سفر التثنية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط روبوت:إصلاح أخطاء لنت
سطر 1:
{{صندوق معلومات سفر كتاب مقدس
| الاسم = سفر التثنية
| عنوان أصلي = דברים
| صورة =
| عنوان الصورة =
| كاتب = [[موسى]]، [[يشوع]] (حسب التقليد)
| تاريخ الكتابة = القرن الخامس عشر قبل الميلاد - القرن الخامس قبل الميلاد.
| لغة أصلية = [[لغة عبرية توراتية|العبرية التوراتية]]
| تصنيف = [[توراة]]، [[تناخ]]
| أسلوب = سردي قصصي، أحكام [[الشريعة اليهودية]]
| ويكي مصدر = سفر التثنية
| سبقه = [[سفر العدد]]
| تبعه = [[سفر يشوع]]}}
}}
 
'''سفر التثنية''' أو '''سفر تثنية الاشتراع''' ([[لغة عبرية|بالعبرية]]:''' דברים''') أحد الأسفار المقدسة في ال[[تناخ|التناخ]] الكتاب المقدس لدى [[الديانة اليهودية]] و[[العهد القديم|والعهد القديم]] في ال[[مسيحية|المسيحية]]؛ ولا خلاف بين مختلف طوائف الديانة اليهودية والمسيحية حول قدسيته.
 
يعتبر سفر التثنية من الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى [[موسى]] ويشكل جزءا من ال[[توراة|التوراة]]، تشير الموسوعة اليهودية إلى أن النص عثر عليه عزرا عند عودة اليهود من [[سبي بابل]] ضمن خرائب [[هيكل سليمان]] ، فأطلقوا عليه اسم التوراة . ثم شملت التسمية جميع الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى موسى، ولكنه دعي باسم التثنية أو الاشتراع ثم دعي باسم تثنية الاشتراع بدءًا من [[سبعونية|الترجمة السبعينية]] للكتاب المقدس، والتي تمت على أيدي رجال دين يهود في ال[[إسكندرية|الإسكندرية]] خلال القرن الثاني قبل الميلاد.<ref>[http://www.arabchurch.com/commentaries/father_antonios/Deuteronomy/Intro تفسير سفر التثنية] موقع الكنيسة، 22 أيلول 2010 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120418073336/http://www.arabchurch.com:80/commentaries/father_antonios/Deuteronomy/Intro |date=18 أبريل 2012}}</ref> ومن الواضح أن أصل التسمية تأت من كونه سفرًا تشريعيًا تكتمل معه [[الشريعة اليهودية]]، ولا يمكن فهم أحداث سفر التثنية دون الاطلاع على الأسفار التي سبقتها خصوصًا [[سفر الخروج]] و[[سفر اللاويين|وسفر اللاويين]].
 
يقول الأب الباحث بولس فغالي في تسمية الكتاب واختلاف بعض تفاصيله عن الشريعة الأولى فيما قبله من أسفار: ''تثنية الأشتراع نسخة ثانية للوصايا والاحكام والفرائض التي أعطاها الرب لموسى كما تكيَّفت حسبَ المكان والزمان وتطبَّقت حسبَ الظروف.''<ref>[http://www.paulfeghali.org/index.php?page=books&chapter_id=433&page_id=1635 تثنية الاشتراع] أعمال الأب بولس فغالي، 23 أيلول 2010</ref>
 
وكغيره من أسفار [[العهد القديم]] الأولى فقد شكك النقاد في [[التأليف الموسوي|صحة نسبته إلى موسى]]، وأشاروا إلى أن الكتاب ربما قد كتب في [[أورشليم]] خلال عهد ال[[ملك|الملك]] [[داوود]] أو [[سليمان]] نقلاً عن التقليد الشفهي، أو بعض الوثائق المكتوبة التي فقدت اليوم، بينما تشير [[الموسوعة البريطانية]] إلى نمو تدريجي في النص.
 
== مؤلف السفر ==
{{صندوق اقتباس|Right|اقتباس=صحيحٌ أننا لا نتصوره مؤلف<br/>الأسفار بالمفهوم الحديث،<br/>لكن ليس ثمة دافع لنرتاب<br/>في أن له دوراً فريداً مهماً في<br/>الأحداث التي تصفها تلك التقاليد<br/>ولا سيما دوره كمشرع.| المصدر= النسخة الأمريكية الجديدة للكتاب المقدس.}}
سفر التثنية كسائر الأسفار الخمسة الأولى من [[العهد القديم]] ينسب إلى [[موسى]]،<ref>[http://oce.catholic.com/index.php?title=Pentateuch The first five books of the Old Testament] الموسوعة الكاثوليكية، 29 أيلول 2010 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150919203158/http://oce.catholic.com/index.php?title=Pentateuch |date=19 سبتمبر 2015}}</ref> لكن هذه النسبة تأت من التقليد اليهودي ثمّ المسيحي دون وجود أدلة تثبت ذلك، فعلماء [[نقد نصي|نقد النصوص]] يرجحون فكرة كون الكاتب الأول مجهولاً، وتبدو علاقته بموسى والفاصل الزمني بين الأحداث وتدوينها مجهولاً أيضًا؛ بيد أن تطابق السفر من الناحية التاريخية في وصفه الممالك والأحداث كما هو معروف وشائع، يحفظ للسفر مكانته التاريخية والوثوقية، إذ من المستبعد في حالة أن يكون السفر قد ألـّف بكامله استنادًا إلى نسج الخيال ، أن يكون متطابقًا مع أحداث حصلت قبل ألف عام من تاريخه ، إذا أخذت فترة حكم [[داوود]] أو ابنه [[سليمان]] ل[[بنو إسرائيل|بنيلبني إسرائيل]] موعدًا لكتابة السفر ، أو ربما تحديد الفترة اللاحقة لعودة اليهود من [[سبي بابل]]؛ فالراجح أن السفر حتى لو لم يكن مؤلفه هو موسى، قد كتب استنادًا إلى تقليد قوي صحيح عن [[موسى]] أو عن وثائق قديمة فقدت في العصر الحديث . وهذا رأي ريتشارد سيمون في [[القرن الثامن عشر]] إذ وجد أن ال[[توراة|التوراة]] كانت مجموعة وثائق مختلفة نسجت في كتاب واحد على يد عزرا بعد العودة من [[سبي بابل]]. وهذا النسيج لا يقلل من شأن [[موسى]] أو من شأن قواعد [[الشريعة اليهودية]].
 
وفي حين يبدي [[ليبرالية|الليبراليون]] من ال[[يهود|اليهود]] وال[[مسيحية|مسيحيونوالمسيحيون]] قبولاً لهذا الرأي يرفض المحافظون ذلك ويتمسكون بالتقليد القديم بكون موسى هو مؤلف السفر.
 
يستخدم السفر للإشارة إلى الرب عبارة [[ألوهيم]] وهي صيغة جمع لأيل وربما استخدمت للتفخيم، أطلقت بشكل عام على الأسفار الخمسة الأولى في التوارة، كما أطلقت في بعض [[مزمور|المزامير]] . يرى المستشرق الفرنسي [[غوستاف لوبون]] أن كلمة [[ألوهيم]] تعني الإله الأعلى، في وقت كان الاعتقاد بتفريد الإله سائدًا في المجتمع اليهودي،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، عبد الرزاق الموحي، دار الأوائل، طبعة أولى، دمشق 2004، ص.23</ref> كذلك يطلق عليه اسم [[بعل]] وهو إله كنعاني أصبح مرادفًا لكلمة [[الله]] في [[الديانة اليهودية]].<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.24</ref> إلى جانب ورود لفظ [[يهوه]] والذي لم يتحول إلى مصطلح رسمي حتى العودة من [[سبي بابل]].
 
== قصة السفر وأحداثه ==
[[ملف:Karolingischer Buchmaler um 840 002Karolingischer_Buchmaler_um_840_002.jpg|يمين|200بك|تصغير|281x281بك|[[موسى]] يتسلم ال[[توراة|التوراة]] من [[الله]]، <small>(القسم العلوي)</small> ثم يعظ [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] بأحكامها. <small>(القسم السفلي)</small> الرسم يعود لعام [[840]] وهو من محفوظات [[متحف لندن]].]]
يغلب على السفر الطابع التشريعي، وقد كتب ما يذكر به في جبل حوريب وبرية العربة قرب [[البحر الميت]] و[[نهر الأردن|ونهر الأردن]]،<ref>تثنية 1/1</ref> ويتميز السفر باستخدامه صيغة الجمع وضمير المتكلم،<ref>تثنية 19/1</ref> وهو السفر الوحيد الذي استخدم هذه الطريقة؛ ويستذكر في مقدمته ضمن خطبة طويلة ل[[موسى|لموسى]] ما حصل مع [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] منذ مغادرتهم [[صحراء النقب]] حتى وصولهم إلى [[نهر الأردن]] من ناحية الشرق،<ref>تثنية 2و3</ref> ويبدأ التشريع في السفر بدءًا من الفصل الرابع: الدعوة لمخافة الرب والإخلاص له: ''إن كل من ذهب وراء بعلٍ قد أباده الرب من وسطكم، أما أنتم الملتصقون بالرب فجيمعكم أحياء، انظروا قد علمتكم فرائض وأحكامًا كما أمرني الرب إلهي لكي تعملوا هكذا في الأرض التي أنتم داخلون إليها لكي تمتلكوها فاحفظوا واعملوا لأن في ذلك فطنتكم.<ref>6-4/4</ref>''
 
ويذكر كاتب السفر ب[[الوصايا العشر|بالوصايا العشر]] وأهميتها في الفصل الخامس،<ref>تثنية 5/ 11-22</ref> ويتفاخر السفر: ''لأنه من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحي يتكلم من وسط النار مثلنا وعاش''<ref>تثنية 26/5</ref> مؤكدًا أن هذا يجعل من مسؤولية الشعب اليهودي المضاعفة من اتقاء الله والعمل بما أوصى به،<ref>تثنية 5/ 27-32</ref> ويحذر السفر بشدة من نسيان الله أو التكبر عليه بعد سيطرة [[بنو إسرائيل]] على المدن الموعودة في [[فلسطين]] فهذا سيؤدي إلى أوخم النتائج.<ref>تثنية 6/ 10-16</ref> ويبين السفر ماذا يجب على اليهود أن يفعلوه لدى دخولهم الأرض الموعودة وكيف يتعاملون مع سكانها: ''لا تقطع لهم عهدًا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم، بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك، لأنها ترد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى، فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا؛ ولكن هكذا تفعلون تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار لأنك شعب مقدس للرب.''<ref>تثنية 7/ 3-6</ref>
 
ويبين السفر أيضًا أنه إذا التزم الشعب بوصايا الرب فلن تنبه أية نائبة،<ref>تثنية 14/7</ref> وفي الفصل التاسع يعيد السفر التذكير بما ورد في [[سفر الخروج]] من عبادة ال[[يهود|اليهود]] ل[[عجل الذهب|لعجل الذهب]]، وتحطيم [[موسى]] للوحي الشريعة الأولين غضبًا، ويطلب عدم تكرار ذلك،<ref>تثنية 9/ 7-18</ref> ويتابع السفر على لسان [[موسى]]: ''ثم سقطت على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة، لا آكل خبزًا ولا أشرب ماءً من أجل خطاياكم التي أخطأتم بها''<ref>تثنية 18/9</ref> ثم ينتقل في الفصل العاشر لاستذكار كيف نحت [[موسى]] لوحي شريعة جديدين ثم صنع تابوت العهد، ويذكر أيضًا كيف غرق [[فرعون]] ومن معه في [[البحر الأحمر]].<ref>تثنية 11/ 3-6</ref>
 
في الفصل الثالث عشر من السفر أحكام اليهودي الذي تحوّل إلى دين آخر، في حين يجدد الفصل الرابع عشر تحديد محظورات الطعام والشراب:
{| align="center" width="75%" style="border: 1px solid #333333;"
}|}
{| border="2" cellpadding="5" cellspacing="1" style="width: 220px; margin-bottom: 1em; text-align: center; border: 1px solid #333333; font-family: Arial; margin: 0 10px 0 10px; float: right"
|-style="background-color: #99FF99"
|'''النوع'''
|'''الطاهر'''
|'''النجس'''
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''ال[[ثدييات|الثدييات]]'''
|تنظم في فئتين: 1. عاشبة، مجترة. 2. صحيحة الحوافر.
| ما لا يحقق أحد الشرطين.
|-
|'''[[الطيور]]'''
السطر 54 ⟵ 53:
|الطيور اللاحمة والتي تعيش في أماكن الخراب أو النجاسة.
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''[[الزواحف]]'''
|لا شيء.
|الجميع.
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''[[أسماك|الحيوانات المائية]]'''
|شرطين: 1. تملك زعانف. 2. تملك حراشف أو قشرة خارجية.
السطر 65 ⟵ 64:
|-
|'''[[الحشرات]]'''
|لاشيء، عدا ال[[جراد|الجراد]].
|الجميع، عدا [[الجراد]].
|}
[[ملف:Tissot Moses Sees the Promised Land from AfarTissot_Moses_Sees_the_Promised_Land_from_Afar.jpg|يسار|150بك|تصغير|253x253بك|[[موسى]] ينظر إلى [[فلسطين]] من جبل نبو قبيل وفاته، كما ورد في سفر التثنية الفصل 34؛ اللوحة لجيمس تيسوت، [[1903]].]]
ثم يحض السفر على الإنفاق ويرفض ال[[بخل|البخل]]،<ref>تثنية 26/14</ref> ويذكر أيضًا أنه على اليهودي إعفاء الآخرين من الديون في '''سنة الإبراء''' التي تحل كل سبع سنوات،<ref>تثنية 3/15</ref> ويطلب مساعدة الفقراء،<ref>تثنية 7/15</ref> وطرق التعامل مع ال[[عبد|عبيدالعبيد]] ويدعو لإطلاق سراحهم في السنة السابعة من خدمتهم،<ref>تثنية 15/ 12-18</ref> ويدعو أيضًا: ''كل بكر ذكر يولد من بقرك ومن غنمك تقدسه للرب إلهك، لا تشتغل على بكر بقرك ولا تجز بكر غنمك، أمام الرب تأكله سنة فسنة في المكان الذي يختاره الرب.''<ref>تثنية 20/15</ref> ويعيد التذكير ب[[عيد الفصح|بعيد الفصح]] اليهودي وأحكامه،<ref>تثنية 16/ 1-8</ref> ثم عيد الحصاد،<ref>تثنية 16/ 9-12</ref> وعيد المظال،<ref>تثنية 16/ 13-15</ref> ومن ثم يتابع في تنظيم تقدمة الذبائح وشروطها،<ref>تثنية 1/17</ref> والقضاء وأحكام اللبس فيه وأحكام الشهادة أيضًا،<ref>تثنية 17/ 2-13</ref> وشروط ملك بني إسرائيل في المستقبل،<ref>تثنية 17/ 14-19</ref> وشروط الكهنة،<ref>تثنية 18/ 1-8</ref> ويشدد على الابتعاد عن العرافة وال[[رقية|والرقية]] أو استشارة الموتى والأرواح.<ref>تثنية 18/ 9-14</ref>
 
ينظم السفر أيضًا أحكام مدن الملجأ التي يحق للقاتل أن يهرب إليها فلا يقتل: ''ومن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطبًا، فاندفعت يده بالفأس ليقطع الخشب وأفلت الحديد من الخشب، فأصاب صاحبه ومات، فهو يهرب إلى إحدى تلك المدن فيحيا لئلا يسعى ولي الدم وراء القاتل، حيث يحمى قلبه ويدركه إذا طال الطرق ويقلته، وليس عليه حكم الموت لأنه غير مبغض له منذ أمس وما قبله.''<ref>تثنية 19/ 5-6</ref> ''ولكن إذا كان إنسان مبغضًا صاحبه فكمن له وقام عليه وضربه ضربة قاتلة فمات، ثم هرب القاتل إلى إحدى تلك المدن يرسل شيوخ مدينته ويأخذونه من هناك ويدفعونه إلى ولي الدم فيموت.''<ref>تثنية19 /11-12</ref>
 
ثم ينظم السفر قواعد الحرب وحصار المدن،<ref>تثنية، 20</ref> وأحكام [[تعدد الزوجات]]،<ref>تثنية 21/ 15-17</ref> وأحكام ال[[صلب|الصلب]]،<ref>تثنية 21/ 22-23</ref> والتعاون مع الجار،<ref>تثنية 22/ 1-4</ref> ومنع الرجال والنساء من لبس ملابس بعضهم بعضًا،<ref>تثنية 4/22</ref> وأحكام عدم عذرية الفتاة،<ref>تثنية 22/ 13-21</ref> وأحكام الجنس قبل الزواج بشكل عام،<ref>تثنية 22/ 23-30</ref> الطلاق،<ref>تثنية 24/ 1-4</ref> ثم أحكام السرقة،<ref>تثنية 7/24</ref> الرهن والقرض،<ref>تثنية 24/ 6-13</ref> البرص،<ref>تثنية 10/24</ref> وحكم الفقراء والمساكين،<ref>تثنية 24/ 14-22</ref> وعقوبة المذنب بأربعين جلدة عمومًا،<ref>تثنية 25/ 2-3</ref> والزوجة التي يموت زوجها،<ref>تثنية 25/ 5-10</ref> الغش في الأوزان،<ref>تثنية 25/ 13-16</ref> والعشور أي ال[[زكاة|الزكاة]]،<ref>تثنية 26/ 12-15</ref> ويحذر من الأنبياء الدجالين،<ref>تثنية 13/ 1-14</ref> في حين ينتقل الفصل الثامن والعشرين للمصائب التي ستحل ببني إسرائيل في حال عصوا [[الشريعة اليهودية]]، ويذكر السفر عظة رابعة ل[[موسى|لموسى]] قدمها للشعب قبيل وفاته،<ref>تثنية 29 و30</ref> ويذكر تعيين [[يشوع]] خلفًا ل[[موسى|لموسى]]:
[[ملف:Ary Scheffer Ary_Scheffer_- The Temptation of Christ _The_Temptation_of_Christ_(1854).jpg|يمين|200بك|تصغير|287x287بك|التجربة على الجبل، حيث استشهد [[يسوع]] بآيتين من سفر التثنية للرد على ال[[شيطان|الشيطان]]؛ الوحة لآري سشيفر، [[1854]].]]
{{اقتباس خاص|''وقال الرب لموسى هوذا أيامك قد قربت لكي تموت، ادع يشوع وقفا في خيمة الاجتماع لكي أوصيه. فانطلق موسى ويشوع ووقفا في خيمة الاجتماع، فترائى الرب في الخيمة في عمود سحاب.''<ref>تثنية 31/ 4-5</ref>}}
 
السطر 82 ⟵ 81:
== أهمية السفر وغايته ==
{{التوراة}}
يستكمل السفر تنظيم [[الشريعة اليهودية]] وهو الجزء الرابع والأخير من قصة حياة [[موسى]]، شكلت الأمور التي نظمها كال[[زواج|كالزواج]] وال[[طلاق|والطلاق]] وال[[زنى|والزنى]] مفاصل هامة طبعت حياة المجمع اليهودي ثم المجتمع المسيحي ردحًا طويلاً من الزمن، أهمية السفر تنبع من كونه موجهًا لعامة الشعب اليهودي: '' سفر اللاويين والعدد هما أسفار موجهة للكهنة واللاويين ليجدوا فيها الشرائع وطقوس العبادة والأحكام. أما سفر التثنية فهو موجه للشعب لذلك تجد فيه الكثير من الإيضاحات والشرح والتفسير والحث على الالتزام بها. ''
''<ref>[http://www.arabchurch.com/commentaries/father_antonios/Deuteronomy/1 تفسير سفر التثنية]، موقع الكنيسة، 29 أيلول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305122032/http://www.arabchurch.com/commentaries/father_antonios/Deuteronomy/1 |date=05 مارس 2016}}</ref>''
 
أغلب المسيحيين واليهود في العالم اليوم، باستثناء بعض اليهود الأرثوذكس والطوائف ال[[بروتستانتية|البروتستانتية]]، لا يأخذون بشرائع السفر على المنحى الحرفي، فغاية السفر تنظيم المجتمع اليهودي القبلي، فهي شرائع مرتبطة بظروفها التاريخية والاجتماعية وتزول بزوالها، فلا يؤخذ النص بحرفيته وإنما يؤخذ بغايته.
 
== السفر في العهد الجديد ==
يرد الاستشهاد بسفر التثنية في عدة مواضع من [[العهد الجديد]] ،
فخلال تجربة الشيطان ليسوع كما يرد في الفصل الرابع من [[إنجيل متى]] اختار يسوع ثلاث آيات من سفر التثنية للرد على الشيطان،<ref>قارن متى 4/4 وتثنية 3/8، متى 7/4 وتثنية 16/6، متى 10/4 وتثنية 13/6</ref> واستشهد به [[يسوع]] أيضًا خلال [[عظة الجبل]]: ''سمعتم أنه قيل للأقدمين لا تقتل، ومن قتل يستحق المحاكمة، أما أنا فأقول لكم كل من هو غاضب على أخيه يستحق المحاكمة.''<ref>متى 21/5 قارن وتثنية 17/5</ref> وكذلك الحال بالنسبة لأحكام أخرى كال[[زنى|كالزنى]]،<ref>متى 27/5 وتثنية 18/5</ref> وال[[طلاق|والطلاق]]،<ref>متى 31/5 وتثنية 1/24</ref> فيسوع غير عددًا من أحكامه؛ لكنه ثبت بعضها الآخر حرفيًا: ''من طلب منك شيءًا أعطه ومن جاء يقترض منك لا ترده خائبًا.''<ref>تثنية 8/15 ومتى 42/5</ref> واستشهد ببعض أحكامه ونصائحه في مواضع أخرى،<ref>قارن متى 15/7 وتثنية 13/ 1-4</ref> . وعندما دار الجدال بين يسوع والفريسيين حول الالتزام بالراحة يوم السبت كما يرد في [[إنجيل متى]] كان هذا الجدل يعتمد بشكل رئيسي على ما ورد في تشريعات في ال[[توراة|التوراة]] وفي سفر التثنية.<ref>تثنية 14/5</ref>
 
وقد استشهد به يسوع أيضًا خلال حديثه مع الفريسيين للدلالة على أهمية إكرام الوالدين،<ref>متى 4/15 وتثنية 6/15</ref> .وعندما دار الجدال مرة أخرى بين الفريسيين ويسوع حول الطلاق كان ذلك استنادًا إلى سفر التثنية،<ref>قارن متى 19/ 3-10 وتثنية 10/24</ref> وعند جداله أيضًا مع ال[[صدوقيون|الصدوقيون]] حول قيامة الأموات كانت فاتحة الجدل أحكام من سفر التثنية،<ref>تثنية 5/25</ref> وقد أشار يسوع بشكل إيجابي إلى [[الوصايا العشر]] الواردة فيه وحض على العمل بها.<ref>قارن متى 18/19 وتثنية 5/ 16-21</ref> وأشار أيضًا إلى الوصية الواردة في الفصل السادس من سفر التثنية: ''أحبب الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وكل فكرك''،<ref>تثنية 5/6</ref> معلنًا أنها الوصية الأعظم في التوراة،<ref>متى 22/ 28-29</ref> وهناك تشابه بين [http://www.enjeel.com/bible.php?ch=9&op=read&bk=41 إنجيل مرقس 43/9] و[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=13&op=read&bk=5 سفر التثنية 13/ 6-10]،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار تاندل للنشر، لندن، ص.358</ref>. كذلك يستشهد بسفر التثنية في مجمع أورشليم الأول الذي انعقد عام [[50]] كما يذكر [[سفر أعمال الرسل]]،<ref>قارن أعمال 20/15 وتثنية 16/12</ref> أما في الرسائل تظهر عدة استشهادات من الأسفار الأولى خصوصًا سفر التثنية في إطار الوعظ،<ref>قارن رسالة كورنثس الأولى 8/5 وتثنية 3/16</ref> أو التذكير،<ref>الرسالة إلى روما 10/15 وتثنية 43/32</ref> أو إعادة تفسير بعض أحداث السفر في ضوء المعتقدات المسيحية،<ref>قارن الرسالة إلى روما 10/9 وتثنية 15/21</ref> وقد يكون الاستشهاد الأبرز من سفر التثنية في [[رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية]]: ''إن المسيح قد حررنا بالفداء من لعنة الشريعة، إذ صار لعنة عوضًا عنا لأنه قد كتب ملعون كل من علق على خشبة.''<ref>غلاطية 13/3</ref> أي أن [[بولس]] استشهد ب [http://www.enjeel.com/bible.php?ch=21&op=read&bk=5 سفر التثنية 23/21] للبرهان أن الخلاص يأت بمعزل عن الأعمال المطلوبة في الشريعة.
 
== انظر أيضًا ==
 
* [[توراة]].
* [[العهد القديم]].
* [[موسى]].
* [[سفر التكوين]]، [[سفر الخروج]]، [[سفر اللاويين]]، [[سفر العدد]]: وهي الأسفار المنسوبة تقليديًا مع سفر الخروج ل[[موسى|لموسى]].
 
== هامش ==
{{هامش|1}} بحسب التقليد في [[الديانة اليهودية]] وال[[مسيحية|والمسيحية]].
{{أسفار الكتاب المقدس}}
 
== المراجع ==
{{مراجع|2}}
 
== مواقع خارجية ==
 
* [http://st-takla.org/pub_oldtest/05_deut.html موقع الأنبا تكلا، سفر التثنية].
* [http://www.arabchurch.com/commentaries/father_antonios/Deuteronomy.php تفسير سفر التثنية، منتديات الكنيسة].
السطر 111 ⟵ 113:
{{تعاقب-سبقه وتبعه|سبقه=[[سفر العدد]]|عنوان اللقب=[[العهد القديم]]|الأعوام=|تبعه=[[سفر يشوع]]}}
{{نهاية صندوق}}
 
 
{{تصنيف كومنز|Book of Deuteronomy}}