مراد الثاني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط الرجوع عن تعديل التنوين
ط تصحيح طويلا
سطر 36:
تولَّى مُراد الثاني عرش الدولة العُثمانيَّة بعد وفاة والده مُحمَّد، واشتهر بين مُعاصريه بِلُجوئه إلى مُسايسة أعدائه كُلَّما كان بِوسعه ذلك، وكان - على الرُغم من ذلك - مُغرماً بِالفُتُوحات، على أنَّهُ لم يشن حربًا إلَّا وهو واثق من النصر، وكان ذا حزمٍ وعزمٍ، وهو وإن لم يُضارع أسلافه في الفُتُوح إلَّا أنَّهُ كان جديرًا بِأن يشترك مع والده بِحمل لقب الباني الثاني لِلدولة العُثمانيَّة، وذلك لِأنَّ السُلطانين توصَّلا بِجُهُودهما الكبيرة إلى إعادة الشأن لِلدولة العُثمانيَّة كما كان لها قبل [[معركة أنقرة|نكسة أنقرة]] على يد المغول بِقيادة [[تيمورلنك]].<ref name="مغبغب">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حيدر بن أحمد الشهابي|الشهابي، حيدر بن أحمد]]|المؤلف2= تحقيق: [[نعوم مغبغب|نعُّوم مُغبغب]]|العنوان= الغُرر الحسان في تواريخ حوادث الأزمان|volume=الجُزء الأوَّل|الطبعة= الأولى|الصفحة= 526 - 527|السنة= [[1900]]|الناشر= مطبعة السلام|تاريخ الوصول= [[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م|المكان=[[القاهرة]] - [[الخديوية المصرية|الخديويَّة المصريَّة]]|المسار= https://ia802508.us.archive.org/zipview.php?zip=/24/items/OldBooks-43/26_OldBooks-43.zip&file=26%20OldBooks-43%2F%D0%B2%D0%AF%D0%B9%D1%8F%D0%B6%20%D0%AF%D1%89%D0%AA%D1%8A%D1%8F%D0%B9%20%D0%B5%D1%8F%D0%B7%D0%B9%20%D0%AA%D0%B5%D1%8A%D0%B7%20%D0%AF%D1%89%D0%BC%D1%8C%D0%AF%D0%B0%D1%8F.pdf}}</ref><ref name="طقوش1">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقّوش، مُحمَّد سُهيل]]|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثالثة|الصفحة= 100|السنة= [[1434هـ]] - [[2013]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432||تاريخ الوصول= [[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار=https://ia600309.us.archive.org/19/items/ottn_hist7/ottoman.pdf}}</ref> حاصر مُراد الثاني [[القسطنطينية|القُسطنطينيَّة]] بِجيشٍ عظيم لكنَّهُ لم يُوفَّق إلى فتحها، وكان حصارها عقابًا لِلرُّوم على إطلاقهم سراح الشاهزاده مُصطفى بن بايزيد، عم السُلطان مُراد المُدِّعي بِالحق في عرش آل عُثمان، وإثارة الأخير بلبلة في وجه ابن أخيه.<ref name="محمد فريد">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 153|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf|تاريخ الوصول=[[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م}}</ref> وتمكَّن السُلطان مُراد من إخضاع جميع [[إمارات الأناضول|الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول]] التي كان جدُّه بايزيد قد ضمَّها إلى الدولة العُثمانيَّة ثُمَّ أقامها تيمورلنك مُجددًا لمَّا تغلَّب على العُثمانيين في معركة أنقرة، كما أجبر الإمبراطور البيزنطي على الخُضُوع لِلدولة العُثمانيَّة ودفع [[جزية]] معلومة، واستطاع الاستيلاء على كُل الحُصُون والقلاع التي كانت لم تزل تحت تصرُّف الرُّوم في سواحل [[الروملي|الروملِّي]] وبلاد [[مقدونيا (منطقة)|مقدونيا]] و[[ثيساليا|تساليا]]. واستخلص كُل المُدن الواقعة وراء برزخ [[كورنث|كورنثة]] حتَّى باطن [[بيلوبونيز|المورة]].<ref name="مغبغب" /> بعد ذلك حاول مُراد الثاني أن يُخضع [[البلقان]] لِسيطرته ويضمُّه إلى [[العالم الإسلامي|ديار الإسلام]]،<ref name="المصور">{{مرجع كتاب|المؤلف1= جحا، شفيق|المؤلف2= [[منير البعلبكي|البعلبكي، مُنير]]|المؤلف3= [[بهيج عثمان|عُثمان، بهيج]]|العنوان= المُصوَّر في التاريخ|الإصدار= التاسعة عشرة|السنة= 1999م|الناشر= [[دار العلم للملايين]]|المكان= بيروت، لُبنان|الصفحة=122}}</ref> لكنَّ البابا [[إيجين الرابع]] تخوَّف من التمدُّد الإسلامي في قلب [[أوروبا|أوروپَّا]] لا سيَّما بعدما استنجد به الإمبراطور البيزنطي [[يوحنا الثامن باليولوج|يُوحنَّا الثامن پاليولوگ]]، فعقدت البابويَّة مُحالفة بين عدَّة مُلُوك غربيين كي يُساعدوا الرَّوم على مُحاربة المُسلمين وتخليص البلقان منهم، ووعد الإمبراطور البيزنطي مُقابل ذلك أن يسعى لِإقناع [[بطريركية القسطنطينية المسكونية|بطريركيَّة القُسطنطينيَّة المسكونيَّة]] وجميع [[مسيحية شرقية|بطاركة الشرق]] بِالخُضُوع لِلبابا.<ref name="مغبغب" /> بناءً على هذا، قامت حملة صليبيَّة كبيرة سنة [[846هـ]] المُوافقة لِسنة [[1442]]م، تألَّفت من قُوَّاتٍ [[مملكة المجر|مجريَّةٍ]] بِالمقام الأوَّل، وعلى رأسها [[يوحنا هونياد|يُوحنَّا هونياد]]، والتقت بِالعُثمانيين عند مدينة [[نيش]]، فهزمتها هزيمة قاسية كان من نتائجها بعثُ الروح الصليبيَّة في أوروپَّا، وإعلان النضال الديني ضدَّ العُثمانيين.<ref name="المصور" />
 
بعد هزيمته النكراء ووفاة ابنه علاء الدين، شعر السُلطان مُراد بِتعبٍ من أعباء السلطنة وهُمُوم الدُنيا، فتنازل عن المُلك لِولده [[محمد الفاتح|مُحمَّد]]، وانقطع لِلعبادة في [[تكية|تكيَّة]] [[مانيسا (محافظة)|مغنيسية]] وانتظم في سلك [[درويش|الدراويش]]. ولمَّا سمعت الدوائر الحاكمة في أوروپَّا بِذلك فسخت الهدنة وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة الدولة العُثمانيَّة، فأُجبر السُلطان مُراد على الخُرُوج من عُزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها من الأخطار المُحدقة بها، فقاد جيشًا جرَّارًاوالتقىجرَّارًا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة [[فارنا|وارنة (ڤارنا)]] [[بلغاريا|البُلغاريَّة]] و[[معركة فارنا|انتصر عليها انتصارًا كبيرًا]]، ثُمَّ عاد إلى عُزلته لكنَّهُ لم يلبث بها طويًلاًطويلًا هذه المرَّة أيضًا، لأنَّ عساكر [[إنكشارية|الإنكشاريَّة]] ازدروا بِالسُلطان مُحمَّد الفتى، وعاثوا فسادًا في العاصمة [[أدرنة]]، فعاد السُلطان مُراد إلى الحُكم لِلمرَّة الأُخرى، وأشغل جُنُوده بِالحرب في أوروپَّا، وبِالأخص في [[تاريخ ألبانيا|الأرناؤوط]]،<ref name="مغبغب" /> لِإخماد فتنة [[إسكندر بك]] الذي شقَّ عصا الطاعة وثار على الدولة العُثمانيَّة، لكنَّ المنيَّة وافت السُلطان قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء على الثائر المذكور، وذلك في [[11 محرم|11 مُحرَّم]] [[855هـ]] المُوافق فيه [[13 فبراير|13 شُباط (فبراير)]] [[1451]]م.<ref name="طقوش1" />
 
كان مُراد الثاني شاعرًا ينظم القصائد [[اللغة الفارسية|بِالفارسيَّة]] و[[اللغة العربية|العربيَّة]] و[[لغة تركية عثمانية|التُركيَّة]]، وشهد عهده أهم الخُطُوات على صعيد الحياة الثقافيَّة العُثمانيَّة؛ وخاصَّةً على صعيد الفلسفة السياسيَّة، ويُسجِّل عهده نهاية الثقافة العُثمانيَّة المُتأثرة بِالثقافتين العربيَّة والفارسيَّة، من واقع ظُهُور أولى المُؤلَّفات المُسهبة بِاللُغة التُركيَّة التي أخذت تحل محل لُغتيّ الأدب العربيَّة والفارسيَّة.<ref name="مصطفى">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد عبد الرحيم مصطفى|مُصطفى، أحمد عبد الرحيم]]|العنوان= في أُصُول التاريخ العُثماني|الطبعة= الثانية|الصفحة= 65|سنة= [[1406هـ]] - [[1986]]م|الناشر= دار الشُرُوق|تاريخ الوصول= [[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://ia800202.us.archive.org/19/items/waq50653/50653.pdf}}</ref> وكان هذا السُلطان جليلًا صالحًا، اهتمَّ بِالعلم واعتنى بِالعُلماء، كما كان واسع العطاء بحيث خصَّص [[الحرمين الشريفين]] بِمبلغ ثلاثة آلاف وخمسُمائة دينار سنويًّا.<ref name="طقوش1" /> وقد وصفه المُؤرِّخ [[ابن تغري|ابن تغري بردي]] بِقوله: {{مض|... وَكَانَ خَيْرُ مُلُوكِ زَمَانِهِ شَرْقًا وَغَربًا، مِمَّا اشتَمَلَ عَلَيهِ مِنَ العَقلِ وَالحَزمِ وَالعَزمِ وَالكَرَمِ والشَّجَاعِةِ وَالسُّؤدَدِ، وَأَفْنَى عُمْرَهُ فِي الجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله تَعَالَىٰ، وَغَزَا عِدَّةَ غَزَوَات، وَفَتَحَ عِدَّة فُتُوحَات، وَمَلَكَ الحُصُونَ المَنِيعَة، وَالقِلَاعَ وَالمُدُن مِنَ العَدُوِّ المَخذُولِ...}}.<ref name="ابن تغري">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[ابن تغري|ابن تغري بردي، أبو المحاسن جمالُ الدين يُوسُف الأتابكي اليشبقاوي الظاهري]]|العنوان= النُجُوم الزاهرة فى مُلُوك مصر والقاهرة|الطبعة= الأولى|الصفحة= 3|سنة= [[1383هـ]] - [[1963]]م|الناشر= [[وزارة الثقافة (مصر)|وزارة الثقافة]]|تاريخ الوصول= [[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م|volume=الجُزء السادس عشر|المكان= [[القاهرة]] - [[الجمهورية العربية المتحدة|مصر]]|مسار= https://ia800200.us.archive.org/24/items/FP159836/16_159844.pdf}}</ref>