غزوة حنين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 105.67.7.154 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Bo hessin
وسم: استرجاع
تعديل ألفاظ التباه والتعظيم لتتناسب مع دليل الأسلوب في ويكيبيديا
وسوم: تمت إضافة وسم nowiki تعديلات طويلة تحرير مرئي
سطر 23:
 
== تاريخ الغزوة ==
كانت غزوة حنين في العاشر من [[شوال]] من العام الثامن ل[[الهجرة|لهجرة]] منصرفَ [[محمد|النبي]] من [[مكة]] بعد أن منَّ الله عليه بفتحها، وقد انصرف [[محمد|رسولالنبي اللهمحمد]] {{صلى}} من [[مكة]] لست خلت من [[شوال]]، وكان وصوله إلى [[حنين]] في العاشر منه.<ref>زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 2010، (3/479)</ref> دارت هذه الغزوة في موضع يقال له حنين، وهو [[وادي|واد]] إلى جنب [[ذي المجاز]] بينه وبين [[مكة]] بضعة عشر [[ميل|ميلاً]] من جهة [[عرفات]].<ref name="ReferenceA">فتح الباري، أبو الفضل العسقلاني، دار المعرفة - بيروت، 2010، (8/27)</ref>
== الاستعداد للغزوة ==
[[ملف:Saudi Arabia location map.svg|220px|تصغير|يسار|مكة حيث انطلق المسلمون للقتال]]
قرر [[محمد]] {{صلى}} الخروج للقتال في مكان متوسط بين [[هوازن]] و[[مكة]]، فقد آثر ألاّ ينتظر ب[[مكة]]. وفي ذلك حكمة كبيرة جدًّا؛ لأنه لو بقي في [[مكة]] وغزاها مالك بن عوف بجيشه، فقد يتعاون أهل [[مكة]] معه. وفي تلك الأثناء، كان أهل مكة حديثو عهد ب[[شرك|شركٍ]] و[[جاهلية]]، وهذه كارثة؛ لأن الحرب بذلك ستصبح من الداخل والخارج، ومن ثَمَّ فضَّل [[محمد|الرسول]] {{صلى}}أن يخرج بجيشه إلى مكان مكشوف بعيد عن [[مكة]]. كما قرر [[محمد]] {{صلى}}أن يخرج بكامل طاقته العسكرية، ويأخذ معه العشرة آلاف [[قتال|مقاتل]] الذين فتح بهم [[مكة]] من قبل؛ لأن أعداد [[هوازن]] ضخمة وكبيرة. وقام أيضًا بأخذيأخذ معه من داخل [[مكة المكرمة]] [[المسلمين]] الطلقاء الذين أسلموا عند الفتح، وفي ذلك بُعد نظر كبير من [[رسول|الرسول]] [[محمد]] {{صلى}} ؛ فهؤلاء إن تركوا في [[مكة]]، قد ينقلبون إلى [[الكفر]] مرة ثانية، وقد ينفصلون بمكة عن [[إسلام|الدولة الإسلامية]]، وخاصةً إذا تعرض المسلمون لهزيمة من [[هوازن]]. ومن ناحية أخرى، لم يكتفِ [[الرسول]] بسلاح جيش المسلمين الذي فتح به [[مكة المكرمة]]، مع كون هذا السلاح من الأسلحة الجيدة والقوية جدًّا، بدليل انبهار [[أبي سفيان]] به عند رؤيته ل[[الجيش الإسلامي|جيش المسلمين]]. ومع ذلك لم يكتفِ به ، كما لم يكتفِ بسلاح [[المسلمين]] من الطلقاء، وإنما سعى إلى عقد [[صفقة|صفقة عسكرية]] كبرى لتدعيم [[الجيش الإسلامي|جيش المسلمين]]؛ فقد ذهب بنفسه {{صلى}} إلى [[أسلحة|تجار السلاح]] في [[مكة المكرمة]]، وكان على رأس هؤلاء التجار [[صفوان بن أمية]]، ونوفل بن الحارث بن [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطلب]]، وكان هذان الاثنان لا يزالان على [[شرك]]هما وقتئذٍ، فطلب منهما [[السلاح]] على سبيل الاستعارة بالإيجار والضمان، حتى إن [[صفوان بن أمية]] سأل الرسول {{صلى}} وهو لم يزل على كفره: أغصبٌ يا [[محمد]]؟ فقال : "بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ".<ref>رواه أبو داود (3562)، وصححه الألباني.</ref> واهتم الرسول {{صلى}} اهتمامًا كبيرًا بالحراسة الليلية لئلاّ يُباغت فجأة، ووضع عليها [[أنس بن أبي مرثد الغنوي|أنس بن أبي مرثد]].<ref>موقع قصة الإسلام، غزوة حنين (1- 2)، بتاريخ 17 أبريل 2010</ref>
== سبب الغزوة ==
كان سبب هذه الغزوة أن مالكًا بن عوف النصري جمع القبائل من [[هوازن]] ووافقه على ذلك الثقفيون، واجتمعت إليه [[مضر]] وجشم كلها و[[سعد بن بكر]] وناس من [[بني هلال]]؛ بغية محاربة [[المسلمين]]، فبلغ ذلك [[محمد|النبي]] {{صلى}} فخرج إليهم.<ref name="ReferenceA"/><ref>زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية، مؤسسة الرسالة، بيروت، 2010، (3/465)</ref> لقد كان فتح [[مكة]] كما قال [[ابن القيم]]: "الفتح الأعظم الذي أعز الله به [[الإسلام|دينه]] و[[محمد|رسوله]] {{صلى}} وجنده وحزبه الأمـين، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدي للعالمين، من أيدي [[الكفار]] و[[المشركين]]. وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء... ودخل الناس به في دين الله أفواجًا، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجًا".
وكان لهذا الفتح الأعظم رد فعل معاكس لدى [[القبائل العربية]] الكبيرة القريبة من [[مكة]]، وفي مقدمتها قبيلتا: [[هوزان]]، و[[ثقيف]]. فقد اجتمع رؤساء هذه [[قبيلة|القبائل]]، وسلموا قياد أمرهم، إلى مالك بن عوف سيد [[هوزان]]. وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال [[المسلمين]]، قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم.<ref>موقع غسلام ويب، غزوة حنين تداعياتها ونتائجها، بتاريخ 31 مارس 2004</ref>
{{غزوات الرسول2}}
سطر 38:
== قبل المعركة ==
=== أخبار العدو ===
أرسل [[محمد|الرسول]] ابن أبي حدرد وقال: "اجلس بينهم وخذ أخبارهم وائتني بأعلامهم"، وهذا قبل [[المعركة]]، فجلس بينهم في الليل؛ فسمع مالك بن عوف النصري يقول: "إذا أتينا غدًا فصبحوهم واضربوهم ضربة رجل واحد، فأخبر [[محمد|الرسول]] بذلك. وقد نقلت [[المخابرات]] الإسلامية بسرعة إلى الرسول أخبار [[هوازن]]، واستعدادها للحرب، وكان الرسول وقتئذٍ في [[مكة]]، فأرسل الرسول مباشرة الصحابي الجليل عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلميّ ؛ليتأكد من الخبر، فجاء بتأكيد ذلك، كما ذكر أحد [[المسلمين]] ل[[محمد|رسول]] [[الله]] أن [[هوازن]] قد جاءت على بكرة أبيهم ب[[نساء|نسائهم]] ونعمهم وشائهم. وكان رد فعل [[محمد|الرسول]] بتبسم وقال: "تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ".<ref>رواه أبو داود (2501)، وصححه الألباني.</ref>
=== الاستعانة بسلاح العدو ===
لما أراد [[محمد|الرسول]] حنيناً قال ل[[صفوان بن أمية]] وقد كان طلب مهلة أربعة أشهر حتى يفكر في دخول [[الإسلام]]، قال: "يا أبا وهب: أتعيرنا مائة [[درع]] و[[سلاح]]ها؟ قال: غصباً يا [[محمد]]، قال: بل عارية مضمونة"؛ فأخذها عارية مضمونة -أي إذا تلفت هذه [[الدروع]] و[[سلاح|السلاح]] نضمنها لك. وهنا استعان الرسول بسلاح غير المسلم لقتاله.<ref>فتاوى الشيخ الألباني ومقارنتها بفتاوى العلماء، الطيبي، مكتبة التراث الإسلامي، 1994، ص300</ref>
سطر 80:
يعني [[أيمن بن عبيد]]. وقال الشيخ المفيد: «لم يبق مع [[محمد|النبي]] إلّا عشرة نفر، تسعة من [[بني هاشم]] خاصّة، والعاشر أيمن ابن أُمّ أيمن».<ref name="ReferenceC"/>
 
ومنويعتقد المسلمون أنه من المواقف المشرفة في هذه المعركة موقف [[الصحابية]] أم سُليم رضي الله عنها،سُليم، وكانت مع زوجها [[أبو طلحة|أبي طلحة]] رضي الله عنه. وقد روت كتب الحديث والسِّيَر بسند صحيح وقائع خبرها، فعن أنس رضي الله عنه،، أن أم سليم رضي الله عنها اتخذت يوم [[حنين]] خنجرًا، فكان معها فرآها [[أبو طلحة]]، فقال: يا رسول الله ! هذه أم سليم، معها [[خنجر]]، فقال لها [[محمد|رسول الله]]: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، فجعل [[محمد|رسول الله]] يضحك، قالت: يا رسول [[الله]] اقتل من بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك، فقال [[محمد|رسول الله]]: "يا أم سليم! إن الله قد كفى وأحسن."<ref>موقع إسلام ويب، غزوة حنين تداعياتها ونتائجها، بتاريخ 31 مارس 2004</ref>
 
=== هزيمة ونصر ===
تمكّن [[محمد|رسول الله]] من بثّ روح [[الجهاد]] في نفوس [[المسلمين]] من جديد، وقد كان أصابهم الخوف والذعر وأوشكوا على الفرار الكامل وتسجيل الهزيمة النكراء، فاجتمع [[المسلمون]] ثانية وهجموا هجمة واحدة على [[المشركين]]، ومضى [[علي بن أبي طالب]] -رضي الله عنه- <nowiki/>إلى صاحب راية [[هوازن]] فقتله، وبعد مقتله كانت الهزيمة للمشركين.
و هكذا كتب الله النصر لرسوله الكريم ونصرهم بجنود من [[الملائكة]]، وإلى هذا النصر يشير [[القرآن الكريم]]: {{قرآن مصور|التوبة|26}}<ref>القران الكريم، سورة التوبة، الآية:26.</ref>
قال [[الشيخ المفيد]]: «وأقبل رجل من [[هوازن]] على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس [[رمح]] طويل أمام القوم، إذا أدرك ظفراً من المسلمين اكبّ عليهم، وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه من المشركين فاتّبعوه، وهو يرتجز ويقول:
سطر 92:
{{إقتباس خاص|
قد علم القوم لدى الصباح ** إنّي في الهيجاء ذو نطاح}}
فكانت هزيمة [[المشركين]] بقتل أبي جرول، ثمّ التأم الناس وصُفّوا للعدو، فقال [[محمد|رسول الله]]: «اللّهمّ إنّك أذقت أوّل قريش نكالاً، فأذق آخرها نوالاً»، وتجالد [[المسلمون]] والمشركون، فلمّا رآهم [[محمد|النبي]] قام في ركابي سرجه حتّى أشرف على جماعتهم، وقال: «الآن حمي الوطيس»
{{اقتباس خاص|
أنا النبي لا كذب ** أنا ابن عبد المطّلب}}
سطر 102:
قتل من [[هوازن]] في ذلك اليوم خلق عظيم، وقتل [[دريد بن الصمة]] فأعظم الناس ذلك، فقال [[محمد|رسول الله]]: "إلى [[النار]] وبئس المصير، إمام من أئمة [[الكفر]]، إن لم يُعِنْ بيده فإنه أعان برأيه". واستشهد في ذلك اليوم من [[المسلمين]] أربعة نفر هم : أيمن بن عبيد، من [[بني هاشم]]؛ [[يزيد بن زمعة|يزيد بن زمعة بن الأسود]]، من [[بني أسد]]؛ سراقة بن الحارث بن عدي، من [[الأنصار]]؛ [[الأشعري|أبو عامر الأشعري]]، من الأشعريين.<ref>تاريخ الطبري، أبو جعفر الطبري، دار التراث - بيروت، 1387 هـ، (3/81).</ref><ref>خليفة بن خياط، بن خياط بن خليفة الشيباني العصفري البصري، دار القلم ، مؤسسة الرسالة - دمشق ، بيروت، 1397، ص42</ref>
==== غنائم ====
رجع [[محمد|رسول الله]] إلى [[الجعرانة]] بمن معه من الناس، وقسّم بها ما أصاب من [[غنيمة|الغنائم]] يوم حُنين، وهي: ستّة آلاف من الذراري والنساء، ومن البهائم ما لا يُحصى ولا يُدرى.<ref>مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي، 5/36.</ref>
==== سبايا ====
سبى المسلمون من [[المشركين]] في ذلك اليوم سبايا كثيرة، بلغت عدّتهم ألف [[فارس]]، وبلغت الغنائم أثنى عشر ألف [[ناقة]] سوى الأسلاب. ثم جمعت إلى [[محمد|رسول الله]] سبايا حنين وأموالها، وكان على المغانم مسعود بن عمرو القاري، فأمر[[محمد|النبي]] بالسبايا والأموال إلى الجعرانة فحُبست بها.<ref>تاريخ الطبري، أبو جعفر الطبري، دار التراث - بيروت، 1387 هـ، 3 / 81.</ref>
سطر 128:
 
=== الصبر على جفاء الأعراب ===
لقد ظهر من [[النبي محمد|رسول الله]] الكثير من [[الصبر]] على جفاء [[الأعراب]]، وطمعهم في الأموال، وحرصهم على المكاسب، فكان مثالًا للمربي الذي يدرك أحوالهم، وما جبلتهم عليه [[بيئة|بيئتهم]] وطبيعة حياتهم من القساوة والفظاظة والروح الفردية، فكان يبين لهم ويطمئنهم على مصالحهم ويعاملهم على قدر عقولهم، فكان بهم رحيمًا ولهم مربيًا و[[إصلاح|مصلحًا]]، فلم يسلك معهم مسلك ملوك عصره مع رعاياهم الذين كانوا ينحنون أمامهم أو يسجدون، وكانوا دونهم محجوبين، وإذا خاطبوهم التزموا بعبارات التعظيم والإجلال، كما يفعل العبد مع ربه، أما [[محمد|الرسول]] فكان كأحدهم؛ يخاطبونه ويعاتبونه، ولا يحتجب عنهم قط، وكان [[الصحابة]] رضوان الله عليهم يراعون التأدب بحضرته ويخاطبونه بصوت خفيض، ويكنون له في أنفسهم المحبة العظيمة، وأما جفاة [[الأعراب]] فقد عنفهم [[القرآن]] على سوء أدبهم وجفائهم، وارتفاع أصواتهم وجرأتهم في طبيعة مخاطبتهم ل[[محمد|لرسوللنبي محمد]].
 
قال أبو موسى الأشعري: كنت عند النبي وهو نازل بالجعرانة بين [[مكة]] و[[المدينة المنورة|المدينة]] ومعه بلال، فأتى النبيَّ [[أعرابي]] فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: «أبشر» فقال: قد أكثرت عليَّ من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: «رد البشرى، فاقبلا أنتما» قالا: قبلنا. ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه ثم قال: «اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا» فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة.<ref>كتاب المغازي، البخاري، رقم 4328.</ref>