وعي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من Fatt boii - إلى نسخة 34801335 من JarBot.
وسم: تعديل المحمول المتقدم
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل المحمول المتقدم
سطر 1:
{{تحليل نفسي}}
'''الوعي''' كلمةٌ تدلُّ على ضمِّ شيء.<ref>{{cite journal |author1=Williams Adrian L. |author2=Singh Krishna D. |author3=Smith Andrew T. | year = 2003 | title = Surround modulation measured with functional MRI in the human visual cortex | url = | journal = Journal of Neurophysiology | volume = 89 | issue = 1| pages = 525–533 | doi=10.1152/jn.00048.2002}}</ref><ref>[https://archive.org/stream/oeuvresdedescar10desc#page/524/mode/2up 524](1908). {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160318054007/https://archive.org/stream/oeuvresdedescar10desc |date=18 مارس 2016}}</ref><ref>{{cite web|title=An Essay Concerning Human Understanding (Chapter XXVII)|last=Locke|first=John|publisher=University of Adelaide|location=Australia|url=http://ebooks.adelaide.edu.au/l/locke/john/l81u/B2.27.html|accessdate=August 20, أغسطس 2010| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20180508053707/https://ebooks.adelaide.edu.au/l/locke/john/l81u/B2.27.html | تاريخ الأرشيف = 08 مايو 2018 }}</ref> وفي قواميس اللغة العربية وَعَيْتُ العِلْمَ أعِيهِ وَعْياً، ووعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فهو واعٍ، وفلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ.
 
والوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة [[إدراك]] وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس [[الإنسان]] الخمس. كما يمثل الوعي عند العديد من علماء [[علم النفس]] الحالة العقلية التي يتميز بها [[الإنسان]] بملكات المحاكمة المنطقية، الذاتية (الإحساس بالذات) (subjectivity)، والإدراك الذاتي (self-awareness)، والحالة الشعورية (sense) والحكمة أو العقلانية (sensibility) والقدرة على [[الإدراك الحسي]] (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي له.
 
والوعي بأمر ما يتضمن معرفته والعمل بهذه المعرفة.
سطر 13:
== اصناف الوعي ==
 
تختلف مدلولات الوعي، من مجال إلى آخر، فهناك من يقرنه باليقظة (في مقابل الغيبوبة أو النوم). وهناك من يقرنه بالشعور ويشير به إلى جميع العمليات السيكولوجية الشعورية. ويمكن أن نجعل الدلالة العامة للوعي فيما يلي: إنه ممارسة نشاط معين (فكري، تخيلي، يدوي). ومن ثمة يمكن تصنيف الوعي إلى أصناف أربعة هي:
 
=== الوعي العفوي التلقائي ===
وهو ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين، دون أن يتطلب منا مجهودا ذهنيا كبيرا، بحيث لا يمنعنا من مزاولة أنشطة ذهنية أخرى.
 
=== الوعي التأملي ===
وهو على عكس الأول يتطلب حضوراً ذهنياً قوياً، ويرتكز على قدرات عقلية عليا، ك[[الذكاء]] ، و[[الإدراك]] ، و[[الذاكرة]]… ومن ثمة فإنه يمنعنا من أن نزاول أي نشاط آخر.
 
=== الوعي الحدسي ===
سطر 37:
الوعي انفتاح على العالم وعلى الآخرين
 
إن كانط يميز بين الوعي بالذات والمعرفة. فهو يرى أن وعي الذات لنفسها كوجود أخلاقي لا يعني بالضرورة وعينا المطلق للأشياء؛ لأننا نجهل النومينات (الأشياء في ذاتها)، ومن ثمة يظل وعينا بالأشياء وعيا نسبيا. أما الفيلسوف [[هوسرل]] E. Husserl فيرى – على خلاف ذلك – أن الوعي دائما قصدي (= وعي بشيء ما). فقد يكون الوعي تخيلا، أو تذكرا، أو تفكيرا منطقيا… إلا أنه يتجه دائما صوب الشيء المفكر فيه. ومن ثمة فإن الوعي بالذات هو انفتاح على الذات من خلال قصدية معينة، والوعي بالعالم هو وعي قصدي للعالم.
ويحاول الفيلسوف [[ميرلوبنتي]] Merleau-Ponty أن يخرج الوعي من هذه النزعة الفينومينولوجية (الظاهراتية)، فيقول بأن الوعي هو الذي يمنح للعالم معاينته التي يتجلى بها: إن "العالم كما هو في ذاته، فإن كل اتجاهاته وحركاته نسبية، الشيء الذي يعني أنه لا وجود لها فيه". فالذات الواعية لا تستطيع – هي كذلك – أن تتمثل وعيها إلا بإسقاطها له في العالم، ومن ثمة فإن هناك علاقة جدلية بين الذات والعالم: فبدون الذات يصبح العالم بدون أبعاد ولا جهات، وبدون العالم لا تستطيع الذات أن تتمثل نفسها كوجود متعال عن العالم.
هكذا نتمكن من القول بأن الإنسان لا يستطيع أن يتمثل نفسه في غياب العالم دون أن يسقط في "مذهب الأنا وحدي" Solipsisme لكن ما هو دور الآخر في الوعي بالذات؟ وأما في فلسفة الوجودية عند الفيلسوف [[سارتر]] J.P. Sartre أن الآخر هو الذي يجعلني أعي ذاتي: فأنا حين أكون لوحدي أحيى ذاتي ولا أفكر فيها، لكن بمجرد أن أرفع بصري فأرى الآخر ينظر إليإلى أخجل من نفسي، لأنني أصبحت أنظر إلى نفسي بنظرة الآخر إلي. فنظرة الآخر إذن هي التي تجعلني أعي ذاتي كشيء خارج عني. فالآخر هو الوسيط الذي يجعلني أموضع ذاتي. هكذا يكون الآخر الوجود الأساسي الذي يجعلني أجعل من ذاتي موضوعا للوعي.
بعد أن تعرفنا عن العلاقة الواعية التي يمكن أن تكون بين الذات ونفسها، وبين الذات والعالم والآخرين؛ نستطيع الآن أن نتساءل: هل الوعي مطلق أم نسبي؟