المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: إصلاح التحويلات
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط ←‏أهمية الكتاب: إملائي, Replaced: اسلام → إسلام,
سطر 9:
في [[مصر]] كان هذا الكتاب من أوائل الكتب التي أخرجتها مطبعة بولاق التي أصدرت طبعة كاملة له في سنة 1270 هجري/ [[1835]] ميلادي، وهي نشرة لا تستحق دائماً ثقة كاملة رغم الجهد الواضح الذي بذله مصححها الشيخ محمد عبدالرحمن قطه العدوي المتوفى سنة 1281 هجري/ [[1864]] ميلادي، فنحن لا نعرف الأصول التي اعتمدت عليها مثل بقية الكتب التي أخرجتها مطبعة بولاق القديمة، وجاءت مليئة بالأخطاء والتصحيف والسقط الذي وجد في أصولها المعتمد عليها والتي حاول مصححها تصويبه قدر الطاقة أو الإشارة إليه. ومع ذلك فلا تزال هذه النشرة هي الأساس الذي تعتمد عليه كل الدراسات التي تتناول تاريخ عواصم مصر الإسلامية وخططها ومعالمها الأثرية في غياب أي نشرة أخرى محققة للكتاب.
 
يدخل موضوع هذا الكتاب في مجال فن كتابة الخطط، الطبوغرافيا- وهو نوع من الجغرافيا التاريخية الاقليمية, وقد عرف هذا الفن في كثير من أقطار [[عالم إسلامي|العالم الاسلاميالإسلامي]] حيث اشتملت مقدمات الكتب التي أرخت للمدن الإسلامية مثل «تاريخ [[بغداد]]» [[الخطيب البغدادي|للخطيب البغدادي]] و«تاريخ دمشق» [[ابن عساكر|لابن عساكر]] و«الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة» [[عنترة بن شداد|لابن شداد]] على أوصاف [[طبوغرافيا|طبوغرافية]] لهذه المدن، ومع ذلك فنستطيع القول إن هذا الفن من الفنون التي اختصت بها مصر الإسلامية ونما وتطور بها على مدى تاريخها الطويل، وكان له فيها تاريخ مجيد مهد الطريق إلى الاكتمال الذي بلغه هذا الفن في مؤلف [[تقي الدين المقريزي|المقريزي]] الضخم «المواعظ والاعتبار» الذي يعد بلا جدال أكبر ممثل لنمط الخطط. فالكتاب أحد مفاخر التراث العربي، فهو أشمل وأوسع كتاب كتب عن مدينة إسلامية تناول فيه مؤلفه بطريقة تدعو إلى الإعجاب الظواهر التاريخية والعمرانية والطبوغرافية للمدينة، وهو بذلك يختلف عن «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي، وتاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر؛ فهذان الكتابان- وهما أكبر ما ألف في تواريخ المدن- اتبعا منهاجا مخالفا، وكان غرض مؤلفيها هو الترجمة لمن ولد أو أقام أو دخل أو توفي في هاتين المدينتين من الخلفاء والسلاطين والعلماء والأدباء، والشعراء والفقهاء... إلخ، وهو ما فعله المقريزي في كتابه المقفى الكبير مع مقدمة في وصف المدينة وتخطيطها لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بعمل المقريزي الذي بلغ الذروة بفن الخطط في كتابه المواعظ، كما ان المقريزي- وان لم يكن آخر المؤلفين في هذا المجال- إلا أنه أعظمهم مكانة.
 
الكتاب كتاب مؤسس في التاريخ العمراني وأول كتاب متخصص في تاريخ مدينة، لا يوجد كتاب أقدم منه فكتاب «[[تاريخ فلورنسة]]» وهو أول كتاب في تاريخ المدن في أوروبا كتب سنة 1480 ميلادي أي بعد وفاة المقريزي بنحو أربعين عاما .