بيكو ديلا ميراندولا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:مسيحيون لوجود (تصنيف:إنسانويون مسيحيون))
سطر 42:
}}
 
جيوفاني '''بيكو ديلا ميراندولا''' (24 فبراير 1463-17 نونبر 1494) كان [[فيلسوف]]، [[علم اللاهوت المسيحي|لاهوتي]] ومفكر إيطالي، ثالث أبناء عائلة أرستوقراطية. قام بدراسة وتلخيص أفكار أهم المدارس الفلسفية المعروفة في زمانه، خصوصا [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية الحديثة]]، مدرسة المشائين، الفلسفة المدرسية والكابال المسيحية.
 
== سيرة ذاتية ==
منذ شبابه المبكر، ورث ثروة مهمة مكنته من الدراسة والسفر كما أراد. كان من تابعي [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطونية الحديثة]]، من تلاميذ [[مارسيليو فيسينو]]، قبل أن يرجع إلى فلسفة المشائين. حاول أن يعطي صورة متناسقة لفلسفتي [[أفلاطون]] و[[أرسطو]] متماشيا مع العقيدة المسيحية، مما أداه إلى القذف [[هرطقة|بالهرطقة]] من طرف البابا [[إينوسنت الثامن|إنوسنتيوس الثامن]]. هو أيضا من مؤسسي الكابال المسيحية.
 
جيوفاني بيكو ديلا ميراندولا ازداد بفوسا، قرب مدينة [[مودينا]]. كان أصغر ابن لعائلة من النبلاء كانوا يحكمون أراضي في إحدى مناطق [[إميليا-رومانيا|إيميليا رومانيا]]. درس منذ طفولته المبكرة اللغة اللاتينية، وربما أيضا اليونانية. بما أن أمه كانت تريد أن يخدم الكنيسة، ذهب ليدرس القانون اللاهوتي ب[[بولونيا (مدينةإيطاليا)|بولونيا]] سنة [[1477]].
 
بعد موت أمه سنتين من بعد ذلك، بيكو سيعزف عن القانون اللاهوتي لابتداء دراسة الفلسفة [[جامعة فيرارا|بجامعة فيرارا]]. خلال إقامة قصيرة بمدينة [[فلورنسا|فلورانسا]]، سيتعرف ب[[أنجلو بوليزيانو]]، بالشاعر جيرولامو بينيفييني، وربما أيضا بالرهيب الدومنيكي [[سافونارولا]]. سيبقى مدى حياته مرتبط بأصدقائه الثلاث، حتى مع [[سافونارولا]]، ذو العقلية المضادة للفكر العقلاني. يعتقد أن كانت هناك فيما بين [[أنجلو بوليزيانو]] وبيكو علاقة حب تتعدى الصداقة<ref>[BBC">{{en}}[http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/6920443.stm ''Medici writers exhumed in Italy'', in ''BBC News'', 28/07/2007] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170629160549/http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/6920443.stm |date=29 يونيو 2017}}</ref>.
فيما بين سنتين [[1480]] و[[1482]], واصل دراسته ب[[جامعة بادوفا|جامعة بادوا]]، المعتبرة آنذاك كمركز رئيسي للفلسفة الأرسطوطاليسية [[إيطاليا|بإيطاليا]]. بعد أن أتقن اللاتينية واليونانية، قرر دراسة [[لغةاللغة عبريةالعبرية|العبرية]] و[[لغةاللغة عربيةالعربية|العربية]] ببادوا تحت إشراف إيلي ديل ميديكو، فيلسوف يهودي متخصص في دراسة فلسفة [[ابن رشد]]، الذي سيعرفه أيضا بمخطوطات [[لغةاللغة أراميةالآرامية|أرامية]]. ديل ميديكو سيترجم له بعض المخطوطات اليهودية من العبرية إلى اللاتينية. [[بادوابادوفا|ببادوا]]، بيكو سيكتب شعرا باللغتين الإيطالية واللاتينية، لكنه سيقوم بحرقه قبيل موته.
 
سنة [[1485]] سيذهب ل[[جامعة باريس]]، التي كانت تعتبر آنذاك أهم مركز أوروبي لدراسة [[إلهيات|الإلاهيات]] والفلسفة، ومركز إشعاع لفلسفة [[ابن رشد]]. يمكن أن يكون بيكو قرر [[باريس|بباريس]] كتابة أطروحاته التسع مئة، ثم تقديمها في محاضرة عمومية. سنة [[1486]] سيرجع [[فلورانسافلورنسا|لفلورانسا]]، وسيتعرف على [[لورينزو دي ميديشي]] و[[مارسيليو فيسينو]]، اليوم نفسه الذي أكمل فيه هذا الأخير ترجمته إلى اللاتينية لأعمال [[أفلاطون]] تحت رعاية [[لورينزو دي ميديشي|لورينزو]]. سيعجبان بشخصية بيكو. [[لورينزو دي ميديشي|لورينزوسيساند]] بيكو طول حياته، خصوصا في المرحلات الصعبة التي سيعيشها. دون هذه المساندة، كان من المحتمل أن تضيع جميع مؤلفات بيكو.
 
== تأسيس فلسفة بيكو ديلا ميراندولا ==
[[ملف:Florence1493.png|تصغير|500px|يسار| [[فلورنسا]] في حوالي سنة 1490، لوحة مقتطفة من مخطوطة [[نورنبرغ|نورنبيرغ]] التي تعود إلى سنة 1493]]
سيذهب بيكو إلى [[روما]]، طامحا نشر أطروحاته التسع مئة ومناقشتها مع أكبر علماء [[أوروبا]]. لكن، في طريقه إلى [[روما]]، خلال توقفه بمحطة [[أريتسو]]، سيقع في مشكلة متعلقة بقصة حب تجمعه مع زوجة أحد أفراد عائلة [[لورينزو دي ميديشي]]. وهي مشكلة كادت أن تذهب بحياته.بيكو سيحاول الفرار مع المرأة ولكن سيتم ملاحقته، جرحه والإلقاء به في السجن. لم يتمكن من الخروج من السجن إلا بمساعدة [[لورينزو دي ميديشي|لورينزو]]. هذه الواقعة تظهر في نفس الوقت شخصية بيكو المتوهجة وقيمة الصداقة التي كانت تجمعه [[لورينزو دي ميديشي|بلورينزو]].
 
بيكو سيظل أشهر عديدة ب[[بيروجيا|بيرودجا]]، وبقرية فراتا بنواحيها، حتى يبرئ من جروحه. بهذا الموضع سيكتب ل[[مارسيليو فيسينو]] بأنه اكتشف كتب كلدانية أعجبته. ب[[بيروجيا|بيرودجا]]، بيكو سيعشق دراسة الفكر اليهودي وكل ما يتعلق بالهرميسية، خصوصا ب[[هرمس الهرامسة]]. في ذلك الوقت، كان الرأي العام العلمي يعتقد أن الهرمسية كانت معاصرة لكتب العهد القديم، وبذلك كانت الهرمسية تعطى لها أهمية كبيرة. بيكو يعتبر أول مثقف أوروبي أدخل الفكر الصوفي اليهودي في ساحة الفلسفة اليونانية، من خلال كتابه "Heptaple" الذي يهتم بالتأويل الصوفي اليهودي لقصة خلق العالم في سبعة أيام.
 
بيكو كان يبني أفكاره على فلسفة [[أفلاطون]]، على غرار أستاذه [[مارسيليو فيسينو]]، بالرغم من احترامه لأراء [[أرسطو]]. بالرغم من أنه كان درس ككل معاصريه إنسانيات النهضة، التي تركز على الأداب اليونانية واللاتينية، كان يحاول أن تكون له نظرة ثقافية شاملة. الدليل على ذلك أنه في رسالة شهيرة كتبها سنة 1485 إلى هيرمولاؤو بربارو يدافع عن وجوب دراسة كتابات ابن رشد وابن سينا. مبتغى بيكو كان دائما هو نفسه، محاولة مصالحة فلسفة [[أفلاطون]] مع فلسفة [[أرسطو]]، لأنه كان متيقن أن الفيلسوفين يقولان نفس الخطاب بكلمات مختلفة. لذلك أصدقاؤه كانوا يسمونه (princeps concordiae)، معناها أمير الإتفاق، علما أن (Concordiae) كانت أيضا بلدة تمتلكها عائلته. زيادة على ذلك، كان بيكو يعتقد أن كل شخص مثقف عليه أن يدرس العبرية والتلمود، والفلسفة الهرميسية، لأنه كان يعتقد أنها كانت تؤدي إلى معرفة واحدة للله.
سطر 65:
 
== السجال مع الكنيسة، الفرار ثم الرجوع إلى إيطاليا ==
خلال فبراير 1487, سيعلن البابا [[إينوسنت الثامن|إنوسنتيوس الثامن]] حظره للنقاش المقترح من طرف بيكو، وسيأمر بتكوين لجنة للتأكد من صحة الأطروحات المعرضة للنقاش. ثلاثة عشر منها ستعتبر غير صالحة من وجهة نظر الكنيسة. بيكو سيعطي كلمته كتابيا بأنه سيزيلها، رغم تأكيده شفويا بأنه لن يتراجع عليها. للدفاع عن نفس أطروحاته مرة أخرى سيؤلف كتاب وينشره سنة 1489, يحمل عنوان (Apologia J. Pici Mirandolani, Concordiae comitis)، ويهديه إلى [[لورينزو دي ميديشي]]. حينما سيعلم البابا بوجود هذا الكتاب سيأمر بإقامة محكمة تفتيش لإكراه بيكو بالتراجع أيضا عن أفكار كتابه الجديد، الشيء الذي سيضطر بيكو بفعله.
من بعد ذلك، سيعلن البابا من جديد عن عدم صحة أطروحات بيكو ديلا ميراندولا، قائل عنها بالحرف: "جزء منها هرطقة، وجزء أخر كلام فاحش، كلها تقريبا إلا تكرير لأخطاء الفلاسفة الوثنيين...زيادة على أن بعضها يحمس اليهود في عجرفتهم، وأخيرا، متذرعا بالفلسفة، يحفز فنون مضادة للشريعة الكاثوليكية وللإنسانية." أحد نقاد بيكو سيدعي وقتذاك أن كلمة "كبال" هي اسم كاتب ملحد معادي لعيسى.
 
سطر 92:
[[تصنيف:كونتات إيطاليا]]
[[تصنيف:مدرسو بلاغة إيطاليون]]
[[تصنيف:مسيحيون]]
[[تصنيف:مواليد 1463]]
[[تصنيف:مواليد في ميراندولا]]