رؤية الهلال: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [مراجعة غير مفحوصة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 1:
مراقبة هلال الشهر القمري :
بقلم : عوني خلف فريحات
تبدأ عملية المراقبة بعد غروب شمس اليوم التاسع و العشرين من الشهر القمري مباشرةً ، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز أحياناً نصف أو ثلاثة أرباع الساعة ، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها .
أما اتجاه النظر فيكون في جهة الغرب ، قرب مغطس الشمس ، إلى الجنوب قليلاً من المكان الذي يغطس فيه حاجب الشمس العلوي ، ويكون من العسير رؤية القمر في أكثر الحالات و ذلك بسبب قربه من الشمس و تأثره بالإضاة الناتجة عن شفق الشمس ، كما أن حجم الجزء المضاء من القمر يكون ضئيلاً مما يصعب من إمكانية الرؤية . انظر الصور المجاورة
ويفضل أن يكون الرصد في ألاماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال و الجبال و العمران ، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد , كما أن عوامل الطقس و نسبة الرطوبة و الغبار و الغيوم تؤثر على وضوح الرؤية و إمكانيات الرصد .
والحقيقة أن الهلال الذي نحاول اصطياده في عملية الرصد هو هلال أول الشهر ، لا هلال آخر الشهر ، ولذلك يتم التحقيق مع الشاهد الذي يدعي رؤية الهلال ، و يتم سؤاله عن أوصاف الهلال للتحقق من أن هذا الهلال هو الذي نبحث عنه ، فما هي أوصاف هذا الهلال ؟
Pهلال أول الشهر يقع إلى الجنوب من المكان الذي غطست فيه الشمس بعد الغروب . أما هلال آخر الشهر فتستحيل رؤيته بعد غروب الشمس و إنما يغطس قبل الشمس إلى الشمال قليلاً من المكان الذي ستغطس فيه الشمس بعده .
Pيكون قرنا هلال أول الشهر إلى الأعلى و يتجهان جنوباً ، أما هلال آخر الشهر فان أمكنت رؤيته قبيل الغروب في جهة الغرب فإن قرناه يتجهان إلى الأسفل و الشمال .
ملاحظات :
أولا : جهة الرصد دائماً هي الأفق الغربي و لا عبرة برؤية الهلال فجراً في جهة الشرق , لأنه بالضرورة عندها هو هلال آخر الشهر الذي نحن فيه وليس هلال الشهر الجديد .
ثانياً : وضع علماء الرصد الفلكي شروطاً محددة للحالات التي يمكن فيها رؤية الهلال ، وقد نوقشت هذه الشروط من قبل المختصين في المؤتمرات و الملتقيات الفقهية الإسلامية ، وهناك بعض التفاوت بين هذه الشروط بحسب أصحابها من علماء الفلك ، و بالجملة فان هذه الشروط تدور حول ما يلي :
عمر الهلال
البعد الزاوي عن الأفق
البعد الزاوي عن الشمس
أما عمر الهلال ، فهو الفترة الزمنية المحصور بين لحظة ولادة الهلال ( مفارقة قرص القمر لقرص الشمس بعد الاقتران ) ولحظة غياب القمر خلف الأفق الغربي ، ويرى علماء الفلك المهتمون بهذا الجانب من العلم أمثال الدكتور حميد النعيمي و غيره أن الدراسات العلمية و التجارب العملية تبين أن الهلال تستحيل رؤيته بالعين المجردة إذا كان عمره اقل من 15 ساعة ، و تستحيل رؤيته حتى بأفضل أنواع التلسكوبات إذا كان عمره اقل من 12 ساعة ، هذا وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ فقط عندما يكون عمر الهلال 22 ساعة تزيد أو تنقص ساعتين تبعاً لظروف الرؤية .
و أما البعد الزاوي عن الأفق ؛ فمعناه الزاوية المحصورة بين خط الواصل بين الراصد والأفق والخط الواصل بين الراصد والهلال ، وقد ذهب أكثر الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ عندما يكون البعد الزاوي يساوي 5 درجات و تستحيل دونها.
و أما البعد الزاوي عن الشمس ؛ فهو الزاوية المحصورة بين الخط الواصل بين الراصد و الشمس و الخط الواصل بين الراصد و القمر ، و قد اشترط العلماء لإمكانية الرؤية أن تكون الزاوية تساوي 8 درجات .
و على هذا فإنه تستحيل رؤية الهلال إذا لم تتحقق فيه الشروط التالية :
عمر الهلال = 15 ساعة للعين المجردة ، أو 12 ساعة للتلسكوب
البعد الزاوي عن الأفق = 5 درجات
البعد الزاوي عن الشمس = 8 درجات
و من الجدير بالذكر أن الحسابات الفلكية المستندة للمعادلات الرياضية الصحيحة ، من الدقة بحيث تتبع حركة القمر و تتنبأ بالخسوفات و الكسوفات بالثواني و لعشرات السنين للأمام ، و قد حان الوقت ليعطي الفقهاء و علماء الشرع حفظهم الله الاهتمام الكافي بهذا الموضوع ، حتى تُحسم مادة الخلاف التي تبدأ مع بداية رمضان من كل عام .
( حاول الإجابة عن نفس الأسئلة السابقة الآن لتعرف مدى استفادتك من الموضوع )
|