بيلاطس البنطي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
Glory20 (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 113:
 إن هذا ما جعل للإكتشاف المزعوم لنسخة رسمية ل " حكم الموت الصادر من بيلاطس " تأثيرا كبيرا في أوروبا و الولايات المتحدة عندما أعلن عنه في منتصف القرن التاسع عشر . جرى الحديث أول مرة عن هذا الإكتشاف في الورقة الفرنسية المعروفة باسم Le Droit في ربيع عام 1839م . لقد اكتشف سريعا أن هذا عمل مزور , و لكن طفى الأمر على السطح مجددا في ألمانيا بعد هذا بعشر سنوات , و بشكل متكرر في أماكن أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة لعقود أخرى بعد ذلك . 
 
لقد زعموا أن " حكم الموت " هذا قد اكتشف على صفيحة نحاسية أكتشفت في جنوب إيطاليا في مدنية " آكويلا " Aquila بالقرب من " نابلس " Naples في عام 1280 م . قالوا أن مجموعة من العمال كانوا يحفرون بحثا عن الآثار الرومانية القديمة , و بينما هم كذلك اكتشفوا وعاء رخاميا بداخله صفيحة نحاسية منقوش عليها باللغة العبرية . و لما ترجموا النص العبرى وجدوا أنه يحتوى على نسخة رسمية من مذكرة " حكم الموت " الذىالذي أصدره بيلاطس البنطى . و على الناحية المقابلة تعليمات بإرسال هذه المذكرة لكل أسباط شعب إسرائيل .
 
لقد زعموا أن هذه الصفيحة قد فقدت , و لكن تم اكتشافها مجددا أثناء الإحتلال الفرنسى لمملكة " نابلس " في عام 1806 – 1815 م . و لما تم نشرها بعد ذلك بعقدين من الزمان , بلغ حد الإطراء على هذا الإكتشاف إلى حد وصفه بأنه " أعظم وثيقة قانونية موجودة " . في هذه الوثيقة , يأمر " بيلاطس البنطى حاكم الجليل الأدنى " بأن " يموت يسوع على الصليب " , و يقال أن هذا قد حدث في العام السابع عشر لحكم الإمبراطور طايبريوس (عام 31 م ) في السابع و العشرين من شهر مارس في " أورشليم أقدس المدن " . 
سطر 119:
كان السبب في حكم الموت هذا هو ارتكاب يسوع لست جرائم . فقد كان رجلا مُضلا , و محرضا على الفتنة , و عدوا للقانون , و قد زعم كذبا بأنه ابن الله , و قد دخل الهيكل يتبعه جمع يحملون فروع النخل . و قد وقع على مذكرة الموت هذه أربعة شهود هم : دانيال روبانى , جوانوس روبانى , رافائيل روبانى و " المواطن كابيت " . 
 
لم يجد العالم المتمكن " إيدجار جود سبيد " Edgar Goodspeed صعوبة في إظهار أن الوثيقة هذه بجملتها عمل مزور . فليس من المفهوم أن يقوم مسئول رومانى بمحاولة تبرير إدانته لمجرم أمام الشعب اليهودى و لا أن يرسل هذا التبرير ل " أسباط إسرائيل " و التى لم توجد في واقع الأمر منذ عدد من القرون . و أيضا فإن بيلاطوس المسئول الرومانى لم يكن ليكتب باللغة العبرية التى لا يعرفها . و أيضا فإن بيلاطوس لم يكن حاكم الجليل الأدنى , بل حاكم اليهودية . و بما أن بيلاطس لم يكن يهوديا , فلم يكن ليشير إلى أورشليم بوصف " أقدس المدن " . و أيضا فإن تاريخ السابع و العشرين من مارس الوارد بالوثيقة هى طريقة حديثة للتأريخ لم يكن يعرفها العالم القديم . و أيضا فإن مصطلح " روبانى " الذىالذي وُصف به ثلاثة من الشهود يبدو أنه شكل خطأ لمصطلح " رابان " Rabban الذىالذي يعنى " معلم " , و ربما أن كاتب هذه الوثيقة قد وقع في هذا الخطأ اللغوى بسبب أن هذه الكلمة بلغة المخاطَب – كما ورد مثلا في يوحنا 20 – 16 – تُكتب " رابونى " . و أيضا فإن الاسم " جوانوس " ليس من الأسماء القديمة في أى من اللغات ذات الصلة . و أيضا فإن الاسم " كابيت " اسم فرنسى . و أيضا لا يوجد لفظ في العبرية يعنى " مواطن " citizen .
 
إن هناك مشكلات أخرى بالوثيقة , و لكن ما قلناه يكفى لتوضيح أنها وثيقة مزورة . و أيا من يكون قد كتب هذه الوثيقة , فقد كان عمله رديئا جدا , على الرغم من أن عمله المزور هذا قد لاقى نجاحا في كل من أوروبا و الولايات المتحدة لمدة تزيد على قرن من الزمان .