السودان الإنجليزي المصري: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 59:
في عام [[1820]] في عهد [[محمد علي باشا|محمد على باشا]] [[والي]] [[مصر]]، قام [[إسماعيل كامل باشا]] بن [[محمد علي (توضيح)|محمد علي]] بغزو البلاد و كان جيشه يتكون اساسا من الاتراك و البوشناق من البوسنة و الالبان و سكان بلاد المغرب التي كانو تحت حكم تركي ( ليبيا تونس الجزائر) و الهنود و العربان كما استخدم [[العبابدة]] لشهرتهم في معرفة الدروب<ref>Robert O. Collins,A History of Modern Sudan Cambridge University Press, 2008 p.10</ref>
<ref>Timothy J. Stapleton, A Military History of Africa ABC-CLIO, 2013 vol.1 p.53</ref>
الجدير بالذكر انه لم يتم استخدام اي مصري في الحملة حيث لم يتم تجنيد المصريين في ذلك الوقت. انتهت الحرب في عام [[1822]] بانتصار قوات إسماعيل باشا سابقة الذكر، وضمتوضم اجزاء واسعة من السودان الشمالي و الأوسط بما فيه مملكة سنار ما عدا(باستثناء دارفور)إلى للحكمالحكم [[خديوي|الخديوىالخديوي]]. عرفت تلك الفترة عند السودانيين بالتركية السابقة.
 
قام [[الخديوي|الخديو إسماعيل]] أبن [[إبراهيم باشا]] بن [[محمد علي (توضيح)باشا|محمد علي]] باستكمال فتوحات جده في [[السودان]] واستطاع ضم المناطق الاستوائية حتى [[أوغندا]] بحلول عام 1875. وقام [[الزبير باشا]] أحد تجار (الرقيق) وحاكم [[بحر الغزال]] في عام [[1873]]م،
<ref>
Robert O. Collins. A History of Modern Sudan. Cambridge University Press, May 29, 2008 pg. 18
سطر 69:
{{مفصلة|محمد أحمد المهدي}}
 
في العام 1880 قامت [[محمد أحمد المهدي|الثورة المهدية]] في السودان مدفوعة بمثالب الحكم التركي المصري و فساد موظفيه، وبدأت مسيرتها بعدة انتصارات محدودة اتسعت بسرعة بعدد من المعارك الكبيرة منها [[معركة شيكان]] الشهيرة والتي تم القضاء فيها على [[هكس باشا]] وجنوده من المصريين والإنجليز، وأخيراً فتحوا مدينة [[الخرطوم]]، وقضوا على الحاكم العام [[غوردون]] لتنتهي بذلك فترة السيطرة المصرية على [[السودان]].
 
كانتساءت الأحوال في السودان سيئةفي فيعهد فترةالخليفة [[عبد الله التعايشي]] الذي خلف المهدى في عام [[1885]] ودخل التعايشي في حروب داخلية وخارجية كثيرةعديدة كالحربكحرب ضد الحبشة ومحاولة غزو مصر التي كانت قد صارتاصبحت [[مستعمرة|محمية]] [[المملكة المتحدة|بريطانية]] بصورة رسمية فيبعد ذلكالثورة الوقت،العرابية، ولمالتي تتمكنانتهت قواتهبهزيمة منكبيرة هزيمةللمهديين الجيش(أو البريطاني.الدراويش يشيركما يشيرإليهم البريطانيون للمهديين بلفظ الدراويش).
 
= إعادة احتلال السودان =
[[ملف:Egypt sudan under british control.jpg|تصغير|250بك|يسار| <center>خريطة السودان الأنجلو مصري <ref>عنوان الخارطة في الجانب الأعلى إلى اليمين.</ref></center>]]
 
=== حملة دنقلا ===
في عام [[1896]] أنذرت الحكومة البريطانية فرنسا من الزحف في اتجاه السودان، بعثة عسكرية مشتركة مع مصر لاحتلال السودان وكان قائد الحملة اللورد [[كتشنر|هربرت كتشنر]] وقد هزم قوات الخليفة [[عبد الله التعايشي|التعايشي]] في [[أم درمان]] في [[2 سبتمبر]] [[1898]] وسقطت [[الخرطوم]] في يد القوات الغازية و انتهت الدولة المهدية. بنهاية عام 1900 اكتمل بسط السيطرة على كامل كردفان و تركت دارفور تحت حكم علي دينار الذي احتفظ بعلاقات طيبة مع الحكومة المركزية حتى قرب قيام الحرب العالمية الأولى.
 
== حملة دنقلا ==
بعد استقرار الأحوال في مصر وتحسن الاقتصاد تحت الحماية البريطانية و إعادة تنظيم الجيش المصري قررت الحكومة البريطانية في 12 مارس 1896 إرسال بعثة عسكرية لإعادة احتلال مديرية دنقلا بدعوى تخفيف الضغط عن الإيطاليين في كسلا في شرق السودان. إلا أن الهدف الأرجح هو مخاوف البريطانيين من احتلال الفرنسيين للسودان مع توارد أنباء عن تحرك قوات فرنسية من الكونغو بقيادة الميجر مارشاند (أنظر حادثة فشودة أدناه).<ref name="المهدية">المهدية: تاريخ السودان الإنجليزي المصري 1881-1899، أ ب ثيوبولد، ترجمة محمد المصطفى عبد الكريم، مركز عبد الكريم مرغني الثقافي</ref>
 
السطر 84 ⟵ 82:
 
=== الموقف العسكري ===
كان ميزان القوة يميل للقوات الغازية بشكل كبير. إذ تتفوق على قوات المهدية في التدريب و العتاد و السلاح الناري. و كانت العقبة الأساسية أمامها هي طول خطوط الإمداد في أراضي العدو. حيث بلغت خطوط إمداد كتشنر أكثر من 800 ميل قبل مغادرته لصرص آخر محطات الجيش المصري جنوباً. وتنوعت وسائل نقله بين السكك الحديدية و البواخر النيلية و القوارب الشراعية
 
أما بالنسبة للمهديين فقد تفوقوا عددياً و اشتهروا بالإقدام الكبير و باستعدادهم للموت في سبيل قضيتهم و الجنة التي وعدهم بها المهدي و خليفتهوخليفته. و كان أملهم الوحيد في النصر هو استغلال طبيعة الأرض لصالحهم وضرب خطوط الإمداد. بلغت قوات المهدية 1000010,000 مقاتل في دنقلا تحت قيادة محمود بشارة وقوة من 20002,000 مقاتل تتمركز في [[صواردة (قرية)|صواردة]] بقيادة حمودة إدريس.<ref name="المهدية" />
 
بلغت خطوط إمداد كتشنر أكثر من 800 ميل قبل مغادرته لصرص آخر محطات الجيش المصري جنوباً. وتنوعت وسائل نقله بين السكك الحديدية و البواخر النيلية و القوارب الشراعية.<ref name="المهدية"/>
[[ملف:River War 1-4 The Advance to Akasha.jpg|تصغير|367x367px]]
=== خطة الغزو ===
قرر كتشنر التقدم في شكل وثبات أو مراحل: تبدأ بحشد القوات ثم التقدم والهجوم ثم التمركز مجددا و مد خطوط الإمداد ثم حشد القوات و التقدم ثانية.
 
فصلت بين قوات الغزو في صرص وقوات المهدية في [[صواردة (قرية)|صواردة]] حوالي المائة ميل من الأراضي الجرداء الوعرة التي تعرف ببطن الحجر التي تبادل الجانبان إرسال الأطواف إليها.<ref name="المهدية"/>
 
قرر كتشنر التقدم في شكل وثبات أو مراحل: تبدأ بحشد القوات ثم التقدم والهجوم ثم التمركز مجددا و مد خطوط الإمداد ثم حشد القوات و التقدم ثانية<ref name="المهدية" />.[[ملف:River War 1-4 The Advance to Akasha.jpg|تصغير|367x367px]]
=== احتلال عكاشة ===
فصلت بين قوات الغزو في صرص وقوات المهدية في [[صواردة (قرية)|صواردة]] حوالي المائة ميل من الأراضي الجرداء الوعرة التي تعرف ببطن الحجر التي تبادل الجانبان إرسال الأطواف إليها. أرسل كتشنر في 18 مارس 1896 طابورا صغيرا قام باحتلال [[عكاشة (قرية)|عكاشة]] في منتصف المسافة تقريبا بين القوتين. و سرعان ما حولها لمعسكر حصين بدأ حشد قواته فيه. وسير الأطواف بينه و بين صرص لحماية طريقخط القوافلالإمداد في نفس الوقت الذي عمل فيه على مد خط السكة الحديدية من صرص. وعملت كتيبة من 800 رجل على الخط الحديدي الذي تقد ببطء حتى وصل أمبكول على بعد 22 ميلا شمال عكاشة في 21 مايو.<ref name="المهدية" />
 
=== احتلال فركة ===
بلغت قوات كتشنر في عكاشة 9000 جندي وشن بهم هجوماً خاطفا على [[فركة (قرية)|فركة]] -أخفاه بعناية فائقة- من محورين: محور النهر ليقوم بهجوم مباشر و محور الصحراء ليهجم من الجناح و يقطع طريق الفرار على المهديين.
 
بدأت معركة فركة في صباح 7 يونيو 1896 وفوجئ المهديون تماماً. قاتل المهديون بشجاعة إلا أن المعركة انجلت عن 1000 قتيل من جانبهم و أسروأسر 600 مقابل 22 قتيلا و 91 جريحا من الغزاة.
 
=== الوباء و الرحيل إلى كوشة ===
بعد احتلال فركة انتظر كتشنر بصبر وصول الخط الحديدي الذي وصل عكاشة في 26 يونيو 1896 و بعدها بشهر إلى فركة. في هذه الأثناء ضرب وباء [[الكوليرا]] قوات كتشنر و مات فيه 919 رجل. وارتحل الجيش إلى [[كوشة (السودان)|كوشة]] فرارا من الوباء ثم توغلوأ في الصحراء حتى إنقضى الوباء.
 
=== وصول الأسطول النهري ===
كان بحلفا قبل الغزو أربعة زوارق مدفعية و ثلاث بواخر غير مدرعة كانت تستخدم في الأطواف على النيل جنوب حلفا فيما تلى حملة إنقاذ غردون عام 1885. لإستخدامها في الغزو كان لابد من عبور الشلال الثاني وهو مالم يكن ممكنا إلا في موسم فيضان النيل الذي يصل قمته في سبتمبر. في منتصف أغسطس ارتفع النيل بما يكفي لعبور الشلال. و اشترك 1500 رجل في سحب الأسطول عبر المضيق. طلب كتشنر ثلاثة زوارق مدفعية أكبر من إنجلترا. وصل اولها مفككا إلى كوشة في أغسطس و جمع هناك و سمي الظافر.<ref name="المهدية" />
 
طلب كتشنر ثلاثة زوارق مدفعية أكبر من إنجلترا. وصل اولها مفككا إلى كوشة في أغسطس و جمع هناك و سمي الظافر.<ref name="المهدية"/>
 
=== موقعة الحفير ===
السطر 125 ⟵ 115:
 
=== خط السكة حديد ===
قرر كتشنر مد الخط من حلفا عبر الصحراء إلى [[أبو حمد (مدينة)|أبوحمد]] و من ثم إلى [[بربر (مدينة)|بربر]] ثم أمدرمان. بدلا عن تتبع النيل إلى دنقلا ثم من كورتي إلى المتمة ثم أمدرمان. وبلغت المسافة 200 ميل بين أبوحمد و حلفا في صحراء محرقة خالية من الماء. ورغم أن العمل قد بدأرسميابدأ رسميا على الخط في يناير 1897 إلا أنه لم يحرز تقدما إلا بعد اكمالإكمال الخط الأول إلى دنقلا في شهر مايو من نفس العام و تحويلوتحويل القوات العاملة عليه إلى الخط الجديد. وحالف كتشنر الحظ في العثور على المياه في نقطتين على الطريق. وتقدم العمل بسرعة كبيرة حيث قطع نصف المسافة بحلول منتصف يوليو ثم توقف بانتظار احتلال [[أبو حمد (مدينة)|أبو حمد]] قبل التقدم. و هنا قامضيع المهديون بخطأفرصة كبيركبيرة إذ لم يحاولوا ولو لمرة واحدة تخريب الخط أو تأخير العمل وهو ما كان كفيلاً بإعاقة تقدم الغزاة بشكل كبير.<ref name="المهدية"/>
 
=== مذبحة المتمة ===
وصل جيش الغرب لأمدرمان في مايو 1897 بقيادة محمود ود أحمد و أذن له الخليفة في التقدم إلى المتمة في يونيو واستدعي [[عبد الله ود سعد]] كبير [[الجعليين]] للقاء الخليفة وإعلامه بالأمر وطلب منه أن يخلي المتمة للجيش. عاد عبد الله إلى المتمة و اجتمع للتشاور مع شيوخ قبيلته و اتفقوا على تحدي الخليفة و رفضوا إخلاء المتمة وشرعوا في تحصينها و أرسلوا إلى الجيش الغازي في طلب العون في 24 يونيو 1897. استجاب كتشنر بألف و مائةومائة بندقية رمنجتون إلا أنها لم تصل في الوقت المناسب.
 
وصل جيش محمود البالغ 10000 مقاتل إلى المتمة في 30 يونيو 1897 وحاول الجعليون التصدي له بأقل من ألفي مقاتل يحملون القليل من البنادق. وانتهت المعركة سريعاً وقام الجيش باستباحة المتمة و قتل السكان و المقاومين. عرفت الحادثة في التراث الشعبي بـ "كتلة (مقتلة) عبد الله ود سعد".<ref name="المهدية"/>
 
=== احتلال أبو حمد ===
السطر 138 ⟵ 128:
بلبل احتلال أبو حمد الزاكي عثمان قائد حامية بربر وقد خاطبه الأمير محمود ود أحمد بأنه سيصل بكامل جيشه لبربر في يوم 11 أغسطس إلا أنه لم يحضر. وخوفا من هجوم وشيك انسحبت الحامية في الرابع و العشرين من اغسطس إلى [[شندي]]. ولما وصلت الأنباء إلى هنتر أرسل طوفا من أربعين من الهجانة للإستطلاع. ولما تقدموا بلا مقاومة دخلوا بربر فوجدوها خالية من المقاتلين و أرسلوا إلى هتنر بأنهم قد احتلوا بربر. كان الاحتفاظ ببربر مغامرة كبيرة للقوات الغازية وذلك لطول خط الإمداد من مروي خصوصا وأن الخط الحديدي ل يصل أبو حمد بعد و كان من الممكن للأنصار إبادة أي قوة تتمركز فيها قبل وصول الإمدادات من الخلف. و كانت لبربر قيمة إستراتيجية كبيرة للغراة حيث تساهم في قطع الطريق بين قوات المهدية في شرق السودان و [[امدرمان|أمدرمان]] وقد فتح الطريق بين بربر [[سواكن (مدينة)|وسواكن]] بعد أنسحاب عثمان دقنة من مواقعه في أدراما. لم يقم الأنصار بأي هجوم على المدينة التي عززت حاميتها في سبتمبر بقوة مقدرة.<ref name="المهدية"/>
 
=== استقالة كتشنر و إنشاء عطبرة ===
استخدم كتشنر زوارقه لقصف قوات محمود ود أحمد في المتمة لعدة مرات في أكتوبر و نوفمبر. و في 31 أكتوبر وصل الخط الحديدي إلى أبو حمد وفتح خط الإمداد من مصر ليزيل قدرا كبيرا من المخاطر عن بربر ويسهل الدفاع عنها عند الحاجة. و في نوفمبر ظهرت شلالات غير معروفة عند انحسار النيل على بعد أربعة أميال شمال مقرن نهر عطبرة مع النيل. وأبقى كتشنر الأسطول النهري جنوب الشلال و أنشأ قاعدة أو حصنا عند موقع مدينة [[عطبرة]] احتوى على مرسى نهري و قاعدة للصيانة والإمداد. و تطورت لتصبح القاعدة الرئيسية لحشد القوات المتقدمة نحو أمدرمان.
 
=== استقالة كتشنر ===
في السادس عشر من أكتوبر تقدم كتشنر باستقالته للمندوب السامي اللورد كرومر وذلك لخلافات عميقة مع مدير الشئون المالية بالقاهرة لإعتراضاته المستمرة على تكاليف الحملة المتزايدة. وبعد إجتماعه مع كرومر و تزويده بالدعم اللازم عاد كتشنر عن استقالته و عادوعاد لقيادة الحملة. سلم الإيطاليون [[ولاية كسلا|كسلا]] للحكومة المصرية و انسحبوا نحو مستعمرتهم في إريتريا في 24 ديسمبر 1897.<ref name="المهدية" />
 
سلم الإيطاليون [[ولاية كسلا|كسلا]] للحكومة المصرية و انسحبوا نحو مستعمرتهم في إريتريا في 24 ديسمبر 1897.<ref name="المهدية"/>
 
=== معركة النخيلة ===