تاريخ إسلامي: الفرق بين النسختين

يمتد '''التاريخ الإسلامي''' على فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود [[جمهورية الصين الشعبية|الصين]] في [[آسيا]] إلى غرب [[آسيا]] و[[شمال أفريقيا]] وصولا إلى [[الأندلس]]. ويمكن اعتبار التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي في [[شبه الجزيرة العربية]] على النبي [[محمد|محمد بن عبد الله]] ب[[مكة]] ثم تأسيس [[دولةالخلفاء المدينة المنورةالراشدون|الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة]] مرورا [[خلافةالدولة أمويةالأموية|بالدولة الأموية في دمشق]] التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم [[خلافة عباسية|الدولة العباسية]]، بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل [[سلاجقةالدولة السلجوقية|السلاجقة]] و[[بويهيونالدولة البويهية|البويهيين]] وفي المغرب [[أدارسة|الأدارسة]] و[[مرابطونالدولة المرابطية|المرابطون]] ثم [[موحدون (توضيح)|الموحدون]] وفي [[شام (توضيح)|الشام]] [[حمدانيونالدولة الحمدانية|الحمدانيون]] و[[زنكيونالدولة الزنكية|الزنكيون]] وغيرهم ،أخيرا في [[مصر]] [[خلافةالدولة فاطميةالفاطمية|الفاطميون]] وفي الشام ومصر مثل - [[أيوبيونالدولة الأيوبية|الأيوبيون]] و[[مماليكالدولة المملوكية|المماليك]] ثم سيطرة [[الدولة العثمانية]] التي تعدّ آخر الإمبراطوريات التي كانت تحكم باسم [[إسلام|الإسلام]] على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وكانت تلك الإمبراطوريات التي ذكرت قد حكمت رقع واسعة من البلاد الغير عربية، وقد وصلوا إلى [[بلاد ما وراء النهر]]

منذ البداية تميز الإسلام بأنه أكثر من دين ينظم العلاقة بين الإله كخالق وبين الإنسان كمخلوق كما تفعل معظم الأديان الأخرى، فقد قام الرسول [[محمد]] {{ص|ع}} منذ بداية نزول الوحي ([[القرآن|القرآن الكريم]]) بتأسيس المسلمين بشكل جماعة برزت منذ أيام الاضطهاد المكي لتتطور إلى مجتمع وما يشابه الدولة في المدينة المنورة. وهناك في المدينة تتابع نزول الوحي منظما علاقات الأفراد المسلمين ([[مهاجرون|مهاجرين]] و[[الأنصار|أنصار]]) بين بعضهم البعض وبين أفراد الأديان الأخرى ([[يهودية|اليهود]] في المدينة)، وكل هذا يجعل من الإسلام دينا جماعياً حتى أن عباداته بمجملها تقوم على فكرة الجماعة والتضامن في المجتمع، إضافة إلى تحديد علاقة الإنسان مع الخالق والطبيعة، مما يجعله دينا ذا جانبين : روحي ديني، واجتماعي سياسي.<ref>[http://www.alrashad.org/maqal/Adhami-Jamaa.htm مفهوم جماعة المسلمين .] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304231011/http://www.alrashad.org/maqal/Adhami-Jamaa.htm |date=04 مارس 2016}}</ref>

بين كل ذلك الاختلاف على تفسير الأحداث بقي [[مؤرخ|المؤرخون]] ذوو التوجه الإسلامي يناضلون لإثبات تفرد الإسلام كدين أحدث [[ثورة اجتماعية]] وحضارية منحت [[عرب|العرب]] دولتهم وحضارتهم وهذه حقيقة لا جدال فيها ويؤكدون على تسامح الإسلام ووصول العديد من الأعراق الإسلامية الأخرى إلى سدة الحكم. كما يؤكد هؤلاء المؤرخون على أن بعثة النبي [[محمد|محمد بن عبد الله]] كانت نقطة فارقة أحدثت انقلابا في تاريخ المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. لكن نقطة الضعف الأساسية أنهم يقدمون بعد ذلك توصيفا للأحداث بدون تفسيرها فبعض [[أهل السنة والجماعة|السنة]] تؤكد على عدم الخوض في تفاصيل [[فتنة مقتل عثمان|أحداث فتنة مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان]] والخلاف بين [[معاوية بن أبي سفيان]] و[[علي بن أبي طالب]] باعتبار الاثنين من الصحابة وكلاهما مغفور لهما، أما الفريق الآخر من أهل السنة والجماعة فيؤكد خطأ معاوية في الخروج على علي ويثبتون أحقية [[علي بن أبي طالب|علي]] بدلالة انتخابه وبيعته. على الطرف الآخر النقيض يقف [[الشيعة]] موقفهم المعروف من دعم علي و[[أهل البيت|آل بيته]] في خلافة المؤمنين بتقرير رسول الله [[محمد|محمد بن عبد الله]]، جاعلين [[خلافة إسلامية|الخلافة]] شأنا شرعيا بخلاف نظرية السنة التي تجعل الخلافة أمرا سياسيا يتفق عليه المسلمون وينعقد [[بيعة|بالبيعة]].

[[ملف:ArabianpeninsulaAL.PNG|تصغير|يسار|توفي رسول الله [[محمد|محمد بن عبد الله]] عام [[632]] بعد أن وحد الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.]]

في هذا الجو ظهر [[محمد بن عبد الله|محمد]] ليجهر بالإسلام<ref group="معلومة">يقول أحمد أمين في كتابه [[فجر الإسلام (كتاب)|فجر الإسلام]]: ( إذا تتبعنا مادة ( س ل م ) ونشوء كلمة الإسلام رأينا معنى السلام و المسالمة ، وضد المسالمة الحرب والخصام، وجاء في القرآن: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)الفرقان-63 ولعل هذه الآية هي المفتاح الذي نصل به إلى معرفة السبب في تسمية العهد الذي قبل محمد {{ص|ع}} جاهلية، وعهده إسلاماً، والجاهلية ليست من الجهل الذي هو ضد العلم، ولكن من الجهل الذي هو السفه والغضب والأنفه، وفي الحديث أن رسول الله {{ص|ع}} قال للصحابي أبي ذر الغفاري الكناني وقد عَيَرَ الصحابي بلال بن رباح بأمه: ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) )</ref>، وكان أهم تأثير سياسي للإسلام أنه استطاع إقامة [[دولة]] في [[المدينة المنورة]] يسودها [[تشريع]] يحكم الجميع، ووثائق ومعاهدات مع يهود يثرب الذين كانوا يسكنون المدينة. لاحقا استطاع المسلمون هزم المشركين في عدة معارك وفتحت [[مكة]] قبل وفاة رسول الله {{صل}} بعامين فحطمت أوثان العرب التي كانت موجودة في الكعبة وأعلن التوحيد.

استلم '''[[أبو بكر الصديق|أبو بكر]]''' خلافة الأمة في مرحلة دقيقة، فغياب الرسول [[محمد|محمد بن عبد الله]] شجع الكثير من القبائل العربية التي أعلنت ولاءها للإسلام إلى إعلان العصيان ومحاولة الخروج عن سلطة المدينة منهم من رفض دفع [[زكاة|الزكاة]] في حين أعلن البعض الآخر ارتداده عن الإسلام وظهر العديد من مدعي النبوة في أرجاء مختلفة من الجزيرة العربية. عرف أبو بكر مباشرة أن مثل هذه الأمور تهدد وحدة الأمة والدين وكان رده مباشرة عن طريق مجموعة حملات عسكرية على القبائل المرتدة عرفت [[حروب الردة|بحروب الردة]].<ref>[[أبو بكر الصديق|خلافة أبو بكر الصديق - ويكيبيديا]]</ref>

'''[[حروب الردة|حروب الرّدّة]]''' (11هـ. – 13هـ./632م. – 634م.) هي الحروب التي حدثت بعد وفاة الرسول {{ص|ع}} بسبب ارتداد غالبيّة العرب عن [[إسلام|الإسلام]]، فلم يبقَ مواليًا لحكم أبي بكر سوى القبائل المحيطة بالمدينة بالإضافة إلى سكان المدينة، و[[مكة]]، و[[الطائف]]. لقد قرّر الخليفة [[أبو بكر الصديق|أبو بكر الصّديق]] مقاتلة جميع المرتدّين ولم يترك أحدًا منهم رغم توجّه بعض الصّحابة إليه أن يترك من امتنع عن دفع [[زكاة|الزّكاة]] من القبائل ولكن هذا الرأي لم يلق قبولا من الخليفة الأول. فأرسل الجيوش الإسلاميّة بقيادة [[عكرمة بن أبي جهل]] لمحاربة لقيط بن مالك في [[دبا الفجيرة|دبا]] فحاربه حتى قتل في المعركة. ومن ثم [[خالد بن الوليد]] لمحاربة [[مسيلمة الكذاب|مسيلمة بن حبيب]]. وانتصر خالد على مسيلمة في [[معركة اليمامة]] التي كانت من أقسى المعارك التي خاضها المسلمون.

بدأت [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] في عهد الخليفة أبو بكر الصديق بإرسال [[خالد بن الوليد]] لفتح [[العراق]] وإرسال 4 جيوش ل[[الفتح الإسلامي للشام|فتح الشام]] الجيش الأول بقيادة [[يزيد بن أبي سفيان]] والجيش الثاني بقيادة [[شرحبيل بن حسنة]] والجيش الثالث بقيادة [[أبو عبيدة بن الجراح]] والجيش الرابع بقيادة [[عمرو بن العاص]] ثم تحولت قيادة الجيوش في الشام إلى خالد بن الوليد الذي أتى بنصف جيشه إلى الشام وحقق عدة انتصارات منها خمسة في شهر واحد هو شهر صفر 13هـ.

تصل الأخبار لخالد بن الوليد أن الروم يتجمعون في مدينة تُسمى جلق بفلسطين فذهب إليها وتقابل الجيشان في '''[[معركة أجنادين|أجنادين]]''' ودارت معركة من أكبر المعارك في تاريخ الإسلام. ثم استمرت الفتوحات وبدأ التجهيز لـ '''[[معركة اليرموك]]''' بين المسلمين والروم، واحتشدت القوَّات للمواجهة، قبل البدء في القتال كان أبو بكر قد تُوُفِّيَ يوم الاثنين (22 جمادى الآخرة عام13هـ/ 634م) إثر إصابته بالحمَّى، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ودُفِنَ في بيت عائشة بجانب قبر النبي.<ref>الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/590، وابن كثير: البداية والنهاية 7/16.</ref>

لم تستمر خلافة [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]]{{رضي}} إلا سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام استطاع خلالها إخماد حركة الردة والحفاظ على سلطة المدينة حتى تسلم [[عمر بن الخطاب]] الخلافة.

استمر حكم [[عمر بن الخطاب]]{{رضي}} عشر سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما تمت خلالها معظم [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] خصوصا [[فتحالفتح المسلمينالإسلامي بلاد الشامللشام|فتح بلاد الشام]] و [[فتحالفتح الإسلامي العراقلفارس|بلاد الرافدين]] و[[الفتح الإسلامي لمصر|مصر]] لينتهي بذلك الوجود [[إمبراطوريةالإمبراطورية بيزنطيةالبيزنطية|البيزنطي]] و[[ساسانيون|الساساني]] في كلا من بلاد الشام والعراق ومصر. كما أقتحم المسلمون غمار البحار فهزموا البيزنطيين في [[معركة ذات الصواري]]. مما جعل الدولة الإسلامية تتحول إلى إمبراطورية مترامية الأطراف تشمل العديد من الأراضي والأقوام والشعوب. وتدفقت الأموال على [[المدينة المنورة]] وانتعشت الحياة الاقتصادية مما أثار فعليا مخاوف أمير المؤمنين الذي عرف بزهده وعدله. شكل سقوط الإمبراطورية الساسانية غيظاُ شديداً لدى الفرس مما جعل [[أبو لؤلؤة المجوسي|أبو لؤلوة المجوسي]] يبادر بقتله.

انتقلت القيادة في الجيوش الإسلامية في فارس إلى [[المثنى بن حارثة الشيباني|المثنى بن حارثة]] وعلمت الجيوش الفارسية بمغادرة خالد فقامت بالهجوم على الجيش الإسلامي فاضطر للتراجع عن بعض المناطق المفتوحة.

أرسل عمر الإمدادات إلى المثنى بن حارثة حتى سقطت '''[[فتح المدائن|المدائن]]''' عاصمة [[ساسانيون|الإمبراطورية الساسانية]] الحاكمة لبلاد فارس ثم جاءت '''[[معركة نهاوند]]''' التي سمَّاها المسلمون "فتح الفتوح"؛ لأنها فتحت الطريق أمامهم للقضاء على الدولة الفارسيَّة فتم الاستيلاء على كنوز كسرى وفُتحت بقية البلاد بدون عائق.

أصدر عمر أوامره بتعيين [[أبو عبيدة بن الجراح|أبى عبيدة بن الجراح]] قائدًا عامّا [[الفتح الإسلامي لبلاد الشامللشام|للقوات الإسلامية في الشام]]، في نفس الوقت الذي أمر فيه بعزل [[خالد بن الوليد]] خوفاً من أن يفتتن به الناس.<ref group="معلومة">يروي '''الإمام أحمد''' في مسنده : حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، قال :

بعد [[فتح دمشق]] واصل أبو عبيدة تقدمه إلى حمص ولم يبق أمام المسلمين إلا [[القدس|بيت المقدس]]، فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس<ref>[http://islamstory.com/صلح_القدس_فتح_الشام فتح بيت المقدس - قصة الإسلام.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160527001104/http://islamstory.com/صلح_القدس_فتح_الشام |date=27 مايو 2016}}</ref>، فلما وصل إلى "[[الرملة]]" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه ([[أرطبونأطربون|الأرطبون]]) كان أدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًا عظيمًا و"[[إيلياءالقدس|بإيلياء]]" جندًا عظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.<ref group="معلومة">

أُنشئت مدينة [[الفسطاط]]<ref>[http://islamstory.com/إنشاء_الفسطاط إنشاء الفسطاط - قصة الإسلام.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140712205751/http://islamstory.com/إنشاء_الفسطاط |date=12 يوليو 2014}}</ref> لتكون عاصمة مصر في عهد الدولة الإسلامية وظلت كذلك حتى تأسست [[الدولة الطولونية]] على يد [[أحمد بن طولون]] وأسس بمصر عاصمته الجديدة وهي [[القطايع|مدينة القطائع]]. أصبحت مصر ولاية إسلامية وأصبح عمرو بن العاص هو والي مصر ثم تم تغييره في عهد الخليفة [[عثمان بن عفان]] بـ [[عبد الله بن سعد بن أبي السرح|عبد الله بن أبي السرح]].

أحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفي بمطالبهم، وأقام الدواوين، وقسم الدولة إلى ثماني ولايات هي: [[مكة]]، و[[المدينة المنورة|المدينة]]، و[[فلسطين]]، و[[بلاد الشام|الشام]]، و[[الجزيرة الفراتية]]، و[[البصرة]]، و[[الكوفة]]، و[[مصر]]، وعين واليًا لكل ولاية ينوب عنه في الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم في الولاية. كما قام بترتيب البريد، وأتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجري.

فطن عمر إلى طريقة جديدة في اختيار الخليفة القادم تخلصه من مسؤولية الاختيار والتي ستكون تطبيقا فريدا لمبادئ [[شورى|الشورى]] التي يحض عليها الإسلام : ما كان من عمر إلا أن اختار مجموعة من ستة أشخاص (هم من بقي من [[العشرة المبشرون بالجنة|العشرة المبشرين بالجنة]])وفيهم عبد الله بن عمر يحضر معهم مشيرًا فقط.وأمرهم أن يجتمعوا بعد موته في بيت أحدهم لاختيار خليفة المسلمين.<ref>الطبري: المصدر السابق 3/264، وابن كثير: المصدر السابق 7/155، والسيوطي: تاريخ الخلفاء ص120.</ref>

كما أمر [[صهيب الروميبن سنان|صهيبًا الرومي]] أن يُصَلِّيَ بالناس أثناء التشاور، حتى لا يُوَلِّيَ إمامةَ الصلاة أحدًا من الستة؛ فيصبح هذا ترشيحًا من عمر له بالخلافة، وأمر [[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]] و[[أبو طلحة الأنصاري|أبا طلحة الأنصاري]] أن يراقبا سير الانتخابات.<ref>البهنساوي: الخلافة والخلفاء الراشدون ص213.

كانت الفتوحات أيام عثمان بن عفان واسعة؛ إذ أضافت بلادًا جديدة في [[تركيا]] و[[قبرص|قُبْرُص]] و[[أرمينيةأرمينيا|أرْمِينِيَة]]، وأَجْبَرَت مَن نَقَضَ العهد إلى الصلح من جديد في [[فارس]]، و[[خراسان (توضيح)|خراسان]]، وباب الأبواب، وصارت هناك فتوحات جديدة في [[حضارة وادي السند|بلاد السند]]، و[[كابل (توضيح)|كَابُل]]، و[[فرغانة|فَرْغَانَة]].

تمت في عهده توسعة المسجد النبوي عام 29 - 30 هـ، وقد أنشأ أول [[أسطول]] بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات [[بيزنطة|البيزنطيين]]. وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة [[القرآن]] الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع [[القرآن]] الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.

أعظم أعمال عثمان أنه جمع المسلمين على مصحف واحد بعد أن بدأت القراءات في الاختلاف بسبب انتشار الإسلام في بلاد كثيرة وانتشار لهجات مختلفة فكان الخوف من اختلاف كتابة [[القرآن|القران]] وتغير لهجته، فجمع عثمان [[مسلم|المسلمين]] على لهجة قريش وهي لهجة العرب وكتب [[القرآن]] بلسان العرب ليصبح للمسلمين كتاب واحد هو [[مصحف عثمان|المصحف العثماني]].

اقتحم المتآمرون بيت عثمان وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن، فأكبّت عليه زوجته '''نائلة''' لتحميه بنفسها، لكنهم ضربوا يدها بالسيف فقُطعت أصابعها، وتمكنوا من عثمان فضربوه بالسيف، فسال دمه على المصحف الذي كان يقرأ منه، ومات شهيدًا في صبيحة عيد الأضحى يوم الجمعة 10 من ذي الحجة سنة [[35 هـ]]، ودفن بـ'''[[بقيع|البقيع]]'''.

وكانت هذه شرارة نشوب فتن وحروب أخرى عديدة، مثل [[موقعة الجمل|حرب الجمل]]، و[[وقعة صفين|معركة صفين]]، وبداية ظهور [[خوارج|الخوارج]].

* '''الفريق الأول''': يضم السيدة [[عائشة (توضيح)|عائشة]]، و[[طلحة بن عبيد الله]]، و[[الزبير بن العوام]].

في شهر جمادى الآخرة سنة 36هـ خرج الفريق الذي يضم السيدة عائشة والزبير وطلحة إلى [[البصرة]]؛ لتنفيذ القصاص في قتلة عثمان عنه، وللإصلاح بين المسلمين فقرَّرَ أن يتجه إلى البصرة ليردهم إلى المدينة، ولكنَّ [[الحسن|الحسن بن علي]] نصحه بعدم الذهاب؛ لأن تواجه الجيوش لا بد أن يُسفِر عن حروب وخسائر دامية، ولكن عليًّا صمَّم على الذهاب.

لاحت بشائر الصلح، وذَكَر الزبير بقول النبي {{صل}}: [ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ ..]<ref>صححه الألباني - رقم الصفحة : صـ 339 حديث رقم 2659</ref> وتذكر الزبير ذلك وأراد الصلح فلما علم المتآمرون ببوادر الصلح قاموا بالاختلاط بين الناس في المعسكرين، ويهيجوا الناس على القتال قبل أن يصطلحوا. التحم الجيشان واشتدت المعركة أمام الجمل الذي عليه هودج عائشة حتى قتل أمامه 70 رجلاً فأمر علي فعقر [[معركةموقعة الجمل|الجمل]] حتى يهدأ القتال وأمر بحراسة السيدة عائشة حتى عودتها إلى المدينة. انتهى القتال وانتهت الفتنة جزئياً وبقت مشكلة معاوية.

في محرم سنة 37 هـ أراد علي أن يعزل معاوية من على الشام فخرج إليه بجيشه وبعث إلى معاوية يبين حجته إلا أن هذا لم يجدِ، فدار القتال عند [[وقعة صفين|صفين]]، وقتل [[عمار بن ياسر]] رضي الله عنه على يد جيش معاوية وقد قال له النبي {{صل}}: [ وَيْحَ عَمَّارٍ! تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ]<ref>رواه البخاري (436، 2657)، وأحمد (11879).</ref> وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم.

* في سنة 38 هـ اجتمع الخوارج في مكان يسمى '''[[النهروان (بغداد)|النهروان]]''' ، قاتلهم على بعد ما فشلت معهم الحجة فقتل منهم الكثير وفر منه طائفة وانقسموا بعد ذلك إلى 20 فرقة.

[[معاوية بن أبي سفيان]] الذي هو المؤسس الأول [[خلافةالدولة أمويةالأموية|للدولة الأموية]] التي كونت أكبر إمبراطورية في التاريخ الإسلامي من وسط آسيا والصين حتى وسط أوروبا وحدود فرنسا وقد امتد حكم معاوية بن أبي سفيان عشرين عاما.

عين معاوية '''[[عقبة بن نافع|عقبة ابن نافع]]''' قائداً على جيش [[المغرب]] فحقق به فتوحات كثيرة، كما أذن له في بناء [[القيروان|مدينة القيروان]] بين سنتي 50 و55 هـ .

في عهده عُرِبت الدواوين، ووضعت النقاط على الحروف في المصحف لتسهيل القراءة، كما أقام مسجد [[قبة الصخرة]] ببيت المقدس. اهتم عبد الملك بن مروان بنشر العلم والثقافة الإسلامية وعَمَدَ إلى استقطاب العلماء والمفكرين، وقد ازدهرت [[خلافة أموية|الدولة الأموية]] في عهده وارتفعت راية الإسلام في بلاد لم تكن إسلامية قبل الحكم الأموي.

بعد [[عبد الملك بن مروان]] خلفه ابنه [[الوليد بن عبد الملك]] الذي تابع مسير الدولة الأموية القوية متابعا نهج أبيه في احتضان العلم والعلماء، ويذكر أن أبرز الأحداث في عهده، هو '''[[الفتح الإسلامي للأندلس|فتح الأندلس]]''' عام 95 هـ واتساع امتداد الدولة الأموية وصك العملة الأموية الإسلامية، وكانت رعايته للمدن الإسلامية كبيرة.

قام الأمويون بفتح الأندلس علي يد جيش [[طارق بن زياد]] و[[موسى بن نصير]] ليبدأ العصر الإسلامي في [[الأندلس]] الذي دام قرابة ثمانية قرون حتى سقوط [[بنو نصر|مملكة غرناطة]] سنة [[1492]]م. أسس [[خلافةالدولة أمويةالأموية|الأمويون]] حضارة إسلامية قوية في مدن الأندلس المختلفة. وهي أطول وأهم الفترات التي استقر فيها المسلمون في الأندلس [[خلافة أموية|الدولة الأموية]] ونقلوا إليها الحضارة الأدب والفن والعمارة الإسلامية، واثار الأمويون هي الطابع الغالب على الأندلس بأكملها ومن روائع ما خلفه الأمويون [[كاتدرائية - جامع قرطبة|مسجد قرطبة]].

وعلي الرغم من سقوط الخلافة الأموية علي يد العباسيين إلا أن خلافة جديدة كانت قد تأسست في [[الأندلس]] بقيادة '''[[عبد الرحمن الداخل]] ( صقر قريش )''' الذي نشأ في بيت الحكم في [[دمشق]] واستطاع الهرب من بطش العباسيين ليقيم [[خلافة أموية في الأندلس|الدولة الأموية في الأندلس]] .

في عام 1492 سقطت '''[[غرناطة]]''' بعد حصارها من قبل قوات [[الملكان الكاثوليكيان|الملوك الكاثوليك]] وفي فترة لا تتعدى عشرة أعوام طُرد أكثر من 250 ألف مسلم ومنعوا من أخذ ممتلكاتهم, حيث لجأوا إلى شمال أفريقيا (ولا يزال العديد من العائلات التي ترجع أصولهم إلى مسلمين الأندلس يعيشون في شمال أفريقيا وخصوصاً بالمغرب وهم من المسلمين من أصول ايبيرية)<ref group="معلومة">أنشأ الكاثوليك ما يعرف بإسم '''[[محاكم التفتيش]]''' لتعقب كل من لم يكن عضواً [[أرثوذكسية (توضيح)|أرثوذكسياً]] في [[كنيسة كاثوليكية|الكنيسة الكاثولوكية]] وإنهاء حياته. كانوا يجبرون من يقع بأيديهم على الاعتراف بخطاياهم وكان متهموهم يراقبونهم متخفين تحت القبعات الطويلة، حيث كانوا يحرقون المذنبين على الخشبة أحياءً. عام 1526 اتتت محاكم التفتيش إلى [[غرناطة]] حيث خيروا المسلمين بين اعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد أو التعرض للعقاب. وكانوا يأخذون الأطفال والنساء في الليل ليحتجزوهم في الكنائس ليحاكموا في الصباح التالي. رغم ما فعلته المحاكم بمسلمي الأندلس واعتناق العديد منهم المسيحية إلا أن الكثيرين بقوا مسلمين في السر. وفي سنة [[1609]] أمر اللملك الإسباني بطرد جميع المسلمين من إسبانيا ويذكر الدكتور " [[دوايت رينولد]] " ان الأشخاص الدين طردوا لم يكونوا من العرب أو البربر بل كانوا من سكان [[إبيريا (توضيح)|أيبيريا]] الأصليين وكان أبناء عمومتهم في الشمال يطردونهم من ديارهم، وهي رؤية مختلفة تماماً عن حقيقة عملية الطرد وهدفها ولا سيما أن الأشخاص الذين طردوا كانوا من السكان الاصليين.</ref><ref name="documentary1">[http://video.google.com/videoplay?docid=-768956312207897325# When the Moors Ruled in Europe documentary ]، WildFire Television & Channel four Television MMV. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120205143028/http://video.google.com/videoplay?docid=-768956312207897325 |date=5 فبراير 2012}}</ref>

كان [[الخلفاء الراشدون]] يعيشون حياةً بعيدة عن الأبّهة، ولم تكن تختلف عن حياة أي مواطن عادي في عهدهم، فلم يكن [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] على سبيل المثال، يتقاضى راتبًا، وكان [[عمر بن الخطاب|عمر]] يستعين على الإنفاق على نفسه أبّان خلافته بما يربحه من التجارة. وعندما أعلن [[معاوية بن أبي سفيان]] نفسه خليفةً، إثر مقتل الإمام [[علي بن أبي طالب]]، تأثّر بنظم الحكم التي كان [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطيون]] يطبقونها في [[بلاد الشام|الشام]] فعاش حياة الملوك، واتخذ عرشًا للملك، وأقام الشرطة لحراسته، ودفعه مقتل ثلاثة خلفاء من قبله إلى أن يبني مقصورةً خاصةً في المسجد يُصلي بها منفردًا عن الناس. وحين عُهد بولاية العهد إلى ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] استحدث للدولة الإسلامية تقليدًا جديدًا، فقد أصبحت الخلافة ملكًا وراثيًا بعد أن كانت انتخابية تقوم على مبدأ المبايعة الحرّة.<ref name="الخليفة">المصور في التاريخ، الجزء التاسع. حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى. تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]. الطبعة التاسعة عشر، أيلول/سبتمبر 1999. [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]. صفحة: 355</ref><ref>[http://islamstory.com/ar/مختصر_قصة_الخلافة_الأموية مختصر قصة الدولة الأموية - قصة الإسلام.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161123073526/http://islamstory.com:80/ar/مختصر_قصة_الخلافة_الأموية |date=23 نوفمبر 2016}}</ref>

[[ملف:Abbasid Caliphate most extant.png|تصغير|معدول=1.3|يسار|الدولة العباسية في أقصى اتساعها عام [[850]]: {{مؤشر لوني|#006600| أراضي بقيت تحت حكم [[الأمويونالدولة الأموية|الأمويين]] وفي [[الأندلس]] في بداية عهدها}}{{مؤشر لوني|#33CC66|أراضي استمرت تابعة للدولة العباسية حتى انهيار خلافة [[بغداد]] 1258 ميلادي.}}]]

اندلعت الثورة العباسية أول الأمر في [[خراسان (توضيح)|خراسان]] بقيادة [[أبو مسلم الخراساني|أبي مسلم الخراساني]] ، وهو قائد أموي انقلب على الأمويين ، وبعد نصف قرن من الدعاية السرية، نودي ب[[أبو العباس عبد الله السفاح|أبي العباس السفاح]] خليفة بعد وفاة أخيه إبراهيم بن محمد بن علي ، وقد تعقب السفاح بقايا الأمويين في الشام وقتلهم واحدا بعد الآخر ولهذ لقب بالسفاح .

تُعْتَبَر خلافة [[هارون الرشيد]] بداية عصر القوة في الدولة العباسية ( العصر الذهبي )، ويشمل ذلك العصر خلافة ابنه [[عبد الله المأمون|المأمون]]، ثم [[المعتصم بالله|المعتصم]] بن الرشيد <ref group="معلومة">يذكر [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]] أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم '''"[[وا معتصماه]]"''' فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم و أن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الإمبراطور البيزنطي و أهم مدينة في آسيا الصغرى, ثم جمع المعتصم جيشا كبيرا بلغ تعداده ثمانين ألفا, تولى قيادته بنفسه, و يقال أن اسم [[عمورية]] كان منقوشا على درع كل جندي في الجيش. و تقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش تيوفيل عام 838م فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم, ثم توجه إلى مدينة عمورية و ضرب حصارا عليها و بعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية وأسر من فيها. و قد وصف الشاعر أبو تمام انتقام المعتصم بالقصيدة التي مطلعها:

السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد و اللعب</ref><ref>[[وا معتصماه]]</ref> ، ف[[هارون الواثق بالله|الواثق]] بن المعتصم؛ حيث تميز هذا العهد بقوة السلطة المركزية، وبالتنظيمات الإدارية، والإصلاحات. في عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد، وتطورت العلوم خصوصًا [[فيزياء فلكية|الفيزياء الفلكية]] والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية. اعتنى الرشيد أيضًا بالزراعة ومأسسة نظامها، فبنت حكومته الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع والجداول الموصلة بين الأنهار، وأسس ديوانًا خاصًا للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال الإصلاحية، ومن أعماله أيضًا تشجيع التبادل التجاري بين الولايات وحراسة طرق التجارة بين المدن .<ref>[http://www.bawazir.com/Abbasid-caliphate/haroun-al-rasheed-the-golden-age.htm هارون الرشيد والعصر الذهبي للدولة العباسية]، موقع أسرة آل باوزير، 24 شباط 2011. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150923182747/http://www.bawazir.com/Abbasid-caliphate/haroun-al-rasheed-the-golden-age.htm |date=23 سبتمبر 2015}}</ref>.

بانتهاء العصر الذهبي يبدأ العصر العباسي الثاني، وتبدأ الدولة العباسية في الانهيار، بعد 100 سنة تقريباً من تأسيسها فقدت الدولة العباسية كل ما ملكته من المناطق ما عدا [[العراق]] بعد تمرد الولاة ومن أولهم [[أحمد بن طولون]] الذي استقل [[مصر|بمصر]] و[[بلاد الشام|الشام]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] وأسس '''[[الدولة الطولونية]]''' وعاصره أن [[تركيا|الترك]] و[[الفرس (توضيح)|الفرس]] قد سيطروا على الجيوش العباسية بعد أن فضلهم العباسيون على [[عرب|العرب]] فضاعت هيبة الخلافة واستقلت دول كثيرة عن الخلافة العباسية منها '''[[الدولة السلجوقية|دولة السلاجقة]]''' و'''[[الدولة الفاطمية]]''' و'''[[الدولة البويهية]]''' و'''[[خوارزميون|الدولة الخوارزمية]]''' وغيرها من الدول.<ref>[http://islamstory.com/ar/قصة-الدول-المستقلة قصة الدول المستقلة.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170110095102/http://islamstory.com/ar/قصة-الدول-المستقلة |date=10 يناير 2017}}</ref>

انتهى الحكم العباسي في بغداد سنة 1258م عندما أقدم [[هولاكو خان|هولاكو خان التتري]] على نهب وحرق المدينة وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبنائه. انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى [[القاهرة]] بعد تدمير [[بغداد]] وحرق مكتبتها، حيث قامت الخلافة مجددًا تحت زعامة المماليك في سنة 1261م، وبحلول هذا الوقت كان الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الدولة الإسلامية دينيًا، في حين أن سلاطين المماليك المصريين كانوا هم الحكّام الفعليين للدولة. استمرت [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] قائمة حتى سنة 1517م، عندما اجتاحت الجيوش العثمانية بلاد [[بلاد الشام|الشام]] و[[مصر]] وفتحت مدنها وقلاعها.

لم تستمر حركة الفتوحات في عهد العباسيين بالقدر الذي كانت عليه في السابق، إلا أن عصر القوة العباسي شهد نهضة علمية بالغة القوة والتنوع في شتي المجالات، شهد هذا العصر ظهور علوم نقلية كثيرة مثل : [[علم التفسير]]، و[[قراءة (القرآن)|علم القراءات]]، و[[علم الحديث]]، و[[فقه إسلامي|الفقه]]، و[[علم الكلام]]، وا[[علم النحو|النحو]] و[[لغة|اللغة]]، و[[علم البيان|البيان]]، و[[أدب|الأدب]]. وزاد الاهتمام بالعلوم العقلية مثل [[فلسفة|الفلسفة]]، و[[هندسة رياضية|الهندسة]]، و[[علم النجوم]]، و[[موسيقى|الموسيقى]]، و[[طب|الطب]]، و[[كيمياء|الكيمياء]]، و[[التاريخ]]، و[[جغرافيا|الجغرافيا]]. وقد ازدهرت هذه العلوم جميعها.<ref group="معلومة">قسم العلماء في عهد العباسيين العلوم إلى قسمين الأول: العلوم النقلية أو الشرعية، والثاني: العلوم العقلية أو الحكمية، ويطلق عليها أحيانًا علوم العجم، أو العلوم القديمة.</ref>

انتشر كذلك فن الروايات والقصص ذات العبر ككتاب [[كليلة ودمنة]] [[ابنعبد الله بن المقفع|لابن المقفع]] والذي مرر من خلاله نقدًا لاذعًا لولاة الأمر على ألسنة حوار جرى في مملكة الحيوان.

كما شهد هذا العصر ظهور المدارس الفقهية [[أبو حنيفة النعمان|لأبي حنيفة]] و[[مالك بن أنس|مالك ابن أنس]] و[[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] و[[أحمد بن حنبل|أحمد ابن حنبل]].<ref>[[:b:الدولة العباسية/خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي|خصائص الحضارة الإسلامية في العهد العباسي - ويكي الكتب.]]</ref><ref>[[العصر الذهبي للإسلام]]</ref><ref>[[الحياة الفكرية في العصر العباسي]]</ref>

الدولة الفاطمية سلالة [[الشيعة|شيعية]] ، تنتسب للفرقة [[إسماعيلية (توضيح)|الإسماعيلية]] من الشيعة <ref>[http://www.altareekh.com/article/view/4188-الدولة-العبيدية-في-المغرب-إفريقية-والمغربَيْن-الأوسط-والأقصى.html الدولة العبيدية في المغرب إفريقية والمغربَيْن الأوسط والأقصى - موقع التاريخ.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171209004102/http://www.altareekh.com:80/article/view/4188-الدولة-العبيدية-في-المغرب-إفريقية-والمغربَيْن-الأوسط-والأقصى.html |date=9 ديسمبر 2017}}</ref> ، من الدول التي استقلت عن [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]]، أسسها في [[المغرب]] الأقصى [[عبيد الله المهدي]] سنة 296هـ . توالى على حكمها أبناء عبيد الله وأحفاده. استولى الفاطميون على شرق [[الجزائر]]، ثم [[تونس]]، ثم [[ليبيا]] ثم [[صقلية]] التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م. <ref group="معلومة">كانت القيروان قاعدةَ السُّنة المالكية ، لذا صرَّح الفقهاء بعداوتهم لهذه الدولة وأفتوا بِرِدَّتها وكفرها، ونسقوا المواقف بينهم لمواجهتها وكانت هذه الثورة من ناحية تدل على عدم رضا الناس وعلى رأسهم العلماء عن الدولة العبيدية وسخطهم عليها. ومن ناحية ثانية كانت سبباً رئيساً في تراجع قوة العبيديين وأفولها في إفريقية والمغربيين الأوسط والأقصى، وتفكيرهم في الانتقال إلى مصر. (القاضي عياض: ترتيب المدارك: 2/292، 6/252 - 253) (ياسين بن علي: علماء القيروان والدولة العبيدية (2)، مجلة الزيتونة، تونس (موقع غوغل))</ref>

دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على [[بلاد الشام|الشام]]. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي [[الأندلس]].وتمكنوا من إخضاع الحرمين ما بين سنوات 965-1070 م.

في سنة 358هـ أرسل [[المعز لدين الله|المعز]] قائده [[جوهر الصقلي]] لغزو مصر؛ فنجح في فتحها وضمها إلى الدولة الفاطمية، فأنشأ '''[[القاهرة|مدينة القاهرة]]''' وأنشأ بها '''[[الجامع الأزهر]]'''<ref group="معلومة">الجامع الأزهر (359~361 هجرية)/ (970~975 م)، من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، أنشأه الفاطميون لغرض نشر المذهب الشيعي، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني. كان لعلمائه دوراً كبيراً في مقاومة [[الحملة الفرنسية على مصر]].</ref>. وبعد قليل انتقل الخليفة المعز إلى مصر، واتخذ من القاهرة عاصمة لدولته، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مصر مقراً للخلافة الفاطمية . توالى على حكم مصر في ذلك العصر عشرة خلفاء يمكن تقسيمهم إلى عصرين: عصر القوة ويشمل الخلفاء: [[العزيز بالله الفاطمي|العزيز بالله بن المعز]]، و[[الحاكم بأمر الله|الحاكم بأمر الله بن العزيز]]، والظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم. بعد ذلك يبدأ عصر الضعف. الذي سيطر فيه الوزراء على الحكم.

انتهى العصر الفاطمي نتيجة لتنازع الوزراء في عهد الخليفة [[العاضد لدين الله]] الذي خلف الفائز، فقد تنازع [[شاور بن مجير السعدي]] وضرغام بن عامر المنذري اللخمي على الوزارة ، واستنجد ضرغام بالقوات الصليبية الموجودة في بيت المقدس، بينما استعان شاور [[نور الدين محمود|بنور الدين محمود]] سلطان دولة [[الزنكيونالدولة الزنكية|الزنكيين]] في الموصل الذي أرسل قائده [[أسد الدين شيركوه بن شاذي|أسد الدين شيركوه]] ومعه ابن أخيه [[صلاح الدين الأيوبي]] إلى مصر. وانتهى النزاع بمقتل الوزيرين وعزل آخر الخلفاء الفاطميين العاضد، واستقلال [[صلاح الدين الأيوبي|صلاح الدين]] بمصر.<ref name="abc1">[http://www.nationalarchives.gov.eg/nae/ar/home.jsp دار الوثائق المصرية.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120428194905/http://www.nationalarchives.gov.eg:80/nae/ar/home.jsp |date=28 أبريل 2012}}</ref>

كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت [[القاهرة]] حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها [[دار الحكمة]] و[[الجامع الأزهر|الأزهر]] وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس والقصص الشعبية بالدولة الفاطمية في مصر حيث ما زال التأثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر [[رمضان]] و[[عيد|الأعياد]]. ومازل المصريون يتذكرون موكب حصان الخليفة المهيب الذي كان يخرج يوم [[المولد النبوي]] فيصنعون حلوى تشبه هذا [[خيل|الحصان]].

الدولة الأيوبية ، دولة إسلامية قوية أسسها [[صلاح الدين الأيوبي]] عُرفت بجهادها ضد الصليبين. تعدّ الدولة الأيوبية امتداد [[زنكيونالدولة الزنكية|للدولة الزنكيية]] التي حكمت سوريا وشمال العراق. حكمها في عصر صلاح الدين السلطان [[نور الدين محمود]]، بعد وفاته استقل صلاح الدين بالدولة.

دخل صلاح الدين في خدمة [[نور الدين محمود]] سلطان [[حلب]] الذي استعان به وبعمه [[أسد الدين شيركوه بن شاذي|أسد الدين شيركوه]] في بسط نفوذه على مصر واستطاع بذكائه أن ينهي [[الدولة الفاطمية|الخلافة الفاطمية]] في مصر. بعد موت نور الدين أعلن صلاح الدين نفسه سلطاناً على مصر وحصل على موافقة الخلافة العباسية. واستطاع توسيع ملكه ليضم الشام وشمال العراق، كما ضم بلاد [[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[اليمن]] وصلت حدود دولته غرباً إلى شرق تونس كما امتدت إلى [[النوبة|بلاد النوبة]].

أصبحت مصر في عهده محور تطلعات العالم الإسلامي في حركة الجهاد المعلنة ضد [[حملات صليبية|الصليبيين]] حيث هزمهم في '''[[معركة حطين]]''' واسترد [[القدس|بيت المقدس]]، وصمد للجحافل الصليبية التي جاءت إلى الشرق بقيادة ثلاثة من أعظم ملوك أوروبا في ذلك الوقت هم: [[ريتشارد الأول ملك إنجلترا|ريتشارد قلب الأسد]] ملك إنجلترا، وفيليب أغسطس ملك فرنسا، وفريدريك بارباروسا إمبراطور ألمانيا.

نجح الأيبوبيون في القضاء على المذهب الفاطمي في أنحاء دولتهم. وقد أقام صلاح الدين حكومة عادلة ونشر الأمن وأنشأ المساجد والمدارس وبدأ في إنشاء قلعة القاهرة الحالية وأحاط القاهرة والفسطاط بسور واحد. وقد أوقف صلاح كثيراً من الأوقاف على المدارس والمساجد وخاصة على [[القدس|بيت المقدس]] و[[المسجد الأقصى]] كما أوقف أوقافاً على العلماء والفقراء من أهالي الإسكندرية اعترافاً بفضلهم عليه عندما ناصروه أثناء حصار الصليبيين له فيها. توفي صلاح الدين بدمشق وعمره 55 عاماً وقد ترك دولة قوية قهرت الصليبيين إلا أنها انقسمت بعده دويلات مستقلة يحكمها ابنائه.

تصدى الملك الكامل لجيوش الصليبيين التي غزت دمياط في الحملة التي عرفت بالحملة الصليبية الخامسة، ثم خلفه ابنه الصالح [[الأفضل نجم الدين أيوب|نجم الدين أيوب]] الذي تصدى لجحافل الصليبيين التي جاءت بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، فاحتلت دمياط وحاصرت المنصورة، وتوفي الصالح قبل معركة المنصورة، فأخفت زوجته [[شجر الدر]] خبر الوفاة وقادت الجيش مع أمراء الجيش من مماليك الصالح وهم [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]] و[[فارس الدين أقطاي الجمدار|أقطاي]] و[[سيف الدين قطز|قطز]] و[[الظاهر بيبرس|بيبرس]] حتى تحقق النصر وأُسر [[لويس التاسع]].

ثم تسلطن [[توران شاه]] بن الصالح ولكنه قُتل على يد [[شجر الدر]] ومماليك أبيه، وتسلطنت شجر الدر وتزوجت من [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]]، ثم لم تلبث أن قتلته لتنفرد بالحكم، ولكن مماليك أيبك قتلوها ونصبوا ابنه المنصور سلطاناً لتنتهي بذلك دولة الأيوبيين ويبدأ العصر المملوكي.<ref name="abc1"/>

[[ملف:Hulagu Baghdad 1258.jpg|تصغير|246بك|يمين|جيش [[هولاكو خان|هولاكو]] محاصراً [[سقوط بغداد (توضيح)|بغداد]] عام 1258م]]

المماليك هم [[عبودية|الرقيق]] الذين كانوا يؤسَرون في الحروب. وقد اعتمد عليهم السلاطين الأيوبيين في دفاعهم عن عروشهم، فكانوا يأتون بالرقيق ويسلمونه إلى المختصين ليعلّموهم القراءة والكتابة وحفظ [[القرآن|القرآن الكريم]]. وإذا ما شبّوا، بدأوا في تعليمهم فنون الحرب و[[رماية|الرماية]] و[[فروسية|الفروسية]] وينتقل بعدها المملوك من رتبة إلى رتبة إلى أن يبلغ [[أمير الأمراء]] أو قائد الحرس الملكي أو قائد الجيش. أشهر من أتى بالمماليك ورباهم هو السلطان [[الأفضل نجم الدين أيوب|نجم الدين أيوب]] الملقب بالملك الصالح .

قامت دولة المماليك بعد انهيار [[الدولة الأيوبية]] إذ تولت '''[[شجر الدر]]''' حكم مصر بعد وفاة نجم الدين أيوب إلا أنها لاقت معارضة شديدة داخل مصر وخارجها لذلك تزوجت من [[المعز عز الدين أيبك|عز الدين أيبك]] لكي يكون هو في الصورة غير أن أيبك انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، فغضبت شجر الدر وأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك، بعد مقتل أيبك قبض عليها مماليكه وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، حتى انها لم تدفن إلا بعد عدة أيام.<ref>[http://www.eternalegypt.org/EternalEgyptWebsiteWeb/HomeServlet?ee_website_action_key=action.display.element&story_id=&module_id=&language_id=3&element_id=70660&ee_messages=0001.flashrequired.text شجر الدر (أو عصمة الدين أم خليل)] مصر الخالدة {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160819212035/http://www.eternalegypt.org/EternalEgyptWebsiteWeb/HomeServlet?ee_website_action_key=action.display.element&story_id=&module_id=&language_id=3&element_id=70660&ee_messages=0001.flashrequired.text |date=19 أغسطس 2016}}</ref>

دخل [[مغول|المغول]] بغداد، وقتلوا [[عبد الله المستعصم بالله|المستعصم]] آخر الخلفاء العباسيين، وقتلوا أولاده وجميع أهله، وأحدثوا مجزرة عظيمة استمرت 40 يوماً ثم أخذوا مكتبة بغداد وكانت أعظم مكتبة في العالم فألقوها في النهر وقيل أنهم عبروا عليها بخيولهم إلى الضفة الآخري من كثرتهم.<ref name="abc2">تاريخ فلسطين المصور - د.طارق سويدان - الباب الثاني - الفصل الثالث.</ref>

أثار [[سقوط بغداد (توضيح)|سقوط بغداد]] الذعر في الشام ومصر، وكان الحكم في مصر ضعيفاً بعد وفاة شجر الدر إذ كان على عرش مصر [[المنصور نور الدين علي|نور الدين علي بن أيبك]] وكان صغيراً في السن وكان الواصي عليه [[سيف الدين قطز]]. فقام العالم '''[[العز بن عبد السلام]]''' <ref name="abc2"/> في مصر فأعلن عزل نور الدين، وأعلن الخلافة لقطز بشرط أن يعلن الجهاد. أظهر قطز شجاعة نادرة أمام رسل المغول، ولم يهتز لأقوال التهديد والوعيد. بل قام وقتل رسل [[هولاكو خان|هولاكو]] وعلق رؤوسهم على [[باب زويلة (توضيح)|باب زويلة]] مما زاد من ثقة الناس به وبقدرتهم على تحدي التتار.

أرسل قطز المنادين في القاهرة ومختلف مصر للجهاد في سبيل الله ولمحاربة المغول. في 3 سبتمبر 1260 م تمكن قطز من الانتصار على جيش المغول في [[معركة عين جالوت|عين جالوت]] (تقع بالقرب من فلسطين) مما أوقف تقدم المغول في المشرق الإسلامي نهائياً.

قُتل قطز بعد عودته إلى مصر وأغلب الروايات تقول أن '''[[الظاهر بيبرس]]''' هو الذي قتله. تولى بعده بيبرس وقاتل التتر في عدة معارك ونقل الخلافة العباسية إلى مصر لتصبح دولة المماليك هي الخلافة الإسلامية في العالم وأقام حضارة عمرانية كبيرة في مصر. تولى بعد بيبرس سلاطين من المماليك أقوياء من أشهرهم [[المنصور قلاوون|المنصور سيف الدين قلاوون]] و [[الأشرف صلاح الدين خليل]] و [[الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون|الناصر محمد بن قلاوون]] الذين قضوا على [[الصليبيونحملات صليبية|الوجود الصليبي]] في [[بلاد الشام|الشام]] نهائياً.

بدأت فترة شديدة الضعف في دولة المماليك بعد أن اكتشف [[برتغاليون|البرتغاليون]] [[رأس الرجاء الصالح|طريق رأس الرجاء الصالح]] ولم تعد التجارة تمر بمصر وبدأت في طريقها للسقوط. سقطت دولة المماليك تحت أقدام [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] بعد معركتي [[معركة مرج دابق (معركة)|مرج دابق]] وكان [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] بقيادة [[سليم الأول]] والمماليك بقيادة [[قانصوه الغوري|قنصوة الغوري]] و [[الريدانية]] التي كان فيها المماليك بقيادة [[طومان باي]] وسقطت مصر وأصبحت ولاية عثمانية بعد أن كانت مركزاً لعدة دول إسلامية مهمة ومركز للخلافة العباسية المملوكية ولتصبح الدولة العثمانية هي الخلافة الإسلامية في العالم.

قامت الدولة العثمانية على يد السلطان الغازي [[عثمان الأول|عثمان بن أرطغرل]]<ref>{{Cite journal|url=https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84&oldid=24055789|title=عثمان الأول|date=2017-08-05|journal=ويكيبيديا، الموسوعة الحرة|language=ar}}</ref> في منطقة [[الأناضول]] وقامت بضم [[آسيا الصغرى]] تحت قيادتها وبدأت محاولة فتح [[القسطنطينية]] إلى أن فتحها '''[[محمد الفاتح]]''' لتبدأ في مرحلة التوسع والقوة ويدخل محمد الفاتح اليونان ويصل إلى حدود إيطاليا وكان يجهز لفتحها لكنه مات في [[3 مايو]] عام [[1481]]م، الموافق [[4 ربيع الأول]] سنة [[886 هـ|886هـ]].

بدأ [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] عهده بهذا الفتح الذي منحه لقب محمد الفاتح في التاريخ. كان فتح هذه العاصمة الرومانية العتيدة هدف المسلمين منذ [[الدولة الأموية|العهد الأموي]]، ثم غاية العثمانيين منذ أن عبروا [[بحر مرمرة]] إلى الشاطئ الأوربي.

[[القسطنطينية]] عاصمة الإمبراطورية البيزنطية أصبحت عاصمة الإمبراطورية الجديدة وبذلك انتهت البقية الباقية [[الإمبراطورية البيزنطية|للإمبراطورية البيزنطية]]، وقد أطلق عليها العثمانيون الآستانة (إسلام بول)أي مدينة الإسلام. وحاليا يطلق عليها [[إسطنبول|إستانبول]].

أكمل الفتوحات السلطان '''[[سليم الأول]]''' الذي سيطر على دولة [[الدولة الصفوية|الصفويين]] في [[العراق]] و[[فارس]] وأسقط دولة [[الدولة المملوكية|المماليك]] في [[مصر]] وأخذ أملاكها بما فيها [[الحجاز]] و [[تهامة]] وبذلك لُقب بخادم الحرمين و[[أمير المؤمنين]] وأول خليفة من العثمانيين.

بعد موت سليم الأول قام '''[[سليمان القانوني]]''' يبدأ عهد ازدهار شامل للدولة، كان سليمان مناصراً للفنون، وإصلاح الأنظمة التعليمية والتشريعية وأصبحت عاصمتها [[القسطنطينية]] تلعب دور صلة الوصل بين العالمين الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي،<ref>Glasse, Cyril, ''New Encyclopedia of Islam'', (Rowman Altamira, 2003), 229.</ref><ref>Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (New York: Basic Books, 2005), 57.</ref> ولكنه أعطى امتيازات [[الفرنسيونفرنسيون|للفرنسيين]] مما أدى إلى ازدياد نفوذهم داخل الدولة وضعفها فيما بعد، فقد طمع الفرنسيين في غزو مصر والشام لذا تعاون العثمانيون مع [[إنجلترا]] لإخراج الفرنسيين من مصر.[[ملف:ModernEgypt, Muhammad Ali by Auguste Couder, BAP 17996.jpg|تصغير|200بك|[[محمد علي باشا]]، أبرز الولاة العثمانيين، وأشهر من أعلن العصيان عليهم.]]

كانت طموحاته العسكرية بلا حدود، خاض في بداية حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكامل، ثم خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العثمانية في جزيرة العرب ضد '''[[الدولة السعودية الأولى|الوهابيين]]'''<ref group="معلومة">نسبة إلى الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب]]، الذي دعا إلى العودة إلى الإسلام، وتطبيق الشريعة، واتباع نهج السلف الصالح، ظهر في عهد [[محمد بن سعود (توضيح)|محمد بن سعود]] مؤسس الدولة السعودية الأولي، يستخدم '''مصطلح وهابية''' الآن للإشارة إلى النظام السلفي الحاكم بالشريعة الإسلامية أو النموذج السلفي للدولة الدينية في [[السعودية]].</ref> وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني، كما وسع دولته جنوبًا بضمه [[السودان|للسودان]].

بعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في [[بلاد الشام|الشام]] و[[الأناضول]]، مما دفع العثمانيين إلى التحالف مع [[أوروبا]] لإيقاف محمد علي وذلك في عام [[1840]]م وتوريث أولاده ولاية مصر؛ في تلك الفترة فقدت الدولة العثمانية معظم أراضيها في أوروبا بسبب دعم الأوربيين للثورات الداخلية بالسلاح وبدأت الدولة في مراحل السقوط.

في عام 1897 م دعا الصحفي اليهودي [[تيودور هرتزل|ثيودر هرتزل]] إلى [[المؤتمر اليهودي العالمي|المؤتمر اليهودي الأول]] بمدينة بازل السويسرية وحضره زعماء اليهود في جميع أنحاء العالم وتقرر فيه انشاء المنظمة اليهودية العالمية واتفقوا على تجمع اليهود في فلسطين لتكون وطناً قومياً لهم. ثم قام هرتزل بإنشاء '''الصندوق اليهودي الوطني''' لشراء الأراضي في فلسطين عام 1901 م وعرض رشوة ضخمة علي السلطان عبد الحميد إلا أنه طرده وأخبره أن فلسطين ليست له ليبيعها. وأصدر السلطان عبد الحميد [[فرمان عثماني|فرمانًا]] يمنع هجرة اليهود إلى الأراضي المقدسة. فتحرك اليهود من داخل الدولة العثمانية نفسها من خلال '''[[دونمة|يهود الدونمة]]'''<ref group="معلومة">كلمة تركية تعني الرجوع والارتداد لليهودية التي كانوا عليها قبل الإسلام لأ أصلهم كان مجموعة من اليهود هربوا من محاكم التفتيش في إسبانيا والتجؤوا إلى الدولة العثمانية ثم دخلوا في الإسلام ظاهرياً، فكانوا لا يصلون ولا يصومون، وكان لهم دور كبير في سقوط الدولة العثمانية.</ref> والجمعيات السرية مثل جمعية [[جمعية الاتحاد والترقي|الإتحاد والترقي]] حيث تأمروا عليه وخلعوه من الحكم. إلى أن سقطت الدولة العثمانية عام [[1922]]م على يد [[مصطفى كمال أتاتورك]] وبرزت [[تركيا]] من بين أطلال هذة الدولة.<ref>حسّان حلاّق: موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية: صفحة 78-105</ref><ref group="معلومة">قاوم السلطان [[عبد الحميد الثاني]] فكرة اليهود الهادفة إلى إقامة دولة لهم في [[فلسطين]] بما أوتي له من قوة، فرفض في عام [[1876]]م عروض "حاييم گوديلا" لشراء مساحات من الأراضي في فلسطين، لإسكان المهاجرين اليهود فيها، وقد لجأ اليهود إلى سفراء الدول الأوروبية و[[روسيا]] و[[الولايات المتحدة]] في [[إسطنبول|الآستانة]] لإقناع السلطان بالسماح لهم بالهجرة. ونتيجة لازدياد شعور السلطان بالتحرك اليهودي، أبلغ المبعوث اليهودي "أوليڤانت" أن باستطاعة اليهود العيش بسلام في أية بقعة من أراضي الدولة العثمانية إلا فلسطين، وأن الدولة تُرحب بالمضطهدين، ولكنها لا تُرحب بإقامة دولة دينية يهودية في البلد المذكور. وقد حاول بعض اليهود تحدي قرار [[قصر طوب قابي|الباب العالي]] بالنزول في [[يافا]]، فتصدت لهم السلطات العثمانية ومنعت دخولهم، وبخاصة الروس منهم، إلى مدينة [[القدس]]. لكن السلطان عاد وسمح لليهود بسكن القدس لمدة شهر واحد فقط أثناء حجهم إليها، تحت ضغط الدول الأوروبية، ثم عاد وجعل هذه الفترة 3 أشهر. وقد سافر [[تيودور هرتزل|ثيودور هرتزل]] إلى الآستانة وحاول الاجتماع بالسلطان، لكن الأخير رفض مقابلته، وحين تمكن هرتزل من الاجتماع به أخيرًا عرض عليه خمسين مليونًا من الجنيهات الذهب لخزانة الدولة، وخمسة ملايين من الجنيهات الذهب لخزانة السلطان الخاصة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى كثيرة لدعم الدولة العثمانية اقتصاديًّا، مقابل تنازلها عن فلسطين، لكن السلطان رفض رفضًا قاطعًا.</ref>

خضعت معظم أنحاء العالم الإسلامي للاحتلال الأوروبي، ثم بدأت تستقل بالتدريج. ويوجد اليوم 56 دولة تجمعها [[منظمة التعاون الإسلامي|منظمة المؤتمر الإسلامي]]، وتوجد تجمعات إسلامية كبيرة في [[الهند]] و[[الصين]]. كما يوجد بعض الدول التي يمكن اعتبارها إسلامية وليست عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي، مثل [[البوسنة والهرسك]]، و[[إريتريا]]. اختفي لقب [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلامية]] بسقوط [[الدولة العثمانية]] وبانتهاء حكمها تقسمت الأقاليم والدول الإسلامية إلى [[دولة|دول]] ودويلات مستقلة وتغير نظام الحكم فيها إلى [[ملكية|الملكية]] و[[جمهورية|الجمهورية]].

* [[تسلسل زمني للتاريخ الإسلامي|تسلسل زمني بأهم الحوادث السياسية في تاريخ الإسلام]]

* [[العالم الإسلامي|عالم إسلامي]]

* [[الإسلام حسب البلد|إسلام حسب البلد]]

* [[منظمة التعاون الإسلامي|منظمة المؤتمر الإسلامي]]

* [[العصر الذهبي للإسلام|حضارة إسلامية]]

* [[أصول الفقه الإسلامي (كتاب)|أصول الفقه الإسلامي]]

* [[اجتهاد (إسلام)|اجتهاد إسلامي]]

* [[الحج في الإسلام|حج (إسلام)]]

* [[كرد|الأكراد]]