اليمن في العصر العباسي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:صيانة V3، أضاف وسم مصادر أكثر
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:تاريخ اليمن الإسلامي لوجود (تصنيف:اليمن في العصر العباسي))
سطر 2:
{{تاريخ اليمن}}
'''اليمن في العصر العباسي'''
دخلت البلاد في الخلافة العباسية و أقام الزياديون دولتهم في [[زبيد (مدينة)|زبيد]] بعد تمرد قبائل [[الأشاعرة (قبيلة)|الأشاعرة]] و [[قبيلة عك|عك]] في [[تهامة]]<ref>[http://www.yemen-nic.info/contents/History/zyad.php الزياديون المركز الوطني للمعلومات] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304231909/http://www.yemen-nic.info/contents/History/zyad.php |date=04 مارس 2016}}</ref> تولى [[نجاحيون|آل نجاح]] وهم سلالة أفريقية كانت تابعة للزياديين و مؤيدة من قبل مركز الخلافة في [[بغداد]] و قامت حروب بينها وبين [[بنو صليح|الدولة الصليحية]] انتهت بإنتصار الأخيرة و قامت عدة دويلات مثل دولة [[بنو يعفر|بني يعفر]] الحميريين و دولة الأئمة الزيدية الأولى في [[صعدة]] و بنو زريع و بنو حاتم و سلالة حميرية أخرى هي بنو مهدي و كلها كانت قوى قبلية متباينة المذاهب و الأفكار فلم يدم الملك طويلا لأحد و شهد اليمن إضطرابات مذهبية خلال العصر العباسي الثاني<ref>حسين بن علي الويسي اليمن الكبرى - مكتبة الارشاد - صنعاء</ref>
يقسم المؤرخون خلافة العباسيين إلى عصرين: عصر قوة أول وعصر ضعف ثان.
 
سطر 13:
وقد عانت اليمن مثل غيرها من بقاع العالم الإسلامي من المجابهات الدموية بين العباسيين وبني عمومتهم العلويين الذين قاموا بثورات متكررة للإطاحة بحكم بني العباس بحجة أن بني العباس مغتصبون للخلافة وأن الأحق بها هم العلويون .
 
وقد جرب أحد العلويين حظه في اليمن للحصول على نطاق جغرافي يحكمه وهو [[إبراهيم بن موسى الجزار|إبراهيم بن موسى]] الذي تنعته المصادر بالجزار، ويكفي لقبه هذا دليلاً على كثرة سفكه الدماء بين أهل اليمن، ومع أنه حورب من القوى المحلية وولاة العباسيين، إلا أنه وهو يفر في جهات اليمن مهزوماً أمام القوى المحلية وجيوش العباسيين يتم تعيينه والياً رسمياً على اليمن من قبل الخليفة العباسي [[عبد الله المأمون|المأمون]] الذي كان كما يبدو يجهل سيرته في اليمن، لكن كان للتعيين صلة برغبة المأمون في جعل الخلافة من بعده علوية، إذ عين المأمون أخا إبراهيم الجزار هذا علي بن موسى الملقب ب[[علي الرضا]] وليا للعهد، ولبس المأمون اللون الأخضر شعار العلويين، وقد أدت هذه الخطوة المختلف على تفسير دوافعها بين المؤرخين من قبل المأمون إلى ردود أفعال عند باقي العباسيين وأعوانهم من الخراسانية في بغداد انتهت بعزل المأمون عن منصبه وتعيين عمه [[إبراهيم بن المهدي]] خليفة بدلاً عنه، ولما تدارك المأمون موقفه بموت أو بسم علي الرضا هذا عاد إلى بغداد عباسياً بلونه الأسود، وهذا الاضطراب الذي شهدته بغداد شهدته كذلك اليمن، أولاً لتثبيت سلطة إبراهيم الجزار الشرعية، ثم لعزله وإقصائه بعد انقلاب المأمون على العلويين .
 
==الانفصال عن الخلافة العباسية==
هذه الأحداث التي وقعت مطلع القرن الثالث الهجري غذَّت القوى المحلية برغبات في الانفصال عن الخلافة العباسية وهم يشهدون غيرهم من الولاة والمتطلعين إلى السلطة يحاولون الانفصال والاستقلال، ويبدو أن الخلافة العباسية قد أدركت توثبات أهل اليمن نحو الاستقلال من جراء الثورات الكثيرة التي كانت تقع في المرتفعات والسهول، فقامت بدعم حكم في جهات تهامة هو حكم آل زياد السني في العام 203هـ كي تضمن على الأقل بقاء الطرق التجارية البحرية بعيدة عن تقلبات الأحوال السياسية في المرتفعات وهي التقلبات والصراعات العنيفة على السلطة، بين زعامات قبلية ومذهبية ستستغرق ما يناهز الأربعة القرون ابتداءً من نشوء [[زياديون|الدولة الزيادية]] في [[تهامة]] وانتهاءً بوقوع اليمن تحت الحكم الأيوبي في عام 569هـ .
 
==الصراع على السلطة==
أمَّا القوى التي شاركت في الصراع على السلطة في أقاليمها أو حاولت الاستيلاء على كل اليمن متمكنة من ذلك لبعض الوقت ، فكانوا:
* آل زياد في [[زبيد (توضيح)|زبيد]] في الفترة من 203 – 409 هـ/ 819 – 1019م ،
* [[بنو يعفر|آل يعفر]] الحواليين الحميريين ، وكانوا على المذهب السني ومراكزهم: [[صنعاء]] و[[شبام]] في الفترة من 225 –393 هـ/ [[839]] – [[1003]]م ،
* [[الإمامة الزيدية|الأئمة الزيديون]] في دولتهم الأولى ، نسبة إلى الإمام [[زيد بن علي زين العابدين]] بن [[الحسين بن علي|الحسين]] بن [[علي بن أبي طالب]]، الذي خالف الإمام [[جعفر الصادق]] في مبدأي التقية والاستتار وأسس لمبدأ الثورة على الظلم متى ما وجد هذا الظلم وهو شرط الخروج والثورة ، ويتميز المذهب الزيدي باعتداله، وانفتاحه على المذاهب الأخرى وبجعل الاجتهاد ضرورة دائمة وهو ما أدى إلى إثراء المذهب الزيدي بالفكر وظهر له في الفترات التاريخية المتأخرة علماء كبار أجلاء في أوقات كان فيه الجمود يضرب أطنابه في مسطحي العالمين العربي والإسلامي، ويعد المذهب الزيدي عامة أقرب المذاهب الشيعية إلى السنة، التي تأخذ عليهم حصرهم الإمامة في أولاد الحسن والحسين ومع ذلك فإنهم يجوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل كما ينبذون مبدأ العصمة والتقية ويجيزون الخروج على الظلم، كما يجيزون خروج إمامين في وقت واحد وهو ما أدى في فترات كثيرة من تاريخ الدول الزيدية في اليمن إلى خروج أكثر من إمام دارت بينهم صراعات عنيفة أراقت الدماء وأهلكت الزرع والضرع، لكن مبدأ الخروج هذا رغم ويلاته هو الذي احتفظ للطامحين من الأئمة الزيدِيين بجذوة الثورة مكنتهم من قيادة محاولات متعاقبة لتأسيس حكم علوي وراثي سنصادفها لاحقاً. ولو أن هذا المبدأ فيما بعد قد آل إلى تنافس بين الطامحين لا من أجل رفع الظلم بل لتأسيس ملك وسلطان، وقد اتخذت الدولة الزيدية الأولى بزعامة مؤسس الدولة والمذهب الزيدي في اليمن العلوي [[يحيى بن الحسين الرسي]] المنعوت [[يحيى الهادي|بالهادى]] إلى الحق، من [[صعدة]] مركزاً لها في الفترة 284 –444 هـ/ 897 –1052م ؛
* [[الإسماعيليون القرامطة]] في دولتهم الأولى ومراكزها [[المذيخرة]]، و[[لاعة]] في الفترة 291 – 321 هـ/ 903 – 933م وهم أيضا شيعة يرون أن الإمامة انتقلت من العلوي [[جعفر الصادق]] إلى ابنه الأكبر إسماعيل فشايعوه ودعوا باسمه وحفظوا الإمامة في أعقابه وهم على خلاف المذهب الزيدي يجوزون الاستتار للإمام إذا لم تكن له قوة يظهر بها، كما يؤمنون بالنظر الباطني للأمور ولهم آراء حول العلاقة بين النبوة والإمامة ؛
* ثم [[بنو صليح|الصليحيون]] وهم الإسماعيليون في دولتهم الثانية ، والتي كانت تابعة لحكم [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]] في القاهرة ، وقد اتصفت بالتسامح المذهبي فلم تفرض على أحد اتباع ما تذهب إليه من فقه سياسي وشرعي، ومراكزهم جبل مسار في [[حراز (توضيح)|حراز]]، و[[صنعاء]] و[[جبلة (توضيح)|جبلة]] و[[حصن أشيح]] في [[آنس]] في الفترة 439 –532هـ / 1048 – 1138 م ؛
* [[نجاحيون|بنو نجاح]] في [[زبيد (توضيح)|زبيد]]، وهم وارثو الدولة الزيادية وكانوا عبيداً لهم من الأحباش فتمكنوا من السيطرة على الدولة بعدئذٍ وأبقوا على مذهبها السني في الفترة 403 – 555 هـ / 1013 – 1161م ؛
* [[الدولة الزريعية|بنو زريع]] في عدن وهم من أتباع [[الدولة الإسماعيلية]] في الفترة 470 – 569 هـ / 1078 – 1174 م ؛
* [[دولة بني حاتم|بنو حاتم]] في صنعاء وكانوا على المذهب الإسماعيلي في الفترة 494 – 569 هـ/ 1101 – 1174م ؛
* [[بنو مهدي الحميريون]] في [[زبيد (توضيح)|زبيد]] ، نسبة إلى المؤسس [[علي بن مهدي]] والذي قضى على حكم النجاحيين وخلفهم في [[زبيد (توضيح)|زبيد]] في الفترة 553 – 569 هـ / 1159 – 1174 م .
 
وقد وجدت مختلف الطموحات السياسية في أوضاع اليمن القبلية وتصارعها مع بعضها البعض خير وسيلة للحصول على الأعوان الذين رغبوا في الانتقام من بعضهم تحت مسمى القيادات المختلفة، وقد تصارعت القوى المتعاصرة مع بعضها البعض وتبادلت النصر والهزيمة سجالاً وأطيح بأسر حاكمة لتحل محلها أخرى إلى حين ، وتمكن بعضها من السيطرة على ديار بعض فكانت الغلبة أولاً لآل زياد ثم كانت للقرامطة على حساب اليعفريين والزيديين ثم كانت لليعفريين والزيديين في تحالفهم بعد صراع ومجابهات ضد الجزء الخطر من القرامطة وهو [[علي بن الفضل]] ثم جاء دور الصليحيين ليتمكن مؤسس الدولة علي بن محمد الصليحي، ، التلميذ النجيب والنابه للداعية الإسماعيلي سليمان الزواحي من الإطاحة بكل القوى القبلية والحاكمة ، وتوحيد اليمن تحت حكمه بل أنه أدخل [[مكة]] تحت حكمه، ويخلف بنو نجاح آل زياد في زبيد ويتبادلون النصر والهزيمة مع الصليحيين ، والصليحيون تنقسم دولتهم بعد وفاة المكرم زوج السيدة بنت [[أحمد الصليحي]] محمودة السيرة والذكر فتأخذ بالتدريج في الضعف والزوال فيبسط النجاحيون دولتهم في التهائم ، ويقوى آل زريع ولاة الصليحيين في [[عدن]] ويؤسسون دولتهم المسيطرة على عدن و[[أبين (محافظة)|أبين]] و[[تعز]] ، ويتداول السلطة في [[صنعاء]] وما حولها أسر همدانية ك[[آل حاتم]] و[[آل القبيب]] و[[آل عمران]] ، وفي زبيد يحل بنو مهدي كما أسلفنا محل [[آل نجاح]] ، وكانت لكثير من هذه القوى المتصارعة في اليمن ارتباطاتها الفعلية أوالاسمية، فآل زياد يدينون بالولاء لبني العباس. واليعفريون حسب أوضاع القوة والضعف تارة يستقلون نهائياً وأخرى يعترفون بالخلافة العباسية أو هي تعترف بهم وتقرهم على أوضاعهم .
 
و[[الإسماعيليون القرامطة]] يدينون بالتبعية والولاء للفاطميين في عاصمتهم الأولى المهدية ب[[تونس]] وفي [[القاهرة]] بمصر فيما بعد، ثم ينشق فريق منهم بزعامة [[علي بن الفضل الحميري]] ويستقل بالحكم لنفسه ويبقى الفرع الآخر بزعامة [[منصور بن حوشب]] الملقب بالمنصور تابعاً للخلافة الفاطمية حتى تعصف منافسات السلطة بالأعقاب ليعلن [[الحسن بن المنصور]] عام 321 هـ نبذه للإسماعيلية واعتناقه لمذهب السنة لتسقط سلطته بعدئذ تحت ضربات قوى قبلية محلية موالية لبني العباس، أما دولة الأئمة الزيدية فقد كانت منذ البداية منافسة للحكم العباسي كما أنها كانت تجسيداً لطموح العلويين في الحكم معتبرين أنفسهم أهل حق في قيادة المسلمين، ومتهمين العباسيين باغتصاب السلطة من أهلها، ولا بد من الإشارة إلى أن بعض هذه الدول كالزيدِيِّة والإسماعيلية (الصليحية) ، بل والزيادية قد قامت على أساس فكري أو مذهبي في إطار صراع الأفكار والمذاهب التي ظهرت في الخلافة الإسلامية عامة، ولا تزال فترة الصراع الطويلة هذه تحتاج إلى مزيد من الدراسات الحديثة لكشف غموضها وفك أسرارها، لأننا نعتقد أن هذه الفترة قد ساهمت إلى حد بعيد قي تشكيل الملامح اليمنية الممتدة إلى اليوم جغرافيا وسكانياً ومذهبياً، وإلى جانب تلك الدول والكيانات الرسمية هناك حشد من أسماء القبائل أو الأسر أو تحالفاتها والتي شاركت في الصراع الدائر بين الطامحين في السيادة والسلطة، وفي حالات نادرة فقط حاولت الخلافة العباسية وهي تحاول استعادة قوتها ومجدها التدخل لإقرار ما تراه مناسباً بحكم كونها الخلافة الإسلامية المهيمنة وقد ساعدها على ذلك كونها ظلت – في زمن الانقسامات والفوضى العسكرية - الغطاء الشرعي والروحي الذي لجأ إليه المتقاتلون أحياناً للحصول على غطاء شرعي أو روحي من خلافة المسلمين وفيما عدا فترات قصيرة من العصر العباسي الثاني وفي أزمنة خلفاء مثل [[المعتمد على الله (توضيح)|المعتمد]] حيث حاول أخوه [[الموفق]] 278 هـ / 891 م فرض السيطرة العباسية على اليمن ثم محاولات [[أحمد المعتضد بالله|المعتضد]] 289هـ / 907 م و[[علي المكتفي بالله|المكتفي]] 295 هـ/ 907 م ، كانت الخلافة تنتظر فقط من يفد إليها أو يراسلها بغرض استمدادها الشرعية والغطاء الروحي لما تغلبوا عليه، وقد ظلت الأوضاع تلك على حالها حتى مجيء الأيوبيين إلى اليمن فتغيرت الخارطة السياسية في اليمن لصالحهم .
 
==المراجع==
سطر 42:
[[تصنيف:اليمن في العصر العباسي|*]]
[[تصنيف:الدولة العباسية]]
[[تصنيف:تاريخ اليمن الإسلامي]]