غازي القصيبي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 5:
| تعليق الصورة =
| تاريخ الولادة ={{تاريخ الميلاد|1940|3|2}}
| مكان الولادة = [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]]، [[السعودية|المملكة العربية السعودية]]
| تاريخ الوفاة = {{تاريخ الوفاة والعمر|2010|8|15|1940|3|2}}
| مكان الوفاة = [[الرياض]]، [[السعودية|المملكة العربية السعودية]]
| التعليم =
| المهنة =
سطر 17:
| الموقع الرسمي =http://www.ghazialgosaibi.com
}}
'''غازي عبد الرحمن القصيبي'''، ([[2 مارس]] [[1940]] - [[15 أغسطس]] [[2010]]<ref>[http://www.elaph.com/Web/news/2010/8/588603.html وفاة وزير العمل السعودي غازي القصيبي]، إيلاف، دخل في 15 أغسطس 2010 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171210232114/http://elaph.com/Web/news/2010/8/588603.html |date=10 ديسمبر 2017}}</ref>) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير [[السعودية|سعودي]]، قضى في [[الأحساء (توضيح)|الأحساء]] سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى [[المنامة]] [[البحرين|بالبحرين]] ليدرس فيها مراحل التعليم، حصل على درجة البكالوريس من كلية الحقوق في [[جامعة القاهرة]]، ثم حصل على درجة [[ماجستير|الماجستير]] في العلاقات الدولية من [[جامعة كاليفورنيا الجنوبية|جامعة جنوب كاليفورنيا]] التي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعات أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة ولكن لمرض أخيه نبيل اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا وبالتحديد في لوس أنجلوس ولم يجد التخصص المطلوب فيها فاضطر إلى دراسة العلاقات الدولية أما [[دكتوراه|الدكتوراة]] ففي العلاقات الدولية من [[جامعة لندن]] والتي كانت رسالتها فيها حول [[اليمن]] كما أوضح ذلك في كتابه '''[[حياة في الإدارة (كتاب)|حياة في الإدارة]]'''.
== النشأة ==
في بيئة مشبعة بالكآبة كما يصفها القصيبي كانت ولادته التي وافقت اليوم الثاني من [[مارس|شهر مارس]] عام [[1940]] ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة غازي توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضاً وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه، في ذلك الجو، يقول غازي: {{اقتباس مضمن|ترعرعت متأرجحاً بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم).}} ولكن لم يكن لوجود هذين المعسكرين في حياة غازي الطفل تأثير سلبي كما قد يُتوقع بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن {{اقتباس مضمن|السلطة بلا حزم تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة.}} هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضاً فكان على ما يبدو سبباً في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري، إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.<ref name="جريدة شمس - رمضان 1427">جريدة شمس - رمضان 1427</ref>
== المناصب التي تولاها ==
تولى القصيبي مناصب عدة منها أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية ب[[جامعة الملك سعود]] في [[الرياض]] [[1965]] - 1385هـ و[[مستشار قانوني للشركات|مستشار قانوني]] في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران (وزارة الدفاع حاليا) ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة ونال منصب عميد كلية التجارة ب[[جامعة الملك سعود]] [[1971]] - 1391هـ ثم مدير [[المؤسسة العامة للخطوط الحديدية|المؤسسة العامة للسكك الحديدية]] [[1973]] - 1393 هـ ومن ثم وزير الصناعة والكهرباء [[1976]] - 1396 هـ وثم وزير الصحة [[1982]] - 1402هـ فسفير السعودية لدى [[البحرين]] [[1984]] - 1404 هـ ثم سفير السعودية لدى [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] [[1992]] - 1412هـ فعاد وزير المياه والكهرباء [[2003]] - 1423هـ ومن ثم وزير العمل [[2005]] - [[1425 هـ]]، وكما مُنح [[وسام الكويت]] ذو الوشاح من الطبقة الممتازة عام 1992 ومُنح [[أوسمة ونياشين وميداليات السعودية|وسام الملك عبد العزيز]] وعدداً من الأوسمة الأخرى من دول عربية وغير عربية، كما لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في [[جمعية الأطفال المعوقين]] السعودية حيث كان أحد مؤسسيها وكان عضواً فعالاً في مجالس وهيئات حكومية، وصاحب فكرة تأسيس جمعية الأطفال المعاقين ب[[السعودية|المملكة العربية السعودية]]، كما عمل بلا مُرتب في آخر 30 سنه من حياته حيث تم تحويل مرتباته إلى جمعية الأطفال المعاقين، وذكره معلمه والأديب [[عبد الله بن محمد الطائي]] ضمن الشعراء المجددين في كتابة '''دراسات عن الخليج العربي''' قائلاً:{{اقتباس مضمن|أخط اسم غازي القصيبي وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه [[أشعار من جزائر اللؤلؤ]] الدم الجديد، وكان فعلاً دماً جديداً سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعداً، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه.}} ويعد كتابه [[حياة في الإدارة (كتاب)|حياة في الإدارة]] أشهر ما نشر له وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في [[لندن]]، وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً كما له أشعار متنوعة.
== التعليم ==
لم يستمر جو الكآبة ذاك ولم تستبد به العزلة طويلاً بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها ليجد نفسه مع الدراسة بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة. في [[المنامة]] كانت بداية مشواره الدراسي حتى أنهى الثانوية، ثم حزم حقائبه نحو [[مصر]] وإلى [[القاهرة]] بالتحديد وفي [[جامعة القاهرة|جامعتها]] انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك والتي يصفها بأنها '''غنية بلا حدود''' ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ يُقال أن رواية [[شقة الحرية]] التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في [[القاهرة]].<ref name="جريدة شمس - رمضان 1427"/>
 
بعد ذلك، عاد إلى [[السعودية]] يحمل معه شهادة [[بكالوريوس|البكالوريوس]] في القانون وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج وأصرّ على ذلك رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته وكان أهمّها عرضاً يكون بموجبه مديراً عاماً للإدارة القانونية في [[وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية (السعودية)|وزارة البترول والثروة المعدنية]] (وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية حاليا) والتي كان يحمل حقيبتها آنذاك [[عبد الله بن حمود الطريقي|عبد الله الطريقي]] إلا أنه رفضه مقدماً طموح مواصلة الدراسة على ما سواه. كان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة معه ومع إخوته إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضاً فما كان من الأب شديد الاحترام لاستقلال أولاده كما يصفه ابنه إلا أن يقدّر هذه الرغبة بل وساعده بتدبير أمر ابتعاثه الحكومي إلى الخارج وهذا ما تم، وفي [[1962]] ونحو [[لوس أنجلوس]] في [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأميركية]] كانت الوجهة هذه المرة وفي [[جامعة كاليفورنيا الجنوبية|جامعة جنوب كاليفورنيا]] العريقة قضى ثلاث سنوات تتوّجت بحصوله على درجة [[ماجستير|الماجستير]] في [[علاقات دولية|العلاقات الدولية]].<ref name="جريدة شمس - رمضان 1427"/>
وفي [[الولايات المتحدة|أميركا]] وأثناء دراسة [[ماجستير|الماجستير]]، جرّب غازي منصبًا إداريًا للمرة الأولى وذلك بعد فوزه بأغلبية ساحقة في انتخابات جمعية الطلاب العرب في الجامعة، وبعد رئاسته لها بأشهر أصبحت الجمعية ذات نشاط خلاق، بعد أن كانت الفرقة سمتها نظراً للوضع الذي كان يعيشه الوطن العربي آنذاك والذي يؤثر بالطبع على أحوال الطلاب العرب.<ref name="جريدة شمس - رمضان 1427"/>
== العمل ==
عاد إلى الوطن وعمل أستاذاً جامعياً ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه بعد فترة عملية، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام [[1964]] وإلى جامعتها - [[جامعة الملك سعود]] حالياً - تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة - إدارة الأعمال حالياً - ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلاً حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي) وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج حاملاً معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر.<ref name="جريدة شمس - رمضان 1427"/>
وقبل بدء السنة التالية، طلب منه عميد الكلية أن يجهّز نفسه لتدريس مادتي [[مبادئ القانون]] و[[مبادئ الإدارة العامة]] إلا أنه وقبيل بدء الدراسة فوجئ الأستاذ الجامعي الجديد بأنه عضو في لجنة السلام السعودية – اليمنية التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء [[الحرب الأهلية اليمنية (توضيح)|الحرب الأهلية في اليمن]] وكان أن رشح اسمه كمستشار قانوني في الجانب السعودي من اللجنة دون علمه، ليأتي أمر [[فيصل بن عبد العزيز آل سعود|الملك فيصل]] باعتماد أسماء أعضاء اللجنة فلم يكن هناك بدّ من الانصياع لهكذا عضوية، ومع أوائل العام [[1966]] كانت مهمة اللجنة قد انتهت ليعود المستشار القانوني السياسي إلى أروقة الجامعة، وكلف حينها بتدريس سبع مواد مختلفة. وفي [[1967]] غادر نحو [[لندن]] ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول [[الحرب الأهلية اليمنية (توضيح)|حرب اليمن]] ثم عاد إلى الرياض في [[1971]] ولكنه قد أصبح [[الدكتور]] غازي ليبدأ مشواره العملي ويصل إلى [[مجلس الوزراء السعودي|مجلس الوزراء]] بعد أربع سنوات في التشكيل الوزاري الذي صدر عام [[1975]].<ref name="جريدة شمس - رمضان 1427"/>
== الأستاذ ==
مع بداية العام [[1971]] عاد غازي القصيبي للعمل في الجامعة بعد أن حصل على [[دكتوراه|درجة الدكتوراه]] من [[لندن]] في [[المملكة المتحدة]] وأدار بعد عودته بقليل مكتباً للاستشارات القانونية كان يعود لأحد أصدقاءه ومن خلال هذه التجربة التي يعترف غازي بأنه لم يوفق فيها تجارياً، يبدو أنه وفق بشأن آخر وهو التعرف على طبيعة المجتمع السعودي بشكلٍ أقرب من خلال تعامله مع زبائن المكتب.
في تلك الفترة أيضاً كانت الفرصة قد سنحت للكتابة بشكل نصف شهري في [[الرياض (جريدة سعودية)|جريدة الرياض]] مع إعداد برنامج تلفزيوني أسبوعي يتابع المستجدات في العلاقات الدولية وكان لظهوره الإعلامي دور في ترسيخ هذا الاسم في ذاكرة العامة، وفي تلك الأثناء كذلك شارك القصيبي مع مجموعة لجان حكومية كانت بحاجة لمستشارين قانونيين ومفاوضين مؤهلين من ضمنها لجان في وزارة الدفاع والطيران ولجان في وزارة المالية والاقتصاد الوطني وغيرها، في تلك الحقبة من بداية المشوار العملي الحقيقي كان لابد وأن يكون لبزوغ هذا الاسم ثمن وكان كذلك بالفعل إذ انطلقت أقاويل حول '''عاشق الأضواء''' و'''عاشق الظهور''' ويعلق القصيبي على ذلك بالقول:{{اقتباس مضمن|تعلمت في تلك الأيام ولم أنس قط أنه إذا كان ثمن الفشل باهضاً فللنجاح بدوره ثمنه المرتفع ... أعزو السبب لظهور هذه الأقاويل إلى نزعة فطرية في نفوس البشر تنفر من الإنسان المختلف الإنسان الذي لا يتصرف كما يتصرفون.}} وبعد أقل من عام كان على الأستاذ الجامعي أن يتحول عميداً لكلية التجارة وهو المنصب الذي رفضه إلا بشرط هو ألا يستمر في المنصب أكثر من عامين غير قابلة للتجديد فكانت الموافقة على شرطه هذا إلى جانب شروط أخرى رحب بها مدير الجامعة، وبدأت تنمو الإصلاحات في الكلية ونظامها وسياستها بشكلٍ مستمر وبنشاط لا يتوقف، حتى عاد أستاذاً جامعياً بعد عامين.
== الوزير ==
وفي [[1973]] كان القرار في الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى [[الخدمة العامة]] في [[المؤسسة العامة للسكة الحديدية]] وكان سبق أن عرض عليه [[نايف بن عبد العزيز آل سعود|الأمير نايف]] وزير الداخلية السابق أن يعمل مديراً عاماً للجوازات والجنسية ولكنه رفض، أما إدارة [[مؤسسة السكة الحديدية]] فأثارت شهية الإداري الذي ولد داخل الأكاديمي على حد وصف القصيبي، وقبل أن يتضح له أنه بدأ شيئاً فشيئاً يتحول إلى وزير تحت التمرين كان قد التقى مرات عدة مع [[فهد بن عبد العزيز آل سعود|الأمير فهد]] آنذاك حتى أنه شرح له في إحدى المرات فلسفة المملكة التنموية وكأن ذاك درس للطالب النجيب لينتقل نحو مجلس الوزراء وهذا ما حدث بالفعل في عام [[1975]] ضمن التشكيل الوزاري الجديد إذ عُيّن وزيراً ل[[وزارة الصناعة والكهرباء]] ويذكر المواطن من ذلك الجيل أن الكهرباء حينها دخلت كل منزل أو على الأقل غالبية المنازل في السعودية وخلال فترة وجيزة، كذلك كان من أهم إنجازات تلك الفترة نشوء شركة [[سابك]] عملاق [[بتروكيمياويات|البتروكيماويات]] السعودي، وكانت قد ظهرت آنذاك العلامة المميزة لغازي القصيبي وهي الزيارات المفاجئة.
يعترف غازي الوزير أنه لم يكن بوسعه تحقيق ما حققه لولا الحظوة التي نالها لدى القيادة السياسية للبلد وهذه الحظوة لم تكن بالطبع لتأتي من فراغ وتوطدت أكثر مع الأمير فهد ولي العهد وفي يوم من أواخر العام [[1981]] كان الأمير فهد قد قرر تعيين غازي وزيراً للصحة وهو ما تم بعد تولي [[فهد بن عبد العزيز آل سعود|الملك فهد]] مقاليد الحكم عام [[1982]]، ويقول الوزير الجديد حينها في هذا الشأن:{{اقتباس مضمن|كانت ثقة الملك المطلقة التي عبر عنها شخصياً وفي أكثر من وسيلة ومناسبة هي سلاحي الأول والأخير في معارك وزارة الصحة.}} وفي تلك الوزارة كانت التغيرات حثيثة ومتلاحقة نحو الأفضل، ظهر غازي في تلك التغيرات كإنسان أكثر من كونه وزير أو إداري وربما كان لطبيعة العمل الإنساني في وزارة الصحة دور كبير في هذا، كان من الأمثلة على ذلك إنشاء [[جمعية أصدقاء المرضى]]، برنامج يقوم على إهداء والدي كل طفل يولد في مستشفيات الوزارة صورة لوليدهم بعد ولادته مباشرة مع قاموس للأسماء العربية هذا فضلاً عن تعزيز عملية التبرع بالدم وبث ثقافتها وتحفيز المواطنين نحوها كذلك ظهرت لمسات روحانية كتعليق آيات من [[القرآن]] داخل المستشفيات وتوزيع المصاحف على المرضى المنومين.
ولكن الأكيد أنه ومع كل تلك النجاحات التي ما زالت آثار نتائجها باقية حتى اليوم لم تكن النهاية سعيدة إذ صدر أمر ملكي بإعفاء الوزير القصيبي من وزارة الصحة وكان ذلك في أواسط عام [[1984]] يقول غازي عن الإعفاء أنه كان '''دراما إنسانية معقدة''' وكانت قصيدة [[سيف الدولة الحمداني]] قد دقت الوتد الأخير أو هي كل الأوتاد في العلاقة الودية بين الوزير ورئيسه في مجلس الوزراء [[فهد بن عبد العزيز آل سعود|الملك فهد]] فكان الإعفاء.
== السفير ==
وبعد [[شهر]] واحد فقط صدر تعيينه [[سفير]]اً للمملكة العربية السعودية في مملكة [[البحرين]] بناءً على رغبته، وبقي كذلك لثماني سنوات حتى صدر قرار تعيينه – بعد استشارته - سفيراً للمملكة العربية السعودية في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] وظل هناك طوال إحدى عشرة سنة ليعود من [[السلك الدبلوماسي]] نحو الوزارة، وزيراً للمياه ثم المياه والكهرباء بعد أن دمجتا في وزارة واحدة لينتقل أخيراً نحو وزارة العمل.
== معارضة ومواقف ==
كان للقصيبي ميول أدبية جادة ترجمها عبر دواوين شعر كثيرة وروايات أكثر وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظل رمزاً أو نموذجاً جيداً لدى الشباب منهم، وكالعادة، فالمبدعين لابد وأن تحاصرهم نظرات الشك وتلقى إليهم تهم لها أول لكنها بلا آخر لا سيما وأن متذوقي الأدب قلة، ومحبي حديث الوعاظ المتحمّسين غالبية، وابتدأت تلك المشاحنات من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث [[معركة بلا راية]] عام [[1970]] إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة نحو [[فيصل بن عبد العزيز آل سعود|الملك فيصل]] لمطالبته بمنع الديوان من التداول وتأديب الشاعر فأحال الملك فيصل الديوان لمستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فكان أن رأي المستشارين أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن أي ديوان شعر عربي آخر إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل، فما كان منه سوى أن شكل لجنة ضمت وزير العدل ووزير المعارف ووزير الحج والأوقاف لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح وانتهت اللجنة إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق، ولا تمر هذه الحادثة في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف الملك [[عبد الله بن عبد العزيز آل سعود|عبد الله بن عبد العزيز]] من هذه القضية إذ يقول غازي:{{اقتباس مضمن|سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفاً نبيلاً وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة.}}
فيما بعد توالت الإصدارات بين دواوين الشعر والروايات والكتب الفكرية ومن دواوينه الشعرية [[صوت من الخليج]] و[[الأشج]] و[[اللون عن الأوراد]] و[[أشعار من جزائر اللؤلؤ]] و[[سحيم]] و[[للشهداء]]، ومن رواياته [[شقة الحرية]] و[[العصفورية (رواية)|العصفورية]] و[[7 (عدد)|سبعة]] و[[إيران للطيران|هما]] و[[سعادة السفير]] و[[دنسكو]] و[[أجا وسلمى|سلمى]] و[[أبو شلاخ البرمائي]] وآخر إصداراته [[الجنية]]، وفي المجال الفكري له من المؤلفات [[التنمية، الأسئلة الكبرى]] و[[الغزو الثفافي]] و[[أمريكا والسعودية]] و[[ثورة في السنة النبوية]]، والكتاب الذي وثق فيه سيرته الإدارية والذي حقق مبيعات عالية [[حياة في الإدارة (كتاب)|حياة في الإدارة]] وكذلك كتاب الوزير المرافق الذي وثق فيه سيرته كمسؤول في وزارة من خلال بعثات الوفود الرسمية ومرافقته للضيوف الرسميين، أحدثت معظم مؤلفات القصيبي ضجة كبرى حال طبعها، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية لا سيما الروايات، ولا يزال فيها ما هو ممنوع حتى الآن.
وعلى المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمين بأن روايتي [[شقة الحرية]] و[[العصفورية (رواية)|العصفورية]] هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان [[معركة بلا راية]] بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى يبقى [[حياة في الإدارة (كتاب)|حياة في الإدارة]] واحداً من الكتب التي حققت انتشاراً كبيراً رغم أن ثقافة القراءة كانت شبه معدومة حينها في المجتمع - نشر الكتاب عام [[1998]] وهو عام بائس في التاريخ السعودي انخفض فيه سعر برميل [[نفط|النفط]] إلى أقل من 10 دولارات - دائماً ما كان القصيبي منذ البدء متواصلاً مع المشهد الثقافي السعودي عبر إصداراته شبه السنوية، وأثار ضجة أخرى عندما قدّم رواية [[بنات الرياض]] للروائية السعودية [[رجاء الصانع]] وهي الرواية التي تواجه مصيراً يكاد يقترب من مصير معركة بلا راية عند صدوره.
=== بيان ابن باز ===
* رُوي [[ابنعبد العزيز بن باز|لابن باز]] أنّ غازي القصيبي قال «إن الجزيرة لم تر النور منذ 3000 سنة»، فأصدر ابن باز بياناً لنقد مقولة القصيبي، وكان جواب القصيبي «كان البعض غفر الله لنا ولهم قد دقوا بين الشيخ وبيني.. ونقلوا ما نقلوا إليه مشوها محرفا وخارجا عن سياقه» ويعتقد [[حمد الماجد]] أنّه من المستحيل أن يقصد القصيبي بهذه العبارة المرحلة النبوية وما بعدها.<ref>{{مرجع ويب
| مسار = https://archive.aawsat.com/leader.asp?article=584635&issueno=11598#.XNVdghQzbIU
| عنوان = ابن باز والقصيبي - حمد الماجد
سطر 53:
== أحداث وطرائف ==
وفي الشأن الأدبي لم تخلو سيرة القصيبي الوزير من مواقف طريفة تسبب بها غازي الأديب إذ يروي القصيبي أنه في أحد الأيام إبان وزارته في الكهرباء والصناعة حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض وكان القصيبي يذهب إلى مقر الشركة ويتلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع فلما كان ذاك اليوم وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة حادثه مواطن غاضب قائلا:{{اقتباس مضمن|قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض}} يقول غازي {{اقتباس مضمن|فقلت له ببساطة شكراً .. وصلت الرسالة فقال: ماذا تعني؟ قلت: أنا الوزير قال: أحلف بالله فقلت: والله.}} وكانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة، ودارت نزاعات فكرية ثقافية بين القصيبي ومجموعة من الصحويين في أواسط التسعينات، حولها الصحويون من اختلافات إلى خلافات ووصلوا فيها إلى مراحل متقدمة من الطعن في القصيبي عبر المنشورات والمنابر وأشرطة الكاسيت، فأصدر غازي حينها كتابا بعنوان '''حتى لا تكون فتنة''' وهو بمثابة الرسالة يوجهها نحو من جعلوا أنفسهم خصوماً له وأشهرهم [[ناصر العمر]] و[[سلمان العودة]] وانتهت تلك المرحلة بسلام.
ورغم أن البعض يرى أدب القصيبي متطرفاً نحو [[يسارية|اليسار]] إلا أن لآخرين رأيهم بأنه متطرفاً [[اليمينيمين (توضيح)|لليمين]] لا سيما في أدبياته الأخيرة وخصوصاً [[قصيدة الشهداء]] التي مجّد فيها القصيبي للعمليات الاستشهادية في [[فلسطين]] وأشاع بعضهم حينها أنها كانت سبباً لتدهور علاقاته الدبلوماسية في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] فكان أن نقل من السفارة عائداً إلى الوزارة، وذلك بعد نحو عام من نشر القصيدة، وهنا استشهد القصيبي بقول الأديب السوري [[محمد الماغوط]]:{{اقتباس مضمن|ما من موهبة تمر بدون عقاب ويضيف عليها: وما من موقف يمر بلا ثمن.<ref>[http://www.bintjbeil.com/A/literature/qusaybi_ayat.html قصيدة الشهداء] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170713141239/http://www.bintjbeil.com:80/A/literature/qusaybi_ayat.html |date=13 يوليو 2017}}</ref>}}
== مؤلفاته والنتاج الأدبي ==
[[ملف:شقة الحرية.jpg|تصغير|غلاف كتاب [[شقة الحرية]].]]
سطر 61:
* [[دنسكو]]
* [[أبو شلاخ البرمائي]]
* [[العصفورية (رواية)|العصفورية]]
*[[سبعة (كتاب)|سبعة]]
* [[سعادة السفير]]
سطر 67:
* [[العودة سائحا إلى كاليفورنيا]]
*[[هما (كتاب)|هما]]
* [[حكاية حب (فيلم)|حكاية حب]]
* [[رجل جاء وذهب]]
* [[أقصوصة ألزهايمر]]، نشرت بعد وفاته
== نتاج صحفي ==
وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات، [[في عين العاصفة]] التي نُشرَت في [[الشرق الأوسط (جريدة)|جريدة الشرق الأوسط]] إبان [[حرب الخليج الثانية]]، كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها:
* [[التنمية، الأسئلة الكبرى]]
* [[عن هذا وذاك]]
سطر 117:
{{مراجع}}
{{بداية صندوق}}
{{تعاقب-سبقه وتبعه|سبقه=محمد بن عبد الله العوضي|عنوان اللقب=[[وزارة التجارة والصناعةوالاستثمار (السعودية)|وزير التجارة والصناعة]]|الأعوام=[[1396 هـ]] - [[1402 هـ]]|تبعه=[[عبد العزيز بن عبد الله الزامل]]}}
{{تعاقب-سبقه وتبعه|سبقه=[[حسين بن عبد الرزاق الجزائري]]|عنوان اللقب=[[وزارة الصحة (السعودية)|وزير الصحة]]|الأعوام=[[1403 هـ]] - [[1404 هـ]]|تبعه=[[فيصل بن عبدالعزيز الحجيلان]]}}
{{تعاقب-سبقه وتبعه|سبقه= وزارة مستحدثة|عنوان اللقب=[[وزارة المياه والكهرباء (السعودية)|وزير المياه والكهرباء]]|الأعوام=[[1423 هـ]] - [[1424 هـ]]|تبعه=[[عبد الله بن عبد الرحمن الحصين]]}}
{{تعاقب-سبقه وتبعه|سبقه=[[علي بن إبراهيم النملة]]<br/>(قبل فصلها عن الشؤون الاجتماعية)|عنوان اللقب=[[وزارة العمل والتنمية الاجتماعية (السعودية)|وزير العمل]]|الأعوام=[[1424 هـ]] - [[1431 هـ]]|تبعه=[[عادل فقيه]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{كتب غازي القصيبي}}
سطر 141:
[[تصنيف:شعراء القرن 20]]
[[تصنيف:شعراء سعوديون]]
[[تصنيف:كتاب سعوديون]]
[[تصنيف:مدفونون في مقبرة العود]]
[[تصنيف:مواليد 1359 هـ]]