بطريق إمبراطور: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 93:
 
خِلافًا لِلمُعتقد الشائع، لا تقترن البطاريق الإمبراطورة بِشريكٍ واحدٍ طيلة حياتها؛ بل بِشريكٍ مُختلفٍ في كُلِّ موسم تفريخ، أي أنَّ اقترانها بِشريكٍ واحدٍ يدوم لِموسمٍ واحدٍ فقط، وفي الموسم التالي تقترنُ بِغيره. رُغم ذلك، أظهرت الأبحاث أنَّ نسبة إخلاص الأزواج لِبعضها خِلال الموسم تصلُ إلى 15% فقط.<ref name=Will157/> ويُعتقد أنَّ سبب اقتران هذه الطُيُور بِشريكٍ مُختلفٍ في كُلِّ موسم هو الفترة القصيرة المُتاحة لِلتزاوج ريثما تكون الظُرُوف المُناخيَّة مُلائمة، مما لا يسمح لِلطائر بانتظار أليفه من الموسم السابق حتَّى يصل مُستعمرة التفريخ لِأنَّ في ذلك إضاعة لِوقتٍ قيِّمٍ تحتاجه الطُيُور لِإعطاء أنفُسها وفراخها أكبر فُرصةٍ لِلنجاه.<ref name=Will55>{{Harvnb|Williams|1995|p=55}}.</ref>
[[ملف:Aptenodytes forsteri MHNT.jpg|تصغير|بيضةُ بطريقٍ إمبراطورٍ محفوظة في متحف تولوز.]]
 
تضعُ الأُنثى [[بيضة (أحياء)|بيضةً]] واحدةً تتراوح زنتها بين 460 و470 غرامًا (1.01–1.04 رطلًا) في شهر أيَّار (مايو) أو خِلال أوائل حُزيران (يونيو)؛<ref name = Will157/> وبيضةُ البطريق الإمبراطور تكادُ تكون إجاصيَّة الشكل، ولونها أبيضٌ باهت مُخضرّ، ويصلُ قياسها لِحوالي {{convert|12|×|8|cm|in|frac=4|abbr=on}}،<ref name=Will158/> فهي تُمثِّلُ 2.3% فقط من وزن الأُم، ممَّا يجعلها إحدى أصغر بُيُوض الطُيُور نسبةً إلى وزن الأُم.<ref name=Will23>{{Harvnb|Williams|1995|p=23}}.</ref> يُشكِّلُ وزن القشرة حوالي 15.7% من إجمالي وزن بيضة البطريق الإمبراطور؛ وكما هو حال بُيُوض بقيَّة أنواع البطاريق، فإنَّ القشرة سميكة نسبيًّا، ممَّا يُقلِّلُ من احتماليَّة انكسارها.<ref name=Will24>{{Harvnb|Williams|1995|p=24}}</ref>
 
بُعيد وضعها البيضة، تكون المخزونات الغذائيَّة الجسديَّة لِلأُنثى قد نضبت تمامًا، فتنقل البيضة بِكُلِّ حذرٍ إلى الذكر، ثُمَّ تُغادرُ عائدةً إلى البحر حيثُ تُمضي شهرين وهي تقتات.<ref name=Will158/> يُمكنُ لِنقل البيضة من حضن الأُنثى إلى حضن الذكر أن يكون محفوفًا بِالصُعُوبة، وبِخاصَّةٍ لِلأليفين الذين أنجبا لِأوَّل مرَّة، والكثير من الأزواج تُسقطُ البيضة أو تُحدثُ فيها صدعًا أثناء نقلها، وحينها يموتُ الفرخ بداخلها فورًا، إذ لا تستطيع البيضة الصُمُود على الأرض المُتجمِّدة لِأكثر من دقيقتين. وبِحال فقد الأليفان بيضتهما على هذا المنوال، تنقطعُ صلتهما فورًا، ويُغادرُ كُلٌ منهما إلى البحر، ولا يُعاودان التزاوج إلَّا في السنة التالية. بعد عودة الأُنثى إلى البحر، وانتقال البيضة إلى حضن الذكر، يُمضي الأخير أيَّام الشتاء المُظلمة العاصفة راخمًا البيضة تحت طيَّةٍ من جلد بطنه، ويُوازنها على طرف قديمه كي لا تسقط أرضًا، ويستمرُّ على هذه الحال ما بين 65 و75 يومًا مُتتاليًا حتَّى يفقس الفرخ.<ref name=Will157/> والبطريق الإمبراطور هو النوع الوحيد من البطاريق الذي يرخم بُيُوضه ويرعاها بِهذا الشكل، أمَّا بقيَّة الأنواع فيتناوب الذكر والأُنثى على القيام بِهذه المُهمَّة.<ref>{{Harvnb|Williams|1995|p=27}}.</ref> عند فقس البيضة، يكون قد مضى على صيام الذكر 120 يومًا مُنذُ وُصُوله إلى المُستعمرة.<ref name=Will157/> وفي سبيل النجاة من البرد القارس والرياح العاتية، البالغة سُرعتها 200 كيلومتر في الساعة (120 ميل في الساعة)، تتجمهر الذُكُور مع بعضها وتتناوب على الوُقُوف في وسط الجمهرة، كما شوهدت وهي تُديرُ ظُهُورها لِلرياح كي تُحافظ على حرارة أجسادها. يُمكنُ لِلذكر أن يخسر حوالي 20 كيلوغرامًا (44 رطلًا) من وزنه خِلال الشُهُور الأربعة التي يُمضيها في التنقُّل والتودُّد والتزاوج ورخم البيضة، وذلك من إجمالي كُتلته المُتراوحة بين 38 و18 كيلوغرامًا (84 إلى 40 رطلًا).<ref>{{cite journal|first=J. P.|last=Robin|author2=M. Frain|author3=C. Sardet |author4=R. Groscolas |author5=Y. Le Maho |year=1988|title= Protein and lipid utilization during long-term fasting in emperor penguins|pmid=3337270|journal=Am. J. Physiol. Regul. Integr. Comp. Physiol.|volume=254|pages=R61–R68|issue=1 Pt 2|doi=10.1152/ajpregu.1988.254.1.R61}}</ref><ref>{{cite journal|first=Y.|last=Le Maho|author2=P. Delclitte |author3=J Chatonnet |title=Thermoregulation in fasting emperor penguins under natural conditions|journal=Am. J. Physiol.|volume=231|pages=913–922|year=1976|pmid=970475|issue=3|doi=10.1152/ajplegacy.1976.231.3.913}}</ref>
 
===التغذِّي===