معركة كورسك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
روبوت - إضافة لشريط البوابات :بوابة:ألمانيا
جيد
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 45:
الهجوم الألماني حمل الاسم الترميزي '''عملية سيتاديل''' (<small>[[بالألمانية|لغة ألمانية]]: Unternehmen Zitadelle</small>) ومثلت المعركة للنازيين آخر هجوم استراتيجي يمكنهم تنفيذه في [[الجبهة الشرقية (الحرب العالمية الثانية)|الجبهة الشرقية]]. استهدف الألمان إضعاف القدرات الهجومية [[الجيش الأحمر|للجيش الأحمر]] طوال صيف 1943 عبر عزل عدد كبير من قطاعات القوات السوفياتية المتوقع تجمعها لشن هجوم انطلاقا من [[نتوءات وممرات وجيوب|جيب]] كورسك، ما سيؤدي إلى إضعاف خطهم الدفاعي الذي عليه تحمل الضغط على قواتهم المبعثرة. المخطط كان يرمي إلى تنفيذ [[تكتيك الكماشة|حركة كماشة]] عبر الاختراق من الجانبين الشمالي والجنوبي لجيب كورسك ومن ثمة تطويق القوات السوفياتية. وكان الاعتقاد السائد أن الانتصار في هذه المعركة سيعيد تأكيد القوة الألمانية ويرجع لها هيبتها مع حلفائها الذين ينوون الانسحاب من الحرب، وكان من المأمول أسر كبير من القوات السوفياتية وتسخيرهم للعمل في المصانع الحربية الألمانية.
 
لكن السوفياتالروس حصلوا على معلومات استخبارية تكشف النوايا الألمانية من المخابرات البريطانية واعتراضواعترضوا رسائل [[آلة إنجما]]. وقد مكنتهم التحذيرات من الهجوم الألماني على كورسك -والتي وصلت أشهرا من قبل- من بناء دفاع عميق مصمم لتحمل دبابات البانزر رأس الحربة في الهجوم. كما خططوا لهجومات مضادة فقد كانوا يرون أن تحقيق [[الجيش الأحمر]] لانتصار حاسم سيمنحهم المبادرة الاستراتيجية طوال مدة الحرب.
 
أخّر الألمان موعد البداية محاولة منهم لبناء قواتهم وانتظار أسلحة جديدة، خاصة دبابات [[دبابة بانثر|بانثر]] الجديدة وأعداد أكبر من دبابات [[دبابة النمر 1|تايغر]] وكانت تلك أول مرة يِؤخر فيها الألمان موعد هجوم استراتيجي. منح ذلك الجيش الأحمرالروسي وقتا أكبر لبناء سلسلة من الخطوط الدفاعية العميقة باتساع بلغ نحو 300 كلم واشتملت على نشر حقول الألغام، بناء التحصينات، وضع نقاط قوية من مضادات الدبابات مع سحب التشكيلات الآلية خارج الجيب وتكوين احتياطي كبير من القوات تحضيرا للهجوم الإستراتيجي المعاكس.
 
مع بدء الهجوم اصطدم [[فيرماخت|الفيرماخت]] بخط دفاعي سوفياتيروسي متين ومنظم لم تنفع معه محاولات الاختراق. ورغم الامكانيات المعتبرة التي تم حشدها تعرضت القوات الألمانية المهاجمة لخسائر معتبرة. الخسائر من الجانب السوفياتيالروسي كانت أفدح لكن الجيش الأحمر وبفضل قوات الاحتياط الإستراتيجي التي يحوزها قام بشن هجومين مضادين هما [[عملية بولكوفوديتس روميانتسيف]] (<small>[[بالروسية|لغة روسية]]: Полководец Румянцев</small>) و[[عملية كوتوزوف]] (<small>[[بالروسية|لغة روسية]]: Кутузов</small>) وتمكن من صد القوات الألمانية وإعادتها إلى خطوط البداية مع تحرير مدينتين هامتين هما [[خاركوف]] و [[أوريول]].
 
الهزيمة التي تعرض لها الألمان في هذه المعركة جعلتهم عاجزين عن شن أي هجوم في الجبهة الشرقية، وبدأت معها سلسلة من التقهقرات المتتالية لقوات الفيرماخت في مواجهة الجيش الأحمر أدت إلى تحرير الأراضي السوفياتية من الاحتلال النازي، ومن ثمة احتلال بولونيا، وصار معها الطريق ممهدا إلى برلين.