محمد العبسي الأزهري اليماني: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط ←‏انشاء مدرسة السعادة: إملائي, Replaced: اضافة → إضافة,
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط إملائي, Replaced: إنفاق → انفاق, ماكان → ما كان,
سطر 17:
وبحيث لايسمح لأحد منهم بأي تأخير حتى الربع الساعة الأولى من الدوام وهي لاشك وجيزة جداً في زمن الدوام المدرسي اليومي الذي يستغرق أحياناً فترتي الصباح وما بعد الظهر إلى العصر. لايمكن أن تعطى ولمن؟. للمدرس الا باذن خطي ممهور من حاكم البلاد. وحين تنتهي هذه الظروف تعود حالته في المعاملة كبقية المدرسين.
 
ويبين من مفهوم الاذن بدخول المدّرس إلى المدرسة بعد ربع ساعة. أن المدارس كانت تغلق أبوابها في وجه الأساتذة والطلبة بعد وقت الدوام ولايسمح لهم بالدخول بعده. ومادامت معاملة المدّرس تتم بتلك الصفة من الدقة والالزام فمن باب أولى أن يكون الطالب ملزماً بصورة أدق وأبلغ من مدّرسه. وما تنتجه تلك المعاملة من حرص على الدوام به، مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يكن هناك من مواصلات مخصصة لنقل الأساتذة والطلبة في ذلك العام الموافق [[1949]] م ، وما قبله وما بعده بمدة طويلة، وانما كانوا يمشون إلى مدارسهم سيراً على الأقدام، ومنهم من كانت منازلهم بعيدة عن المدرسة ، ومنهم من كان يسكن في أحد البرين ومدرسة في البر الآخر ، فيمشي ثم يعبر [[خور دبي|الخور]] بالعبرات ويعود إلى منزله بالطريقة نفسها ظهراً ، ثم يعود لاستكمال الدراسة، وبالرغم من صعوبة المواصلات آنذاك فقد كان النظام المتّبع في المدارس صارماً في الالتزام بالدوام في وقته المحدد دون تأخير. ومن يتأخر لدقائق ينتظره الجزاء المقرر. على أنه في هذا الوقت الذي تيسرت فيه وسائل الراحة والرفاهية إلى درجة كبيرة وبحيث أصبح الطالب قبل المدّرس يملك سيارته الخاصة، فكان يجب تبعاً لذلك أن يكون الالتزام بالدوام المدرسي أكثر من ذي قبل ويكون الجزاء المتّرتب على التأخير عنه أشد صرامة. على أنني أضع هذه الورقة الصغيرة أمام نظر المنتسبين للهيئة التعليمية من مسؤلين وأساتذة وطلبة ليقفوا على معانيها الكبيرة في الحياة التعليمية وليعلموا مدى ماكانما كان عليه ذلك العهد الزاهر من ترتيب والتزام بالنظام على تلك الدرجة من الدقة والصراحة التي لايسمح فيها لمدرس ان يتأخر الا بموافقة من حاكم البلاد.
ويعرف الأستاذ العبسي إلى جانب علمه الواسع باللطف والمرح ومما يروى من ظرائفه أنه أثناء تدريسه غضب على الطالب: أحمد الحميدي وكان وقتها صغيراً في السّن ، فقاله له (لأعذبنّك عذاباً شديداً) ، اقتباساً من الآية القرآنية المعروفة، وكان أحد الطلبة الكبار بجانب أحمد الحميدي ، وهمس له في أذنه بأن يرد على الأستاذ العبسي : ان شاء الله يا نبي الله سليمان، فضحك الأستاذ طويلاً ورضى عن الطالب الحميدي وجاء إليه وقبلّه وسأله من قال له ذلك، فأشار الحميدي إلى الطالب الهامس له.
== إغلاق مدرسة السعادة ورحيل العبسي==
استمر الشيخ العبسي اليماني في التدريس إلى أن ضعفت الحالة المادية لمتعهدي هذه المدارس بالإنفاق،بالانفاق، وتغيرت أحوال المعيشة، فأغلقت مدرسة السعادة أبوابها وسافر الشيخ العبسي إلى أندونيسيا ومكث بها مدة، غادرها بعد ذلك إلى منطقة [[حيدرآباد]] ، ب[[الهند]] فترة من الزمن. ومنها هاجر إلى [[المدينة المنورة]] يستنشق فيها عبير النبوة وذكرياتها العطرة إلى أن وافاه الأجل في أرضها الطيبة المباركة عام [[1370 هـ]] ودفن في [[البقيع]] فرحمه الله وأثابه على ما قدّم لهذه البلاد من خدمات جليلة. كان شيخاً وقوراً ترك أثراً في حياة أهالي [[دبي]] فقد شارك في بناء الأساس التعليمي للبلاد منذ بدايته وخرّج جيلاً من المتعلمين والأساتذة.
 
ويذكر لي الشيخ محمد بن يوسف أن الشيخ أحمد حمد قد قابل في إحدى رحلات حجّه الشيخ محمد العبسي في المدينة المنورة وكان يحمل بين جنبيه ذكرى طيبة عن دبي وكان يسأل عن تلامذته وأهل دبي الذين عايشهم واحداً واحداً ويتذكر أيامه السابقة ويهفو إليها.