أدب عربي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 41.35.149.148 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة أحمد ناجي
وسم: استرجاع
ط وصل بصفحة كشف الظنون
سطر 202:
 
كان للقاضي الفاضل (1199) وزير صلاح الدين أثر كبير في إغناء لغة الدواوين وتطويرها، واستعمل السجع في كتابة التاريخ مثلما نجد عند [[الأصفهاني]] (1201) في تاريخه للسلاجقة ولصلاح الدين. وألفت الكتب البلاغية المدرسية التي جمدت البلاغة مثل كتاب "المفتاح" للسكاكي (1229)، الذي تعرض لكل موضوعات الأدب العربي وقننها في اختصار وأصبح السجع وسيلة كل تأليف أدبي أو ديمي. استمر أثر الهيلينية في العلوم، وانتعش التأليف الجديد في الطب حتى زمان الأنطاكي الذي كانت له "مختارات أدبية" أيضاً. وساهم [[الرازي]] (1209) و[[الطوسي]] (1273)، و[[ابن باجة الأندلسي]] (1138) و[[ابن طفيل]]، و[[ابن رشد]] (1198)، في نهضة علمية رياضية وفلسفية ضخمة.
وقد أنعش التصوف في الأندلس ابن العربي في هذه الفترة. ووصلت العلوم الجغرافية إلى ذروة مجدها دقة (الخرائط) وشمولاً. ويمثل هذا الطور في التأليف الجغرافي: [[الإدريسي]]، ثم جاء [[القزويني]]، و[[الدمشقي]]، و[[ابن الوردي]]، ليطوروا الجغرافيا إلى وصف طبيعة الأرض والبلاد (كوزمو جغرافيا). وانتشرت في هذا العصر الموسوعات: بدأت بكتب مفهرسة للأنساب، ككتاب [[السمعاني]] (1156) ثم جاء [[ياقوت الحموي|ياقوت]] بكتاب "البلدان" ثم جاءت تراجم الرجال: "وفيات الأعيان" ل[[ابن خلكان]] (1282)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (1363)، ومنها ما يختص بطائفة من الناس، كتراجم العلماء للبيهقي (1170)، و[[القفطي]] (1248)، أو الأطباء ل[[ابن أبي أصيبعة]] (1270) أو اللغويين للسيوطي (1505) أو الأدباء ل[[ياقوت الحموي]]، أو الفقهاء للسبكي، الصحابة ل[[ابن الأثير الجزري]] (1234)، و[[العسقلاني]] (1448) أو علماء الحديث ل[[شمس الدين الذهبي]] (1348). ثم تراجم لسكان مدينة أو أعلامها، مثل: أعلام دمشق ل[[ابن عساكر]] (1176) وحلب ل[[ابن العديم]] (1262) ومصر للمقريزي (1442)، والأندلس ل[[ابن بشكوال]] (1183)، وغرناطة ل[[ابن الخطيب]]. كذلك ألفت كتب عن الأعلام، مرتبة حسب القرون، وأول من فعل ذلك [[العسقلاني]]، وموسوعات الأعلام تصل عند [[حاجي خليفة]] (1658) في "[[كشف الظنون]]"، إلى درجة كبيرة من الشمول. كذلك كثرت في هذا العصر موسوعات العلوم المتقاربة، مثل كتاب النويري "نهاية الأرب في علوم الأدب"، وكتاب [[القلقشندي]] " صبح الأعشى في صناعة الإنشا".
 
كثيراً ما كانت تختص الموسوعة بموضوع مثل الطب، أو وصف مصر، أو الفقه أو الحديث. وقد ألف في كل منها على حدة: [[عبد اللطيف البغدادي]] (1231). واستعرض [[السيوطي]] (1505) في عصر المماليك في مصر، المعارف كلها في زمانه، فيما يقرب من 400 رسالة، كل منها في موضوع. ونشط في هذا العصر أيضاً التأليف التاريخي، فبرز من المؤرخين: [[ابن الجوزي]] (1200)، و[[ابن الأثير]] (1234) في كتابه الأشهر "الكامل" ثم [[النويري]] و[[أبو الفدا]]، و[[الذهبي]]، و[[ابن كثير]]، و[[ابن خلدون]] و[[العيني]] وكلهم من أعلام القرون 13 و14و 15، ثم ظهر التأليف التاريخي الخاص بمنطقة مثل مصر، عند [[المقريزي]]، و[[ابن حجر]] و[[تغري بردى]]، و[[ابن إياس]]. وأرخ رشيد الدين للمغول، و[[ابن خلدون]] للبربر، و[[المقري]] لمسلمي الأندلس في "نفخ الطيب". هذا الاهتمام الشديد بالتاريخ كان لابد أن ينتج نظرية في التأليف التاريخي، تبدأ عند [[السخاوي]] (1497) وتصل إلى نظرية علمية قوية عند [[ابن خلدون]] في مقدمته. وقد ترك المؤرخون بعد [[عماد الدين الأصفهاني]] الأسلوب المسجوع في الكتابة، وأن ظل بعضهم – مثل [[ابن حبيب الدمشقي]] (1377) في تاريخه للماليك، و[[ابن عربشاه]] (1450) في تاريخه لتيمور- على سنة السجع. ولقد عانى شعر هذه الفترة من ضغط الاتجاه التعليمي والتقنيني، فلم ييرز من الشعراء إلا [[صفي الدين الحلي]] (1349) في العراق. و[[ابن حجة الحموي]] (1434) في سوريا، و[[البهاء زهير]] (1258) في مصر. وظهرت قصيدة "نهج البردة" للبوصيري (1296) في هذه الفترة، فأصبحت من خوالد الأدب.