مملكة بيت المقدس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 2A02:ED0:4232:DC00:8085:C03E:3BB:3B75 إلى نسخة 34869189 من MenoBot.
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
سطر 53:
=== الحملة الصليبية الأولى وتأسيس المملكة ===
{{مفصلة|الحملة الصليبية الأولى}}
في عام 1095 انعقد مجمع كليرمونت بناءً على دعوة البابا [[أوربان الثاني]] وذلك بهدف مساعدة [[الإمبراطورية البيزنطية]] في صد هجمات [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]]، الذين فتحوا قسطًا وافرًا من مدن الإمبراطورية في [[الأناضول]]، كذلك كان من بين الأهداف أسباب مختلفة دينية وسياسية واقتصاديّة أيضًا؛<ref>سيد أمير علي، مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي، ص279، منقولة عن "إدوارد غيبون"، [[القاهرة]] - [[مصر]]، [[1938]]م.</ref> وقد أجمع المؤتمرون على أهمية "تحرير الأراضي المقدسة". انطلاق [[الحملة الصليبية الأولى]] تمّ عام 1098 واستطاعت هزيمة السلاجقة والسيطرة على [[الرها]] ثم [[أنطاكية]] وتابعت طريقها محاذية الساحل الشامي نحو الجنوب حتى وصلت [[القدس]] من [[الرملة]] في 7 يونيو 1099 وضربت حصارًا حول المدينة من جميع نواحيها؛<ref name="حصار">[http://www.islamstory.com/سقوط-بيت-المقدس الصليبيون في بيت المقدس]، قصة الإسلام، 26 تموز 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160411104055/http://islamstory.com/سقوط-بيت-المقدس |date=11 أبريل 2016}}</ref> ووصلت تعزيزات قادمة من [[جنوة]] للمحاصرين عبر [[يافا]] في 15 يونيو 1099؛ وبعد أكثر من شهر على الحصار تمكّن المحاصرون من [[حصار القدس (1099)|اقتحام المدينة]] في 15 يوليو 1099، قبيل وصول جيش [[الخلافة الفاطمية]] من [[مصر]] بهدف تخفيف الضغط عن المدينة؛ وقد جرت عمليات قتل جماعي وسلب ونهب ذهب ضحيته سبعون ألفًا من سكان المدينة كما نقل مؤرخو العصور السالفة،<ref name="حصار"/> وقال البعض عشرين ألفًا،<ref>الاستيطان الصليبي في القدس: مملكة بيت المقدس اللاتينية، يوشع براور، ترجمة عبد الحافظ البنا، دار عين للنشر والدراسات، الزقازيق 2001، ص.29</ref> ومن المؤرخين الذين ذكروا تلك الحوادث [[وليم الصوري]]، المؤرخ الصليبي، الذي قال أن مجزرة رهيبة وقعت لدى اقتحام الصليبيين للمدينة.<ref name="حصار"/>
 
في 17 يوليو عقد الأمراء وقادة الحملة اجتماعًا لانتخاب ملك القدس وتوزيع الأراضي القريبة المسيطر عليها [[الرملة|كالرملة]] و[[اللد]] و[[بيت لحم]]؛ وشهد الاجتماع خلافات عديدة حول شخصية الحاكم المفترض، ويمكن القول أن أبرز المرشحين كان [[جودفري|جودفري بن بويون]] [[فرنسا|الفرنسي]] ودوق [[لورين|اللورين السفلى]] وقائد الجيش، و[[ريمون تولوز|ريمون الرابع]] صديق البابا [[أوربان الثاني]] وأحد أبرز قادة الحملة، و[[تانكرد]] ابن شقيق [[بوهيموند]] الذي غدا أمير [[طرابلس]] فيما بعد؛ الخلاف حُلّ في 22 يوليو بانتخاب [[جودفري|جودفري الأول]] ملكًا، وقد أظهر تقى وورعًا، إذ لقب نفسه "حامي بيت المقدس" ورفض أن يرتدي [[تاج|تاجًا]] في بلد لبس فيه [[يسوع]] تاجًا من شوك، وفق [[إنجيل|الإنجيل]].<ref>[http://www.islamstory.com/من-يحكم-بيت-المقدس-؟ من يحكم بيت المقدس؟]، قصة الإسلام، 26 تموز 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100920231346/http://www.islamstory.com:80/من-يحكم-بيت-المقدس-؟ |date=20 سبتمبر 2010}}</ref> وفي اليوم نفسه اختير أرنلوف مالكورن [[بطريرك|بطريركًا]] للقدس، ثم عُزل في فبراير 1100 بحجة عدم شرعية انتخابه وانتخب ديمبارت مبعوث البابا بطريركًا،<ref>[http://www.islamstory.com/تعيين-مندوب-بابا-روما-أسقفا-للقدس تعيين مبعوث بابا روما أسقفًا للقدس]، قصة الإسلام، 27 تموز 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100717125129/http://www.islamstory.com:80/تعيين-مندوب-بابا-روما-أسقفا-للقدس |date=17 يوليو 2010}}</ref> وأقيل كهنة [[كنيسة القيامة]] وعيّن بدلاً منهم كهنة [[الكنيسة الكاثوليكية|كاثوليك]].
 
لم يكتف الصليبيون بما حازوا عليه، فقاموا بتوسيع حدود المملكة، ومع أواخر يوليو 1099 فتحت [[نابلس]]، ثم وصل جيش [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]] في 12 أغسطس فالتقى وجيش المملكة الوليدة في [[عسقلان]]،<ref>Asbridge, pg. 326.</ref> وأحرز الصليبيون نصرًا هامًا ضمن لهم السيطرة على [[عسقلان]] و[[غزة]] ثم [[يافا]] و[[حيفا]] و[[عكا]] و[[بيسان]] و[[طبرية]]؛<ref name="توسع">[http://www.islamstory.com/التوسع-الصليبي-بعد-سقوط-بيت-المقدس التوسع الصليبي بعد سقوط مملكة بيت المقدس]، قصة الإسلام، 26 تموز 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111023061613/http://www.islamstory.com:80/التوسع-الصليبي-بعد-سقوط-بيت-المقدس |date=23 أكتوبر 2011}}</ref> والجدير بالذكر أن خلافًا قد وقع حول طبيعة [[عسقلان]] المستقبلية بين الملك جودفري وبين الكونت ريموند، فبينما أصرّ الملك على كون عسقلان تابعة للقدس لتشكل ميناءها الأول ومنفذها مع [[أوروبا]] أراد ريموند الاستقلال بها، حتى أنه سحب فرسانه ومقاتليه بعد إصرار الملك على إبقائها تابعة للقدس.<ref name="توسع"/>
 
دار خلاف آخر بين أمراء المملكة حول طبيعة الدولة بين كونها [[دولة دينية]] يحكمها أسقفها ديبامرت مبعوث البابا، أو [[دولة مدنية]] يحكمها جودفري،<ref>[[وليم الصوري|William of Tyre]], ''A History of Deeds Done Beyond the Sea'', trans. E.A. Babcock and A.C. Krey, [[جامعة كولومبيا|Columbia University Press]], 1943, vol. 1, bk. 9, ch. 16, pg. 404.</ref> واتفق أخيرًا على كونها [[دولة مدنية]] وذلك بمباركة ديبامبرت مبعوث [[البابا]] إلى المملكة، رغم أن طموحه هذا عاد للظهور بعد وفاة جودفري. عام 1100 توفي جودفري بنتيجة المرض، وخلفه شقيقه [[بالدوين الأول]] المتحدر من [[بولونيا]] وقد انتخب في 11 نوفمبر وتمّ التتويج في [[بيت لحم]] يوم 25 ديسمبر 1100 وهو يوم [[عيد الميلاد]]،<ref name="تأسيس">[http://www.islamstory.com/أسر-بوهيموند-وتأسيس-مملكة-بيت-المقدس أسر بوهيموند، وتأسيس مملكة بيت المقدس]، قصة الإسلام، 27 تموز 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111023062336/http://www.islamstory.com:80/أسر-بوهيموند-وتأسيس-مملكة-بيت-المقدس |date=23 أكتوبر 2011}}</ref> بعد تنافس مع [[تانكرد]] والأسقف ديامبرت حول وراثة العرش،<ref name="تأسيس"/> وقد تم إرضاء [[تانكرد]] بمنحه [[إمارة أنطاكية]] بعد أسر أميرها في [[حلب]]. أما بالدوين فكان أول من خلع عليه لقب "ملك المملكة اللاتينية في القدس"، ما شكل ترسيخًا لهوية الدولة الجديدة، وقد قسمت الدولة إلى أربع [[مطرانية|مطرانيات]] و[[أبرشية|أبرشيات]] عديدة تحت سلطة بطريرك القدس.<ref>Hans Eberhard Mayer, ''The Crusades'', 2nd ed., trans. John Gillingham (Oxford: 1988), pp. 171–76.</ref>
 
=== طور التوسع ===
سطر 66:
[[ملف:Baldwin I of Jerusalem depart.jpg|يسار|200بك|تصغير|ملك القدس [[بلدوين الأول]] محاطًا بفرسانه: يعتبر بعض المؤرخين بلدوين الأول المؤسس الفعلي للمملكة.]]
 
في عام 1102 تم عزل ديمبارت عن بطريركية القدس بموافقة مبعوث البابا المخصص لتحقيق بسلوكه وشرعية انتخابه وبذلك تخلّص بالدوين من أشد منافسيه الداخليين،<ref>[http://www.islamstory.com/موقعة-الرملة-الثانية-والتخلص-من-دايمبرت موقعة الرملة الثانية والتخلص من ديمبارت]، قصة الإسلام، 27 تموز 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160412043151/http://islamstory.com/موقعة-الرملة-الثانية-والتخلص-من-دايمبرت |date=12 أبريل 2016}}</ref> وكان في عام 1101 قد وقّع معاهدة صلح مع سلاجقة [[دمشق]] ظلت سارية المفعول مع حكام دمشق حتى عام 1187 ضمنت أيضًا تنظيمًا للمناطق الحدودية وللعلاقات التجارية وانتقال السكّان، وبذلك انتهت حالة الحرب من ناحية الشمال.<ref>الاستيطان الصليبي في فلسطين، مرجع سابق، ص.32</ref>
 
أسس بالدوين نظامًا إقطاعيًا قويًا وحكمًا ملكيًا وراثيًا محصورًا في سلالته، وذلك يعود "لذكائه واجتهاده" كما يقول المؤرخ توماس مادن<ref group="معلومة">'''توماس مادن''' هو مؤرخ أمريكي، ترأس منصب مدير قسم التاريخ في [[جامعة سانت لويس]]. ويعد من المؤرخين الرئيسيين للحروب الصليبية في الولايات المتحدة.</ref> الذي اعتبره "المؤسس الحقيقي لمملكة بيت المقدس"؛<ref>John L. La Monte, Feudal Monarchy in the Latin Kingdom of Jerusalem, 1100–1291. Cambridge, Massachusetts, 1932.
سطر 103:
=== التحالف مع البيزنطيين والحملة على مصر ===
 
مع فتح عسقلان عام 1153 غدت حدود المملكة الجنوبية آمنة،<ref>[http://egypthistory.net/1100/عصر-الوزراء-العظام-الفاطمي/ عصر الوزراء العظام الفاطمي]، تاريخ مصر، 12 آب 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20181005215705/http://egypthistory.net/1100/عصر-الوزراء-العظام-الفاطمي/ |date=5 أكتوبر 2018}}</ref> ولم يعد هناك ما يثير الخوف من مصر التي كانت تحت حكم سلسلة من الخلفاء الضعفاء وفعليًا تحت حكم الوزراء المتنازعين على السلطة. حاول بالدوين الثالث أن يتعامل مع الإمبراطور [[مانويل كومنينوس|مانويل الأول كومينا]] بشكل إيجابي وسعى لإقامة تحالف معه لمواجهة القوة المتزايدة [[زنكيون|للزنكيين]] في [[بلاد الشام]]،<ref>[http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=10570&m=1 اللاتينية (دول المشرق)]، الموسوعة العربية، 12 آب 2011. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160313044711/http://arab-ency.com/index.php?func=display_term&id=10570&m=1&module=pnencyclopedia |date=13 مارس 2016}}</ref> وكانت بداية هذا التحالف عن طريق الزواج بابنة الإمبراطور ثيودورا كومينا، كما تزوج الإمبراطور مانويل من ابنة عم بالدوين الثالث ماريا،<ref>Madden, pp. 64–65</ref> ويقول [[وليم الصوري]] أن الهدف من هذا التحالف "تغيير فقرنا إلى وفرة".<ref>William of Tyre, vol. II, bk. 18 ch. 16, pg. 265.
</ref> شهدت العلاقة بين نور الدين ومملكة بيت المقدس، تفاوتًا كبيرًا في ظل التنافس على تمدد الرقعة الجغرافية لكلاهما، إلى جانب الحروب، أبرمت عدة هدن غالبًا ما كانت قصيرة بين الطرفين، أولها كان عام 1155 ولمدة عام وفي العام التالي، تجددت الهدنة فتم إرسال قطيعة للصليبيين قدرها ثمانية آلاف من الدنانير الصورية، وانتهت المعاهدة بخرقها من قبل بالدوين الثالث عند مهاجمته مراعي بانياس، كذلك فقد عقدت معاهدة بين الطرفين لمدة عامين في 1160، وعلى أثر الزلازل التي اجتاحت بلاد الشام عام 1170 اتجه نور الدين إلى عقد هدنة مع [[عموري الأول|الملك آمالريك]] ويضاف إلى ذلك أنه تم عقد هدنة قصيرة مدتها ثلاثة أشهر عام 1173.<ref>الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والصليبي. د علي الصلابي. صفحة482.</ref>
 
سطر 167:
تحالف ريموند صاحب طرابلس مع صلاح الدين الأيوبي، وأراد من خلال تحالفه مساعدة السلطان في إسقاط غي،<ref name="الكامل 582">{{مرجع كتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن الأثير|عنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء العاشر، أحداث 582 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 142-145}}</ref> ويشير المؤرخون إلى أن الوضع في مختلف أنحاء [[الخلافة العباسية|الدولة العباسية]] كان هادئًا، وبالتالي فإن السلطان لم يكن ينوي تجديد الهدنة المنعقدة ومملكة بيت المقدس عندما يحين أجلها عام 1187، وعمومًا فإن هذا الرأي يظل تخمينًا نظرًا لأن من أسقط الهدنة فعليًا هو رينو دو شاتيون صاحب الكرك والشوبك وجميع ما وراء الأردن، وأحد أهمّ داعمي غي في مجلس البارونات، حين هاجمت قواته قوافل مسلمة. ربما أراد رينو دي شاتيون أن يشن حربًا على طرابلس للقضاء على ريموند الثالث، ولكنّ ثقل هذا الأخير في مجلس البارونات وأهمية بقاء المجلس موحدًا ربما دفعه لتأخير خطته والاستعاضة عنها بمناوشة صلاح الدين.
 
هاجم السلطان الكرك مرة أخرى، وحاصرها في أبريل ومايو 1187؛ في غضون ذلك كان ملك القدس غي يحاول إبرام الصلح مع ريموند الثالث واستطاع إقناعه بوجوب التوحّد ضد صلاح الدين، على أن تكون [[طبريا]] موقع الاشتباك معه، عمومًا فإن الخلافات داخل المعسكر الفرنجي ظلّت موجودة إذ لم يتمكن الطرفان من وضع خطة موحدة للهجوم؛ كان ريموند الثالث يرى أنه من الواجب تجنب معركة ضارية ومباشرة مع الجيش الأيوبي في حين خالفه الملك ذلك، أخيرًا تم الاتفاق على أن تسير الجيوش مباشرة للقاء صلاح الدين في طبريا إثر محاصرة السلطان لها. في 4 يوليو 1187 التقى الطرفان في [[معركة حطين]] التي أفضت لانتصار ساحق لجيش صلاح الدين وهزيمة جيش مملكة القدس ووقوع ملكها [[غي دي لوزينيان|غي دو لوزنيان]] أسيرًا نُقل بعدها إلى [[دمشق]] ثم أطلق سراحه، وكان من نتائج المعركة أيضًا إعدام [[أرناط|رينو دي شاتيون]] الذي توعد صلاح الدين بقتله في حال الظفر به،<ref name="يا بيروت">[http://yabeyrouth.net/content/view/832/41/ يا بيروت: رجال خالدون، صلاح الدين الأيوبي] {{وصلة مكسورة|تاريخ= يونيو 2019 |bot=JarBot}}</ref> إضافة إلى مقتل عدد كبير من جنود المملكة وفرسانها ووقوع عدد آخر منهم في الأسر، أما [[ريموند الثالث]] فكان قد انسحب قبيل الهزيمة من [[معركة حطين]] عائدًا إلى معقله [[طرابلس]]، ولم يتدخل عسكريًا في الأحداث التالية.<ref name="الكامل 582"/>
 
[[ملف:Saladin and Guy.jpg|يسار|300بك|تصغير|[[غي دي لوزينيان]] في معسكر [[صلاح الدين الأيوبي|صلاح الدين]]، بعد [[معركة حطين]]، بريشة سعيد تحسين، [[القرن العشرين]].]]