الدولة المرابطية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط روبوت: إضافة بوابات معادلة من المقابل الفرنسي : بوابة:البربر
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
سطر 110:
سنة 448 هـ حاصر نحو ثلاثين ألفاً من مقاتلي جدالة قوات يحيى، وكان معه لبّي بن ورجاي رئيس [[تكرور]]، وكان التقاؤهم بموضع يسمى تيفريلى بين تاليوين وجبل لمتونة.<ref>{{مرجع كتاب|المسار=https://books.google.es/books?id=XRVHDwAAQBAJ&pg=PA89&lpg=PA89&dq=جبل+لمتونة+تاليوين&source=bl&ots=o_Coxa2oB0&sig=E2A4-u13yyCn4WbbGYdSTdhBFHo&hl=es&sa=X&ved=2ahUKEwikoeHe3t_aAhWGtBQKHdZQC1UQ6AEwAHoECAAQMQ#v=onepage&q&f=false|العنوان=صحراء الملثمين وبلاد السودان في نصوص الجغرافيين والمؤرخين العرب|date=2011-01-01|الناشر=Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية|ISBN=9782745170514|اللغة=ar|الأخير=،الدكتور|الأول=حماه الله ولد السالم}}</ref>
 
تُوفى الأمير يحيى بن عمر، فَعيَّن عبد الله بن ياسين أخاه [[أبو بكر بن عمر|أبي بكر]] مكانه، فتأهَّب أبو بكر لغزو [[بلاد السوس]]. وفي ربيع الثَّانِى سنة 448 هـ/يونيو سنة [[1056]]م، سار المرابطون صَوْبَ بلاد السوس، وفي معركة الواحات بزغ نجم [[يوسف بن تاشفين]] التي لعب فيها دور قائد مقدمة جيش المرابطين المهاجم، وبعد فتح مدينة سجلماسة عيَّنه الأمير أبو بكر واليًا عليها، فأظهر مهارة إدارية في تنظيمها،<ref>[http://www.kl28.net/knol4/?p=view&post=289714 فقه التمكين عند دولة المرابطين] دار المعرفة {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> ثم غزا بلاد جزولة وفتح ماسة ثم سار إلى [[تارودانت]] قاعدة بلاد السوس وفتحها، وكان بها طائفة من الشيعة، فحل مذهب أهل السنة والجماعة في مكانها.<ref>في المغرب والأندلس، ص 293.</ref>
 
=== أغمات ===
سطر 165:
 
=== لقب الإمارة ===
لما قتل أبو بكر بن عمر في إحدى غزواته في الصحراء سنة [[480 هـ]] - [[1087]]م.<ref>البداية والنهاية، ص. 12/143.</ref> جمع يوسف بن تاشفين الفقهاء،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/الكامل%20في%20التاريخ%20(نسخة%20منقحة)/ذكر%20وفاة%20يوسف%20بن%20تاشفين%20وملك%20ابنه%20علي:/i900&d1171150&c&p1 سنة خمسمائة: .ذكر وفاة يوسف بن تاشفين وملك ابنه علي:] الكامل في التاريخ، 303 من 379</ref> واقتراحوا عليه لقب أمير المؤمنين، إلا أنه رآه لقب يخص شجرة آل البيت التي ينحدر منها بنو العباس حاكمي مكة والمدينة، وما هو إلا قائم بدعوتهم في الغرب الإسلامي.<ref>رسالة من الخليفة العباسي إلى علي بن تاشفين تحقيق مؤنس حسين، مجاة المعهد المصري، مدريد، عدد 1-2 المجلد الثاني، 1954</ref> معترفا ب[[الخليفة العباسي]] كممثل شرعي ووحيد للخلافة الإسلامية، واقتصر على استعمال ألقاب ''أمير المسلمين'' ''وناصر الدين''<ref>VAN BERCHEM Max, Titre califiens d'Occident, dans J.A., T., IX, mars-avril 1907, pp., 245 sq.</ref> من أجل تثبيت سلطته السياسية على بلاد المغرب والأندلس. تُعد النقود المرابطية الأولى،<ref>HAZARD H. W., The numismatic history of late médiéval North Africa, New York, 1952, pp., 50 sq.</ref> كالدنانير السجلماسية،<ref>إبن عذاري المراكشي، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، دار الثقافة، بيروت، ص ص، 22</ref> دليلا تاريخيا باعتراف ضمني ومبهم بالخليفة العباسي إلى غاية فترة الأمير [[أبو بكر بن عمر المرابطي]]، التي نجد فيها بين سنوات [[440 هـ]] - [[480 هـ]] / [[1058]] – [[1087]]م اسم ''عبد الله أمير المؤمنين''، وغياب لقب العباسي يطرح شكوك حول من المقصود خصوصا وأن مؤسس الحركة المرابطية يدعى عبد الله، إلا أنه يبدو بداية الاعتراف بالخليفة العباسي، خاصة وأن يوسف بن تاشفين لم يكن يحمل في هذه الفترة سوى لقب أمير المغرب الأقصى، ولم يلقب بأمير المسلمين إلا بعد أن أصبحت سلطته واضحة المعالم على المستوى الصحراوي والمغربي والأندلسي.<ref>مجهول، الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، دار الرشاد الحديثة، الرباط، 1979، ص 29</ref> وشرح فقهاء المالكية ليوسف بن تاشفين أن شرعية لقبه لن يكون تامًا إلا بموافقة الخليفة العباسي، فأرسل سفارة إلى الخليفة طالبا منه إمارة الغرب الإسلامي، ترأس البعثة شخصيتين بارزتين: [[أبو بكر بن العربي]]<ref>LAGARDERE Vincent, Abû Bakr b. al-cArabî, Grand Qâdî de Séville, dans R.O.M.M., N° sur al-Andalus, culture et société, N° 40, 2e trimestre, 1985, pp., 91 à 102.</ref> والقاضي المغربي ابن القاسم.<ref>IBN AL-ATÎR, al-Kâmil fî al-târîh, Annales du Maghreb et de l'Espagne, Alger, 1901, pp., 513 à 514.</ref> كان جواب الخليفة مختوم بتوقيع ''[[أبو العباس أحمد المستظهر بالله|المستظهر بالله]]''،<ref>[http://www.dorar.net/enc/history/1014 الخليفة العباسي يقلد يوسف بن تاشفين البلاد التي فتحها] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> مؤكدا على ضرورة استمرار التقليد الخليفي، وبقاء السلطة السياسية في يد أسرة ''بني ورتنطيق'' الصنهاجية التي ينحدر منها يوسف بن تاشفين. وعلى أمير المسلمين أن يستمر في سياسة حماية الثغور الغربية لدار الإسلام والاعتناء بالمذهب المالكي. ويعتبر هذا الاعتراف بالخليفة العباسي موقفا تحالفيا من الوجهة السياسية والمذهبية، للحفاظ على الاستقلال السياسي والمذهبي من خطر [[الخلافة الفاطمية]] القريبة من الحدود المرابطية.
 
=== القضاء ===
سطر 184:
 
=== البحر الأبيض المتوسط ===
في فترات تدهور العلاقات بين المرابطين وبني حماد كانت العلاقات بين المرابطين و[[الزيريون]] تتوطد، خاصةً في عهد الأمير [[تميم بن المعز]]، الذي كان على تواصل بين الأمير يوسف بن تاشفين. وقف الجيش المرابطي مع الزيريين في وجه [[النورمان]] الذين حاولوا مدّ نفوذهم إلى مدن شمال إفريقية التابعة للزيريين،<ref>ابن خلدون جـ4 ص450</ref><ref>كتاب المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، ابن دينار، 1967، المكتبة العتيقة، ص 89.</ref><ref>الكامل في التاريخ جـ 8 ص 157</ref><ref>3 ابن خلدون جـ 6 ص 328</ref> بعد استيلاء السفن النورماندية على [[بلرم]] و[[سرقوسة]] وأكتمال احتلال جزيرة صقلية بعد ثلاثين سنة من الغزوات المتواصلة أعقبها عام [[483 هـ]] / [[1090]]م الاستيلاء على [[مالطة]] فتفاعل كل ذلك لخلق ما سمي ب[[الحرب الصليبية الأولى]] حيث خرجت [[490 هـ]]/ [[1096]]م من غرب أوربا أشتات من البشر يقودها [[بطرس الناسك]] و[[والتر المفلس]] مستهدفةً [[يافا]] دون أن يستطيع أسطول [[الفاطميين]] الوصول إلى المياه السورية لصدهم، فسارع أسطول المرابطين بشن هجوم وقائي على سواحل [[صقلية]] [[جليقية|وجليقية]] [[قطلونية|وقطلونية]]، <ref>ابن خلدون، ج6، ص.161</ref> وبادر المرابطون إلى مطاردتهم شرقي البحر المتوسط إلى سواحل الشام وسواحل الإمبراطورية البيزنطية.<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/3769/209.htm فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : علي محمد محمد الصلابي] تاريخ المغرب والأندلس، ص (311).</ref><ref>[http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/ADAD3partie6.htm الأساطيل العربية الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط المعروف بالبحر الشامي والعربي] عبد العزيز بنعبد الله {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161030221019/http://www.attarikh-alarabi.ma:80/Html/ADAD3partie6.htm |date=30 أكتوبر 2016}}</ref> لكن توالي سنين القحط والجفاف في تونس، وانشغال المرابطين بالموحدين جعل النورمان يعاودون الكرة على أفريقية.<ref>[http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/aass/homear.aspx?id=8&Root=yes&authid=331 علاقة نورمان صقلية بالقوى الإسلامية في شمال إفريقية خلال القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي] جمعة محمد مصطفى الجندي، [[جامعة الكويت]]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170320144353/http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/aass/homear.aspx?id=8&Root=yes&authid=331 |date=20 مارس 2017}}</ref>
 
== الجيش ==
سطر 198:
 
=== الأعلام والرايات ===
[[ملف:Almoravides.JPG|250px|تصغير|يمين|أحد رايات المرابطين، الرسم مأخوذ من لوحة جدارية تمثل حصار ميورقة، موجودة بمتحف الفنون الكتلونية، برشلونة.<ref>[http://art.mnac.cat/fitxatecnica.html;jsessionid=0dda03652192e283d2efbeae91f3aa379fd928e9d5e0f02fea0173c1a590614d?inventoryNumber=071447-CJT Pintures murals de la conquesta de Mallorca] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}}</ref> لعبت]] [[راية|الرايات]] والأعلام دوراً بارزاً عند المرابطين، حيث شكلت عنصراً متميزاً في نظمها الحربية وأساليبها القتالية، وهي تكشف عن جوانب هامة من تطور النظام البدوي في فن القتال. تميزت تقاليد المرابطين في خوض غمار الحرب بطقوس خاصة أدهشت وأرعبت خصومهم.<ref>[http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/adad23partie6.htm دور الأعلام والرايات في تاريخ المرابطين] الدكتور صالح يوسف بن قربة أستاذ الحضارة والآثار الإسلامية ورئيس اللجنة العلمية لقسم الآثار جامعة الجزائر {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120516134025/http://attarikh-alarabi.ma/Html/adad23partie6.htm |date=16 مايو 2012}}</ref> قبل ظهور يوسف بن تاشفين كانوا في إعداد الجند للقتال يعتمدون أساساً على الرجالة والأبالة الذين يقاتلون على النجب التي تقوم في القتال مقام الخيل.
 
يصف الجغرافي [[البكري|أبا عبيد البكري]] الروح المعنوية العالية عند الملثمين المرابطين، ومميزات أسلوبهم القتالي والتاكتيكي، كالدقة في التنظيم والثبات في القتال؛ والغاية من رفع الراية هي البدء والانطلاق في المعركة: ''فإذا نصبت وقفوا وإن مالت جلسوا؛'' واستماتوا في القتال:<ref>حسين أحمد محمود، قيام دولة المرابطين، دا الفكر العربي، القاهرة، 1972، ص. 368</ref><ref>سعدون عباس نصر الله، دولة المرابطين في المغرب والأندلس ـ عهد يوسف بن تاشفين، دار النهضة العربية والطباعة والنشر، بيروت، 1985، ص. 171</ref><ref>يوسف أشباخ، تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، القاهرة، 1940، ص. 478.</ref>{{إقتباس|ولهم في قتالهم شدة وجلد ليس لغيرهم. وهم يختارون الموت على الانهزام ولا يحفظ لهم فرار من زحف، وهم يقاتلون على الخيل والنجب، وأكثر قتالهم رجالة صفوفاً بأيدي الصنف الأول القني الطوال للمداعسة والطعان وما يليه من الصفوف بأيديهم المزاريق يحمل الرجل الواحد منها عدة يرزقها فلا يكاد يخطئ ولا يشوى لهم. ولهم رجل قد قدموه أمام الصف بيده الراية. فهم يفهمون ما وقفت منتصبة، وإن أمالها إلى الأرض جلسوا جميعاً فكانوا أثبت من الهضاب. ومن فر أمامهم لم يتبعوه. وهم يقتلون الكلاب لا يستصحبون منها شيئاً.}}
سطر 213:
بعض المصادر أوردت خبر لقاء [[الإمام الغزالي]] ب[[المهدي بن تومرت]] في المشرق، ودعاءه على أمراء المرابطين بقوله: ''اللهم مزق ملكهم كما مزقوه وأذهب دولتهم كما حرَّقُوه''،<ref>المراكشي، ابن القطان، نظم الجمان، تحقيق د. محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان، ط. 1، 1990.، ص. 73.</ref> في إشارة إلى كتابه [[إحياء علوم الدين]]، لكن المؤرخين اختلفوا حول لقاء ابن تومرت بالإمام، فمنهم من يؤكد ذلك مثل ابن القطان؛ وصاحب الحلل الموشية<ref>الحلل الموشية ص. 104</ref>؛ وابن أبي زرع؛<ref>روض القرطاس، ص. 172</ref>؛ [[أحمد بن خالد الناصري|والناصري]]، <ref>[[الاستقصا لأخبار دول المغرب الاقصى|الاستقصا]]، ج 2، ص. 88</ref>؛ و[[ابن خلكان]]<ref>وفيات الأعيان، ج 6، ص. 46</ref>. ومنهم من تحفظ على هذه الرواية ك[[عبد الواحد المراكشي]]<ref>المعجب في تلخيص أخبار المغرب، صص. 178 ـ 179</ref>؛ و[[ابن خلدون]] <ref>[[كتاب العبر|العبر]]، ج 6، ص. 226</ref>. ومنهم من أنكر اللقاء من الأصل مثل [[ابن الأثير]] <ref>[[الكامل في التاريخ]]، ج 8، ص. 294.</ref>.
 
ورجع ابن تومرت إلى المغرب عام 510هـ / 1126م<ref>تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، [[يوسف أشباخ]]، 2014، ص196</ref>''وقد أصبح بحرا متفجرا من العلم وشهابا في الدين''، حسب تعبير ابن خلدون، فأخذ عليه العلم [[عبد المؤمن بن علي]] وبدأوا في [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] على طريقتهم الخاصة في أرجاء بلاد المغرب الأقصى،<ref>[http://islamstory.com/ar/محمد-بن-تومرت-مؤسس-دولة-الموحدين محمد بن تومرت .. مؤسس دولة الموحدين] د. راغب السرجاني، 18 ديسمبر 2012 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171001163612/http://islamstory.com:80/ar/محمد-بن-تومرت-مؤسس-دولة-الموحدين |date=1 أكتوبر 2017}}</ref> وقد انضمَّ إليهما خمسة آخرون، وأصبحوا بذلك سبعة أفراد إضافة إلى بن تومرت،<ref>ابن خلكان: وفيات الأعيان: 5/49</ref><ref>الذهبي: سير أعلام النبلاء، 19/543</ref><ref>السلاوي: الاستقصا، 2/83</ref>. فوجدوا حسب رؤيتهم أن المنكرات قد كثُرت في بلاد المرابطين، كالخمور التي تفشَّت حتى في مراكش، وعودة الضرائب، والاختلاط صار شيئًا مألوفًا بين الناس؛ ويروي المؤرخون أن ابن تومرت رأى بنفسه امرأة تكشف وجهها ورأسها وقد خرجت وعليها حراسة كبيرة، وحينما استفسر عن صاحبة هذا الفوجة، علم أنها أخت أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، فأنكر ذلك عليها إنكارًا شديدًا؛ حتى إن بعض المصادر تثبت أنه وأصحابه اعتدوا على ذلك الموكب.<ref>ابن كثير: البداية والنهاية، 12/231</ref><ref>[http://www.yasoob.com/books/htm1/m024/28/no2846.html ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/227]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170707101706/http://www.yasoob.com:80/books/htm1/m024/28/no2846.html |date=07 يوليو 2017}}</ref> نظم ابن تومرت صفوفه وأطلق تهديده للمرابطين: «''قد أمرناكم بما نأمر به أنفسنا، من تقوى الله العظيم، ولزوم طاعته، وأن الدنيا مخلوقة للفناء، والجنة لمن اتقى، والعذاب لمن عصى، وقد وجبت لنا عليكم حقوق، فإن أديتموها كنتم في عافية، وإلا فأستعين بالله على قتالكم...''»
 
استمر المرابطين في مشروعهم الجهادي بالأندلس، رغم مواجهتهم قيام [[ثورة المريدين]] التي قادها [[ابن قسي]] في [[ميرتلة]] بالبرتغال وثورات أخرى في يابرة وشلب وباجة وغيرها من مدن الأندلس، وبالأخص لخطر الموحدين بالمغرب في نفس الوقت، فاشتدت المعارك في غرب الأندلس الذي تكاثرت عليه ضربات القشتاليين. تمكن [[أبو محمد البشير الونشريشي]]، أحد أصحاب ابن تومرت العشرة وقائد جيشه، إلى أسوار مدينة مراكش، ثم أرتد عائداً إلى الجبل، وعندها أمر الأمير علي بن يوسف بالأخذ بكافة الاحتياطات، من أجل اتقاء حرب المفاجأة، فتهيأ لدفع الخطر عن مراكش بتعبئة عسكرية كبيرة وراسل ابن تومرت بالكف عن سفك الدماء وإثارة الفتنة. لم تلق هذه الرسالة أذناً صاغية لدى محمد بن تومرت.<ref>[3]- خليل إبراهيم السامرائي, الفصل الرابع لكتاب تاريخ المغرب العربي, مجموعة مؤلفين ,ملزمة تدرس لطلاب البكالوريوس بكلية الآداب بجامعة ذمار, ص: 289</ref> استعان الأمير علي بن يوسف بالمهندسين الأندلسيين لتحصين المدن والقلاع على شكل خط دفاع لوقف تمرد المصامدة، وهي قبيلة ابن تومرت، وأحد الفروع الثلاثة الكبرى لقبائل الأمازيغ، المتحصنين في جبال المغرب. يروي مؤرخ الموحدين [[البيذق (مؤرخ)|البيذق]] عن المرابطين الذين يصفهم ب[[مجسمة|المجسمة]]: «''أخذ المجسمون الحصون وبنوها، في مواضع دارت بها الجبال من جميع الجهات، لكي ينتصروا بها على الموحدين''». في وقت كانت فيه كل جهود الدولة منصرفة للجهاد في الأندلس، والتي جندت في سبيلها كل مرافق البلاد وأغلب مواردها ودخلها. أدى انشغالهم الجديد بحرب الموحدين على أرض المغرب إلى ضعف قوتهم، حيث قام ابن تومرت بمنازلة المرابطين في مواقع عديدة، ابرزها وأضخمها تسع معارك، انتهت سبع منها بانتصارهم على المرابطين، وهُزموا في اثنتين. وبعد وفاة ابن تومرت تولى قيادة الموحدين [[عبد المؤمن بن علي]] الذي استطاع تجميع الموحدين، وبعد ذلك اتجه لقتال المرابطين.
سطر 247:
وتمتع المسيحيون (راجع [[المرابطون#المسيحيين والمولدين]]) واليهود (راجع [[المرابطون#اليهود]]) بحرية ممارسة شعائرهم، حيث كانت مساكنهم في أحياء خاصة بهم وعادة ما تكون مزودة بكل المرافق الاجتماعية التي تخصهم ففي مراكش مثلا خصص لهم حي به [[حانة|حانات]] وأسواق لبيع [[الخمور]] و[[الخنزير|لحم الخنزير]].<ref>ابن خلكان: وفيات الأعيان مج (4)، ص 300</ref>
 
وجاء في فتوى لابن تاشفين أن الذين أسلموا خوفا يقبل إسلامهم، وإذا رجعوا عن الإسلام لهذا السبب يعذرون " إذ لا ملامة عليه (من رجع إلى النصرانية) في أن يفر من الظلم بالخديعة والتلاعب.<ref>[http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/ADAD1partie11.htm الونشريسي أبو العباس أحمد بن يحيى ، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل أفريقية والأندلسي والمغرب ، إشراف محمد حجي، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، ج 8 ، ص . 63 .] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160324192913/http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/ADAD1partie11.htm |date=24 مارس 2016}}</ref>
=== التصوف ===
من أقطاب التصوف في تلك الفترة تبرز أسماء [[ابن برجان|ابن بَرَّجان]] و[[ابن العريف]] و[[ابن قسي]] و[[ابن حرزهم]]. وكان الأمير [[علي بن يوسف]] متسامحا وكريما مع المتصوفة، خصوصا مع من انقطع منهم للعبادة والزهد، لكنه كان متعقبا لمن يمارسون السياسة، حيث دخل الأمير في صراع علني ومواجهة محتدمة بين أحد الوجوه الصوفية التي كان لها حينئذ ثقل بارز في الأندلس وهو ابن برجان، وسعت السلطات إلى وضعه وأتباعه خارج سياج الشرع عن طريق اتهامهم ب[[تأويل|تأويل النصوص القرآنية]] والخروج عن السنة. على رغم ذلك تمكن ابن برجان بذكائه من دفع التهمة عنه بتوضيح ما كان غامضا من تأويلاته.<ref>ابن الزبير ، صلة الصلة ، نشر ليفي بروفنسال ، المطبعة الاقتصادية ، الرباط 1938 ، ص32-33 .</ref> وكان لحادث إحراق كتاب [[إحياء علوم الدين]] في قرطبة،<ref>المراكشي، ابن القطان، نظم الجمان، تحقيق د. محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان، ط. 1، 1990. ص. 70 ـ 71.</ref> أثر كبير ولا زال، بين الفقهاء وأهل الكلام،<ref>عصمت دندش، دور المرابطين في نشر الإسلام في غرب إفريقيا، ص. 195.</ref> حيث يعد أحد أهم مؤلفات [[أبي حامد الغزالي]]. لكنه حدثٌ وقع بعد ثلاث سنوات من وفاة يوسف بن تاشفين، فقد توفي يوسف سنة 500 هـ، وأحرق الكتاب عام 503 هـ، وتوفي الإمام الغزالي عام 505 هـ، فأغلب ما قيل كان من مصادر الموحديين، حيث أن مؤرخي هذه الدولة عملوا على تهويل عملية إحراق الكتاب من طرف المرابطين، لكن ظاهرة إحراق الكتب كانت عادية ومألوفة في بلاد المغرب والأندلس قبل العهد المرابطي وحتى العهد الموحدي. وعملية إحراق الكتاب تعود، حسب بعض الروايات، إلى المبالغة في الدعوة الروحية وإلى أللانسياق وراء الغيبوبة الصوفية في الوقت الذي كانت تحتاج فيه الدولة المرابطية إلى من يحث الناس على الجهاد ضد الممالك الإسبانية في الأندلس كما تخفي كذلك اضطراب العلاقة بين السلطة السياسية والسلطة العلمية، كما أن التقاء المصالح بين توجه الدولة وتوجه الفقهاء الذين رأوا من كتاب الغزالي تحاملا كبيرا ضدهم جعلت التصدي للكتاب يكون مشتركا بين الطرفين: الفقهاء في إصدار الفتوى معززة بالحجة والدليل، والدولة باستصدار تلك الفتوى والإشراف على تنفيذها.<ref>''المرابطين الدولة، الاقتصاد المجتمع''، حسن حافظي علوي، دار النشر جذور للنشر، الطبعة الأولى سنة 2007، من الحجم المتوسط يقع في حوالي 165 صفحة</ref> فواجه المتصوفة هذه الفتوى وتحدوا الأمر الأميري، وظلوا على تشبتهم بكتاب «الإحياء»، وتزعمهم في ذلك [[ابن النحوي]]. حتى تكرر لفظ «الغزالية» في الكتابات الصوفية المغربية لوصف جماعة الصوفية المقبلة على مؤلفات أبي حامد الغزالي وعلى كتابه "إحياء علوم الدين" بشكل خاص، وتتعصب لأفكاره، وتدافع عنه.<ref>التشوف إلى رجال التصوف، ترجمة أبي الفضل النحوي، ص. 9؛ وترجمة أبي الحسن حرزهم، ص. 51.</ref>
سطر 270:
كان لجهود المرابطين في توحيد المغرب والأندلس وما نتج عن ذلك من هجرات متبادلة كلها أمور أسرعت بتعريب المغرب وهيأته لأن يصبح مركزا هاما للعلوم والحضارة خلال القرون التي تلت ذلك العصر. كما اعتنى الأمير يوسف بن تاشفين بوظيفة ''الكتابة'' فاستجلب الكتاب من الأندلس إلى المغرب، وقام ابنه علي بتطوير ديوان الرسائل وجلب خيرة الكتاب في ذلك العصر. كما تتكلم بعض الروايات عن عملية ترجمة [[القرآن]] إلى [[اللغة الأمازيغية]]،<ref>Sadiqi Fatima. Grammaire du berbère P.17 L’Harmattan 1997 Paris.</ref> وخطبة الجمعة كانت تلقى باللغات الآمازيغية المتعددة في بعض الاماكن.<ref>[http://www.maghress.com/dalilrif/3686 أسلمة وتعريب بربر شمال المغرب - محمد لمرابطي] نشر في شبكة دليل الريف يوم 07 - 08 - 2010، مغرس تاريخ الولوج 18 ديسمبر 2012 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160612042435/http://www.maghress.com:80/dalilrif/3686 |date=12 يونيو 2016}}</ref> كان عدد المؤلفات الفقهية في مختلف فروع الفقه المالكي كبيرا، وكان الذي يحظى بحظوة عند الخليفة هو من كان يشتغل بعلم الفروع، ويذكر [[عبد الواحد المراكشي]] في ذلك:<ref>1.عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق محمد العريان ومحمد العربي العلمي، ص:172، ط:7، الدار البيضاء، 1978م.</ref> {{اقتباس خاص|..لم يكن يقرب من أمير المسلمين ويحظى عنده إلا من علم الفروع أعني فروع مذهب مالك، فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب وعمل بمقتضاها..}}
 
أفرز العصر المرابطي العديد من الأدباء، من بينهم [[القاضي عياض]] السبتي، ''مفخرة المغرب'' ورائد الحركة الفقهية، كانت له مشاركات علمية فعالة في علوم كثيرة كالحديث والسيرة والتفسير والأدب واللغة،<ref>[http://archive.is/20130729071904/www.almithaq.ma/contenu.aspx?C=3158 الحركة العلمية والثقافية عند المرابطين(3)، ازدهار الفقه في عهد المرابطين ،علية الأندلسي]</ref> من بينها كتاب ''التنبيهات المستنبطة على المدونة'' وكتاب ''مذاهب الحكام في نوازل الأحكام'' و''[[الشفا بتعريف حقوق المصطفى]]''. كما برز [[أبو بكر بن العربي]] القاضي الفقيه والرحالة الأديب الإشبيلي، الذي ألف في الفقه والأصول وبرع في الأدب والشعر. والتاريخ، من مؤلفاته ''[[العواصم من القواصم]]''، ويعتبر رائد من روَّاد أدب الرحلات، عندما قام بتجريد جانب من رحلتِه: ''"ترتيب الرحلة للتَّرغيب في الملة"''، أسماه: ''"شواهد الجلَّة والأعيان في مشاهد الإسلام والبلدان"''.<ref>[http://www.alukah.net/Culture/0/6999/ أبو بكر محمد بن عبدالله بن العربي المعافري الأشبيلي، القاضي الفقيه، والرحَّالة الأديب ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170811004954/http://www.alukah.net:80/culture/0/6999 |date=11 أغسطس 2017}}</ref> وألف [[ابن بسام]] كتاب ''[[الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة]]'' الذي عرض فيه جانباً من الحياة الأدبية الأندلسية، وتضمن الكثير من تراجم الشعراء والكتاب والأدباء الأندلسيين. وألف [[محمد بن الحسن الحضرمي]] المعروف بالمرادي كتاب ''[[الإشارة في تدبير الإمارة]]'' إلى زعيم المرابطين الأمير أبي بكر بن عمر وجعله منهاجا فكريا في مجال السلوك السياسي وفي مجال السلوك الأخلاقي،<ref>[http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/8580 كتاب السياسة لأبي بكر محمد بن الحسين الحضرمي المرادي] الحبوس، تاريخ الولوج 18 يونيو 2013</ref> وهو من أهم كتب قواعد [[بروتوكول (ديبلوماسية)|البروتوكول]] التي تداولها سلاطين المغرب على مر العصور،<ref>[http://ueimarocains.wordpress.com/2012/05/18/كيف-تتم-صناعة-ملك-الأيالة-الشريفة/ كيف تتم صناعة ملك الأيالة الشريفة] اتحاد كتاب الانترنت المغاربة، عبدالعزيز كوكاس، تاريخ الولوج 18 يونيو 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160827151558/https://ueimarocains.wordpress.com/2012/05/18/كيف-تتم-صناعة-ملك-الأيالة-الشريفة/ |date=27 أغسطس 2016}}</ref> وكان المرادي يتمتع بثقافة كلامية أصولية، ولم يكن ذلك معروفا ولا معهودا بين مالكية المغرب، حيث كان من أوائل الأشاعرة الذين حاولوا نشر المذهب بالمغرب بين المالكية. وبعد تخلي الأمير أبي بكر بن عمر عن الملك لصالح يوسف بن تاشفين وعودته إلى الصحراء نهائيا اصطحب معه مجموعة من العلماء من أجل نشر الثقافة الإسلامية وكان الإمام المرادي في طليعتهم.
 
ومن الأدباء المتقدمين، [[أبي بكر بن الصيرفي|ابن الصيرفي]]، الذي كان من شعراء المرابطين، من مؤلفاته «تقصي الأنباء وسياسة الرؤساء» وكتاب "«الأنوار الجلية في أخبار الدولة المرابطية»".<ref>التكملة، ج 4، ص. 173</ref><ref>صلة الصلة، ج 5، ص. 251</ref><ref>الإحاطة في أخبار غرناطة، ج 4، ص. 590.</ref> واشتهر من العلماء ''الملثمين''، أي المرابطين، [[ابن تقسوط]] الصنهاجي الذي كان من أعلام مدرسة [[دانية]].<ref>ابن البار : المعجم رقم 75</ref> وخلوف بن خلف الله الصنهاجي الذي ولي قضاء [[غرناطة]]،<ref>ابن القاضي : جذوة الاقتباس ، ص 84.</ref>. واشتهرت بعض النساء ك[[تاج النساء بنت رستم]]، وأم الفتح فاطمة بنت أبي القاسم الشراط، وأم العفاف نزهة بنت أبي الحسين سليمان اللخمي، وفاطمة بنت ابي القاسم عبد الرحمان اللواتي سمع عنهن الكثير، وتخرج على أيديهم الكثير من العلماء.<ref>ابن عبد الملك : م.س، سفر 5 ، قسم 2، رقم 780.</ref>
سطر 329:
وشاركهم الأفارقة من جنوب الصحراء بحضور قوي، حيث انضموا إلى جيوش المرابطين، ولم يقتصر استخدامهم على فئة الرجال وحدهم بل شمل فئة النساء اللواتي تم تستخيرهن للعمل في الخدمات المنرلية أو كجواري للمتعة، حيث أفاضت المصادر في الثناء على محاسنهن. وتشير النصوص إلى استخدامهن كطباخات لمهارتهن فيه ومنهن من تألق خاصة في صناعة أنواع مختلفة من الحلويات كالجوزينقات والقطايف وغيرها فبيعت الواحدة منهن بمائة [[مثقال]] أو أكثر.<ref>البكري :نفس المصدر،ص 158</ref>
 
وتبوأت [[المرأة]] مكانـة محترمة في المجتمع المرابطـي، إذ كانت تشترك فـي مجـالس القبائل الصنهاجية، ولها نفوذ على الرجال.<ref>حسن، حسن علي، الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس (عصر المرابطين والموحدين)، ص 352</ref> لدرجة أن القـادة والأمراء يُلقبون أنفسهم بـأسمـاء أمهـاتهم، فنجد «ابن عـائشة»، و«عبدالله بن فـاطمـة»، و«ابن غانية» وهما من أبرز قادة المرابطين. وأشهر المرابطات على الإطلاق هي [[زينب النفزاوية]] التي لعبت دورا أساسيا في عهد يوسف بالمغرب، ووصفها ابن خلدون بأنها «''إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة''» وكتب عنها [[ابن الأثير]] بأنها «''كانت من أحسن النساء ولها الحكم في بلاد زوجها ابن تاشفين''» وقال عنها [[أحمد بن خالد الناصري]] في [[الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى|الاستقصا]] وهو يصف علاقتها بيوسف ابن تاشفين «''كانت عنوان سعده، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب''».<ref>[http://www.attajdid.info/?info=148 زينب النفزاوية.. زوجة الملوك] التجديد، تاريخ الولوج 10 مايو 2013 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131029183908/http://www.attajdid.info/?info=148 |date=29 أكتوبر 2013}}</ref> وحتى الروميات كان لهم دور تحديد السياسة العامة للدولة بعد أن أصبحن يتدخلن في اختيار أولياء العهد.<ref>-ابن عذارى:البيان المغرب ج( 4)،ص 97 .</ref><ref>عصمت عبد اللطيف دندش: أضواء جديدة على المرابطين ،دار الغرب الإسلامي ،ط 1 ، 1991 بيروت، لبنان ،ص 175</ref> ويرجع الأمر إلى [[نظام أمومي|النظام الأمومي]]، ونتيجة لهذه الحرية وانتشار الجواري شاعت بعض المظاهر المخالفة للأعراف الإسلامية عند طبقة منهن خاصة في اشبيلية. إلى جانب وجود عابدات وناسكات من أمثال زينب بنت عباد بن سرحان.
 
=== المسيحيين والمولدين ===