الإمبراطورية الرومانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
طلا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
سطر 107:
كانت '''الإمبراطورية الرومانية''' ({{lang-la|Imperium Rōmānum}}، {{IPA-la|ɪmˈpɛ.ri.ũ: ro:ˈma:.nũ:|classical}}; [[اليونانية العامية المختلطة|كوينه]] و [[يونانية العصور الوسطي|يونانية العصور الوسطى]]: Βασιλεία τῶν Ῥωμαίων، [[رومنة اليونانية|مُرومنه]]: {{transl|grc|''Basileia tōn Rhōmaiōn''}}) فترة ما بعد [[الجمهورية الرومانية]] من [[روما القديمة|الحضارة الرومانية القديمة]]. كان لديها حكومة يرأسها [[إمبراطور روماني|الأباطرة]] ومناطق إقليمية كبيرة حول [[البحر الأبيض المتوسط]] في أوروبا وأفريقيا وآسيا. وخدمت مدينة [[روما]] كعاصمة حتى تحول مقر الحكومة الإمبراطورية إلى [[القسطنطينية]] على يد [[قسطنطين العظيم]] في القرن الرابع الميلادي.
 
أصبحت الجمهورية السابقة، التي حلت محل [[المملكة الرومانية|الحكم الملكي الروماني]] في القرن السادس قبل الميلاد، مزعزعة بشدة في سلسلة من [[حرب قيصر الأهلية|الحروب الأهلية]] والصراعات السياسية. في منتصف القرن الأول قبل الميلاد تم تعيين [[يوليوس قيصر]] [[دكتاتور روماني|كديكتاتور]] دائم ثم تم [[اغتيال يوليوس قيصر|إغتياله]] في 44 ق.م. استمرت الحروب الأهلية و{{وصلة إنترويكي|الحظر|Proscription|نص=عمليات الإعدام}}، وبلغت ذروتها في {{وصلة إنترويكي|الحرب النهائية للجمهورية الرومانية|Final War of the Roman Republic|نص=انتصار}} [[أغسطس (إمبراطور)|أوكتافيان]]، ابن قيصر بالتبني، على [[مارك أنطوني|ماركوس أنطونيوس]] و[[كليوباترا]] في [[معركة أكتيوم]] في 31 ق.م و[[مصر (مقاطعة رومانية)|غزو]] [[المملكة البطلمية|مصر البطلمية]]. كانت سلطة أوكتافيان في ذلك الوقت غير قابلة للشك، وفي عام 27 ق.م، منحه [[مجلس الشيوخ الروماني]] [[إمبريوم|السلطة الشاملة]] واللقب الجديد [[أغسطس (لقب)|أغسطس]]، مما جعله بالفعل [[قائمة الأباطرة الرومان|أول إمبراطور]].
 
كان [[تاريخ الامبراطورية الرومانية|القرنان الأولان من الإمبراطورية]] فترة من الاستقرار والرخاء لم يسبق لهما مثيل عرفت باسم [[باكس رومانا]] ("السلام الروماني"). وصلت إلى {{وصلة إنترويكي|حدود الإمبراطورية الرومانية|Borders of the Roman Empire|نص=أكبر امتداد إقليمي}} لها في عهد [[تراجان]] (98-117 م). بدأت فترة من المتاعب والهبوط مع حكم [[كومودوس]]. في القرن الثالث، [[أزمة القرن الثالث|خضعت الإمبراطورية لأزمة]] هددت وجودها، ولكن تم توحيدها وإعادة استقرارها تحت حكم الأباطرة [[أوريليان]] و[[ديوكلتيانوس]]. {{وصلة إنترويكي|كنيسة الدولة في الإمبراطورية الرومانية|State church of the Roman Empire|نص=صعد المسيحيون إلى السلطة}} في القرن الرابع، وخلال هذه الفترة تم تطوير نظام الحكم المزدوج في [[شرق إغريقي وغرب لاتيني|الشرق اليوناني والغرب اللاتيني]]. في نفس الوقت، أدت [[عصر الهجرات|فترة الهجرة]] التي شملت غزوات كبيرة من قبل {{وصلة إنترويكي|الاتصالات الجرمانية الرومانية|Germanic-Roman contacts|نص=الشعوب الجرمانية}} و[[الهون]] تحت حكم [[أتيلا الهوني|أتيلا]] إلى تراجع [[الإمبراطورية الرومانية الغربية]]. مع {{وصلة إنترويكي|خلع رومولوس أوغستولوس|Deposition of Romulus Augustulus|نص=خلع}} [[رومولوس أوغستولوس]] في 476 م، ألغيت [[الإمبراطورية الرومانية الغربية]] رسميًا من قبل [[أودواكر]]، [[ملك إيطاليا]]. استمرت [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطورية الرومانية الشرقية]]، المعروفة أيضًا [[الإمبراطورية البيزنطية|بالإمبراطورية البيزنطية]]، حتى عام 1453 مع [[فتح القسطنطينية|سقوط القسطنطينية]] في يد [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]].
سطر 120:
بدأت روما في التوسع بعد وقت قصير من تأسيس الجمهورية في القرن السادس قبل الميلاد، على الرغم من أنها لم تتوسع خارج [[شبه الجزيرة الإيطالية]] حتى القرن الثالث قبل الميلاد. بعد ذلك، كانت الجمهورية "إمبراطورية" قبل وقت طويل من أن يكون لديها إمبراطور.<ref>[[#Kelly|Kelly]], pp. 4ff.</ref><ref name=n1>[[#Nicolet|Nicolet]], pp. 1, 15</ref><ref>Brennan, T. Corey (2000) ''The Praetorship in the Roman Republic''. Oxford University Press. p. 605.</ref><ref>[[#Peachin|Peachin]], pp. 39–40.</ref> لم تكن الجمهورية الرومانية دولة قومية بالمعنى الحديث، لكن شبكة من المدن تركت نفسها للحكم (رغم أنها بدرجات متفاوتة من الاستقلال عن [[مجلس الشيوخ الروماني]]) ومقاطعات يديرها القادة العسكريون. حكمت، ليس من قبل [[إمبراطور|الأباطرة]]، لكن من قبل [[حاكم روماني|الحكام المنتخبين سنوياً]] ([[قنصل (روما القديمة)|القناصل الرومان]] فوق كل شيء) بالتزامن مع مجلس الشيوخ.<ref name="Ando p. 179">[[#Potter2009|Potter (2009)]], p. 179.</ref> لأسباب مختلفة، كان القرن الأول قبل الميلاد وقتًا للاضطرابات السياسية والعسكرية، والتي أدت في النهاية إلى حكم الأباطرة.<ref name=n1/><ref name=Hekster/><ref>[[Andrew Lintott|Lintott, Andrew]] (1999) ''The Constitution of the Roman Republic''. Oxford University Press. p. 114</ref><ref>Eder, W. (1993) "The Augustan Principate as Binding Link," in ''Between Republic and Empire''. University of California Press. p. 98. {{ISBN|0520084470}}.</ref> استندت السلطة العسكرية للقناصل في المفهوم القانوني الروماني للإمبريوم، والذي تعني حرفيا "القيادة" (على الرغم من أنها بالمعنى العسكري عادة).<ref>Richardson, John (2011) "''Fines provinciae''", in ''Frontiers in the Roman World''. Brill. p. 10.</ref> من حين لآخر، أعطي القناصل الناجحين اللقب الشرفي [[إمبراتور]] (القائد)، وهذا هو أصل كلمة الإمبراطور (والإمبراطورية) لأن هذا اللقب (من بين آخرين) كان دائما يمنح للأباطرة الأوائل عند صعودهم للحكم.<ref>Richardson, John (2011) "''Fines provinciae''"،''Frontiers in the Roman World''. Brill. pp. 1–2.</ref>
 
عانت روما سلسلة طويلة من الصراعات الداخلية والمؤامرات و[[حرب قيصر الأهلية|الحروب الأهلية]] من أواخر القرن الثاني قبل الميلاد فصاعدًا، في حين وسعت قوتها إلى أبعد من إيطاليا. هذه كانت فترة {{وصلة إنترويكي|أزمة الجمهورية الرومانية|Crisis of the Roman Republic}}. في نهاية هذه الفترة، في عام 44 ق.م، كان [[يوليوس قيصر]] [[دكتاتور روماني|دكتاتوراً]] لفترة وجيزة قبل [[اغتيال يوليوس قيصر|اغتياله]]. طُرد الفصيل الذي قام باغتياله من روما وهُزم في [[معركة فيليبي]] في عام 42 ق.م على يد جيش بقيادة [[مارك أنطوني|ماركوس أنطونيوس]] وابن قيصر بالتبني [[أغسطس (إمبراطور)|أوكتافيان]]. لم يدم تقسيم أنطونيوسأنطوني وأوكتافيان للعالم الروماني فيما بينهما، حيث قامت قوات أوكتافيان بهزيمة [[مارك أنطوني|ماركوس أنطونيوس]] و[[كليوباترا]] في [[معركة أكتيوم]] في 31 ق.م، منهيًا [[الحرب النهائية للجمهورية الرومانية|الحرب الأخيرة للجمهورية الرومانية]]. في 27 ق.م قام [[شعب ومجلس شيوخ روما]] بتنصيب أوكتافيان [[برينسيبيس|البرينسيبيس]] ("المواطن الأول") [[بروقنصل|ببروقنصل]] [[إمبريوم]]، وبذلك بدأوا [[عهد الزعامة]] (أول عهد للتاريخ الإمبراطوري الروماني، حيث يعود تاريخه في الفترة من 27 ق.م إلى 284 م)، وأعطاه الاسم "[[أغسطس (لقب)|أغسطس]]" ("المبجل"). على الرغم من أن النظام [[دستور|الدستوري]] القديم كان لا يزال قائمًا، إلا أن أغسطس كان السائد عليه. على الرغم من أنها ما زالت تٌسمي الجمهورية، إلا أن معاصري أغسطس كانوا يعرفون أنه مجرد غطاء وأن أغسطس كان يملك كل السلطة ذات الأهمية في روما.<ref>Syme, Ronald (1939) ''The Roman Revolution''. Oford: Oxford University Press. pp. 3–4.</ref> وبسبب أن حكمه أنهي قرنًا من الحروب الأهلية وبدأ فترة غير مسبوقة من السلام والازدهار، كان محبوبًا للغاية لدرجة أنه أصبح متمسكًا بسلطة الملك [[حكم الأمر الواقع|بحكم الأمر الواقع]] إن لم يكن [[حكم القانون|بحكم القانون]]. خلال سنوات حكمه، ظهر نظام دستوري جديد (قديم جزئيًا وجزئيًا من تصميمه)، بحيث كان هذا النظام الدستوري الجديد، عند وفاته، يعمل كما كان من قبل عندما تم قبول [[تيبيريوس]] كإمبراطور جديد.
 
تعتبر السنوات الـ 200 التي بدأت بحكم أغسطس تقليديًا بمثابة فترة [[باكس رومانا]] (بمعني "السلام الروماني"). خلال هذه الفترة، تم تعزيز تماسك الإمبراطورية من خلال درجة من الاستقرار الاجتماعي والازدهار الاقتصادي الذي لم تشهده روما من قبل. كانت الانتفاضات في المحافظات نادرة الحدوث، ولكنها أحبطت "بلا رحمة وبسرعة" عندما حدثت.<ref>Boatwright, Mary T. (2000) ''Hadrian and the Cities of the Roman Empire''. Princeton University Press. p. 4.</ref> كان نجاح أغسطس في إرساء مبادئ الخلافة الأسرية محدودًا من خلال إمتداد حياته أكثر من الورثة المحتملين الموهوبين. استمرت [[السلالة اليوليوكلاودية|سلالة جوليو كلاوديان]] لأربعة أباطرة آخرين - [[تيبيريوس]] و[[كاليغولا]] و[[كلوديوس]] و[[نيرون]] - قبل أن تنتهي في عام 69م إلى [[عام الأباطرة الأربعة]] التي مزقتها الصراعات، والتي برز فيها [[فسبازيان]] منتصراً. أصبح فسبازيان مؤسس [[سلالة فلافية حاكمة|السلالة الفلافية]] القصيرة، التي تتبعها [[سلالة نيرفية أنطونية|السلالة النيرفية الأنطونية]] التي أنتجت "[[سلالة نيرفية أنطونية|الأباطرة الخمسة الجيدين]]": [[نيرفا]]، [[تراجان]]، [[هادريان]]، [[أنطونيوسأنطوني بيوس]] و[[ماركوس أوريليوس]] الفلسفي.
 
{{multiple image|total_width=600
سطر 130:
|image4=Antoninus Pius (Museo del Prado) 01.jpg
|image5=Marcus Aurelius Metropolitan Museum.png
|footer=ما يُعرف بـ [[سلالة نيرفية أنطونية|الأباطرة الجيدين الخمسة]] من اليمين للشمال: [[نيرفا]]، [[تراجان]]، [[هادريان]]، [[أنطونيوسأنطوني بيوس]]، [[ماركوس أوريليوس]].
}}
 
سطر 321:
استندت هيمنة الإمبراطور على توحيد بعض السلطات من العديد من المناصب الجمهورية، بما في ذلك {{وصلة إنترويكي|منبر الدهماء|Tribune of the Plebs}} (العوام) و[[رقيب روماني|سلطة الرقابة]] والتي مكنته من التلاعب بالتسلسل الهرمي للمجتمع الروماني.<ref name="Abbott, 354">[[#Abbott|Abbott]], p. 354</ref> كما جعل الإمبراطور نفسه هو السلطة الدينية المركزية مثل [[الحبر الأعظم|بونتيفيكس ماكسيموس]]، ومركز الحق في إعلان الحرب والتصديق على المعاهدات والتفاوض مع القادة الأجانب.<ref name="Abbott, 345">[[#Abbott|Abbott]], p. 345</ref> في حين تم تحديد هذه الوظائف بوضوح خلال عهد "[[عهد الزعامة|الزعامة]]"، أصبحت صلاحيات الإمبراطور بمرور الوقت أقل دستورية وأكثر مَلكية، وبلغت ذروتها في عهد "[[عهد السيادة|السيادة]]".<ref name="Abbott, 341">[[#Abbott|Abbott]], p. 341</ref>
 
[[File:Antoninus Pius Hermitage.jpg|thumb|right|upright|[[أنطونيوسأنطوني بيوس]] (حكم من 138 إلي 161)، مرتدياً [[توجة|التوجة]] ''([[متحف هيرميتاج]])'']]
 
كان الإمبراطور هو السلطة المطلقة في صنع السياسات واتخاذ القرارات، لكن في بداية عهد الزعامة كان من المتوقع أن يكون الوصول إليه في متناول الأفراد من جميع مناحي الحياة، والتعامل شخصيًا معه في الأعمال التجارية والعرائض الرسمية. لكن فقط تشكلت حوله البيروقراطية تدريجيًا.<ref>[[فيرغوس ميلر]] (2004) "Emperors at Work," in ''Rome, the Greek World, and the East: Government, Society, and Culture in the Roman Empire''. University of North Carolina Press. Vol. 2. {{ISBN|0807855200}}. pp. 3–22, especially pp. 4 and 20.</ref> اعتمد أباطرة السلالة اليوليوكلاودية على هيئة غير رسمية من المستشارين لم تشمل فقط أعضاء مجلس الشيوخ والإكوايتس، ولكن حتي العبيد والمحررين الموثوقين فيهم.<ref>[[#Boardman|Boardman]], p. 195ff.</ref> بعد نيرون، تم اعتبار التأثير غير الرسمي للأخير مريباً، وأصبح مجلس الإمبراطور {{لات|consilium}} خاضعًا للتعيين الرسمي من أجل مزيد من [[الحوكمة المفتوحة|الشفافية]].<ref>[[#Boardman|Boardman]], pp. 205–209.</ref> على الرغم من أن مجلس الشيوخ أخذ زمام المبادرة في المناقشات السياسية حتى نهاية عهد [[سلالة نيرفية أنطونية|الأسرة الأنطونية]]، إلا أن الإكوايتس لعبوا دورًا متزايد الأهمية في المجلس.<ref>[[#Boardman|Boardman]], pp. 202–203, 205, 210.</ref> غالبا ما تتدخلت نساء أسرة الإمبراطور مباشرة في قراراته. مارست {{وصلة إنترويكي|بومبيا بلوتينا|Pompeia Plotina|نص=بلوتينا}} تأثيرها على زوجها تراجان وخليفته هادريان. تم الإعلان عن تأثيرها من خلال نشر رسائلها في الأمور الرسمية، كإشارة إلى أن الإمبراطور كان معقولًا في ممارسته للسلطة واستمع إلى شعبه.<ref>[[#Boardman|Boardman]], p. 211.</ref>