معركة بلاط الشهداء: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 94.59.142.102 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة JarBot
وسم: استرجاع
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:معارك الفرنجة لوجود (تصنيف:معارك تشمل إمبراطورية الفرنجة))
سطر 14:
| حجم_الخريطة = 270
| عنوان_الخريطة = بلاط الشهداء
| نتيجة = انتصار [[فرنجة|الفرنجة]]، وانسحاب جيش المسلمين
| خصم1 = ال[[فرنجة]] ال[[ميروفنجيون]]{{للهامش|4}}
| خصم2 = [[الدولة الأموية]]
| قائد1 = [[شارل مارتيل|شارل مارتل]]<br/>[[أودو دوق أقطانيا]]
| قائد2 = [[عبد الرحمن الغافقي]] {{قفم}}
| قوة1 = متفاوتة 15,000 - 20,000<br/>واخرى تقول 30,000 - 80,000 <ref name="home.eckerd.edu">{{مرجع ويب|المؤلف=Tom oberhofer |المسار=http://home.eckerd.edu/~oberhot/moussais.htm |العنوان=battle of poitiers 729 battle of Moussais, battle of Tours, Charles Martel Eudes of Aquitaine, Abd. er-Rahman, medieval warfare |الناشر=Home.eckerd.edu |التاريخ= |تاريخ الوصول=2012-10-04| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170202050206/http://home.eckerd.edu/~oberhot/moussais.htm | تاريخ الأرشيف = 2 فبراير 2017 }}</ref>
سطر 27:
| خسائر2 =تقريبا 12,000 والمصدر غير دقيق<ref>Hanson, 2001, p. 141.</ref>
}}{{التوغل الإسلامي في الغال}}
'''معركة بلاط الشهداء''' أو '''معركة تور''' {{إنج|Battle of Tours}} أو '''معركة بواتييه''' {{فرن|Bataille de Poitiers}} هي معركة دارت في رمضان [[114 هـ]]/أكتوبر [[732]]م<ref name="الحجي193">{{Harvard citation no brackets|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي|1981|p=193}}</ref><ref>Oman, 1960, p. 167, gives the traditional date of October 10, 732. Lynn White, Jr., ''Medieval Technology and Social Change'', 1962, citing M. Baudot, 1955, goes with October 17, 733. Roger Collins, ''The Arab Conquest of Spain'', 1989, concludes "late (October?) 733" based on the "likely" appointment date of the successor of Abdul Rahman, who was killed in the battle. See White, p. 3, note 3, and Collins, pp. 90-91.</ref> في موقع يقع بين مدينتي [[بواتييه]] و[[تور (مدينة)|تور]] الفرنسيتين، وكانت بين قوات مسلمين تحت لواء [[الدولة الأموية]]،<ref name="أبوخليل25">{{Harvard citation no brackets|أبو خليل| Ref =بلاط الشهداء|1998|p=25}}</ref> بقيادة والي الأندلس [[عبد الرحمن الغافقي]] من جهة، وقوات ال[[فرنجة]] و[[برغنديون|البورغنديين]]<ref>Bachrach, 2001, p. 276.</ref><ref>Fouracre, 2002, p. 87 citing the ''Vita Eucherii'', ed. W. Levison, ''Monumenta Germaniæ Historica, Scriptores Rerum Merovingicarum'' VII, pp. 46–53, ch. 8, pp. 49–50; ''Gesta Episcoporum Autissiodorensium'', extracts ed. G. Waitz, ''Monumenta Germaniae Historica, Scriptores'' XIII, pp. 394–400, ch. 27, p. 394.</ref> بقيادة [[شارل مارتيل|شارل مارتل]]{{للهامش|4}} من جهة أخرى، وانتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد مقتل قائده [[عبد الرحمن الغافقي]].
 
اعتبر مؤرخو الفرنجة في القرن التاسع، نتيجة المعركة حكم إلهي لصالح الفرنجة، كما اكتسب شارل مارتل من حينها لقبه "Martellus" الذي يعني المطرقة.<ref name="Riche, 1993, p. 44">Riche, 1993, p. 44.</ref><ref>Hanson, 2001, p. 143.</ref> تفاصيل المعركة من حيث الموقع وأعداد القوات المشاركة من الطرفين لا يمكن تحديدها على وجه الدقة. إلا أنه من المؤكد، أن قوات الفرنجة انتصرت في المعركة دون أن يكون لديهم سلاح فرسان.<ref name="Schoenfeld, 2001, p. 366">Schoenfeld, 2001, p. 366.</ref> أشاد المؤرخون المسيحيون المتأخرون في فترة ما قبل القرن العشرين بشارل مارتل وعدّوه بطل المسيحية، واصفين المعركة بنقطة التحول الحاسمة في الكفاح ضد الإسلام، مما حفظ المسيحية كديانة لأوروبا.<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://wwwa.britannica.com/eb/article-9060566 |العنوان=Battle of Tours (European history) - Britannica Online Encyclopedia |الناشر=.britannica.com |التاريخ= |تاريخ الوصول=2012-10-04| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20080827194622/http://wwwa.britannica.com/eb/article-9060566 | تاريخ الأرشيف = 27 أغسطس 2008 }}</ref> وفقًا للمؤرخ العسكري الحديث فيكتور ديفيس هانسون، فإن معظم مؤرخي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، رأوا أن المعركة أوقفت المد الإسلامي في أوروبا.<ref>Hanson, 2001, p. 166.</ref> لذا عدّها [[ليوبولد فون رانكه|رانكه]] علامة فارقة في واحدة من أهم الحقب في تاريخ العالم.<ref name=Ranke>Ranke, Leopold von. "History of the Reformation", vol. 1, 5</ref>
سطر 34:
 
== التسمية والموقع ==
أطلقت المصادر العربية على المعركة اسم معركة بلاط الشهداء، تخليداً لذكرى قتلى المسلمين، ويُستَشَفُّ ذلك من رواية [[ابن حيان القرطبي]].<ref name="عنان106">{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=106}}</ref> ونقلوا عن ابن حيان أن [[أذان|الأذان]] لبث عصوراً طويلة يسمع في موقع المعركة.<ref name="المقري15">{{Harvard citation no brackets|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثالث|1968|p=15}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=106-108}}</ref> بينما أطلق المؤرخون الغربيون عليها اسم معركة تور {{إنج|Battle of Tours}} نسبة إلى [[تور (مدينة)|مدينة تور]]، كما أطلقوا عليها اسم "معركة بواتييه" {{فرن|Poitiers}}، وهي غير [[معركة بواتييه (1356)|معركة بواتييه]] التي جرت بين [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[فرنسا]] خلال [[حرب المائة عام|حرب المئة عام]]. أما موقع المعركة فيطلقون عليه اسم موساي لاباتيّ {{فرن|Moussais-la-Bataille}}.<ref name="الحجي194">{{Harvard citation no brackets|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي|1981|p=194}}</ref> فيما حدد باحثون [[عبد الرحمن علي الحجي|كالحجي]] وعبد الفتاح مقلد الغنيمي موقعها في قرية تقع ضمن أرض المعركة تدعى "خندق الملك" {{فرن|Fossi le Roi}}، حيث اكتشفت هناك حديثاً سيوف عربية،<ref name="الحجي194"/><ref name="الغنيمي76">{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=76}}</ref> وموقع المعركة سهل ممتد بين مدينتي [[تور (مدينة)|تور]] و[[بواتييه]]، محدد من الشرق بمجرى نهر فيين الذي يرفد [[لوار|نهر اللوار]].<ref name="الحجي194"/>
 
==المجريات==
=== ما قبل المعركة ===
[[ملف:Frankish Empire 481 to 814-ar.png|تصغير|400بك|يمين|[[إمبراطورية الفرنجة]] عام 481 م حتى عام 843 م.]]
حشد [[عبد الرحمن الغافقي|الغافقي]] جيشاً يعد أكبر جيش أموي دخل [[الأندلس]] وغالية حتى ذلك الوقت.<ref name="الحجي193"/> انطلق في البداية من [[سرقسطة]] نحو [[منطقة كتالونيا|قطلونية]]، وهو أقرب أقاليم الأندلس إلى [[بلاد الغال]]، فعمل على تقوية هذا الثغر والقضاء على الثوار فيه، ثم تحرك إلى [[سبتمانيا]] فعزز من وجود الحاميات فيه، وعاد بعدها إلى [[بنبلونة]] في شمالي [[إبيريا (توضيح)|أيبيريا]]، فانطلق منها وعبر ممر رونسفال في [[جبال البرانس|جبال المعابر]]،<ref name="فجر303">{{Harvard citation no brackets|مؤنس| Ref =فجر الأندلس|2002|p=303}}</ref> وكان هدفه [[دوقية آكيتاين|أقطانيا]]، ومنها سار شمالاً ثم في الاتجاه الجنوبي الشرقي نحو [[آرل]]، فأعاد فتحها وحصّن المسلمين فيها، ثم عاد إلى أقطانية. كان [[أودو دوق أقطانيا]] قد جمع جيشًا قاتل به جيش الغافقي في [[معركة بوردو|معركة نهر الجارون]]، والتي انتصر فيها المسلمون، وسط خسائر كبيرة في الجيش الأقطاني.{{للهامش|1}} بعد هذه المعركة، افتتح الغافقي [[دوقية آكيتاين|أقطانيا]] بالكامل،<ref name="الغنيمي65">{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=65}}</ref> بما في ذلك مدينة بوردو عاصمتها.<ref>{{Harvard citation no brackets|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي|1981|p=205}}</ref> ثم واصل الغافقي إلى [[بواتييه]] فافتتحها، ثم [[تور (مدينة)|تور]] الواقعة على نهر اللوار وافتتحها أيضاً.<ref name="الغنيمي64">{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=64}}</ref>
 
رأى بعض المؤرخين أن الغافقي لم يكن ينوي التقدم أكثر من ذلك، بل كان ينوي تحصين المدن المفتوحة وتقويتها لتصبح ثغراً للمسلمين، كما هي الحال في [[سبتمانيا]]، ولم يكن معه من الجند ما يكفي لفتح مدن أكثر، بعد مسيرته طويلة في جنوب غالة وغربها، وقتاله في [[معركة بوردو|معركة نهر الجارون]].<ref name="فجر216">{{Harvard citation no brackets|مؤنس| Ref =فجر الأندلس|2002|p=216}}</ref> دفعت انتصارات المسلمين في غالة [[شارل مارتيل|شارل مارتل]] للتحرك لمواجهة جيش المسلمين، خاصة بعد أن لجأ إليه منافسه أودو بمن بقي معه من رجاله، ليساعده على استعادة أقطانيا<ref name="الغنيمي63">{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=63}}</ref><ref name="أبوخليل18">{{Harvard citation no brackets|أبو خليل| Ref =بلاط الشهداء|1998|p=18}}</ref>، فقبل شارل مساعدته على أن يكون ولاء أودو لدولة الفرنجة، فوافق أودو على ذلك.<ref>{{Harvard citation no brackets|أبو خليل| Ref =بلاط الشهداء|1998|p=30}}</ref>
 
جمع [[شارل مارتيل|شارل مارتل]] جيشًا من المرتزقة ومقاتلين من حدود [[راين|الراين]]<ref name="الحجي202">{{Harvard citation no brackets|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي|1981|p=202}}</ref> ومن [[بورغنديبرغونية|بورغانديا]]. كان [[عبد الرحمن الغافقي|عبد الرحمن]] قد وصل إلى [[تور (مدينة)|تور]] بمن تبقى من جيشه، بعد معاركه في [[دوقية آكيتاين|أقطانيا]] [[كاتالونياكتالونيا|وقطلونية]] [[سبتمانيا|وسبتمانيا]] أو الحاميات التي خلفها ورائه.<ref name="فجر216"/><ref name="الغنيمي67">{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=67}}</ref>
 
استدرج شارل مارتل جيش المسلمين المتحصن في [[تور (مدينة)|تور]] إلى سهل يقع غرب رافد نهر اللوار، بأن أرسل شارل مجموعات صغيرة من طلائع جيشه إلى الضفة الشرقية للنهر، وعندما علم بأمرها [[عبد الرحمن الغافقي|عبد الرحمن]]، أرسل مجموعات للاستطلاع، عادت لتخبره بقلة عددهم وسهولة القضاء عليها، فخرج عبد الرحمن من المدينة لمواجهتها، وعبر بقواته إلى الضفة الشرقية، فتحرك شارل بقواته باتجاه جيش المسلمين.<ref name="أبوخليل25"/><ref name="عنان100">{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=99-100}}</ref> وعندما فوجيء عبد الرحمن بأعداد أكثر مما قدرتها فرق استطلاعه ارتد بقواته إلى سهل بين [[تور (مدينة)|تور]] و[[بواتييه]].<ref name="عنان100"/><ref name="الغنيمي66">{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=66}}</ref> تقدم شارل بقواته ونزل في مواجهة جيش الأمويين استعداداً للمعركة، وتحرك جيش الأمويين نحو الجنوب باتجاه بواتييه، بينما تجمع جيش شارل جهة الشمال باتجاه تور.<ref>{{Harvard citation no brackets|الغنيمي| Ref =معركة بلاط الشهداء|1996|p=66-67}}</ref>
سطر 52:
 
=== نتائج المعركة ===
لم تتوقف غزوات المسلمين في بلاد الغال رغم الهزيمة في المعركة، بل استمرت بعدها مباشرة، فأرسل الوالي الجديد [[عبد الملك بن قطن|عبد الملك بن قطن الفهري]] حملة يقودها [[يوسف بن عبد الرحمن الفهري]] الذي تحالف مع [[مورونتوس]] كونت بروفنس،<ref>Fouracre, 2000, p. 96.</ref> غزت بلاد الغال واجتاحت [[آرل]]، ثم [[سانتسان ريمي ديدو بروفنس|مدينة سانت ريمي]] و[[أفينيون]]<ref>{{Harvard citation no brackets|الحجي| Ref =التاريخ الأندلسي|1981|p=202-204}}</ref><ref name="فجر333">{{Harvard citation no brackets|مؤنس| Ref =فجر الأندلس|2002|p=333}}</ref><ref name="Santosuosso2004p126">{{Harvard citation no brackets|Santosuosso|2004|p=126}}</ref>، ثم تابع الوالي [[عقبة بن الحجاج السلولي]] تلك الغزوات فسيطر على [[بورغوني (منطقة فرنسية)برغونية|بورغونية]]، حتى بلغت حملته [[بييمونتي|بيدمونت]] بشمال إيطاليا.<ref>{{Harvard citation no brackets|مؤنس| Ref =فجر الأندلس|2002|p=336}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|أرسلان| Ref =تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط|-|p=105}}</ref> ثم انشغل ولاة الأندلس بمشاكلهم الداخلية وتكالبهم على السلطة،<ref name="Santosuosso2004p126"/> ففقدوا المناطق التي سيطروا عليها في بلاد الغال، الواحدة تلو الأخرى حتى لم يبق بأيديهم في عهد [[يوسف بن عبد الرحمن الفهري]] والي الأندلس الأخير سوى [[أربونة]] فقط،<ref>{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=131-134}}</ref> والتي سقطت نهائيًا عام 759 م، عندما أمر [[عبد الرحمن الداخل]] بإجلاء [[مسلم|المسلمين]] من المدينة.<ref name="فجر343">{{Harvard citation no brackets|مؤنس| Ref =فجر الأندلس|2002|p=343}}</ref> ومن ناحية أخرى، أنشأ [[شارلمان]] حفيد شارل مارتل بعد ذلك [[الثغر الإسباني]] في [[البرانس]] لتكون بمثابة منطقة عازلة عن مناطق المسلمين خلف البرانس.
 
== المعركة في المصادر الإسلامية ==
ذكرت المصادر الإسلامية الأولية المعركة باقتضاب. فقد أشار إليها [[ابن عذاري]] قائلاً: {{اقتباس مضمن|ثم ولي [[الأندلس]] عبد الرحمن هذا [يعني الغافقي] ثانية، وكان جلوسه لها في صفر سنة 112 هـ، فأقام والياً سنتين وسبعة أشهر وقيل وثمانية أشهر، واستشهد في أرض العدو في رمضان سنة 114 هـ.<ref>{{Harvard citation no brackets|ابن عذاري| Ref =البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - الجزء الثاني|1980|p=28}}</ref>}} وقد نقل عن [[ابن حيان القرطبي]] في موضع آخر قوله: {{اقتباس مضمن|ثم ولي الأندلس عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، فغزا الروم، واستشهد مع جماعة من عسكره سنة 115 هـ، بموضع يعرف ببلاط الشهداء.<ref name="عذاري51">{{Harvard citation no brackets|ابن عذاري| Ref =البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - الجزء الأول|1980|p=51}}</ref>}} كما أشار إليها [[المقري (توضيح)|المقري]] في قوله: {{اقتباس مضمن|ثم قدم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي من قبل [[عبيد الله بن الحبحاب]] صاحب إفريقية، فدخلها سنة ثلاث عشرة، وغزا الإفرنجة، وكانت له فيهم وقائع، وأصيب عسكره في رمضان سنة أربع عشرة في موضع يعرف ببلاط الشهداء، وبه عرفت الغزوة.<ref name="المقري236">{{Harvard citation no brackets|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الأول|1968|p=236}}</ref>}} كذا، قال عنها [[ابن عبد الحكم]]: {{اقتباس مضمن|ولي عبد الرحمن بن عبد الله العكي على الأندلس، وكان رجلاً صالحًا، فغزا عبد الرحمن إفرنجة، وهم أقاصي عدو الأندلس، فغنم غنائم كثيرة، وظفر بهم، ... ثم خرج إليهم غازيًا، فاستشهد وعامة أصحابه، وكان قتله فيما حدثنا يحيى بن الليث في سنة خمس عشرة ومائة.<ref name="الحكم292">{{Harvard citation no brackets|ابن عبد الحكم| Ref =فتوح مصر والمغرب|1999|p=292}}</ref>}} ووافقه في ذلك [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]].<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3497_الكامل-في-التاريخ-ابن-الأثير-ج-5/الصفحة_172 الكامل في التاريخ-ذكر قتل عبد الرحمن أمير الأندلس وولاية عبد الملك بن قطن]</ref> ولم يرد ذكرها يذكر في تواريخ [[الواقدي]] و[[البلاذري]] و[[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] وهم من أقدم رواة الفتوح، شيئاً عن الموقعة<ref name="عنان106"/>
 
== اختلاف الآراء حول المعركة ==
سطر 69:
 
=== آراء تقلل من أهمية المعركة ===
وعلى الجانب الآخر، رأى عدد من المؤرخين الغربيين، برأي المؤرخين المسلمين في أن المعركة لم تكن بتلك الأهمية. فقد قال [[برنارد لويس]]: {{اقتباس مضمن|إن المؤرخين العرب، إذا ما ذكروا هذا الاشتباك [يعني المعركة] بصفة عامة، يذكرون أنها كانت مناوشات طفيفة.<ref>Lewis, 1994, p. 11.</ref>}} وكتب [[غوستاف جرونبوم]]: {{اقتباس مضمن|هذه الانتكاسة قد تكون مهمة من وجهة النظر الأوروبية، ولكن بالنسبة للمسلمين في ذلك الوقت، لم يروا فيها أي خطة كبير، وبالتالي لم تكن لها أهمية أكبر من ذلك.<ref>von Grunebaum, 2005, p. 66.</ref>}} ذكر [[ابن عذاري]] المعركة في كتابه [[البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب|البيان المغرب]]، قائلاً: {{اقتباس مضمن|ولي الأندلس عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، فغزا الروم، واستشهد مع جماعة من عسكره سنة 115 هـ، بموضع يعرف ببلاط الشهداء.<ref name="عذاري51"/>}} وقد أشار هنري كوبيه إلى أن نفس الاسم البلاط أطلق على معركة تولوز،{{للهامش|3}} والعديد من المعارك الأخرى التي هُزم فيها المسلمين.<ref>{{Harv|Coppée|2002|p=13}}</ref> ويقول الإيطالي أليساندرو باربيرو: {{اقتباس مضمن|يميل المؤرخون اليوم إلى التقليل من أهمية معركة بواتييه، حيث أن هدف القوات العربية التي هزمها شارل مارتل لم يكن فتح مملكة الفرنجة، ولكنه ببساطة لجمع الغنائم من دير سانت مارتن الغني في تور.<ref>Barbero, 2004, p. 10.</ref>}} كذلك كتب توماز ماستناك: {{اقتباس مضمن|لقد نسج المؤرخون المعاصرون أسطورة حول هذا الانتصار، بأنه الذي أنقذ أوروبا المسيحية من المسلمين. فإدوارد جيبون، على سبيل المثال، دعا شارل مارتل بمنقذ المسيحية وأن المعركة التي دارت قرب بواتييه غيرت تاريخ العالم ... وقد ظلت تلك الأسطورة حية بشكل جيد في عصرنا ... رغم أن المعاصرين للمعركة، لم يبالغوا في أهميتها. فتأريخ فريدغر، الذي كتب على الأرجح في منتصف القرن الثامن، صوّر المعركة كواحدة من العديد من المعارك بين المسيحيين والعرب المسلمين - بل باعتبارها واحدة من سلسلة حروب التي خاضها أمراء الفرنجة من أجل الغنائم والأراضي ... وصف تاريخ فريدغر معركة بواتييه كما هي بالفعل: حلقة في الصراع بين الأمراء المسيحيين مثل الكارولينجيون الذين سعوا لضم أقطانيا تحت حكمهم.<ref>Mastnak, 2002, pp. 99-100.</ref>}} كذلك يرى المؤرخ الإيطالي فرانكو كارديني في كتابه "أوروبا والإسلام"، قائلاً: {{اقتباس مضمن|إنه من الحصافة أن تقلل من أهمية أو نفي الصفة الأسطورية لهذا الحدث، الذي لا يعتقد أي شخص الآن أنه كان حاسمًا. إن أسطورة النصر العسكري المميز تدخل اليوم في نطاق [[كلام مبتذل|الكليشيه]]ات الإعلامية، التي لا يصعب القضاء عليها. فمن المعروف جيدًا كيف نسج الترويج للفرنجة وتمجيد البابوية للنصر الذي تم في الطريق بين تور وبواتييه...<ref>Cardini, 2001, p. 9.</ref>}}
 
وفي مقدمة كتابهما "رفيق القارئ إلى التاريخ العسكري" لخّص روبرت كاولي وجيفري باركر وجهة النظر الحديثة هذه عن المعركة، قائلين: {{اقتباس مضمن|إن دراسة التاريخ العسكري شهدت تغيرات جذرية في السنوات الأخيرة. فلم يعد نهج الطبول والأبواق القديم فعّالا، حيث حظيت عوامل كالاقتصاد والخدمات اللوجستية والاستخبارات والتكنولوجيا بالاهتمام لتقييم المعارك والحملات والخسائر. واكتسبت كلمات مثل "استراتيجية" و"عمليات" معانٍ ربما لم تكن معروفة منذ جيل مضى. وقد غيرت الأبحاث الجديدة وجهات نظرنا ... على سبيل المثال، العديد من المعارك التي أدرجها إدوارد شيبرد كريزي عام 1851 في كتابه المشهور "أكثر خمسة عشر معركة حسمًا في العالم" نذكر منها هنا، المواجهة بين المسلمين والمسيحيين في بواتييه-تور عام 732، التي كان ينظر إليها أنها حدثًا فاصلاً، خُفّضت إلى مجرد غارة.<ref>'Editors' Note', Cowley and Parker, 2001, p. xiii.</ref>}}
سطر 80:
قد يكون المؤرخون الحديثون أكثر دقة من مصادر القرون الوسطى، حيث استندوا على تقديرات القدرات اللوجستية في المناطق الريفية المجاورة التي تكفي هذه الأعداد من الرجال والحيوانات. واتفق ديفيس وهانسون على كون وجوب اعتماد الجيشين على الريف المجاور، حيث لم يكن لديهما أنظمة كافية لتوفير الإمدادات اللازمة للحملتين. وقد قدّرت مصادر أخرى كغور الذي قدّر الجيش الفرنجي بين 15,000-20,000، بينما قدّره آخرون ما بين 30,000-80,000. وعلى الرغم من اختلاف تقدير قوات المسلمين بتفاوت كبير، إلا أن غور قدره ما بين 20,000-25,000، فيما زادته تقديرات أخرى إلى نحو 80,000 رجل.<ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع ويب|المؤلف=tom oberhofer |المسار=http://home.eckerd.edu/~oberhot/moussais.htm |العنوان=battle of poitiers 732 battle of Moussais, battle of Tours, Charles Martel Eudes of Aquitaine, Abd. er-Rahman, medieval warfare |الناشر=Home.eckerd.edu |التاريخ= |تاريخ الوصول=2012-10-04| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170202050206/http://home.eckerd.edu/~oberhot/moussais.htm | تاريخ الأرشيف = 2 فبراير 2017 }}</ref>
 
خسائر المعركة غير معروفة، غير أن بعض المؤرخين بعد ذلك زعموا بأن قوات شارل مارتل خسرت حوالي 1,500، بينما منيت قوات المسلمين بخسائر ضخمة تصل إلى 375,000 رجل. وقد ذكرت تلك الأرقام في [[كتاب الباباوات]] الذي يروي انتصار [[أودو دوق أقطانيا]] في [[معركة تولوز]]. وقد صحّح [[بولس الشماس]] في كتابه [[تاريخ اللومبارد (كتاب)|تاريخ اللومبارد]] (الذي كتبه حوالي عام 785) أن هذا التأريخ دون تلك الأعداد كونها أعداد خسائر معركة تولوز (وزعم أيضًا أن شارل مارتل قاتل في تلك المعركة جنبًا إلى جنب مع أودو)، ولكن الكتاب اللاحقين، الذين ربما تأثروا [[تأريخ فريدغر|بتأريخ فريدغر]]، نسبوا خسائر المسلمين فقط لشارل مارتل، وأصبحت المعركة التي وقعت فيها تلك الخسائر معركة بواتييه بلا شك.<ref>Fouracre, 2000, p. 85 citing U. Nonn, 'Das Bild Karl Martells in Mittelalterliche Quellen', in Jarnut, Nonn and Richeter (eds), Karl Martel in Seiner Zeit, pp. 9–21, at pp. 11–12.</ref> كما ذكر تأريخ [[حياة باردولف]] المكتوب في منتصف القرن الثامن، أن قوات عبد الرحمن حرقت ونهبت ما في طريقها إلى [[ليموزاليموزان|ليموزين]] في طريق عودتهم إلى الأندلس، مما يعني أن الجيش لم يدمر إلى الحد الذي صوره تأريخ فريدغر.<ref>Fouracre, 2000, p. 88.</ref><ref name="فجر331">{{Harvard citation no brackets|مؤنس| Ref =فجر الأندلس|2002|p=331}}</ref>
 
== الهوامش ==
* {{هامش|1}} وصف الأسقف إيزيدور الباجي مدون [[تأريخ عام 754]] خسائر المعركة بعبارة {{لات|solus Deus numerum morientium vel pereuntium recognoscat}} التي تعني "الله وحده يعلم عدد القتلى".<ref name="Wolf, 2000, p. 145">Wolf, 2000, p. 145</ref><ref name="عنان90">{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=90}}</ref><ref>O'Callaghan, 1983, p. 189.</ref>
* {{هامش|2}} نقل [[محمد عبد الله عنان|عنان]] في كتابه "[[دولة الإسلام في الأندلس (كتاب)|دولة الإسلام في الأندلس]]" رواية منسوبة إلى شخص يدعى القديس دينيس "Saint Denis" يقول فيها: "وعندئد خرج العرب وملكهم [[عبد الرحمن الغافقي|عبد الرحمن]] من [[إسبانيا]]، مع جميع نسائهم وأولادهم وعددهم وأقواتهم".<ref name="عنان102">{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=102}}</ref> مما يبرر هرع المسلمين لإنقاذ معسكرهم دفاعًا عن ذراريهم.
* {{هامش|3}} نقل [[المقري (توضيح)|المقري]] في كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" عن [[ابن حيان القرطبي]]، أن [[السمح بن مالك الخولاني]] قُتل في الوقعة المشهورة عند أهل الأندلس بوقعة البلاط.<ref name="المقري14">{{Harvard citation no brackets|المقري| Ref =نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب-المجلد الثالث|1968|p=14}}</ref> والمعروف أن السمح قتل في معركة تولوز.
* {{هامش|4}} كانت قوات شارل مارتل خليطًا من قوات [[مسيحية]] و[[وثنية]] أشارت إليها وثيقة تأريخ المستعربين لعام 754، باسم "قوات الشمال"، كان أكثرها من [[أوستراسيا]] و[[نيوستريا]]،<ref name="عنان96">{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=96}}</ref> و[[بورغنديبرغونية|بورغنديا]]، و[[شوابيا]]،<ref name="أبوخليل34">{{Harvard citation no brackets|أبو خليل| Ref =بلاط الشهداء|1998|p=34}}</ref> بالإضافة إلى قوات من مرتزقة وثنيين [[القبائل الجرمانيةجرمان|لقبائل جرمانية]] عدة من حدود [[نهر الراينراين|الراين]]<ref name="الحجي202"/><ref name="عنان99">{{Harvard citation no brackets|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=99}}</ref> أشهرها [[ساكسون|السكسون]]<ref name="أبوخليل34"/>، إضافة إلى بقايا جيش [[دوقية آكيتاين|أقطانيا]] بقيادة [[أودو دوق أقطانيا|الدوق أودو]].
 
== المراجع ==
سطر 134:
[[تصنيف:مسألة فرنسا]]
[[تصنيف:معارك الدولة الأموية]]
[[تصنيف:معارك الفرنجة]]
[[تصنيف:معارك تشمل إمبراطورية الفرنجة]]
[[تصنيف:معارك في آكيتين الجديدة]]