مراد الثاني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 93:
[[ملف:1421 osmanlı.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر الحُدُود التقريبيَّة لِلدولة العُثمانيَّة في سنة 1421م، عندما شرع السُلطان مُراد الثاني بِتصفية إمارات الأناضول التي ضمَّها جدُّه بايزيد إلى الدولة العُثمانيَّة قبل أن يُقيمها تيمورلنك مُجددًا.]]
بعد تخلُّصه من المُطالبين بِالعرش، انهمك مُراد الثاني في تعزيز دولته وتصفية مراكز القوى في الأناضول. وكان أمير قسطموني عز الدين إسفنديار بك الجندرلي قد استردَّ [[جانقري|چانقري]] و[[طوسيه]] وقلعة جك، التي أُلحقت بِالدولة العُثمانيَّة في عهد السُلطان مُحمَّد الأوَّل، وذلك بالاستفادة من انشغال السُلطان مُراد بِمُشكلة مُصطفى الأصغر. واستولى، بعد ذلك، على [[بولو (تركيا)|بولي]] وطاراقلي والمنطقة المُجاورة لهما. فلمَّا أدرك السُلطان تعدِّي إسفنديار بك على أطراف الممالك، توجَّه إلى قتاله على الفور وقابل جيشه بِقُرب بلدة بورلي حيثُ دارت بينهما معركة عُرفت بِمعركة «طاراقلي بورلي»، هُزم فيها أمير قسطموني، ففرَّ مُلتجئًا إلى [[سينوب|سينوپ]] حيثُ طلب الصُلح، فوافق السُلطان وأمَّنه. وبِمُوجب الاتفاق الذي عقده الطرفان، في أواخر سنة [[826هـ]] المُوافقة لِسنة [[1423]]م، اعترف إسفنديار بك بِسيادة العُثمانيين على إمارة قسطموني، وتعهَّد بِتزويد السُلطان بِقُوَّةٍ عسكريَّةٍ عند الحاجة، وبِدفع جُزءٍ من إيرادات المناجم، وتعبيرًا عن إخلاصه وولائه زوَّجه ابنته [[خديجة حليمة خاتون]].<ref group="ِ">{{مرجع كتاب|المؤلف=Stanford J. Shaw|العنوان=History of the Ottoman Empire and Modern Turkey: Volume 1, Empire of the Gazis: The Rise and Decline of the Ottoman Empire 1280-1808|المسار=https://books.google.com/books?id=Xd422lS6ezgC&pg=PA121|تاريخ الوصول=1 يونيو 2013|date=29 October 1976|الناشر=Cambridge University Press|isbn=978-0-521-29163-7|الصفحة=45}}</ref> ويُروى أنَّ قاسم بك بن إسفنديار، المُؤيِّد لِلعُثمانيين، والذي عُيِّن حاكمًا على چانقري في عهد مُحمَّد الأوَّل، قدَّم العون إلى مُراد الثاني ضدَّ والده، عندما حمل عليه العُثمانيُّون.<ref name="نبيل4">{{مرجع كتاب|المؤلف1= عليّ، عبدُ الله نبيل|العنوان= الدولة العُثمانيَّة: الدُستور، الإستخلاف والتمكين، سلاطين الدولة العُثمانيَّة، عهد الفوضى|الطبعة= الأولى|الصفحة= 263 - 268|سنة= [[2018]]|الناشر= مُؤسسة شباب الجامعة|الرقم المعياري= 9789772123315|المكان= [[الإسكندرية|الإسكندريَّة]] - [[مصر]]|volume= الجُزء الأوَّل}}</ref> التفت مُراد الثاني بعد ذلك إلى الإمارة القرمانيَّة مُستغلًا التنازع الأُسري فيها بعد مقتل الأمير ناصر الدين مُحمَّد. وتفصيل ذلك أنَّ الأمير القرماني سالف الذِكر قاد حملةً على [[أنطاليا|أنطالية]]، الداخلة ضمن نطاق الدولة العُثمانيَّة، سنة [[826هـ]] المُوافقة لِسنة [[1423]]م بِحُجَّة الانتقام من حاكمها حمزة بك بن فيروز الذي قتل أمير [[بنو تكة|تكة]] عُثمان بك التابع لِلقرمانيين، والواقع أنَّهُ كان يُملي نفسه السيطرة على تلك المدينة لأهميَّتها التجاريَّة البحريَّة. تمكَّن حمزة بك من صد هُجُوم القرمانيين، وقُتل ناصرُ الدين مُحمَّد أثناء الحصار حيثُ أُصيب بِقذيفة مدفع.<ref group="ْ">Prof. Yaşar Yüce-Prof. Ali Sevim: ''Türkiye tarihi'' Cilt I, AKDTYKTTK Yayınları, İstanbul, 1991 p 249-252</ref> وبناءً على ذلك، انتقلت الإمارة إلى شقيقه علاءُ الدين عليّ، فالتجأ ابنا ناصر الدين مُحمَّد: إبراهيم وعيسى، إلى السُلطان مُراد الثاني ضدَّ عمِّهما، وتزوَّجا من أُختيه إلعالدة وإنجي. ساند السُلطان الأمير إبراهيم بن مُحمَّد لِتولِّي عرش الإمارة القرمانيَّة مُقابل حُصُول الدولة العُثمانيَّة على إمارة الحميد، التي كان القرمانيُّون قد استولوا عليها في سنة [[824هـ]] المُوافقة لِسنة [[1421]]م،<ref name="طقوش3">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقّوش، مُحمَّد سُهيل]]|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثالثة|الصفحة= 88|السنة= [[1434هـ]] - [[2013]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432||تاريخ الوصول= [[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار=https://ia600309.us.archive.org/19/items/ottn_hist7/ottoman.pdf}}</ref> ومُنح عيسى بن مُحمَّد إمارة إحدى سناجق الروملِّي، أمَّا علاءُ الدين عليّ، الذي أُسقط عن عرشه، فقد مُنح سنجق صوفيا؛ وبِهذا أصبحت الإمارة القرمانيَّة تحت النُفُوذ العُثماني،<ref name="نبيل4" /> إلَّا أنَّ هذا التدبير والمُصاهرة التي قامت بين البيتين لم تضمن إخلاص آل قرمان لِآل عُثمان ووفاق البيتين الحاكمين.<ref group="ْ">Halil Ibrahim İnal: ''Osmanlı Tarihi'', Nokta Kitap ,2008,İstanbul, {{ISBN|978-9944-1-7437-4}} P.128</ref> وفي سنة [[828هـ]] المُوافقة لِسنة [[1425]]م، عصى الأمير [[جنيد بك الآيديني|جُنيد بك بن إبراهيم الآيديني]] الدولة العُثمانيَّة، واستولى على [[بنو آيدين|إمارة آيدين]]،<ref name="محمد فريد2">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 154|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf|تاريخ الوصول=[[28 أبريل|28 نيسان (أبريل)]] [[2019]]م}}</ref> التي أعاده إليها السُلطان مُراد بعدما عفا عنه مُجددًا، رُغم دوره الأساسي في فتنة الشاهزاده مُصطفى بن بايزيد، وتمرُّده وعصيانه سابقًا في عهد السُلطان مُحمَّد الأوَّل. ولم يكتفِ جُنيد بك هذه المرَّة بِخلع تبعيَّته لِلعُثمانيين، بل حرَّض بيزنطة والإمارات الأناضوليَّة والبُندُقيَّة ضدَّ السلطنة،<ref name="طقوش3" /> لِذلك قرَّر السُلطان مُراد استئصال هذا الأمير، فأرسل إلى بكلربك الأناضول عرُّوج بك بن تيمورطاش أن يتولَّى هذه المُهمَّة، فسار وأغار على بلاده، لكنَّ الموت أدركه فلم يُكمل مُهمَّته،<ref name="منجم6">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[أحمد منجم باشي|مُنجِّم باشي، أحمد بن لُطف الله السلانيكي الرُّومي المولوي الصدِّيقي]]|المؤلف2= دراسة وتحقيق: د. غسَّان بن عليّ الرمَّال|العنوان= كتاب جامع الدُول: قسم سلاطين آل عُثمان إلى سنة 1083هـ|الصفحة= 409 - 410|سنة= [[1430هـ]] - [[2009]]م|الناشر= دار الشفق لِلطباعة والنشر|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> فكلَّف مُراد الثاني حاكم [[أنقرة]] حمزة بك، شقيق الصدر الأعظم بايزيد باشا الأماسيلِّي الذي قُتل أثناء فتنة الشاهزاده مُصطفى چلبي، بِمُحاربة جُنيد بك ووضع حدٍ لِخطره.<ref name="طقوش3" /> وكلَّف السُلطان أيضًا نسيب بايزيد باشا، المدعو خليل يخشي بك الرومي، مُطاردة الأمير الآيديني والقضاء عليه. التقت الجُيُوش العُثمانيَّة بِجيش جُنيد بك، يقوده ولده «قورد حسن بك»، قُرب مدينة آق حصار حيثُ دارت بينهم معركة انهزم فيها الآيدينيين، ووقع قورد حسن وعمِّه في الأسر، فأُرسلا إلى گليپولي حيثُ زُجَّا في السجن،<ref group="ِ">{{EI2 | volume=2 | title = D̲j̲unayd | first = I. | last = Mélikoff | authorlink = | pages = 599–600| url = https://dx.doi.org/10.1163/1573-3912_islam_SIM_2116 }}</ref><ref group="ِ">{{cite book | editor-last = Magoulias | editor-first = Harry | title = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | publisher = Wayne State University Press | location = Detroit | year = 1975 | isbn = 978-0-8143-1540-8 | pages=165–167}}</ref> أمَّا جُنيد بك، فتمكَّن من الهرب من إزمير والتجأ إلى حصن أپسالا الواقع على [[بحر إيجة]]، مُقابل جزيرة [[ساموس|شامُس]]،<ref group="ِ">{{cite book | editor-last = Magoulias | editor-first = Harry | title = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | publisher = Wayne State University Press | location = Detroit | year = 1975 | isbn = 978-0-8143-1540-8 | pages=166–167}}</ref> حيثُ حاول الاتصال بِالبنادقة لِإنقاذه، لكنَّ حمزة بك وصل سريعًا وضرب الحصار على أپسالا من البر والبحر، ولمَّا يئس جُنيد بك من وُصُول المدد، وفشل في استقطاب القرمانيين لِتخفيف الضغط عنه، اضطرَّ إلى الاستسلام بِشرط عدم المس بِحياته،<ref name="طقوش3" /><ref name="نبيل4" /> فأُخذ أسيرًا مع من تبقَّى من بني آيدين. ويبدو، كما يتبيَّن من الأحداث، أنَّ جُنيد بك قاوم حتَّى سنة [[829هـ]] المُوافقة لِسنة [[1426]]م، وبجميع الأحوال فإنَّ كُلٍ من حمزة بك وخليل يخشي بك لا يبدو أنَّ كانت لهما نيَّة الإبقاء على حياة الأمير الأسير، فقتلاه خنقًا مع أتباعه وأقاربه انتقامًا لِبايزيد باشا،<ref name="نبيل4" /><ref name="منجم6" /> وبِمقتله، تخلَّصت الدولة العُثمانيَّة من أبرز الخونة الذين خانوا عهدها أكثر من مرَّة،<ref name="محمد فريد2" /> ولمَّا علِم السُلطان مُراد بِمقتل جُنيد بك، أمر بِإعدام أخيه وابنه قورد حسن المسجونان في گليپولي،<ref group="ِ">{{cite book | editor-last = Magoulias | editor-first = Harry | title = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | publisher = Wayne State University Press | location = Detroit | year = 1975 | isbn = 978-0-8143-1540-8 | pages=169}}</ref> فنُفِّذ الأمر، وبِذلك لم يبقَ أحدٌ على قيد الحياة من بني آيدين، فانقطعت سُلالتهم وآلت بلادهم إلى الدولة العُثمانيَّة، ووزَّعها السُلطان على أُمرائه. وكان أمير [[بنو منتشا|مُنتشا]] أحمد بك بن إلياس قد استغلَّ انشغال الدولة العُثمانيَّة بِمُشكلة جُنيد بك، فهرب من منفاه في [[آق قويونلو|الدولة الآق قويونلويَّة]] ونجح في استرداد عرش آبائه إلى أن هُزم جُنيد بك، فاضطرَّ إلى الهرب مُجددًا والعودة من حيث أتى، فأخذ السُلطان مُراد أراضي تلك الإمارة وجعلها سُنجقًا عُثمانيًّا، وأقطعها لِأقدم أُمرائه «بلبان باشا».<ref name="نبيل4" /><ref name="منجم6" />
 
===الصُلح العُثماني - البيزنطي===
 
===حرب البُندُقيَّة: استرداد سالونيك والتوسُّع في المورة===