مملكة الحجاز: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسوم: تعديلات المحتوى المختار تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
الرجوع عن تعديل معلق واحد من Kalabbas إلى نسخة 33886287 من باسم.
سطر 42:
== شرافة مكة ==
[[ملف:الشريف عون الرفيق 2013-09-06 02-40.jpeg|250px|تصغير|يسار|الشريف [[عون الرفيق]] باشا المتوفى سنة 1905م.]]
ورث العثمانيون السيادة على الحجاز من المماليك أثناء فترة حكم الخلافة العباسية في مصر بعد [[معركة الريدانية]] عام 1517م والتي انتصر فيها [[السلطان سليم الاول]] على [[طومان باي|الأشرف طومان باي]] آخر سلاطين الدولة المملوكية. ومنذ ذلك اليوم أصبح سلاطين آل عثمان حماة الحرمين منذ أن قَدَّم [[بركات الثاني]] شريف مكة ولاءه للسلطان سليم. وقد استمرت السيادة العثمانية على الحجاز حتى يوم [[9 شعبان]] [[1334 هـ]] الموافق [[10 يونيو]] [[1916]]م، حينما أعلن [[حسين بن علي الهاشمي]] شريف مكة ثورته وانفصاله عن الدولة العثمانية.
 
كانت أوضاع الحجاز في مطلع القرن العشرين مضطربة، إذ توفي [[الشريف عون الرفيق]] سنة 1905، ولم يمض الشريف علي بن عبد الله بن محمد بن عبد المعين بن عون الذي تولى الإمارة من بعده، أكثر من ثلاثة أعوام حيث قدم استقالته ولجأ لمصر خشية من بطش [[جمعية الاتحاد والترقي|الاتحاديين]] الذين جاؤوا لحكم تركيا في العام 1908م خلال فترة [[أفول الدولة العثمانية|انهيار الدولة العثمانية]]. كما أن [[عبد الإله باشا|الشريف عبد الإله]] الذي أعقبه توفي وهو يتأهب للسفر إلى [[الحجاز]]. أصبح منصب الشرافة شاغرًا بوفاة الشريف عبد الإله، مما فسح المجال لبدأ نزاع عائلي بين آل عون ممثلًا بالشريف الحسين بن علي، وآل زيد ممثلًا بالشريف [[علي حيدر باشا|علي حيدر]]، والذي كان انعكاسًا للنزاع القائم بين جمعية الاتحاد والترقي من جهة والعثمانيين المحافظين من جهة أخرى. كان الشريف حيدر في خلاف مع [[السلطان عبد الحميد الثاني]]، واستمر الخلاف فترة طويلة، سعت أسرة الحسين لاغتنام الفرصة واتصل ابناؤه بمختلف الجهات لاقناعهم بأحقية الحسين بالإمارة، ورفعوا مذكرة إلى السلطان عبد الحميد بواسطة [[كامل باشا|الصدر الأعظم كامل باشا]] يناشدون فيها بإيصال الحسين إلى حقه، كونه أكبر العائلة الهاشمية سنًا وأحقها بالمنصب، واردفوا هذه المذكرة بمذكرة ثانية إلى السلطان ولنفس الغرض، وعنونوها إلى كل من الصدارة العظمى ومشيخة الاسلام ورئيس كتاب القصر السلطاني. ساهمت هذه الجهود في ترشيح الحسين شريفًا على مكة، وصدر الفرمان السلطاني بتعيينه أميرًا على مكة عام 1908م.<ref>نضال داوود المومني. ([[1417 هـ]] - [[1996]]م) الشريف حسين بن علي الرضي والخلافة (الطبعة الأولى). [[عمان]] - [[الأردن]]. منشورات لجنة تاريخ الأردن مطبعة الصفدي صفحة 35</ref> تضاربت الآراء في تحديد موقف كل من السلطان عبد الحميد الثاني وجمعية الاتحاد والترقي من تعيين الحسين في المنصب، يرجع البعض تنصيبه إلى الجمعية وإصرارها عليه رغم معارضة السلطان الذي كان يرتاب من نوايا الحسين وأهدافه في فصل الحجاز عن الدولة، وقد قال لما عُين الحسين شريفًا لمكة: «قد خرجت الحجاز من يدنا، واستقل العرب وتشتت ملك آل عثمان بتعيين الشريف حسين أميرًا على مكة المكرمة، ويا ليته يقنع بإمارة مكة المكرمة وباستقلال العرب فقط، ولكنه سيعمل إلى أن ينال مقام الخلافة لنفسه»،<ref>[[جمال عبد الهادي]]. الطريق إلى بيت المقدس القضية الفلسطينية الجزء الثاني (الطبعة الأولى). [[المنصورة]] - [[مصر]]. دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع صفحة 39</ref> بينما يخالف آخرون هذا الرأي، فالاتحاديون كانوا عازمين على إسناد المنصب للشريف حيدر، لولا مقاومة كل من السلطان والصدر الاعظم، ضمن مساعيهم الرامية إلى الحد من نفوذ [[جمعية الاتحاد والترقي]].<ref>طالب محمد وهيم. ([[1402 هـ]] - [[1982]]م) مملكة الحجاز (1916 - 1925) دراسة في الأوضاع السياسية (الطبعة الأولى). [[البصرة]] - [[العراق]]. منشورات مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة صفحة 18</ref>
سطر 82:
 
[[ملف:Omar Fakhreddin Pasha.jpg|200px|تصغير|يسار|[[فخري باشا]] وعُرف أيضًا بنمر الصحراء، كان آخر الأمراء العثمانين على المدينة المنورة.]]
سير الأمير فيصل في 17 يناير 1917م فرقة من جيشه باتجاه الشمال إلى [[الوجه|مدينة الوجه]]، واستطاعت الاستيلاء على الحامية العثمانية فيها، ومضت الفرقة متوجهه إلى شمال الوجة بقيادة بعض الأشراف يساندهم بعض الضباط العرب ومتطوعي مكة وبعض قوى القبائل فاستولوا على العديد من القرى وانتهوا بدخول [[العقبة]] في [[9 يوليو]] [[1917]]م. انضم إلى الجيش في العقبة كثير من القبائل وأسرى العرب من أهل العراق وسوريا وبعض المصريين، ثم زحفت بعض ألوية الثوار ل[[وادي موسى]] واشتبكت مع القوى العثمانية بقيادة [[أحمد جمال باشا]] واستولوا على وادي موسى. استمر الزحف بعد أن رأى فيصل أن في استطاعة الجيش أن ينقل ميدانه من العقبة وما حولها إلى [[حوران]] و[[جبل الدروز]]. وفي 2 أكتوبر 1918م عسكر جيش فيصل قبالة [[دمشق]] دون أن يدخلها، وبدخوله دمشق قام فيصل بتأسيس حكومته في الخامس من أكتوبر وأصدر بلاغًا رسميًا جاء فيه: شكلت في سوريا حكومة دستورية عربية مستقلة استقلالًا مطلقًا باسم مولانا أمير المؤمنين الشريف حسين بن علي. وفي السابع من شهر مارس عام 1920م أعلن المؤتمر السوري في دمشق استقلال سوريا بحدودها الطبيعية ومنها فلسطين واختيار فيصل ملكًا دستوريًا عليها،<ref>مفيد الزيدي. ([[2004]]م) موسوعة تاريخ العرب المعاصر والحديث (الطبعة الأولى). [[عمان]] - [[الأردن]]. دار أسامة للنشر والتوزيع صفحة 55</ref> ونصب فوق مكان الاجتماع علم مملكة الحجاز بعد أن أضيفت إليه نجمة واحدة. انتهى جيش الشمال بقيادة فيصل على فتح الشام، بينما كان جيش الشرق بقيادة عبد الله وجيش الجنوب بقيادة علي لا يزالان حول المدينة يحاصرانها، كانت الحرب سجال بين الطرفين، وأخذ [[فخري باشا]] ومقاتيلية في الاستبسال في الدفاع عن المدينة والتصدي لهجمات المحاصرين، كانت أحد مآسي هذه المعارك والحروب معانات سكان مدن الحجاز، فقد اضطر فخري باشا إلى اجبار سكان المدينة بالهجرة إلى الشام، كما قاسى أهل مكة ومدن الحجاز الأخرى من غلاء الأسعار وقلة الأرزاق في مدة الحرب. في شهر أغسطس عام 1918م أعلنت هدنة عامة بين المتقاقتلين، وجاء في شروط الهدنة: أن يتم جلاء العثمانيين عن جميع بلاد العرب، وتنفيذًا للهدنة أبرق وزير الحربية العثماني في إستانبول إلى قائد حامية المدينة يأمره بتسليم المدينة فورًا، لكنه رفض الاستسلام واستمر في دفاعه عن المدينة، لكنه ما لبث أن سلم المدينة في 10 يناير 1919م ووقعت الاتفاقية الخاصة بذلك وبها تم الاستسلام، وعليه تم اجلاء فخري باشا والذي وصف بأسد الصحراء من قبل البريطانيين على وطنيته في المدينة المنورة،<ref group="ْ">[http://www.timaspublishing.com/timas/books/literature/novels/defence-of-medina.aspx ''Defence Of Medina''], İsmail Bilgin, ISBN 975-263-496-6, Timas Publishing Group. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131006050917/http://www.timaspublishing.com/timas/books/literature/novels/defence-of-medina.aspx |date=06 أكتوبر 2013}}</ref> وقواته البالغ عددها 8.000 مقاتل إلى [[مصر]].<ref group="ْ">Francis E. Peters: ''Mecca: A Literary History of the Muslim Holy Land'', Princeton University Press, 1994, ISBN 0-691-03267-X, [https://books.google.com/books?id=tdb6F1qVDhkC&pg=PA374&dq= "siege+of+medina"+1919&hl=de&sa=X&ei=atS_T86XKsfl8QOvnMC7Cg&redir_esc=y#v=onepage&q="city%20surrender%20until"&f=false page 374].</ref>
 
== قيام مملكة الحجاز ==