حركة استعادة وصايا الله العشر: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط إملائي, Replaced: اخرى → أخرى,
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط إملائي, Replaced: اثناء → أثناء (2), او → أو (32),
سطر 9:
 
ويُعزى تضارب الروايتين إلى ان مثـل هذه الطـوائف والنـحل الدينية تتقوقع على ذاتها ، فلا تجهر عادة بعلم من علومها المزعومة ولا تفشي سـراً لها . فهي ملاذ يلـوذ به من ثقلت عليه صروف الدهر ، وأعباء الحياة المعنوية اوأو المادية ، ومن غلبت عليه الميول الإكتئابية.
خصوصاً اولئك الذين تفككت العرى التي تشدهم إلى العـائلة ، اوأو افتقدوا مؤازرة النصير والحـليف ، اوأو فرغت حياتهم من العاطفة . وعلى هـذا، تشكل النحلة الدينية عـالماً صغيرا ( ميكرو كوسم ) ، بنية منعزلـة عن العـالم الأوسع ( ماكروكوسم ) ، بل ومعادية له ولتقاليده وأعـرافه وثقافته . ويتعارض عملها مع النظام الإجتماعي العام السائد ، ويعمل نظامها الفكري والإيديولوجي على تدمير منظم لأي مرجعيات اوأو معـايير ذهنية واجتماعية خارجها . فلهذا العالم الصغير نظامه وشيفراته ولغته ورموزه وديناميته الوظيفية الخاصة به . وهو ينتج طوباويته المضادة لكل حقيقة سواه .
سطر 17:
ومبدأ الفصل هذا بين الداخلي والخارجي ، يفضي إلى توصيف كل مـا هو داخل بالإيجابي والبنّاء والحيوي ، وكل ما هو خارجي بالسلبي والعـدائي . وهذه المشـاعر تقوي إيهام اعضاء الجماعة بالتوحد والتـآزر فتحتل " الأنا الجماعية " مكان " الأنا الفردية " . وتحتـل صورة المعـلم الـروحي مكـان " الأنـا المثـالية " .
وتعمل هذه النحل الدينية على احتلال الحقل الإجتماعي والديني ، وان اقتصرت احيانـاً على بضعة انفار ، وعلى عبادات قد تثير سخرية الآخرين، مثـل عادة عبادة السرّة اوأو البصل ، اوأو عبادة الأفعى بوصفها رسـول الحكمة . وبعض هذه الملل والنحل ينحو نحواً فلسفيـاً افلوطينياً اوأو هرمسيـاً و غنوصياً .
ولا تخلو بعض هذه الملل والنحل من مآرب سياسية تواريها خلف شعارات حيادية مثل انقاذ الكون اوأو البيئة ، اوأو ايقاف الحروب اوأو إحقاق المسـاواة بين البشر. واستـطاعت طـائفة " مون " في الأورغواي ان تحوز امـوالاً طائـلة ، فامتلكت ثـالث المصارف الكبرى في البلاد ، وثـاني صحيفة وطنية ، والكثير مـن الشبكات الإذاعية والتلفزيونية ، وقطاعات زراعية واسعة . وتدخـلت طائفة
" التـأمل التجاوزي " في بعض الإنتخـابات الأوروبيـة التشريعية . وعرضت على الرئيس السابق جورج بوش الأب ، في اثناءأثناء ازمة الرهـائن في لبنان خطة " تأملية " لإستعادتهم . ويجمع الباحثون في الطوائف الدينية ان النحل تكاثرت في أوروبا ، منذ القرون الوسطى على هامش الكنيسة الرسمية ، واتخذت سِمت الحركات الروحية ، اوأو الأخوات المنذورة للفقر ، وبعضها لعب دوراً سياسياً هاماً ، مثل
( الكاثارزية ) اوأو دوراً عسـكرياً ( اليواكيمية ) . وازدهـرت في اميركا عـقب اكتشافها . الميتـودية، والمورمون، وشهـود يهوا، والسبتيـة .
ولعـل الطائفة الأوغندية " حركة احياء وصايا الرب العشر " منشقة عن حركة السبتية . وهي على مثالها ، من الطوائف الألفيـة التي تنتظر عودة المسيح على رأس كل الف عام ، وتسميه يوم الله وتحدده من مساء الجمعة إلى السبت . وبلغ عدد الحركة الأم زهاء المليون في العالم . وبثّ فيها الروح وليم ميلر 1782 ـ 1849 في اميركا . وقام بحملات تبشيرية حول العالم اسهمت في انتشارها في الكثير من البلـدان . وقد ذكر جـان مـاري ابغرال ، الباحث الفرنسي ، ثبتاً بأهـم هذه الفرق الدينية التي يصعب في حقيقة الأمر معرفة ما يدور داخل اسوارها المنيعة، من طقوس مبتدعة ونشاطات سحـرية ، ويصعب تفريـق بعضها مـن بعض لتماثـل افكـارها واروماتها التاريخية ، اوأو طرائق تعبيرها ودعاويها . فمنها جماعات اوأو شـيع تستلهم التراث اليهودي المسيحي ، وأخرى التراث الشرقي البوذي ، الهندوسي ، والإسلامي . و بعضها الآخر يستوحي تعاليمه من العلوم الباطنية والسحـرية والتنجيمية . وبعض ثالث يصح عدّه مـن الوثنيين الجدد ، اوأو البيئيين، اوأو جمـاعات الصحـة الجسدية والروحية ، وجماعات الصلاة والشفاء .
وبحسب الأنتروبولوجي الديني الشهير ، مرسيا الياد ، في كتابه "المُسارة ، الطقوس ، المجتمعات السرية " بلغت التجمعات السرية التي نشطت منذ القرن السـادس عشر ، الذروة في القـرن الثامن عشر، في حركة الماسونيين اوأو العمّارين الأحرار ، ورمت "المسارة" اوأو تلقين اسرارالديانة، إلى تـأهيل البالغين في القبـائل البدائية حتى ينخرطوا في مجتمعـاتهم، بعد ان يؤدوا فيها طقوساً مسـارية تقوم على انفصال البـالغ عن امه واهله ، وانكفـائه في دَغل اوأو مغارة وتعريضه لتجـارب التحول اوأو المـوت الرمزي مثل الصعود إلى السماء ، اوأو النزول إلى جهنم ، اوعمـليات الختان اوحلق الشـعر . وتتم الشعائر المسارية بإشراف " المعـلم الروحي " وعلى المريد الخضوع لسلطته الكلية ومـرجعيته بوصفه معين الحقيقة، ومـنبع الحكمة والقوة . وهو مستودع العلوم الباطنية والروحية . ويبلغ من عظم دوره في عين مـلته و جمـاعته ان يُحاط بهالة اسـطورية ، وسيرة متخيـلة ، فتنسب إليه الكـرامات والنبؤات ، ويظهر بمظهر العـارف بكل شأن وأمر ، والمتفوق في كل حقـل ، والحائز على الشهادات الحديثة في علوم الذرة اوأو الإلكترون اوأو جراحة الأعصاب والمـخ . وهـذه الفضائل الخارقة يتعلق بها المـريد تعلقاً طفولياً ، ويتماهى بها تماهي الإبن بأبيه . ويتوقع مـن معلمه النصر المحتوم على القوى الشيطـانية المـؤذية التي تهدد المملكة المـوهومة التي تنشئها الملة الدينية في عقول التابعين .
واظهرت دراسـة جـان ـ ماري ابغرال ان ازديـاد شعـور الأوروبيين المعـاصرين بالقلـق ، جراء تفكك الأسـرة والبطالة والتهديدات النووية وسواها ، دفع بعضهم إلى التماس الأمان النفسي في الفكر السحري المتجذر في اللاوعي الجماعي . وبيّنت الأبحاث الميـدانية ان الذين ينخرطون في هذه الجماعات غير قادرين على حل صراعاتهم مع الأهل اوأو المجتمع، ولا على التكيف الإجتمـاعي والنفسي . وعـليه ، يتعلقون بهذه النحـل كشكل من اشكال الإجابة البديـلة على الإنسداد العـاطفي ، وعلى الأوضـاع الصعبـة التي يعـانونها مثل طلاق الوالدين، اوأو الرسوب المدرسي ، اوأو الطرد من الوظيفة . اوأو غيرهـا من المصاعب المالية والبطالة ، اووفـاة أحد الأقربـاء اوأو الأصدقاء .
وتستعمل النحلة كل وسـائط التلاعب والإقنـاع والمراقبة لتوحيد اعضـائها ومريديها في وحدة كليـانية، تذيب اجسادهم وعقولهم في جسـد النحلة وعـقلها ، وتجعل من ذاتها نقطـة الإرتكاز المطلقة والمـلاذ الأمين لحـمايتهم من شرور الخارج المفترضة وأحابيله ووجوه الشـبه عديدة بين الأنظمة الكليانية ، وبين " مناهج " النحل اهمها : الإيديولوجية الشمولية ، وتحكّم الديكتاتور اوأو المعلم الروحي بمصير الجماعة ، وتجـاهل الإعلام الخارجي اوأو تكذيبه ، وقمع اي معارضة داخلية ، والتخويف من الخارج الشيطاني .
امـا التنظيم الداخلي لهذا النوع من الملل فيفترض سلماً تراتبياً يقوي الإحساس بتبعية الأدنى للأعلى ، كما في " التنظيم الهرمي " . امـا في " البنية النجمية " فيتمثل المعـلم الروحي ، في البـؤرة ، ومريـدوه في المحيط . وفي " البنية الدائريـة " يستطيع المريد ان يلعب اي دور بديل . ويؤدي أكثر مـن وظيفة
 
وحركة " إحياء وصايا الرب العشر" الأوغندية لا تخـلو من وجه اوأو أكثر يشبه وجـوه النحل الباطنية والحركات الألفية هـذه . ولعل الروايات المتكاثـرة حول الجمـاعة الأوغندية ، واللبس الذي يحيط بمصير زعيمـها ، والتبـاين في تقدير مـا حدث في اثناءأثناء القتل اوأو الإنتحار ، مرده جميعـاً، إلى ان المكنـون والمحجوب من حركاتها وافعالها واقـوالها بؤرة لإثـارة شهوة القص وتـوليد الحكايـات .
 
{{غير مصنفة|تاريخ=يونيو 2009}}