عثمان الأول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:قبيلة قايى لوجود (تصنيف:عثمان الأول+ تصنيف:أرطغرل غازي))
سطر 10:
|الديانة = [[إسلام|مُسلم]] [[أهل السنة والجماعة|سُني]]
|العهد = قيام الدولة العثمانية
|مدة_الحكم = [[687هـ687 هـ|687]] - [[726 هـ|726هـ]]\[[1288]] - [[1325]]م
|التتويج = [[687 هـ|687هـ]]\[[1299]]م
|سبقه = لقب مُستحدث
|خلفه = [[أورخان غازي|أورخان]]
|سنوات = [[687هـ687 هـ|687]] - [[726 هـ|726هـ]]\[[1299]] - [[1324]]م
|نوع_الخلافة = وراثية ظاهرة
|وريث = [[أورخان غازي|أورخان]]
سطر 21:
|الأب = [[أرطغرل|أرطغرل بن سليمان شاه]]
|الأم = [[حليمة خاتون]]
|تاريخ الولادة = [[656 هـ|656هـ]]\[[1258]]م
|مكان الولادة = [[سوغوت|سُكود]]، [[الأناضول]]، {{دولة سلاجقة الروم}}
|تاريخ الوفاة = [[726 هـ|726هـ]]\[[1326]]م
|مكان الوفاة = [[سوغوت|سُكود]]، [[الأناضول]]، {{الخانية القاييوية}}
|مكان الدفن = تُربة عثمان الغازي، [[بورصة (مدينة)|بورصة]]، {{تركيا}}
}}
'''أَبُو المُلُوك السُّلطان الغازي فخرُ الدين قره عُثمان خان الأوَّل بن أرطُغرُل بن سُليمان شاه القايوي التُركماني''' ([[لغة تركية عثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">أبو المُلوك غازى سُلطان عُثمان خان أول بن ارطُغرُل</font></span>؛ و[[لغةاللغة تركيةالتركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Sultan Osman Gazi Han ben Ertuğrul)، ويُعرف كذلك باسم '''عُثمان بك''' ([[لغةاللغة تركيةالتركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Osman Bey) و'''قره عُثمان''' ([[لغةاللغة تركيةالتركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Kara Osman)؛ هو زعيم [[قبيلة قايى|عشيرة قايى]] التُركيَّة وعامل [[سلاجقة الروم]] على إحدى إمارات [[ثغرتخم|الثُغور]] [[الأناضول|الأناضوليَّة]] ومُؤسس [[قائمة السلاطينسلاطين العثمانيينالدولة العثمانية|السُلالة العُثمانيَّة]] التي حكمت [[البلقان]] و[[الأناضول]] و[[المشرق العربي]] و[[شمال أفريقيا]] طيلة 600 عام إلى أن انقضى أجلها مع إعلان قيام [[تركيا|الجُمهوريَّة التُركيَّة]] سنة [[1922]]م.
 
وُلد عُثمان الأوَّل سنة [[656 هـ|656هـ]] المُوافقة لِسنة [[1258]]م،<ref group="ِ">{{مرجع ويب |العنوان=The Sultans: Osman Gazi |المسار=http://www.theottomans.org/english/family/osman.asp |الناشر=TheOttomans.org |تاريخ الوصول=13 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2013| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190512201337/http://www.theottomans.org/english/family/osman.asp | تاريخ الأرشيف = 12 مايو 2019 }}</ref> للأمير [[أرطغرل|أرطُغرُل الغازي]]، عامل [[سلاجقة الروم]] على إحدى الثُغور المُطلَّة على [[بحر مرمرة]]، و[[حليمة خاتون]]. وصُودف أن يُولد في ذات اليوم الذي [[سقوط بغداد (1258)|غزا خلاله المغول مدينة بغداد]] عاصمة [[الدولة العباسية|الدولة العبَّاسيَّة]] وحاضرة [[خلافة إسلامية|الخِلافة الإسلاميَّة]]، الأمر الذي جعل المُؤرخين العُثمانيين اللاحقين يربطون بين الحدثين بِطريقةٍ دراماتيكيَّة. تولّى عُثمان شؤون الإمارة وزعامة العشيرة بعد وفاة والده، فأخلص الولاء [[سلاجقة الروم|للسلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة]] على الرُغم مما كانت تتخبَّط فيه من اضطراب وما كان يتهدَّدها من أخطار. وفي سنة [[1295]]م شرع عُثمان بمُهاجمة الثُغور [[بيزنطة|البيزنطيَّة]] باسم السُلطان السُلجوقي و[[قائمة الخلفاء العباسيين|الخليفة العبَّاسي]]، ففتح عدَّة حُصون وقاد عشيرته إلى سواحل [[بحر مرمرة]] و[[البحر الأسود]]. وحين تغلَّب [[مغول|المغول]] على سلاجقة الروم وقضوا على دولتهم، سارع عُثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة، فكان بذلك المُؤسس الحقيقي لِدولةٍ تُركيَّةٍ كُبرى نُسبت إليه فيما بعد، فعُرفت «[[الدولة العثمانية|بالعُثمانيَّة]]».<ref name="المقدمة">{{مرجع كتاب|المؤلف1= جحا، شفيق|المؤلف2= [[منير البعلبكي|البعلبكي، مُنير]]|المؤلف3= [[بهيج عثمان|عُثمان، بهيج]]|العنوان= المُصوَّر في التاريخ|الإصدار= التاسعة عشرة|السنة= 1999م|الناشر= [[دار العلم للملايين]]|المكان= بيروت، لُبنان|الصفحة=116}}</ref> وظلَّ عُثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سُلطانًا مُستقلًّا حتَّى سنة [[1326]]م. وفي هذه السنة فتح ابنه [[أورخان غازي|أورخان]] مدينة [[بورصة (مدينة)|بورصة]] الواقعة على مقرُبة من بحر مرمرة، وكان عُثمان في هذه الفترة قد مرُض مرض الموت، وما لبث أن تُوفي، فنُقل جُثمانه إلى [[بورصة (مدينة)|بورصة]] ودُفن فيها، الأمر الذي جعل للمدينة رمزيَّة كبيرة عند العُثمانيين لاحقًا.<ref name="المقدمة"/> أمَّا خُلفائه وذُريَّته فقد تابعوا الحملات التي بدأ فيها حتَّى أواسط [[قرنالقرن 17|القرن السَّابع عشر الميلاديّ]]، مُحولين الإمارة التي وضع أُسسها إلى إمبراطوريَّة عالميَّة.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Quataert |الأول= Donald |date= 2005 |العنوان=The Ottoman Empire, 1700–1922 |المسار=http://www.cambridge.org/us/academic/subjects/history/european-history-after-1450/ottoman-empire-17001922-2nd-edition |المكان=Cambridge |الناشر=Cambridge University Press |الصفحة=4 |الرقم المعياري=9780521547826}}</ref>
 
رُغم شُيوع لقب «السُلطان» أو «الپاديشاه» والتصاقه بعُثمان الأوَّل إلَّا أنَّه لم يكن سُلطانًا فعليًّا في زمانه، وإنما لُقب بذلك لاحقًا لاعتباره مُؤسس سُلالة السلاطين العُثمانيين. اشتهر عُثمان الأوَّل ببساطة العيش والملبس لِتأثره بِمُعتقدات [[درويش|الدراويش]] [[صوفية|الصوفيَّة]]، وكان بعيدًا عن الترف والبذخ، فحافظ على نمط حياته كشيخٍ لِعشيرة قايى، وحافظ على التقاليد التُركيَّة القديمة التي تحكم العلاقة بين الشيخ وأفراد العشيرة، وهي تقاليد سابقة على [[إسلام|الإسلام]] لم يهجرها التُرك لِعدم تعارضها مع تعاليم [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلاميَّة]].<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أرمغان، مُصطفى|المؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|العنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 15|السنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|الناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|الرقم المعياري= 9786140111226|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
سطر 36:
{{أيضا|أرطغرل{{!}}أرطُغرُل بن سُليمان شاه}}
[[ملف:Ertuğrul Gazi Türbesi.JPG|تصغير|يمين|تُربة (ضريح) الأمير أرطُغرُل الغازي في بلدة سُكود [[تركيا|بتُركيَّا]].]]
تُشيرُ أغلب الدراسات إلى أنَّ التُرك العُثمانيين ينتسبون إلى عشيرة قايى التُركيَّة [[أتراك الأوغوز|الغُزيَّة (الأوغوزيَّة)]] التي دفعها تقدُّم المغول في أوائل [[القرن 13|القرن الثالث عشر الميلاديّ]] إلى الهرب غربًا صوب الأناضول حيثُ سكنت في منطقة تابعة لِسلطنة [[سلاجقة الروم]].<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= سعد الدين أفندي، خواجه مُحمَّد|العنوان= تاج التواريخ، الجُزء الأوَّل|الصفحة= 13 - 15|السنة= [[1862]] - [[1863]]|الناشر= طبعخانۀ عامره|المكان= [[إسطنبول|إستانبول]] - [[الدولة العثمانية|دولت عليَّة عثمانيه]]|اللغة= [[لغة تركية عثمانية|التُركيَّة العُثمانيَّة]]}}</ref> بينما تُشيرُ دراساتٍ أُخرى إلى أنَّ [[قبيلة قايى|عشيرة قايى]] انتقلت قبل نحو قرنين من هذا التاريخ مع بني سُلجوق من [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] إلى [[خراسان (توضيح)|خُراسان]] نحو سنة [[1040]]م وسكنت بجوار مدينة [[مرو (توضيح)|مرّو]]، ثُمَّ ارتحلت مُجددًا إلى الأناضول الشرقيَّة بعد سنة [[1071]]م.<ref name="نسب">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|المؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|العنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، المُجلَّد الأوَّل|الإصدار= الأولى|الصفحة= 83 - 84|السنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> انخرطت تلك العشيرة وغيرها من العشائر التُركيَّة المُرتحلة في جيش السُلطان [[كيقباد الثاني|علاءُ الدين كيقباد الثاني]] وواجهت معه الهُجومات [[خوارزميون|الخوارزميَّة]] والمغوليَّة والبيزنطيَّة التي تعرَّضت لها دولته، وكانت عشيرة قايى بِزعامة قائدها أرطُغرُل بن سُليمان شاه في مُقدمة الجُيوش السُلجوقيَّة على الدوام، وقد تمَّ النصر بفضلها عدَّة مرَّات، الأمر الذي دفع السُلطان علاء الدين إلى تلقيبها بِمُقدمة السُلطان، وكافأ أرطُغرُل بأن أقطع عشيرتهُ بعض الأراضي الخصبة قُرب [[أنقرة]]،<ref name="فريد بك">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 115 - 116|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد القرمانلي|القرماني، أحمد بن يُوسُف بن أحمد]]|المؤلف2= تحقيق: بسَّام عبد الوهَّاب الجابي|العنوان= تاريخ سلاطين آل عثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 9 - 10|السنة= [[1405 هـ|1405هـ]] - [[1985]]م|الناشر= دار البصائر|المكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> وصار لا يعتمد في حُروبه مع مُجاوريه إلَّا عليه وعلى رجاله. وكان عقب كُل انتصار يُقطعهُ أراضي جديدة ويمنحهُ أموالًا جزيلة.<ref name="فريد بك"/> وظلَّ [[أرطغرل|أرطُغرُل]] حليفًا للسلاجقة حتَّى أقطعهُ السُلطان السُلجوقي منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحُدود البيزنطيَّة، في المنطقة المعروفة باسم «سُكود» حول [[أسكي شهر|إسكي شهر]]، حيثُ بدأت العشيرة هُناك حياةً جديدة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فؤاد كوبريليالكوبريللي|كوبريلّي، مُحمَّد فؤاد]]|المؤلف2= تعريب: أحمد السعيد سُليمان|العنوان= قيام الدولة العُثمانية|الإصدار= الثانية|الصفحة= 122|السنة= [[1993]]|الناشر= [[الهيئة المصرية العامة للكتاب|الهيئة المصريَّة العامَّة لِلكتاب]]|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> ويبدو أنَّ السُلطان السُلجوقي رغب في استغلال مواهب العشيرة العسكريَّة والكفائة القتاليَّة العالية لِأبنائها لِحراسة الحُدود مع الروم، لِذلك منح العشيرة تلك الأراضي لِصد أي هُجوم بيزنطي على بلاده وبلاد المُسلمين.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Anooshahr|الأول= Ali|date= 2009|العنوان=The Ghazi sultans and the frontiers of Islam : a comparative study of the late medieval and early modern periods|المسار=http://samples.sainsburysebooks.co.uk/9781134041343_sample_521338.pdf|المكان=London ; New York|الناشر=Routledge|الصفحة=157|الرقم المعياري=9780203886656}}</ref> وظفر أرطُغرُل بِلقب «[[أوج بايليك|أوچ بكي]]»، أي «مُحافظ الحُدود»، وكان منح هذا اللقب يتماشى مع التقاليد التي درجت عليها الحُكومة السُلجوقيَّة، وهو منح أي رئيس عشيرة، يعظم أمره ويلحق به عدد من العشائر الصغيرة، لقب مُحافظ الحُدود. غير أنَّ [[أرطغرل|أرطُغرُل]] كان ذا أطماعٍ سياسيَّة بعيدة، فلم يقنع بِهذه المنطقة التي أقطعهُ إيَّاها السُلطان السُلجوقي، ولا باللقب الذي ظفر به، ولا بِمُهمَّة حِراسة الحُدود والمُحافظة عليها؛ بل شرع يُهاجم باسم السُلطان مُمتلكات البيزنطيين في [[أناضول|الأناضول]]، فانتزع منهم عدد من القُرى والبلدات، واستطاع أن يُوسِّع أراضيه خِلال مُدَّة نصف قرن قضاها كأمير على مُقاطعة حُدوديَّة، وتُوفي في سنة [[680 هـ|680هـ]] المُوافقة لِسنة [[1281]]م، عن عُمرٍ يُناهزُ تسعين سنة.<ref name="طقوش1">{{مرجع كتاب|المؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 25 - 26|السنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
== بداياته ==
سطر 42:
[[ملف:Behcetü't Tevârîh ilk sayfa.png|تصغير|يمين|صفحة فهرست كتاب «بهجة التورايخ» تأليف المُؤرِّخ شُكر الله. إحدى أقدم المراجع التي تتحدث عن المراحل الأولى من حياة عُثمان الأوَّل.]]
[[ملف:Hayme-ana.jpg|تصغير|تمثال حليمة خاتون، والدة (أو جدَّة) عُثمان الأوَّل.]]
وُلد عُثمان الأوَّل يوم [[8 صفر|8 صَفَر]] [[656 هـ|656هـ]] المُوافق فيه [[13 فبراير|13 شُباط (فبراير)]] [[1258]]م، وهو اليوم ذاته الذي اجتاحت فيه جحافل [[مغول|المغول]] مدينة [[بغداد]] وأمعنت تقتيلًا بأهلها ودكَّت معالم العُمران والحضارة فيها.<ref name="ReferenceC">{{مرجع كتاب|المؤلف1= أرمغان، مُصطفى|المؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|العنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 11|السنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|الناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|الرقم المعياري= 9786140111226|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ولا يتوافر الكثير من المصادر عن حياته الأولى، إلَّا أنَّ القلَّة المُتوافرة أغلبها يُشير إلى ولادته في مدينة سُكود التي اتخذها والده عاصمةً لِإمارته.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref><ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Shaw|الأول= Stanford |date= 1976|العنوان=History of the Ottoman Empire and modern Turkey|المكان=New York|الناشر=Cambridge University Press|volume=1|الصفحة=13|الرقم المعياري=9780521291668|المسار=http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf}}</ref> وسبب قلَّة المعلومات المُتوافرة حول هذه المرحلة من حياته يرجع إلى أنَّ أقدم مصدر معروف عنها كُتب بعد حوالي مائة سنة من وفاته. ومن تلك المصادر: «{{ط|دستان وتواريخ مُلوك آل عُثمان}}» تأليف شاعر وحكيم البلاط العُثماني زمن السُلطان [[بايزيد الأول|بايزيد الأوَّل]] أحمد بن خِضر تاج الدين الشهير بِلقب «أحمدي» ([[1334]]- [[1413]]م)، و«{{ط|بهجةُ التواريخ}}» تأليف المُؤرِّخ شُكر الله (ت. [[1464]]م)، و«{{ط|تاريخ آل عُثمان}}» تأليف المؤرخ [[عاشق باشا زاده|درويش أحمد عاشق باشا زاده]] ([[1400]] - [[1484]]م). وفي الواقع فإنَّ هذه المصادر المذكورة الباقية ليست هي نفسها النسخ الأصليَّة، بل نُسخٌ عنها أُعيدت كتابتها مرارًا بعد سنوات، لذا يُحتمل أن تكون بعض المعلومات قد سقطت منها، على أنَّ بعض المُؤرخين يقول بأنها نُسخت كما هي وبالتالي فلا فرق بينها وبين النص الأصلي.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Zachariadou|الأول= Elizabeth A.|date= 1997|العنوان=Osmanlı Beyliği, 1300-1389|المكان=İstanbul|الناشر=Türkiye Ekonomik ve Toplumsal Tarih Vakfı|الصفحة=150|الرقم المعياري=9789753330671}}</ref> وفي الحقيقة كذلك فإنَّ المصادر العُثمانيَّة والأوروپيَّة والبيزنطيَّة لا يُمكن الاعتماد عليها كثيرًا حول أُصول عُثمان الأوَّل وبالتالي أصل عشيرته. فالسجلَّات العُثمانيَّة الأصليَّة المكتوبة والتي لا تزال باقية تعود كُلها للفترة اللاحقة على [[فتح القسطنطينية|فتح القُسطنطينيَّة]]. كما أنَّ البيزنطيين لا يُشيرون في كتاباتهم إلى أصل العُثمانيين. أمَّا المُؤرخون الأوروپيّون الأوائل، فلم يهتموا بهذا الشعب التُركي وأُصوله إلَّا مُنذ أن بدأ يُشكِّلُ خطرًا على أوروپَّا، أي بعد وفاة عُثمان بحوالي 100 سنة أو أكثر.<ref name="حلاق">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حسان حلاق|حلَّاق، حسَّان علي]]|العنوان= تاريخ الشُعوب الإسلاميَّة الحديث والمُعاصر|الإصدار= الأولى|الصفحة= 16 - 17|السنة= [[2000]]|الناشر= [[دار النهضة العربية (بيروت)|دار النهضة العربيَّة]]|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
يذكر الإمام [[ابن كمال|أحمد بن سُليمان بن كمال باشا الحنفي]] (ت. [[940 هـ|940هـ]] \ [[1534]]م) مؤلِّف كتاب «{{ط|تأريخ آل عُثمان}}» أنَّ عُثمان كان أصغر أولاد أرطُغرُل سنًا، وأنَّ ولادته كانت ببلدة سُكود التي وُلّي عليها والده، إلَّا أنه قال بأنَّ ولادته كانت سنة [[652 هـ|652هـ]]، وقد حدثت في ليلةٍ [[بدر|بدراء (ظهر فيها البدر)]]،<ref group="ْ">İbn-i Kemal (Kemalpaşazade) (haz. Şerafettin Turan) (1992) ''Tevarih-i Al-i Osman I, II ve VII Defterler'', Ankara :Türk Tarih Kurumu</ref> كما ذكر أنَّ والدته هي حليمة خاتون (على أنَّ البعض يُشير إلى أنها جدَّته). ويذكرُ ابن كمال أيضًا أنَّ عُثمان نشأ نشأة فتيان قبائل التُرك المُرتحلة، فتعلَّم المُصارعة والمُبارزة بالسيف في صغره، كما تعلَّم [[فروسية|رُكوب الخيل]] والرمي بالنبال و[[صيد بالصقورصقارة|الصيد بالعُقبان]]، فكان أمهر إخوته في هذا المجال. كما تعلَّم مبادئ الدين الإسلامي، وتقرَّب من مشايخ الصُوفيَّة وتأثر بهم، وفي مُقدمتهم مُعلِّمه الشيخ «إده بالي»، فانعكس ذلك على شخصيَّته وأُسلوب حياته.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref>
[[ملف:I Osman.jpg|تصغير|مُنمنمة عُثمانيَّة لِعُثمان الأوَّل في شبابه.]]
أمَّا من حيثُ النسب، فإنَّ الرواية الكلاسيكيَّة الأكثر شُيوعًا وانتشارًا تُفيد بأنَّ عُثمان هو حفيد «[[سليمان شاه|سُليمان شاه]]» الذي قضى نحبه غرقًا أثناء عُبوره [[الفرات|نهر الفُرات]] بِحصانه، على أنَّ المُؤرخ التُركي [[يلماز أوزتونا]] يعتبر بأنَّ الروايات التي تنص على ذلك رواياتٌ ضعيفة، وأنَّ جد عُثمان ووالد أرطُغرُل يُدعى «گندز ألب». ويُضيف أنَّ الأرجح أن سُليمان شاه هو ذكرى باقية من اسم فاتح الأناضول [[سليمان بن قتلمش|سُلیمان شاه بن قُتلمش]] الذي أسس سُلالة [[سلاجقة الروم]]، وأنَّ الادعاء بهذا الاسم رُبما نشأ بدافع الربط بين بني عُثمان وبني سُلجوق، خاصَّةً أنَّ بني عُثمان قد ظهروا على مسرح التاريخ مُدعين أنهم الخُلفاء الشرعيّون لِبني سُلجوق. وبناءً على هذا، فإنَّ شجرة نسب عُثمان الافتراضيَّة تكون كالتالي: '''عُثمان بن أرطُغرُل بن گندز ألب بن قايا ألب بن گوك ألب بن صارقوق ألب بن قايى ألب'''،<ref name="نسب"/> فهؤلاء كُلهم بكوات (أُمراء) [[قبيلة قايى|عشيرة قايى]] المذكورين في المصادر العُثمانيَّة. ومن حيثُ شجرة الأنساب العُثمانيَّة الرسميَّة، فإنَّ عُثمان الأوَّل هو حفيد «مته» الذي يُطلق عليه [[ترك|التُرك]] اسم «أوغوز خان» (ت. 174 ق.م) في البطن السَّادس والأربعين.<ref name="نسب"/> ومن جهةٍ أُخرى تُشير بعض المصادر العُثمانيَّة إلى نسبٍ أبعد لِعُثمان ومعلوماتٍ عن أُصول التُرك الغز هي أقرب إلى الأساطير من الحقيقة، فتقول بأنَّهم من نسل [[يافث|يافث بن نوح]]، وبأنَّ لِعُثمان شجرة أنساب تضم 52 سلفًا أو أكثر وتنتهي عند النبي [[نوح]]. وتضم هذه الشجرة گوك ألب وأوغوز خان (التي تقول بأنَّه والد گوك ألب) و[[أوغوزأتراك الأوغوز|الغُز التُركمان]]، ومنهم السلاجقة الذين سيطروا على [[بلاد فارس|فارس]] والأناضول وأوقعوا بالروم هزيمةً فادحة في [[معركة ملاذكرد|وقعة ملاذكرد]].<ref name="حلاق"/> وبهذا تبدو ملامح بعض ما أشار إليه يلماز أوزتونا في فرضيَّته، بأنَّ بني عُثمان كانوا يُحاولون على الدوام ربط أنفسهم بالسلاجقة، والظُهور بمظهر ورثتهم. هذا ويتحدَّث المُؤرِّخ [[ابن إياس|ابن إيَّاس]] في مُؤلَّفه حامل عنوان «[[بدائع الزهور في وقائع الدهور|بدائع الزُهُور في وقائع الدُهُور]]» عن أُصُول مُختلفة تمامًا لِعُثمان، يرفضها المُؤرخون المُعاصرون، ووفق هذه الرواية فإنَّ عُثمان وُلد سنة 658هـ، استنادًا إلى ما قاله بعض المُؤرخين من الذين سبقوه، وأنَّ أُصوله [[عرب|عربيَّة]] من [[الحجاز]]، وأنه كان يقطن [[وادي الصفراء]] بِالقُرب من [[المدينة المنورة|المدينة المُنوَّرة]]. فلمَّا وقع الغلاء بِالمدينة خرج منها عُثمان فارًا إلى [[إمارة قرمان|بلاد بني قرمان]]، فنزل بِ[[قونية]] وتزيَّا بِزي أهلها وأخذ عنهم عاداتهم وتقاليدهم، ثُمَّ التحق بِخدمة الأمير علاء الدين علي بن خليل القرماني، فعظم أمره عنده ومشى على طريقتهم وتكلَّم بِالتُركيَّة، وصار لهُ أتباع كثيرة وأعوان.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[ابن إياس|ابن إياس، أبو البركات زينُ العابدين مُحمَّد بن أحمد بن إياس الحنفي النَّاصري القاهري]]|المؤلف2= تحقيق: خليل إبراهيم|العنوان= بدائعُ الزُّهور في وقائعُ الدُّهور|volume=الجُزء الخامس|الإصدار= الأولى|الصفحة= 364 - 365|السنة= [[1992]]|الناشر= دارُ الفكر اللُبناني|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار=https://ia800300.us.archive.org/20/items/WAQ17749/05_17753.pdf}}</ref>
 
=== اسمه ===
تُشيرُ جميع المصادر التاريخيَّة أنَّ أرطُغرُل أطلق على ولده الأصغر اسم «عُثمان» تيمُنًا [[خلفاءالخلفاء راشدونالراشدون|بالخليفة الراشد]] الثالث [[عثمان بن عفان|عُثمان بن عفَّان]]، أحد [[صحابة|الصحابة]] المُقربين من الرسول [[محمد|مُحمَّد]] ومن [[العشرة المبشرينالمبشرون بالجنة|العشرة المُبشرين بالجنَّة]] وفق المُعتقد الإسلامي السُني تحديدًا. إلَّا أنَّ أحد المُؤرخين المُعاصرين المُتخصصين بالدراسات البيزنطيَّة، وهو الدكتور «لاوند قياپينار» يقول بأنَّ الاسم الأصلي لِمُؤسسة السُلالة العُثمانيَّة كان في الواقع «أتومان» أو «أتمان»، مُستندًا في ذلك إلى كتابات المُؤرخ الرومي جرجس پاخيمرس ([[1242]] – ح. [[1310]]م) الذي عاصر عهد عُثمان الأوَّل، ولم يذكر بداية اسمه بِحُروفٍ تُماثل [[ع|العين]] [[أبجدية عربية|العربيَّة]]، وأورده [[لغة لاتينية|باللاتينيَّة]] على أنهُ «{{خط/سلافوني|Ottomanus}}» و[[لغة يونانية|باليونانيَّة]] «{{خط/سلافوني|Асман}}»، ومن تبريراته الأُخرى أنَّ والد عُثمان وإخوته وأعمامه لم يحمل أيًّا منهم أسماء عربيَّة إسلاميَّة، فلماذا يكون هو فريدًا بين أقاربه هؤلاء جميعًا؟<ref group="ْ">{{مرجع ويب |المسار=http://www.youtube.com/watch?v=Xz0GfJizto4 |العنوان=Osman mı, Atman mı? |الأخير1=Kayapinar |الأول1=Levent |التاريخ=2013 |الموقع=YouTube |الناشر=Haber Türk |تاريخ الوصول=13 - 9 -2015}}</ref> وقد تمَّ الرد على هذا بأنَّ هذا الادعاء غير دقيق، فجد عُثمان إن كان فعلًا يُدعى «سُليمان شاه» يُمثِّلُ أكبر دليلٍ على أنَّ التسميات العربيَّة والإسلاميَّة كانت شائعة في قبيلة قايى قبل ولادة عُثمان بزمن، كما أنَّ عُثمان نفسه أطلق على أولاده أسماءً عربيَّة إسلاميَّة وأُخرى تُركيَّة، فابنهُ البكر دُعي «علاءُ الدين» بينما دُعي ابنه الأصغر «أورخان»، مما يُفيد بأنَّهُ كان مُسلمًا ووُلد مُسلمًا. ويُضيف يلماز أوزتونا بأنَّ القصَّة التي يتداولها البعض حول أن أوَّل من اعتنق الإسلام من العشيرة هو [[أرطغرل|أرطُغرُل]] وابنه عُثمان، هي قصَّة مُلفقة وُضعت رُبما لِإعلاء شأن العائلة.<ref name="نسب"/>
 
== قيام الإمارة العُثمانيَّة ==
[[ملف:Снимок экрана 2017-06-08 в 17.42.43.png|تصغير|يمين|مُبايعة عُثمان بِإمارة عشيرة قايى بعد وفاة والده.]]
[[ملف:Баха Валад - Маариф (Миниатюра).jpg|تصغير|الحاج بكطاش وليّ. عاصر عُثمان الأوَّل وأرَّخ لِبداياته.]]
خلف عُثمان أباه أرطُغرُل بعد وفاته، وتولّى زعامة الإمارة العتيدة وعشيرة قايى وهو في سن الرابعة والعشرين على الأرجح،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|المؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|العنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، المُجلَّد الأوَّل|الإصدار= الأولى|الصفحة= 89|السنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ووفقًا لما اتفق عليه عددٌ من المُؤرخين فقد كان تولّي عُثمان للإمارة لا سلمي، فقيل أنه دخل في معركةٍ على العرش مع أقاربه لِيُزيحهم من دربه أولًا. أما ماهيَّة هذه المعركة ومع من كانت وكيف تطوَّرت فأمورٌ مُثيرةٌ للجدل ووُجدت حولها حكاياتٌ تاريخيَّةٌ اختلفت باختلاف المُؤرخين. وقد نصت أغلب الروايات على أنَّ أحد أطراف تلك المعركة كان عم عُثمان وهو «دوندار غازي»، إذ اعتبرته سائر العشائر أحق بالإمارة من ابن أخيه، فيما دعم المُحاربون والفُرسان عُثمانًا. ولا يُعرف على وجه التحديد كيف اشتعلت نيران هذه المعركة ولا كيف استمرت أو أي شكلٍ اتخذت. إلَّا أنَّ عُثمان انتصر فيها وقتل عمه العجوز برمية [[سهم]].<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref>
 
ويروي السيِّد [[حاج بكتاش ولي|مُحمَّد بن إبراهيم الخُراساني]] الشهير باسم «[[حاج بكتاش ولي|الحاج بكطاش ولي]]» روايةً أُخرى في مُؤلَّفه حامل عنوان «ولايت نامه»، فقال أنَّ من تولّى إمارة القبيلة بعد وفاة أرطُغرُل كان عم عُثمان الأصغر المُسمَّى «گندز ألب»، وفي تلك الفترة كان عُثمان وفرسان القبيلة قد بدؤا بِتظيم هجمات على الأراضي البيزنطيَّة في المناطق المجاورة لِسُكود مثل ياري حصار وبيله جك وإینه‌گول و[[إزنيق]]. وردًا على تلك الهجمات أرسل «تكفور»، وهو عامل الروم على بورصة، أرسل الرُسل إلى السُلطان السُلجوقي [[كيقباد الثالث|علاء الدين كيقباد الثالث]] ليشتكي من الهجمات. فردَّ السُلطان بأن أمر گندز ألب بإحضار ابن أخيه الشاب لِيمثل أمامه، فقبض عليه وأرسله إلى قونية. ووفقًا لِهذه الرواية فإنَّ السُلطان كان مُعجبًا بعُثمان وشجاعته وإقدامه، فأرسلهُ إلى الحاج بكطاش ولي الذي استقبله بحفاوة، وأمر بإطالقه قائلًا: «أنا أنتظر مثله مُنذُ سنوات»،<ref name="المسبار">{{مرجع كتاب|المؤلف1= يونم، أحمد|العنوان= الإسلام المُوازي في تُركيَّا: البكتاشيَّة وجدل التأسيس|الطبعة= الأولى|الصفحة= 4|السنة= [[2016]]|الناشر= [[مركز المسبار|مركز المسبار للدراسات والبحوث]]|تاريخ الوصول= [[20 سبتمبر|20 أيلول (سپتمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[دبي]] - [[الإمارات العربية المتحدة|الإمارات العربيَّة المُتحدة]]|chapter=ظُهور البكتاشيَّة والإشراف على الإنكشاريَّة|المسار=http://almesbar.net/100/Ahmet-oct25.pdf}}</ref> ولفَّ رأسه بقماشه مشايخ الصوفيَّة وصار كأنه أُلبس تاجًا، وأرسل معه إلى قونية رسالة إلى السُلطان يمتدحهُ فيها ويطلب منه إقراره على زعامة قبيلة قايى،<ref name="المسبار" /> وبعد قراءة السُلطان السُلجوقي للرسالة أقرَّ عُثمان على إمارة أبيه.<ref group="ْ">Firdevsi-i Rumi/Uzun Firdevs, Vilayetname-i Hazret-i Hünkar Hacı Bektaş-ı Veli, yazma eser. Kaynak: Sakaoğlu, Necdet (1999), Bu Mülkün Sultanları, İstanbul: Oğlak Yayınları ISBN 975-329-299-6 s. 26, 517</ref> ولم يرد في كتاب الحاج بكطاش أي ذكر لِعلاقة عُثمان بِگندز ألب بعد ذلك.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حاج بكتاش ولي|خراسانی، سیِّد مُحمَّد بن ابراهیم. «حاجی بکتاش ولی»]]|المؤلف2= ترجمه: اسرا دوغان|المؤلف3= با همكارى: مريم سلطانى|العنوان= ولايت نامه: گنجينه فرهنگ و عقايد علوى|الصفحة= 221 - 226|السنة= 2011|الناشر= انتشارات آراس|المكان= [[طهران|تهران]] - [[إيران|ايران]]|اللغة= الفارسيَّة}}</ref>
 
=== أهميَّة موقع الإمارة العُثمانيَّة ===
تحدَّد خلال عهد عُثمان الأوَّل الوضع العسكري والسياسي للتُرك العُثمانيين، وكان وضعهم الديني قد تحدَّد قبل ذلك بِفعل تأثُرهم بالدين الإسلامي الذي كان مُنتشرًا في البيئات التُركيَّة في [[آسيا الوسطى|آسيا الوُسطى]] و[[آسياغرب الغربيةآسيا|الغربيَّة]]. إلَّا أنَّ ما ميزهم عن العديد من السُلالات الإسلاميَّة المُجاورة كان توفيقهم بين أكبر مذهبين إسلاميين، فعلى الرُغم من اعتناقهم [[مذهب حنفيحنفية|المذهب السُني الحنفي]]، إلَّا أنهم أظهروا تأثُرًا ببعض جوانب [[جعفريةإمامية|المذهب الشيعي الجعفري]]، لأنَّ المُعتقدات السُنيَّة و[[شيعة اثنا عشرية|الشيعيَّة الاثنا عشريَّة]] كانتا قد كوَّنتا مزيجًا واحدًا إسلاميًّا لدى قبائل التُركمان التي ارتحلت من آسيا الوُسطى إلى الأناضول، وفي مُقدمتها سلاجقة الروم التي عمل آل عُثمان في خدمتها.<ref name="حلاق"/>
[[ملف:Osman I area map-ar.png|تصغير|خارطة تُبيَّن حُدود الإمارة العُثمانيَّة في بداية عهد السُلطان عُثمان الأوَّل (بالأحمر الداكن) وعند وفاته (الأحمر الباهت).]]
أمَّا من الناحية العسكريَّة، كان لِموقع مركز عُثمان أثرٌ كبيرٌ في نجاحه. فمدينة سُكود تقع على مُرتفعٍ يسهل الدفاع عنه من جهة، وعلى الطريق الرئيسي المُمتد من [[القسطنطينية|القُسطنطينيَّة]] إلى [[قونية]] من جهةٍ أُخرى، وتكمن أهميَّة هذا المركز بِفعل التجزئة السياسيَّة لِلمنطقة التي أعطت الوحدات الصغيرة أهميَّة أكثر من ذي قبل.<ref name="طقوش1"/> وأتاحت مُجاورته لِأراضي [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة]] توجيه نشاطه نحو الحرب و[[جهاد|الجهاد]] لاستكمال رسالة السلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة بِفتح الأراضي الروميَّة كافَّة، وإدخالها ضمن الأراضي الإسلاميَّة والخلافة العبَّاسيَّة، وشجَّعهُ على ذلك حال الضعف الذي دبَّ في جسم الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة وأجهزتها، حيثُ أتاح لهُ ذلك سُهولة التوسُّع باتجاه غربيّ الأناضول، وفي عُبور [[الدردنيل|مضيق الدردنيل]] إلى أوروپَّا الشرقيَّة الجنوبيَّة، أكثر ممَّا أتاح لهُ الالتفات نحو جيرانه المُسلمين، بالإضافة إلى انهماك البيزنطيين بالحُروب في [[أوروبا|أوروپَّا]].<ref name="طقوش1"/> إلَّا أنَّهُ على الرُغم من ذلك لا يُمكن المُبالغة في تراجع القُوَّة البيزنطيَّة في هذه المنطقة، إذ قام البيزنطيّون خلال عهد كُلٌ من [[ميخائيل الثامن باليولوج|ميخائيل الثامن]] و[[أندرونيكوس الثاني باليولوج|أندرونيقوس الثاني]] ([[681هـ681 هـ|681]] - [[728 هـ|728هـ]] \ [[1282]] - [[1328]]م) بِتحصين حُدود منطقة [[بيثينيا]] لِصدِّ الغزوات الإسلاميَّة التي كان عليها أن تقطع نهر صقارية إلى مُدن هذه المُقاطعة، لكنَّ هذه التحصينات كانت عديمة الفائدة أمام التحرُّك العُثماني على طول مجرى النهر، من الجنوب إلى الشمال والغرب. يُضاف إلى ذلك، فقد وصلت كُلٌّ من السلطنة السُلجوقيَّة والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة إلى حال إعياءٍ شديد نتيجة الصراع الطويل بينهما، وتعرُّض الدولة الأولى لِلغزو المغولي، والدولة الثانية لِلغزو اللاتيني خلال [[حملةالحملة صليبيةالصليبية رابعةالرابعة|الحملة الصليبيَّة الرابعة]]، ما أحدث فراغًا سياسيًّا وعسكريًّا في الأناضول هيَّأ لِظُهور دولة تملأ هذا الفراغ على أنقاض الدولتين المُتداعيتين.<ref name="طقوش2">{{مرجع كتاب|المؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 27|السنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
ومن الناحية السياسيَّة، فقد أظهر عُثمان مقدرةً فائقة في وضع النُظم الإداريَّة لِإمارته، بحيثُ قطع العُثمانيون في عهده شوطًا بعيدًا على طريق التحوُّل من نظام القبيلة المُتنقلة إلى نظام الإدارة المُستقرَّة، ما ساعدها على توطيد مركزها وتطوُّرها سريعًا إلى دولةٍ كُبرى، ثُمَّ أنَّ مركز الإمارة في الشمال الغربي للأناضول، بِجوار [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]]، قد فرض على العُثمانيين سياسة عسكريَّة مُعيَّنة بِوصفها إمارة حُدوديَّة، والمعروف في تاريخ الأناضول أنَّ الإمارات التي نشأت على الحُدود كانت أوفر حظًا في عوامل النُمو والتطوُّر من إمارات الداخل.<ref name="طقوش2"/> وتبدو أهميَّة موقع الإمارة العُثمانيَّة من ناحية بُعدها عن مناطق الغزو المغولي وعن نُفوذ الإمارات التُركمانيَّة القويَّة في جنوبي الأناضول وجنوبه الغربي، ووُقوعها بالقُرب من [[طريق الحرير]] الذي يربط المناطق الروميَّة في الغرب بالمناطق التي يُسيطر عليها المغول في الشرق، الأمر الذي جعل لها خصائص استراتيجيَّة واقتصاديَّة بارزة. أضف إلى ذلك، شكَّلت الإمارة الرباط الوحيد الذي يُواجه المناطق البيزنطيَّة التي لم تُفتح بعد، فجلب إليها هذا الوضع الخاص أعدادًا كثيرة من التُركمان الطامعين في الغزو والجهاد، و[[دراويشدرويش|الدراويش]] الباحثين عن المُريدين، والمُزارعين الفارين من وجه المغول، وقد وجدوا في أراضيها الخصبة مكانًا مُلائمًا لِمُمارسة نشاطهم الزراعي.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= كولز، پول|المؤلف2= ترجمة: عبد الرحمٰن عبد الله الشيخ|العنوان= العثمانيون في أوروبا|الصفحة= 26|السنة= [[1993]]|الناشر= [[الهيئة المصرية العامة للكتاب|الهيئة المصريَّة العامَّة للكتاب]]|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref>
 
=== حُلم عُثمان ===
[[ملف:Mal hatun, eskişehir.jpg|تصغير|يمين|تمثال مال خاتون زوجة عُثمان في مدينة إسكي شهر.]]
تنص المصادر العُثمانيَّة على قصَّةٍ حدثت في بداية عهد عُثمان، علَّق عليها المُؤرخون المُسلمون قديمًا (وخُصوصًا الأتراك) الكثير من الأهميَّة لِرمزيَّتها.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Creasy |الأول= Edward Shepherd |date=1910 |العنوان=Turkey |المكان=Oakland, California |الناشر=University of California Libraries |الصفحة=15}}</ref> على أنَّ المُؤرخين المُعاصرين يتفقون على أنَّ هذه القصة ليست أكثر من وسيلة لِتعليل ظُهور وتقدُّم الدولة العُثمانيَّة وإحاطة هذا بهالةٍ روحانيَّة، لا سيَّما وأنَّ خُلفاء عُثمان حققوا الكثير من المُنجزات الهامَّة، فتمكنوا من توحيد البلاد الإسلاميَّة بعد قُرونٍ من تمزّقها، وأعادوا إحياء الخلافة الفعليَّة بعد أن أصبحت خلافة صُوريَّة تحت حماية سلاطين [[مماليكالدولة مصرالمملوكية|المماليك بِمصر]] مُنذ أن قتل المغول [[عبد الله المستعصم بالله|المستعصم بالله]] آخر خُلفاء بني العبَّاس في بغداد، وحققوا ما لم تقدر عليه أيَّة سُلالة إسلاميَّة أُخرى، ألا وهو [[فتح القسطنطينية|فتح القُسطنطينيَّة]] وتخطوها إلى [[أوروبا الشرقية|أوروپَّا الشرقيَّة]]. أضف إلى ذلك المُصادفة حيثُ تختصر تلك القصة أحداث قرنين من حياة الدولة العُثمانيَّة قبل أن تقع.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Finkel |الأول= Caroline |date=2006|العنوان=Osman's Dream: The Story of the Ottoman Empire 1300-1923|المكان=London|الناشر=John Murray|الصفحة=xiii|ISBN=9780719561122|المسار=http://www.slideshare.net/shirazthegreat/osmans-dream-the-history-of-the-ottoman-empire-caroline-finkel}}</ref>
[[ملف:Şeyh Edebali.JPG|تصغير|نصيحة الشيخ «إده بالي» إلى عُثمان الأوَّل، منقوشة باللُغة التُركيَّة على [[رخام|حجرٍ رُخاميّ]].]]
أمَّا تفاصيل هذه القصة، فتُفيد أنَّ عُثمان كان يبيتُ في [[تكية|تكيَّة]] مُعلِّمه الشيخ «إده بالي»، كما اعتاد أن يفعل مُنذ صغره، ليتقرّب من الشيخ سالِف الذِكر وينتفع بعلمه. وفي إحدى المرَّات رأى مُصادفةً «مال خاتون» ابنة الشيخ المذكور، فتعلَّق بها ورغب أن يتزوَّجها، ولكنَّ والدها أبى أن يُزوجها له. فحزن عُثمان لِذلك وأظهر الصبر والجَلَد ولم يرغب الاقتران بغيرها حتَّى قبل أبوها بعد أن قصَّ عليه عُثمان منامًا رآه ذات ليلة، وهو أنَّهُ رأى [[هلال|الهلال]] صعد من صدر هذا الشيخ وبعد أن صار بدرًا نزل في صدره (أي في صدر عُثمان)، ثُمَّ خرجت من صُلبه [[شجرة]] كالسراي نمت في الحال حتَّى غطَّت [[العالم القديم|العالم]] بِظلِّها، واستقرَّت جبالٌ ثلاثة تحتها، وخرجت أنهارُ [[نهر النيل|النيل]] و[[نهر دجلة|دجلة]] و[[نهر الفرات|الفُرات]] و[[نهر الدانوبدانوب|الطونة (الدانوب)]] من جذعها، ورأى ورق هذه الشجرة كالسُيوف والرماح يُحوِّلُها الريح نحو مدينة القُسطنطينيَّة. وتحت الأغصان وقف صبيانٌ نصارى شُقر وعلى رؤوسهم تُل أبيض ينشدون [[الشهادتينالشهادتان|الشهادة]] يتبعها عهد الولاء للسُطان. وكان الخلق من حول هؤلاء الصبيان بلا عدد على شُطوط الأنهار وفي خلجانها، يشربون ويزرعون ويصطنعون الفساقي. وكانوا يتوالدون والخير يورف في ديارهم، دونما يكف الصبيان عن الاستظلال بغصون الشجرة والإنشاد.<ref name="فريد بك"/><ref>[http://tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=9073 المركز الإسلامي لِمُقاومة التنصير: السلطان عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية.] تاريخ النشر: الأحد [[1 أغسطس]] [[2010]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170227151803/http://tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=9073 |date=27 فبراير 2017}}</ref> فتفائل الشيخ من هذا المنام وأظهر سُروره الكبير وقبل تزويج ابنته إلى عُثمان، وبشَّره بأن أسرته ونسله سوف يحكمون العالم، وقال له واصفًا ما يكون عليه الحاكم الصالح:<ref group="ِ">{{مرجع ويب|المسار=http://www.yanabi.com/index.php?/topic/426753-sheikh-edebalis-advice-to-osman-the-ghazi |العنوان=SHEIKH EDEBALI’S ADVICE TO OSMAN GHAZI, THE FOUNDER OF THE OTTOMAN STATE |تاريخ الوصول=29 مايو 2013| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160303234728/http://www.yanabi.com/index.php?/topic/426753-sheikh-edebalis-advice-to-osman-the-ghazi | تاريخ الأرشيف = 3 مارس 2016 | وصلة مكسورة = yes }}</ref>{{اقتباس خاص|أيَ بُني! الآن أصبحت ملكًا! من الآن فصاعدًا، نحنُ نغتاظ؛ وأنت تُسعد! لنا الشَّقاء؛ وعليك الهناء! لنا الاتهام؛ وعليك الاحتمال! نحنُ العاجزون الخطَّاؤون؛ وأنت الصبور! نحنُ المُتقاتلون؛ وأنتم العادلون! نحنُ الحاسدون النمَّامون المُفترون؛ وأنتم المُتسامحون! أيَ بُني! من الآن فصاعدًا، نحنُ نُشرذم؛ وأنت تُوحِّد! نحنُ نتكاسل؛ وأنت تُنذر وتدفع! أيَ بُني! الصَّبر الصَّبر، فالزهرة لا تتفتح قبل أوانها. إيَّاك والنسيان: إرعى شعبك، وستزدهر دولتك! أيَ بُني! حملُك ثقيل، وشأنك عسير، وسُلطتك مُعلقة بِشعرة! أعانك ربُّ العالمين!}}
وبحسب الرواية البكطاشيَّة، التي لا يُمكن الحُكم على دقَّتها كونها لم ترد إلَّا في المصادر البكطاشيَّة، ولم تُؤكَّد عبر مصدرٍ مُستقل، ولم تتمتَّع بِتأييدٍ كبيرٍ من غالبيَّة الباحثين؛ فإنَّ زوجة أبي عُثمان كانت تعيش مع الحاج بكطاش وليّ الذي كان في الوقت نفسه من دراويش الطريقة الوفائيَّة، وتحديدًا من مُريدي الشيخ بابا إلياس الخُراساني،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= گُل، مُحمَّد زاهد|العنوان= التحولات الفكريَّة في العالم الإسلامي: أعلام وكتب وحركات وأفكار، من القرن العاشر إلى الثاني عشر الهجري|الطبعة= الأولى|الصفحة= 378|السنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|الناشر= [[المعهد العالمي للفكر الإسلامي]]|الرقم المعياري= 9781565646216|تاريخ الوصول= [[20 سبتمبر|20 أيلول (سپتمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[هيرندون (فيرجينيا)|هيرندون]] - [[فرجينيا|ڤرجينيا]] - [[الولايات المتحدة]]|المسار= https://books.google.com.lb/books?id=o80oDQAAQBAJ&pg=PT378&lpg=PT378&dq=%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84+%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89&source=bl&ots=bOjw-vh4N2&sig=RJTdWi-p8AmkaI5EugXa-wGhL7M&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjLl_O21sndAhXRN8AKHdJTDf0Q6AEwAXoECAkQAQ#v=onepage&q=%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%20%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89&f=false}}</ref> وهو شيخ الطريقة البابائيَّة، ولمَّا تُوفي إلياس المذكور أصبح الحاج بكطاش وليّ والشيخ إده بالي خلفتين من خُلفاء بابا إلياس الستون، وكانا يُنظمان جماعات الآخية الفتيان المُحاربة والعاملة في الصناعة والزراعة، والذين كان لهم نُفُوذٌ كبير في أوساط الناس، فلمَّا تزوَّج عُثمان بنت الشيخ إده بالي، استطاع عن طريق تلك المُصاهرة تأمين وضعه بِالسيطرة على الآخيات وجعلها تابعةً له. نتيجة تلك المُصاهرة، دخل مشايخ الآخيات تحت رئاسة العُثمانيين، مما يُحتمل أن يكون قد لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الإمارة العُثمانيَّة وتطوُّرها بعد وفاة عُثمان إلى دولةٍ في زمن ابنه أورخان.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= يونم، أحمد|العنوان= الإسلام المُوازي في تُركيَّا: البكتاشيَّة وجدل التأسيس|الطبعة= الأولى|الصفحة= 4 - 5؛ 8|السنة= [[2016]]|الناشر= [[مركز المسبار|مركز المسبار للدراسات والبحوث]]|تاريخ الوصول= [[20 سبتمبر|20 أيلول (سپتمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[دبي]] - [[الإمارات العربية المتحدة|الإمارات العربيَّة المُتحدة]]|chapter=ظُهور البكتاشيَّة والإشراف على الإنكشاريَّة|المسار=http://almesbar.net/100/Ahmet-oct25.pdf}}</ref>
 
=== العلاقات السياسيَّة في بداية عهد عُثمان ===
{{أيضا|إمارات الأناضول}}
[[ملف:Eşrefoğulları Beyliği'nin konumu-ar.png|تصغير|يمين|350بك|الإمارات التُركمانيَّة الأناضوليَّة المُجاورة للإمارة العُثمانيَّة في بداية حياتها.]]
جرى ربط ظُهور عُثمان على الساحة السياسيَّة، واكتسابه لِوصف زعيم الجهاد بالعلاقة التي ربطته بالشيخ «إده بالي» التي تُوِّجت بالمُصاهرة كما سلف. ويميلُ بعض المُؤرخين إلى اعتبار زواج عُثمان بإبنة هذا الشيخ أوَّل خُطوةٍ سياسيَّةٍ بارعةٍ منه، إذ أنَّ هذا الشيخ كان قائدًا لِلفرقة البابائيَّة المنسوبة إلى [[بابا عشق|بابا إسحٰق]] الذي قاد ثورةً ضدَّ سلاجقة الروم مُنذ حوالي سنة [[1239]]م إلى أن قُبض عليه و[[شنق|شُنق]] سنة [[1241]]م.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير1=Fossier|الأول1= Robert|الأخير2=Tenison |الأول2= Sarah Hanbury |date=1986|العنوان=The Cambridge illustrated history of the Middle Ages. 3, 1250-1520|المكان= Cambridge |الناشر=Cambridge University Press|الصفحة=279}}</ref><ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Balcıoğlu|الأول= Tahir Harimî|date=1940|العنوان=Türk Tarihinde Mezhep Cereyanları|المكان= İstanbul|الناشر=Ahmet Sait Press, Kanaat Publications|الصفحة=271}}</ref> وتُفسِّر علاقة المُصاهرة بين العُثمانيين والشيخ القائد لِهذه الجماعة، علاقة العداء التي قامت بين العُثمانيين وبين [[كرمايان|إمارة كرميان]]. فالمعروف أنَّ أُسرة كرميان قد كوفئت من قِبل السلاجقة بِسبب خدماتها في إخضاع الثورة البابائيَّة.<ref>{{Cite journal|الأخير=كفادار |الأول=جمال |others=ترجمة عبد اللطيف الحارس |التاريخ=[[1419 هـ|1419هـ]] / [[1999]]م |العنوان=تكوُّن الدولة العثمانية |المسار=http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/03/10/222420.html |journal=مجلَّة الاجتهاد |الناشر=دُنيا الوطن |volume=السنة الحادية عشر |issue=العددان الواحد والأربعون والثاني والأربعون |الصفحات=65 - 66 |doi= |تاريخ الوصول=[[15 سبتمبر|15 أيلول (سپتمبر)]] [[2015]]}}</ref> أظهر عُثمان، في بداية عهده، براعةً سياسيَّةً في علاقاته مع جيرانه، حيثُ التحالفات تتجاوز الخُطوط القبليَّة والإثنيَّة والدينيَّة، ورُبما تبع في ذلك غريزته ومُتطلبات تطلُّعاته السياسيَّة، إلَّا أنهُ لم يُخطئ في تقدير النتائج المُستقبليَّة لِلعلاقات العائليَّة التي أقامها لِنفسه وضمنها لابنه من بعده. فأعاد تشكيل الثقافة السياسيَّة لِسلاجقة الروم بما يتوافق مع حاجات إمارته، فكان أكثر إبداعًا من جيرانه التُركمان في عمليَّات الدمج بين التقاليد التُركيَّة والإسلاميَّة والبيزنطيَّة. وتعاون عُثمان مع جيرانه البيزنطيين من قادة المُدن والقُرى الروميَّة، فكانت عشيرته حين تنتقل بين مناطق الرعي في الصيف تترك حاجيَّاتها في قلعة «بيله جك» البيزنطيَّة، وعند عودتها كانت تُهدي مسؤولي هذه القلعة عربون تقدير لِخدماتهم، من [[جبنةجبن|الجبن]] و[[زبدة|زُبدة الحليب]] المحفوظة في جُلود الحيوانات، و[[سجاد|السجَّاد]] الجيِّد، الأمر الذي يعكس علاقة التعايش بين الرُعاة والمُزارعين أو ساكني المُدن.<ref name="الاجتهاد">{{Cite journal|الأخير=كفادار |الأول=جمال |others=ترجمة عبد اللطيف الحارس |التاريخ=[[1419 هـ|1419هـ]] / [[1999]]م |العنوان=تكوُّن الدولة العثمانية |المسار=http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/03/10/222420.html |journal=مجلَّة الاجتهاد |الناشر=دُنيا الوطن |volume=السنة الحادية عشر |issue=العددان الواحد والأربعون والثاني والأربعون |الصفحات=63|doi= |تاريخ الوصول=[[15 سبتمبر|15 أيلول (سپتمبر)]] [[2015]]}}</ref> وشكَّلت علاقة الصداقة بين عُثمان و«كوسه ميخائيل» حاكم قرية هرمنكايا ذُروة هذا التعايش والامتزاج بين المُسلمين والروم. أمَّا علاقاته بِخُصومه من الجماعات الإثنيَّة الأُخرى كالمغول، الذين انتقل مُعظمهم إلى مناطق الأطراف في غربيّ الأناضول، والكرميانيين؛ فقد كانت عدائيَّة لأنَّ التُرك بِعامَّة كانوا في حال عداء مع المغول، ثُمَّ أنَّ الكرميانيين كانوا من غير الغُز (الأوغوز) على الأرجح، فقد اصطدم مع «جغدار»، أحد قادة المغول في أرض كرميان، والواضح أنَّ الصراع مع المغول والكرميانيين كان أشد في أوائل عهد الإمارة.<ref name="الاجتهاد"/>
[[ملف:GhazanOnHorse.JPG|تصغير|الإلخان المغولي [[محمود غازان]] (على [[حصانخيل|الحصان]]) الذي كان يتبعهُ السُلطان السُلجوقي والأمير العُثماني في بداية عهد الإمارة العُثمانيَّة، على الرُغم من العداء المُستفحل بين المغول والتُرك.]]
وتحالف عُثمان مع الآخية الفتيان، وهؤلاء هم الجماعات المُنظمة التي كان أعضائها يعملون في حرفةٍ واحدة وقد جعلوا واجبهم حفظ العدل ومنع الظلم وإيقاف الظالم عند حده واتباع الشريعة الإسلاميَّة وما تُمليه الأخلاق الحميدة وتنفيذ واجبات عسكرية إن دعت الحاجة للدفاع عن حقوقهم وحُقوق المُسلمين.<ref>{{Cite journal|الأخير=الدوري |الأول=عبدُ العزيز |وصلة المؤلف1=عبد العزيز الدوري |التاريخ=[[18 شعبان]] [[1371 هـ|1371هـ]] |العنوان=الأصناف والحرف الإسلامية |المسار=http://www.noormags.ir/view/ar/articlepage/531531/||journal=[[مجلة الرسالة (مجلة)|مجلَّة الرسالة]] |الناشر=مجلَّات نور التخصُصيَّة |issue=984 |الصفحات=520 - 523 |تاريخ الوصول=[[15 سبتمبر|15 أيلول (سپتمبر)]] [[2015]]}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[ابن بطوطة|ابن بطوطة، أبو عبد الله مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد بن إبراهيم اللواتي الطنجي]]|العنوان= تُحفة النُظَّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار|الإصدار= الأولى|الصفحة= 134|السنة= [[1407 هـ|1407هـ]] - [[1987]]م|الناشر= دار إحياء العلوم|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار= http://shamela.ws/browse.php/book-12009#page-240}}</ref> كما تحالف مع القبائل التُركمانيَّة القادمة إلى الأناضول، والتي شكَّلت القلب النابض لِهذه المُقاطعات الحُدوديَّة بشكلٍ عام، والإمارة العُثمانيَّة بِشكلٍ خاص، لأنَّهم كانوا أكثر نشاطًا وفعاليَّةً من التُرك المُستقرِّين في المُدن، كما أغرى الكثير من التُركمان القاطنين في منطقة المياندر وبفلاغونية على الانضمام إلى قُوَّاته.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 28|السنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وكان هؤلاء التُركمان مُحاربين جيدين، يتلهفون إلى الجهاد والغزو، وانتسب كُلٌّ منهم إلى أحد [[طريقة (صوفية)|شُيوخ الطُرق]] وإلى إحدى التكايا، حيثُ تعلَّموا معنى الجهاد في سبيل الله إلى جانب الكثير من المبادئ الشرعيَّة الإسلاميَّة. إلَّا أنَّ قسمًا آخر من هؤلاء التُركمان لم تكن لديهم روابط وثيقة بالدين الإسلامي لِأسبابٍ مُختلفة، فعهد عُثمان إلى الشُيوخ والدراويش أن يقوموا بِتربية هؤلاء تربيةً إسلاميَّة ويُشبعونهم بالقِيم التي تتمثل في تعظيم فتح الأقطار لاكتساب أراضٍ جديدة لِتوسيع رقعة [[العالم الإسلامي|دار الإسلام]]. والواقع أنَّ هؤلاء الشُيوخ والدراويش كانوا شديدي التحمُّس لِترويج طُرق «أولياء خُراسان»، فأقبلوا على تعليم النازحين الجُدد بشراهةٍ واضحة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|المؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|العنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، المُجلَّد الأوَّل|الإصدار= الأولى|الصفحة= 88|السنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> أمَّا من حيث التراتُبيَّة الرئاسيَّة، فقد كان عُثمان تابعًا في البداية لِأمير [[بنو شيان]] في [[قسطموني]]، ثُمَّ للسُلطان السُلجوقي من خلال أمير [[باجرمي|كرميان]] في [[كوتاهية]]، الذي كان تابعًا بدوره إلى الإلخان المغولي في [[تبريز]]. وفي الحقيقة كان السُلطان السُلجوقي قد فقد في هذه الفترة القُدرة الفعليَّة على تسيير الأُمور، وكان الإلخان يُسيِّر أعماله بِواسطة الوُلاة العاملين الذين هُم في الوقت ذاته قادة عامّون يُعينهم في الأناضول، وكان على الأُمراء الحُدوديين - ومن بينهم عُثمان - أن يُرسلوا الجُند في حالة طلب الإلخان ذلك.<ref name="يلماز2">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|المؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|العنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، المُجلَّد الأوَّل|الإصدار= الأولى|الصفحة= 91|السنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وبطبيعة الحال، فإنَّ أئمة المساجد كانوا يُذكرون على المنابر أولًا اسم الخليفة العبَّاسي في مصر، ثُمَّ الإلخان المُقيم في تبريز، ثُمَّ السُلطان السُلجوقي في قونية، وأخيرًا اسم الأمير المحلّي.<ref name="يلماز2"/>
 
== تمدُّد الإمارة العُثمانيَّة ==
=== الغزوات الأولى وفتح قلعة قراجة حصار ===
[[ملف:Osman.jpg|تصغير|يمين|رسم تخيُّلي لِعُثمان الأوَّل وهو يحُث المُحاربين على الغزو والجهاد ضدَّ الروم.]]
كان على عُثمان، بعد أن ثبَّت أقدامه في إمارته، أن يُكافح على جبهتين: الجبهة البيزنطيَّة، وجبهة الإمارات التُركمانيَّة التي أبدت مُعارضةً له وبخاصَّة الإمارة الكرميانيَّة، وقد وضع نصب عينيه توسيع رقعة إمارته على حساب البيزنطيين أولًا، ومُنذ تلك المرحلة أصبح الهدف الأساسي للإمارة العُثمانيَّة هو اتباع سياسة الفتح التي ترتكز على مفهوم الغزو والجهاد ضدَّ ديار الروم.<ref name="ReferenceA">{{مرجع كتاب|المؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 29|السنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وتُشيرُ بعض الروايات إلى أنَّ أوَّل غزوة شنَّها عُثمان ضدَّ الروم كانت بهدف الثأر من هزيمة حلَّت به سابقًا في منطقة «أرمني - بلي» أي «تلَّة الأرمن» في ربيع سنة [[683هـ683 هـ|683]] أو [[684 هـ|684هـ]] المُوافقة لِسنة [[1284]] أو [[1285]]م، حيثُ كمن لهُ البيزنطيّون بِقيادة «تكفور» عامل [[بورصة (مدينة)|بورصة]]، وعلى الرُغم من أنَّ عُثمان عرف بأمر الكمين من أحد [[جاسوسيةتجسس|الجواسيس]] إلَّا أنه آثر الالتحام مع البيزنطيين، فانهزم واضطرَّ إلى الانسحاب وخسر بعض رجاله من ضمنهم «صاروخان بك خوجة»<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref> ابن أخيه «صاووجي بك».<ref name="مقاتل">[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/DwlahOsman/sec03.doc_cvt.htm موسوعة «مُقاتل من الصحراء»: ميلاد "أورخان غازي بن عُثمان"، 683هـ \ 1284م] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304132312/http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/DwlahOsman/sec03.doc_cvt.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> وبناءً على هذا، توجَّه عُثمان حوالي سنة [[685 هـ|685هـ]] المُوافقة لِسنة [[1286]]م على رأس قُوَّة عسكريَّة قوامها ثلاثُمائة مُقاتل إلى قلعة «قولاجه حصار» التي تبعد فرسخين عن مدينة «إینه‌گول»، في نطاق جبل «أميرطاغ» وهجم عليها ليلًا وتمكَّن من فتحها، وبذلك ازدادت إمارته اتساعًا في اتجاه الشمال لامتداد بُحيرة إزنيق.<ref name="مقاتل"/> أثار انتصار العُثمانيين في قولاجه حصار حفيظة عامل الروم على المدينة، فلم يرضى أن يكون تابعًا وخاضعًا لِأميرٍ حُدوديٍّ مُسلم، فتحالف مع عامل قلعة «قراجة حصار» واتفقا على قتال المُسلمين واسترداد ما غنموه من أراضٍ بيزنطيَّة، والتقى الجمعان في «إكزجه» الواقعة بين «بيله جك» و«إینه‌گول» حيثُ دارت معركةً طاحنة قُتل فيها «صاووجي بك» أخو عُثمان، لكنها أسفرت عن انتصار المُسلمين، ودُخولهم قلعة «[[أفيون قره حصار|قراجة حصار]]»، ومقتل «بيلاطس» قائد القُوَّات البيزنطيَّة. ويُروى أنَّ العُثمانيّون، حوَّلوا للمرَّة الأولى، [[كنيسة]] تلك البلدة إلى [[مسجد]]، قُرئت فيه أوَّل خِطبة؛<ref group="ْ">Mehmet Nesri, (haz. Faik Reşit Unat ve Mehmet A.Köymen). (1983) Kitab-ı Cihanuma Nesrî Tarihi) C.I Ankara:Türk Tarih Kurumu (3.baskı) ISBN 975-16-0722-1 Osmanlıca tıpkı basım</ref> وعُيِّن فيه أوَّل [[قاضقاضي|قاضٍ]] وصوباشي (حاكم) للمدينة. واختلف المُؤرخون في تحديد تاريخ فتح هذه المدينة، على أنَّ أحدًا لم يجعل الفترة تسبق سنة [[685 هـ|685هـ]] ([[1286]]م) أو تتخطى سنة [[691 هـ|691هـ]] ([[1291]]م).<ref name="مقاتل"/> وجعل عُثمان مدينته الجديدة قاعدةً له للانطلاق نحو بلاد الروم، وأمر بإقامة الخِطبة باسمه، وهو أوَّل مظهر من مظاهر السيادة والسُلطة.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Shaw|الأول= Stanford |date= 1976|العنوان=History of the Ottoman Empire and modern Turkey|المكان=New York|الناشر=Cambridge University Press|volume=1|الصفحة=13 - 14|الرقم المعياري=9780521291668|المسار=http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf}}</ref>
[[ملف:Chicago Turkish Festival Davul 1.jpg|تصغير|طبل المهتر.]]
كان هذا الانتصار الذي حققهُ عُثمان أعظم انتصاراته حتَّى تاريخه، فأبدى السُلطان السُلجوقي [[كيقباد الثالث|علاء الدين كيقباد الثالث]] تقديرهُ العميق لِما حققهُ عُثمان من إنجازات باسم السلاجقة والإسلام، فمنحهُ لقب «حضرة عُثمان غازي المرزبان حارس الحُدود عالي الجاه عُثمان شاه» ([[لغة تركية عثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">عُثمان غازى حضرتلرى مرزبان عاليجاه عُثمان شاه</font></span>)،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= الشنَّاوي، عبُد العزيز مُحمَّد|العنوان= الدولة العُثمانيَّة: دولة إسلاميَّة مُفترى عليها|volume = الجُزء الأوَّل|الصفحة= 39|السنة= [[1984]]|الناشر= [[مكتبة الأنجلو المصرية]]|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> كما أضاف لهُ لقب «بك» وأقطعهُ كافَّة الأراضي التي فتحها إلى جانب مدينتيّ [[أسكي شهر|إسكي شهر]] وإينونو، وأصدر مرسومًا يُعفيه فيه من كُل أنواع [[ضريبة|الضرائب]]، وأرسل إليه عدَّة هدايا تدل على الإمارة وعِظم شأنه عند السُلطان، وهي: راية حربيَّة ذهبيَّة، ومهتر (طبل كبير)، والطوغ (شارة رأس يضعها الأُمراء) والشرَّابة،<ref name="يلماز2"/><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= كوندز، أحمد آق|المؤلف2= أوزتورك، سعيد|العنوان= الدولة العُثمانيَّة المجهولة: 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العُثمانيَّة|الصفحة= 46|السنة= [[2008]]|الناشر= وقف البحوث العثمانية|الرقم المعياري= 9789757268390|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|المسار= https://books.google.com.lb/books?id=PsPMAgAAQBAJ&pg=PT28&lpg=PT28&dq=منشآت+السلاطين&source=bl&ots=DhMhn2xCxy&sig=BZQcWADvCT-quV-ssQFqFeWZcPQ&hl=en&sa=X&ved=0CEQQ6AEwCWoVChMI9JOR6Z6IyAIVYYHbCh1XpwWh#v=onepage&q=عثمان&f=false}}</ref> والسيف المُذهَّب، وسرجًا مُفضفضًا، ومائة ألف درهم، حملها إليه الوزير السُلجوقي عبدُ العزيز و«قراجة بلبان چاوش» و«آق تيمور».<ref name="مقاتل"/> كما تضمَّن المرسوم اعتراف السُلطان السُلجوقي بِحق عُثمان في أن يُذكر اسمه في خِطبة الجُمعة في المناطق الخاضعة له، كما أجاز له [[سك (توضيح)|سك]] العملة باسمه.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= دهيش، عبدُ اللطيف عبد الله|العنوان= قيام الدولة العُثمانيَّة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 25|السنة= [[1416 هـ|1416هـ]] - [[1995]]م|الناشر= مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة|المكان= [[مكة|مكَّة المُكرَّمة]] - [[السعودية|السُعوديَّة]]}}</ref> وبذلك صار عُثمان ملكًا بالفعل لا ينقصه إلَّا اللقب.<ref name="سقوط السلاجقة">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 118|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf}}</ref> ويُروى أنَّ عُثمان لمَّا ضُرب الطبل بين يديه نهض قائمًا إعظامًا لِلسُلطان، فما زال كذلك حتَّى فرغت الجُند من هذا، ومُنذُ ذلك اليوم سنَّت العساكر العُثمانيَّة القيام تعظيمًا لِسُلطان البلاد عند ضرب طبل السلطنة في الأسفار والأعياد.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حاجي خليفة|القُسطنطيني، الحاج مُصطفى بن عبد الله]]|المؤلف2= حقَّقه وقدَّم له وترجم حواشيه الدكتور سيِّد مُحمَّد السيِّد|العنوان= فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار|الصفحة= 133 - 134|سنة= [[2003]]|الناشر= [[جامعة جنوب الوادي]]|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[سوهاج (توضيح)|سوهاج]] - [[مصر]]|مسار= https://www.academia.edu/32932365/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83_%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[قطب الدين النهروالي|النهروالي، قُطب الدين مُحمَّد بن أحمد بن مُحمَّّد]]|المؤلف2= تحقيق: هشام عبد العزيز عطا|العنوان= كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام|الصفحة= 265|سنة= [[1416 هـ|1416هـ]] - [[1996]]م|الناشر= المكتبة التجاريَّة|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[مكة|مكَّة]] - [[السعودية|السُعُوديَّة]]|مسار= https://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=2400}}</ref>
 
=== فتح قلاع بيله جك ويار حصار وإینه‌ گول ===
سطر 91:
=== سُقوط سلطنة سلاجقة الروم واستقلال الإمارة العُثمانيَّة ===
{{أيضا|سلاجقة الروم{{!}}سلطنة سلاجقة الروم}}
[[ملف:Mongol soldiers by Rashid al-Din 1305.JPG|تصغير|يمين|180بك|رسم لِمُحاربين مغول من كتاب {{ط|[[جامع التواريخ]]}} لِ[[رشيد الدين فضل الله الهمذاني|رشيد الدين الهمذاني]].]]
تطلَّع عُثمان، بعد انتصاراته المُتعددة، إلى التمدُّد على محورين، وذلك بِهدف عزل المُدن البيزنطيَّة التي أراد فتحها، فقطع الطريق المُؤدي إلى مدينة إزنيق من الجهة الشرقيَّة، وتقدَّم من الغرب صوب لوباديون - أولوباط - وأورانوس، ثُمَّ التفَّ حول [[جبل أولوداغ|سلسلة جبال أولوطاغ]] من الشمال والجنوب مُتجنبًا دُخول مدينة [[بورصة (مدينة)|بورصة المُحصَّنة]]، فاتصل بجيرانه المُسلمين في الجنوب الشرقي.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Shaw|الأول= Stanford |date= 1976|العنوان=History of the Ottoman Empire and modern Turkey|المكان=New York|الناشر=Cambridge University Press|volume=1|الصفحة=14|الرقم المعياري=9780521291668|المسار=http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf}}</ref> ولمَّا كانت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة مُنهمكة بإخماد القلاقل والفتن في العاصمة وفي [[البلقان]]، ومشغولة بالصدامات المُستمرَّة مع أعدائها الأقوياء في الأناضول، أمثال القرمانيين والإمارات الساحليَّة، فإنها لم تستطع، ولِمُدَّةٍ طويلة، أن تتحرَّك ضدَّ عُثمان الذي وجد نفسهُ حُرًّا في التوسُّع على حسابها.<ref name="ReferenceB">{{مرجع كتاب|المؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 30|السنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وفي الوقت ذاته، كانت السلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة تعيش أيَّامها الأخيرة، وقبضتها تضعف شيئًا فشيئًا على الإمارات التُركمانيَّة، وكان الإلخان المغولي محمود غازان غاضبًا على السُلطان علاء الدين كيقباد الثالث لِكثرة اشتكاء مرؤوسيه منه، إذ كان هذا السُلطان قد شرع بتطهير بلاطه من رجال وحاشية سابقه السُلطان [[غياث الدين مسعود|غيَّاث الدين مسعود بن كيكاوس]]، مُنتهجًا في ذلك نهجًا بالغ القساوة، الأمر الذي نجم عنه تراجع شعبيَّته في الأوساط العسكريَّة والسياسيَّة السُلجوقيَّة، فطلبه الإلخان إلى تبريز حيثُ اغتاله وفق إحدى الروايات، وأعاد تنصيب السُلطان غيَّاث الدين مسعود بدلًا منه.<ref group="ِ">Claude Cahen, ''Pre-Ottoman Turkey: a general survey of the material and spiritual culture and history'', trans. J. Jones-Williams, (New York: Taplinger, 1968) p. 300</ref> وفي روايةٍ أُخرى أنَّ جُموع المغول و[[تتار|التتر]] أغارت على بلاد [[آسيا الصغرى|آسيا الصُغرى]] في سنة [[699 هـ|699هـ]] المُوافقة لِسنة [[1300]]م تقريبًا، وقتلت السُلطان علاء الدين كيقباد في عاصمة مُلكه قونية، كما قيل أنَّ غيَّاث الدين مسعود قتله بنفسه طمعًا بِعودة المُلك إليه.<ref name="سقوط السلاجقة"/> وقيل أيضًا أنَّ علاء الدين كيقباد نجا بنفسه والتجأ إلى الإمبراطور البيزنطي واحتمى في بلاطه إلى أن أدركه الموت. وبجميع الأحوال فإنَّ سلطنة غيَّاث الدين مسعود كانت قصيرة ودامت ما بين 4 و6 سنوات، وعندما توفي زالت معهُ سلطنة سلاجقة الروم نهائيًّا، وقيل أيضًا أنَّ المغول قتلوه وقضوا على دولته، فاتحين المجال للإمارات التُركمانيَّة بالاستقلال.<ref name="سقوط السلاجقة"/><ref>[http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=187141&wheretosearch=0&RecID=1&srchwords=%DA%CB%E3%C7%E4%20%C7%E1%C3%E6%E1&R1=1&R2=0&hIndex=&order= إسلام ويب، موقع المقالات: عثمان بن أرطغرل.. مؤسس الخلافة العثمانية.] تاريخ النشر: [[11 يونيو|11 حُزيران (يونيو)]] [[2013]]</ref>
[[ملف:Sultan Osman.jpg|تصغير|السُلطان عُثمان الغازي على تخت الإمارة، ويبدو إلى جانبه اثنان من القادة التُرك رُفقاء دربه: آقچه خوجة على اليسار، وقُونور ألب على اليمين.]]
أتاح زوال السلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة لِعُثمان بأن يستقل بالأراضي المُقتطعة لهُ كافَّة، ولقَّب نفسهُ «پاديشاه آل عُثمان» أي «عاهل آل عُثمان»،<ref name="سقوط السلاجقة"/> ووضع نصب عينيه ضم آخر الثُغور والقلاع والحُصون البيزنطيَّة إلى ديار الإسلام. وقيل: إنه لما مات السُلطان علاء الدين السُلجوقي في قونية، ولم يكن له ذُريَّة، اجتمع الوُزراء والأعيان وقرَّروا أنَّهُ لا يليق للسلطنة سوى عُثمان الغازي، فعرضوا عليه هذا الأمر فأجاب طلبهم، وصار سُلطانًا من هذا التاريخ.<ref name="قصة الإسلام">[http://islamstory.com/ar/عثمان-بن-ارطغرل-مؤسس-الدولة-العثمانية قصة الإسلام: عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية.] تاريخ النشر: [[21 أبريل|21 نيسان (أبريل)]] [[2013]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161205115019/http://islamstory.com:80/ar/عثمان-بن-ارطغرل-مؤسس-الدولة-العثمانية |date=5 ديسمبر 2016}}</ref> تُشيرُ الكثير من الروايات العُثمانيَّة إلى أنَّ استقلال عُثمان بالأمر كان سنة [[687 هـ|687هـ]] المُوافقة لِسنة [[1299]]م، في حين يقول قسمٌ من المُؤرخين المُعاصرين أنَّ هذا غير دقيق، فسلطنة سلاجقة الروم لم تنتهي إلَّا بوفاة السُلطان غيَّاث الدين مسعود سنة [[1306]]م، ولعلَّ الاستقلال الذي ذُكر في التاريخ العُثماني يُقصد به أنَّ السلطنة فقدت هيمنتها على الإمارات الحُدوديَّة بعد أن اضمحلَّت إدارتها، وأنَّ الاستقلال الفعلي للإمارة العُثمانيَّة لم يحل إلَّا بعد وفاة الإلخان المغولي أبو سعید بهادُر خان سنة [[736 هـ|736هـ]] المُوافقة لِسنة [[1335]]م من دون أن يُعيِّن خلفًا له، ما أدّى إلى نُشوب صراعات على الحُكم في [[إيلخانيةالدولة الإلخانية|الدولة الإلخانيَّة]] كان من نتيجتها استقلال إمارات الأناضول استقلالًا فعليًّا.<ref name="مقاتل"/> وبِجميع الأحوال فإنَّ وفاة السُلطان علاء الدين أدَّت إلى وُقُوع بلاده في الفوضى، وكثُر الهرج والمرج فيها، فالتحق أكثر عسكره بِعُثمان الأوَّل،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حاجي خليفة|القُسطنطيني، الحاج مُصطفى بن عبد الله]]|المؤلف2= حقَّقه وقدَّم له وترجم حواشيه الدكتور سيِّد مُحمَّد السيِّد|العنوان= فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار|الصفحة= 136|سنة= [[2003]]|الناشر= [[جامعة جنوب الوادي]]|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[سوهاج (توضيح)|سوهاج]] - [[مصر]]|مسار= https://www.academia.edu/32932365/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83_%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE}}</ref> مما أكسبه زخمًا كبيرًا ومنحهُ خُبرات عسكريَّة مُهمَّة أضافها إلى جيشه.
 
=== معركة بافيوس ===
{{مفصلة|معركة بافيوس}}
بعد أن استتب الأمر لِعُثمان وضمن استقلاله بشؤون البلاد سواء التي فتحها أو التي وُلّي عليها، اشتغل في تنظيمها وترتيب أُمورها حتَّى إذا أمن اضطرابها أرسل إلى جميع أُمراء الروم بِبلاد آسيا الصُغرى يُخيِّرهم بين ثلاثة أُمور: [[إسلام|الإسلام]] أو [[جزية|الجزية]] أو [[حرب|الحرب]]، فأسلم بعضهم وفي مُقدمتهم «كوسه ميخائيل» صديق عُثمان القديم، الذي صار من أخصائه، وبقيت ذُريَّته مشهورة في التاريخ العُثماني باسم عائلة «ميخائيل أوغلي».<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 116 و119|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf}}</ref> وقبل البعض دفع الخِراج، وقرر الباقون القتال. وتنادى هؤلاء الأُمراء البيزنطيّون في بورصة ومادانوس وأدرهنوس وكته وكستله في سنة [[700 هـ|700هـ]] المُوافقة لِسنة [[1301]]م لِتشكيل حلفٍ صليبيٍّ لِمُحاربة عُثمان، بعد أن بدا واضحًا أنه يسعى لتضييق الخناق على بورصة، أكثر المُدن الروميَّة تحصينًا في الأناضول، تمهيدًا للاستيلاء عليها وضمها إلى مُمتلكاته، وبعد أن ضايق العثمانيّون مدينة [[نيقوميديا|نيقوميدية]] وسيطروا على حُقول [[حنطة|الحنطة]] المُجاورة لها، الأمر الذي حرمها من موردٍ معيشيٍّ فائق الأهميَّة.<ref group="ِ">{{Citation| editor-first = Alexander | editor-last = Kazhdan | الصفحة = 1539–1540| العنوان = Oxford Dictionary of Byzantium | الناشر = Oxford University Press | السنة = 1991 | isbn = 978-0-19-504652-6}}</ref> واستجاب الروم لِهذا النداء وتحالفت الإمارات الروميَّة الأناضوليَّة الباقية للقضاء على الدولة الناشئة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أبو غنيمة، زياد|العنوان= جوانب مُضيئة في تاريخ العُثمانيين الأتراك|الإصدار= الأولى|الصفحة= 197|السنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|الناشر= دار الفُرقان للنشر والتوزيع|المكان= [[عمان (مدينة)|عمَّان]] - [[الأردن|الأُردُن]]}}</ref> وفي ربيع سنة [[1302]]م زحف الإمبراطور البيزنطي [[ميخائيل التاسع باليولوج|ميخائيل التاسع]] برجاله حتَّى وصل جنوب منطقة مغنيسيا وهو يعتزم الاشتباك مع العُثمانيين وطردهم من مناطق التُخوم، لكنَّ قادة جيشه أثنوه عن فعل ذلك بسبب ما تبادر لهم عن تحضيرات العُثمانيين وكفائتهم القتاليَّة العالية وجهًا لوجه، وفي الواقع فإنَّ العُثمانيّون تجنّبوا القتال مع البيزنطيين لمَّا رأوا حشدهم الضخم، لكنَّهم استمروا بالإغارة على البلدات والمواقع البيزنطيَّة الصغيرة وانتزعوها الواحدة تلو الأُخرى حتَّى طوَّقوا الإمبراطور البيزنطي وعزلوه في مغنيسيا، فتفكك جيشه دون قتال، وانسحب الروم عائدين إلى القُسطنطينيَّة، فيما آثر بعضهم البقاء والقتال مع إخوانهم ودفع المُسلمين عن آخر ما تبقّى للروم من حُصون في آسيا الصُغرى.<ref group="ِ">{{Citation| العنوان=The Last Centuries of Byzantium, 1261–1453 | الأول=Donald MacGillivray | الأخير=Nicol | الصفحة= 125–126| الناشر=Cambridge University Press | السنة=1993 | isbn=978-0-521-43991-6 | المسار=http://books.google.com/books?id=y2d6OHLqwEsC}}</ref><ref group="ِ">{{Citation| الأول = Mark C. | الأخير = Bartusis | العنوان = The Late Byzantine Army: Arms and Society 1204–1453 | الناشر = University of Pennsylvania Press | السنة = 1997 | isbn = 978-0-8122-1620-2 | المسار=http://books.google.com/books?id=rUs-hHd89xAC|الصفحة=76–77}}</ref><ref group="ِ">{{Citation| الأول = Angeliki E. | الأخير = Laiou | الصفحة= 90| العنوان = Constantinople and the Latins: The Foreign Policy of Andronicus II, 1282–1328 | الناشر = Harvard University Press | السنة = 1972 | isbn =978-0-674-16535-9}}</ref>
[[ملف:Kocaeli Turkey Provinces locator.gif|تصغير|يمين|350بك|الموضع التقريبي حيثُ وقعت معركة بافيوس بين العُثمانيين والروم.]]
شكَّل حراك الإمبراطور البيزنطي نذيرًا للقُرى والبلدات الإسلاميَّة الحُدوديَّة، وتذكيرًا بأنَّ وُجودهم سيبقى على المحك ما لم يتحالفوا ويتحدوا تحت راية قائدٍ قويٍّ قادرٍ على دفع الحملات البيزنطيَّة بعد أن زالت سلطنة سلاجقة الروم. ولمَّا لمس السُكَّان قدرة عُثمان القياديَّة والعسكريَّة العالية، وإخلاصه للدين الإسلامي، تحرَّكوا لِمُساندته والوُقوف معه لِتوطيد دعائم دولة إسلاميَّة تضم شتاتهم وتقف سدًا منيعًا بوجه البيزنطيين.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= دهيش، عبدُ اللطيف عبد الله|العنوان= قيام الدولة العُثمانيَّة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 26|السنة= [[1416 هـ|1416هـ]] - [[1995]]م|الناشر= مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة|المكان= [[مكة|مكَّة المُكرَّمة]] - [[السعودية|السُعوديَّة]]}}</ref> والتحق بِعُثمان بعضُ القادة الروم الذين فضلوا العمل لِصالحه على أن يعودوا لِبلادهم، وكان قسمًا منهم من أسرى الحُروب المُعتقين. كما انخطرت الكثير من الجماعات الإسلاميَّة تحت لواء العُثمانيين كجماعة «غُزاة الروم» أو «غزياروم» كما سُمِّيت [[لغة تركية عثمانية|بالتُركيَّة]]، وهي جماعةٌ إسلاميَّةٌ كانت تُرابط على حُدود الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة وتصد هجماتهم عن المُسلمين مُنذُ [[الدولة العباسية|العصر العبَّاسي]]، وقد أعطتها هذه المُرابطة خبرات في حرب الروم.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[علي الصلابي|الصلَّابي، علي مُحمَّد]] |العنوان= السُلطان مُحمَّد الفاتح فاتح القُسطنطينيَّة|الصفحة= 21|السنة= [[1434 هـ|1434هـ]] - [[2013]]م|الناشر= المكتبة العصريَّة|الرقم المعياري= 9786144140321|المكان= [[صيدا]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref><ref name="مفكرة">[http://islammemo.cc/2005/04/13/1476.html#2 مُفكرة الإسلام: أبطال سقطوا من الذاكرة.. الأمير الغازي عُثمان الأوَّل مُؤسس الدولة العُثمانيَّة.] تاريخ النشر: الأربعاء [[13 أبريل]] [[2005]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171019163749/http://islammemo.cc/2005/04/13/1476.html |date=19 أكتوبر 2017}}</ref> وسارع رفاق درب عُثمان من قادة الآخية الفتيان إلى الإنضمام إليه وعرض خدماتهم عليه، وهؤلاء هم: «الغازي عبدُ الرحمٰن»، و«آقچه خوجة»، و«قُونور ألب»، و«طورغود ألب»، و«حسن ألب»، و«صالتوق ألب»، و«آيكود ألب»، و«آق تيمور»، و«قره مُرسل»، و«قره تكين»، و«صامصا چاويش»، و«الشيخ محمود»، وغيرهم من قادة الآخية وقُدامى المُحاربين الذين خاضوا المعارك تحت قيادة عُثمان ومن قبله والده أرطُغرُل.<ref>[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/DwlahOsman/sec02.doc_cvt.htm مُقاتل من الصحراء: عهد عُثمان الأوَّل (عُثمان غازي)؛ 656 - 726هـ \ 1258 - 1326م] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170814001949/http://www.moqatel.com:80/openshare/Behoth/Atrikia51/DwlahOsman/sec02.doc_cvt.htm |date=14 أغسطس 2017}}</ref> وانضمَّ إليه أيضًا جماعة «حاجيَّات روم» أي «حُجَّاج أرض الروم» وهي جماعة معنيَّة بالعلم الشرعي وتفقيه المُسلمين بأُمور الدين، وكان لها هدفٌ جانبيّ يتمثَّل بِمُعاونة المُجاهدين خُصوصًا في القتال.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= عبد الحليم، علي|العنوان= التراجع الحضاري في العالم الإسلامي|الإصدار= الأولى|الصفحة= 331 - 332|السنة= [[1414 هـ|1414هـ]] - [[1994]]م|الناشر= دار الوفاء للطباعة والنشر|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> وفي غُضون ذلك، أعاد الإمبراطور البيزنطي [[أندرونيكوس الثاني باليولوج|أندرونيقوس الثاني]] حشد جيوشه لِقتال المُسلمين بعد أن فشل ولده ميخائيل في دفعهم عن نيقوميدية، فأرسل بضعة سرايا تضمُّ بضع فرق قوامها 2,000 رجل (نصفهم تقريبًا من الآلانيّون المُرتزقة) بِقيادة «جرجس موزالون»، فعبر بهم [[البوسفور (مضيق)|مضيق البوسفور]] حتَّى وصل سهل بافيوس على تُخوم المدينة.<ref group="ِ">{{Citation| الأول = Mark C. | الأخير = Bartusis | العنوان = The Late Byzantine Army: Arms and Society 1204–1453 | الناشر = University of Pennsylvania Press | السنة = 1997 | isbn = 978-0-8122-1620-2 | المسار=http://books.google.com/books?id=rUs-hHd89xAC|الصفحة=76}}</ref><ref group="ِ">{{Citation| editor-first = Alexander | editor-last = Kazhdan | الصفحة= 251, 1421| العنوان = Oxford Dictionary of Byzantium | الناشر = Oxford University Press | السنة = 1991 | isbn = 978-0-19-504652-6}}</ref><ref group="ِ">{{Citation| العنوان=The Last Centuries of Byzantium, 1261–1453 | الأول=Donald MacGillivray | الأخير=Nicol | الصفحة= 126| الناشر=Cambridge University Press | السنة=1993 | isbn=978-0-521-43991-6 | المسار=http://books.google.com/books?id=y2d6OHLqwEsC}}</ref> تقابل الجمعان في السهل سالِف الذِكر يوم [[1 ذو الحجة]] [[701 هـ|701هـ]] المُوافق فيه [[27 يوليو|27 تمُّوز (يوليو)]] [[1302]]م، وكان العُثمانيّون قد حشدوا جيشًا قُدَّر بحوالي 5,000 فارس تحت إمرة عُثمان نفسه، وسُرعان ما التحم الجيشان فانكسر الخط الأمامي البيزنطي، وانهزمت مُقدمة الجيش، فتراجع موزالون بِجُنوده للاحتماء داخل نيقوميدية تحت غطاءٍ آلانيّ.<ref group="ِ">{{Citation| الأول = Angeliki E. | الأخير = Laiou | الصفحة= 90–91| العنوان = Constantinople and the Latins: The Foreign Policy of Andronicus II, 1282–1328 | الناشر = Harvard University Press | السنة = 1972 | isbn =978-0-674-16535-9}}</ref> كان لِهذه المعركة أثرٌ بالغٌ في التاريخ الإسلامي عُمومًا والعُثماني خُصوصًا، إذا اعتبر الكثير من المُؤرخين أنَّ النصر العُثماني في هذا اليوم يُشكِّلُ ولادة الدولة العُثمانيَّة الفعليَّة،<ref>[http://www.turkpress.co/node/7324 تُرك پرس، عينُ على تُركيَّا: كيف تأسست الدولة العُثمانية؟] تاريخ النشر: [[8 أبريل|08 أبريل]] [[2015]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171019164834/http://www.turkpress.co/node/7324 |date=19 أكتوبر 2017}}</ref> ويُعلل الپروفيسور [[خليل إينالجك]] ذلك بِقوله أنَّ تلك المعركة منحت الإمارة العُثمانيَّة خصائص وسمات الدولة المُستقلَّة الفعليَّة القابلة للحياة، وأثبتت لجيرانها إثباتًا قاطعًا بأنَّ جُيوشها قادرة على الغزو وإلحاق الهزيمة بأكبر الأعداء والتصدي لهم.<ref group="ْ">[http://www.ntvmsnbc.com/id/24986660/ "Prof. İnalcık: Osmanlı 1302'de kuruldu: Ünlü tarihçi Prof. Dr. Halil İnalcık, Osmanlı'nın devlet niteliğini 1302 yılında Yalova'daki Bafeus Zaferi sonrası kazandığını söyledi."], ''NTVNSMBC'', 27 July 2009. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141127104320/http://www.ntvmsnbc.com:80/id/24986660 |date=27 نوفمبر 2014}}</ref> كما أتاح هذا النصر لِعُثمان أن يُسيطر بعد حين على مدينتيّ [[إزنيق]] و[[نيقية]] بالإضافة إلى [[بورصة (مدينة)|مدينة بورصة]].<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فؤاد كوبريليالكوبريللي|كوبريلّي، مُحمَّد فؤاد]]|المؤلف2= تعريب: أحمد السعيد سُليمان|العنوان= قيام الدولة العُثمانية|الإصدار= الثانية|الصفحة= 163|السنة= [[1993]]|الناشر= [[الهيئة المصرية العامة للكتاب|الهيئة المصريَّة العامَّة لِلكتاب]]|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[خليل إينالجك|إينالجك، خليل إبراهيم]]|المؤلف2= تعريب: مُحمَّد م. الأرناؤوط|العنوان= تاريخ الدولة العُثمانيَّة من النُشوء إلى الانحدار|الإصدار= الأولى|الصفحة= 15|السنة= [[2002]]م|الناشر= دار المدار الإسلامي|الرقم المعياري= 9959290883|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
=== التقارب البيزنطي الإلخاني ===
[[ملف:Serres IM Prodromou Andronicos (cropped).jpg|تصغير|يمين|لوحة جصيَّة لِوجه قيصر الروم الإمبراطور أندرونيقوس الثاني، صاحب فكرة التحالف المغولي البيزنطي ضدَّ العُثمانيين.]]
[[ملف:Mongol raids into Syria and Palestine ca 1300 Ar.png|تصغير|الأماكن التي صارت بها الحُروب المملوكيَّة المغوليَّة بما فيها [[معركة شقحب|معركة مرج الصفر (شقحب)]] التي وضعت حدًا لِأي تحالُفٍ بيزنطيّ مغوليّ ضدَّ العُثمانيين بعد أن أضعفت القُوَّة الميدانيَّة للمغول.]]
أقدم عُثمان بعد انتصاره على إقطاع أقاربه وقادة جيشه الأراضي المفتوحة، مُكرِّسًا بذلك الهيمنة الإسلاميَّة على الأراضي الجديدة ومُنهيًا العهد الرومي فيها. فأعطى [[أسكي شهر|إسكي شهر]] لِأخيه «گندز بك»، وقراجة حصار لابنه «[[أورخان غازي|أورخان]]»، ويار حصار لِحسن ألب، وإینه‌گول لِطورغود ألب.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref> وفي الوقت نفسه، نزح قسمٌ كبير من الروم عن ثُغور آسيا الصُغرى إلى [[القسطنطينية|القُسطنطينيَّة]] وما تبقى بِأيدي الإمبراطوريَّة من بلادٍ في [[أوروبا|أوروپَّا]]، بعد أن أعطاهم العُثمانيّون الأمان وخيروهم بين البقاء والعيش في ظل الدولة الإسلاميَّة التليدة أو الالتحاق بِإخوانهم، ففضَّل قسمٌ كبيرٌ النُزوح، وبقي قسمٌ آخر، مما رفع عدد الرعايا الروم القاطنين في ظل الراية العُثمانيَّة. شعر الإمبراطور البيزنطي [[أندرونيكوس الثاني باليولوج|أندرونيقوس الثاني]] بِضغط الانتشار العُثماني، وتوجَّس خطرًا لمَّا رأى التغيير الديمُغرافي في الأناضول يقع تحت ناظريه دون أن يتمكَّن من فعل شيء، فقام لِيُوقف اندفاع العُثمانيين، ولمَّا فشل في حربه المُباشرة معهم، وكان عليه الاهتمام بِمشاكله البلقانيَّة كذلك، رأى أنَّ أفضل وسيلة لِتحقيق ما يصبو إليه هي التحالف مع المغول الذين يُسيطرون على وسط وشرقيّ الأناضول، فأرسل إلى الإلخان محمود غازان يعرض عليه التقارب الأُسري بالزواج وقيام تحالف بين الدولتين [[إيلخانيةالدولة الإلخانية|الإلخانيَّة]] والبيزنطيَّة.<ref name="ReferenceA"/> وفي الحقيقة فإنَّ المغول كانوا في تلك الفترة يعيشون مرحلةً من التوتر العالي بينهم وبين [[الدولة المملوكية|المماليك]] في [[مصر]] و[[بلاد الشام|الشَّام]]، وقد طغت علاقاتهم المُتوترة هذه على علاقاتهم بالبيزنطيين، فقد كان غازان يعد العدَّة لِيغزو [[دمشق]] وسائر الشَّام مرَّة أُخرى بعد غزوته الأولى سنة [[699 هـ|699هـ]] المُوافقة لِسنة [[1299]]م، التي هلك فيها الكثير من أهل الشَّام وارتُكبت فيها المجازر بعد أن هُزم الجيش المملوكي هزيمة نكراء في [[معركة وادي الخزندار]] قُرب [[حمص|حِمص]]، وكان [[الدولة المملوكية|المماليك]] يُعدون العدَّة للثأر من المغول وغسل عار هزيمتهم السابقة. وفي [[2 رمضان]] [[702 هـ|702هـ]] المُوافق فيه [[20 أبريل|20 نيسان (أبريل)]] [[1303]]م، اشتبك المغول والمماليك في معركةٍ طاحنة على تُخوم دمشق عُرفت بِ[[معركة شقحب|معركة شقحب أو معركة مرج الصفر]]، انتصر فيها [[الدولة المملوكية|المماليك]] وهُزم المغول هزيمة كبيرة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[تقي الدين المقريزي|المقريزي، تقيُّ الدين أبي العبَّاس أحمد بن علي بن عبد القادر العُبيد]]|المؤلف2= تحقيق: مُحمَّد عبد القادر عطا|العنوان= السُلوك لِمعرفة دُول المُلوك، المُجلَّد الثاني|الإصدار= الأولى|الصفحة= 356|السنة= [[1418 هـ|1418هـ]] - [[1997]]م|الناشر= دار الكتب العلميَّة|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار= http://ia801406.us.archive.org/33/items/waq71581/02_71582.pdf}}</ref> كان لِهذه الهزيمة أثرٌ كبير على الأوساط السياسيَّة والقياديَّة المغوليَّة، فقد أثنت غازان عن أي موضوعٍ آخر، وقيل أنَّه اغتمَّ غمًّا عظيمًا حتَّى مرض وسال [[دم|الدم]] من أنفه، وغضب على قادة جيوشه وأمر بإعدام بعضهم وإذلال آخرين. ولم يعش بعد ذلك طويلًا، فتوفي يوم [[6 شوال|6 شوَّال]] [[703 هـ|703هـ]] المُوافق فيه [[11 مايو|11 أيَّار (مايو)]] [[1304]]م،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= مهدي، شفيق|العنوان= مماليك مصر والشَّام: نُقودهم - نُقوشهم - مسكوكاتهم - ألقابهم - سلاطينهم|الإصدار= الأولى|الصفحة= 104|السنة= [[2007]]|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> الأمر الذي قضى على أي أملٍ في تحالُفٍ مغوليّ بيزنطيّ، وأتاح للعُثمانيين الاستمرار في عمليَّات الفُتوح.
 
=== الحلف البيزنطي القطلوني===
سطر 113:
=== فتح يني شهر وما حولها ===
[[ملف:Rycaut1694 bd1 9 (187).jpg|تصغير|يمين|عُثمان بك يفتتحُ حصنًا بيزنطيًّا.]]
حوَّل عُثمان أنظاره نحو حُدود إمارته الجنوبيَّة بعد أن استتب له الأمر شمالًا ووصل إلى [[البحر الأسود]] و[[بحر مرمرة]] وهزم جُيوش الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة واطمأنَّ إلى عدم قُدرتها على مُقارعته قريبًا. فهاجم البلدات والقُرى والحُصون الروميَّة المُحيطة بِمدينة «يني شهر» تمهيدًا لِفتح هذه المدينة. فأرسل حملةً كبيرة إلى قلعة «يوند حصار» ففتحها وضمَّها إلى أملاكه، ثُمَّ انقضَّ على يني شهر ودخلها مُنتصرًا واتخذها عاصمةً لهُ مُؤقتًا،<ref name="القرمانلي - يني شهر">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد القرمانلي|القرماني، أحمد بن يُوسُف بن أحمد]]|المؤلف2= تحقيق: بسَّام عبد الوهَّاب الجابي|العنوان= تاريخ سلاطين آل عثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 11|السنة= [[1405 هـ|1405هـ]] - [[1985]]م|الناشر= دار البصائر|المكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= مانتران، روبير|المؤلف2= ترجمة: بشير السباعي|المؤلف3= بيلديسينو، إيرين|العنوان= تاريخ الدولة العُثمانيَّة، الجُزء الأوَّل|الصفحة= 23|السنة= [[1992]]|الناشر= دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع |المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|المسار= https://docs.google.com/file/d/0B5OVd-oKGKp8N05TcVBzcEtRazg/edit}}</ref> وعمل على تحصينها وتقوية أسوارها، ثُمَّ راح يُرسل الحملات ضدَّ المُدن البيزنطيَّة، ففتح قلاعًا عدَّة منها: لفكه، وآق حصار، وقوج حصار، وحصن كته، وحصن كبوه، وحصن يكيجه طرا قلوا، وحصن تكرر بيكاري،<ref name="القرمانلي - يني شهر"/> وقلعة مرمرة جق، وقلعة كوبري حصار. والحقيقة أنَّ فتح القلاع سالِفة الذِكر رمى إلى ضرب حزامٍ أمنيٍّ على يني شهر، فأحاطها عُثمان بذلك بسلسلةٍ من الحُصون الأماميَّة لدرء أي خطر عنها.<ref name="مقاتل"/> كما فتح جزيرة كالوليمني الواقعة على بحر مرمرة على مقربةٍ من خليج مودانيا، الأمر الذي أدَّى إلى سيطرة العُثمانيين على الطريق المائي الذي يربط بورصة بالقُسطنطينيَّة، واستولى على قلعة تريكوكا، الواقعة بين بورصة وإزنيق والتي تُشرف على طريق المُواصلات بين هذه الأخيرة و[[إزميد]]، فأطلَّ العُثمانيّون بذلك على البوسفور.<ref name="ReferenceB"/> أقلقت الفُتوحات العُثمانيَّة صاحب بورصة البيزنطي، فجمع قُوَّاته وتحالف مع أُمراء «أترانوس» و«مادنوس» و«تكه» و«كستل»، وساروا لِلقاء عُثمان، فالتحموا معهُ في معركةٍ سُميت «دينباز» أو «ديمباز» انتصر فيها العُثمانيّون وتمكنوا من فتح «كستل» و«مادنوس»، وقُتل أميريهما في المعركة. كما أُسر أمير كته وتضاربت الروايات حول مصيره، فأشارت إحدى الروايات أنهُ أُعدم أمام قلعته فاستسلمت حاميتها للعُثمانيين؛<ref name="مقاتل"/> بالمُقابل أشارت روايةٌ أُخرى أنَّه فرَّ من ساحة المعركة والتجأ إلى «أولوباط»، فلحق به العُثمانيّون وضربوا الحصار عليها، وأيقن أميرها أنَّ لا قُدرة لهُ على قتال العُثمانيين، فاستسلم لهم وأبرم مع عُثمان أوَّل مُعاهدة عسكريَّة في تاريخ الدولة العُثمانيَّة سلَّم بموجبها القلعة بشرط ألَّا يمُر من فوق الجسر الموجود أمام البلدة إلى داخلها أي عُثماني مُسلم، فأجابهُ عُثمان إلى طلبه.<ref name="جوانب مضيئة">{{مرجع كتاب|المؤلف1= أبو غنيمة، زياد|العنوان= جوانب مُضيئة في تاريخ العُثمانيين الأتراك|الإصدار= الأولى|الصفحة= 33|السنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|الناشر= دار الفُرقان للنشر والتوزيع|المكان= [[عمان (مدينة)|عمَّان]] - [[الأردن|الأُردُن]]}}</ref> تُشيرُ إحدى الروايات أيضًا إلى أنَّ عُثمان حمل خلال هذه الفترة على جزيرة [[رودس (جزيرة)|رودس]] لِقتال [[فرسان القديس يوحناالإسبتارية|فُرسان القديس يوحنَّا]] الذين تمركزوا بها بعد نهاية [[الحروبحملات الصليبيةصليبية|الحُروب الصليبيَّة]] وأخذوا يغيرون على الشواطئ الإسلاميَّة ويعتدون على سُفن المُسلمين التجاريَّة، وأنَّهُ لم يُوفَّق في فتحها، على أنَّ المصادر العُثمانيَّة لا تذكر شيئًا عن هكذا حملة.<ref name="مقاتل"/>
 
=== فتح بورصة ===
سطر 119:
[[ملف:Bursa Turkey 2013 2.jpg|تصغير|يمين|جانب من أسوار مدينة بورصة القديمة التي حاصرها العُثمانيّون قُرابة 10 سنوات.]]
[[ملف:Bursa Kalesi 1.jpg|تصغير|إحدى بوَّابات سور بورصة القديم.]]
ركَّز عُثمان جُهوده بعد ذلك على المُدن الكبيرة المعزولة، ورأى أن يبدأ بِفتح مدينة [[بورصة (مدينة)|بورصة]]، فبنى بالقُرب منها قلعتين تُشرفان عليها وتُحيطان بها،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد القرمانلي|القرماني، أحمد بن يُوسُف بن أحمد]]|المؤلف2= تحقيق: بسَّام عبد الوهَّاب الجابي|العنوان= تاريخ سلاطين آل عثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 12|السنة= [[1405 هـ|1405هـ]] - [[1985]]م|الناشر= دار البصائر|المكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> (وفي إحدى الروايات ثلاثة حُصون)، إحداهُما في «قابلجه» والثانية على سفح جبل أولوطاغ، وعهد بالقلعة الأولى إلى آق تيمور، والثانية إلى أحد أُمرائه، وهو «بلبان» أو «بلبانجق بك».<ref name="مقاتل"/> استمرَّ الحصار العُثماني لِبورصة ما بين 10 و11 سنة، ويرجع طول الحصار إلى عدم امتلاك العُثمانيين أيَّة [[حصار|أدوات حصار]] في تلك الفترة من تاريخهم، كما أنَّ المدينة نفسها كانت حصينة ومنيعة، إذ حمتها قلعة يبلغ طولها 3400 متر تحتوي على 14 بُرج مراقبة و6 أبواب ضخمة، وكان هناك سورين سميكين في المنطقة الواقعة تحت جبل أولوطاغ.<ref>[http://www.turkey-post.net/p-68230/ تُركيَّا پوست: عواصم الدولة العثمانية الثلاث. بقلم: زهراء كرمان.] تاريخ النشر: [[18 أغسطس]] [[2015]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180815122155/https://www.turkey-post.net/p-68230/ |date=15 أغسطس 2018}}</ref> وأثناء استمرار عمليَّة الحصار، قام عُثمان وقادته بتطهير جوار الإمارة من بقايا الحُصون الروميَّة، ففتحوها الواحد تلو الأُخرى، ودخل بعض قادة تلك الحُصون مع حامياتهم في خدمة عُثمان، وأسلم البعضُ منهم فيما بقي البعض الآخر على [[مسيحية|المسيحيَّة]]. وفي تلك الفترة أُصيب عُثمان [[صرع|بِداء النٌقطة (الصرع)]]، فبدا واضحًا أنه لم يعد قادرًا على قيادة حصار المدينة بنفسه، فعهد إلى ابنه أورخان باستكمال الأمر، واعتزل هو الخُروج مع الجُيوش ولازم دياره. واستمرَّ حصار أورخان للمدينة دون أي قتالٍ أو حرب، لكنَّه تابع عزلها عن مُحيطها، ففتح مودانيا قاطعًا صلة المدينة بالبحر، ثُمَّ فتح بلدة «پرونتكوس» في الساحل الجنوبي لِإزميد، وغيَّر اسمها إلى «قره مُرسل» تيمنًا باسم فاتحها «قره مُرسل بك»، كما فتح بلدة «أدرانوس» أو «أدرنوس» الواقعة جنوب بورصة على قمة جبل أناضولي طاغ، التي وُصفت بأنها مفتاح المدينة، وسُميت «أورخان ألي».<ref name="مقاتل"/><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 120|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf}}</ref> ضيَّق العُثمانيّون الحصار على المدينة حتَّى دبَّ اليأس في قلب حاكمها وحاميتها، وأيقن الإمبراطور البيزنطي أنَّ سُقوطها في أيدي المُسلمين مسألة وقتٍ لا أكثر، فاتخذ قرارًا صعبًا، وأمر عامله عليها بإخلائها، ففعل، وانسحبت الحامية البيزنطيَّة من المدينة، ودخلها أورخان يوم [[2 جمادى الأولى|2 جُمادى الأولى]] [[726 هـ|726هـ]] المُوافق فيه [[6 أبريل|6 نيسان (أبريل)]] [[1326]]م، ولم يتعرَّض لأهلها بِسُوء بعد أن أقرّوا بالسيادة العُثمانيَّة وتعهدوا بدفع الجزية.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= سعد الدين أفندي، خواجه مُحمَّد|العنوان= تاج التواريخ، الجُزء الأوَّل|الصفحة= 28 - 29|السنة= [[1862]] - [[1863]]|الناشر= طبعخانۀ عامره|المكان= [[إسطنبول|إستانبول]] - [[الدولة العثمانية|دولت عليَّة عثمانيه]]|اللغة= [[لغة تركية عثمانية|التُركيَّة العُثمانيَّة]]}}</ref><ref>[http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=73125 دوافع التوجهات العثمانية نحو أوربا الشرقية 1358 -1299م؛ "دراسة تاريخية".] بقلم: د. رائد سامي حميد الدوري. [[جامعة تكريت]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150926175745/http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=73125 |date=26 سبتمبر 2015}}</ref><ref>[http://www.arab-ency.com/ar/البحوث/العثمانيون الموسوعة العربيَّة: العُثمانيّون؛ توسع السلطنة العثمانية حتى فتح القسطنطينية (699ـ857هـ/1299ـ1453م)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160418163645/http://www.arab-ency.com:80/ar/البحوث/العثمانيون |date=18 أبريل 2016}}</ref> واستسلم صاحب المدينة المدعو «أقرينوس» إلى [[أورخان غازي|أورخان]]، ثُمَّ أشهر إسلامه أمامه وبايع أباه عُثمان ودخل في طاعته، فأُعطي لقب «بك» إكرامًا له وتقديرًا لما أبداه من شجاعةٍ وصبرٍ خِلال الحصار الطويل، وأصبح من قادة الدولة العُثمانيَّة البارزين فيما بعد، وتأثر به عددٌ آخر من قادة الروم الذين بقوا في المدينة وحُصونها المُجاورة، فأشهروا إسلامهم وانضموا تحت لواء العُثمانيين.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فؤاد كوبريليالكوبريللي|كوبريلّي، مُحمَّد فؤاد]]|المؤلف2= تعريب: أحمد السعيد سُليمان|العنوان= قيام الدولة العُثمانية|الإصدار= الثانية|الصفحة= 28|السنة= [[1993]]|الناشر= [[الهيئة المصرية العامة للكتاب|الهيئة المصريَّة العامَّة لِلكتاب]]|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> وبهذا فُتحت بورصة بعد طول انتظار، وأسرع أورخان عائدًا إلى سُكود لينقل الخبر إلى والده.
 
== وفاته ==
[[ملف:BASA-516K-1-2080-1-Osman I.JPG|تصغير|رسمٌ تخيُّليّ لِعُثمان في شيخوخته.]]
كان عُثمان يُعاني من [[نقرس|داء المفاصل أو النقرس]] إلى جانب الصرع الذي أُصيب به في سنواته الأخيرة. ويُرجَّح أنَّ وفاته جاءت نتيجةً للنقرس.<ref name="نقرس">{{مرجع كتاب|المؤلف1= أرمغان، مُصطفى|المؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|العنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 17|السنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|الناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|الرقم المعياري= 9786140111226|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ومما يؤكد ذلك ما ذكره عاشق باشا زاده في مؤلَّفه عندما تحدث عن الفترة الأخيرة من حياة عُثمان الأوَّل، فقال: {{اقتباس مضمن|كَانَ ثَمَّةَ عَطَب فِي قَدَمِ عُثْمَانَ، وَكَانَ يَتَأَلَّمُ مِنهَا}}.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= عاشق باشا زاده، درويش أحمد |المؤلف2= إعداد: نهال آطصز|المؤلف3= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= تاريخ عاشق باشا أوغلي|الصفحة= 35|السنة= [[1970]]|الناشر= منشورات وزارة التربية القوميَّة|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التركيَّة}}</ref> وكان الكاتب نفسه قد استعمل التعبير ذاته عند حديثه عن وفاة السُلطان [[محمد الفاتح|مُحمَّد الفاتح]]، فقال: {{اقتباس مضمن|سَبَبُ وَفَاتِهِ عِلَّةٌ فِي قَدَمِهِ}}.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= عاشق باشا زاده، درويش أحمد |المؤلف2= إعداد: نهال آطصز|المؤلف3= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= تاريخ عاشق باشا أوغلي|الصفحة= 234|السنة= [[1970]]|الناشر= منشورات وزارة التربية القوميَّة|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التركيَّة}}</ref> ومن المعروف أنَّ النقرس كان مرضًا وراثيًّا في الأُسرة العُثمانيَّة، وعانى منه الكثير من السلاطين.<ref name="نقرس"/> ولمَّا بلغ أورخان سُكود استُدعي على الفور إلى والده، فوجده في حالة النزاع، ولم يلبث أن [[موت|أسلم الروح]] بعد أن أوصى بالمُلك من بعده لأورخان، وهو ثاني أولاده، بعد أن رآه أفضل وأكثر تهيُئًا لِزعامة الإمارة وقيادة الدولة من أخيه الأكبر علاء الدين، الذي اتصف بالورع الديني وميله إلى العُزلة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 122|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf}}</ref> واختلف المُؤرخون في تحديد موعد وفاة عُثمان، فقيل أنه توفي يوم [[21 رمضان]] [[726 هـ|726هـ]] المُوافق فيه [[21 أغسطس|21 آب (أغسطس)]] [[1326]]م، ولهُ من العُمر سبعين سنة. وقال المؤرخ العُثماني روحي چلبي الذي عاش خلال [[القرن 15|القرن الخامس عشر الميلاديّ]] ودوَّن تاريخ الدولة العثمانية حتى سنة [[1481]]م في كتابه حامل عنوان «{{ط|تورايخ آل عُثمان}}» أنَّ وفاة عُثمان الغازي كانت سنة [[1320]]م. ووفقًا لِلمُؤرخ أوروچ بن عادل الذي عاش في عهد مُحمَّد الفاتح و[[بايزيد الثاني]] حتى سنة [[1502]]م فإنَّ عُثمان توفي في سنة [[1327]]م. ويذكر المُؤرخ التُركي المُعاصر نجدت سقَّا أوغلي أنه على الرُغم من عدم وُجود وثائق تذكر اسم عُثمان بعد سنة 1320م، فإن هُناك وثائق تؤكد تولّي أورخان الإمارة في سنة [[1324]]م، واعتمادًا على ذلك فإنَّ وفاة عُثمان غازي تكون قد وقعت في ذات السنة سالِفة الذكر وفق هذا الرأي.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref> من المُؤكَّد أنَّ وفاة عُثمان كانت بعد وفاة حميه الشيخ «إده بالي» بِثلاثة أو أربعة أشهر، وبعد وفاة زوجته مال خاتون بِشهرين. ومن المعروف أنه دفنهُما بيديه في بيله جك. وعندما وافته المنيَّة دُفن في سُكود بدايةً، ثُمَّ أمر السُلطان أورخان بِنقل جُثمانه إلى بورصة، التي اتخذها عاصمةً له، ودفنهُ فيها،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[إسماعيل سرهنك|سرهنك، الميرالآي إسماعيل بن عبد الله]]|العنوان= تاريخ الدولة العُثمانيَّة|الصفحة= 14|السنة= 1988|الناشر= دار الفكر الحديث|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وقبره كائنٌ اليوم في حي «طوبخانه». ويرجعُ سبب نقل الجُثمان إلى [[وصية|وصيَّة]] عُثمان التي كتبها قبل مماته: {{اقتباس مضمن|يَا بُنَيَّ، عِندَمَا أَمُوتُ ضَعْنِي تَحْتَ تِلكَ القِبَّةِ الفِضِّيَةِ فِي بُورُصَة}}. ولكنَّ قبرهُ الحالي يعود إلى عهد السُلطان [[عبد العزيز الأول|عبدُ العزيز]]، فقد تهدَّم القبرُ الأوَّل تمامًا في زلزالٍ شديدٍ ضرب المنطقة سنة [[1855]]م،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أرمغان، مُصطفى|المؤلف2= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= المدينة المُؤسسة للعُثمانيين: مدائحيَّة لِبُورصة|الصفحة= 64|السنة= [[2006]]|الإصدار= الثانية|الناشر= منشورات تيماش|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التركيَّة}}</ref> فأعاد السُلطان سالِف الذِكر بناءه، كما أمر السُلطان [[عبد الحميد الثاني|عبدُ الحميد الثاني]] ببناء مقام في سُكود حيثُ دُفن عُثمان للمرَّة الأولى.<ref name="نقرس"/>
 
=== وصيَّته ===
سطر 129:
تنصُّ المصادر العُثمانيَّة أنَّ عُثمانًا ترك وصيَّةً مكتوبة لِولده أورخان يوصيه فيها بإكمال مسيرة الغزو والجهاد ضدَّ الروم، وأن يلتزم بتعاليم [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلاميَّة]] ويُلازم العُلماء ويعدل مع الرعيَّة ويُخلص إلى الإسلام ورسالته. كما تضمَّت وصيَّته بعض النصائح إلى سائر أبناءه وإلى رفاق دربه الذين شهدوا معه كُل الغزوات أو مُعظمها. أمَّا نص الوصيَّة فهو:<ref group="ِ">[http://www.osmanli700.gen.tr/english/sultans/01index.html OSMAN GAZI (OTHMAN GHAZI) 1281 - 1326: His TESTAMENT (Addressed to His Son Orhan Ghazi)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170830155012/http://www.osmanli700.gen.tr:80/english/sultans/01index.html |date=30 أغسطس 2017}}</ref>
<blockquote>{{بسملة}}</blockquote>
<blockquote>يا بُنيّ: إيَّاك أن تشتغل بِشيءٍ لم يأمر به [[الله في الإسلام(إسلام)|الله ربُّ العالمين]]، وإذا واجهتك في الحُكم مُعضلة فاتخذ من مشورة عُلماء الدين موئلًا. يا بُنيّ: أحط من أطاعك بِالإعزاز. وأنعم على الجُنود، ولا يغُرَّنَّك [[إبليس في الإسلام|الشيطان]] بِجُندك وبِمالك، وإيَّاك أن تبتعد عن أهل الشريعة. يا بُنيّ: إنَّك تعلمُ أنَّ غايتنا هي إرضاءُ الله ربُّ العالمين، وأنَّ بِالجهاد يعِمُّ نور ديننا كُلَّ الآفاق، فتحدُث مرضاة الله {{جل جلاله}}. يا بُنيّ: لسنا من هؤلاء الذين يُقيمون الحُروب لِشهوة حُكمٍ أو سيطرة أفرادٍ، فنحنُ بالإسلام نحيا ولِلإسلام نموت، وهذا يا ولدي ما أنت لهُ أهل.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أبو غنيمة، زياد|العنوان= جوانب مُضيئة في تاريخ العُثمانيين الأتراك|الإصدار= الأولى|الصفحة= 21|السنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|الناشر= دار الفُرقان للنشر والتوزيع|المكان= [[عمان (مدينة)|عمَّان]] - [[الأردن|الأُردُن]]}}</ref> إعلم يا بُنيّ، أنَّ نشر الإسلام، وهداية النَّاس إليه، وحماية أعراض المُسلمين وأموالهم، أمانةٌ في عُنقك سيسألك الله {{عز وجل}} عنها.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أبو غنيمة، زياد|العنوان= جوانب مُضيئة في تاريخ العُثمانيين الأتراك|الإصدار= الأولى|الصفحة= 3|السنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|الناشر= دار الفُرقان للنشر والتوزيع|المكان= [[عمان (مدينة)|عمَّان]] - [[الأردن|الأُردُن]]}}</ref> يا بُنيّ: إنني أنتقلُ إلى جوار ربي، وأنا فخورٌ بك بأنَّك ستكون عادلًا في الرعيَّة، مُجاهدًا في سبيل الله، لِنشر دين الإسلام. يا بُنيّ: أوصيك بِعُلماء الأُمَّة، أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمُرون إلَّا بخير. يا بُنيّ: إيَّاك أن تفعل أمرًا لا يُرضي الله {{عز وجل}}، وإذا صعُب عليك أمرٌ فاسأل عُلماء [[شريعة إسلامية|الشريعة]]، فإنهم سيدلُّونك على الخير. واعلم يا بُنيَّ أنَّ طريقنا الوحيد في هذه الدُنيا هو طريقُ الله، وأنَّ مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأننا لسنا طُلَّاب جاهٍ ولا دُنيا. وصيَّتي لِأبنائي وأصدقائي، أديموا عُلوَّ الدين الإسلامي الجليل بِإدامة الجهاد في سبيل الله. أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بِأكمل جهاد. اخدموا الإسلام دائمًا؛ لِأنَّ الله {{عز وجل}} قد وظَّف عبدًا ضعيفًا مثلي لِفتح البُلدان. اذهبوا بِكلمة التوحيد إلى أقصى البُلدان بِجهادكم في سبيل الله، ومن انحرف من سُلالتي عن الحق والعدل حُرم من شفاعة [[محمد|الرسول الأعظم]] {{صلعم}} [[يوم القيامة في الإسلام|يوم الحشر]]. يا بُنيّ: ليس في الدُنيا أحدٌ لا يُخضع رقبتهُ للموت، وقد اقترب أجلي بِأمر الله {{جل جلاله}} أُسلمُك هذه الدولة وأستودعك المولى {{عز وجل}}. إعدل في جميع شؤونك...<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= حرب مُحمَّد|العنوان= العُثمانيّون في التاريخ والحضارة|الإصدار= الأولى|الصفحة= 26|السنة= [[1409 هـ|1409هـ]] - [[1982]]م|الناشر= دار القلم|المكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref><ref>[http://islamstory.com/ar/عثمان-بن-ارطغرل-قاده-لا-تنسى موقع قصَّة الإسلام: عُثمان بن أرطُغرُل.] بقلم: تامر بدر. تاريخ النشر: [[8 مارس|8 آذار (مارس)]] [[2014]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161211121842/http://islamstory.com:80/ar/عثمان-بن-ارطغرل-قاده-لا-تنسى |date=11 ديسمبر 2016}}</ref></blockquote>
 
== إرث عُثمان الأوَّل ==
سطر 135:
{{مفصلة|السلالة العثمانية{{!}}السُلالة العُثمانيَّة|بنو عثمان{{!}}بنو عُثمان|قائمة السلاطين العثمانيين{{!}}قائمة السلاطين العُثمانيين}}
[[ملف:Sultans of the Ottoman Dynasty.jpg|تصغير|رسمٌ جامع لسلاطين الدولة العُثمانيَّة من عُثمان الأوَّل حتى [[محمد الخامس العثماني|مُحمَّد الخامس]].]]
يُعتبر عُثمان الأوَّل مُؤسس [[السلالة العثمانية|السُلالة العُثمانيَّة]] بِكُل المقاييس، فقد تحدَّر منه بشكلٍ مُباشرٍ [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|ستٌ وثلاثون سُلطانًا]] تربعوا على عرش دولته مُنذ أن استقلَّ بها وحتَّى سُقوطها سنة [[1918]]م بِسبب انهزامها في [[الحرب العالمية الأولى|الحرب العالميَّة الأولى]]. ويُعتبر عُثمان أوَّل سلاطين هذه السُلالة على الرُغم من كونه لم يحمل خلال حياته سوى لقب «بك» أي «أمير»،<ref name="يلماز2"/> وإن كان معروفًا أنَّهُ لُقِّب بِألقابٍ أُخرى، كما تُشيرُ إحدى الوقفيَّات المُدوَّنة [[لغة فارسية|باللُغة الفارسيَّة]] العائدة لِسنة [[1324]]م، التي نصَّت على أنَّهُ لُقِّب بـِ«{{ط|مُحيي الدين}}» و«{{ط|فخرُ الدين}}».<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= چرچلي، إسماعيل حقّي أوزون|المؤلف2= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= وقفيَّة الغازي أورخان بك - 724هـ ربيع الأوَّل - 1324م آذار. المُجلَّد الخامس|الصفحة= 281|السنة= [[1941]]|الناشر= بللاتن|المكان= [[أنقرة]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التُركيَّة}}</ref> تتوزَّع ذُريَّة عُثمان الأوَّل اليوم في عدَّة بُلدان أوروپيَّة وعربيَّة، بعد أن طُردت الأُسرة من تُركيَّا سنة [[1924]]م بُعيد إعلان قيام الجُمهوريَّة على يد [[مصطفى كمال أتاتورك|مُصطفى كمال أتاتورك]].<ref group="ِ">{{مرجع كتاب | المؤلف= Brookes, Douglas | الصفحات=278, 285 |العنوان = The concubine, the princess, and the teacher: voices from the Ottoman harem | المسار = https://books.google.com.lb/books?id=HuZTefumFSQC&pg=PT295&lpg=PT295&dq=Turkey+and+%22Law+of+Exile%22+Ottoman&source=bl&ots=EYCvuQl1UH&sig=PpxJQXMl-wI0GYxESa7F9VwLMiU&hl=en&ei=bGynTcLBOJDmsQOb7-j5DA&sa=X&oi=book_result&ct=result&redir_esc=y#v=onepage&q=revocation&f=false| تاريخ الوصول = 2011-04-14 | السنة=2008 |الناشر= University of Texas Press}}</ref> عاد قسمٌ كبيرٌ من العائلة إلى [[تركيا|تُركيَّا]] بعد أن سمحت الحُكومة للأميرات العُثمانيَّات بالرُجوع سنة [[1951]]م، والأُمراء سنة [[1973]]م،<ref group="ِ">{{مرجع كتاب | المؤلف= Opfell, Olga | الصفحات=146, 151 |العنوان = Royalty who wait: the 21 heads of formerly regnant houses of Europe | المسار = https://books.google.com.lb/books?id=9UFveIUgktIC&pg=PA239&dq=%22Osman+Fuad%22&hl=en&ei=uGWnTe-NGoiusAOjvNX5DA&sa=X&oi=book_result&ct=result&redir_esc=y#v=onepage&q=%22Osman%20Fuad%22&f=true| تاريخ الوصول = 2011-04-14 | السنة=2001 |الناشر=McFarland}}</ref> بينما بقي قسمٌ منهم في البُلدان التي التجأ إليها أجدادهم مثل [[إنجلترا|إنگلترا]] و[[فرنسا]] و[[الولايات المتحدة|الولايات المُتحدة]] و[[مصر]] و[[السعودية|السُعوديَّة]] وغيرها، حيثُ تلقبوا بِلقب «عُثمان أوغلي» ([[لغةاللغة تركيةالتركية|بالتُركيَّة]]: Osmanoğlu)، ومن أعلامهم في العصر الحديث: '''عُمر عبدُ المجيد أفندي عُثمان أوغلي''' المولود في مدينة [[الإسكندرية|الإسكندريَّة]] بِمصر يوم [[10 جمادى الأولى|10 جُمادى الأولى]] [[1360 هـ|1360هـ]] المُوافق فيه [[4 يونيو|4 حُزيران (يونيو)]] [[1941]]م، وابنه '''محمود نامق عُثمان أوغلي''' المولود في [[لندن]] يوم [[16 ربيع الآخر]] [[1395 هـ|1395هـ]] المُوافق فيه [[27 نيسانأبريل|27 نيسان (أبريل)]] [[1975]]م.<ref group="ِ">{{مرجع ويب |المسار=http://www.osmanlihanedanvakfi.com/2011/01/24/hayatta-olan-sehzadeler.html |العنوان=Current Living Şehzades |الناشر= Official Ottoman Family Website |تاريخ الوصول=15 April 2011| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20110916011427/http://www.osmanlihanedanvakfi.com:80/2011/01/24/hayatta-olan-sehzadeler.html | تاريخ الأرشيف = 16 سبتمبر 2011 }}</ref> ومنهم أيضًا الأميرة '''[[عائشة كلناو عثمان أوغلي|عائشة گلناو سُلطان عُثمان أوغلي]]''' المولودة في مدينة [[هنلي أون تيمز|هنلي]] في [[أكسفوردشير]] بِإنگلترا يوم [[21 ذو القعدة|21 ذي القعدة]] [[1390 هـ|1390هـ]] المُوافق فيه [[17 يناير|17 كانون الثاني (يناير)]] [[1971]]م، وأولادها الخمسة.<ref group="ْ">{{استشهاد بخبر |العنوان= Osmanoğullarının yeni reisi Osman Bayezid Efendi |المؤلف= İbrahim Pazan |المسار= http://www.netgazete.com/News/633638/osmanogullarinin_yeni_reisi_osman_bayezid_efendi.aspx |newspaper=Netgazete |التاريخ= 15 September 2009 |تاريخ الوصول=16 April 2011| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20120608091734/http://www.netgazete.com:80/News/633638/osmanogullarinin_yeni_reisi_osman_bayezid_efendi.aspx | تاريخ الأرشيف = 08 يونيو 2012 }}</ref>
 
=== زوجاته وأولاده ===
سطر 142:
 
=== سيف عُثمان ===
ترك عُثمان ورائه سيفه الخاص الذي اشتهر باسم «سيف عُثمان» ([[لغة تركية عثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">تقليدى سيف</font></span>؛ و[[لغةاللغة تركيةالتركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Osman Kılıcı)،<ref group="ِ">{{cite journal| الأخير = M'Gregor| الأول = J.| العنوان = The Race, Religions, and Government of the Ottoman Empire| المسار = http://books.google.com/?id=1MYRAAAAYAAJ| تاريخ الوصول = 2009-04-25| volume = 32|التاريخ=July 1854| الناشر = Leavitt, Trow, & Co.| المكان = New York| oclc = 6298914| الصفحات = p. 376| journal = The Eclectic Magazine of Foreign Literature, Science, and Art}}</ref> فورثه عنه ابنه [[أورخان غازي|أورخان]]، ثُمَّ حفيده [[مراد الأول|مُراد]]، واستمرَّ السلاطين من بعده يتناقلوه، حتَّى أصبح تقليد هذا السيف يُمثِّلُ الجُزء الأبرز في حفل تتويج السلاطين ومُبايعتهم [[خلافة إسلامية|بالخِلافة الإسلاميَّة]]، وأصبح يرمز إلى انتقال مُلك آل عُثمان من سُلطانٍ إلى آخر.<ref group="ِ">Frederick William Hasluck, [First published 1929], "XLVI. The Girding of the Sultan", in Margaret Hasluck, ''Christianity and Islam Under the Sultans II'', pp. 604–622. ISBN 978-1-4067-5887-0</ref> تُشيرُ المراجع إلى أنَّ عُثمانًا قُلِّد هذا السيف من قِبل مُعلِّمه وحميه الشيخ «إده بالي» لِيكون «سيف الإسلام المسلول على الكُفَّار»، وتولَّى شيخ الدراويش المولويَّة في قونية، وكان بمثابة الإمام الأكبر حينها؛ تزنير عُثمان بالسيف وحزامه.<ref>[http://www.adlisadek.net/body.asp?id=3309 موقع الباحث عدلي صادق: ضريح سُليمان وسيف عُثمان.] تاريخ النشر: الثلاثاء [[24 فبراير|24 شُباط (فبراير)]] [[2015]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305000113/http://www.adlisadek.net/body.asp?id=3309 |date=05 مارس 2016}}</ref> كان السلاطين العُثمانيّون يتقلَّدون السيف بعد حوالي أُسبوعين من تربُّعهم على العرش، وكان حفل التقليد هذا أقرب ما يكون إلى احتفالات التتويج الملكيَّة والإمبراطوريَّة في [[أوروبا الغربية|أوروپَّا الغربيَّة]]، وكان يتم في [[جامع أيوب سلطان|جامع أبي أيُّوب الأنصاري]] [[الآستانةإسطنبول|بالآستانة]]. أمَّا من كان يُقلِّد السُلطان سيف عُثمان فكان غالبًا [[شيخ الإسلام]] أو شريف [[قونية]]، والأخير كان شيخ الدراويش [[مولوية|المولويَّة]] الذي كان يُستدعى إلى الآستانة خصيصًا لِهذا الغرض.<ref group="ِ">{{Cite journal|التاريخ=1876-09-18 |العنوان=Girding on the Sword of Osman |journal=[[نيويورك تايمز]] |الصفحة=2 |issn=0362-4331 |المسار=http://query.nytimes.com/mem/archive-free/pdf?_r=1&res=9C02E3DA133FE23ABC4052DFBF66838D669FDE |التنسيق=[[نسق المستندات المنقولة]] |تاريخ الوصول=2009-04-19}}</ref>
 
== صفاته وخصائصه ==
سطر 151:
 
=== متاعه ===
يُعرف عن عُثمان الأوَّل أنهُ عاش حياةً بسيطةً بعيدةً عن البذخ واللهو والسفاهة. وقد عاش من عائد إنتاج [[خروف|أغنامه]] الخاصَّة ([[حليب]]، و[[لبن (توضيح)|لبن]]، و[[جبنة|جبن]]...إلخ). وكان يعتبر أنَّ الأموال والغنائم من حق الناس أجمعين وليست حكرًا على الأُمراء، فلمَّا اصطحبهُ قادة جيشه إلى سوق مدينةٍ فتحوها لم يستطع تقبُّل فكرة أنَّ الضريبة من حق البكوات وحدهم، فرفض الحُصول عليها على الرُغم من أنها كانت تُمثلُ دخلًا دسمًا بالنسبة إليه، واعتبر أنَّ هذا العائد إمَّا أن يُوزَّع على جميع الناس بالحق أو لا يؤخذ أبدًا. ويُشيرُ بعض المُؤرخين إلى أنَّ هذه القصَّة تعكس مقدار حساسيَّة عُثمان تجاه الأُمور التي ليست من حقه، فلم يُعرف عنه أنَّه اغتصب شيئًا بالقُوَّة طيلة حياته، وهي أيضًا تعكسُ مدى تأثُره بالتعاليم الإسلاميَّة وبعض العادات والتقاليد والخُصوصيَّات التُركيَّة البدويَّة القديمة التي كانت لا تسمح بالاسئثار بالضروريَّات، بل تعتبرها من حق القبيلة كُلها.<ref name="متاعه"/> ومما يدُل على زُهد عُثمان وترفُعه عن الماديَّات كان عدم العُثور على أيِّ [[ذهب|ذهبٍ]] أو [[فضة|فضَّة]] بين مُمتلكاته بعد وفاته. وبحسب المعلومات الواردة في المصادر التاريخيَّة، فإنَّ ما وُجد في تركته هو: ثُوبٌ جديد نسبيًّا يُدعى «صرطاق تكلسي»، وخرج يُعلَّق على جنب الحصان يُدعى «يانجغي»، ووعاء [[ملح الطعام|ملح]]، وحمَّآلة ملعقة خشبيَّة، وزوجٌ من أحذية طويلة السَّاق، وعدَّة خُيول مُطهمة، وثلاثة أغنام يعلفها من أجل إكرام ضُيوفه، ولفَّة من [[نسيج (قماش)|قماش]] الدنيزلي، ودرع للحصان، وراياتٍ حمراء من [[نسج|منسوجات]] آق شهر، وسيف، وكنانة، و[[رمح]]، وما شابه ذلك.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= عاشق باشا زاده، درويش أحمد |المؤلف2= إعداد: نهال آطصز|المؤلف3= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= تاريخ عاشق باشا أوغلي|الصفحة= 40|السنة= [[1970]]|الناشر= منشورات وزارة التربية القوميَّة|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التركيَّة}}</ref> يقول قُطب الدين النهروالي في هذا: {{مض|...مَا خَلَّف نَقدًا وَلَا مَتَاعًا إلَّا دِرعًا وَسَيفًا يُقَاتِلُ بِهمَا الأَعدَاءَ الكُفَّار، وَبَعضُ خَيلٍ وَقَطِيعًا مِنَ الغَنَمِ اتَخَذَهَا لِلضَيفَانِ، وَأَنسَالُهَا بِاقِيَةٌ إلى الآنِ تَرعَى حَولَ بِلَادِ بُورصَة أَبقُوهَا تَيَمُنًا وَتَبرُّكًا}}.<ref name="سمط النجوم" />
 
أمَّا بالنسبة لِمُتع عُثمان الأوَّل الخاصَّة، فليس هُناك من معلوماتٍ ملموسةٍ حولها. ولكنَّ المُوثَّق وُجودُ [[سبحة|سبحةٍ]] خشبيَّةٍ كبيرة الحبَّات يُقال أنهُ كان يستخدمها، و[[طبلطبلة|طبلٍ]] بقيا محفوظين في مزاره الكائن في مدينة بورصة، وبقيا يُشاهدان حتَّى أواخر [[قرن 12 هـ|القرن الثاني عشر الهجري]] (مابين سنتيّ [[1688]] و[[1784]]م). وهُما هديتان أرسلهُما لهُ السُلطان السُلجوقي.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= راسم، أحمد|المؤلف2= إعداد: عصمت برمقصظ|المؤلف3= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= تاريخ العُثمانيين: مُختارات|الصفحة= 7 - 8|السنة= [[1968]]|الناشر= وزارة التربية القوميَّة|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التُركيَّة}}</ref> ولكنَّ السبحة الخشبيَّة والطبل احترقا في حريقٍ اندلع سنة [[1855]]م جرَّاء الزلزال الشديد الذي ضرب المنطقة وعُرف محليًّا باسم «القيامة الصُغرى» لشدَّة هوله، ولم يبقيا حتَّى اليوم.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= آقصون، ضياء نور|المؤلف2= تعريب: مُصطفى حمزة|العنوان= تاريخُنا غير الرسمي: سلاطين العُثمانيين|الصفحة= 17|السنة= [[1997]]|الناشر= منشورات المعرفة|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|اللغة= التُركيَّة}}</ref> يُعرفُ أنَّ عُثمانًا كان يرتدي ملابس بسيطة قريبة في شكلها وتصميمها إلى ملابس الدراويش والمُتصوفين. ولكنَّ الرسَّامين العُثمانيين والأوروپيين ألبسوا هذا السُلطان ما كان سلاطين العُثمانيين يلبسونهُ في العصر الكلاسيكي للدولة، قُبيل إصلاحات السُلطان [[محمود الثاني]]. فرسمه «قسطنطين قابِضاغلي» في أواخر [[القرن الثامن عشر18|القرن الثامن عشر الميلاديّ]] ضمن سلسلة اللوحات النصفيَّة للسلاطين مُرتديًا ألبسة كلاسيكيَّة لا يُمكن تمييزها عن ألسبة السُلطان [[سليمان القانوني|سُليمان القانوني]] و[[مراد الثالث|مُراد الثالث]]، وكذلك فعل جون يونگ في سلسلة لوحاته المُسمَّاة «{{ط|سلسلة صُور أباطرة تُركيَّا}}» المنقولة عن المُنمنمات العُثمانيَّة؛ مع أنَّ العُثمانيين لم يستخدموا هذا النوع من الألبسة المُزركشة، بل حتَّى سادة الأناضول لم يلبسوها إلَّا بعد أن استقرّوا في القُصور في [[القرن 14|القرن الرابع عشر الميلاديّ]]. وحسب بعض المصادر، كان عُثمان يعتمر قُبَّعةً طويلةً مصنوعةً من نسيجٍ أحمرٍ يُدعى «خُراساني» ملفوفة بِقُماشٍ أبيضٍ رقيق عليه نوعٌ من الخُيوط المجدولة. وهذا نوعٌ من اللَّفَّات يُشبه ما كان النُخبة في مُجتمع [[أويغور|الأويغور]] يعتمرونه في [[تركستان الشرقية|تُركستان الشرقيَّة]]. وكانت جُبته طويلة وذات ياقة حمراء عريضة. وبحسب نصٍّ قديم فإنَّ عُثمان لم يكن يرتدي ملابسهُ مرَّتين لِشدَّة تصدُقه على الفُقراء والأرامل بشكلٍ خاص، الذين لم يكن لديهم ما يسترون به أنفسهم، فكان إن نظر أحدهم إلى عباءته أو جلبابه خلعهُ ووهبه إيَّاه.<ref>{{Cite journal|الأخير=شهصوار أوغلي |الأول=بديع |التاريخ=1968 |العنوان=آخر أيام السلاطين العُثمانيين |journal=مجلَّة التاريخ التُركي بالوثائق |issue=عدد 4 كانون الناني (يناير) 1968 |الصفحات=65 |doi= |تاريخ الوصول=26 أيلول (سپتمبر) 2015}}</ref>
 
=== شِعره ===
وصل الباحثون المُعاصرون إلى قصيدة نُسبت إلى عُثمان الأوَّل عجَّت من أولها إلى آخرها بصُور البُطولة والفُروسيَّة والنُصح لمُخاطبه. وعلى الرُغم من الشك بِنسب القصيدة لِعُثمان إلَّا أنَّ البعض يقول بصحَّة نسبها اعتمادًا على مقياسٍ غريب، وهو: لماذا نُسبت هذه القصيدة إليه وليس غيرها من القصائد؟ ومما ورد في القصيدة (بعد [[تعريب (لغة)|تعريب]]ه):<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أرمغان، مُصطفى|المؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|العنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 15 - 16|السنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|الناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|الرقم المعياري= 9786140111226|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
<blockquote>«{{ط|ابنِ مدينةً وسوقًا جديدةً بِموادَّ بناءٍ من القلب}}{{•}}{{ط|إعمل ما تُريد ولكن لا تظلم فلَّاحًا}}{{•}}{{ط|انظر إلى المدينة القديمة الجديدة إینه‌گول فهي قائمةٌ دائمًا}}{{•}}{{ط|إهدم بُورصة التي كسرتُ فيها الكُفَّار وابنها من جديد}}{{•}}{{ط|اغدُ [[ذئب رمادي|ذئبًا]] واقصد قطيعًا، وكُن [[أسد|أسدًا]] ولا تتقهقر}}{{•}}{{ط|إفعل شيئًا وكُن جُنديًّا، وحاصر مضيق اللسان}}{{•}}{{ط|لا تستخف بِمدينة إزنيق، ولا تتدفَّق كنهر صقارية}}{{•}}{{ط|خُذ إزنيق، ولا تُبالِ، وابنِ سُورًا لِكُلِّ بُرجٍ فيها}}{{•}}{{ط|أنت عُثمان بن أرطُغرُل من سُلالة الغُز وقره خان}}{{•}}{{ط|أكمل حقَّك، وافتح إسلامبول، واجعلها حديقة ورد}}»</blockquote>
 
=== مبادئه وخِصاله ===
كان عُثمان مُلتزمًا بتطبيق العادات والتقاليد التُركيَّة القديمة التي احتفظ بها التُرك لِعدم تعارضها مع الشريعة الإسلاميَّة. ومن تلك العادات عادة قبليَّة يفتح بِمُوجبها سيِّد القبيلة بيته للنهب في [[6 مايو|السَّادس من أيَّار (مايو)]] من كُل سنة، وهو اليوم الذي التقى فيه [[الخضر]] بالنبي [[إيليا|إلياس]] وفق بعض الروايات أو الأساطير، واعتُبر يومًا خيرًا تفيضُ به الخيرات والبركات، وبناءً عليه كان سيِّد القبيلة وزوجته يخرُجا من البيت من دون أن يأخذا شيئًا معهُما؛ ولو كان [[دبوس|دبُّوسًا]]، فيهجم أفراد القبيلة على البيت بعد خُروجهما، ويأخذون ما تيسَّر من متاع. وكانت هذه العادة تُسمَّى «فتح بيت السيِّد» أو «نهب بيت السيِّد». وكان عُثمان مُلتزمًا بهذا التقليد، فيفتح بيته مرَّة في السنة للنهب. أمَّا سبب اعتبار تلك العادة غير مُتعارضة مع الشريعة فهو أنَّ سيِّد القبيلة تنازل طوعًا عن مُمتلكاته لأفراد قبيلته، ليأخذ منها كُل شخص نصيبه المكتوب. وقد استلهم الشاعر [[توفيق فكرت]] من قضيَّة «نهب بيت السيَّد» فكرة قصيدته التي يهجو فيها أعضاء حزب [[جمعية الاتحاد والترقي|الاتحاد والترقي]] لِكثرة نهبهم الدولة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أوزون، فخري|المؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|العنوان= هزيمة المُتحالفين والأعمال الكاملة لِتوفيق فكرت|الصفحة= 36 - 37|السنة= [[1973]]م|الناشر= دار الانقلاب والعنقاء للنشر|اللغة= التُركيَّة|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]}}</ref>
 
تتفق المصادر جميعها على أنَّ عُثمان الأوَّل كان رجلًا قنوعًا جدًا، ومُحبًا للعطاء وليس الأخذ. ومن عاداته أنه كان يهب أصحاب الحاجة كُل ما يغنمه في الغزوات. وصفه المُؤرِّخ [[قطب الدين النهروالي|قُطب الدين النهروالي]] قائلًا: {{مض|وَكَانَ لِلسَّيفِ والضَّيفِ كَثِيرُ الإِطعَام فَاتِكُ الحُسَام، كَثِيرُ البَذلِ وَاسِعُ العَطَاء، شُجاعًا مِقدَامًا عَلَى الأَعدَاءِ}}.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد تيمور باشا|تيمور باشا، أحمد بن إسماعيل بن مُحمَّد]]|العنوان= الأمثال العامية، مشروحة ومُرتَّبة على الحرف الأوَّل من المثل|الطبعة= الأولى|الصفحة= 445|الناشر= لجنة نشر المؤلفات التيموريَّة|الرقم المعياري= 9781118014516|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://books.google.com.lb/books?id=tHQgDgAAQBAJ&pg=PT458&lpg=PT458&dq=%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%86+%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D9%81+%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85&source=bl&ots=zWw1v9l5Dc&sig=0LrkfMbkrnp_qmFAQEgYnaIxIdg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiOuLuf-MXeAhWMAsAKHcd6AyQQ6AEwAHoECAMQAQ#v=onepage&q=%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%86%20%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D9%81%20%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85&f=false}}</ref><ref name="سمط النجوم">{{مرجع كتاب|المؤلف1= الشافعي العاصمي المكِّي، عبدُ الملك بن حُسين بن عبد الملك|العنوان= سمط النُجُوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي|الطبعة=الأولى|volume= الجُزء الرابع|الصفحة= 71|سنة= [[1419 هـ|1419هـ]] - [[1998]]م|الناشر= دار الكُتُب العلميَّة|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://books.google.com.lb/books?id=KSx0DwAAQBAJ&pg=PT70&lpg=PT70&dq=%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%86+%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D9%81+%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85&source=bl&ots=uA20u5eZ1Y&sig=xPL7zb80bka2PSyd8R681YZJd2U&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiOuLuf-MXeAhWMAsAKHcd6AyQQ6AEwAXoECAIQAQ#v=onepage&q=%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%86%20%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D9%81%20%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85&f=false}}</ref> ومن أبرز خصال عُثمان الأوَّل على سبيل المِثال، إطعامه كُل من يكون في بيته وقت العصر. وكان عزف المُوسيقى يسبق تقديم الطعام، إذ أنَّ قبائل التُرك كانت تُفضل سماع المُوسيقى قبل تناول الطعام وليس خلاله كما كانت عادات الأوروپيين، واستمرَّ العُثمانيّون على هذه الخصلة طيلة تاريخهم. فقد كان عُثمانٌ يأمر فرقة «{{ط|المهتر}}» التي أرسلها إليه السُلطان السُلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث، باعتبارها إحدى تقاليد البكويَّة، بِمُباشرة العزف، وكانت تتوقف عن العزف عند البدء بِتقديم الطعام. وكانت العادة السائدة أنَّ كُل من حضر المائدة يُجلس إليها لِيأكل دون تمييزٍ بين غنيٍّ وفقير، وبين [[الإسلام في تركيا|مُسلم]] أو [[المسيحية في تركيا|مسيحي]].<ref>{{Cite journal|الأخير=شهصوار أوغلي |الأول=بديع |التاريخ=1968 |العنوان=آخر أيام السلاطين العُثمانيين |journal=مجلَّة التاريخ التُركي بالوثائق |issue=عدد 4 كانون الناني (يناير) 1968 |الصفحات=64 |doi= |تاريخ الوصول=26 أيلول (سپتمبر) 2015}}</ref> وانطلاقًا من النُقطة الأخيرة، تُفيدُ المصادر أنَّ عُثمانًا اتصف بالتسامح الكبير مع غير المُسلمين على الرُغم من حماسته الدينيَّة،<ref name="عبد الرحيم">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد عبد الرحيم مصطفى|مُصطفى، أحمد عبدُ الرحيم]]|العنوان= في أصول التاريخ العثماني|الصفحة= 36|السنة= [[1406 هـ|1406هـ]] - [[1986]]م|الناشر= دار الشُروق|الإصدار= الثانية|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|المسار=http://files.books.elebda3.net/elebda3.net-wq-4072.pdf}}</ref> فاستقطب بذلك الكثير من الروم الذين اعتنقوا الإسلام على يديه، ومن أبرز القصص التي تنص على ذلك أنَّ عُثمانٌ لمَّا فتح «قراجة حصار» حكم لِبيزنطي نصراني ضدَّ مُسلمٍ تُركيّ، فسأله البيزنطيّ كيف يحكم لِصالح شخص من غير دينه وقومه، فأجابه عُثمان بآيةٍ من [[سورة النساء]]: {{قرآن|إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ}}، فكان هذا سببًا في إسلام البيزنطي وبعض قومه.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أبو غنيمة، زياد|العنوان= جوانب مُضيئة في تاريخ العُثمانيين الأتراك|الإصدار= الأولى|الصفحة= 32|السنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|الناشر= دار الفُرقان للنشر والتوزيع|المكان= [[عمان (مدينة)|عمَّان]] - [[الأردن|الأُردُن]]}}</ref> أضف إلى ذلك، اشتهر عُثمان بتعامُله الليِّن مع الأهالي المسيحيين للبلدات والقلاع التي فتحها، بما فيهم جُنود الحاميات، حيثُ كان يأمر بإعتاقهم لو ثبت إخلاصهم، كما تولَّى رعاية الأرامل والأيتام الروم ومنحهم العطايا وغنائم غزواته كما كان يفعل مع أبناء قبيلته، وأظهر رفقًا بِكبار السن خُصوصًا، مما كان دافعًا لِكثيرٍ منهم على اعتناق الإسلام.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= بيُّومي، زكريَّا سُليمان|العنوان= قراءة جديدة في تاريخ العُثمانيين: التحالف الصليبي الماسوني الاستعماري وضرب الاتجاه الإسلامي|الإصدار= الأولى|الصفحة= 51 - 53|السنة= [[1411 هـ|1411هـ]] - [[1991]]م|الناشر= عالم المعرفة|المكان= [[جدة|جدَّة]] - [[السعودية|السُعوديَّة]]}}</ref>
 
من جهةٍ أُخرى، يتفق المُؤرخون والباحثون أنَّ عُثمانًا تمتَّع بِعبقريَّةٍ استراتيجيَّة وبِبُعد نظرٍ عميق، حيثُ وجَّه فُتوحاته إلى البيزنط باعتبار أنَّ كُلَّ فتحٍ يناله منهم سيزيد من قوَّته وسُمعته في الأوساط الروميَّة، ومن شعبيَّته في الأوساط الإسلاميَّة. كما أنه في نفس الوقت تحاشى بكُل جُهده التصادم مع جيرانه المُسلمين المُحيطين به كي لا يقع اقتتال بين أبناء الدين الواحد من جهة، ومن جهةٍ أُخرى كي يستثمر كامل طاقاته في حرب الروم.<ref name="يلماز-خصائص">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|المؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|العنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري، المُجلَّد الأوَّل|الإصدار= الأولى|الصفحة= 92 - 93|السنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وتمثَّلت عبقريَّة عُثمان أيضًا في أنه وضع أُسس دولةٍ استوحى نُظمها من السلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة، سواء فيما يتعلَّق بالتقاليد أو بالتنظيمات أو بالحضارة الموروثة عن العالم الإسلامي، ويبدو أنه كان ذا شخصيَّةٍ جذَّابةٍ تُغري الآخرين القيام بِخدمته، كما تحلَّى بالجَلَد والمُثابرة وضبط النفس والهيبة.<ref name="عبد الرحيم"/> يقول المُؤرِّخ أحمد رفيق في موسوعته «التاريخ العام الكبير»: {{اقتباس مضمن|كَانَ عُثمَانَ مُتَدَيِّنًا لِلغَايَةِ، وَكَانَ يَعلَمُ أنَّ نَشرَ الإِسلَامِ وَتَعْمِيمِهِ وَاجِبٌ مُقَدَّسٌ، وَكَانَ مَالِكًا لِفِكْرٍ سِيَاسِيٍّ وَاسِعٍ مَتِينٍ، وَلَم يُؤَسِّس عُثمَانَ دَوْلَتَهُ حُبًّا فِي السُّلطَةِ وِإِنَّمَا حُبًّا فِي نَشْرِ الإِسلَامِ}}.<ref name="جوانب مضيئة"/> ويقول [[قادر مصر أوغلي]]: {{اقتباس مضمن|لَقَد كَانَ عُثمَانُ بنُ أَرطُغرُل يُؤمِنُ إيمَانًا عَمِيْقًا بِأَنَّ وَظِيفَتَهُ الوَحِيْدَة فِي الحَيَاةِ هِيَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؛ لِإعلَاءِ كَلِمَةِ الله، وَقَد كَانَ مُندَفِعًا بِكُلِّ حَوَاسِّهِ وِقِوَاه نَحْوَ تَحْقِيقِ هَذَا الهَدَف}}.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= حرب مُحمَّد|العنوان= العُثمانيّون في التاريخ والحضارة|الإصدار= الأولى|الصفحة= 16|السنة= [[1409 هـ|1409هـ]] - [[1982]]م|الناشر= دار القلم|المكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> ومن مظاهر تديُّن عُثمان الأوَّل والتزامه حُدود الشريعة الإسلاميَّة، أنَّهُ كان يُرسل فقط خُمس غنائم الغزوات والمعارك إلى السُلطان السُلجوقي ويُقسِّم الباقي على جُنُوده المُحاربين، ممَّا جعل جُنُوده يُحبونهُ ويُخلصون له في الوقت الذي أصبح السُلطانُ مُستاءً من أعماله، ولمَّا كتب لهُ يسأله لِماذا يُقسِّم الغنائم بدون أمره وكيف يُرسلُ لهُ الخُمس فقط، ردَّ عليه عُثمان بِأنَّهُ يُنفِّذ أمر [[الله في الإسلام(إسلام)|الله]] لا أمر السُلطان، لِأنَّ هذا حُكم شريعة الإسلام، فكان أمر السُلطان بِأن يفعل ما يشاء ولا يتجاوز أوامر الله.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= أكرم، السيِّد عبد المُؤمن السيِّد جمال |العنوان= أضواء على تاريخ توران (تُركستان)|الصفحة= 166|تاريخ الوصول= [[13 أبريل|13 نيسان (أبريل)]] [[2018]]م|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|المسار= https://www.tahmil-kutubpdf.net/onlineread/NHC52H.html}}</ref>
 
== في الثقافة الشعبيَّة ==
[[ملف:Osman I. Wax2.jpg|تصغير|تمثالٌ شمعيّ للسُلطان عُثمان الأوَّل معروضٌ في بُرج السفير باسطنبول.]]
ظهرت شخصيَّة عُثمان الأوَّل في فيلم «[[فتح 1453]]» الذي يتحدث عن [[فتح القسطنطينية|فتح القُسطنطينيَّة]] على يد السُلطان [[محمد الفاتح|مُحمَّد الفاتح]]. وفي الفيلم يرى الأخير منامًا يظهر فيه عُثمان (يُجسِّد دوره المُمثل أوغوز آقطاي) لِيُخبره بأنَّهُ صاحب بُشرى الرسول مُحمَّد القاضية بِفتح المدينة الحصينة. لِعُثمان الأوَّل تمثالٌ شمعيّ معروضٌ للزُوَّار والسَّائحين في [[برج السفير]] الواقع في منطقة «[[ليفينت|لاوند]]» باسطنبول، ضمن تماثيل مُتعددة أُخرى لِعددٍ من القادة العالميين والسلاطين العُثمانيين. يحتلُّ عُثمان مكانةً بارزةً لدى الكثير من المُؤرخين والزُعماء الروحيين المُسلمين خُصوصًا، وهُناك رأيٌ سائد مفاده أنَّ ولادته في ذات اليوم الذي دُمِّرت فيه فيه بغداد وسقطت الخِلافة الإسلاميَّة لم يكن محض صدفة، بل بِتلطُّفٍ [[الله في الإسلام(إسلام)|إلهيٍّ]]. ومن أصحاب هذا الرأي: كبير الفلكيين الشيخ أحمد صاحب كتاب «{{ط|صحائف الأخبار في وقائع الآثار}}»، وشيخ الإسلام سعد الدين أفندي، والمُؤرِّخ التُركي مُصطفى أرمغان، الذي اعتبر أنَّ ولادة عُثمان وتأسيسه لِدولةٍ جديدةٍ حملت راية الإسلام ودافعت عنه طيلة 600 سنة ووحَّدت العالم الإسلامي بعد تشرذمه، حالت دون أن يعيش هذا العالم الذُل والتجزئة التي عاشها سنة [[1918]]م بعد أن انكسرت الدولة العُثمانيَّة في الحرب العالميَّة الأولى.<ref name="ReferenceC"/>
 
يذهب بعض المُؤرخين ورجال الدين المُسلمين و[[علم تفسير الرؤى في الإسلام|مُفسري الرؤى]] إلى الدفاع عن حُلم عُثمان باعتباره من الأُمور التي يُمكن أن تقع، وحُججهم في ذلك أنَّ الرؤيا تلك مذكورة في إحدى أُمهات الكُتب وهو «{{ط|الشقائق النُعمانيَّة في عُلماء الدولة العُثمانيَّة}}»،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= طاشكُبري زاده، أبو الخير عصامُ الدين أحمد بن مُصطفى بن خليل|العنوان= الشقائق النُعمانيَّة في عُلماء الدولة العُثمانيَّة|الصفحة= 3|الناشر= دار الكتاب العربي|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار= http://shamela.ws/browse.php/book-6723#page-3}}</ref> وقد تناقلتها المصادر المُتعاقبة عبر القُرون. كما قالوا أنَّ هذه الرؤية لا تُخالف العقل ولا النقل، لأنَّ عُثمان الأوَّل كان وفق ما نصَّت عليه المصادر رجُلًا تقيًّا ورعًا، ووفقًا لتفسير بعض العُلماء المُسلمين فإنَّ الرؤيا الصالحة وثناء الخلق ومحبتهم هي إحدى ثمار تقوى [[إنسان|الإنسان]]، ومرجعهم في ذلك [[حديث نبوي|الحديث النبوي]]: {{اقتباس مضمن|الرُّؤيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ...}} و{{اقتباس مضمن|لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ}}.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[علي الصلابي|الصلَّابي، علي مُحمَّد]] |العنوان= السُلطان مُحمَّد الفاتح فاتح القُسطنطينيَّة|الصفحة= 30|السنة= [[1434 هـ|1434هـ]] - [[2013]]م|الناشر= المكتبة العصريَّة|الرقم المعياري= 9786144140321|المكان= [[صيدا]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
== انظر أيضًا ==
سطر 225:
[[تصنيف:سلاطين عثمانيون في القرن 14]]
[[تصنيف:عثمانيون من أعلام الحروب البيزنطية العثمانية]]
[[تصنيف:قبيلة قايى]]
[[تصنيف:قيام الدولة العثمانية]]
[[تصنيف:ماتريدية]]