأتباع [[الكنيسة اللاتينية|الطقوس اللاتينية]]. المسيحيون [[بروتستانتية|البروتستانت]] من مختلف الطوائف هم أقلية في المدينة.
 
تتمتع العديد من أحياء المدينة بأغلبية مسيحية وأرمنية، مثل [[حي الجديدة|الحي المسيحي القديم في الجديدة]]. وتعمل حوالي 50 كنيسة في المدينة والتي تديرها مختلف الطوائف المسيحية. ومع ذلك، وفقًا لنائب رئيس لجنة [[يونسكو|اليونسكو]] التابعة للاتحاد الروسي ألكساندر دزاسوخوف، عانت حوالي 20 كنيسة من الدمار الشديد خلال المعارك في حلب،<ref>{{مرجع ويب |مسار=http://www.imsoblesseddaily.com/20-churches-destroyed-aleppo-syria/ |عنوان=20 Churches Were Destroyed As Bombings Continue in Aleppo, Syria |تاريخ الوصول=3 May 2017 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170804013303/http://www.imsoblesseddaily.com/20-churches-destroyed-aleppo-syria/ |تاريخ أرشيف=4 August 2017 |وصلة مكسورة=yes |df=dmy-all }}</ref><ref>[http://armenianweekly.com/2015/01/10/cathedral-bombed/ Armenian Catholic Cathedral in Aleppo Bombed Hours Before Mass] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190227000246/https://armenianweekly.com/2015/01/10/cathedral-bombed/ |date=27 فبراير 2019}}</ref><ref>[http://horizonweekly.ca/en/79419-2/ Armenian Evangelical Church in Aleppo damaged in rocket attack] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180831035425/https://horizonweekly.ca/en/79419-2/ |date=31 أغسطس 2018}}</ref><ref>[http://www.gettyimages.ae/detail/news-photo/picture-taken-on-march-9-2017-in-the-northern-syrian-city-news-photo/650514740#picture-taken-on-march-9-2017-in-the-northern-syrian-city-of-aleppo-picture-id650514740 Picture taken on March 9, 2017 in Aleppo showing the damage around Saint George's Armenian Church] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190320172258/https://www.gettyimages.ae/detail/news-photo/picture-taken-on-march-9-2017-in-the-northern-syrian-city-news-photo/650514740 |date=20 مارس 2019}}</ref> وأبرزها الوطنية الكنيسة الإنجيلية، وكذلك الكنائس التاريخية المحيطة ب[[حي الجديدة]].<ref>[http://syriacpatriarchate.org/2017/01/visit-to-the-old-city-of-aleppo/ Syrian orthodox Patriarchate of Antioch: Visit to the Old City of Aleppo] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190320133840/https://syriacpatriarchate.org/2017/01/visit-to-the-old-city-of-aleppo/ |date=20 مارس 2019}}</ref><ref>[http://syrcata.com/news/2016/august-2016/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.html The destruction at the Mar Assia Syrian Catholic Church of Aleppo] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190316161245/http://syrcata.com/news/2016/august-2016/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.html |date=16 مارس 2019}}</ref> وفي [[25 ديسمبر]] من عام [[2016]]، بعد انتصار الحكومة، تم الإحتفال ب[[عيد الميلاد]] علانية في حلب لأول مرة منذ أربع سنوات.<ref>{{استشهاد بخبر |الأخير=Eyad |الأول=Alhosein |مسار=http://www.ibtimes.com/christmas-aleppo-photos-video-show-christians-celebrate-assad-victory-syria-2464372 |عنوان=Christmas In Aleppo: Photos, Video Show Christians Celebrate Assad Victory In Syria |عمل=International Business Times |تاريخ=2016-12-22 |تاريخ الوصول=2016-12-26 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505235829/https://www.ibtimes.com/christmas-aleppo-photos-video-show-christians-celebrate-assad-victory-syria-2464372 | تاريخ أرشيف = 5 مايو 2019 }}</ref>
 
=== حمص ===
سطر 403:
von der politischen Krise zerrieben zu werden. Ein Appell zum Dableiben. FAZ, 7 November 2013 </ref> وشكلوا حوالي 10% من سكان المدينة، وتركزوا بشكل خاص في المدينة القديمة.<ref>[https://www.bbc.com/news/world-middle-east-15625642 Homs: Syrian revolution's fallen 'capital'] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190505143907/https://www.bbc.com/news/world-middle-east-15625642 |date=05 مايو 2019}}</ref> حالياً المسيحية هي ثاني أكبر الأديان في مدينة حمص بعد [[الإسلام في سوريا|الطائفة السنيَّة]]، ويتركزون في شمال المدينة في "حي الحميدية" الذي ارتبط تاريخياً وحتى الآن بكون أغلب قاطنيه من المسيحيين السوريين. سوى ذلك، فإنه من الناحية العددية، تحتفظ [[محافظة حمص]] بثاني أكبر عدد من المسيحيين بعد [[محافظة حلب]]، ولعلّ [[وادي النصارى]] الذي يقع قرب الحدود اللبنانية غرب المدينة، هو الثقل الأبرز لمسيحيي محافظة حمص. ويضم [[وادي النصارى]] [[:تصنيف: وادي النصارى|القرى والبلدات]] ذات الغالبية المسيحية الممتدّة على ناحيتي [[ناحية الحواش|الحواش]] و[[ناحية الناصرة|الناصرة]] في [[محافظة حمص|ريف حمص الغربي]].
 
دخول المسيحية إلى [[حمص]] كان بطيئًا، إذ كان أهل حمص مؤمنين بشدة بالآلهة، ولذلك فقد كتب أوسابيوس عن أول أسقف على حمص وهو سلوانس، أنه ليس لديه أي مهمة داخل المدينة وأن مسيحيي حمص إنما هم في القرى المحيطة بها.<ref>Herbermann, 1913, p.403.</ref> يضاف إلى ذلك [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات الرومانية]] المتكررة، حتى أنّ المسيحيين كانوا يصلّون في كنائس تحت الأرض خشية من الرومان. بحلول [[القرن 5|القرن الخامس]] والذي يعرف أيضًا "بقرن الكنائس" في [[سوريا]]، كانت المسيحية قد غدت دين غالبية السكان، بل وتحولت إلى مركز مطرانية، وتوجد اليوم كم وافر من المخطوطات والمنحوتات التي ترقى لتلك الفترة، وتثبت ذلك. في عام [[1933]] انتقل مقر [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|بطريركية السريان الأرثوذكس]] من [[ماردين]] التي تقع في جنوب [[تركيا]] حالياً إلى حمص، واتخذت من [[كنيسة أم الزنار]] مقراً لها، ثم نُقلت في وقت لاحق إلى [[دمشق]] العاصمة عام [[1959]].<ref>Fahlbusch and Bromiley, 2008, p.282.</ref> حاليًا تشكل حمص مقرًا لعدة [[أبرشية|أبرشيات]] للروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس و[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الكاثوليك]] ومقر نيابات أسقفية لعدد من الطوائف المسيحية الأخرى [[الكنيسة المارونية|كالموارنة]]، علمًا أن مقر أسقفية الملكيين تشمل [[حماة|حماه]] و[[يبرود]] أيضًا لا تشمل أغلب ريف حمص خاصة [[وادي النصارى]] و[[تلكلخ]] الذي يشكل أبرشية قائمة بذاته مقرها [[مرمريتا]] التابعة إداريًا لحمص حتى عام [[2000]]، ثم نقل بعدها إلى [[اللاذقية]].
 
من أقدم المعالم المسيحية في مدينة [[حمص]]، [[كنيسة أم الزنار]] التي بدأت ككنيسة تحت الأرض مشيدة عام [[59]] ما يجعلها من أقدم كنائس العالم،<ref name="معالم">[http://www.yuliantours.com/ar/aboutsyria/hims_church.php الكنائس في حمص، والأبنية الأثرية المسيحية فيها]، يوليان للسياحة والسفر، 23 أيلول 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304113106/http://www.yuliantours.com/ar/aboutsyria/hims_church.php |date=04 مارس 2016}}</ref> ثم بنيت كنيسة صغيرة فوق الأرض بعد انتشار المسيحية في المدينة فوق الكنيسة الأصلية، وفي [[القرن 12|القرن الثاني عشر]] وضع بها الزنار المنسوب [[مريم العذراء|لمريم العذراء]]، وهو بحسب [[تقاليد مسيحية|التقاليد المسيحية]] قد احتفظ به [[توما|القديس توما]] أحد [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]] وانتقل إلى عدة مدن قبل أن يستقر في حمص؛ في عام [[1852]] وخلال عمليات تجديد الكنيسة وترميمها عام [[1852]] عثر داخل مذبح الكنيسة إلى الزنار موضوعًا داخل وعاء معدني، حيث أن أهالي حمص خافوا من القلاقل الأمنية ودفنوا الزنار فيه، وقد شيد مصلّى خاص قرب الكنيسة يعرض به الزنار منذ ذلك الوقت.<ref name="معالم" /> الصرح الثاني هو كنيسة الأربعين شهيدًا والتي ترقى لعصور مبكرة أيضًا وقد تم ترميمها مرتين الأولى بعد زلزال [[القرن 12|القرن الثاني عشر]] والمرة الثانية في القرن التاسع عشر،<ref name="معالم" /> هناك أيضًا دير وكنيسة مار إليان الحمصي المبنية عام [[423]] على ضريح القديس المسيحي ابن حمص الذي قتل خلال الاضطهادات الرومانية عام [[284]]،<ref name="معالم" /> وكنيسة مار يوحنا المعمدان التي ترقى للقرن السادس عشر. هناك عدد من المعالم الأكثر حداثة كدير [[يسوعيون|الآباء اليسوعيين]] ومقر مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك.
 
=== اللاذقية ===
[[ملف:Lattakia,CatholicChurch.jpg|يسار|200بك|تصغير|[[كنيسة اللاتين (اللاذقية)|كنيسة قلب يسوع الأقدس]] في [[اللاذقية]]، وقد بنيت عام [[1904]] ويطغى عليها طابع عصر النهضة الأوروبية.]]
شكلت اللاذقية ومنذ القرون الأولى مركزًا هامًا للمسيحية، وتعود أقدم الكنائس المكتشفة إلى [[القرن 3|القرن الثالث]]،<ref>[http://www.jesusfriendsnet.com/bb3/viewtopic.php?f=24&t=135&p=648 تاريخ الكنائس في الساحل السوري]، أصدقاء يسوع، 18 حزيران 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121028050824/http://www.jesusfriendsnet.com/bb3/viewtopic.php?f=24&t=135&p=648 |date=28 أكتوبر 2012}}</ref> في حين أن المسيحية في سوريا الداخلية لم تصبح دين السكان حتى أواخر [[القرن 4|القرن الرابع]]. وبطبيعة علاقاتها التجارية مع [[اليونان]] فقد طغى [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|المذهب البيزنطي الأنطاكي]] عليها، على عكس سوريا الداخلية خصوصًا في أريافها حيث انتشر [[مسيحية سريانية|الطقس السرياني]]، لكن للطقس السرياني وجوده التاريخي في المدينة إذ يذكر التاريخ رسامة أسقف من كنيسة [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|السريان الأرثوذكس]] عام [[578]].
 
وتختلف النسبة التقريبية للمسيحيين في اللاذقية وهي تتراوح بين 12% إلى 18% من مجموع السكان، يأت في مقدمتهم [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|الروم الأرثوذكس الإنطاكيون]] وهم يشكلون غالبية ساحقة من مسيحيْ المدينة، يليهم [[كنيسةالكنيسة مارونيةالمارونية|الموارنة]] و[[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرمن الأرثوذكس]] رغم أن أغلب نفوسهم في بلدة [[كسب]] الواقعة على الحدود مع [[تركيا]]، إلا أن قسمًا كبيرًا منهم يقيم في المدينة بشكل دائم. تاريخ الأرمن في المدينة يرقى للقرون الوسطى، أي قبل النزوح الأرمني العام [[1915]]، إذ كان للأرمن كنيسة وفندق في اللاذقية في [[القرن 14|القرن الرابع عشر]]، محولين المدينة إلى مركز في طريق الحج إلى [[القدس]]. هناك أيضًا عدد من [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|اللاتين]] ويتبع لهم أيضًا عدد من العائلات [[الكنيسة السريانية الكاثوليكية|السريانية الكاثوليكية]] و[[كنيسة الأرمن الكاثوليك|الأرمنية الكاثوليكية]]، إذ إن أبناء هاتين الطائفتين لا كنائس لهم بسبب قلة عددهم؛ هناك أيضًا عدد قليل من [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الكاثوليك]] و[[البروتستانتبروتستانتية|الإنجيليين]] موزعين على ثلاث كنائس [[الكنيسة المعمدانية|معمدانية]] و[[لوثرية|كنيسة لوثرية]].
 
المدينة هي أيضًا مركز لعدد من الأبرشيات المسيحية، ومن المعروف أن [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] عام [[325]] اعتبر اللاذقية أسقفية قائمة بحد ذاتها؛ أقدم الأبرشيات هي أبرشية الروم الأرثوذكس، ثم الأبرشية المارونيّة التي استحدثت عام [[1736]] وكان كرسيّها في [[طرابلس]] ثم قسمت الأبرشية إلى أبرشية طرابلس وأبرشية اللاذقية ومركزها [[طرطوس]] عام [[1979]]؛ أما أبرشية [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الملكيين الكاثوليك]] فقد أنشئت العام [[1964]] وكان كرسيّها حتى عام [[2000]] في [[مرمريتا]]، في حين أن [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الرومان الكاثوليك]] المدينة يتبعون لأسقف [[حلب]]. أبرز معالم المدينة المسيحية هي كنيسة القديسة تقلا التي أعيد اكتشافها عام [[1999]] وترقى إلى [[القرن 4|القرن الرابع]]، وكنيسة القديس نيقولاوس تعود [[القرن الخامس5|للقرن الخامس]]،<ref>[http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=2931707120080731135659 من الكنائس القديمة في مدينة اللاذقية]، صحيفة الوحدة، 18 حزيران 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150104210040/http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=2931707120080731135659 |date=04 يناير 2015}}</ref> و[[كنيسة اللاتين (اللاذقية)|كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين]] التي بنيت العام [[1933]] ويطغى عليها الطابع المعماري لعصر النهضة الأوروبيّة، في حين أن كنيسة الأرمن أو كما يطلقون عليها اسم "كيدون الأرمن" فهي تحوي على نقوش وأشكال نافرة تعود للقرن الثالث عشر.<ref name="news%252Esyriarose%252Ecom">[http://news.syriarose.com/news/1940.html ثلاث كنائس تاريخية ودير تنتشر في منطقة اللاذقية]، ورود سوريا، 18 حزيران 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20101012000414/http://news.syriarose.com:80/news/1940.html |date=12 أكتوبر 2010}}</ref>
 
=== حوران ===
{{مفصلة|الموحدون الدروز والمسيحية}}
[[ملف:Ezraa Chiesa di San Giorgio - GAR - 8-01.jpg|يسار|200بك|تصغير|كنيسة القديس جريس في بلدة [[إزرع]].]]
في أوائل [[القرن 6|القرن السادس]]، قام [[غساسنة|الغساسنة]]، بالسكن في [[حوران]] واعتنقوا المسيحية ديناً.<ref name="Urman287">Urman, ed. Hartal 2006, p. 287.</ref> وتميز العصر البيزنطي في حوران بالعمليات المزدوجة لل[[تعريب (لغة)|تعريب]] السريع وانتشار المسيحية.<ref name="Urman287" /> وازدهرت المنطقة تحت إشراف [[غساسنة|الغساسنة]]، وقامت القبيلة نفسها ببناء أو رعاية العمارة العلمانية والدينية في العديد من القرى، بما في ذلك الكنائس والأديرة والمنازل الكبيرة لزعماءها.<ref name="Urman287" /> وبحلول [[القرن 5|القرن الخامس]]، كانت جميع قرى حوران تقريباً بها كنائس، معظمها مخصص للقديسين الذين يفضلهم [[عرب|العرب]].<ref name="Urman287" /> ولعب الغساسنة دورًا مهمًا في الترويج للمسيحية ال[[مونوفيزية]] في سوريا والتي اعتبرت [[مسيحية خلقيدونية|الكنيسة الخلقيدونية]] التي اعتنقها معظم الأباطرة البيزنطيين هرطقة.<ref name="Urman287" /> خلال [[القرن 11|القرن الحادي عشر]] كان سكان حوران من المسيحيين الأرثوذكس إلى حد كبير.<ref>Runciman 1951, p. 241.</ref> ومع اضطهاد المماليك للمسيحيين، تغيرت التركيبة السكانية للمنطقة حيث خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر، أصبح معظم السكان من المسلمين، ومع ذلك إن نسبة كبيرة من السكان كانت من المسيحيين.<ref name="Sourdel293">Sourdel 1971, p. 293.</ref> وتسببت [[مجازر 1860|الحرب الأهلية]] التي اندلعت في [[جبل لبنان]] عام [[1860]] بين [[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] والمسيحيين والتدخل العسكري الفرنسي الناتج عن نزوح كبير آخر للدروز إلى جبل حوران.<ref name="Schilcher161">Schilcher 1981, p. 161.</ref> ومع [[مجازر 1860]] إلى [[دمشق]]، حيث تم ذبح الآلاف من المسيحيين، هاجر العديد من المسيحيين في المنطقة.<ref name="Schilcher163">Schilcher 1981.</ref>
 
حالياً يُشكل [[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] الأغلبية السكانيَّة في [[جبل حوران]]،<ref name="Sourdel293" /> وهي جزء من [[محافظة السويداء]].<ref name="Sourdel293" /> وتضم المنطقة على عدد كبير من السكان المسيحيين،<ref>[http://www.bbc.com/arabic/middleeast-44968472 أبرز 7 معلومات عن محافظة السويداء السورية التي هاجمهتها "الدولة الاسلامية"] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20190315081002/http://www.bbc.com/arabic/middleeast-44968472 |date=15 مارس 2019}}</ref> سواء من أتباع [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس]] و[[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]]، في منطقة حوران ككل، على الرغم من أن معظم المسيحيين يتركزون في البلدات والقرى الممتدة على سفوح جبل حوران الغربية.<ref name="Sourdel293" /> ولا تزال تعيش في [[حوران]] عشائر مسيحية تنتمي إلى [[غساسنة|الغساسنة]].<ref>[http://ishtartv.com/viewarticle,43344.html المسيحيون السوريون نسبتهم وعددهم وقومياتهم وطوائفهم] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20181016035304/http://ishtartv.com:80/viewarticle,43344.html |date=16 أكتوبر 2018}}</ref> في عام [[1980]] قُدرت نسبة المسيحيين بحوالي 11% من مجمل سكان [[محافظة السويداء]]، في حين قُدرت نسبة [[موحدون دروز|الموحدون الدروز]] بحوالي 87.6% من السكان،<ref name="مولد تلقائيا7" /> وبين عام [[2010]] وعام [[2012]] قدرت أعداد المسيحيين في حوران بأكثر من 57,000 نسمة.<ref name="مولد تلقائيا4" /> وتضم كل من مدينة [[السويداء]]، و[[شهبا]]،<ref>[https://zenit.org/articles/in-shadow-of-war-syrian-christians-are-trying-to-rebuild-their-lives/ In Shadow of War, Syrian Christians are Trying to Rebuild Their Lives] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170706170954/https://zenit.org/articles/in-shadow-of-war-syrian-christians-are-trying-to-rebuild-their-lives/ |date=06 يوليو 2017}}</ref> و[[صلخد]]،<ref>Firro, 1992, p. [https://books.google.com/books?id=usEUXYnYWxAC&pg=PA152 152]</ref> و[[درعا]] على أقلية مسيحية كبيرة، ويشكل المسيحيين أغلبية سكانية في العديد من بلدات وقرى حوران ومنها [[خربا]]،<ref>{{مرجع ويب|عنوان=General Census of Population 2004.|مسار=https://www.humanitarianresponse.info/sites/www.humanitarianresponse.info/files/syr_pop_2004_sycensus_0.xls |مسار أرشيف= |تاريخ أرشيف= |لغة= |تاريخ الوصول= 2014-07-10}}</ref><ref>Betts, 1988, p. [https://books.google.com/books?id=Z9nnPg1EDOEC&pg=PA60 60]</ref><ref>Butler, Littmann et al, 1930, p. [https://archive.org/details/publicationsdivi01prinuoft/page/16/mode/1up 16]</ref> و[[جبيب]]،<ref name="DickONECNEWA"/> و[[صما (قرية)|صما الهنيدات]]،<ref name="DickONECNEWA"/> و[[الهيت]]،<ref name="Betts60">Betts, 2010, p. 60.</ref> و[[إزرع]]،<ref name="DickONECNEWA">{{استشهاد بخبر |الأخير1=Dick |الأول1=Marlin |عنوان=Deep Roots in a Fertile Land |مسار=http://www.cnewa.org/default.aspx?ID=3123&pagetypeID=4&sitecode=pm&pageno=2 |تاريخ الوصول=4 November 2018 |عمل=ONE Magazine |ناشر=Catholic Near East Welfare Association |تاريخ=May-June 2004| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181105012230/http://www.cnewa.org/default.aspx?ID=3123&pagetypeID=4&sitecode=pm&pageno=2 | تاريخ أرشيف = 5 نوفمبر 2018 }}</ref> و[[خبب]]،<ref name="DickONECNEWA"/> و[[بصير]]،<ref name="DickONECNEWA"/> و[[المسمية (سوريا)|المسمية]] و[[تبنة (سوريا)|تبنة]] وغيرها.<ref name="DickONECNEWA"/>
 
== الأماكن والمقدسات المسيحية في سوريا ==
[[ملف:Melkite Greek Catholic Church, Damascus, Syria.jpg|تصغير|200بك|يسار|[[كاتدرائية سيدة النياح]] وتعرف أيضًا باسم "كنيسة الزيتون" وتعتبر مقر [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]] في العالم، وتقع في [[باب شرقي (توضيح)|باب شرقي]] ب[[دمشق القديمة]].]]
يوجد في سوريا أهم الآثار المسيحية في العالم من كنائس وأديرة وكاتدرائيات وغيرها العديد من الأماكن المقدسة لدى المسيحيين ولجميع طوائف المسيحية ومنها:
 
سطر 433:
* معلولا: وفيها دير القديسة تقلا ودير القديسين سرجيوس وباخوس.
* معرة صيدنايا: وفيها مقام ودير القديس إلياس النبي.
* [[وادي النصارى]]: ويقع فيه [[دير مارجرجس (الحميراء)|دير مار جرجس الحميراء]].
* [[كفرام]]: وفيها دير التجلي.
* [[محردة]]: وفيها دير القديس جاورجيس وكنيسة القديس مارجرجس وكنيسة السيدة وكنيسة مار إلياس وكاتدرائية القديسين يواكيم وحنة.
سطر 439:
 
== باباوات ==
من بين 265 من [[بابابابوية الفاتيكانكاثوليكية|بابوات]] [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] الذين توالوا على إدارة الكنيسة كان هناك سبعة ممن ولدوا أو تعود أصولهم إلى مناطق تقع في الحدود الحالية لسوريا، وممن انتخبوا لهذا المنصب:
 
{| class="wikitable" border="1" width="100%"
سطر 457:
| 33 -67
| 37 عامًا
|بيت صيدا، [[هضبة الجولان|الجولان]]، <br /> [[سوريا فلسطين]] {{للهامش|1}}
| ولاية فلسطين{{للهامش|2}}، <br /> {{الإمبراطورية الرومانية}}{{للهامش|4}}
| <small>حسب [[إنجيل متى]] فقد قلد [[يسوع]] [[بطرس الرسول|بطرس]] مفاتيح الأرض والسماء، وأعطاه سلطة مطلقة؛ يحتفل بعيده في [[29 يونيو|29 حزيران]]، وقد سماه يسوع " بطرس" أي الصخرة، اسمه السابق سمعان بن يونا.</small>
|-
| 11
سطر 504:
| [[بلاد الشام|الشام]]<ref name="e271">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Ekonomou|2007|p=271}}</ref>
|{{الدولة الأموية}}
| <small>كان آخر بابا قام بزيارة [[اليونان]]، حتى عهد [[يوحنا بولس الثاني|البابا يوحنا بولس الثاني]] عام [[2001]].</small>
|-
| 90
سطر 523:
 
== هوامش ==
{{هامش|1}}. بحسب [http://www.enjeel.com/bible.php?bk=43&ch=1&vr=44#ver44 إنجيل يوحنا 44/1] فإن بطرس من قرية بيت صيدا، وبحسب [http://www.esyria.sy/equnaytra/index.php?p=stories&category=places&filename=201007111855011 هذه الدراسة] فإن القرية المذكورة تقع إلى الشرق من بحيرة طبرية ضمن [[هضبة الجولان|الجولان]]. وبالتالي، ووفق الحدود الحالية يكون القديس بطرس من الأراضي السوريَّة وهو ما يؤكده [http://www.enjeel.com/bible.php?bk=40&ch=4&vr=24#ver24 إنجيل متى 24/4].
 
{{هامش|2}}. تدعى أيضًا ولاية الجليل أو ولاية اليهودية.
سطر 540:
* [[سريان سوريا]]
* [[أرمن سوريا]]
* [[المسيحية في الشام|المسيحية في بلاد الشام]]
{{الشعب السوري}}
{{المسيحية في الشرق الأوسط}}
سطر 551:
[[تصنيف:المسيحية حسب البلد|سوريا]]
[[تصنيف:المسيحية في الشرق الأوسط]]
[[تصنيف:المسيحية في الوطن العربي]]
[[تصنيف:المسيحية في سوريا]]
[[تصنيف:طوائف سوريا]]