الدولة الفاطمية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 2A02:8070:A88:F100:912F:8BAA:F149:C22E إلى نسخة 35365890 من باسم.
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 100:
===خلفيَّة تاريخيَّة===
[[ملف:Aghlabids Dynasty 800 - 909 (AD) - Arabic.svg|تصغير|إفريقية والمغرب الأوسط (ضمن دولة الأغالبة) حيثُ وجد المذهب الإسماعيليّ موطأ قدمٍ بين بعض قبائل البربر.]]
كانت [[شمال أفريقيا]] أرضًا صالحةً لنصرة المذهب الإسماعيلي، ذلك أنَّ [[تشيع|التشيُّع]] العَلَويّ تركَّز مُنذ نشأته في [[المشرق العربي|المشرق]]، وظهر في بيئة [[الكوفة]] مُتعددة الأجناس والقوميَّات، وانتشر بين [[موالي|الموالي]]، ثُمَّ انتقل غربًا بعد المُلاحقات التي تعرَّض لها الشيعة من قبل العبَّاسيين، وكانوا جميعًا من فرع [[الحسن بن علي|الحسن بن عليّ بن أبي طالب]]، وتمركزوا في شمال أفريقيا حيثُ ضعُفت السيطرة العبَّاسيَّة لبُعد المسافة عن مركز اتخاذ القرار في [[بغداد]]، ولصُعوبة المُواصلات، ونشروا التعاليم المُشتركة للمذهب الشيعيّ ومآثر العَلَويين ممَّا أدّى إلى انتشار هذا المذهب بين [[أمازيغ|الأمازيغ البربر]] الذين أدّوا دور الموالي من [[فرس (قومية)|الفُرس]] في المشرق، على الرُّغم من وجود فوارق كُبرى بين الفئتين في طبيعة دعمها للعَلويين بعامَّة، وفي مؤسساتهما ومُنظماتهما، وفي أهدافهما وعقائدهما. ورُبَّما كان العطف على [[آل البيت|آل بيت الرسول مُحمَّد]]، والاعتقادُ بفضائلهم، كبيرًا في [[المغرب العربي|المغرب]] من أيِّ مكانٍ آخر، وقد أتاح [[الدولة الإدريسية|للأدارسة]] السَّيطرة على [[المغرب الأقصى]] بدون مشقَّة وتأسيس دولتهم المُستقلَّة. كما اشتمل [[المغرب الأوسط]][[الجَزائِر حاليا]] في النصف الثاني من [[القرن الثالث الهجري]]، باستثناء الأراضي التابعة لإمام [[تاهرت الجَزائِر]]، على إماراتٍ شيعيَّةٍ بلغ عددها تسعُ إماراتٍ،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[اليعقوبي|اليعقوبي، أبو يعقوب أحمد بن إسحٰق بن جعفر بن وهب بن واضح]]|المؤلف2= تحقيق مُحمَّد أمين الضنَّاوي|العنوان= كتابُ البُلدان|الإصدار= الأولى|الصفحة= 351 - 352 و356|السنة= 1422هـ - 2002م |الناشر= دار الكُتب العلميَّة|الرقم المعياري= 2745134191|المكان= بيروت - لُبنان}}</ref> ممَّا هيَّأ الأرضيَّة الخصبة لزرع وتنمية الدعوة الشيعيَّة. لكنَّ المذهب الإسماعيلي دخل إلى [[إفريقية]] بصورةٍ أكثر تنظيمًا وسريَّةً قبل نحو مائةٍ وخمسةٍ وثلاثين سنة من قُدوم أبي عبدِ الله الدَّاعي،<ref name="القاضي النعمان">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|القاضي النعمان| Ref =افتتاح الدعوة|1970|p=54}}</ref> وذلك في أواسط [[القرن الثاني الهجري]] المُوافق [[القرن الثامن|للقرن الثامن الميلادي]]، وتركَّز في ديار القبيلة الأمازيغيَّة [[كتامة]] في المغرب الأوسط، التي عُرفت بأنَّها أكثرُ القبائل عددًا وأصعبها مُراسًا، إذ كانت تسكُن [[جبال الأوراس]] الوعرة في شمال إفريقية، وهي البلادُ المُمتدَّة من [[طرابلس الغرب]] إلى [[طنجة]].
[[ملف:Tarifit in Marokko-ar.png|تصغير|يمين|خارطة مُقرَّبة لناحيةٍ من بلاد البربر، تظهرُ فيها مدينة الناظور حيثُ انتشر التشيُّع العلوي على يد عبدُ الله بن عليّ بن أحمد الحلواني.]]
مرَّت الدعوة الإسماعيليَّة في بداية انطلاقتها، بمرحلتين: مرحلة الإعداد العقائدي النظري، وتولَّاها اثنان هُما أبو سُفيان الحسن بن القاسم وعبدُ الله بن عليّ بن أحمد، المشهور بالحلواني، ومرحلة الدور العمليّ، وقامت على أكتاف الدَّاعي أبي عبد الله المُحتسب المشهور بالشيعي الصنعاني. ففيما يتعلَّق بالمرحلة الأولى، فقد بعثت القيادة في المشرق أبا سُفيان والحلواني إلى شمال أفريقيا سنة 145هـ المُوافقة لِسنة 762م، وأمرتهما بأن يُبسطا ظاهر علم الأئمَّة وينشُرا فضلهم، وأن يتجاوزا إفريقية إلى حُدود بلاد البربر، وأن لا يعملا في منطقةٍ واحدة.<ref name="القاضي النعمان" /> وقد رجَّح البعض أن يكون الإمام جعفر الصَّادق نفسه هو من أرسلهما وزوَّدهما بهذه التعليمات.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الطالبي| Ref =الدولة الأغلبية2|1995|p=656}}</ref> استقرَّ أبو سُفيان في قريةٍ زراعيَّةٍ يُقال لها «تالة» وهي من ضواحي قرية مرماجنَّة الهواريَّة الأمازيغيَّة، وتقع إلى الشمال من مدينة [[تونس (مدينة)|تونس]] المُعاصرة، وتشغلُ مركزًا تجاريًّا هامًّا، فابتنى فيها [[مسجد|مسجدًا]] وتزوَّج بامرأةٍ من أهلها واشترى [[الإسلام والعبودية|عبدًا]] وأمة، وعاش حياةً مثاليَّة زاهدة، واشتهر بالفضل والعِبادة والذِكر، ممَّا لفت إليه الأنظار، فهرع إليه سُكَّانُ المناطق المُجاورة يسمعون فضائل أهل البيت منه، ويأخذونها عنه. ودعا إلى الإمام [[علي بن موسى الرضا|عليّ بن موسى الرضا]] من آل البيت، وبشَّر بقرب ظُهوره ونعتهُ [[المهدي عند الشيعة|بالمهدي المُنتظر]]، وأضحت مرماجنَّة، بتأثيره، دار هجرةٍ للشيعة. وبفضل موقع المدينة التجاري، استقطب أبو سُفيان التُجَّار وأدخلهم في دعوته التي انتقلت بعد ذلك إلى مدينة [[نفطة]]، وكثُر فيها التشيُّع حتّى غدت تُعرفُ باسم «الكوفة الصُغرى»، ثُمَّ انتشر المذهب الشيعي في الأربس شمالًا.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أبو عبد الله البكري|البكري، أبو عبدُ الله بن عبدُ العزيز]]|العنوان= المُغرِّب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب|الصفحة= 57|السنة= 1911|المكان= باريس - فرنسا}}</ref> بالمُقابل، توغَّل الحلواني في بلاد البربر الأمازيغ، واستقرَّ في [[الناظور (المغرب)|الناظور]] على مشارف أرض قبيلة كتامة البربريَّة، أقوى قبائل تلك الناحية. وسلك نهج زميله أبا سُفيان، فاشتهر ذكره، وأقبل النَّاسُ عليه، وتشيَّع كثيرٌ منهم على يديه وبخاصَّةٍ من قبائل كتامة و[[نفزاوة|نفزة]] وسماتة، وكان يقولُ لهم: {{اقتباس مضمن|بُعِثْتُ أنَا وَأَبُو سُفْيَانَ، فَقِيْلَ لَنَا: «إذْهَبَا إلَى المَغْرِبِ، فَإنَّكُمَا تَأْتِيَانِ أَرْضًا بُوْرًا فًاحْرِثَاهَا وَأَكْرِبَاهَا وَذَلِّلَاهَا إلَى أن يَأْتِيْهَا صَاحِبُ البّذْرِ فَيَجِدُهَا مُذَلَّلَةٌ، فَيَبْذِرُ حَبَّهُ فِيْهَا»}}.<ref name="القاضي النعمان 2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|القاضي النعمان| Ref =افتتاح الدعوة|1970|p=57-58}}</ref> وتوفي أبو سُفيان قبل وصول الدَّاعي [[أبو عبد الله الشيعي|أبي عبد الله الشيعي]]{{للهامش|4}}، أمَّا الحلواني فعاش دهرًا طويلًا ومات في الناظور تاركًا ابنة وعددًا من المعارف، عاش بعضهم طويلًا وأدركوا وصول الدَّاعي أبي عبد الله.<ref name="القاضي النعمان 2" />