خوارج: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 37.237.176.43 إلى نسخة 34897993 من Az-gh.
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
سطر 2:
{{تدقيق علمي|تاريخ=أبريل 2019}}
{{تنسيق|تاريخ=أبريل 2019}}
'''الخوارج''' اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على [[الإسلام]] كانو يسمون أنفسهم بـ"اهل الأيمان"، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي [[عثمان بن عفان]]، واشتهرت بالخروج على [[علي بن أبي طالب]] بعد [[معركة صفين]] سنة [[37هـ]]؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليه.<ref>{{مرجع كتاب | الأخير = Al-Yaqoubi | الأول = Muhammad |وصلة مؤلف=Muhammad al-Yaqoubi| سنة = 2015 | عنوان = [[Refuting ISIS: A Rebuttal Of Its Religious And Ideological Foundations]] | صفحات = xvii-xviii| ناشر = Sacred Knowledge |isbn=978-1908224125}}</ref><ref>[http://www.quilliamfoundation.org/wp/wp-content/uploads/publications/free/the-balance-of-islam-in-challenging-extremism.pdf The Balance of Islam in Challenging Extremism]{{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140802045255/http://www.quilliamfoundation.org/wp/wp-content/uploads/publications/free/the-balance-of-islam-in-challenging-extremism.pdf |date=2014-08-02 }}| Dr. Usama Hasan| 2012| quilliam foundation</ref><ref>{{مرجع ويب |مسار=https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/mu.html#People |عنوان=CIA - The World Factbook |ناشر=[[وكالة المخابرات المركزية]] |تاريخ=June 5, 2013 |تاريخ الوصول=June 10, 2013| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190506113435/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/mu.html | تاريخ الأرشيف = 6 مايو 2019 }}</ref><ref>انظر: المعجم العربي الأساسي ، مادة : خرج.</ref> وقد ارتبط الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في معتقداتها الدينية و<nowiki/>بال[[تكفير]] وال[[تطرف]]. وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب [[الكبائر]]، ويقولون بتخليدهم في النار، ويكفرون [[عثمان]] و[[علي]] و[[طلحة]] و[[الزبير]] و[[عائشة]]، ويقولون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى.<ref>كتاب: الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني، تأليف: محمد بن علي الشوكاني، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه: أبو مصعب محمد صبحي بن حسن حلاق، الناشر: مكتبة الجيل الجديد، صنعاء - اليمن، الجزء الأول - المجلد الأول، ص: 856.</ref>. ويلقب الخوارج ب[[الحرورية]] وال[[نواصب]] والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام [[علي بن أبي طالب]] ولم يرجعوا معه إلى [[الكوفة]] واعتزلوا صفوفه ونزلوا ب[[حروراء]] في أول أمرهم، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها ب[[الجنة في الإسلام|الجنة]]، وسموا مارقة، وذلك [[حديث نبوي|للحديث النبوي]] الذي أنباً بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا محكمة لإنكارهم الحَكَمين ([[عمرو بن العاص]] و[[أبو موسى الأشعري]]) وقالوا لا حكم إلا لله. ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه، ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى [[سجستان]] و[[اليمن]]، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين.<ref name="ReferenceA">كتاب: الفرق الكلامية الإسلامية (مدخل ودراسة)، تأليف: علي عبد الفتاح المغربي، الناشر: مكتبه وهبة، الطبعة الثانية: 1995م، ص: 169-170.</ref>
 
== التعريف بالخوارج ==
سطر 65:
# وثانيهم ب[[جزيرة العرب]] استولوا على [[اليمامة]]، و[[حضرموت]]، و[[الطائف]] ومن أشهر أمرائهم: أبو طالوت، و[[نجدة بن عامر]].
وقد كان أكثر الخوارج من أجلاف [[الأعراب]] الذين ألفوا شظف العيش والخشونة، وكانوا عُباداً زهاداً، يقومون الليل ويصومون النهار، كما قال النبي {{ص}}: "يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم"، فلم ينفعهم شيء من ذلك إزاء فساد الأصول والمشارب، حيث غلب عليهم الجهل، فكانوا لا يميزون بين مراتب الأحكام، فكان ما يفسدون في الدين أكثر مما يصلحون. فقد لووا أعناق النصوص، وأساءوا تنزيلها في غير محالها، حيث كفروا المسلمين، وسفكوا دماء الأبرياء، ونهبوا أموالهم، وسبوا نساءهم وذراريهم، وأضعفوا أمر [[الخلافة]]، وشغلوا الأمة زمناً بحروبهم. لأن منطلقهم في الفهم والعقيدة كان أعمى عن رؤية الحق. كما قال الله تعالى: {{قرآن مصور|الكهف|103|104}} ([[سورة الكهف]]: 103-104).<ref name="مولد تلقائيا2">{{مرجع ويب|مسار= http://www.habous.gov.ma/ثقافة-الإمام-3/987-حكم-الشرع-في-دعاوى-الإرهاب/5365-الحاكمية-وظاهرة-الغلو-في-الدين.html|عنوان= الحاكمية وظاهرة الغلو في الدين|ناشر= وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180104082111/http://www.habous.gov.ma:80/ثقافة-الإمام-3/987-حكم-الشرع-في-دعاوى-الإرهاب/5365-الحاكمية-وظاهرة-الغلو-في-الدين.html | تاريخ الأرشيف = 4 يناير 2018 }}</ref>
 
قال الإمام [[الشاطبي]] في [[كتاب الاعتصام|الاعتصام]]: «ومما يوضح ذلك ما خرجه [[ابن وهب]] عن بكير أنه سأل نافعا: كيف رأي [[ابن عمر]] في الحرورية؟ قال: يراهم شرار خلق الله إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. فسر [[سعيد بن جبير]] من ذلك، فقال: مما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ويقرنون معها: (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) فإذا رأوا الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، ومن كفر عدل بربه ومن عدل بربه فقد أشرك، فهذه الأمة مشركون فيخرجون فيقتلون ما رأيت، لأنهم يتأولون هذه الآية. فهذا معنى الرأي الذي نبه عليه [[ابن عباس]]، وهو الناشئ عن الجهل بالمعنى الذي نزل القرآن فيه. وقال نافع: إن [[ابن عمر]] كان إذا سئل عن الحرورية؟ قال: يكفرون المسلمين، ويستحلون دماءهم وأموالهم، وينكحون النساء في عددهن، وتأتيهم المرأة فينكحها الرجل منهم ولها زوج، فلا أعلم أحداً أحق بالقتال منهم».<ref name="مولد تلقائيا4">{{مرجع ويب|مسار= https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=109&ID=1&idfrom=1&idto=145&bookid=109&startno=112|عنوان= الاعتصام للإمام الشاطبي|ناشر= شبكة إسلام ويب| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180104013905/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=109&ID=1&idfrom=1&idto=145&bookid=109&startno=112 | تاريخ الأرشيف = 4 يناير 2018 }}</ref>
وكان أصل بدعتهم التنطع وسوء الفهم، في خلافهم مع علي رضي الله عنه، حيث أنكروا عليه قبول التحكيم، وطلبوا منه الحكم على نفسه بالكفر، أو نقض ما أبرمه مع [[معاوية]]، وقالوا: "لاحكم إلا لله" فصار ذلك شعاراً لهم وسموا "المحكِّمة"، وخرجوا على علي رضي الله عنه بعد رجوعه من [[صفين]]، انحازوا إلى حروراء، وهم يومئذ اثنا عشر ألف مقاتل، بزعامة [[عبد الله بن الكواء]]، و[[شبث بن ربعي]]، ثم ناظرهم علي فرجع منهم ابن الكواء مع عشرة من الفرسان، وانحاز الباقون إلى [[النهروان]] وأمروا على أنفسهم [[عبد الله بن وهب الراسبي]] وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية.
سطر 120:
وذكر الحافظ [[الهيثمي]] أن الإمام [[الطبراني]] رواه وأن [[الإمام أحمد]] روى بعضه قال: ورجالهما رجال الصحيح. وأخرجه الحافظ [[البيهقي]] وذكر نحوه وفيه: فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة. وفي روايات أخرى أنهم كانوا أربعة آلاف ثم زادوا حتى صاروا ستة آلاف أو ثمانية آلاف على اختلاف الروايات.<ref>كتاب: الخلفاء الراشدون مواقف وعبر، إعداد: عبد العزيز بن عبد الله الحُمَيدي، الناشر: دار الدعوة، تاريخ النشر: 2005م، ص: 674-676.</ref>
 
وقد قاتلهم علي مع أعلام [[الصحابة]] في [[معركة النهروان]] عام [[36 هـ]]. وصح عن [[أبي أمامة الباهلي]] رضي الله عنه أنه وقف على قتلاهم من [[الأزارقة]] في أبواب المدائن، فَقَالَ: "كِلابُ النار كِلابُ النار ثلاثاً، شَرُّ قَتْلَى تحت أَدِيمِ السماء، خَيْرُ قَتْلَى من قَتَلُوه"، ثُم قرأ {{قرآن|يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}} ([[سورة آل عمران]]: آية 106).<ref>{{مرجع ويب|مسار= https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=121&pid=62065&hid=21625|عنوان= مسند أحمد بن حنبل|ناشر= شبكة إسلام ويب| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180104072959/https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=121&pid=62065&hid=21625 | تاريخ الأرشيف = 4 يناير 2018 }}</ref> ولذلك قال علي رضي الله عنه لما رأى ما آلوا إليه: "إنه ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه". وقد أبادهم يومئذ عن بكرة أبيهم، فلم يفلت منهم غير تسعة أنفس، صاروا منهم إلى [[سجستان]] و[[اليمن]] و[[عمان]] و[[الجزيرة]]، ومن أتباعهم كان بقايا الخوارج في الجزيرة. وقد تقرب زعيمهم [[عبد الرحمن بن ملجم]] إلى الله، كما زعم، بقتل علي بن أبي طالب، وطعنه وهو في المسجد يصلي، ومدحه بذلك [[عمران بن حطان]] الخارجي. ورغم هزيمتهم في [[معركة النهروان]]، فقد ظلوا شوكة في تاريخ الدولة الإسلامية، وكبدوها الويلات في معارك متواصلة، ثم ضعف شأنهم في [[العصر العباسي]]. وامتد تأثير أفكارهم إلى العصر الحديث.<ref name="مولد تلقائيا2" />
 
== أحاديث عن الخوارج ==
سطر 168:
والإمام [[عبد القاهر البغدادي]] في كتابه ([[الفرق بين الفرق]]) ذكر أنهم: «عشرون فرقة، وهذه أسماؤها: المحكمة الأولى و[[الأزارقة]] و[[النجدات]] و[[الصفرية]]، ثم [[العجاردة]] المفترقة فرقاً منها: الخازمية والشعيبية والمعلومية والمجهولية وأصحاب طاعة لا يراد الله تعالى بها، والصلتية والأخنسية والشبيبية والشيبانية والمعبدية والرشيدية والمكرمية والحمزية والشمراخية والإبراهيمية، والواقفة و[[الإباضية]]، والإباضية منهم افترقت فرقاً معظمها فريقان: حفصية وحارثية. فأما اليزيدية من الإباضية و[[الميمونية]] من العجاردة فإنهما فرقتان من غلاة الكفرة الخارجين عن فرق الأمة... وقد اختلفوا فيما يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها، فذكر الكعبي في مقالاته: أنّ الذي يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها إكفار علي وعثمان والحكمين، وأصحاب الجمل، وكل من رضي بتحكيم الحكمين، والإكفار بارتكاب الذنوب، ووجوب الخروج على الإمام الجائر. وقال شيخنا [[أبو الحسن الأشعري|أبو الحسن]]: الذي يجمعهما إكفار علي، وعثمان، وأصحاب الجمل، ومن رضي بالتحكيم وصوّب الحكمين أو أحدهما، والخروج على السلطان الجائر».<ref>كتاب: [[الفرق بين الفرق]]، تأليف: عبد القاهر البغدادي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: مكتبة دار التراث/القاهرة-طبعة/2007م، ص: 81.</ref><ref>كتاب: الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم، تأليف: [[عبد القاهر البغدادي]]، دراسة وتحقيق: [[محمد عثمان الخشت]]، الناشر: مكتبة ابن سينا، ص: 72.</ref>
 
أما الإمام [[الشهرستاني]] في كتابه ([[الملل والنحل]]) ذكر من فرقهم: المُحَكِّمة الأولى و[[الأزارقة]] و[[النجدات]] العاذرية و[[البيهسية]] و[[العجاردة]] (الصلتية و[[الميمونية]] والحمزية والخلفية والأطرافية والشعيبية والحازمية) والثعالبة (الأخنسية والمعبدية والرشيدية والشيبانية والمكرمية والمعلومية والمجهولية والبدعية) و[[الإباضية]] (الحفصية والحارثية واليزيدية) و[[الصفرية]] الزيادية.<ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع ويب|مسار= http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5649|عنوان= أهم فرق الخوارج|ناشر= مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180101025832/http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5649 | تاريخ الأرشيف = 1 يناير 2018 }}</ref>
 
=== [[الإباضية]] ===
{{مفصلة|إباضية}}
هم أتباع [[عبد الله بن إباض التميمي]]، عاش في النصف الثاني من [[القرن الأول الهجري]] وهو تلميذ التابعي [[جابر بن زيد]] الذي يرى الإباضية المعاصرين أنه المؤسس الأول للمذهب وأنهم نسبوا لابن إباض لأنه أول من هجر بالآراء السياسية المعارضة [[الدولة الأموية|للحكم الأموي]]. ويذكر [[عبد الهادي التازي]] في دراسته «المغرب في خدمة التقارب العربي الإفريقي»، أن أول دخول [[الإسلام]] إلى أقاليم [[أفريقيا]] كان على يد الإباضية الذين كانوا يطاردون من الحكومات [[أهل السنة والجماعة|السنية]] التي هيمنت على شمال القارة الإفريقية، فيهاجرون إلى قلب القارة وغربها.<ref name="مولد تلقائيا3">{{مرجع ويب|مسار= http://shbabbek.com/show/134280|عنوان= سلطنة عمان الهادئة.. كيف يتعايش المتصارعون تحت حكم الإباضية؟|ناشر= موقع شبابيك| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181009063435/http://shbabbek.com:80/show/134280 | تاريخ الأرشيف = 9 أكتوبر 2018 }}</ref>
 
وقد انقسمت الإباضية إلى أربع فرق هم: الحفصية، الحارثية، اليزيدية، وأصحاب طاعة لا يراد بها إلا الله. وقد أجمعوا على أن من دخل في دين المسلمين وجبت عليه الشرائع والأحكام وقف على ذلك أو لم يقف، سمعه أو لم يسمعه. كما قالوا إن من ورد عليه الخبر، عليه أن يعلم ذلك بالخبر. وقال بعضهم: يجوز أن يخلق الله رسولاً بلا دليل، ويكلف العباد بما أوحى إليه، ولا يجب عليه إظهار المعجزة، كما لا يجب على الله تعالى ذلك إلى أن يخلق دليلاً ويظهر معجزة أو لا يفعل. وهذا يعني أنه يكفي لتصديق الرسول والنبي قوله "أنا نبي" و"أنا رسول". وهذا ما قالته [[الكرامية]] من بعد الإباضية. وهو ما ذكر في كتب الفرق عن تأثر الكرامية بالخوراج في مسألة [[النبوة]].<ref>كتاب: التجسيم عند المسلمين: مذهب الكرامية، تأليف: سهير محمد مختار، الناشر: شركة الإسكندرية للطباعة والنشر، سنة النشر: 1971م، ص: 143-145.</ref>
سطر 252:
لكن الإمام [[جلال الدين السيوطي]] يورد أن لعلماء [[أهل السنة]] في تكفير الخوراج قولين مشهورين، المعتمد منهما عدم تكفيرهم، لكنهم متفقون على قتالهم على الرغم من أنهم لم يكفروهم، إنما اعتبروهم عصاة وبغاة ومتمردين. لذلك، لا يجوز بعد هزيمتهم في القتال أن تُغنم أموالهم وتُسبى ذراريهم، ولا يقتل مُدبرهم، ويستندون في ذلك على تصرف الإمام علي معهم في [[معركة النهروان]]، ذلك أن الإمام علي لم يسبِ حريمهم ولم يغنم أموالهم، رغم أن الذين خرجوا عليه قاتلوه واتهمُوه بالكفر، إلا أن الإمام علي وفقهاء ال[[صحابة]] لم يكفروهم، ولم يعتبروهم من أهل الردة الخارجين من الملة. ويعتبر تصرف الإمام علي معهم مستند [[الشيعة]] في عدم اعتبارهم كفاراً. وذهب جمع من الشيعة إلى تكفيرهم لأنهم أنكروا ضرورة الطاعة للإمام وحاربوه، ولكن الحكم فيهم بعد قتالهم مختلف فيه.<ref>كتاب: الأسس الدينية للأصولية في الأديان الإبراهيمية، تأليف: فكري جواد عبد، وعبد الأمير كاظم زاهد، الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، 2017م، ص: 110.</ref><ref>كتاب: سطوة النص خطاب الأزهر وأزمة الحكم، تأليف: بسمة عبد العزيز، الناشر: دار صفصافة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 2016م، ص: 223.</ref>
 
وقد سئل [[علي بن أبي طالب]] رضي الله عنه عن الخوارج فقيل له: أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا، وفي رواية: أمشركون هم؟ فقال: من الشرك فروا. فقيل له: أمنافقون هم؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً، فقيل له من هم إذن؟ قال: إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا، وفي رواية: قوم بغوا علينا فنُصرنا عليهم، وفي رواية: قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا. ذكره [[عبد الرزاق الصنعاني]] في [[مصنف عبد الرزاق|مصنفه]]، و[[ابن أبي شيبة]] بسند صحيح، و[[البيهقي]] في [[السنن الكبرى]]، و[[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]] وقال: فهذا ما أورده [[ابن جرير]] وغيره في هذا المقام.<ref>{{مرجع ويب|مسار= https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=59&ID=947&idfrom=855&idto=856&bookid=59&startno=1|عنوان= البداية والنهاية|ناشر= شبكة إسلام ويب| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180104013907/https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=59&ID=947&idfrom=855&idto=856&bookid=59&startno=1 | تاريخ الأرشيف = 4 يناير 2018 }}</ref>
 
وهناك من الفقهاء والعلماء من كفر الخوارج مستدلاً على ذلك ببعض الأحاديث والاستدلالات. وهناك من الفقهاء والعلماء من يرون عدم تكفير الخوارج، منهم: [[الإمام الشافعي]]، [[القاضي عياض]]، و[[الباقلاني]]، و[[الخطابي]]، و[[ابن بطال]]، و[[أبو إسحاق الشاطبي]]، وغيرهم، فهؤلاء تورعوا عن تكفير الخوارج، واعتبروهم فساقاً غير كافرين.
 
قال الإمام [[النووي]] في [[شرح صحيح مسلم]]: {{اقتباس مضمن|قال [[القاضي عياض]] - رحمه الله تعالى -: قال [[المازري]]: اختلف العلماء في تكفير الخوارج، قال: وقد كادت هذه المسألة تكون أشد إشكالاً من سائر المسائل، ولقد رأيت [[أبا المعالي]] وقد رغب إليه [[عبد الحق الإشبيلي|الفقيه عبد الحق]] - رحمهما الله تعالى - في الكلام عليها فرهب له من ذلك، واعتذر بأن الغلط فيها يصعب موقعه؛ لأن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم منها عظيم في الدين، وقد اضطرب فيها قول القاضي [[أبي بكر الباقلاني]]، وناهيك به في علم الأصول، وأشار ابن الباقلاني إلى أنها من المعوصات؛ لأن القوم لم يصرحوا بالكفر، وإنما قالوا أقوالاً تؤدي إليه، وأنا أكشف لك نكتة الخلاف وسبب الإشكال، وذلك أن [[المعتزلي]] مثلاً يقول: إن الله تعالى عالم، ولكن لا علم له، وحي ولا حياة له. يوقع الالتباس في تكفيره؛ لأنا علمنا من دين الأمة ضرورة أن من قال: إن الله تعالى ليس بحي ولا عالم كان كافراً، وقامت الحجة على استحالة كون العالم لا علم له، فهل نقول: إن المعتزلي إذا نفى العلم نفى أن يكون الله تعالى عالماً، وذلك كفر ب[[الإجماع]] ولا ينفعه اعترافه بأنه عالم مع نفيه أصل العلم، أو نقول قد اعترف بأن الله تعالى عالم، وإنكاره العلم لا يكفره، وإن كان يؤدي إلى أنه ليس بعالم، فهذا موضع الإشكال. هذا كلام المازري و[[مذهب الشافعي]] وجماهير أصحابه العلماء أن الخوارج لا يكفرون، وكذلك [[القدرية]] وجماهير [[المعتزلة]] وسائر أهل الأهواء، قال [[الشافعي]] - رحمه الله تعالى -: أقبل شهادة أهل الأهواء إلا [[الخطابية]]، وهم طائفة من [[الرافضة]] يشهدون لموافقيهم في المذهب بمجرد قولهم، فرد شهادتهم لهذا لا لبدعتهم. والله أعلم}}.<ref>{{مرجع ويب|مسار= https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2981&idto=2998&bk_no=53&ID=460|عنوان= شرح النووي على مسلم (باب ذكر الخوارج وصفاتهم)|ناشر= شبكة إسلام ويب| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181020012951/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2981&idto=2998&bk_no=53&ID=460 | تاريخ الأرشيف = 20 أكتوبر 2018 }}</ref>
 
{{اقتباس عالم|[[أبو إسحاق الشاطبي]] في [[كتاب الاعتصام|الاعتصام]]|متن=