قيام الدولة العثمانية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: أضاف قالب:ضبط استنادي
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
سطر 14:
 
== مراد الأول (1362–1389) ==
كانت فاتحة أعمال مراد الأول احتلال مدينة [[أنقرة]] مقر [[إمارة قرمان|إمارة القرمان]]، وذلك أن أميرها واسمه علاء الدين، أراد انتهاز فرصة انتقال المُلك من السلطان أورخان إلى ابنه مراد لإثارة حمية الأمراء المجاورين وتحريضهم على قتال العثمانيين ليقوضوا أركان ملكهم الآخذ في الامتداد يومًا فيومًا، فكانت عاقبة دسائسه أن فقد أهم مدنه.<ref name="فريد بك2"/> وتحالف مراد مع بعض أمراء [[الأناضول]] مقابل بعض التنازلات لصالح العثمانيين، وأجبر آخرين على التنازل له عن ممتلكاتهم، وبذلك ضمّ جزء من الممتلكات التركمانية إلى الدولة العثمانية.<ref group="معلومة">تحالف [[مراد الأول]] مع أمير كرميان الذي زوّج ابنته للأمير [[بايزيد الأول|بايزيد بن مراد]]، وكانت مدينة [[كوتاهيا|كوتاهية]] مهرًا لهما، كما تنازل له عن بعض المدن، منها [[إزمير]]، واجبر مراد الأول أمير الحميد على التنازل له عن بلاده لقاء ثمن، وضمّها إلى الأملاك العثمانية، وهاجم السلطان العثماني إمارة تكة وضمّ قسمًا من أراضيها.</ref> ثم وجّه اهتمامه نحو [[شبه جزيرة البلقان]] التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لتناحر دائم بين مجموعة من الأمراء الثانويين، ففتح مدينة [[أدرنة]] سنة [[1362]]م ونقل مركز العاصمة إليها لتكون نقطة التحرك والجهاد في أوروبا،<ref name="عهد مراد الأول">[http://www.islamstory.com/عهد-مراد-الأول قصة إسلام: السلطان الغازي مراد الأول (761- 791هـ)]. تاريخ التحرير: الأحد، [[28 مارس|28 آذار/مارس]] [[2010]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306195751/http://islamstory.com/عهد-مراد-الأول |date=6 مارس 2016}}</ref> وقد ظلت عاصمة للعثمانيين حتى فتحوا [[القسطنطينية]] في وقت لاحق، كما تم فتح عدّة مدن أخرى مثل [[صوفيا]] و[[سالونيك]]، وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من كل جهة في [[أوروبا]].<ref name="عهد مراد الأول"/> وفي [[12 يونيو]] سنة [[1385]]م، الموافق فيه [[19 جمادى الآخرة]] سنة [[791هـ]]، التقت الجيوش العثمانية بالقوى الصربية - تساندها قوىً من المجر والبلغار والألبانيين - في إقليم "[[كوسوفو|قوصوة]]"، المعروف حاليًا باسم "[[كوسوفو|كوسوڤو]]"، فدارت بين الطرفين [[معركة قوصوة|معركة عنيفة]] انتصر فيها العثمانيون، إلا أن السلطان قتل في نهايتها على يد أحد الجنود الذي تظاهر بالموت.<ref name="عهد مراد الأول"/>
 
[[ملف:Nicopol final battle 1398.jpg|تصغير|[[معركة نيقوبولس]] بين العثمانيين والأوروبيين. يعتبر العديد من المؤرخين هذه المعركة آخر حملة صليبية كبرى نُظمت في [[القرون الوسطى]].]]
سطر 28:
لمّا توفي السلطان [[مراد الثاني]] ارتقى عرش العثمانيين ابنه [[محمد الفاتح|محمد]]، فكان عليه بادئ الأمر أن يُخضع ثورة نشبت ضده في [[إمارة قرمان]] ب[[آسيا الصغرى]]، فاستغل الإمبراطور البيزنطي [[قسطنطين الحادي عشر]] هذا الأمر، وطلب من السلطان مضاعفة الجزية التي كان والده يدفعها إلى البيزنطيين لقاء أسرهم الأمير أورخان حفيد سليمان بن بايزيد المطالب بالعرش العثماني.<ref name="الفاتح"/> فاستاء السلطان محمد من هذا الطلب لما كان ينطوي عليه من تهديد بتحريض أورخان هذا على العصيان، فأمر بإلغاء الراتب المخصص له، وراح يتجهّز لحصار [[القسطنطينية]] والقضاء على هذه المدينة في أقرب فرصة ممكنة. وكان أوّل ما قام به في هذا السبيل تشييده عند أضيق نقطة من مضيق البوسفور قلعة "[[قلعة روملي حصار|روملي حصار]]" القائمة على بعد سبعة كيلومترات من أبواب القسطنطينية.<ref name="الفاتح"/> وعندئذ أرسل الإمبراطور قسطنطين بعثة من السفراء إلى السلطان محمد لتحتجّ لديه على ذلك، فلم يلقوا منه جوابًا شافيًا،<ref>أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 106 ISBN 978-9953-18-443-2</ref> بل أصرّ على البناء لما في القلعة من أهمية استراتيجية. واستنجد الإمبراطور قسطنطين بالدول الأوروبية فلم تنجده إلا بعض المدن الإيطالية، أما [[البابا]] فقد أبدى استعداده لمساعدة الإمبراطور شرط أن تتحد الكنيستان [[مسيحية شرقية|الشرقية]] و[[مسيحية غربية|الغربية]]، ووافق قسطنطين على المشروع، ولكنّ تعصّب الشعب حال دون تحقيق ذلك.<ref name="الفاتح"/><ref group="معلومة">كان الإمبراطور البيزنطي واقعيًا عندما أقنعته المحنة أن الأخوّة والتعاون [[كنيسة كاثوليكية|الكاثوليكي]] - [[كنيسة أرثوذكسية|الأرثوذكسي]] هو أحد الوسائل الأساسية لإنقاذ العاصمة من خاتمة مروعة، وأدرك أن الأسوار والسلسلة الحديدية الغليظة التي أغلقت مدخل [[القرن الذهبي]]، وعزيمة الرجال وحملة إنقاذ من [[أوروبا الغربية]]؛ هي التي يمكنها أن تدفع العثمانيين بعيدًا عن أسوار [[القسطنطينية]]، لذلك طلب النجدة من أوروبا على وجه السرعة، لكن الرد الأوروبي جاء متفاوتًا لصالح كل دولة. وأبدى [[البابا]] نيقولا الخامس استعداده للمساعدة شرط اتحاد الكنيستين [[مسيحية شرقية|الشرقية]] و[[مسيحية غربية|الغربية]]، ووافق [[قسطنطين الحادي عشر|قسطنطين]] على هذا المشروع على الرغم من جذور العداوة التاريخية بين الأرثوذكس والكاثوليك، وتنص بعض المصادر أن قسطنطين توسل إلى البابا وقبّل قدميه حتى وافق، وجرت مراسم دينية في [[آيا صوفيا|كنيسة آيا صوفيا]] وفق المذهب الكاثوليكي، وتولّى إدارة المراسم [[كاردينال|الكاردينال]] "إيزيدور" الذي أرسله البابا لتنفيذ إجراءات الاتحاد. ويبدو أن الشعب البيزنطي اشمأز من ذلك، إذ قال رئيس الوزراء البيزنطي جملته التاريخية: {{اقتباس مضمن|"إنني أفضّل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية"}}.</ref>
[[ملف:Benjamin-Constant-The Entry of Mahomet II into Constantinople-1876.jpg|تصغير|محمد الثاني يدخل القسطنطينية، بريشة جوزيف بنيامين.]]
وكان السلطان قد حشد لقتال البيزنطيين جيشًا عظيمًا مزودًا [[مدفع|بالمدافع]] الكبيرة و[[أسطول|أسطولاً]] ضخمًا، وبذلك حاصرهم من ناحيتيّ البر والبحر معًا. والواقع أن البيزنطيين استماتوا في الدفاع عن عاصمتهم، لكن ما أن مضى 53 يومًا على الحصار حتى كان العثمانيون قد [[فتح القسطنطينية|دخلوا المدينة]] بعد أن هُدمت أجزاء كبيرة من أسوارها بفعل القصف المدفعي المتكرر،<ref name="فريد بك3">تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 164 ISBN 9953-18-084-9</ref> واشتبكوا مع البيزنطيين في قتال عنيف جدًا دارت رحاه في الشوارع، وذهب ضحيته الإمبراطور نفسه وكثير من جنوده.<ref name="فريد بك3"/> حتى إذا انتصف النهار دخل محمد المدينة وأصدر أمره إلى جنوده بالكف عن القتال، بعد أن قضى على المقاومة البيزنطية ونشر راية السلام.<ref name="الفاتح"/> اتخذ السلطان محمد لقب "الفاتح" بعد فتح المدينة، وأضاف إليه لقب "قيصر الروم"، على الرغم من عدم اعتراف بطريركية القسطنطينية ولا [[أوروبا الغربية]] بهذا الأمر، ونقل مركز العاصمة من [[أدرنة]] إلى [[القسطنطينية]] التي غيّر اسمها إلى "إسلامبول"، أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام،<ref name="فتح القسطنطينية">[http://www.islamstory.com/قصة_الخلافة_العثمانية قصة إسلام: محمد الفاتح وفتح القسطنطينية]، تاريخ التحرير: الخميس، [[17 يوليو|17 تموز/يوليو]] [[2008]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160810050255/http://islamstory.com/قصة_الخلافة_العثمانية |date=10 أغسطس 2016}}</ref> وأعطى للمسيحين الآمان وحرية إقامة شعائرهم الدينية،<ref>Stone, Norman "Turkey in the Russian Mirror" pages 86-100 from ''Russia War, Peace and Diplomacy'' edited by Mark & Ljubica Erickson, Weidenfeld & Nicolson: London, 2004 page 94</ref> ودعا من هاجر منهم خوفًا إلى العودة إلى بيوتهم. سقطت [[الإمبراطورية البيزنطية]] عند فتح المدينة بعد أن استمرت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وتابع السلطان محمد فتوحاته في [[أوروبا]] خلال السنوات اللاحقة التي أعقبت سقوط القسطنطينية، فأخضع [[صربيا|بلاد الصرب]] وقضى على استقلالها، وفتح بلاد المورة في جنوب [[اليونان]]، وإقليم الأفلاق و[[البوسنة والهرسك|بلاد البشناق]] و[[ألبانيا]]، وهزم [[البندقية]] ووحد [[الأناضول]] عبر قضائه على إمبراطورية طرابزون الرومية و[[إمارة قرمان]].<ref name="فتح القسطنطينية"/> وقد حاول السلطان محمد أيضًا فتح [[إيطاليا]] لكن وافته المنية سنة [[1481]]م،<ref group="معلومة">يؤمن المسلمون أن [[محمد الفاتح]] هو صاحب البشارة والنبؤة التي قال بها النبي [[محمد]]:{{خط عربي دولي|لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ}}، كما أن هناك نبؤة أخرى يؤمن بها المسلمون هي تلك التي تتحدث عن فتح "روميّة"، أي [[روما]]، إذ قال محمد عندما سُئل: "أي المدينتين تفتح أولاً: أقسطنطينية أو رومية؟"، أن "مدينة [[هرقل]] تفتح أولاً"، أي القسطنطينية. ويبدو أن محمد الفاتح طمح ليحقق النبؤة الثانية كذلك الأمر، حتى يُقال إنه أقسم بأن يربط حصانه في الكنيسة القسطنطينية، حيث تقع اليوم [[كاتدرائية القديس بطرس]].</ref> فانصرف العثمانيون عن هذه الجهة.<ref name="فتح القسطنطينية"/>
 
== مراجع ==