عمارة المرابطين والموحدين: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:عمارة إسلامية لوجود (تصنيف:عمارة أندلسية+ تصنيف:عمارة مغربية))
سطر 1:
[[ملف:Tour Hassan-Rabat.jpg|تصغير|240px|[[صومعة حسان]]، [[الرباط]]]]
 
تأثرت العمارة في البلاد المغاربية خلال عهد [[الدولة المرابطية|المرابطين]] و[[الموحدون|الموحدين]] بين أعوام [[1056]] - [[1269]] م. بفنون العمارة في [[الأندلس]] بشكل كبير وواضح، مع تأثيرات مشرقية. كان للزهاد و[[تصوفصوفية|الصوفيين]] الذين كانوا مع المرابطين والموحدين [[المغرب|بالمغرب]] آراؤهم في البذخ والترف في البناء، مما أدى إلى اعتدالها، بعد أن كان قد وصل إلى درجة كبيرة من الإسراف والترف في الزخرف، فكسب الفن الجديد جمالا مميزا رغم بساطته.
 
== نشأتها ==
سطر 11:
ويمكن القول أن المغرب الإسلامي بتلاحمه مع الأندلس قد استفاد سياسيا وعلميا وفنيا، فبالإضافة إلى رحلات العلماء والتواصل بينهم ومد الجسور الذي كان بين العدوتين، كان هناك تقاطر للصناع والمهندسين على مدن المغرب الإسلامي كفاس وتلمسان- مثلا- وخصوصا القرطبيين منهم، لذلك يمكن اعتبار عصر المرابطين عصر الفن الأندلسي المغاربي بامتياز؛ إذ يبدو الطابع المغاربي في بناء الحصون والأسوار والقلاع، بينما يبدو الطابع الأندلسي في بناء القصور والدور وزخرفة المساجد وخاصة محاريبها.<ref>إبراهيم حركات.المغرب عبر التاريخ.1/221. ط1. البيضاء: دار الرشاد الحديثة. 1984</ref>
 
كان المرابطون همزة وصل بين الأندلس و[[بربر (توضيح)|البربر]] وساعدوا على امتزاج وانصهار الحضارتين المختلفتين من كل الجوانب، وإذا كانت الأندلس قد خضعت سياسيا لحكم المغرب فإن المغرب كان إقليما فنيا أندلسيا حيث استقدم يوسف صناعا قرطبيين لبناء مؤسسات بفاس، بينما استفاد ابنه علي من مواهب مهندسي العدوة لإقامة [[قنطرة تانسيفت]] - مثلا- في مدخل حاضرة [[مراكش]]، وبفضل هؤلاء الغزاة الصحراويين فرض الفن الأندلسي روائعه على المغرب الإسلامي.<ref>عبد العزيز بن عبد الله. معطيات الفن الإسلامي في المغرب. مجلة المناهل. ع3. 1956. ص: 56.</ref>
 
=== انتشارها ===
غير المرابطون من شكل [[جامعة القرويين|القرويين]] التي كانت على عهد [[زناتة (قبيلة)|الزناتيين]]، لكنهم بذلوا أقصى جهدهم في الإبقاء على أصولها الأولى، وذلك باحتفاظهم منذ البدء على تصميم "البلاطات الموازية لجدار القبلة" <ref>مرعي. تاريخ المغرب الإسلامي والأندلس في عصر المرابطين -دولة علي بن يوسف- ط: 1977م. ص: 370-371.</ref>، فصنعوا منبراً جديداً للقرويين خلف [[منبر (مرقاة)|منبر]] الزناتيين تكسو جوانبه الزخارف الهندسية التي رصعت [[صدفة (توضيح)|بالصدف]] الذي زخرفت به آيات من [[القرآن|كتاب الله]] [[خط أندلسي|بالخطين الأندلسي]] و[[خط كوفي|الكوفي]].<ref>إبراهيم حركات.المغرب عبر التاريخ.1/223-224. . ط1. البيضاء: دار الرشاد الحديثة. 1984.</ref>
 
== تميزها ==
 
أهم ما يميز هذه [[العمارة (توضيح)|العمارة]]:
 
* صفوف الأقواس الحاملة للسقف عمودية على جدار القبلة، كما في [[جامع عقبة|جامع عقبة بن نافع]] في [[القيروان]]، وفي [[كاتدرائية - جامع قرطبة|جامع قرطبة الكبير]].
* وجود [[مجاز (توضيح)|المجاز]] القاطع الذي يصل بين الباب الرئيسي للقبلية و[[محراب|المحراب]]، مع تميز الأقواس الحاملة لسقفه عن بقية الأقواس بزخرفتها وتنوعها وكون سقفه أعلى من بقية سقوف القبلية.
* وجود [[القبة (توضيح)|القبة]] فوق المحراب التي تتشكل من أقواس متقاطعة فيها حشوات [[جص]]ية مزخرفة أو تكون [[خشب]]ية من الداخل، هرمية الشكل، يُغطي سطحها الخارجي [[طوب|القرميد]].
* أقواس حدوة الفرس تكون دائرية أو مدببة أو مفصصة، وغالباً ما تكون كثيرة الفصوص.
* تستند الأقواس غالباً على دعامات [[طوب|آجر]]ية يختلف شكلها حسب عدد الأقواس التي تستند إليها.
* الصحن صغير وتحيط به أروقة.
* [[مئذنة|المآذن]] ذات مقطع مربع.
* استخدام [[فسيفساء|الفسيفساء]] الخزفية في الزخرفة على شكل لوحات في واجهات المباني والمآذن، معَ استمرار الزخرفة [[نقش|بالنقش]] على الجص (نقش حديدة)، ولقد بلغت النقوش الجصية أرقى مستوى لها في العمارة المرابطية.
* اعتمدت المواضيع الزخرفية على الأشكال الهندسية والعروق النباتية والأشرطة الكتابية التي اعتمدت بشكل رئيسي على [[خط كوفي|الخط الكوفي]]، كما ظهر [[خط الثلث]] واستعمل للمرة الأولى في جامع تلمسان.
 
== العمارة المرابطية ==
سطر 38:
{{مفصلة|قبة المرابطين}}
 
بُنيت ''قبة المرابطين'' في [[مراكش]] في [[قرن 6 هـ|القرن السادس الهجري]]/[[القران الثاني عشر|الثاني عشر الميلادي]] تحت رعاية [[علي بن يوسف بن تاشفين|علي بن يوسف]].
 
تبدو القبة ضمن البنايات الباقية التي لحقها ضرر كبير، وهي عبارة عن جناح تعلوه قبة، تحتضن صهريجا للمياه المخصصة [[وضوء|للوضوء]]، وتشكل ملحقة لمسجد علي ابن يوسف، الذي أتى على ذكره كافة الإخباريين، واختفى منذئذ.
سطر 51:
{{مفصلة|جامع تلمسان}}
[[ملف:Grande mosquee Tlemcen (angle).jpg|تصغير|[[المسجد الكبير (تلمسان)|الجامع الكبير]] في [[تلمسان]] الذي أنشأه الخليفة المرابطي [[يوسف بن تاشفين]] وطوره ولده الخليفة [[علي بن يوسف بن تاشفين]]]]
شُيِّدَ [[المسجد الكبير (تلمسان)|جامع تلمسان]] بمدينة [[تلمسان]] في عام [[574 هـ|574هـ]] تحت رعاية [[يوسف بن تاشفين]]، وأتم ابنه [[علي بن يوسف بن تاشفين|علي بن يوسف]] بناء الجامع وزخرفته عام [[530 هـ]].
 
تتألف القبلية من 6 مجازات، في كل منها 13 فتحة، تشكل الفتحة الوسطى منها المجاز القاطع، ويَستند سقف المجاز القاطع إلى صفين من أقواس حدوة الفرس المدببة والأقواس المفصصة، وقد جُعِلت الأقواس من نوع حدوة الفرس المدببة لأن سقف المجاز أعلى من بقية سقوف القبلية. يَستند سقف القبلية نفسها إلى 12 صفٍّ من أقواس حدوة الفرس الدائرية العامودية على جدار القبلية، وتستند الأقواس إلى دعامات آجرية يَختلف شكلها حسب عدد الأقواس التي تستند إليها: فإذا كانا قوسين (الدعامة مربعة أو مستطيلة)، وإذا كانوا ثلاثة أقواس (الدعامة ذات ثلاثة رؤوس)، وإذا كانوا أربعة أقواس (مصلبة).
 
فوق [[محراب|المحراب]] قبة تتشكل من تقاطع 12 زوجاً من الأقواس، وتملأ الزخارف الجصية (نقش الحديدة) الحشوات بين الأقواس، وفي القمة قبة صغيرة مقرنصة، سطح القبة من الخارج هرمي مكسو بالقرمود، وهذه القبة تشبه قباب [[كاتدرائية - جامع قرطبة|جامع قرطبة]].
 
وفي عصر [[زيانيونبنو زيان|الدولة الزيانية]] أضيفت قبة أخرى للمجاز القاطع مقابلة لقبة المحراب، كما أضيفت المئذنة، وجُعِلت مربعة كالمآذن المغربية، وأضيفت أروقة حول الصحن فصار صغيراً.
 
محراب جامع تلمسان [[محراب|كمحراب]] [[كاتدرائية - جامع قرطبة|جامع قرطبة]]، مضلع يتقدمه قوس حدوة الفرس الدائري ويَتناوب فيه اللونان الأحمر والأبيض، وتُزيِّن واجهته الزخارف الجصية وكتابات بالخط الكوفي و[[خط الثلث]] الذي استعمل هنا وللمرة الأولى في [[المغرب العربي]].
 
=== توسعة جامع القرويين بفاس ===
سطر 65:
{{مفصلة|جامع القرويين}}
[[ملف:Al-Karaouine University (Al-Qarawiyyin) in the city of Fes, Morocco (Image 8 of 9).jpg|تصغير|أمر الخليفة [[علي بن يوسف بن تاشفين]] بتوسيع [[جامع القرويين]] عام 1135 م]]
قامت ببناء جامع القرويين [[فاطمة بنت محمد الفهري]] عام [[245 هـ]]/[[859]]م، إذ قدمت على [[فاس]] مهاجرةً من [[القيروان]] فبنته فيها، ووسَّعه لاحقاً علي بن يوسف بن تاشفين [[سنة 530 هـ]]، ثم وُسِّع للمرة الأخيرة في عصر [[السعديين (توضيح)|السعديين]] عام [[1034 هـ|1034هـ]].
 
تتألف القبلية الحالية من 10 مجازات موازية لجدار القبلة في كل منها 21 فتحة، وهناك مجاز قاطع يصل بين الباب الأوسط للقبلية والمحراب.
سطر 77:
=== الأسوار ===
 
ابتكرَ [[الدولة المرابطية|المرابطون]] نظاماً جديداً في تخطيط [[الأسوار (فيلم)|الأسوار]]، إذ عمدوا إلى الإكثار من [[زاوية (توضيح)|الزوايا]] الداخلية والخارجية بالسور، بحيث يَتخذ شكل خطوط متعرجة متكسرة، وميزة هذا النظام أن يترك الجند أعداءَهم يَتقدَّمون داخل إحدى الزوايا، ثم يَندفعون عليهم من أعلى الأسوار على الدروب فيَفتكون بهم فتكاً ذريعاً، ويُشبه هذا النظام "الزمبرك" إذا ضغط عليه ثم ترك اندفع بقوة فيُصيب ما يُقابله، وما زالَ قطاع من هذه الأسوار [[سيفيياإشبيلية|بإشبيلية]] قائماً، ويُعـرف باسم "سور مقارنة"، ويمتد من باب مقارنة حتى باب قرطبة، وتتناثر بعض بقاياه بعد ذلك في حديقة معهد الوادي.
 
== العمارة الموحدية ==
بقيَ من المنشآت الموحدية عدد من [[مسجد|المساجد]] الكبيرة التي شيدوها في [[الرباط]] و[[مراكش]] و[[إشبيلية]] و[[تنمال]] و[[تلمسان]].
 
=== جامع تنمال ===
سطر 101:
{{مفصلة|جامع الكتبية}}
 
تبدأ قصة بناء [[جامع الكتبية]] منذ الأيام الأولى لانتصار [[الموحدون|الموحدين]] على [[الدولة المرابطية|المرابطين]]. فقد أبى كثير من الموحدين دخول البلدة أو الاستقرار فيها بمعنى أدق، وذلك لأنهم كانوا يَسمعون مؤسس دولتهم [[محمد بنابن تومرت|المهدي ابن تومرت]] يقول لهم دائماً: "لا تدخلوا مراكش حتى تُطهِّروها". ولما التمسوا معنى تطهيرها لدى فقهائهم أجابوهم: "إن مساجد مراكش فيها انحراف قليل في [[قبلة|القبلة]] عن الجهة الصحيحة، فعليكم أن تبنوا مسجداً دقيق الاتجاه، صحيح القبلة فيها".<ref name="جامع الكتبية بمراكش ">[http://www.awkaf.net/islamicbooks/n-manarat/qutayba.html جامع الكتبية بمراكش ] وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - دولة الكويت {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20090319021814/http://awkaf.net:80/islamicbooks/n-manarat/qutayba.html |date=19 مارس 2009}}</ref>
 
بناهُ [[عبد المؤمن بن علي]] عام [[541 هـ]]، ثم هُدمَ بسبب انحرافه عن القبلة، وأعيد بناءه وأصبح كما هو اليوم، وذلك في أيام يعقوب المنصور حولي عام [[592 هـ]]، وهذا الجامع يُعد من أهم المنشآت الموحدية.
سطر 107:
تتألف القبلية من 7 مجازات)في كل منها 17 فتحة، تشكل الوُسطى منها المجاز القاطع. يستند السقف إلى أقواس حدوة الفرس المدببة والعامودية على جدار القبلية، والتي تستند بدورها إلى دعامات، وهناك صف من الأقٌواس المفصصة متعامدٌ معَ هذه الأقواس ومواز لجدار القبلة ويحدد مجاز المحراب، كما تُوجد 6 صفوف من الأقواس المفصصة موازية لجدار المحراب في الجاز القاطع والفتحتين على جانبيه، وتحمل هذه الأقواس قباب خشبة هرمية من الخارج، وفي مجاز المحراب 5 قباب، وُسطاها تقع فوق المحراب.
 
الصحن صغير تحيط به 3 أروقة والمئذنة في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن، وتُعتبر أقدم مآذن الموحدين وأكملها، ويَبلغ ارتفاعها 67.5م، وطول ضلعها 12.80 م، فطول ضلعها أكبر من طول ضلع [[مئذنة]] [[جامع عقبة بن نافع|جامع عقبة]] [[القيروان|بالقيروان]] (البالغ 10.60م)، كما يُقارب ارتفاعها ضعف ارتفاع مئذنة جامع عقبة. بُنيت المئذنة بالحجارة، وزخرفت وجوهها بالأقواس المفصصة المتداخلة والمتشابكة، وتتخللها النوافذ للإنارة والتهوية ويَنتهي القسم السفلي منها بشرفات. الدور الثاني من المئذنة أصغر من الأول وتعلوه قبة صغيرة، ويُصعَد إلى المئذنة بمرقاة ([[سطح منحدر]]) بدلاً من الدرج.
 
يَرجع بناء [[منبر (مرقاة)|منبر]] الجامع إلى عهد عبد المؤمن، ولا يَزال محافظاً إلى الآن على كثير من جماله ونضارته رغم أن بعض أطرافه كبتت من طول السنين، وقد بهَرَ هذا المنبر المستشرق "تيراس" فوصفه بأنه أجمل منبر في الغرب، وقد صُنعَ هذا المنبر في [[الأندلس]] من العود والصندل الأحمر والأصفر وكانت له صفائح من [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]].
 
=== صومعة حسان في الرباط ===
سطر 117:
{{مفصلة|صومعة حسان}}
 
أسس [[الموحدون]] مدينة [[الرباط]] وأحاطوها بالأسوار وسموها ''"رباط الفتح"'' تخليداً لانتصار الأمير [[أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور|يعقوب المنصور]] على الإسبان في [[معركة الأرك]] عام [[591 هـ]]. وقد أنشأ [[أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور|يعقوب المنصور]] في مدينة الرباط هذا المسجد الجامع الكبير الذي بلغت أبعاده 180×139م ليَتسع لألوف جنود المرابطين.
 
تتألف القبلية من 21 مجازاً في كل منها 21 فتحة، تُشكل الفتحة الوسطى منها المجاز القاطع.
سطر 128:
 
=== برج الذهب ===
[[ملف:Sevilla Torre del oro.JPG|تصغير|برج الذهب في [[سيفيياإشبيلية|مدينة إشبيلية]].]]
 
برج الذهب هوَ من معالم [[سيفييا|إشبيلية]] الباقية. فقد بنى وشيّدَ سوره الأماميَّ الحاكم [[أبو العلا إدريس]] عـام [[1223]]م، وحفرَ حوله خندقاً ومدَّ منه سوراً قليل الارتفاع إلى نهر الوادي الكبير ببرج ضخـم كبـير الأضلاع هـو '''بـرج الذهب''' القائم حتى اليوم. وفي مقابل هذا البرج برج ممـاثل لـه عـلى الشاطئ القريب من المدينة، تَربط بينهما سلسلة حديدية ضخمة تمنع [[سفينة|السفن]] من المرور ليلاً في نهر [[الوادي الكبير]] حماية للمدينة من التسلل إليه عبر النهر.
 
[[ملف:Giralda de Sevilla 5.jpg|تصغير|[[كاتدرائية سيفيياإشبيلية|مئذنة المسجد الجامع، وعليه تقوم اليوم كاتدرائية "جيرالدا بإشبيلية"]].]]
 
=== منارة جامع المنصور بإشبيلية ===
 
المسجد الجامع بالقصبة الذي أسسه "أبو يعقوب يوسف"، وعليه تقوم اليوم [[كاتدرائية سيفييا|كاتدرائية إشبيلية]]. لمـا خلفـه ابنـه أبـو يوسـف يعقـوب أمر والي إشبيلية بالإشراف على إتمام مشروع أبيه وإكمـال بنـاء مئذنـة تجاوز في ارتفاعها مئذنة قرطبة، ولم يتم المئذنة إلا بعد انتصار [[أبي يوسـف يعقـوب المنصـور]] عـلى جـيوش [[قشتالة (توضيح)|قشتالة]] فـي [[معركة الأرك|موقعـة الأرك]] فـي [[10 يوليـو]] عام [[1195]]م/ [[591 هـ]]. وارتفعت المئذنة في رشاقة مشرفة على سهول [[إشبيلية]]. ويزين كل جـدار مـن جـدران المئذنـة شـبكتان من المعينات البارزة تختلف في كل وجه من وجوها، وتحتل المنطقة الوسطى بين الشبكتين أقواس متجاوزة ومفصصة في غاية الروعة والجمال.
ثـم أمـر" أبـو يوسف" بصنع التفاحات الأربع المذهبة لتتوج المئذنة، ورفعت في السفود البارز بـأعلى قبة المئذنة، ثم أزيحت عنها الأغشية التي كانت تغطيها في احتفال حضره الحاكم وولـي عهـده النـاصر وجميع بنيه وأشياخ الموحدين والقاضي وأعيان المدينة، وذلك في ربيع الآخر عام [[594 هـ]]/ [[1197]]م. فبهرت ببريقها ولألأتها عيون الحاضرين.
 
ومن ساحة هذا المسجد الأخير كانت تتشعب كل طرق المدينة مؤدية إلى الأبواب المفتوحة بالأسوار، ومن العجيب حقا أن نرى اليوم بعض الطرق تحتفظ بتخطيطها القديم، إذ تمتد من طرف إلى آخر بالمدينة مارة بالمسجد.
 
ولمـا سـقطت إشبيلية في يد "[[فرناندو الثالث ملك قشتالة|فرناندو الثالث]]" [[قائمة ملوك قشتالة|ملك قشتالة]]، تحول المسجد الجامع إلى كنيسة ماريـا، وظـل المسجد قائما على تلك الحال دون أن تصيب عمارته أضرار جسيمة، ومع ذلك فقـد أقيمـت به عدة مصليات، منها المصلى الملكي، وتلاحقت عليه بعد ذلك المصائب على أثـر الزلـزال، فـاضطر المجـلس الكنسـي بإشـبيلية إلـى اتخاذ قرار بهدمه وبناء كاتدرائية مكانه، وبالفعل هدم الجامع، ووضع حجر الأساس في البناء الجديد عام 804هـ/ 1402م، وقـد ظـل بهـو الجـامع -المعروف ببهو البرتقال- محتفظا بسلامته إلى حد كبير حتى تهدمت مجنبته الغربية عام 1026هـ/ 1618م.
 
مئذنة "جيرالدا بإشبيلية" أمـا المئذنـة فقـد تحـولت بعـد سـقوط إشـبيلية عـام [[1246]]م. إلى برج للنواقيس ملحق بالكنيسـة ثـم سـقطت تفاحاتها الذهبية على أثر زلزال عام 756هـ/ [[1355]]م. ثم أزالت إحـدى الصـواعق الجـزء العلوي من المئذنة عام 899هـ/ [[1494]]م. كما سقط جزء آخر منهـا فـي زلـزال عـام 909هــ/ [[1504]]م. وأقام الإسبان مكان هذا الطابق العلوي طابقا جديدا من البناء عام 974هـ/ 1567م، نصب في أعلاه عام 975هـ/ [[1568]]م. تمثال من البرونز يدور مع الرياح، ومن هنا أطلق عليه اسم خيرالديو أو دوارة الهواء، وتحول هذا الاسم إلى "خيرالدا"، وأصبح يطلق منذ أوائل القرن الثامن عشر على البرج بأكمله.
 
== انظر أيضًا ==
* [[العمارة في المغرب|العمارة المغربية]]
* [[الموحدون|الموحدين]]
* [[الدولة المرابطية|المرابطين]]
* [[قوس قوطي]]
 
سطر 165:
{{تصنيف كومنز|Almohad architecture}}
[[تصنيف:عمارة أندلسية]]
[[تصنيف:عمارة إسلامية]]
[[تصنيف:عمارة مغربية]]
[[تصنيف:فنون إسبانية]]