الحروب السلجوقية البيزنطية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة شريط البوابات المكرر/ البوابات المكررة
JarBot (نقاش | مساهمات)
بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V3.3
سطر 11:
[[File:Map Byzantine Empire 1025-ar.svg|400px|thumb|الإمبراطورية البيزنطية في عام 1025 ميلاديا عند وفاة باسيل الثاني]]
 
يرجع الأصل البيعد للحروب إلى تكوين [[الإمبراطورية البيزنطية]] من انهيار [[الإمبراطورية الرومانية]] في القرن الرابع الميلادي. قبل تكوين الإمبراطورية البيزنطية في القرن الثالث الميلادي كانت الإمبراطورية الرومانية تواجه أزمات عسكرية وسياسية شديدة حيث أدت الاغتيالات السياسية والحملات الخطيرة إلى تتويج 32 إمبراطور وسقوطهم في 50 عاما فقط من التاريخ الروماني. <ref>{{cite web| title =Table of the Emperors| publisher =About.com| year =2007| url =http://ancienthistory.about.com/library/bl/bl_chaosemp_table.htm| accessdate =2007-11-03| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160304093135/http://ancienthistory.about.com/library/bl/bl_chaosemp_table.htm | تاريخ الأرشيف = 4 مارس 2016 }}</ref> أصبحت الأمور أسوأ مع ظهور مشاكل اقتصادية وديموجرافية حيث بدأ تعداد سكان الإمبراطوية الرومانية في السقوط في القرن الرابع بسبب نقص الغزوات مما أدى إلى نقص العبيد <ref>{{cite web|url=http://www.atimes.com/atimes/Front_Page/GI07Aa01.html |title=Book Review: Deep in denial (or in de' Mississippi) |accessdate=2007-11-03 |date=7 September 2005 |work=Asia Times Online | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20171104080403/http://www.atimes.com/atimes/Front_Page/GI07Aa01.html | تاريخ الأرشيف = 4 نوفمبر 2017 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> وهم مجموعة هامة في الإمبراطورية. أدت الإصلاحات التي قام بها الإمبراطور [[قسطنطين الأول]] و[[ثيودوسيوس الأول]] إلى إطالة عمر الإمبراطورية الرومانية إلا أن الإمبراطورية انقسمت في النهاية إلى نصف شرقي ونصف غربي في عام 395 ميلاديا. <ref>{{cite encyclopedia |last= |first= |authorlink= |editor= |encyclopedia=The Columbia Electronic Encyclopedia |title=Theodosius I |url=http://www.infoplease.com/ce6/people/A0848408.html |accessdate=2007-11-03 |edition=6th |year=2007 |publisher=Columbia University Press |volume= |location= |id= |doi= |pages= |quote= }}</ref> تم اجتياح النصف الغربي ([[الإمبراطورية الرومانية الغربية]]) بواسطة [[البرابرة]] ليسقط في عام 476 ميلاديا بينما نجا النصف الشرقي وبدأ التحول نحو [[الهلينية]] <ref>{{cite web|url=http://www.answers.com/topic/heraclius |title=Heraclius |accessdate=2007-11-03 |work=Answers.com | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181215223735/http://www.answers.com/topic/heraclius | تاريخ الأرشيف = 15 ديسمبر 2018 }}</ref> ليتحول إلى ما يسميه المؤرخون حاليا باسم [[الإمبراطورية البيزنطية]]. على عكس النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية عانى النصف الشرقي من عدد أقل من غزوات البرابرة على الرغم من أن الحروب مع [[الهون]] و[[الفرس]] جعلت الإمبراطورية مشغولة عن تحقيق أي محاولة حقيقية في التعافي في الغرب.
 
في القرنين السابع والثامن واجه البيزنطيون العديد من الغزوات العربية ليفقدوا العديد من الأقاليم المهمة مثل [[مصر]] و[[بلاد الشام]]. ظهور البيزنطيين تحت حكم [[المقدونيون|الأسرة المقدونية]] مكن البيزنطيين من غزو أجزاء من سوريا و[[بلاد ما بين النهرين]]، خاصة جهود [[باسيل الثاني]] والذي بين القرنين العاشر والحادي عشر حول الإمبراطورية إلى أقوى دولة في عالم [[القرون الوسطى]]. <ref>{{cite encyclopedia |last=Holmes |first=Catherine |authorlink= |editor= |encyclopedia=[[De Imperatoribus Romanis]] |title=Basil II (A.D. 976–1025) |url=http://www.roman-emperors.org/basilii.htm |accessdate=2007-11-03 |edition= |date=1 April 2003 |publisher= |volume= |location= |id= |doi= |pages= |quote= }}</ref>
سطر 17:
على الرغم من ذلك فقد كان البيزنطيون أبعد ما يكون من الأمان. فمع وفاة [[باسيل الثاني]] أتى إلى الحكم عدة أباطرة فشلوا في حماية الإمبراطورية من المخاطر الخارجية. أكبر خطر على الإمبراطورية منذ الغزو العربي كان غزو الأتراك. كان الأتراك مشابهين لأعداء البيزنطيين السابقين: [[الهون]]. فبمزج مهاراتهم الرائعة في ركوب الخيل مع الحماسة والتعصب الإسلامي -تحول الأتراك إلى الإسلام في القرنين السابع والثامن <ref>{{cite encyclopedia|last=|first=|authorlink=|editor=|encyclopedia=Tiscali encyclopedia|title=Seljuk Empire|url=http://www.tiscali.co.uk/reference/encyclopaedia/hutchinson/m0009478.html|accessdate=2007-11-03|edition=|year=2007|publisher=Research Machines|volume=|location=|id=|doi=|pages=|quote=|deadurl=yes|archiveurl=https://web.archive.org/web/20080530042519/http://www.tiscali.co.uk/reference/encyclopaedia/hutchinson/m0009478.html|archivedate=30 May 2008|df=dmy}}</ref> - أصبح الأتراك أعداء للإمبراطورية المسيحية الضعيفة.
 
بينما كان البيزنطيون يحققون التقدم ضد العرب في القرن العاشر، كانت فارس تُحكم بواسطة [[الدولة الغزنوية]] وهم شعب آخر من الأتراك. أدى هجرة السلاجقة الأتراك في القرن العاشر إلى فارس إلى سقوط الدولة الغزنوية حيث استقروا هناك واستخدموا اللغة والعادات الفارسية. <ref>{{cite encyclopedia |last=Amir-Moezzi |first=M.A. |authorlink= |editor= |encyclopedia=Encyclopaedia Iranica |title=Shahrbanu |url=http://www.iranica.com/newsite/articles/ot_grp7/ot_shahrbanu_20050131.html |accessdate=2007-11-03 |edition= |publisher= |volume= |location= |id= |doi= |pages= |quote=... here one might bear in mind that non-Persian dynasties such as the Ghaznevids, Saljuqs and Ilkhanids were rapidly to adopt the Persian language and have their origins traced back to the ancient kings of Persia rather than to Turkish heroes or Muslim saints ... |archiveurl = https://web.archive.org/web/20071015160335/http://www.iranica.com/newsite/articles/ot_grp7/ot_shahrbanu_20050131.html |archivedate = 15 October 2007|deadurl=yes}}</ref> أسس السلاجقة حكما قويا واستولوا على بغداد في عام 1055 من [[الخلافة العباسية]] لتصبح الخلافة العباسية قائدا صوريا في العالم الإسلامي. متحفزين بنجاحهم السابق أطلق السلاجقة الأتراك هجوما على بلاد الشام وضد [[الخلافة الفاطمية]] في مصر والتي خسرت القدس في عام 1071. <ref>{{cite web|url=http://home.earthlink.net/~lilinah/Library/KnowYourTurks.html |title=Know Your Turks! |accessdate=2007-11-03 |last=bint 'abd al-Karim al-hakim al-Fassi |first=Anahita |date=20 November 2000 | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20170816080916/http://home.earthlink.net:80/~lilinah/Library/KnowYourTurks.html | تاريخ الأرشيف = 16 أغسطس 2017 }}</ref>
 
لم تحدث المواجهات بين السلاجقة الأتراك والإمبراطورية البيزنطية حتى بعد فترة حكم [[باسيل الثاني]]. إلا أن نتائج حرب أخرى –الحروب البيزنطية الجيورجية- تأثرت بطريقة ما بغارات السلاجقة الأتراك في جورجيا لذا فمن المستبعد أنهم لم يُسمع بهم. <ref name="مولد تلقائيا1">{{cite news | first=Martin | last=Bright | title=Iraq's 5,000 years of pride | date=16 March 2003 | publisher= | url =http://observer.guardian.co.uk/iraq/story/0,,914918,00.html | work =The Guardian Unlimited | pages = | accessdate = 2007-11-03 | language = | مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20080117231449/http://observer.guardian.co.uk:80/iraq/story/0,,914918,00.html | تاريخ الأرشيف = 17 يناير 2008 }}</ref>
 
عندما واجهة السلاجقة الأتراك البيزنطيين، اختاروا وقتا مناسبا للهجوم حيث كانت الإمبراطورية البيزنطية تعاني من الحكم الضعيف وغزوات [[النورمان]] <ref>{{cite web|url=http://www.answers.com/topic/robert-guiscard |title=Robert Guiscard |accessdate=2007-11-03 |last=Bicheno |first=Hugh |work=Answers.com | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20181215224309/http://www.answers.com/topic/robert-guiscard | تاريخ الأرشيف = 15 ديسمبر 2018 }}</ref> و[[الانشقاق العظيم]] بينما كانت الخلافة العباسية قد أصبحت ضعيفة للغاية نتيجة لحروبها مع [[الخلافة الفاطمية]]. <ref>{{cite web |url=http://www.fordham.edu/halsall/source/urban2a.html|title=Speech at Clermont 1095 |accessdate=2007-11-03 |work= Medieval Sourcebook|author=Urban II| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20140903101256/http://www.fordham.edu/halsall/source/urban2a.html | تاريخ الأرشيف = 03 سبتمبر 2014 }}</ref>
 
== بداية النزاع 1064-1071 ==
{{انظر أيضا|معركة ملاذكرد}}
[[File:AlpArslan.PNG|150px|thumb|قاد ألب أرسلان السلاجقة للفوز على البيزنطيين في عام 1071]]
منذ بداية القرن الحادي عشر أصبح [[السلاجقة]] الأتراك من [[آسيا الوسطى]] يتوسعون ناحية الغرب <ref>{{cite web|url=http://www.allempires.com/article/index.php?q=Seljuk_empire |title=The Seljuk Empire |accessdate=2007-11-03 |work=All Empires | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180423102129/http://www.allempires.com/article/index.php?q=Seljuk_empire | تاريخ الأرشيف = 23 أبريل 2018 }}</ref> حيث هزموا العديد من طوائف العرب واحتلوا مقر قوة [[الخلافة العباسية]] في بغداد. <ref>{{cite news | first=Martin | last=Bright | title=Iraq's 5,000 years of pride | date=16 March 2003 | publisher= | url =http://observer.guardian.co.uk/iraq/story/0,,914918,00.html | work =The Guardian Unlimited | pages = | accessdate = 2007-11-03 | language = | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20080117231449/http://observer.guardian.co.uk:80/iraq/story/0,,914918,00.html | تاريخ الأرشيف = 17 يناير 2008 }}</ref> في نفس الوقت كان البيزنطيون يحققون بعض المكاسب في بلاد ما بين النهرين وسوريا. في عام 1067 غزا السلاجقة الأتراك آسيا الصغرى حيث هاجموا كاسارا وفي عام 1069 هاجموا [[قونية]]. <ref>{{Harvnb|Sherrard|1966|p=164}}.</ref> قام البيزنطيون بهجمة مضادة في 1069 مما دفع السلاجقة للخلف من هذه الأراضي. <ref>http://navsci.berkeley.edu/ma20/PPT/14%20Feb%2006%20Byzantine.ppt.
</ref> الهجوم المستمر للبيزنطيين دفع السلاجقة للخلف عبر [[الفرات]].
 
على الرغم من ذلك استمر السلاجقة الأتراك في غاراتهم في آسيا الصغرى واستولوا على [[ملاذكرد]]. قاد الإمبراطور البيزنطي [[رومانوس الرابع ديوجينيس|رومانوس ديوجينيس]] جيشا في محاولة لتحقيق ضربة حاسمة ضد السلاجقة وإضافة بعض التبرير العسكري لحكمه (والذي شهد خسارة جنوب إيطاليا لصالح غزوات [[النورمان]]). أثناء السير انسحب [[ألب أرسلان]] قائد السلاجقة الأتراك من ملاذكرد. سمح له انسحابة التكتيكي بنصب الكمين للبيزنطيين ليستولي على ملاذكرد بعدها بفترة قصيرة. <ref>{{cite web |url= http://www.historyofwar.org/articles/battles_manzikert.html|title=Battle of Manzikert, 19 August 1071|accessdate=2007-11-03 |work= |author=Rickard, J.| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20190402153656/http://www.historyofwar.org/articles/battles_manzikert.html | تاريخ الأرشيف = 2 أبريل 2019 }}</ref> الانتصار نفسه حقق القليل من المكاسب للسلاجقة في وقتها إلا أن الفوضى الشعبية التي نشبت في الإمبراطورية البيزنطية سمحت للسلاجقة والعديد من الحلفاء الأتراك الآخرين بالتدفق إلى آسيا الصغرى.
 
== غزو الأتراك: 1071-1096 ==
[[File:Byzantium1081ADlightpurple-1-+Antioch.png|400px|thumb|left|الإمبراطورية البيزنطية في 1081. كانت الإمبراطورية في أزمة مالية في ذلك الوقت مما تتطلب فرض ضرائب على جزء صغير من الشعب لزيادة التحصينات]]
 
بعد ملاذكرد ركز السلاجقة الأتراك على كسب أراضي في الجهة الشرقية والتي كانت تحت تهديد [[الخلافة الفاطمية]] في مصر على الرغم من تشجيع [[ألب أرسلان]] الحلفاء الآخرين من الأتراك لإكمال الاستيلاء على إمارت الأناضول في آسيا الصغرى. <ref>{{cite web|url=http://atheism.about.com/library/FAQs/christian/blchron_xian_crusades01.htm|title=Before of the Crusades - 350 - 1095 - Timeline of the Crusade: Christianity vs. Islam:|work=About.com Agnosticism/Atheism| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20160512235614/http://atheism.about.com/library/FAQs/christian/blchron_xian_crusades01.htm | تاريخ الأرشيف = 12 مايو 2016 }}</ref> لم ير العديد من البيزنطيين الانتصار ككارثة هائلة وعندما بدأ الأتراك احتلال الأراضي الريفية بدأ البيزنطيون بوضع حاميات على المدن ليس كغزاة أجانب بل كمرتزقة طُلبوا من قبل العديد من الفصائل البيزنطية. حتى أن أحد الأباطرة البيزنطيين أعطى دفاعات مدينة [[نيقية]] إلى الأتراك الغزاة في 1078.
 
كانت نتيجة الحرب الأهلية هي أن المطالبين بعرش الإمبراطورية البيزنطية سعوا إلى مساعدة الأتراك عن طريق التنازل عن الأراضي البيزنطية. أدى خسارة هذه المدن مثل [[نيقية]] وهزيمة أخرى في [[الأناضول]] إلى إطالة الحرب. انتهى النزاع الأهلي أخيرا عندما قاد [[ألكسيوس الأول كومنينوس]] قوات الإمبراطورية ليخمد الثورات في آسيا الصغرى ثم يصبح نفسه ثائرا ويستولي على العرش البيزنطي في 1081. على الرغم من الإصلاحات العاجلة التي قام بها ألكسيوس إلا أنه خسر [[أنطاكية]] و[[إزمير]] في 1084. <ref>{{cite web|url=http://www.britannica.com/ebc/article-9355511|title=Antioch – Britannica Concise Encyclopedia|author=|date=|website=britannica.com|accessdate=14 April 2018| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20080531065519/http://www.britannica.com:80/ebc/article-9355511 | تاريخ الأرشيف = 31 مايو 2008 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> إلا انه وبين عامي 1078 و1084 أصبحت المدينة في أيدي فيلاريتوس براخاميوس وهو مارق أرميني. بحلول عام 1091 فُقدت المدن البيزنطية في آسيا الصغرى والمتبقية من ألكسيوس. إلا أن الأمر لم يكن خسارة كاملة للبيزنطيين. ففي عام 1091 هُزم غزو من تحالف السلاجقة والبجنالك في حصارهم للقسطنطينية كما تم دفع غزوات النورمان بالإضافة إلى السماح للإمبراطورية للتركيز على طاقاتها ضد الأتراك. استطاع البيزنطيون استعادة [[الجزر الإيجية]] من [[زاخاس]] ودمروا أسطوله، بل قاموا أيضا باستعادة الساحل الجنوبي [[بحر مرمرة|لبحر مرمرة]] في 1094.
 
في 1094 أرسل [[ألكسيوس الأول كومنينوس|ألكسيوس كومنينوس]] رسالة إلى البابا [[أوربانوس الثاني]] يطلب منه أسلحة ومؤن وقوات مدربة. في مجلس كليرمونت في 1095 أقر البابا حملة صليبية من أجل استعادة القدس وفي الطريق مساعدة الإمبراطورية البيزنطية التي لا تستطيع حماية المسيحية في الغرب أكثر من ذلك من العدوان الإسلامي. <ref>{{cite web |url=http://www.fordham.edu/halsall/source/urban2a.html|title=Speech at Clermont 1095 |accessdate=2007-11-03 |work= Medieval Sourcebook|author=Urban II| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20140903101256/http://www.fordham.edu/halsall/source/urban2a.html | تاريخ الأرشيف = 3 سبتمبر 2014 }}</ref> على الرغم من أن الحملة الصليبية ستساعد البيزنطيين على استعادة العديد من المدن في [[الأناضول]]، إلا أنها ستؤدي أيضا إلى تفكك الإمبراطورية في 1204 في الفترة التي كان فيها البيزنطيون يعانون من أجل الحفاظ على أراضيهم.
 
== بيزنطة تنجو: 1096-1118 ==
سطر 70:
لم تكن المعركة حاسمة تكتيكيا حيث كان كلا القائدين يطمحون إلى السلام. بعد ذلك استمرت قوات مانويل بمناوشة الأتراك في الأناضول حيث هزموهم في معركة أصغر في وادي مياندار ولكنها لم تكن حاسمة أيضا. على الرغم من فترة الراحة القصيرة هذه إلا أن ميريوكيفالون كان لها نتائج أكثر حسما أكثر مما يوحي به عدد القتلى حيث لن يكون هناك أي غزو بيزنطي آخر في [[آسيا الصغرى]] بعد 1176. بالنسبة للسلاجقة الأتراك فقد أعطاهم الفوز على الدنشمانديين أراض مما دفعهم إلى عقد معاهدة سلام مع البيزنطيين كما أراد كلا القائدين. طبقا لنصوص المعاهدة فعلى مانويل أن يسحب جيوشه وتحصيناته في دورلايوم وسوبلايوم.
 
إلا ان مانويل كومنينوس رفض مما دفع قلج أرسلان إلا محاولة فرض شروطه حيث قام جيشه بغزو الأراضي البيزنطية ليستولى على سلسلة من المدن البيزنطية ليصل إلى ساحل [[بحر إيجة]] مدمرا قلب التحكم البيزنطي في هذه المنطقة. إلا أن يوحنا فيتاتزيس والذي أرسله الإمبراطور لصد هذا الغزو التركي نجح في نصب كمين وتحقيق انتصار على الأتراك في معركة هيليون في وادي مياندار. قٌتل القائد التركي والكثير من قواته عند محاولتهم الهرب وتم استعادته معظم ما تم نهبه، وهو حدث يعتبره العديد من المؤرخين كدليل على قوة الجيش البيزنطي في ذلك الوقت وأن البرنامج الدفاعي في [[آسيا الصغرى]] كان ناجحا. <ref name="JB196">{{Cite book |last=Birkenmeier |first=J. W. |title=The Development of the Komnenian Army: 1081–1180 |year=2002 |series=History of warfare |volume=5 |publisher=Brill |location=Boston |isbn=90-04-11710-5 |page=196 |ref=harv |postscript=<!--None--> }}</ref> بعد هذا الانتصار قاد مانويل نفسه جيشا صغيرا لدفع الأتراك بعيدا عن باناسيوم ولاسيريوم جنوب [[كوتاهية]]. <ref name="AD-1178">{{Cite book |last=Treadgold |first=W. |title=A History of the Byzantine State and Society |year=1997 |publisher=Stanford University Press |location=Stanford |isbn=0-8047-2421-0 |page=649 |ref=harv |postscript=<!--None--> }}</ref> إلا أنه وفي 1178 انسحب الجيش البيزنطي بعد مقابلته لقوة تركية في هيريكية مما سمح للأتراك بالاستيلاء على الكثير من الماشية. <ref name="Stone">{{Cite web |last=Stone |first=A. |title=Manuel I Comnenus |url=http://www.roman-emperors.org/mannycom.htm |ref=harv |postscript=<!--None--> | مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20180922184718/http://www.roman-emperors.org:80/mannycom.htm | تاريخ الأرشيف = 22 سبتمبر 2018 }}</ref> قام الأتراك بحصار مدينة كلوديوبوليس في [[بيثينيا]] في 1179 مما أجبر مانويل على قيادة قوة صغيرة من الفرسان لإنقاذ المدينة ولاحقا في 1180 نجح البيزنطيون في تحقيق نجاح ضد الأتراك. <ref name="Stone" />
 
إلا أن الحروب المستمرة كان لها تأثير خطير على صحة مانويل حيث ساءت صحته ومات في 1180 بسبب حمى بطيئة. علاوة على ذلك ومثل [[معركة ملاذكرد|ملاذكرد]] بدأ التوازن بين القوتين بالميل حيث لم يهاجم مانويل الأتراك ثانية وبعد موته بدأ الأتراك التقدم أكثر وأكثر ناحية الغرب عميقا داخل الأراضي البيزنطية.
سطر 79:
[[File:Byzantium1170lightpurple + seljuks.PNG|thumb|left|الإمبراطورية البيزنطية باللون البنفسجي والسلاجقة الروم باللون الأخضر في 1180. على الرغم من وجود نظام عسكري جيد لم تستطع سلالة كومنين طرد السلاجقة خارج آسيا الصغرى.]]
 
بعد هذا الاضطراب، حكم الإمبراطورية البيزنطية مجموعة من الأباطرة الفاسدين أو غير المؤهلين بين 1185 و1204 والذين فشلوا في حماية حدود الإمبراطورية. أدى هذا الضعف في الحكم الإمبراطوري إلى إعلان [[مملكة أرمينيا الصغرى]] و[[إمارة أنطاكية]] استقلالهم عن الإمبراطورية البيزنطية حيث أعلنت إمارة أنطاكية ذلك في 1180 <ref>{{cite web|url=http://lexicorient.com/e.o/antioch_crusaders.htm|title=Antioch, Norman Principality of - LookLex Encyclopaedia|author=Tore Kjeilen|publisher=| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20140222050229/http://lexicorient.com/e.o/antioch_crusaders.htm | تاريخ الأرشيف = 22 فبراير 2014 }}</ref> بينما وضعت مملكة أرمينيا الصغرى الأمير [[ليو الثاني]] على العرش في 1187. <ref name="مولد تلقائيا1" />
 
في هذا الوقت بدأت الإمارات الصليبية في فلسطين في السقوط في أيدي [[صلاح الدين]] مما أدى إلى [[الحملة الصليبية الثالثة]]. هذا أدى إلى ضياع الفرصة من أمام [[الإمبراطورية الرومانية المقدسة]] والإمبراطورية البيزنطية لتحقيق مكاسب حقيقية في الشرق الأوسط. كما أكد الإمبراطور البيزنطي [[إسحاق الثاني]] على عدم كفاءته في الحكم بأن وعد صلاح الدين بعد السماح للحملة الصليبية الثالثة بعبور الأناضول (بالرغم من امتلاكه قوة عسكرية صغيرة لا تسمح له بالحفاظ على وعده) وعندما سمح للحملة الصليبية الثالثة بالمرر بسبب تهديدات [[فريدرش الأول بربروسا|فريدريش الأول بربروسا]]، فشل في الاستفادة من نهب الصليبيين لإيقونية والتي كان من شأنه عكس تأثير الهزيمة في ميريوكيفالون.
 
بالنسبة لإمبراطورية محاطة بالأعداء، كان سقوط الإمبراطورية البيزنطية احتمالا واردا وفي 1204 تم نهب مدينة [[القسطنطينية]] بواسطة [[الحملة الصليبية الرابعة]] دافعين الإمبراطورية إلى فترة أخرى من الفوضى. السلاجقة الروم وتحت قائد جديد هو [[كيخسرو الأول|كخيسرو الأول]] حاولوا استغلال الموقف وهاجموا ميناء [[أنطاليا|أنطالية]] في 1207 ليستولوا عليها من [[إمبراطورية نيقية]] المنقسمة. <ref name="Lowe">{{cite web|title=The Seljuqs of Rum|last=Lowe|first=Steven|author2=Baker, Martin|url=http://www.geocities.com/egfroth1/Seljuqs.htm|accessdate=2007-07-09|archiveurl=https://www.webcitation.org/query?url=http://www.geocities.com/egfroth1/Seljuqs.htm&date=2007-07-22+04:56:02|archivedate=22 July 2007| وصلة مكسورة = yes }}</ref> إلا أنه تم تغيير المد في 1210 عندما قُتل السلطان نفسه في معركة واحدة بواسطة إمبراطور نيقية في معركة أنطاكية ومن ذلك الحين أصبحت الجهة الشرقية مستقرة إلى حد ما. <ref>{{Harvnb|Madden|2005|p=162}}.</ref> في 1243 حطم الغزو [[المغول|المغولي]] القوة السلجوقية في الأناضول. بعد ثلاث سنوات وبوفاة [[كيخسرو الثاني|كخيسرو الثاني]] وُضع ابنه صاحب الثلاث سنوات على العرش. <ref name="Lowe" /> اندلعت نزاعات أهلية ثانية في سطنة الروم مما سمح لإمبراطورية نيقية باستعادة القسطنطينية من [[الإمبراطورية اللاتينية]] في 1261. <ref name="Lowe" /> في 1283 أخذت إمبراطورية الروم نصيبها من الحروب الأهلية وتم حلها تماما في 1308. تم الاستيلاء على إيقونية لبعض الوقت بواسطة [[إمارة قرمان]] وهم شعوب تركية أخرى.<ref name="Lowe" /> نهاية السلطنة لم تؤدي إلى نهاية الصراع بين البيزنطيين والأتراك حيث أن تزايد قوة أحد نبلاء السلطنة وهو [[عثمان الأول|عثمان]] أدى إلى ظهور الإمارة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية لاحقا) مما أدى إلى [[الحروب البيزنطية العثمانية]] وهي استمرار للمواجهات بين الأتراك والبيزنطيين والتي أدت في النهاية إلى سقوط الإمبراطورية البيزنطية والهيمنة الإسلامية في الأناضول.
 
== انظر أيضا ==